الحمد لله جعلت الفردوس لعبادك المؤمنين نُزُلا؛
فلك الحمد أولا وآخر وظاهرًا وباطنًا،
الحمد لله الذي يسَّرها لنا، ويسَّر الأعمال الصالحة لنا؛
فلم يتخذ السالكون إلى الله سواها شغلا وسهل لهم سبلها
فلم يسلكوا سواها سبلا خلقها قبل أن يخلقهم،
وأسكنهم إياها قبل أن يوجدهم،
وحفَّها بالمكاره ليبلوهم أيهم أحسن عملا،
وأودعها ما لا عين رأتْ، ولا أذن سمعت،
ولا خطر على قلب بشر
هي جنة طابت وطاب نعيمها فنعيمها باق وليس بفان
الجنة.. ما الجنة، والفردوس ما الفردوس
لا خطر لها،
لا مثيل لها، ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز،
وقصر مشيد، ونهر مضطرب، وثمرة نضيجة، وحلل كثيرة،
وزوجة حسناء جميلة، وفاكهة وخضرة، وحبرة ونعمة،
في محلة عالية بهية، في جنة عدن عند مليك مقتدر.
بناها الله –تعالى- لعباده المتقين أحسن بناء وملأها
من كرامته ورحمته ورضوانه؛
فبناؤها أحسن بناء وأجمل بناء وأتم بناء وأكمل بناء
كيف لا يكون ذلك،
وهي لبنة من ذهب ولبنة من فضة، مِلاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت والجوهر، وترابها الزعفران، وسقفها عرش الرحمن –لا إله إلا هو-، غرفها مبنية يُرى ظاهرها من باطنها،
ويرى باطنها من ظاهرها، من دخلها ينعم لا يبأس
ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه .
أما أشجارها، فما أشجارها؟
ما من شجرة إلا ولها ساق من ذهب، ولها ساق من فضة.
أما ثمارها فألين من الزبد، وأحلى من العسل.
وأما ورقها –فلا إله إلا الله- أحسن وأرق من رقائق الحلل.
أما تصفيق الرياح لذوائب أغصان أشجار الجنة،
فيستفز من لا يطرب بالطرب،
ظل الشجرة يسير الراكب فيه مائة عام لا يقطعه
فيها مائة درجة، والناس في الجنة على درجات؛
منهم من يبلغ أعلى الجنة، ومنهم من هو في وسط الجنة،
ومنهم من هو في ربض الجنة،
لو أن العالمين اجتمعوا في درجة واحدة لوسعتهم
؛سعة أبوابها ما بين المصراعين مسيرة أربعين عامًا،
وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام.
فأسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يزاحم على تلك المصاريع.
أما ما للمؤمن فيها؟
فللمؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوَّفة طولها في السماء ستون ميلا، له أهلون يطوف على بعضهم فلا يرى بعضهم بعضًا، فضلا من الله ونعمة.
أما لباس أهلها
فلا تَسَل عن لباسهم؛ حرَّم عليهم الحرير والذهب في هذه الحياة وجعل لباسهم هناك من الحرير والذهب، وأنعم بذاك اللباس!
وأما صورتهم فأهلها جميعًا على صورة القمر ليلة البدر؛
فلا إله إلا الله، أي جمال يكون ذاك الجمال؟
حليهم وأساورهم من ذهب وفضة ولؤلؤ وزبرجد وياقوت،
من لذة إلى لذة إلى لذة،
لا يجوعون ولا يظمئون، ولا ينصبون، ولا يشبعون،
ولا يتعبون، وإنما لذَّات فوق لذّات
(فِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ من معِينٍ) (إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا).
أما أمشاطهم فالذهب، وأما رشحهم فالمسك،
وأما مجامرهم فالألوَّة، وهو أفضل الطيب أفضل العود
فحي على جنات عدن فإنها *** منازلنا الأولى وفيها المخيم
وحي على روضاتها وخيامها *** وحي على عيش بها ليس يسأم
أيا ساهيا في غمرة الجهل والهوى *** صريع الأماني عما قليل ستندم
أخي المسلم أختى المسلمة
بادر بالطاعات قبل فوات الأوان..
واطمع فيما عند الله من جنات ونعيم..
فإنما الدنيا لحظات وثواني.. وإنما أنت عابر سبيل.
إن كنت المحب لهذا العيش الرغيد
ولتلك المساكن الطيبة,
فاصبر نفسك على طاعة الله,
واجتناب محارمه وأداء الصلوات
والصيام والقيام في الظلمات..
: ما بالك بقوم سلكوا طريق النجاة..
وتزودوا بالطاعات واتقوا ربهم حق التقاة..
