إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مـلـف " شهـــر شعبـــان "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مـلـف " شهـــر شعبـــان "

    مـلـف " شهـــر شعبـــان "




    شهــــــر تُرفع فيـــه الأعمال ....فكيف نستقبله ؟

    عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ، فقال : " ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " رواه النسائي ، أنظر صحيح الترغيب والترهيب ص 425

    وها أنا أنصح نفسي وإياكم بالكلمات التالية فكلنا في حاجة لها قبل رفع أعمالنا .

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه.

    اعلم يا أخي المسلم الكريم أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، فأنت خطاء، وصاحب هفوات وفلتات، فكم مرة زل بها لسانك، فاغتبت فلاناً، أو شتمته، وكم امتدت يدك إلى علان بغير حق، وكم نظرت عينيك إلى ما يغضب الله، وكم... وكم... وكم.

    لذلك أخي الكريم أوجب الله تعالى على عباده التوبة فقال تعالى: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور:31].

    وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً } [التحريم:8].

    فالتوبة واجبة من كل ذنب، والله تعالى يحب التوابين ويفرح بتوبة العبد إليه فرحاً عظيماً واسمع يا رعاك الله إلى وصف رسول الله فرح الله بتوبة العبد في الحديث الذي رواه أبو حمزة أنس بن مالك الأنصاري خادم رسول الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة » [متفق عليه].

    وفي رواية مسلم « لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها، قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح. »

    الله أكبر ما أعظم هذا الفرح، والله إنه لفرح عظيم، ولا يمكن لأحد أن يتصوره، تخيل نفسك بأرض صحراء، ليس حولك أحد، ولا ماء ولا طعام ولا أناس، وقد ضاع بعيرك وعليه طعامك وشرابك، وأخذت تبحث عنه هنا وهناك، ولكن بدون جدوى، فيئست من الحياة وجلست تحت شجرة تستظل بظلها وأنت تنتظر الموت، فبينما أنت كذلك تفتح عينيك فتجد الناقة أمامك، قد تعلق خطامها بالشجرة، وعليها طعامك وشرابك فأخذت بخطامها وصحت من شدة الفرح قائلاً: ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) أخطأت من شدة الفرح وإنما أردت أن تقول: ( اللهم أنت ربي وأنا عبدك ).

    فهل تصورت يا أخي هذا الفرح، أظنك تقول نعم، فاعلم أن فرح الله بتوبة عبده أكثر وأعظم من فرح هذا الرجل بالحياة بعد الموت.

    وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظيم كرم الله وعفوه فهو يفرح بتوبة العبد لا لأجل حاجته إلى أعمالنا وتوبتنا فالله غني عنا، ولكن لمحبته سبحانه للكرم والعفو.

    فبادر أخي المسلم بالتوبة واعلم أن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء االنهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، كما في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها » .

    لذلك كان نبينا صلوات ربي وسلامه عليه كثير التوبة والاستغفار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة » [رواه البخاري]. وفي حديث آخر عند مسلم قال صلى الله عليه وسلم : « يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة » .

    واعلم يا أخي الحبيب أنك بالتوبة إلى ربك تتحصل على ثلاث فوائد عظيمة وهي:

    الفائدة الأولى: امتثال أمر الله ورسوله، وفي امتثال أمرهما كل الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.

    الفائدة الثانية: الاقتداء برسول الله حيث كان يتوب إلى الله في اليوم مائة مرة، وفي الاقتداء بالرسول تأتي محبة الله، يقول الله تعالى: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ } [آل عمران:31].

    الفائدة الثالثة: غفران الذنوب وتكفير السيئات واستبدالها بالحسنات، قال الله تعالى: { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً . إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [الفرقان:68-70]. وبعد أن علمت يا أخي التائب فضل التوبة، وعلمت أن الله يحب التوابين، وعلمت أن نبينا وهو أفضل الناس، وأتقاهم وأخشاهم لله، ومع هذا كان كثير التوبة والاستغفار، فما هو حالك أنت أيها المسكين الضعيف، المقصر المفرط أما آن لك أن تتوب، أما آن لك أن تعود، أما اشتقت لجنة الله، أما اشتقت لمجاورة الحبيب محمد .

    واعمل لدار البقا رضوانُ خازنُها

    الجارُ أحمدُ والرحمنُ بانيها

    أرضٌ لها ذهبٌ والمسكُ

    طينتُها والزعفرانُ حشيشٌ نابتٌ فيها

    أحمدُ دلالُها والربُ بائعُها

    وجبريلُ ينادي في نواحيها

    من يشتري الدار بالفردوس يعمرُها

    بركعة في ظلام الليل يحييها




    واعلم أيا رعاك الله أن للتوبة شروط، لا تقبل التوبة إلا إذا استوفت هذه الشروط، فإذا كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط:

    الشرط الأول: أن تقلع عن المعصية فوراً.

    الشرط الثاني: أن تندم على فعلها.

    الشرط الثالث: أن تعزم ألا تعود إليها أبداً.

    فإن فقد أحد هذه الشروط لم تقبل التوبة، وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة، هذه الثلاثة..

    والرابع: أن يبرأ من حق صاحبها إن استطاع، فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، وإن كانت غيبة استحلها منه، وإن لم يستطع أكثر من الدعاء له والتصدق عنه.

    واعلم يا أخي التائب، أن النبي قد بين صنفاً من الناس لا يعفو الله عنهم، فالحذر أن تكون منهم والعياذ بالله، ففي الحديث الذي أخرجه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « كل أمتي معافى إلا المجاهرون » .

    والمجاهرة أن يفعل الذنب ثم يصبح يحدث الناس، يقول فعلت كذا وكذا والعياذ بالله، فعليك أخي الكريم التوبة، الآن، نعم الآن، وقبل أن يفوت وقت التوبة، فإن للتوبة وقت محدود، لا يقبل الله التوبة بعده أبداً ، قال صلى الله عليه وسلم : « إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر » [أخرجه الترمذي وحسنه الألباني]. والغرغرة أن تصل الروح الحلقوم، وهو عند الاحتضار، قال الله تعالى: { وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ } [النساء:18]. وعن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه » [مسلم].

    فما يدريك يا أخي متى تأتيك منيتك، ومتى تحين وفاتك، لعلك لا تمسي، بل لعلك لا تكمل قراءة هذه الورقات، فالبدار البدار إلى التوبة، جعلني الله وإياك من التوابين.

    يا نفس ويحك توبي إلى الله واكتسبي

    فعلاً جميلاً لعل الله يرحمني


    اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
    اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
    اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى


  • #2
    رد: مـلـف " شهـــر شعبـــان "

    من قصص التائبين

    عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: « كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفساً، فهل له من توبة؟ فقال: لا فقتله فكمل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناساً يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم - أي حكماً - فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الارض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة » [متفق عليه].


    وفي رواية في الصحيح: « فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر، فجعل من أهلها » . وفي رواية في الصحيح: « فأوحى الله تعالى إلى هذه أن تباعدي، وإلى هذه أن تقربي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له » . وفي رواية: « فنأى بصدره نحوها » .

