إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصص أحمد و عائشة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصص أحمد و عائشة





    قصص أحمد وعائشة هي قصص قرأتها فأعجبتنى جدا فأحببت ان أنقلها لكم

    من هو أحمد؟
    شخصية جديدة في المنتدى.. لكنه لن يشارك باسمه.. بل سأكون أنا الواسطة بينه و بينكم..
    لم؟
    لأنه –أحمد هذا.. ليس شخصا واحدا..(و ليس خياليا) بل مجموعة أشخاص.. ثلاثة أو أربعة.. على خير و لا نزكي على الله أحدا.. كل واحد أعرفه على حدة.. وأعرفه حق المعرفة.. و لكل واحد منهم طرقه و فنونه المبتكرة و أساليبه الطريفة في فعل الخيرات.. طبعا مع الاخفاء, بل لنقل محاولة الاخفاء.. لأنهم و لسوء حظهم تعرفوا علي.. و ربما لم أخبركم سابقا بهوايتي.. و هي تتبع و التجسس على من أحسبهم من الصالحين.. لا أترك طريقا الا و سلكته في سبيل أن أعرف و أكتشف سرّ نوريتهم..و صلاحهم.. (بالتلفون.. ملاحقة شخصية.. استدراج في الكلام.. السؤال عن اقربائهم.. الخ.. كله جائز في سبيل كشف "أساليبهم")
    المهم أن هؤلاء.. كزياد رحمه الله.. يعلمون أني ألاحقهم و أتتبع خطواتهم و آثارهم.. فمنهم من حلّفني ألا أفضحه.. و منهم من اختفى و أصبح يتحاشاني.. ومنهم من ابتكر طرق جديدة في التخفي..الخ..
    المهم.. احتراما لهم.. و بعدا عن كل الشبهات.. "اخترعت" شخصية أحمد هذا.. و هو خليط لهؤلاء.. عبر "أحمد".. سنغوص معا في العالم الدفين و الخاص لمن أحسبهم فعلا من الأتقياء الأخفياء الأنقياء و لا أزكي على الله أحدا.. سنرى معا تفننهم في فعل الخيرات.. وأكشف لكم أعمالا..تجعلني أخجل من نفسي..و أترك نواياهم لله..
    و الحمد لله أن الله أكرمني بمعرفتهم عن قرب..
    كما وعدتهم, لن أكشفهم.. لكن سأكشف من خلال "أحمد"..أعمالهم التي سيكون فيها من العبر الكثير الكثير ان شاء الله..
    ما يجب التأكد منه أن كل ما سأحكيه عن "أحمد" حقيقي و واقع مائة في المائة.. و في زماننا هذا و من شخص مثلنا.. عادي.. لم و لن يبنوا له "قبه"..و لا أحد يعرف عنه كرامة أو رتبة معينه.. "ما تجيبهاش فيهم اطلاقا"

    بعد أن تتضح الصورة.. و تتضح لكم شخصيّة أحمد هذا.. عبر ما سأقصه عنه من وقائع ثابتة.. ستساعدونني على تكملة الصورة.. و هذه ستكون المرحلة الثانية من المشروع ان شاء الله..
    المرحلة الثانية: كل واحد منكم.. يبحث في أعمال الصالحين حوله و حتى في أعماله الخفية.. و يكتبها على لسان أحمد.. دون خوف من رياء أو غيره..
    أحمد اليوم فعل كذا.. أحمد قال كذا.. أحمد تصدق كذا..الخ..
    فيصبح لنا رمزا كوناه "قطعة قطعة " لمسلم اليوم.. الذي يقتدي بالرسول صلى الله عليه و سلم.. و في نفس الوقت يتأقلم مع العصر الذي يعيشه (ومع الظروف الحالية ).. و يصنع الحياة بصمت و يرتقي بهدوء.. بدون أضواء و لا شوشرة.. و يكون قدوة للمسلم المودرن الناجح في الدنيا و الآخرة..
    ربما أكبر عبرة سنستنتجها من "أحمد".. أن الدنيا بخير.. و أن الخير "في و في أمتي الى يوم تقوم الساعة" أو كما قال صلى الله عليه و سلم..
    سنرى أن هناك من –رغم الداء و الأعداء- يعمل و يجتهد و يصنع من الضعف قوة.. كنا نخال أن هؤلاء انقرضوا.. "أحمد" يعطينا ربما الأمل في أن نكون نحن أيضا "مثله" .. أو أفضل منه..لأن ظروفنا و ظروفه واحدة.. يعيش في نفس البلد.. في نفس الظروف.. نفس العمر.. و الميزانية المحدودة.. عادي جدا.. فلما لا نكون كلنا "أحمد"؟