فأورثهم الله تلك الجنات, تتفجر عيونها كل حين,
تارة تمزج بالكافور فتكون باردة طيبة الرائحة
وأخرى بالزنجبيل فتكون حارة طيبة الرائحة,
والى أختى الغالية
يجتمع فى الجنة نساء الدنيا والحور العين
.فاسمعى إلى كلمات هؤلاء واسمعى إلى كلمات هؤلاء،
أما أهل الجنة
اللائي أُنشئن في الجنة فيقلن
نحنُ الخَالِداتُ فَلا يَمُتْنَ *** نحنُ الرَّاضِياتُ فَلا يسخطن
نحن المقيماتُ فلا يظعنَّ *** نحنُ النَّاعماتُ فلا يبأسنَ
طوبى لمن كان لنا وكنا له
فيرد نساء أهل الدنيا وحوريات أهل الجنة منهن:
نحنُ المُصَلِّياتُ وما صّلَّيْتُنَّ *** نحنُ الصَّائِماتُ وَمَا صُمْتُنَّ
نحنُ المُتصدقاتُ ومَا تَصَدَقْتنَّ *** نحنُ العَابِدَاتُ ومَا عَبَدْتُّنَّ
استمع ومثل نفسك في روضات الجنة
يوم يأتيك المنادي ينادي أنت وأهل الجنة:
يا أهل الجنة إن ربكم يستجيركم، فحي على زيارته
لا إله إلا الله
، من السائل جل جلاله، وتقدست أسماؤه،
سبحانه لا إله إلا الله،
، يقولون: سمعًا وطاعة وينهضون إلى الزيارة مبادرين
وإذ بالنجائب أعدت لهم يستوون على ظهورها
وينهضون، فيستوون إلى الوادي الأفيح المبارك
على كثبان المسك التي جعلت لهم موعدًا
ثم يأمر الرب -تبارك وتعالى- بكرسيه، فيُنصب
ثم يأمر بمنابر لأهل الجنة منابر منوعة
على قدر الأعمال
من ذهب، من فضة، من لؤلؤ، من نور،
من ياقوت من زبرجد، وأدناهم وما فيهم دنيء
على كثبان المسك؛ فلا إله إلا الله،
ما أعظم نعيم الله في الجنة!
حتى إذا استقروا في مجالسهم، واطمأنت بهم أماكنهم
، نادى المنادي مرة: يا أهل الجنة إن لكم موعدًا عند الله يريد أن يُنجزكموه
يريد أن يعطيكم موعدًا، فيقولون
–وقد رضوا بما أتاهم من النعيم-:
ألم يثقل موازيننا سبحانه وبحمده؟
ألم يزحزحنا عن النار؟
ألم يدخلنا الجنة؟
ألم يبيض وجوهنا؟
فبينا هم كذلك إذ سطع لهم نور أشرقت له الجنة
ورفعوا رءوسهم؛
فإذا الجبار–جل جلاله وتقدست أسماؤه-
قد أشرف عليهم من فوقهم،
وقال: يا أهل الجنة سلام عليكم، فيردون بصوت واحد:
اللهم أنت السلام، ومنك السلام،
تباركت يا ذا الجلال والإكرام،
يقول: يا أهل الجنة، يا من أطاعوني بالغيب
ولم يروني هذا يوم المزيد، فسلوني، فيقولون:
ربنا قد رضينا فارض عنا. قال: لو لم أرضَ عنكم لم أسكنكم جنتي
أحللت عليكم رضواني، لا أسخط عليكم أبدًا، هذا يوم المزيد فسلوني،
لا إله إلا الله، ما أكرم الله! لا إله إلا الله، ما أرحم الله
يا أيها الأخوة هذه سلعة الله وهذا بعض نعيمها
وما رائي كمن سمع وما مخبر كمعاين
سلعة الله غالية سلعة الله الجنة
خلقها الله يوم خلقها
وخلق فيها ما لا عين رأت
ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
أسأل الله العظيم أن يرضى عنا
وأن يسكننا الفردوس الاعلى بمنه وكرمه
أختى هل أشتقتى الى الجنة
فهيا أختى أوصيكى بالا عمال الصالحات
فى لحظات مخلصات ندخل بها الجنات
وفى النهاية أهديكم هذه الكلمات
النفس تبكى على الدنيا وقد علمت**ان السلامة فيها ترك مافيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها**الا التى كان قبل الموت يبنيها
فان بناها بخير طاب مسكنه**وان بناها بشر خاب بانيــها
أموالنا لذوى الميراث نجمعها**ودورنا لخراب الدهر نبنيــها
أين الملوك التى كانت مسلطنةحتى**سقاها بكأس الموت ساقيها
لا تركنن الى الدنيا ** فالموت لا شك يفنينا ويفنيــــها
واعمل لدار غد رضوان خازنها **والجار أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها**والزعفران حشيش نابت فيهـا
فمن يشترى الدار فى الفردوس**يعمرها بركعة فى ظلام الليل يحييها
واليكم هذه الروائع
درس بعنوان (الجنة) لفضيلة الشيخ/محمد حسان
((((( نونية ابن القيم فى وصف الجنة ))))
لا تنسوا أختكم الفقيرة بدعوة صالحة والله أنا بحاجة اليها
أسأل الله العظيم أن يجمعنا فى سوق الجنة
تعليق