    وعن أبي نجيد عمران ابن الحصين الخزاعي رضي الله عنهما أن امرأة من جهينة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنى، فقالت: يا رسول الله أصبت حداً فأقمه عليّ، فدعا نبي الله وليها فقال صلى الله عليه وسلم : « أحسن إليها، فإذا وضعت فأتني » ففعل فأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فشدت عليها ثيابها، ثم أمر بها فرجمت، ثم صلى عليها فقال له عمر: تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت؟ قال صلى الله عليه وسلم : « لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل؟ » [رواه مسلم].

    فيا أخي الشاب:

    هل تذكرت هادم اللذات، ومفرق الجماعات ومشتت البنين والبنات؟

    هل تذكرت يوماً تكون فيه من أهل القبور؟

    هل تذكرت مفارقة الأهل والجيران، والأموال والأصحاب والأوطان؟

    هل تذكرت ضيق القبور وظلمتها؟

    هل تذكرت وحشتها وكربتها؟

    هل تذكرت عذاب القبر وألوانه؟


    هل تذكرت حياته وعقاربه وديدانه؟



    هل تذكرت ضرب الفاجر بمرزبة من حديد مع الإهانة؟

    هل تذكرت سؤال الملكين منكر ونكير؟

    هل تذكرت أتوفق للصواب من الجواب، أم يقال لك: لا دريت ولا تليت؟

    هل تذكرت نعيم القبر وروحه وريحانه؟

    أخي أعد للسؤال جواباً، وللجواب صواباً، وللصواب إخلاصاً لا رياء. وكان عون بن عبد الله يقول في بكائه وذكر خطيئته: ويح نفسي، بأي شيء لم أعص ربي؟

    ويحي ! إنما عصيتُه بنعمته عندي.

    ويحي ! من خطيئة ذهبت شهوتُها، وبقيت تبعتُها عندي.

    ويحي ! كيف أنسى الموت ولا ينساني؟

    ويحي ! إن حُجبت يوم القيامة عن ربي.

    ويحي ! كيف أغفل ولا يغفل عني؟

    أم كيف تُهنئُي معيشتي واليوم الثقيل ورائي؟ أم كيف لا تطول حسرتي ولا أدري ما يفعل بي؟

    أم كيف يشتد حبي لدار ليست بداري؟

    أم كيف أجمعُ بها وفي غيرها قراري؟

    أم كيف تعظم فيها رغبتي والقليل منها يكفيني؟

    أم كيف أوثرها وقد أضرت بمن آثرها قبلي؟

    أم كيف لا أبادر بعملي قبل أن يغلق باب توبتي؟

    أم كيف يشتد إعجابي بما يزايلني وينقطع عني؟

    فيا أيها الشاب: إياك أن تسوف بالتوبة وتتكل على العفو والمغفرة وإياك أن تقول: ما زلت في شبابي وسوف أتوب إذا تقدمت بي السن، فالموت لا يعرف شيخاً ولا شاباً، ولا رجلاً ولا امرأة، ولا غنياً ولا فقيراً، ولا أميراً ولا وزيراً.


    اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
    اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
    اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

    تعليق


    • #3
      رد: مـلـف " شهـــر شعبـــان "

      قل للمفرط يستعد

      ما من ورود الموت بدُ


      قد أخلق الدهر الشباب

      وما مضى لا يُستردُ

      أو ما يخاف أخو المعاصي

      من له البطشُ الأشدُ

      يوماً يعاين موقفاً

      فيه خطوب لا تجد

      فإلام يشتغل الفتى

      في لهوه والأمر جدُ

      أبداً مواعيد الزمان

      لأهله تعب وكد

      يا من يؤمل أن يقيم

      به وحادي الموت يحدو

      وتروح داعية المنون

      على مؤملها وتغدو

      يختال في ثوب النعيم

      ودونه قبر ولحد

      والعمر يقصرُ كل يوم

      ثم في الآمال مدُ




      أيقظنا الله وإياكم من هذه الرقدة، وذكرنا الموت وما يأتي بعده، وألهمنا شكره على النعم وحمده، إنه كريم لا يرد عبده.

      اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
      اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
      اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

      تعليق


      • #4
        رد: مـلـف " شهـــر شعبـــان "

        وقبل أن أختم كلامي معك، كأنني بك تتساءل، ما هو الثمن الذي أرجوه وما هو جزائي إن تبت إلى الله وأنبت؟ فأقول لك والثمن الجنة...؟

        ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر » . وفي الصحيح من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها » .


        وفي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها » .

        قال ابن القيم: وكيف يقدر دار غرسها الله بيده، وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه.

        فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران.

        وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن.

        وإن سألت عن لاطها فهو المسك الأذفر.

        وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر.

        وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب.

        وإن سألت عن أشجارها فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة، لا من الحطب والخشب.

        وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال، ألين من الزبد وأحلى من العسل.

        وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل.

        وإن سألت عن أنهارها، فأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى.

        وإن سألت عن طعامهم ففاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون.

        وإن سألت عن شرابهم فالتسنيم والزنجبيل والكافور.

        وإن سألت عن آنيتهم فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير.

        وإن سألت عن سعة أبوابها، فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام.

        وإن سألت عن ظلها، ففيها شجرة واحدة، يسير الراكب المجد السريع في ظلها مائة عام لا يقطعها.

        وإن سألت عن سعتها، فأدنى أهلها يسير في ملكه وسرره وقصوره وبساتينه مسيرة ألفي عام.

        وإن سألت عن خيامها وقبابها، فالخيمة الواحدة من درة مجوفة لها ستون ميلاً من تلك الخيام.

        وإن سألت عن لباس أهلها فهو الحرير والذهب.

        وإن سألت عن عرائسهم وأزواجهم فهن الكواعب الأتراب، اللاتي جرى في أعضائهن ماء الشباب، فللورد والتفاح ما لبسته الخدود، وللرمان ما تضمنته النهود، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور، وللرقة واللطافة ما دارت عليه الخصور، تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت، ويضيء البرق بين ثناياها إذا ابتسمت.

        وإن سألت عن السن فأتراب في أعدل سن الشباب.

        وإن سألت عن الحسن فهل رأيت الشمس والقمر؟ فما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها، أضاءت الجنة من ضحكتها. إن غنت فيا لذة الأبصار والأسماع، وإن آنست وأمتعت فيا حبذا تلك المؤانسة والإمتاع، وإن قبلت فلا شيء أشهى من التقبيل، وإن نولت فلا ألذ ولا أطيب من ذلك التنويل.

        فحي على جنات عدن فإنها

        منازلك الأولى وفيها المخيم

        ولكننا سبي العدو فهل ترى

        نعود إلى أوطاننا ونسلم



        وفقنا الله وإياكم للتوبة وجعلنا من عباده التوابين إنه سميع مجيب...



        أهل السنة والجماعة


        اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
        اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
        اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

        تعليق


        • #5
          رد: مـلـف " شهـــر شعبـــان "

          حـــول شهر شعبان




          شعبان هو اسم للشهر ، وقد سمي بذلك لأن العرب كانوا يتشعبون فيه لطلب المياه ، وقيل تشعبهم في الغارات ، وقيل لأنه شَعَب أي ظهر بين شهري رجب ورمضان ، ويجمع على شعبانات وشعابين .