    ** أحمد شاب عادي :
    أحمد شاب عادي.. أحمد يركب الحافلات.. و أحيانا يركب تاكسي.. هذه السنة اشترى سيارة "شعبية".. لكن لا يستعملها دائما..
    أحمد شاب عادي.. لباسه عادي.. عرفتم تلك الحرباء التي تأخذ لون ما حولها و تتخفى فلا تستطيع حتى رؤيتها؟
    هكذا يلبس أحمد.. ألوانا كألوان ما حوله.. عندما يكون في جمع.. لا تكاد تحس به
    و عندما يكون في صورة.. لا تنتبه اليه..
    أحمد شاب عادي.. يقرأ بعض الصحف.. يشاهد بعض القنوات.. له بعض الأصدقاء.. يخرج الى بعض المطاعم..
    أحمد شاب عادي.. مسلم..تونسي.. يصلي.. يصوم..يزكي.. يحب الله.. و رسوله صلى الله عليه و سلم.. يقرأ بعض الكتب الدينية.. يسمع بعض الدروس التي يشتريها من أمام المساجد.. لا يفهم في السياسة و لا في "الفرقية".. سلفية, صوفية, تبليغ, سنة و جماعة, وهابية.. كلمات لا يلقي لها بالا.. و لا يخوض في جدالاتها..
    من أخلص منهم فهو مرحوم.. و من أشرك و ظلم فهو محروم.. والله أعلم.."حلّت القضية"..
    أحمد شاب عادي.. عادي جدّا..لا يتفلسف..لا يتكلم كثيرا..لكن حين تراه صامتا..
    تحس كأنه سيهم بقول شيء مهم..فتنظر اليه باهتمام..و تنتظر قوله بشغف..
    لكنه يبقى على صمته..ملامحه هكذا.. تعابير وجهه هكذا..لهذا.. فالمؤمنون يطيلون النظر في وجهه..يرتاحون له..
    أحمد شاب عادي..يلوم نفسه باستمرار..يحس دائما بالتقصير..ينسب الخير كله لله..
    و ينسب الباقي لنفسه..لا يكره نفسه..لكن يكره فيها تقصيرها و جحودها..و في نفس الوقت..يكثر التأمل في صفات الله..الحليم..الرؤوف..الودود..الرحيم..
    فيرجح الكفة الثانية.. و يغلب الخوف الرجاء..فتحس بنفسه مطمئنة رغم الخشية
    و ربما لا تحس بشيء.. لأنه لا يبوح بشيء..
    أحمد شاب عادي..عنده مسؤوليات.. عنده التزامات..عمله شاق و مرهق..أوقات فراغه قليلة..
    يتبع .............

    ( تذكير : منقول للإفادة بقلم أبو زياد )

