إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv بشكله الجديد هااام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حسنا أخواتى وإخوانى فى الله


    اليوم بإذن الله يبدأ الأسبوع الرابع من الحملة



    حملة 100 يوم على رمضان

    الأثنين
    15 من جمادى الثانية 1430 هـ
    8 من يونيو 2009



    وموضوعنا اليوم بعنوان



    لقد بات واضحا لدى أغلبية المتخصصين في علم النفس و خبراء السلوك أن الذكاء العاطفي أهم بكثير من الذكاء الأكاديمي ، أي أن الأشخاص المتمكنين من إدارة انفعالاتهم و كبت اندفاعاتهم بشكل جيد يتميزون في كل ميادين الحياة و تكون لديهم فرصا أكبر للنجاح ، أما الذين لا يتحكمون في حياتهم الانفعالية فيواجهون معارك داخلية تدمر قدرتهم على التفكير السليم و التركيز في العمل .



    و لهذا تتكاثر الدورات التدريبية في أنحاء العالم التي تسعى لتقديم استراتيجيات متنوعة في كيفية تطوير الذكاء العاطفي .

    و قد نكون محظوظين كمسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي بأننا نمارس تدريبا إلزاميا سنويا بالمجان يؤهلنا لشحذ ذكائنا العاطفي بأقوى الأساليب ، إذ أن التدريب على ممارسة تأجيل الإشباع الحيوي لأقوى دافع بيولوجي في التركيبة البشرية ( الجوع و العطش ) يعد أثرى مساهمة في تنمية الذكاء العاطفي .



    و تكمن أهمية هذا التدريب في استعداد الشخصية لتأجيل أقوى شهواتها و هذا وحده كاف بأن ينسحب على سائر ممارساتها التي تطلب تأجيلا متواصلا مادام الإحباط هو السمة التي تطبع معظم أحداث الحياة ، حيث تجري الرياح كثيرا بما لا تشتهي السفن بحيث لا يمكننا أن نتصور إمكانية أن تحقق الشخصية أيا كانت كل ما تتطلع إليه ، و هو أمر يضطرها إلى أن تتقبل الإحباط الذي قد يتم أحيانا على حساب الصحة النفسية .



    و لهذا فإن التدريب على مواجهة الإحباط هو الذي يدع الشخصية متوازنة و محتفظة بتماسكها ، بحيث يجيء الصوم على نحو الإلزام و الندب أحيانا كعنصر مساهم في تكييف الشخصية على التعامل برحابة و مرونة مع ضغوط و إحباطات الحياة .



    أما التدريب الآخر للصوم فهو في اكتساب سمة التعاطف مع الآخر و تنمية المشاركة الوجدانية و التي تعد واحدا من أهم المعايير التي تفرز الشخصية السوية عن الشخصية الشاذة ، فالإحساس بالجوع و العطش يدع الشخصية متحسسة بشدائد الآخرين و من ثم يدفعها إلى مد يد المساعدة إليهم ، و هذا الإحساس كاف لأن يدرب الشخصية على تحجيم الأنا و التوجه بالتفكير نحو الغير مما يقوي بلا شك صحتها النفسية و ينمي لديها أدوات الذكاء العاطفي .



    و لا يفوتنا ملاحظة أمور أخرى من التأجيل تتم ممارستها من خلال الصوم كتنظيم الدافع الجنسي و ترشيد الانفعالات الغاضبة بأن يستجيب الصائم لذلك بقول : اللهم إني صائم ، و لعله لا توجد مهارة نفسية أهم من مقاومة الاندفاع فهو أصل التحكم الانفعالي و إن تكليف الذات بتأجيل الإشباع و رفض الإندفاع من أجل تحقيق هدف ما هو جوهر التنظيم الذاتي للانفعال ، و من أجل كل ماسبق فهل يوجد من يمكنه منافسة المدرسة الرمضانية في التدريب على الذكاء العاطفي ؟ .



    جدد حياتك في رمضان

    " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى والفرقان "
    " ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا " متفق عليه .

    إن الرتابة الدائمة في الحياة والسير على وتيرة واحدة تضفي على الحياة السآمة والملالة ونتيجة لذلك ترى كثيرا من الناس يسأمون حياتهم ويملونها .