          الصيام في شعبان :



          عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان " رواه البخاري برقم ( 1833 ) ومسلم برقم ( 1956 ) ، وفي رواية لمسلم برقم ( 1957 ) : " كان يصوم شعبان كله ، كان يصوم شعبان إلا قليلا " ، وقد رجح طائفة من العلماء منهم ابن المبارك وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شعبان ، وإنما كان يصوم أكثره ، ويشهد له ما في صحيح مسلم برقم ( 1954 ) عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : " ما علمته - تعني النبي صلى الله عليه وسلم - صام شهرا كله إلا رمضان " وفي رواية له أيضا برقم ( 1955 ) عنها قالت : " ما رأيته صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان " ، وفي الصحيحين عن ابن عباس قال : " ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا غير رمضان " أخرجه البخاري رقم 1971 ومسلم رقم 1157 ، وكان ابن عباس يكره أن يصوم شهرا كاملا غير رمضان ، قال ابن حجر رحمه الله : كان صيامه في شعبان تطوعا أكثر من صيامه فيما سواه وكان يصوم معظم شعبان .


          وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ، فقال : " ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " رواه النسائي ، أنظر صحيح الترغيب والترهيب ص 425 ، وفي رواية لأبي داود برقم ( 2076 ) قالت : " كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان " . صححه الألباني أنظر صحيح سنن أبي داوُد 2/461


          قال ابن رجب رحمه الله : صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم ، وأفضل التطوع ما كان قريب من رمضان قبله وبعده ، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض ، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده ، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه .


          وقوله " شعبان شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان "


          يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان - الشهر الحرام وشهر الصيام - اشتغل الناس بهما عنه ، فصار مغفولا عنه ، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأن رجب شهر حرام ، وليس كذلك .


          وفي الحديث السابق إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه .


          وفيه دليل على استحباب عِمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة ، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة ويقولون هي ساعة غفلة ، ومثل هذا استحباب ذكر الله تعالى في السوق لأنه ذكْر في موطن الغفلة بين أهل الغفلة ، وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد منها :


          أن يكون أخفى للعمل وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل ، لا سيما الصيام فإنه سرّ بين العبد وربه ، ولهذا قيل إنه ليس فيه رياء ، وكان بعض السلف يصوم سنين عددا لا يعلم به أحد ، فكان يخرج من بيته إلى السوق ومعه رغيفان فيتصدق بهما ويصوم ، فيظن أهله أنه أكلهما ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته ، وكان السلف يستحبون لمن صام أن يُظهر ما يخفي به صيامه ، فعن ابن مسعود أنه قال : " إذا أصبحتم صياما فأصبِحوا مدَّهنين " ، وقال قتادة : " يستحب للصائم أن يدَّهِن حتى تذهب عنه غبرة الصيام "


          وكذلك فإن العمل الصالح في أوقات الغفلة أشق على النفوس ، ومن أسباب أفضلية الأعمال مشقتها على النفوس لأن العمل إذا كثر المشاركون فيه سهُل ، وإذا كثرت الغفلات شق ذلك على المتيقظين ، وعند مسلم ( رقم 2984 ) من حديث معقل بن يسار : " العبادة في الهرْج كالهجرة إلي " ( أي العبادة في زمن الفتنة ؛ لأن الناس يتبعون أهواءهم فيكون المتمسك يقوم بعمل شاق ) .


          وقد اختلف أهل العلم في أسباب كثرة صيامه -صلى الله عليه وسلم - في شعبان على عدة أقوال :


          1- أنه كان يشتغل عن صوم الثلاثة أيام من كل شهر لسفر أو غيره فتجتمع فيقضيها في شعبان وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عمل بنافلة أثبتها وإذا فاتته قضاها .


          2- وقيل إن نساءه كن يقضين ما عليهن من رمضان في شعبان فكان يصوم لذلك ، وهذا عكس ما ورد عن عائشة أنها تؤخر قضاء رمضان إلى شعبان لشغلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم .


          3- وقيل لأنه شهر يغفل الناس عنه : وهذا هو الأرجح لحديث أسامة السالف الذكر والذي فيه : " ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان " رواه النسائي ، أنظر صحيح الترغيب والترهيب ص 425


          وكان إذا دخل شعبان وعليه بقية من صيام تطوع لم يصمه قضاه في شعبان حتى يستكمل نوافله بالصوم قبل دخول رمضان - كما كان إذا فاته سنن الصلاة أو قيام الليل قضاه - فكانت عائشة حينئذ تغتنم قضاءه لنوافله فتقضي ما عليها من فرض رمضان حينئذ لفطرها فيه بالحيض وكانت في غيره من الشهور مشتغلة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فيجب التنبه والتنبيه على أن من بقي عليه شيء من رمضان الماضي فيجب عليه صيامه قبل أن يدخل رمضان القادم ولا يجوز التأخير إلى ما بعد رمضان القادم إلا لضرورة ( مثل العذر المستمر بين الرمضانين ) ، ومن قدر على القضاء قبل رمضان ولم يفعل فعليه مع القضاء بعده التوبة وإطعام مسكين عن كل يوم ، وهو قول مالك والشافعي وأحمد .


          وكذلك من فوائد صوم شعبان أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة ، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده فيدخل رمضان بقوة ونشاط .


          ولما كان شعبان كالمقدّمة لرمضان فإنه يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من الصيام وقراءة القرآن والصدقة ، وقال سلمة بن سهيل كان يقال : شهر شعبان شهر القراء ، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال هذا شهر القراء ، وكان عمرو بن قيس المُلائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن .

          اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
          اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
          اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

          تعليق


          • #6
            رد: مـلـف " شهـــر شعبـــان "

            الصيام في آخر شعبان


            ثبت في الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل : " هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا ؟ قال لا ، قال : فإذا أفطرت فصم يومين " وفي رواية البخاري : أظنه يعني رمضان وفي رواية لمسلم : " هل صمت من سرر شعبان شيئا ؟ " أخرجه البخاري 4/200 ومسلم برقم ( 1161 )


            وقد اختلف في تفسير السرار ، والمشهور أنه آخر الشهر ، يقال سِرار الشهر بكسر السين وبفتحها وقيل إن الفتح أفصح ، وسمي آخر الشهر سرار لاستسرار القمر فيه ( أي لاختفائه ) ، فإن قال قائل قد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين ، إلا من كان يصوم صوما فليصمه " أخرجه البخاري رقم ( 1983 ) ومسلم برقم ( 1082 ) ، فكيف نجمع بين حديث الحثّ وحديث المنع فالجواب : قال كثير من العلماء وأكثر شراح الحديث : إن هذا الرجل الذي سأله النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن له عادة بصيامه ، أو كان قد نذره فلذلك أمره بقضائه . وقيل في المسألة أقوال أخرى ، وخلاصة القول أن صيام آخر شعبان له ثلاثة أحوال :


            أحدها : أن يصومه بنية الرمضانية احتياطا لرمضان ، فهذا محرم .


            الثاني : أن يصام بنية النذر أو قضاء عن رمضان أو عن كفارة ونحو ذلك ، فجوّزه الجمهور.