  • #2
    رد: قصص أحمد و عائشة

    مرة.. سقط الأخ ماهر (أخو زياد رحمه الله) من القطار..
    فارتطم على رأسه..على مؤخرة رأسه.. أدخلوه "الإن..عاش" أي العناية المركزة. و بقي أياما بين حياة و موت..الأطباء رجحوا الموت لأن نزيفا في الدماغ حدث له..
    و حتى ان عاش فسيكون مشلولا
    في تلك الأيام العصيبة التفت العائلة و قالوا ما العمل؟ حتى الأطباء يقولون : ليس لدينا الا الانتظار.. لا يمكننا فعل أي شيء.. لا عملية و لا غيرها.. هو الآن تحت ألطاف الله..
    بادر أحد أفراد العائلة و اقترح أن نتصدق.. ذكر لنا حديثا للرسول صلى الله عليه و سلّم في ما معناه "داووا مرضاكم بالصدقات".. فاتفق الجميع على التصدق بما تيسر.. حتى بشق تمرة..
    طبعا اغلبهم ما شاء الله.. تكرّم بشق التمرة.. جازاه الله خيرا.. ثم جمع حوله جمعا..
    يعطيهم درسا في الصدقات و فضلها..
    و البعض الآخر.. تكاتل..و تصدق بصدقات مختلفة.. أحدهم أعطى ملابس.. والآخر مبلغ من المال.. والآخر أكلا..و هكذا..
    و في تلك الفترة بالذات.. كان هناك امرأة عجوز أعرفها.. ليست من العائلة.. كانت في المستشفى الحكومي (سبيطار) لاجراء عملية على عينها.. فقلت أزورها ..وأطلب منها الدعاء للأخ ماهر..
    دخلت المستشفى.. و بحثت عنها..دخلت اليها في غرفتها..
    تعرفون الغرف الجماعية في المستشفيات..
    فوجدتها تهذي و تدعو مستغيثة بصوت مرتفع..رافعة وجهها و يداها الى السماء " يا ماهر ربي يشفيك.. يا ماهر ربي يرجعك لاماليك سالم.. يجلك تمشي و الرسول يبارك.. يا ربي لا تشوي امّيمتو.. يا ربي..الخ"
    و حولها عجائز.. متوسط أعمارهن المائة أو أكثر.. كلهن ترددن خلفها و كأنهن في مسابقة للدعاء..
    كلهن عجائز..(من السبعين سنة فما فوق)... مريضات.. و معهن شهادات فقر.. أي ليس لهن أي دخل!!!
    و كلهن يدعين لماهر..أصوات مختلطة لا تكاد تفهم شيئا.. الا اسم ماهر..
    أحسست بصدمة و قشعريرة.. كيف عرفوا أني أتيت لأطلب الدعاء لماهر؟ و حتى العجوز التي جئت لزيارتها لا تعرف أحدا من عائلتي؟ فكيف لها أن تسمع بماهر؟؟
    سبحان الله حتى الممرضات في الخارج (عادة.. معروف عليهن قسوة القلب).. تدعين لماهر..
    سبحان الله!!! هل أنا في حلم؟
    قلت للحاجة يمينة (هذا اسمها)..
    "مابك؟ مالذي حدث؟ من ماهر هذا؟"
    قالت لي بعد أن تعبت في تهدئتها..
    "لا أعرفه"
    قلت لها "كيف؟ ولم تدعون له اذا"
    قالت" اسمع يا وليدي.. جانا راجل البارح.. ماحلاه و ما أزينو.. و محلا منطقو.. فرق علينا دجاج مشوي..والله العظيم لا كليت كيفو من نهارت الّي تولدت.. بنين بنين..و معاه عاد ..اسكت بركة.."
    قاطعتها و قلت لها" و العلاقة بماهر؟"
    قالت" لقد وزع عينا جميعا بيديه هذه الأكلات الشهية التي لا نراها الا في التلفزيون.. فقمنا نصفّقوا خلنا أن ...(انقطاع في الصوت و الصورة)... فقال لنا اهدؤوا.. لم يأت معي التلفزيون للتصوير.. هناك شاب الآن بين حية و موت بعد سقوطه من القطار.. و أطلب منكم شيئا واحدا: الدعاء له.. لكن بعد أن أخرج"..
    دمعت عيناها و قالت: " تأثرنا كثيرا يا بني.. كلنا هنا أرامل حتى أبنائنا لم يتذكرونا.. فقلنا له هل هو ابنك؟ قال لا قلنا له من اذا؟ قال :صديق... فأبكانا يا بني.. مازالت الرحمة في الدنيا مازال الخير في الدنيا.. والله أسعدنا.. و حتى العمال و الممرضات كلهم أعطاهم طبقا كاملا.. تفضّل ذوق.. خبّيتلك شوية.. و شويّة خليتو لبناتي كيف انروّح"...ثم ابتسمت و قلت " ِِِشِِِِخنا (=استمتعنا , بالدارجة التونسية )في جرّة ماهر.. يا ربي اشفي ماهر".. و بعض العجائز ترددن "آمين..بجاه ربي "
    نظرت حولي.. فوجدت حشدا من العجائز.. حينها فقط انتبهت الى أن كل واحدة تحمل في يدها علبة "المنيوم".. فيها ما تبقى من دجاجتها.. العلبة أعرفها جيدا.. من مطعم "فخر الدين".. مطعم لبناني فاخر الدجاجة عنده ب13 دينار.. أي ثلاثة أضعاف سعر الدجاجة العادية.. و كأني بدأت أفهم الموضوع..
    لن أطيل في سرد أساليبي في التحقيق..(رغم أن الأمر لم يكن صعبا لأن سيارته كانت أكبر دليل)
    لكن بعد محاولات..
    عرفت أن أحمد هو الذي أخذ سيارته الشعبية..
    توجه للمطعم اللبناني..
    اشترى –الله أعلم – كم من وجبة فاخرة- مع العلم أن الدجاج هذا هو أكلته المفضلة..
    فلم يرد أن يعطي لله الا مما يحب..
    بعد أن سمع عبر اس ام اس بخبر ماهر (لم يكن يعرفه لا من قريب و لا من بعيد).. تأثر لحاله.. خاصة بعد أن عرف أنه –أي ماهر- صلى الصبح جماعة يوم الحادثة- فاختار أن يتصدق باحسان.. اختار مكانا يجتمع فيه أضعف عباد الله (عجائز أرامل مرضى فقراء..الخ) و اختار لهم أرقى و أحب وجبة الى قلبه..
    ذهب اليهم خفية وزع الطعام..
    و لا من شاف و لا من درى..
    و يوم بَشّرتُهُ بشفاء ماهر (لم أكن حينها اكتشفت صنيعه).. فرح و حمد الله.. عادي..
    و كأنها حكاية جميلة يقرأها على منتدى..
    و كأنه غير معني بالأمر..
    و كأنه لم يكن له أي دور في الموضوع.


    منقول : بقلم أبو زياد
    تستمر القصص ان شاء الله ....

    تعليق


    • #3
      رد: قصص أحمد و عائشة

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      أحمد يصوم الدهر.. تقريبا..
      صيام الاثنين و الخميس.. و صيام الأيام البيض و صيام داوود يوما بعد يوم..
      كل يوم يصبح صائما.. و لا أحد, ولا حتى أهله, يعلم بصيامه.. يجيد التهرب أوقات الأكل..و اذا كان عند أحد..و دعاه.. اما يعتذر لسبب حقيقي أو يأكل و يقبل العزومة دون أن يشعره أنه كان صائما (يبجل ادخال السرور على المؤمن على نافلة الصوم)..
      المهم.. قد تبقى معه شهورا.. ولا تعرف أبدا ان كان صائما أم لا..

