كتب دكتور dr-afifiبمنتدى كل الطب
" اية دة هو احنا عايشين فى علبة كبريت "
خرجت تلك العبارة بكل ازدراء , ولا مبالاة , من ذاك الشاب الأنيق
الذى يقف على قارعة الطريق المزدحم بالسيارات , والادخنة الخانقة
........
وحول ذلك الشاب , التف عدد قليل من أصدقاءة المقربين
كانوا مقربين فعلا ....
فهذا ملتصق بالآخر وهذا مستند على زميلة ذاك
الا أن ابصارهم وانتباههم لم تكن متقاربة كذلك ....
...........
فوقف الأول ينظر الى تلك الفتاة الحسناء , متأملا متفحصا لكل جزء منها
ومعلقا ً على ذلك ببذئ الألفاظ واحقرها ..
,,,
وهذا الثانى منشغلاً بذاك الرجل البسيط الكفيف حين عبورة الطريق ,
ساخرا من تعثرة فى عبور الطريق ..
,,,
فى حين كان الثالث يقف واعظا ً من بجوارة عن خطورة التدخين واضرارة
وأثناء حديثة كان يتوقف برهة , لالتقاط علبة السجائر من جيبة ..... ليدخِّن
ولـ ( ينفّس عن نفسة ) كما قال
.............
وبينما هم على ذلك الحال ....
اذ مر بهم رجل عجوز, تبدو علية علامات الهيبة والوقار ..
وقد خط الشيب خطوطاً بيضاء فى لحيتة زينتها وكأنها خيوط من نور
الذى يقف على قارعة الطريق المزدحم بالسيارات , والادخنة الخانقة
........
وحول ذلك الشاب , التف عدد قليل من أصدقاءة المقربين
كانوا مقربين فعلا ....
فهذا ملتصق بالآخر وهذا مستند على زميلة ذاك
الا أن ابصارهم وانتباههم لم تكن متقاربة كذلك ....
...........
فوقف الأول ينظر الى تلك الفتاة الحسناء , متأملا متفحصا لكل جزء منها
ومعلقا ً على ذلك ببذئ الألفاظ واحقرها ..
,,,
وهذا الثانى منشغلاً بذاك الرجل البسيط الكفيف حين عبورة الطريق ,
ساخرا من تعثرة فى عبور الطريق ..
,,,
فى حين كان الثالث يقف واعظا ً من بجوارة عن خطورة التدخين واضرارة
وأثناء حديثة كان يتوقف برهة , لالتقاط علبة السجائر من جيبة ..... ليدخِّن
ولـ ( ينفّس عن نفسة ) كما قال
.............
وبينما هم على ذلك الحال ....
اذ مر بهم رجل عجوز, تبدو علية علامات الهيبة والوقار ..
وقد خط الشيب خطوطاً بيضاء فى لحيتة زينتها وكأنها خيوط من نور
فما لبث الشيخ أن رأى هؤلاء الشباب حتى توقف بجوارهم
ودار بينهم هذا الحوار ......
ودار بينهم هذا الحوار ......
الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,, كيف حالكم يا أبنائى ؟
الشباب فى لا مبالاة : وعليكم السلام , ازيك يا حج .
الشيخ : الحمد لله ,, أراكم واقفين هنا منذ مدة , هل من خطب ؟!
أحد الشباب : لا يا عم الحاج ولا يهمك .. عادى بنتسلى ^_^.
الشباب فى لا مبالاة : وعليكم السلام , ازيك يا حج .
الشيخ : الحمد لله ,, أراكم واقفين هنا منذ مدة , هل من خطب ؟!
أحد الشباب : لا يا عم الحاج ولا يهمك .. عادى بنتسلى ^_^.
الشيخ "وقد يبدوا انة فهم مغزى وقفتهم فبدأ يحدثهم بلغتهم ":
طب ما تيجوا معايا وهتتسلوا بردة
احد الشباب : على فين يا حاج ؟؟
الشيخ : تعالوا بس وان شاء الله هتتبسطوا ..
الشباب وقد بدأ الفضول يتغلغل فى اعماقهم :
ماشى يا حاج . يلا نجرب ونشوف آخرتها اية
طب ما تيجوا معايا وهتتسلوا بردة
احد الشباب : على فين يا حاج ؟؟
الشيخ : تعالوا بس وان شاء الله هتتبسطوا ..