            الثالث : أن يصام بنية التطوع المطلق ، فكرهه من أمر بالفصل بين شعبان ورمضان بالفطر؛ منهم الحسن - وإن وافق صوما كان يصومه - ورخص فيه مالك ومن وافقه ، وفرّق الشافعي والأوزاعي وأحمد وغيرهم بين أن يوافق عادة أو لا ..


            وبالجملة فحديث أبي هريرة - السالف الذكر - هو المعمول به عند كثير من العلماء ، وأنه يكره التقدم قبل رمضان بالتطوع بالصيام بيوم أو يومين لمن ليس له به عادة ، ولا سبق منه صيام قبل ذلك في شعبان متصلا بآخره . فإن قال قائل لماذا يُكره الصيام قبل رمضان مباشرة ( لغير من له عادة سابقة بالصيام ) فالجواب أنّ ذلك لمعانٍ منها :


            أحدها : لئلا يزاد في صيام رمضان ما ليس منه ، كما نهي عن صيام يوم العيد لهذا المعنى ، حذرا مما وقع فيه أهل الكتاب في صيامهم ، فزادوا فيه بآرائهم وأهوائهم .


            ولهذا نهي عن صيام يوم الشك ،قال عمار من صامه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، ويوم الشك : هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أم لا ؟ وهو الذي أخبر برؤية هلاله من لم يقبل قوله ، وأما يوم الغيم : فمن العلماء من جعله يوم شك ونهى عن صيامه ، وهو قول الأكثرين .


            المعنى الثاني : الفصل بين صيام الفرض والنفل ، فإن جنس الفصل بين الفرائض والنوافل مشروع ، ولهذا حرم صيام يوم العيد ، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن توصل صلاة مفروضة بصلاة حتى يفصل بينهما بسلام أو كلام ، وخصوصا سنة الفجر قبلها ، فإنه يشرع الفصل بينها وبين الفريضة ، ولهذا يشرع صلاتها بالبيت والاضطجاع بعدها .


            ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي وقد أقيمت صلاة الفجر ، فقال له : " آلصُّبح أربعا " رواه البخاري رقم ( 663 ) .


            وربما ظن بعض الجهال أن الفطر قبل رمضان يراد به اغتنام الأكل ؛ لتأخذ النفوس حظها من الشهوات قبل أن تمنع من ذلك بالصيام ، وهذا خطأ وجهل ممن ظنه . والله تعالى أعلم .


            المراجع : لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف : ابن رجب الحنبلي ، والإلمام بشيء من أحكام الصيام : عبد العزيز الراجحي


            والله الموفّق
            اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
            اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
            اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

            تعليق


            • #7
              رد: مـلـف " شهـــر شعبـــان "

              الاجتماع للطعام مع أهازيج في آخر يوم من شعبان







              السؤال : بعض العائلات يجتمعون في أخر ليلة من شعبان ويصنعون أطعمة وبعض كبار السن عندهم أهازيج لهذه المناسبة فما حكم الاجتماع والطعام ؟.








              الجواب :عرضنا السؤال التالي على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين فأجاب حفظه الله بقوله :
              أنا أرى أنها إلى البدعة أقرب ، وإلى النهي أقرب من الحِلّ ، لأنه يُتَّخذ عيدا ، ولو كان مصادفاً مرة واحدة فإنه لا بأس .


              - ما هي الخلاصة ؟


              الجواب : أننا ننهى عنه . انتهى ، والله أعلم .




              الشيخ محمد بن صالح العثيمين

              اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
              اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
              اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

              تعليق


              • #8
                رد: مـلـف " شهـــر شعبـــان "

                مطوية للنشر شعبان فضائل وأحكام




                بسم الله الرحمن الرحيم
                الحمد الله وحده وأشهد أن محمد عبده ورسوله أما بعد فهذه رسالة مختصرة في بيان أحكام شعبان وفضائله أردت بيان ذلك والتنبيه عليها والله الموفق للصواب:


                لماذا سمي شعبان بهذا الاسم
                ذكر الشيخ علم الدين السخاوي في جزء جمعه سماه (المشهور في أسماء الأيام والشهور): شعبان: من تشعب القبائل وتفرقها للغارة ويجمع على شعابين وشعبانات" – تفسير ابن كثير (4/1655) -
                قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح (5/743): " سمي شعبان لتشعبهم (قريش) في طلب الماء ،أو في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام ".


                فضل صوم شهر شعبان
                - عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان قال:"ذلك شهرا يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " رواه النسائي (2356) وحسنه العلامة الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الترغيب رقم (1022).
                - عن عائشة رضي الله عنها قالت:" كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان" رواه أبو داود (2431) والنسائي (2349) وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب(1024).
                - عن أم سلمة رضي الله عنها قالت:"ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان " رواه الترمذي (736) وصححه الشيخان الألباني في صحيح الترغيب (1025) والوادعي قي الجامع الصحيح (2/434).
                - عن عائشة رضي الله عنها قالت :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم ،وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان وما رأيته في شهر أكثر صيام منه في شعبان "رواه البخاري(1969) ومسلم (1156) وأبو داود (2434).
                - وعن عائشة رضي الله عنها قالت :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله إلا قليلا " رواه مسلم (1156):
                قال العلامة ابن باز رحمه الله في تعليقه على رياض الصالحين (3/311): فهذه الأحاديث في فضل صيام شعبان .. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله, وربما صامه إلا قليلاً, فقالت أم سلمة: " كان يصومه كله " فهذا يدل على فضل صيام شعبان تمهيداً لرمضان, يصومه كله, أو يفطر منه قليلاً, لكن لا يصوم بعد النصف, بمعنى أنه لا يبتدئ الصيام بعد النصف, أما أن يصومه كله أو يصوم أكثره أما أن يصوم بعد النصف أو آخره فلا.
                ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " لا تقدموا رمضان بصيام يومٍ أو يومين إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه " . أما إذا صامه كله أو أكثره فلا بأس , بل هو مستحب كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام ) ا . هـ .

                اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
                اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
                اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

                تعليق


                • #9
                  رد: مـلـف " شهـــر شعبـــان "

                  ما هي الحكمة من إكثاره صلى الله عليه وسلم من الصيام في شعبان

                  اختلف العلماء في الحكمة من إكثاره صلى الله عليه وسلم من الصوم في شعبان: والصحيح الذي دل عليه حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه المتقدم أن الأعمال ترفع فيه إلى رب العالمين فيحب عليه الصلاة والسلام أن يعرض عمله وهو صائم. – انظر الفتح (5/745) - .


                  صوم يوم من شعبان يعدل يومين:

                  عن عمران بن حصين رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أو لآخر:"أصمت من سَرَر شعبان " ، قال :لا ،قال :"فإذا أفطرت فصم يومين " رواه مسلم (1161) .
                  قال الحافظ ابن حجر:" أشار القرطبي إلى فضيلة الصوم في شعبان وأن صوم يوم يعدل يومين في غيره أخذاً من قوله في الحديث (فصم يومين مكانه) يعني مكان اليوم الذي فوته من صيام شعبان" .- نقلا من نداء الريان في فقه الصوم الدكتور سيد العفاني (2/441-443) -


                  هل الصيام في شعبان أفضل أم الصيام في الأشهر الحرم :
                  ذهب الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى كما في لطائف المعارف ص(249) ،أن صيام شعبان أفضل من الأشهر الحرم.