      ( بقلم أبوزياد )

      تعليق


      • #4
        رد: قصص أحمد و عائشة


        أحمد عامل "حساب" في البنك السعودي التونسي (البنك الاسلامي الوحيد (في ذلك الوقت)).. المرتب يصرف مباشرة في هذا الحساب..
        أحمد يفهم والدته أن هذا الحساب مخصص للادخار.. أي أنه يضع فيه المال الذي لا يحتاجه الآن, بل الذي يوفره من مرتبه ..
        و أعطى أمه الكارت (بطاقة السحب).. و قال لها.. هذا الحساب فيه مال لا أحتاجه مباشرة.. كلما احتجت لشيء.. اسحبي منه و تصرفي فيه..
        لم كل هذا؟ لكي لا يجعل أمه تتحرج في طلب المال منه.. بهذه الطريقة..المال يبدو كأنه زائد عن الحاجة.. و الكارت عندها.. تتصرف فيها دون استئذانه.. هذا باب من الاحسان بالفعل لم أتوقعه.. أمه الآن مرتاحة البال بدرجة لا تتخيلونها.. حتى أنها أحيانا تبالغ في صرف المال.. فيحاول أحمد أن يكمل الشهر بما يستطيع.. و قد يقترض مبلغا بسيطا يكفي أكله و زوجته..لكن من المستحيل أن يجعل أمه تحس بأي شيء.. رفاهتها قبل حاجياته الأساسية.. قد يبات جوعانا لأن أمه اشترت قماشا غاليا لتصنع منه لباسا..هذا مبدأ أحمد..و لا زوجته و لا أي أحد آخر يعرف هذا الأمر..

        ( بقلم أبوزياد )

        تعليق


        • #5
          رد: قصص أحمد و عائشة

          أحمد له جيران و العياذ بالله..
          قمة في الفساد الديني والأخلاقي..
          و قمة في سوء الأدب.. عملوا خصومة مع كل من حولهم.. و يصل الأمر الى الضرب المبرح.. لا يتورعون عن فعل أي شيء.. حتى أن كل من في الحي أصبح يخاف و يتحاشاهم..
          خصص سنة كاملة فقط لتأليف قلوبهم.. لم يحدثهم يوما عن الدين..
          لم يتشكى من قوارير الخمور التي يلقونها أمام بيته..
          لم يأمرهم بشيء..
          لكن في كل مناسبة.. و بدون مناسبة.. يطرق بابهم و يمدهم بهدية..
          هدية لا علاقة لها بالدين.. فهو الآن في مرحلة تأليف القلوب و ليس الدعوة الى الله أو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر..
          مرة زيت زيتون "نضوح"
          مرة كيلو بانان (موز)
          غالبا يهديهم أكثر شيء اشتهاه..
          فان اشترى يوما مثلا كيلو تفاح.. و ذهب الى بيته و هو يشتهيه.. ما ان يمر ببيت جاره حتى يقرر أن يعطيه التفاح..
          لا يعطيهم الا مما يحب..
          و يدعو لهم مع كل هدية..
          و يبتسم..
          و طيلة السنة و هو يجهز للمرحلة الثانية.. مرحلة الدعوة الى الله..
          الحمد لله أن الله زرع حبه في قلوبهم فيبضع شهور..أصبحوا يحترمونه..
          الى الآن لم يبدأ بعد مرحلة الدعوة..و الحال كما هو..
          الا أنهم أصبحوا يطأطؤون رؤوسهم عندما يرونه.. يحسون أنه على حق و أنهم على باطل.. يخفضون أصواتهم عندما يمر..الخ..
          ما أردت لفت الانتباه له.. و ما أثارني في هذه القصة.. هو جانب التخطيط عند أحمد.. لا تحس بالعشوائية في تصرفاته.. ليس من النوع الذي يتحمس فيغرقهم حبا و هدايا على دعوة الى الله على نهي عن المنكر و يريد نتيجة فورية.. لا .. بالحكمة و الموعظة الحسنة.. رأى أنهم في حالة من البعد عن الله بحيث أنه عليه وضع استراتيجية كاملة للوصول الى قلوبهم و دعوتهم الى الاسلام من جديد..
          طول النفس هذا.. و المثابرة.. و الثبات.. و الصبر..و الحلم.. و الرحمة.. كل هذا يحتاج الى صدق في النية و اخلاص..و عزيمة قوية.. واقتناع بدورنا في الحياة.. و وضوح الرؤيا في ما يتعلق باهدافنا..و لو الصغيرة منها..
          و لا يفهم من هذا أن كل ما نرى صاحب منكر نغرقه بالهدايا و ننتظر الهداية.. لكن هذه الحكمة.. أن تعرف أن كل شخص و كل ظرف هناك طريقة أفضل في التعامل معه أو معها.. و أنه لا توجد طريقة مثالية نتائجها مظمونة.. بل يكفي أن نري الله في قلوبنا أننا فكرنا و اجتهدنا و حاولنا و صبرنا و أخلصنا..
          نقطة أخيرة..أحمد في مثل هذه الأمور يستشير كثيرا أهل الذكر.. من العلماء أو حتى أصحاب التجارب في الحياة.. يعني يعطي الأمر أهمية و لا يستخف به.. كل عمل يقدم عليه.. يقول ربما هذا هو العمل الذي سيجعل الله يرضى عني به و يدخلني به الفردوس الأعلى.. فيأخذ الأمر بجدية.. كأنه امتحان هام.. و هذا أكثر ما ينقصنا (أتحدث عن نفسي خاصة).. هو هذه الجدية و الحرفية (أي باحتراف) في فعل الخيرات..