الشباب وقد بدأ الفضول يتغلغل فى اعماقهم :
ماشى يا حاج . يلا نجرب ونشوف آخرتها اية
وانطلق الشباب يتقدمهم الشيخ حتى وصلوا الى المسجد
وهنا بدأ الوجوم يعترى اوجه الشباب
وهنا بدأ الوجوم يعترى اوجه الشباب
وقال أحدهم :
خلاص يا عم الشيخ كفاية كدة . كمل انت بقة
فقال الشيخ "وقد استعاد لهجتة الرزينة ": تمهَّل يا بنى .. فقط انتظر
خلاص يا عم الشيخ كفاية كدة . كمل انت بقة
فقال الشيخ "وقد استعاد لهجتة الرزينة ": تمهَّل يا بنى .. فقط انتظر
ودخل الشيخ المسجد ,وخلفة الشباب متقدمين بخطا بطيئة متثاقلة
وقد دارت اعينهم فى المكان وكأنها لم تراه منذ دهر طويل !!
وقد دارت اعينهم فى المكان وكأنها لم تراه منذ دهر طويل !!
تقدم الشيخ من جماعة من الناس يجلسون فى حلقة
وأجلس الشباب وتقدم هو على رأس الحلقة
وبدأ الحديث
............
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فإن من أخطر الأمراض القلبية التي يُصاب بها العبدُ أن يرضى عن نفسه، ويرى كمالات نفسه، ويغفل عن عيوبه، مع أنه لا يخلو إنسان من نقص وعيب وذنب وخطيئة ...
وأجلس الشباب وتقدم هو على رأس الحلقة
وبدأ الحديث
............
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فإن من أخطر الأمراض القلبية التي يُصاب بها العبدُ أن يرضى عن نفسه، ويرى كمالات نفسه، ويغفل عن عيوبه، مع أنه لا يخلو إنسان من نقص وعيب وذنب وخطيئة ...
وهنا شعر الشباب بأن الشيخ يضمر لهم شيئا ً ما فبدأوا يستمعون جيدا لحديثة
فإذا أراد الله بعبده خيراً صرفه إلى الاعتناء بعيوب نفسه، والإزراء عليها، ومحاولة إصلاحها، فتجده دائماً منشغلاً بنفسه، حريصاً على تزكيتها،
وقد نوه بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم فقال:
(يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه) رواه ابن حبان، وصححه الألباني.
وقد نوه بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم فقال:
(يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه) رواه ابن حبان، وصححه الألباني.
فالإنسان -لنقصه وحب نفسه- يتوفر على تدقيق النظر في عيب أخيه، فيدركه مع خفائه، فيعمى به عن عيبٍ في نفسه ظاهر، ولو أنه اشتغل بعيب نفسه عن التفرغ لتتبع عيوب الناس، لكف عن أعراض الناس وسد الباب إلى الغيبة.
أحس الشيخ بنظرات الشباب الية فقرر الدخول فى صلب الموضوع بسرعة
حتى لا يتشتت انتباههم مرة أخرى
حتى لا يتشتت انتباههم مرة أخرى
فقال :
أحبتى فى الله
لو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس ؛
لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها،
وقد قال الله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر:38).
وقال: (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء:15). ).
وقال سبحانه : (وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)(الأنعام: من الآية164).
لو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس ؛
لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها،
وقد قال الله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر:38).
وقال: (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء:15). ).
وقال سبحانه : (وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)(الأنعام: من الآية164).
فإذا كان العبد بهذه الصفة ـ مشغولا بنفسه عن غيره ـ ارتاحت له النفوس ، وكان محبوبا من الناس ، وجزاه الله تعالى بجنس عمله ، فيستره ويكف ألسنة الناس عنه ،
أما من كان متتبعا عيوب الناس متحدثا بها مشنعا عليهم
فإنه لن يسلم من بغضهم وأذاهم ، ويكون جزاؤه من جنس عمله أيضا ؛
فإن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته ،
ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته.
