حين تكلمت الصلاة !!
أنا هديتكِ التي أرسلتِ بها إلى ملك الملوك ، فهل ترسلين إلى ملك الملوك هدية فارغة وهل تبعثين إلى أغنى الأغنياء بسلة خاوية ، أخيتي أنتِ وحدكِ من تملكين حرية الأختيار في تحديد نوع هديتكِ و تجملها أو تلطخها ، والله طيب لا يقبل إلا طيباً ، و صلاة ليس فيها خشوع ليست من الطيب ، فكيف تُقبل؟!
أنا وصية رسول الله لكِ و هو على فراش الموت وأنا عهده إليكِ فهل نفذتِ وصيته؟! و هل رعيتِ ذمته ؟! و هل وضعتِ في قائمة أعمالكِ و جدول أولويات الأستعداد لليوم الذي يلقاكِ فيه فيسألك عن ما فعلتِ من بعده ؟!
أنا صلتكِ التي تصلكِ بربكِ و مع ذلك ضيعتني و أهنتني و ما عرفت قدري ولا مكانتي، بل تركتني و سهوتِ ... أنا الحبل الذي يربطكِ بالجنة و لولاي لضللتِ الطريق عنها ، ومع ذلك هجرتني و لهوتِ .
أنا أول سؤال من أسئلة حسابكِ يوم الجزاء ، فإن عجزتِ عن إجابته او أسأتِ في إجابته هلكتِ ، وما نفعكِ باقي صالح الأعمال ولو كانت كالجبال .
أنا المنافحة عنكِ في ظلمة القبر ، أنا التي ترد عنكِ ملائكة العذاب و سوء الحساب ، أنا خير حارس لكِ ، فاصلح ما بيني و بينكِ حتى أصدق في حمايتك ، ولك مطلق الحرية : إن أحسنتِ فلنفسكِ وإن اسأتِ فعليها .
أنا شارة القرب من الله ، و إذا كانت الملوك تعِد من أرضاها بالأجر والقرب ، كما قال السحرة لفرعون : (( إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ)) - الشعراء -، فأجابهم قائلاً : (( نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ )) - الاعراف 114 - ، فما ظنك بكرم الله و هو الخالق جل في علاه .
أنا نهركِ الذي تغتسلِ به كل يوم 5 مرات ليطهركِ من الموبقات ، فإذا اتسختِ بذنوبكِ و تدنستِ بغفلاتك ، فصدقيني !! ليس لكِ غيري يغسلكِ و يزكيكِ ، و يعيد إليكِ سابق طُهركِ و ينقيكِ .
أنا عماد الدين ، والعمود الفاصل بين الإسلام و الكفر ، و قد قدمني ربي على سائر العبادات وأوجب قتل من هجرني ، فهل تظن كل هذه العظمة لي من تحريك اللسان دون مشاركة القلب ؟! و صلاح الظاهر دون الباطن ؟! و أي معنى لتحريك لسانكِ اذا مات قلبكِ ؟!
أنا عماد الدين ، والعمود الفاصل بين الإسلام و الكفر ، و قد قدمني ربي على سائر العبادات وأوجب قتل من هجرني ، فهل تظن كل هذه العظمة لي من تحريك اللسان دون مشاركة القلب ؟! و صلاح الظاهر دون الباطن ؟! و أي معنى لتحريك لسانكِ اذا مات قلبكِ ؟!
أنا غذاء القلب ، و قلبكِ إذا خلا من الغذاء الرباني من ذكر الله و معرفته و حبه يبس وإذا يبس القلب ضربته نار الهوى و حرارة الشهوة فازداد قساوة و غلظة ، و عندها تيبس الجوارح تبعا ليبوسة القلب ، و تمتنع أغصان الجوارح عن الامتداد نحو القربات إذا مددتها ، والأنقياد لها إذا قدتها ، فلا تصلح بعد هي و القلب الذي يقودها إلا للنار (( فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) .
أنا إحدى أهم وقفتين تقفهما بين يدي مولاكِ : موقف الصلاة و موقف القيامة فإن أحسنتِ في الاولى هانت عليكِ الثانية ، وإلا .. فالموقف أهول
جزاكنّ ربى خير الجزاء
دمتنّ فى حفظ الرحمن
منقول من كتاب / أول مرة أصلى وكان للصلاة طعم آخر
للدكتور / خالد أبو شادى
للدكتور / خالد أبو شادى
تعليق