          ( بقلم أبوزياد )

          تعليق


          • #6
            رد: قصص أحمد و عائشة

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            هذه قصة أخرى من قصص أحمد أسأل الله أن ينفع بها


            أحمد عنده طريقة جميلة في التفاعل مع الآيات و الأحاديث التي يسمعها أو يقرؤها..
            يقرأ بنية التطبيق..
            لهذا هو لا يقرأ كثيرا..
            مثلا حديثين معروفين للرسول صلى الله عليه و سلم: "ما اجتمع قوم على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم: قوموا مغفورًا لكم". (صحيح الجامع )
            " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله عز وجل ، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده " (مسلم وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه )
            من أول يوم سمع هذين الحديثين سأل: الشيخ: " ما المطلوب حتى أكون منهم؟" أجاب الشيخ "تجلس معهم بهذه النية.. و يكفي أن تتدارسون حديثا أو تفسرون آية أو يتلو عليكم أحدكم آيات من القرآن"...
            من يومها الى يومنا هذا.. أصبح انسانا آخر.. على أقل تقدير يرتب 10 مجالس علم و ذكر في اليوم (صدقوني بلا مبلاغة).. كيف؟ طريف جدا هذا الأحمد..
            قبل أن يخرج من البيت بنادي زوجته.. يقول لها اجلسي نذكر الله.. تجلس أمامه.. يقرأ عليها آية أو حديثا من أحد الكتب المعتمدة (نوع رياض الصالحين المفسّر...) في دقيقتين تقريبا.. بعد أن يحمد الله و يصلي على رسوله الكريم.. ثم يقول لها..قومي.. خلاص..لقد حصلنا السكينة و الرحمة و رفقة الملائكة و المغفرة.. و ألف ركعة... أسعيدة أنت؟..
            يخرج من البيت و يدخل مكتبه.. أول ما يقابل زميله أو زملائه المقربين يختلي بهم دقيقتين (قبل وقت العمل أو خلال الراحة) يقرأ حديثا و تفسيره.. و يذكرهم بالأجر..
            نفس الشيء مع كل من يقابله.. مع كل من يزوره.. حتى في المسجد.. بما أنه لا يحب "التجمعات".. فانه يتجه لمن يراه يقرأ القرآن.. فيطلب منه برفق و بابتسامة.."هلا شركتني معك الأجر.. و قرأت علي بعض الآيات.. أريد أن أسمعها بصوتك".. يستغرب الفتى.. لكن عادة يتلو له الآيات..اما اقتناعا أو أخذا بخاطره..و بمجرد أن يكمل يقول له "الله... ما أروع هذه الآيات.. تعرف يا أخي أن مجلسنا هذا هو مجلس ذكر؟ و أنه الى جانب العشر حسنات التي ستنالها باذن الله على كل حرف قرأته.. سننال جميعا كذا و كذا و كذا..و يستعرض عليه الأحاديث و الفضائل...
            حتى في التاكسي.. عند زيارته للمرضى.. عند انتظاره في قاعات الانتظار عند الطبيب.. في المحطة.. في كل مكان.. يبحث عن "زميل"... أي وجه تبدو عليه الطيبة أو الايمان.. و يعدد مجالسه.. عندما يعود الى البيت..مع جيرانه.. أحيانا أبدأ الحساب.. أقول له..من الصباح و أنت تعقد الجلسة تلو الأخرى.. واحدة..ثلاثة.. عشرة.. عشرين.. فيقول لي"كف يا معز..ما أدراك ما تقبل منها؟ ربما لم يقبل منها الا صلاتنا على النبي صلى الله عليه و سلم"...
            معنى جميل أستشعره: كنت أعتقد أن مجلس الذكر.. هو اجتماع لعلماء و شيوخ و عدة أشخاص.. و فرشان جراري و ََهَيْلَمان (يعني اعداد و تحضير).. فتعلمت من أحمد.. أن في اليوم ممكن أن نقوم بعشرين مجلس ذكر و علم.. . بدون أن نغير في حياتنا شيئا.. لا في أوقاتنا و لا في تعاملنا و لا في تنقلاتنا.. حيثما كنا..يكون معنا كتيب جيب.. فيه بعض الآيات و الأحاديث.. ولا من شاف و لا من درى..
            على فكرة.. أحمد و زوجته يذكرون دائما بفضل هذه المجالس "الخفيفة" مما جعل العديد العديد من العائلة و الجيران و الأصدقاء يقتدون بهم..
            هنيئا لك يا أحمد..و هنيئا لنا بمعرفة أمثالك..