                  النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان لمن لم تكن له عادة :
                  عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا بقي نصف من شعبان فلا تصوموه"رواه الترمذي (738) وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي (738) .
                  - و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين ،إلا أن يكون رجل كان يصوم صوماً فليصمه" رواه البخاري (1914) ومسلم (1082).

                  اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
                  اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
                  اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

                  تعليق


                  • #10
                    رد: مـلـف " شهـــر شعبـــان "

                    تحريم صوم يوم الشك

                    عن عمار بن ياسر قال: " من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم " رواه أبو داود (2334) والترمذي (686) والنسائي (2188) . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي (686).
                    قال الصنعاني في سبل السلام (3/106): واعلم أن يوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان إذا لم يُرَ الهلال في ليلة بغيم ساتر أو نحوه فيجوز كونه من رمضان وكونه من شعبان والحديث وما في معناه يدل على تحريم صومه " .


                    تأخير القضاء في شعبان لعذر:

                    فعن عائشة رضي الله عنها قالت:" كان يكون عليَّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان" رواه البخاري (1950) ومسلم (1146) .


                    إحصاء هلال شعبان لرمضان:

                    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أحصوا هلال شعبان لرمضان".رواه الترمذي (687) وحسنه الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الجامع (198).
                    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أحصوا هلال شعبان لرمضان ولا تخلطوا برمضان ،إلا أن يوافق ذلك صياماً كان يصومه أحدكم ،وصوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غمَّ عليكم فإنها ليست تغمَّي عليكم العدة" رواه الدار قطني (ص230) و البيهقي (4/206) وصححه العلامة الألباني رحمه الله تعالى في الصحيحة (565).
                    قال الحافظ ابن حجر:"أي اجتهدوا في إحصائه وضبطه بأن تتحروا مطالعه وتتراءوا منازله لأجل أن تكونوا على بصيرة في إدراك هلال رمضان على حقيقة حتى لا يفوتكم منه شيء...."- تحفة الأحوذي (3/299)-


                    زيارة قبر نبي الله هود عليه السلام

                    اعلم رحمك الله أن زيارة قبر نبي الله هود من البدع المذمومة المحادة لدين الله, المخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, لم يكن لها أصل تُستند إليه لا من الكتاب ولا من السنة ولا نُقل عن أحدٍ من أهل العلم الذين يقتدى بهم وما هي إلا من مخترعات الرعاع, ونزعات أهل الابتداع, وذلك لما اشتملت عليه من المخالفات الشرعية:
                    1)شدَّ الرحال إليها.
                    2)قول الزائر للهُجر : وهو الكلام الفاحش الذي أفحشه الشرك بالله.
                    3)تخصيصها بزمان ولا دليل على التخصيص.
                    وأحيل القارئ إلى رسالة الشيخ محمد بن عبدالله الإمام حفظه الله "إخبار الوفود بحكم زيارة قبر نبي الله هود".
                    ورسالة شيخنا عبدالله بن عمر مرعي بن بريك حفظه الله "التحذير من فتنة القبور".
                    فائدة: قال الاستاد المؤرخ سعيد بن عوض باوزيرفي كتابه (صفحات من تاريخ حضرموت) (ص7): لم يقم دليل تاريخي علمي حتى الآن على موضع قبر النبي هود عليه السلام ويزعم الناس في حضرموت أن القبر الذي يقصده الناس كل عام للزيارة في منتصف شعبان هو قبر هود ويقع في شرق وادي حضرموت من قرب من وادي برهوت).

                    اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
                    اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
                    اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

                    تعليق


                    • #11
                      رد: مـلـف " شهـــر شعبـــان "

                      ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان:

                      لم يصح في فضل ليلة النصف من شعبان شيء سوى نزول الرب عز وجل وغفرانه لذنوب العباد عدا المشرك والمشاحن .
                      -قال ابن وضاح في [النهي عن البدع ص(53):] ما جاء في ليلة النصف من شعبان - ثم ساق بسنده – عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: لم أدرك أحدا من مشايخنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان ،ولم ندرك أحدا منهم يذكر حديث مكحول ولا يرى لها فضل على ما سواها من الليالي، قال ابن أبي زيد: والفقهاء لم يكونوا يصنعون ذلك" .
                      - وعن ابن أبي مليكة قال: قيل له أن زياد النميري يقول: أن ليلة النصف من شعبان أجرها كأجر ليلة القدر. فقال ابن أبي مليكة لو سمعته منه وبيدي عصا لضربته بها ،وكان زياد قاضياً. - النهي عن البدع (ص53)-.
                      -وقال أبو بكر ابن العربي في - عارضة الأحوذي (2/216) - : وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يساوي سماعه .
                      -قال القرطبي رحمه الله تعالى- في تفسيره (16/128) - : وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يعول عليه لا في فضلها ولا في نسخ الآجال فيها ،فلا تلتفتوا إليها".
                      -قال الحافظ أبو الخطاب في كتابه ما جاء في شهر شعبان كما في - الباعث في إنكار الحوادث (ص33) - :"قال أهل التعديل والجرح ليست في فضيلة النصف من شعبان حديث صحيح ،فتحفظوا عباد الله من مفتر يروي لكم حديث يسوقه في معرض الخير ،فاستعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعا عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا صح أنه كذب ،خرج عن المشروعية وكان مستعمله من حزب الشيطان ،لاستعماله حديثاً كذبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينزل الله به من سلطان".
                      -قال ابن رجب: "وكذلك قيام ليلة النصف لم يثبت فيها شيء عن النبي ولا عن أصحابه .." - لطائف المعارف (ص264)-
                      -قال الشيخ حماد بن محمد الأنصاري: "لم يثبت في قيامها وصيامها بعينها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه .." - إسعاف الخلان بما ورد في ليلة النصف من شعبان (ص13) .
                      -وقال رحمه الله في المجموع في ترجمة العلامة المحدث حماد الأنصاري (ص477)- : "ليلة النصف من شعبان لم يأتِ فيها فضل خاص مطلقا, وإنما تدخل في حديث الأيام البيض".
                      -قال ابن باز رحمه الله تعالى في فتاوى اللجنة الدائمة (3/67) حاشية:"وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها".
                      وما أحسن ما قاله علي بن إبراهيم رحمه الله تعالى:"وقد جعلها – أي ليلة النصف من شعبان – جهلة أئمة المساجد مع صلاة الرغائب ونحوها شبكة لجمع العوام طلبا لرئاسة التقدُّم ،وملأ بذكرها القصاص مجالسهم ،وكل عن الحق بمعزل" –أنظر إسعاف الخلان بما ورد في ليلة النصف من شعبان-.
                      وقد عرفت آنفا - أخي القارئ – من كلام العلماء أنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم شيء في فضل ليلة النصف من شعبان، فعلم أن الاحتفال بها بدعة محدثة في الإسلام
                      وهكذا تخصيصها بشئ من العبادة بدعة منكرة.قاله الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في فتاوى اللجنة الدائمة (3/72) حاشية .
                      قال الشيخ محمد رشيد رضا (5/758): "إن الله تعالى لم يشرع للمؤمنين في كتابه ولا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في سنته عملاً خاصاً بهذه الليلة" – نقلاً عن مجموع الفتاوى للعثيمين (20/ 29).