أما من كان متتبعا عيوب الناس متحدثا بها مشنعا عليهم
فإنه لن يسلم من بغضهم وأذاهم ، ويكون جزاؤه من جنس عمله أيضا ؛
فإن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته ،
ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته.
يقول الشاعر:
لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا...فيهتك الله ستراً عن مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا...ولا تعب أحداً منهم بما فيكا
.............
هنا عرف الشباب سر اصطحاب الشيخ لهم
فقد أراد الشيخ أن يعلمهم درسا وينصحهم
دون أن يجرحهم أو يؤذيهم
لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا...فيهتك الله ستراً عن مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا...ولا تعب أحداً منهم بما فيكا
.............
هنا عرف الشباب سر اصطحاب الشيخ لهم
فقد أراد الشيخ أن يعلمهم درسا وينصحهم
دون أن يجرحهم أو يؤذيهم
وبدأت اجسادهم تهدئ واعتلوا فى جلستهم وقد بدت عليهم السكينة ...
ويبدوا ان الشيخ قد نجح فى اولى خطوات مهمتة
وقد لاحظ شيخنا ذلك فأكمل قائلا :
ويبدوا ان الشيخ قد نجح فى اولى خطوات مهمتة
وقد لاحظ شيخنا ذلك فأكمل قائلا :
وقد يكون انشغال العبد بعيوب الناس والتحدث بها بمثابة ورقة التوت التي يحاول أن يغطي بها عيوبه وسوءاته ، فقد سمع أعرابي رجلا يقع في الناس، فقال: " قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس؛ لأن الطالب لها يطلبها بقدر ما فيه منها".
فنظر الشباب الى بعضهم البعض وبدأت كل واحد فيهم يشعر بان الكلام موجة لة بعينة
هو فقط دون غيرة
هو فقط دون غيرة
فهذا الذى كان ينظر للفتيات متحججا بضيق ملابسهن وانة ينظر لهن رغما ً عنة
تذكر أنة قد سمح لاختة بالخروج من المنزل وهى ترتدى نفس تلك الثياب الضيقة
بل وربما أضيق وأكثر ابرازا لمفاتنها
تذكر أنة قد سمح لاختة بالخروج من المنزل وهى ترتدى نفس تلك الثياب الضيقة
بل وربما أضيق وأكثر ابرازا لمفاتنها
فشعر بالخزى من نفسة
وهذا الذى كان يسخر من الكفيف تذكر ان الله قادر على ان يحرمة
فى الحال من عينية
تلك الاعين التى لطالما اساء استغلالها فى النظر الى ما حرم الله
فى الحال من عينية
تلك الاعين التى لطالما اساء استغلالها فى النظر الى ما حرم الله
فشعر بالخزى من نفسة
وهذا الذى كان ينصح بعدم التدخين تذكر ان علبة السجائر فى جيبة قد قاربت على الانتهاء
وانة كان على وشك شراء غيرها
وانة كان على وشك شراء غيرها
فشعر بالخزى من نفسة
كل هذا وشيخنا مستطرد فى كلامة وقد أحس بما يعترى الشباب
فأكمل على نفس الوتيرة مستدلا بكلام الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى قائلا :
فأكمل على نفس الوتيرة مستدلا بكلام الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى قائلا :
والشخص الذي يرى صورة نفسه صغيرة جداً تجده دائماً يضخم عيوب الآخرين، ولذا تبرز شخصية الإنسان من خلال نصيبه من هذه القضية، فإذا عُرف بأنه مشغول بتضخيم عيوب الآخرين والطعن في الناس، فهذه مرآة تعكس أنه يشعر بضآلة نفسه وبحقارتها وأن حجم نفسه صغير؛ لأنه يعتقد أنه لن ينفتح إلا على أنقاض الآخرين، فدائماً يحاول أن يحطم الآخرين، ولذا يكثر نقد الناس وذكر عيوبهم، وهذه مرآة تعكس أن إحساسه وثقته بنفسه ضعيفة، وأنه في داخل نفسه يحس أنه صغير وحقير، فلذلك يشتغل بعيوب الآخرين.