            ( بقلم أبوزياد )

            تعليق


            • #7
              رد: قصص أحمد و عائشة

              ألم تعجبكم القصص يا أخوات ام ماذا؟
              معقولة كانت وجهة نظرى خطأ انا وجدتها قصص فى منتهى الروعة غير انها وقائعية
              على العموم نضع قصة ونشوف رأيكم


              هذا الموقف.. أصعب موقف بالنسبة لي.. كلما أتذكره أبكي..
              أسأل الله أن يوفقني لحسن كتابته..
              كل المواقف كوم.. و هذا الموقف كوم..
              أسأل الله أن يبلغ أحمد بهذا الموقف فقط أعلى عليين..
              و لو كل واحد منا وضع في سجلّه موقفا واحدا كهذا.. لا أدري ما سيجني.. لا أتخيل قيمته عند الله سبحانه..

              مرة, أحمد كان معنا في مطعم فخم نوعا ما (صديق لنا استضافنا).
              وليمة فخمة.. ماشاء الله..
              و نحن كذلك دخلت امرأة عجوز (في الستين تقريبا)..
              توجهت مباشرة الى طاولتنا..
              من هيئتها توقعنا أنها جاءت للتسوّل..
              و فهمت أننا نهم باعطائها "ما كتب"..حيث أدخل بعضنا يده في جيبه..
              فقاطعتنا بسرعة و بصوت منخفض (توشوش).."أنا لست متسوّلة.. فقط أريد بعض ما تبقى مما أكلتم لليتيمة تلك"..و أشارت باصبعها الى فتاة تنتظرها في الخارج..يظهر خيالها من البلور.. ثم واصلت "بسرعة قبل أن يطردني صاحب المطعم".. فنظرنا الى الطاولة..ماشاء الله لم يبق لا سمكا و لا دجاجا.. فقلنا "انتظري سنطلب لك أكلا.. لم يبق شيئا من عشائنا"..فقالت و كأنها متعجبة من قلة فهمنا "قلت لكم لم آت للتسول.. هاتوا حتى قطعة خبز...اسمعوا..هل تسمحوا لي بالتصرف؟" سكتنا و حركنا رؤوسنا بالموافقة.. فجمعت أطراف البيتزا..و رؤوس السمك..و قطع الخبز المتناثرة..و عظم الدجاج.. جمعته بسرعة كأنها تختلس..و كان يبدو على وجهها الخجل و الارتباك..احسسنا بأنها لم تتعود على هذا.. حالة ذهول عمتنا.. الا أحمد.التفتّ فلم أره.. اختفى.. لم ينتبه أحد الى خروجه..الا بعد لحظات.. اتصل بي في الجوال و قال أنه خرج لأمر مفاجئ.. بدأت أفهم..

              لن أخبركم كيف تمت ملاحقتي له.. لأن ليس هذا بيت القصيد.. سأعطيكم مباشرة التقرير النهائي..
              الأخ أحمد تأثر.. أخفى دموعه و خرج..
              تتبع المرأة و ابنتها..
              مشتا على رجليهما الى أن وصلتا مكانا منعزلا تحت احدى العمارات..
              وضعت الأم "الطعام".. و أكلوه أكل من لم يذق طعاما من أسبوع..
              حتى رأس السمك أكلوه بما فيه..
              بكى أحمد..بكى كالطفل..
              كنت أقرب اليهما منه (في المكان..)
              كنت أراقبه بعين و أراقبهما بالعين الأخرى..
              ثم المفاجأة... بل الصدمة بالنسبة لي..
              لا أدري كيف مسح دموعه في لحظة.. و استوى و توجه اليهما واثقا..
              قال بصوت واثق" مرحبا بيك يا مدام .. أحنا برنامج من راديو منتيكارلو.. و عندنا مسابقة في الشارع.. نسألوك سؤال و كان ( كان= لو ) تربح تفوز بجائزة كبيرة..".. تسمرت الفتاة و أمها و أخفيتا الأكل..و مسحتا فمهما و لم تقولا شيئا من هول الصدمة..كأنه مسكهما متلبستين بجريمة.. تمتمت الأم بعد لحظات.." أي كنتيمارلو هذه؟" قال "اذاعة عالمية"..هكذا ببساطة.. فقالت الأم "أي باهي.. و آش تحب منا انت تَوّا (ََتَوّا = الآن )؟".. قال "تجيبين على السؤال فقط"..
              قالت "ماهو السؤال؟".. قال "من خلق السماوات و الأرض؟ من الرزاق؟ من صاحب الملك؟"... الفتاة لم تتركه يكمل و قالت ببراءة الطفولة: "ربي !!" قالت الأم "ياشومي.. توا هذا سؤال!!!.. ربي امالا اشكون.." قالت الفتاة "ربي هو الله.. هو الي خلقنا و يعمل الحاجات الي قلتهالنا الكل"... فقال أحمد و هو يغالب دموعه و يحاول ألا يكشف خطته "والجواب صحيح.. لقد فزتما بالجائزة الكبرى مبروك.. ألف مبروك.." (أكتب الآن و أنا أبكي فاعذروني لو لخبطت الكلام).. قال لهما تعالو الآن معي الى مغازة مونوبري المجاورة لتأخذا الجائزة..من الذهول و الارتباك..وقفت الأم و ابنتها و اتبعاه بلا سؤال و لا كلام..