                      اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
                      اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
                      اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

                      تعليق


                      • #12
                        رد: مـلـف " شهـــر شعبـــان "

                        ما صح في ليلة النصف من شعبان:

                        الثابت في ليلة النصف من شعبان نزول الرب عز وجل وغفرانه لذنوب العباد عدا المشرك والمشاحن.
                        قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة المجلد الثالث ( ص135-139) رقم (1144): ما صح في ليلة النصف:
                        "يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن".
                        حديث صحيح ،روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضا ،وهم معاذ بن جبل ،وأبو ثعلبة الخشني ، وعبد الله بن عمرو ، وأبي موسى الأشعري ، وأبي هريرة ،و أبي بكر الصديق وعوف بن مالك ،وعائشة .- ثم ساق كل حديث بطرقه – ثم قال:
                        "وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب" ا.هـ
                        قال الشيخ الألباني رحمه الله في تخريج إصلاح المساجد للقاسمي (ص88) لا يلزم من ثبوت هذا الحديث اتخاذ هذه الليلة موسماً يجتمع الناس فيها, ويفعلون فيها من البدع" ا.هـ
                        وبناءا على هذا الحديث أوصي نفسي وإخواني المسلمين بالسعي للأخذ بالأسباب الموجبة لهذه المغفرة ألا وهي تجنب الشرك بأنواعه قولا وعملا واعتقادا ، وتطهير القلب من أي شحناء
                        أو حقد أو بغضاء أو قطيعة أو نحوها من أمراض القلوب اتجاه إخواننا المسلمين والعمل على تحقيق الأخوة الإسلامية بالضوابط الشرعية ،بمقابلة الإساءة بالإحسان والجهل بالحلم والظلم بالعفو والقطيعة بالصلة عسى الله أن يجعلنا جميعا ممن يفوز بهذه المكرمة الإلهية إنه جواد كريم .
                        وأنبه أنه لا يفهم من ذلك جواز تخصيص هذه الليلة بقيام، و يومها بصيام لعدم ورود الدليل على التخصيص وإن كانت عبادة القيام والصيام مما ندبنا إليه ورغب فيه في كل وقت وحين.
                        وأخيرا أوصي نفسي وإخواني المسلمين باغتنام أوقات الحياة في طاعة الله تعالى ومرضاته وفق ما شرع عز وجل في كتابه الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتجنب الإحداث في الدين وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى وصلى الله على نبينا وآله وصحبه وسلم.
                        هذا ما أحببنا به النصيحة والتذكير فما كان فيه من صواب فمن الله وما كان فيه من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان وأستغفر الله العظيم .



                        تم تحريره يوم الاثنين 3 شعبان 1429هـ
                        الموافق 4 أغسطس 2008 م
                        جمعها:
                        أبو نافع الكلالي
                        بدار الحديث بالشحر
                        حرسها الله من كل سوء ومكروه


                        اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
                        اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
                        اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

                        تعليق


                        • #13
                          رد: مـلـف " شهـــر شعبـــان "

                          فضل الله على الناس في شعبان


                          إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد /
                          عباد الله / قد نزل بنا شهر كريم فيه خير عميم لمن أراد أن يستبق الخيرات ،و لكن كثيرا من الناس عنه غافلون ألا وهو شهر شعبان ,نعم إن كثيرا من الناس يغفل عن هذا الشهر الكريم فقد أخبر النبي صلى الله عليه و سلم بذلك كما جاء ذلك عنه في سنن النسائي و عند البيهقي في شعب الإيمان من حديث أسامة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : [شعبان بين رجب و شهر رمضان ، تغفل الناس عنه ،ترفع فيه أعمال العباد ،فأحب ألا يُرفع عملي إلا و أنا صائم ].


                          وهذا الحديث فيه أن بعض الأوقات التي فيها فضيلة ربما غفل عنها الناس و لم يتفطنوا لها لأنهم يشتغلون بالمشهور ، وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة وأن ذلك محبوب لله عز وجل ،كما كان طائفة من السلف يحيون ما بين العشاءين بالصلاة و يقولون :هي ساعة غفلة ،ذكر هذا ابن رجب رحمه الله بمعناه في كتابه "لطائف المعارف "،و لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شهر شعبان ،لأنه كما قال صلى الله عليه و سلم شهر يغفل عنه الناس و لأنه شهر ترفع فيه أعمال العباد ففي الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت :[ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان ،و ما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان ]. ففي هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم أكثر أيام شعبان.




                          ومن فضائل شهر شعبان فضل عظيم امتن الله به على عباده ألا وهو أن الله تبارك وتعالى يغفر لجميع خلقه في ليلة النصف من شعبان إلا لمشرك أو مُشاحن ،
                          في سنن ابن ماجة من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن رسول الله- صلى الله عليه و سلم- قال:[إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان ،فيغفر لجميع خلقه ،إلا لمشرك أو مشاحن ].فيا لها من منحة جسيمة ، و نعمة عظيمة امتن الله بها على عباده ،والمردود فيها جبر الله مصيبته! فإنها مصيبة عظيمة أن يُحرم العبد المغفرة , ولذا ينبغي على كل مسلم اجتناب الذنوب كلها وخاصة هذين الذنبين العظيمين اللذين ذُكرا في الحديث : الشرك بالله و الشحناء , الشرك بالله صاحبه إن مات عليه فهو خالد مخلد في النار و لن تجد له وليا نصيرا ولا شفيعا , قال تعالى:{{ إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار }}
                          و قال تعالى : {{إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء و من يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا }}.




                          كل من أشرك في عبادة من العبادات مع الله أحدا آخر سواء كان ملكا مقربا أو نبيا مرسلا أو وليا صالحا ، كل من أشرك في عبادة من العبادات : من طواف أو نذر أو استعانة أو استغاثة فيما لا يقدر عليه إلا الله وغيرها من العبادات فقد حبط عمله ،وإن مات على ذلك فهو خالد مخلد في النار ،نسأل الله العافية ؛
                          و أما الشحناء و هي حقد المسلم على أخيه بغضا له , لهوى في نفسه ،فهي مانع من المغفرة في أكثر أوقات الرحمة والمغفرة ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا :[تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين و الخميس ,فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا ألا رجلا كانت بينه و بين أخيه شحناء ، فيقول انظروا هذين حتى يصطلحا ] ،و لا شك أيها الإخوة أن سلامة الصدر من أنواع الشحناء كلها من أفضل الأعمال , و أنت أيها المشاحن الحاقد على أخيك المسلم يكفيك حرمان المغفرة في أوقات مغفرة الأوزار و إلا فإن الله سبحانه وتعالى يتوعدك بقوله تعالى :
                          [ ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ].