كل هذا والكلمات تتساقط كالطلقات على مسامع وقلوب شبابنا
فاعقب الشيخ محاولا الاتيان ببعض الادلة على كلامة
لانها تعطى ثقة للمستمع
لانها تعطى ثقة للمستمع
إن الانشغال بعيوب الناس يجر العبد إلى الغيبة ولابد، وقد عرفنا ما في الغيبة من إثم ومساوىء يتنزه عنها المسلم الصادق النبيل.
كما أن الانشغال بعيوب الناس يؤدي إلى شيوع العداوة والبغضاء بين أبناء المجتمع ، فحين يتكلم المرء في الناس فإنهم سيتكلمون فيه ، وربما تكلموا فيه بالباطل
إذا أنت عبت الناس عابوا وأكثروا عليك، وأبدوا منك ما كان يُسترُ
وإذا رجعت إلى السلف الصالح رضي الله عنهم لوجدت منهم في هذا الباب عجبا؛ إذ كانوا مشغولين بعيوب أنفسهم عن عيوب غيرهم ، بل ينظرون إلى أنفسهم نظرة كلها تواضع مع رفعتهم وعلو شأنهم رضي الله عنهم ، بل كانوا يخافون إن تكلموا في الناس بما فيهم أن يبتلوا بما ابتلي به الناس من هذه العيوب
كما قال الأعمش:
سمعت إبراهيم يقول: " إني لأرى الشيء أكرهه، فما يمنعني أن أتكلّم فيه إلا مخافة أن أُبتلى بمثله".
كما قال الأعمش:
سمعت إبراهيم يقول: " إني لأرى الشيء أكرهه، فما يمنعني أن أتكلّم فيه إلا مخافة أن أُبتلى بمثله".
وبالإضافة إلى هذا كانوا يوقنون ويعملون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
وقد لقي زاهد زاهداً فقال له: يا أخي! إني لأحبك في الله، فقال الآخر: لو علمتَ مني ما أعلم من نفسي لأبغضتني في الله، فقال له الأول: لو علمتُ منك ما تعلم من نفسك لكان لي فيما أعلم من نفسي شغل عن بغضك.
وقد حُكي أن رجلا كان يجرِّئُ تلامذته على الطعن في العلماء وإهانتهم، وذات يوم تكلم بكلام لم يرق أحد تلامذته فقام إليه فصفعه على رؤوس الأشهاد (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ)(آل عمران:182).
ثم قال :
قيل للربيع بن خثيم -رحمه الله-:
ما نراك تغتاب أحداً، فقال: لستُ عن حالي راضياً حتى أتفرغ لذم الناس،
ثم أنشد:
لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها لنفسي من نفسي عن الناس شاغلُ
ثم قال :
قيل للربيع بن خثيم -رحمه الله-:
ما نراك تغتاب أحداً، فقال: لستُ عن حالي راضياً حتى أتفرغ لذم الناس،
ثم أنشد:
لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها لنفسي من نفسي عن الناس شاغلُ
وقال الشاعر:
قبيح من الإنسان أن ينسى عيوبه ويذكرَ عيبا في أخيه قد اختفى
ولو كـان ذا عقـل لما عـاب غـيرَه وفيه عيوب لو رآهـا قد اكتفى
قبيح من الإنسان أن ينسى عيوبه ويذكرَ عيبا في أخيه قد اختفى
ولو كـان ذا عقـل لما عـاب غـيرَه وفيه عيوب لو رآهـا قد اكتفى
وعن عون بن عبد الله قال: "لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه".
وعن ابن سيرين قال:
"كنا نحدَّث أن أكثرَ الناس خطايا أفرغُهم لذكر خطايا الناس".
"كنا نحدَّث أن أكثرَ الناس خطايا أفرغُهم لذكر خطايا الناس".
وقال الفضيل:
"ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد وبغى، وتتبع عيوب الناس، وكره أن يُذكَر أحدٌ بخير".
"ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد وبغى، وتتبع عيوب الناس، وكره أن يُذكَر أحدٌ بخير".
أحس الشيخ بانة قد وصل الى مرادة ....