              وصلا المونوبري ..قريبة جدا من ذلك المكان.. قال لهما: جائزتكما هي أن تحملا "شاريو" (الذي يضعون فيه المشتريات في التسوق)..و تدخلا لتشتريا كل ما تريدان.. بعد ربع ساعة نلتقي أمام "الكاسة" (مكان الدفع) الامرأة كاد يغمى عليها..أما الفتاة فقالت" حتى عروسة فلّة؟" قال نعم قالت "و دبش المدرسة؟" قال نعم (رغم أننا في منتصف السنة الدراسية)..قالت "و الدجاج؟" قال "كل ما تشتهينه.. خوذ الي تحب..
              الأم قالت "يا وخي.. هذا باب العرش.. موش كنتيماريو ولا شنوا"..قال "لا يا حاجّة.. ماعادش وقت المونوبري قريب يسكّر ( يسكر= يغلق أبوابه ).. ادخل فيسع ( فيسع = بسرعة ) اشري الّي تحب"..
              و حينها رأيت لقطة لم و لن تنزع من ذاكرتي..
              وجه الأم و البنت.. دموعهما.. نظرتهما.. سبحان الله
              كأنها لوحة فنية.. تبكي كل ناظر لها..
              دخلت المرأة و البنت.. من فرط السعادة و الخوف من أن ينتهي الحلم أو يغلق باب العرش أو تندم اذاعة منتي كارلو أو لا أدري ماذا.. كانتا كل ممر تمران منه تحدثان ضجة.. هاو طيحو حكك التن هو زدمو في الماعون .. تحس أن المونوبري كله أصبح في حالة هلع.. تجريان و الأم تصرخ "ابعدوا ابعدوا أحنا جماعة كنتيمارلو"..و كأنهن في لحظات قليلة ستحققان كل ما اشتهتاه من ولادتهما الى يومهما ذاك..
              تخيلوا الفتاة اشترت كل لوازم الرضيع.. رغم أن عمرها جاوز الثمانية سنوات.. لكن سبحان الله كأنها أحيت رغباتها الدفينة القديمة..
              قبل هذا نسيت أن أقول لكما أن أحمد فطن بي.. أمام المونوبري قبل دخولهما.. فاصفر وجهه..و بعد أن أدخلهما قال لي غاضبا: "ألن تغير عاداتك السيئة؟ حرام عليك.. بالفعل أنا مستاء منك..".. قلت له "هون عليك أخي.. واحمد الله أني هنا.. أنسيت كم عندك في جيبك يا منتي كارلو؟".. كنت أعلم أن عنده 200 دينار (600 ريال س. أو 1000 جنيه م.)..هذا كل ما يملك حينها..
              قلت له "على الأقل كنت أخذتهم الى عطار..أو سوق عادي.. هنا الحسبة ممكن تصل الى مليون.. لأنهم يبيعون كل شيء هنا.. ".. أجاب "كنت سأتدبر أمري ..اطمئن.." قلت له "لعل الله أرسلني رحمة لك ..معي دفتر الشيكات و إن قدر الله نعطي شيكا ثم نتدبر أمره"..قال لي "اقسم أنك لن تخبر أحدا بهذا الأمر" قلت له "أقسم أني لن أفضحك" (كأني توقعت أن يأتي هذا اليوم فالتجأت للمدارات)
              نرجع الى المونوبري.. سهل جدا أن تعرف مكان الفتاة و أمها.. من صراخهما "أمي..هذا جبن الحومة متاع التلفزة يا!!!" .."بَرَّى ( بَرَّى = اذهبي) بنتي جيب تن المنار كيما متاع خالتك لطيفة" ..." أمي..شوف شوف لعبة المونوبولي متاع عصام..يا!!!".." اسمع.. برى شوفلي الشامية بلا سكر"...حوار سمعه كل من في المونوبري.. لكنهما كانتا في حالة أخرى..لم تنتبها للشوشرة التي أحدثاها..
              المهم..ربع ساعة بالضبط.. و الأم و ابنتها أمامهم "الشاريو" ملآن الى أن أخفاهما.. و المشتريات تتساقط.. و الناس يساعدونهما على ارجاعها.. و الفتاة تقول لأمها "أمي نسينا البرفان" والأم تقول "يزي بلافضايح شوف الشاريو قدامك الناس الكل تتفرج.. اقعد و ريض"..
              مشهد ولا في الأفلام.. ولا حتى في الخيال!!!

