الظلم ,الظالم , الشعور بالظلم , كيف تتعامل مع الظالم, لا تظلم
اسأل نفسك هذا السؤال
كيف تقيم الظلم و كيف تتعامل مع المظلوم و الظالم ؟؟
هل تقيم الموقف بعدل أم لا ترى إلا مرادك من الأمر و الحل السهل ؟؟
دعنا نرتحل إلى واحة النبوة أولا ثم نكمل الحديث
عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله "صلى الله عليه و سلم"
(انصر أخاك ظالما أو مظلوما)
قالوا: يا رسول الله ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟
قال (تأخذ فوق يديه)رواه البخاري 2444أي ترده عن ظلمه و توقفه عن الاستمرار فيه
سبحان الله
و الله لما سمعت هذا الحديث شعرت كأنه يرى بعين البصيرة أحوالنا الآن و ينبه لها
من ألف و أربعمائة و ثلاثون عاما ينبه عن وجهي الظلم
من الأشياء التي نراها كثيرا في العيادة النفسية حاليا نتيجة المبالغة و عدم التدبر
دعوني أعطيكم أمثلة حية
المشهد الأول
المرأة تتزوج و تعتقد أن قمة العطاء أن تعطى زوجها مالها كله
و ألا تسأله عن عمل أو إنجاز أو طموح له مطلق الحرية في الكسل و عدم النجاح
و التهور بمالها في أحوال غير محسوبة و غير مدروسة
ثم تفيق و قد اعتبر الزوج ذلك حقا مكتسبا
فها هو لا يعمل بل و يبعثر المال في مجازفات تخضع لمزاجه و رغبته في الظهور
و طبعا لا يتحمل مسئولية البيت و لا الأولاد بل و يؤذيها أحيانا
ثم تأتى منهارة أنا أردت أن أريحه و أجعله يشعر بالطمأنينة أن له الحق يفعل ما يريد
ما هذه المبالغة
لقد أفسدت فطرته كرجل يا عزيزتي
إن فطرة الرجل السوية و التي تمكنه من تحمل المسئولية
منشأها سعيه للكسب و شعوره أنه يتعب ليكفى أهل بيته
فإذا ما شعر انه لا تعب فقد فطرته كرجل و تحول إلى هذا التكوين الغريب
تقول المرأة و لكنى لا أستطيع أن آخذ موقف الآن أنا أريد الطلاق
سبحان الله
لقد ظلمته و ظلمت نفسك أولا بإفساد فطرته
و تظلميه الآن بالإصرار على تركه على حاله و اعتقاده انه على حق
عذرا توقفي لكي
ترديه عن ظلمه لك و لنفسه
ترديه عن ظلمه لك و لنفسه
فهو كزوج أمام الله مفرط في الأمانة و كرجل ظالم لك و هو القيم
و الآن تريدين الانسحاب و لم تنفذي سنة رسول الله"صلى الله عليه و سلم"
و لم تتحرى السنة السليمة و إتباع المنهاج
ليس خراب البيوت سهلا هكذا خاصة و لو كنا شاركنا في المشكلة
سبحان الله أليس هذا أحد تطبيقات الحديث
انصر أخاك ظالما بأن ترده عن ظلمه و الله لو تحريناها بحقها ما شقي أحد
المشهد الثاني
الرجل يتزوج المرأة فيرى فيها انفعال و غضب و شطط في التعامل معه و مع أهله
فهي تعامل أهله معاملة سيئة و تتهور عليه في الكلام و تؤذيه و أولاده
و يترك لها الأمر بغير حتى خصام معنوي و اعتزال يقوم سلوكها
ثم يقول لا أطيقها و أتمنى أن أتركها لولا أولادي لا زالوا صغار و يحتاجون وجودها
ثم يعزم على طلاقها أول ما يكبر الأولاد
سبحان الله
يا أخي ظلمتها بتركك لها بغير تقويم و أنت القيم
لم تردها عن ظلمها لك و لأولادك و لم تأخذ موقف المربى الهادئ المنظم
لم تعتزلها و توقف غضباتها و انفعالاتها لم تستعين بأحد من أهلها عليها
ظلمتها بتركك لها بغير تقويم و ظلمت نفسك و أولادك و اهلك بتركها تعتقد أنها على حق
ثم تطلقها بعد ذلك و أنت معتقد انك ضحية
عذرا أنت لم تعالج و لم تردها عن ظلمها كما أوصاك رسول الله"صلى الله عليه و سلم"
سبحان الله لو تحريت سنة انصر أخاك ظالما بأن ترده عن ظلمه
لو راجعتها بصبر و إصرار و هدوء لما وصلت إلى هذا الحال
المشهد الثالث
الأم و الأب يدللان الولد بمبالغة و تفريط
يكبر الولد أو البنت و قد اعتاد مد يده على أبيه أو أمه أو الإساءة إليهما
يكبر و هو لم يفهم معنى بر الوالدين
يكبر و هو لم يتعلم تحمل المسئولية و لا الضغط على نفسه لأجل احد
أناني , لا يرى إلا نفسه و ما يريد و مزاجه و رغباته لا اعتبار لكبير و لا صغير
ثم نقول ولد عاق
سبحان الله
و الله لقد ظلمته لأنك لم ترده عن الخطأ و لم تعلمه برك
و الله لقد عققته فعقك من زرع حصد يا أخي
من سيطيق هذا المخلوق بعد ذلك من سيطيق هذا الوحش الذي صنعته بيديك
و الله لقد ظلمته بإفساده مرة
و ظلمته مرة ثانية عندما لم تأخذ على يده و تحاول رده عن ظلمه
لو كنت تعرف معنى هدى رسول الله"صلى الله عليه و سلم"
انصر أخاك ظالما بأن ترده عن ظلمه لاستقامت الأمور
اجعل عهدك مع الله من اليوم و حتى يأتي موعد لقاء حبيب الله
صلى الله عليه و سلم
قبل أن تخرج من بيتك كل يوم و في كل فرصة تتاح لك
أن تتحرى الدقة في التفكير في خطوات الحياة
و أن تدرك قيمة هذا الدين الجميل الذي ينبهك في كل خطوة لألاعيب النفس
فما تفرط فيه النفس بحجة الحب و التفاني و العطاء
ليس إلا نوع من أنواع الاستسهال و الرغبة في الهروب من مسئولية المواجهة
و عدم الرغبة في التفكير المنظم و التخطيط السليم للحياة بكل مناحيها
أسأل الله الكريم الرحيم
أن يرزقك الفهم و العلم و الحكمة و البصيرة
و أن يريك الحق حقا و يرزقك ابتاعه و يريك الباطل باطلا و يرزقك اجتنابه
و أن يلهمك الصواب في القول و العمل و يجنبك الظلم في القول و العمل
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
تعليق