وأنة قد نجح فى ايصال رسالتة عندما لمح بطرف عينة تلك الدمعة الملتهبة
التى كانت تتلاعب فى أعين الشباب , ورأى الخشوع والطمأنينة قد غمرتهم
وأنة قد نجح فى ايصال رسالتة عندما لمح بطرف عينة تلك الدمعة الملتهبة
التى كانت تتلاعب فى أعين الشباب , ورأى الخشوع والطمأنينة قد غمرتهم
فسارع فى تلخيص كلامة قائلا ً
فيا أيها الحبيب لك في نفسك شغل عن عيوب غيرك ؛ ففيك أضعاف أضعاف ما تراه في الآخرين ، فلا تفتح على نفسك باب الغيبة وسوء الظن وهتك أستار الناس بالانشغال بعيوبهم ، ولا تفتح على نفسك باب شر لا يسد بالكلام عن الناس فيتكلموا عنك:
متى تلتمس للناس عيبا تجد لهم عيوبا ولكن الذي فيك أكثر
فسالمهم بالكف عنهم فإنهم بعيبك من عينيك أهدى وأبصر
فسالمهم بالكف عنهم فإنهم بعيبك من عينيك أهدى وأبصر
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
....................
قام الشيخ من مجلسة وسلم على الجلوس وحياهم واجاب على استفسارات بعضهم
ومن ثم توجة الى الشباب
....................
قام الشيخ من مجلسة وسلم على الجلوس وحياهم واجاب على استفسارات بعضهم
ومن ثم توجة الى الشباب
وقال لهم :
هل استمتعتم ؟؟
هل استمتعتم ؟؟
وبدون أى مقدمات انفجر احد الشباب باكيا ً "وتبعة الآخرون"
قائلا :
والله يا شيخ احنا مكسوفين بجد
ايام وشهور عدت علينا واحنا تايهين
مكناش نعرف فعلا قد اية احنا صغيرين باللى بنعملة دة
قائلا :
والله يا شيخ احنا مكسوفين بجد
ايام وشهور عدت علينا واحنا تايهين
مكناش نعرف فعلا قد اية احنا صغيرين باللى بنعملة دة
فقال الشيخ بلهجة الأب الحنون :
لا عليك يا بنى
فقط تب اللى الله وارجع الية
فباب رحمتة واسع جدا ولا يغلق أمام أحد
لا عليك يا بنى
فقط تب اللى الله وارجع الية
فباب رحمتة واسع جدا ولا يغلق أمام أحد
يا بنى
انشغل بنفسك ففيها من الامور ما لو انتبهت لة
لما وجدت وقتا لاى شئ عدا ذلك
انشغل بنفسك ففيها من الامور ما لو انتبهت لة
لما وجدت وقتا لاى شئ عدا ذلك
عاهدنى يا بنى أن لا ترجع الى ما فعلت أبدا
هيا
قدم التوبة الى بارئك
هيا
قدم التوبة الى بارئك
فقال الشباب جميعا فى صوت واحد :
نعاهدك يا شيخ
نعاهدك يا شيخ
فقال لهم الشيخ:
هيا فليقم كل منكم الآن وليتوضأ وليصلى ركعتين لله
وليرجع الى بيتة
فيبدأ فى محاسبة نفسة
هيا فليقم كل منكم الآن وليتوضأ وليصلى ركعتين لله
وليرجع الى بيتة
فيبدأ فى محاسبة نفسة
يا نفس لقد فعلت ِ كذا وكذا
وعليك ِ كذا وكذا
وعليك ِ كذا وكذا
فان محاسبة النفس فى الدنيا أهون بكثر من الوقوف أمام الله والعرض علية بكل تلك الذنوب
فعل الشباب ما امرهم بة الشيخ وخرجوا من باب المسجد
ليس كما دخلوة
بل شعروا وكأنهم ولدوا من جديد وعادت الحياة الى أجسادهم بعد أن سلبت منهم
خرجوا وكلهم أمل فى الله أن يقبل توبتهم
خرجوا عازمين على تغيير حياتهم للأفضل
خرجوا عازمين على تغيير حياتهم للأفضل
خرجوا وقد عرفوا الله حقا
........................
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
........................
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
==================
أسأل الله العلى القدير أن يجعل فية القبول
ولا تنسونا من دعواتكم بظهر الغيب
ولا تنسونا من دعواتكم بظهر الغيب
تعليق