                          خاب عبد بارز المولى بأسباب المعاصي
                          ويحه فيما جناه لم يخف يوم القصاص
                          يوم فيه ترعد الأقدام من شيب النواصي
                          لي ذنوب في ازدياد وحياة في انتقاصِ
                          فمتى أعمل ما أعلم لي فيه خلاصي


                          واعلم يا رعاك الله أن ما يقوم به بعض الناس من تخصيص ليلة النصف من شعبان بالقيام والدعاء ، و تخصيص نهارها بالصيام ، اعلم أن هذا كله ليس من الأمور المشروعة ، بل هو عند أهل السنة من البدع ،داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه و سلم :[و كل بدعة ضلالة ]، أولا / لأن هذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم و العبادات مبناها على التوقيف , قال ابن عمر- رضي الله عنه- : [كل بدعة ضلالة و إن رآها الناس حسنة ]، ثانيا / من استحسن مثل هذه البدعة اعتمد على حديث إسناده ضعيف جدا رواه ابن ماجة في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها و صوموا نهارها ]. و هذا الحديث شديد الضعف عند أهل العلم و لا يجوز العمل به بل يعارضه الحديث الصحيح : [إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان ].

                          هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
                          وكتب: أبو أحمد الأثري
                          علي الفضلي.


                          اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
                          اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
                          اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

                          تعليق


                          • #14
                            رد: مـلـف " شهـــر شعبـــان "

                            كلمات يسيرة تتعلق بشهر شعبان




                            الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله -


                            بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيراً.
                            أما بعد: فهذه كلمات يسيرة في أمور تتعلق بشهر شعبان.


                            الأمر الأول: في فضل صيامه.



                            ففي الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان» البخاري (1969)، ومسلم (1156). وفي البخاري (1970) في رواية: «كان يصوم شعبان كله». وفي مسلم في رواية: «كان يصوم شعبان إلا قليلاً». وروى الإمام أحمد (21753)، والنسائي (2357) من حديث أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال: «لم يكن (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) يصوم من الشهر ما يصوم من شعبان»، فقال له: لم أرك تصوم من الشهر ما تصوم من شعبان قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» قال في الفروع (ص 120 ج 3 ط آل ثاني): والإسناد جيد.


                            الأمر الثاني: في صيام يوم النصف منه

                            .
                            فقد ذكر ابن رجب - رحمه الله تعالى - في كتاب اللطائف (ص 341 ط دار إحياء الكتب العربية) أن في سنن ابن ماجة (1388) بإسناد ضعيف عن علي ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا، ألا كذا حتى يطلع الفجر».
                            قلت: وهذا الحديث حكم عليه صاحب المنار بالوضع، حيث قال (ص 226 في المجلد الخامس من مجموع فتاويه): والصواب أنه موضوع، فإن في إسناده أبا بكر بن عبد الله بن محمد، المعروف بابن أبي سبرة، قال فيه الإمام أحمد ويحيى بن معين: إنه كان يضع الحديث.
                            وبناء على ذلك فإن صيام يوم النصف من شعبان بخصوصه ليس بسنة، لأن الأحكام الشرعية لا تثبت بأخبار دائرة بين الضعف والوضع باتفاق علماء الحديث، اللهم إلا أن يكون ضعفها مما ينجبر بكثرة الطرق والشواهد، حتى يرتقي الخبر بها إلى درجة الحسن لغيره، فيعمل به إن لم يكن متنه منكراً أو شاذًّا.
                            وإذا لم يكن صومه سنة كان بدعة، لأن الصوم عبادة فإذا لم تثبت مشروعيته كان بدعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة» أخرجه مسلم (867) من حديث جابر – رضي الله عنه - .


                            الأمر الثالث: في فضل ليلة النصف منه.


                            وقد وردت فيه أخبار قال عنها ابن رجب في اللطائف بعد ذكر حديث علي السابق: إنه قد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها وخرجها في صحيحه. ومن أمثلتها حديث عائشة - رضي الله عنها - وفيه: "أن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب". خرجه الإمام أحمد (26018) والترمذي (739) وابن ماجة (1389)، وذكر الترمذي أن البخاري ضعَّفه، ثم ذكر ابن رجب أحاديث بهذا المعنى وقال: وفي الباب أحاديث أخر فيها ضعف. اهـ
                            وذكر الشوكاني أن في حديث عائشة المذكور ضعفاً وانقطاعاً.
                            وذكر الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ حفظه الله تعالى ـ أنه ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، وقد حاول بعض المتأخرين أن يصححها لكثرة طرقها ولم يحصل على طائل، فإن الأحاديث الضعيفة إذا قدر أن ينجبر بعضها ببعض فإن أعلى مراتبها أن تصل إلى درجة الحسن لغيره، ولا يمكن أن تصل إلى درجة الصحيح كما هو معلوم من قواعد مصطلح الحديث.


                            الأمر الرابع: في قيام ليلة النصف من شعبان، وله ثلاث مراتب:



                            المرتبة الأولى: أن يصلى فيها ما يصليه في غيرها، مثل أن يكون له عادة في قيام الليل فيفعل في ليلة النصف ما يفعله في غيرها من غير أن يخصها بزيادة، معتقداً أن لذلك مزية فيها على غيرها، فهذا أمر لا بأس به، لأنه لم يحدث في دين الله ما ليس منه.

                            المرتبة الثانية: أن يصلى في هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان دون غيرها من الليالي، فهذا بدعة، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر به، ولا فعله هو ولا أصحابه.
                            وأما حديث علي ـ رضي الله عنه ـ الذي رواه ابن ماجة: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها». فقد سبق عن ابن رجب أنه ضعَّفه، وأن محمد رشيد رضا قال: إنه موضوع، ومثل هذا لا يجوز إثبات حكم شرعي به، وما رخص فيه بعض أهل العلم من العمل بالخبر الضعيف في الفضائل، فإنه مشروط بشروط لا تتحقق في هذه المسألة، فإن من شروطه أن لا يكون الضعف شديداً، وهذا الخبر ضعفه شديد، فإن فيه من كان يضع الحديث، كما نقلناه عن محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى.
                            الشرط الثاني: أن يكون وارداً فيما ثبت أصله، وذلك أنه إذا ثبت أصله ووردت فيه أحاديث ضعفها غير شديد كان في ذلك تنشيط للنفس على العمل به، رجاء للثواب المذكور دون القطع به، وهو إن ثبت كان كسباً للعامل، وإن لم يثبت لم يكن قد ضره بشيء لثبوت أصل طلب الفعل. ومن المعلوم أن الأمر بالصلاة ليلة النصف من شعبان لا يتحقق فيه هذا الشرط، إذ ليس لها أصل ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره ابن رجب وغيره. قال ابن رجب في اللطائف (ص 541): فكذلك قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه شيء. وقال الشيخ محمد رشيد رضا (ص 857 في المجلد الخامس): إن الله تعالى لم يشرع للمؤمنين في كتابه ولا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في سنته عملاً خاصًّا بهذه الليلة اهـ.
                            وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز: ما ورد في فضل الصلاة في تلك الليله فكله موضوع. اهـ
                            وغاية ما جاء في هذه الصلاة ما فعله بعض التابعين، كما قال ابن رجب في اللطائف (ص 441) : وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنهم بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك: فمنهم من قبله ووافقهم على تعظيمها، وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، وقالوا: ذلك كله بدعة. اهـ
                            ولا ريب أن ما ذهب إليه علماء الحجاز هو الحق الذي لا ريب فيه، وذلك لأن الله تعالى يقول: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلاَمَ دِيناً" [المائدة:3] ولو كانت الصلاة في تلك الليلة من دين الله تعالى لبيَّنها الله تعالى في كتابه، أو بيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله أو فعله، فلما لم يكن ذلك علم أنها ليست من دين الله، وما لم يكن منه فهو بدعة، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كل بدعة ضلالة».