              الأم تساعد البائعة على وضع المشتريات في أكياس.. ثم تلتفت كل مرة الى الذين
              يشاهدونها و تقول :"صليو على النبي..الله أحد.."...تخاف من العين..و الحسد
              حينها لم أتمالك نفسي.. احسست القليل مما أحست به المرأة و ابنتها
              القلييييييل.. لم أجع و لم أحرم (ضمة على الألف) و لم أحس بالخصاصة التي عاشاها..و لم يسعدني أحد في الدنيا كما أسعدهما أحمد.. صدقوني من السعادة..كانت هناك دموع لا تفارق عيناهما بدون بكاء..أي تقاسيم الوجه كلها فرحة و سعادة و تركيز على عملية الشراء.. لكن الدموع كانت تنساب هادئة بشكل طبيعي.. كأن الله أراد لها أن تشهد لأحمد..و تثقل ميزان حسناته.. لم أتماك نفسي.. أحسست أن قلبي لم يعد يتحمل.. ارتميت على أحمد أعانقه.. و كأني ممثّل الفتاة و أمها.. عانقته حتى كدت أخنقه..
              ذهبنا سويا الى "الكاسة".. المجموع.. 200 دينار سبحان الله !!! كل هذا ب200 دينار!!! يعني بالضبط المبلغ الذي كان معه! ترجوته أن أساهم معه في الأجر..قال لي "هات الدينار الرمزي" و سبحان الله أخرج كل ما في جيبه و أعطاه للعاملة..
              و التفت الي قائلا" نصيبك من الأجر أن تحمل معي هذا الى بيتهما و أن تكتم الأمر"..
              وضعناهم كلهم في السيارة ..السيارة من نوع "كنقو" أي شبه شاحنة مغطاة.. طول الطريق و المرأة تدعو للكنتمارلو و لأحمد و لي.. حتى حينما وصلنا بيتها.. خرجت تدعو لكل من تقابله.. للعطار.. للجزار..لجاراتها..حتى للمارين الذين لا تعرفهم.. تدعو لهم بالفوز.. تدعو تدعو تدعو في حالة هستيرية.. و الفتاة..الفتاة لم تقل شيئا.. عيناها كانتا تعبران عما في داخلها.. و قبل أن تذهب.. اقتربت من أحمد و قالت له: "هل تسمح لي اذا سألتني صديقاتي عن اللعب و الملابس و الأغراض أن أقول لهما أن عمّي هو الذي اشتراهم لي؟" ربّت على رأسها وقال طبعا يا ابنتي..أنا عمك..و سأزورك حتما ان شاء الله.. الفتاة تركته و أسرعت خلف أمها تبشّرها: "أمي الراجل ولّى عمّي.. هو من قال لي.. أصبح عندي عمّ أمّي.."..(الفتاة يتيمة الأب و الأم.. هذه قصة أخرى سنراها فيما بعد)
              يا الله كم تتعبني هذه القصة بالذات..تستهلك الكثير من مشاعري..
              خلاصة القول.. أحمد له خصلة نادرة بالفعل: عندما يتعامل في الله "لا يحسب"..لهذا لم يفكر في ما قد ستكلّفه زيارة المونوبري..ولا ما سيحدث بعد انفاق كل ما لديه..يتعامل مع الرزاق..فيعطي بالفعل عطاء من لا يخشى الفقر.. اقتداءا بالرسول صلى الله عليه و سلم.. و ليس نادرا أن يقترض ليتصدّق.. ينفق بيمينه ما لا تعلم شماله.. وأحسست من خلال هذه الحادثة أنه متعود على هذا الأمر.. أو جربه مرّة على الأقلّ.. لأنه كان على مستوى عال من الحرفية و الاتقان.. مسألة منتيكارلو هذه أكبر دليل.. لم يرد أن تعرف المرأة أنه هو صاحب المعروف..و لم يرد احراجها.. ربما لو قال لها أنا من سيدفع.. لأحست بالذل.. أو لاكتفت بالضروريات.. لكنه تخيل مشهدا جعلها لا تحس بأي "مزية" و كأنه حقها المكتسب..

              و كما أراه يعطي بلا حساب في تجارته مع الله فإني أدعو له و لندع له جميعا أن يدخل الفردوس بلا حساب.. أتخيل (عندما اختلي بنفسي) أن يقول الله سبحانه له "لقد أعطيت بلا حساب, فسأعطيك اليوم بلاحساب"..و تخيلو "بلا حساب" بحساب الله سبحانه كيف ستكون؟

              اللهم ارزقنا الاخلاص..و الثبات و القبول..

              ( بقلم أبوزياد )

              تعليق

              يعمل...
              X