رمضان والشوق إلى الجنان
د. بدر عبد الحميد هميسه
د. بدر عبد الحميد هميسه
الجنة دار كرامة أولياء الله تعالى وعباده المخلصين
ولن يجد المسلم يوم القيامة كرامة وفوزاً وفلاحاً بعد رضى الله تعالى
ورؤيته أنعم ولا أفضل من الجنة .
هذه الجنة تتهيأ في شهر رمضان
وتتزدلف لأهل الإيمان
تفتّح أبوابها إشعاراً بعظمة هذه الطاعة
في هذا الشهر الكريم
عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله:
"إذا كَانَ أَوَّلُ ليْلَةٍ من شَهرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّياطِينُ ومَرَدَةُ الجِنِّ
وغُلِّقَتْ أبوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ منْهَا بَابٌ
وفُتِحَتْ أَبوَابُ الجَنَّةِ فلمْ يُغْلَقْ منْها بَابٌ
ويُنَادِي مُنَادٍ:
يا بَاغِيَ الخَيرِ: أَقْبِلْ
ويا بَاغِيَ الشَّر: أَقْصِرْ
ولله عُتَقَاءُ مِنَ النَّار وذَلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ "
رواه الترمذي (682)
وابن ماجه (1642)
و ابن خزيمة (1883) وابن حبان (3435)
والحاكم وقَالَ: على شرط الشيخين (1/582) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
وفي الجنة باب خاص بالصائمين
عَنْ سِهْلِ بنِ سَعْدٍ
عَنْ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"في الجنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ فيهَا
بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانُ لا يَدْخُلُهُ إِلاّ الصَّائِمُونَ "
رَوَاهُ الشَّيخَان رواه البخاري (3084)
ومسلم (1155) والترمذي (765)
والنسائي (4/168) وابن ماجه (1640)
وأحمد (5/335).
فالجنة مطلب الصائمين العابدين .
قال تعالى : " وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " (72) سورة الزخرف.
وقال : "تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا
مَن كَانَ تَقِيًّا" (63) سورة مريم.
وسلعتهم التي يسعون إليها
فعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
:" مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ
أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ "
سنن الترمذي (2638 ) صحيح.
يا سلعةَ الرحمن ِلست رخيصة ً
بـل أنتِ غالية ٌعلى الكسلان
يا سلعة الرحمـن ليس ينالُها
في الألـفِ إلا واحـدٌ لا اثنان
يا سلعة الرحمن أين المشتري
فلقـد عُرِضتِ بأيسـر الأثمان
يا سلعة الرحمن هل من خاطب ٍ
فالمهرُ قبل المـوتِ ذو إمكان
يا سلعة الرحمن لـولا أنَّهـا
حُجِـبَتْ بكلِّ مكـاره ِالإنسان
ما كان قـطُّ من متخلفٍ
وتَعَــلتْ دارُ الجـزاءِ الثاني
لكنَّها حُجِـبَتْ بكلِّ كـريهـةٍ
ليُصـدَّ عنها المبطلُ المتواني
وتنالهـا الهـممُ التي تَسْـمُو
إلى ربِّ العلا بمشيئةِ الرحمن
فاتْعَـبْ ليوْم ِمعادِك الأدنى
تَجِدْ راحاتهِ يومَ المعادِ الثاني
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الأَسْلَمِيُّ
قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم
فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ
فَقَالَ لِي : سَلْ
فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ.
قَالَ : أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ ؟
قُلْتُ : هُوَ ذَاكَ
قَالَ : فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ."
أخرجه مُسْلم 2/52(1029)
والجنة هي النعيم الذي يتشوقون إليه
عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس
لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه )) رواه مسلم .
وهي الراحة الكبرى بعد الكد
والتعب في الدنيا
فليس للعابد مستراح إلا في ظل شجرة طوبى
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
" يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ لَهُ :
يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟
هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ ؟
فَيَقُولُ : لاَ وَاللهِ يَا رَبِّ
وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا
مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ فِي الْجَنَّةِ صَبْغَةً
فَيُقَالُ لَهُ : يَا ابْنَ آدَمَ
هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ ؟
هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ ؟
فَيَقُولُ : لاَ وَاللهِ يَا رَبِّ
مَا مَرَّ بِي بُؤُسٌ قَطُّ وَلاَ رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ.. "
صحيح مسلم (7266).
فشمروا أيها الصائمون للجنة
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ لأَصْحَابِهِ :
أَلاَ هَلْ مُشَمِّرٍ لِلْجَنَّةِ
فَإِنَّ الْجَنَّةَ لاَ خَطَرَ لَهَا
هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ
وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ ، وَقَصْرٌ مُشَيَّدٌ ، وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ
وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي مَقَامٍ أَبَدًا
فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ فِي دَارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ
قَالُوا : نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا يَا رَسُولَ اللهِ
قَالَ : قُولُوا : إِنْ شَاءَ اللَّهُ
ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ . "
صحيح ابن حبان - (ج 16 / ص 389)
(7381) حسن.
تعليق