                            المرتبة الثالثة: أن يصلى في تلك الليلة صلوات ذات عدد معلوم، يكرر كل عام، فهذه
                            المرتبة أشد ابتداعاً من المرتبة الثانية وأبعد عن السنة. والأحاديث الواردة فيها أحاديث موضوعة، قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 15 ط ورثة الشيخ نصيف): وقد رويت صلاة هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة وموضوعة.

                            الأمر الخامس: أنه اشتهر عند كثير من الناس أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام.
                            وهذا باطل، فإن الليلة التي يقدر فيها ما يكون في العام هي ليلة القدر، كما قال الله تعالى: "حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " [الدخان –6] وهذه الليلة التي أنزل فيها القرآن هي ليلة القدر، كما قال تعالى: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ " وهي في رمضان، لأن الله تعالى أنزل القرآن فيه، قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ " [البقرة:185] فمن زعم أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام، فقد خالف ما دل عليه القرآن في هذه الايات.

                            الأمر السادس: أن بعض الناس يصنعون أطعمة في يوم النصف يوزعونها على الفقراء ويسمونها عشيات الوالدين.
                            وهذا أيضاً لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون تخصيص هذا اليوم به من البدع التي حذَّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال فيها: «كل بدعة ضلالة».
                            وليعلم أن من ابتدع في دين الله ما ليس منه فإنه يقع في عدة محاذير منها:

                            المحذور الأول: أن فعله يتضمن تكذيب ما دل عليه قول الله عز وجل: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ "[المائدة:3]، لأن هذا الذي أحدثه واعتقده ديناً لم يكن من الدين حين نزول الآية، فيكون الدين لم يكمل على مقتضى بدعته.

                            المحذور الثاني: أن ابتداعه يتضمن التقدم بين يدي الله ورسوله، حيث أدخل في دين الله تعالى ما ليس منه. والله سبحانه قد شرع الشرائع وحدّ الحدود وحذَّر من تعديها، ولا ريب أن من أحدث في الشريعة ما ليس منها فقد تقدم بين يدي الله ورسوله، وتعدى حدود الله، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون.

                            المحذور الثالث: أن ابتداعه يستلزم جعل نفسه شريكاً مع الله تعالى في الحكم بين عباده، كما قال الله تعالى: "أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ" [الشورى:21].
                            *9-+
                            المحذور الرابع: أن ابتداعه يستلزم واحداً من أمرين، وهما: إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم جاهلاً بكون هذا العمل من الدين، وإما أن يكون عالماً بذلك ولكن كتمه، وكلاهما قدح في النبي صلى الله عليه وسلم، أما الأول فقد رماه بالجهل بأحكام الشريعة، وأما الثاني فقد رماه بكتمان ما يعلمه من دين الله تعالى.

                            المحذور الخامس: أن ابتداعه يؤدي إلى تطاول الناس على شريعة الله تعالى، وإدخالهم فيها ما ليس منها، في العقيدة والقول والعمل، وهذا من أعظم العدوان الذي نهى الله عنه.
                            المحذور السادس: أن ابتداعه يؤدي إلى تفريق الأمة وتشتيتها واتخاذ كل واحد أو طائفة منهجاً يسلكه ويتهم غيره بالقصور، أو التقصير، فتقع الأمة فيما نهى الله عنه بقوله: "وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [آل عمران:105]، وفيما حذر منه بقوله: "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيءٍ إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ" [الأنعام: 159].

                            المحذور السابع: أن ابتداعه يؤدي إلى انشغاله ببدعته عما هو مشروع، فإنه ما ابتدع قوم بدعة إلا هدموا من الشرع ما يقابلها.
                            وإن فيما جاء في كتاب الله تعالى، أو صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم من الشريعة لكفاية لمن هداه الله تعالى إليه واستغنى به عن غيره، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ َ". وقال الله تعالى: "فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاي فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى " [طه:123].
                            أسأل الله تعالى أن يهدينا وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم، وأن يتولانا في الدنيا والاۤخرة إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين.

                            اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
                            اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
                            اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

                            تعليق


                            • #15
                              رد: مـلـف " شهـــر شعبـــان "

                              بدع شهر شعبان

                              شهر شعبان



                              المبحث الأول : بعض الآثار الواردة فيه .
                              المبحث الثاني : بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان .
                              المبحث الثالث : بدعة الصلاة الألفية .



                              المبحث الأول
                              بعض الآثار الواردة فيه



                              1. عن عائشة -رضي الله عنها- قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان ، وما رايته أكثر صياماً منه في شعبان )) متفق عليه829.


                              2. عن أبي سلمة أن عائشة -رضي الله عنها-حدثته قالت:((لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهراً أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله )) ، وكان يقول : (( خذوا من العمل ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وأحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما دوام عليه وإن قلت ، وكان إذا صلى صلاة دوام عليها )) متفق عليه830 .


                              3. عن عمران بن حصين- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله – أو سأل رجلاً وعمران يسمع -فقال : (( يا فلان أما صمت من سرر831 هذا الشهر ؟)) . قال : أظنه يعني رمضان ، قال الرجال: لا يا رسول الله . قال : (( فإذا أفطرت فصم يومين )) متفق عليه832 .


                              4. عن أبي سلمة قال : سمعت عائشة – رضي الله عنها – تقول :
                              (( كان يكون علي الصوم من رمضان ، فما استطيع أن أقضيه إلا في شعبان )) متفق عليه833 .


                              5. عن عبد الله بن أبي قيس أنه سمع عائشة تقول : كان أحب الشهور إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان ))834.
                              6. عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا ))835 .


                              7. عن أبي هريرة – رضي الله عنه –عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
                              ((لا يتقدمنَّ أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم )) متفق عليه836 .


                              8. عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت:((ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان))837


                              9. عن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال صلى الله عليه وسلم:
                              (( ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ))838.


                              10. عن أنس-رضي الله عنه- قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الصوم أفضل بعد رمضان ؟ قال : (( شعبان لتعظيم رمضان ، قال فأي الصدقة أفضل ؟ قال : الصدقة في رمضان ))839 .


                              11. عن عائشة -رضي الله عنها- قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع ، فقال صلى الله عليه وسلم:
                              (( أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ )) قلت : يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك ، فقال : (( إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب840 ))841 .


                              12. عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه ، إلا لمشرك أو مشاحن ))842.


                              13. عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إذ كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا ، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له! ألا مسترزق فأرزقه !ألا مبتلى فأعافيه! ألا كذا ألا كذا،حتى يطلع الفجر))843

                              اللهم اجعلنا من عتقائك من النار
                              اللهم اشف امى شفاءا لا يغادر سقما
                              اللهم اهد ابنائى لما تحب وترضى

                              تعليق

                              يعمل...
                              X