    لكن الإسلام أعطى للحياة طعما مختلفا ترمي خلف ظهرها كل سآمة وكل ملالة حتى تصبح الحياة طيبة كما قال الله تعالى:
    " فلنحيينهم حياة طيبة ."

    وما الصلوات الخمس إلا كسرا لرتابة اليوم
    وما صلاة الجمعة في وجه من وجوهها إلا كسرا لرتابة الأسبوع وما ليلة القدر إلا كسرا لرتابة الليالي
    وما شهر رمضان إلا كسرا لرتابة السنة

    وفي كل محطة من هذه المحطات يجدد الإنسان حياته ويقف أمام معان جديدة تعيده على جادة الصواب.

    ورمضان هو المحطة الكبرى من هذه المحطات إذ يساعد الله فيها العباد فيصفد لهم الشياطين ويبسط يده فيعطي ويجزل
    ورمضان نفحة إلهية وعطية ربانية للعالم فيه يستطيع المرء أن يجدد حياته ويبعث فيها الأمل .

    ومن الوسائل التي تجدد الحياة في رمضان :

    1- وقت السحر وهو الوقت المبارك الذي يضيعه أغلب الناس في أغلب العام فيأتي رمضان لينبههم عليه فيوقظهم ليتقووا من خلال الطعام ولكن كثيرا من الناس يقضون هذا الوقت في الطعام وينسون الحديث الشريف " إن الله ينزل في الثلث الأخير من كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول ألا هل من مسترزق فأرزقه ألا هل من مستغفر فأغفر له ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر "
    كم نحن بحاجة لهذا الوقت المبارك لنجدد حياتنا ونطلب من الله ما يصلح ديننا ودنيانا و آخرتنا .


    2- صلاة الفجر في المسجد وهي كذلك يضيعها الناس في سائر أوقات السنة فيأتي رمضان ليوقظ في أنفسهم أن هناك صلاة مشهودة في المسجد " وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا "
    " بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزعون"


    3- الدعاء والإكثار منه ولاسيما في هذا الشهر المبارك حيث إن دعاء الصائم مستجاب كما ورد في الحديث الشريف " ثلاثة لاترد دعوتهم ....الصائم حتى يفطر " وفي رواية الصائم حين يفطر " .
    وقال العلماء إن الله وضع آية الدعاء بين آيات الصيام إشعارا منه بأن الدعاء في الصيام لا يرد فكم عندنا من الحاجيات نري أن تقضى !


    4- قراء القرآن والتفكر والتدبر فهذا الشهر هو شهر القرآن
    " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان "
    ويستحب للمسلم أن يختم المصحف ولو مرة واحدة مع مراعات التفكر والتدبر .

    5- صلاة الجماعة في المسجد
    " من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح "

    وهناك كثير من الوسائل التي تجعلنا نجدد حياتنا في رمضان منها الإكثار من النوافل وقيام الليل والتصدق وصلة الأرحام وإدراك معان الأخوة في الله ومراعات شعور المسلم فكلها تعطي للحياة معنى آخر غير المعنى الذي كنا قد اعتدناه .

    وأهم هذه الوسائل التي تجدد الحياة أول كلمة نزلت في رمضان من القرآن وهي كلمة اقرأ والقراءة باسم الله فهي الوسيلة الأولى لرفع مستوى الثقافة الإسلامية ونشر الوعي بين الصفوف .
    فليجعل المسلم لنفسه في رمضان ساعة على الأقل يقرأ فيها وليبدأ من سيرة الرسول عليه السلام فهي الوعاء الذي نزل فيه الإسلام .


    كل هذه الوسائل تشكل البداية وليست النهاية فكثير من الناس يظن أنه في رمضان يفعل هذه الواجبات ليتركها بعده وهذا ما يسبب لنا تراجعا دائما فرمضان يمثل الشرارة التي يجب أن تقدح في كل واحد منا التقدم والاستمرارية والارتقاء لا أن يكون موسما كباقي المواسم نخلعه عند انتهائه.

    والله ولي التوفيق .




    التعديل الأخير تم بواسطة arc_maha2000; الساعة 08-06-2009, 11:49 PM.

    تعليق


    • #32
      رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      حسنا أخواتى وإخوانى فى الله



      اليوم بإذن الله يبدأ الأسبوع الخامس من الحملة




      حملة 100 يوم على رمضان

      الأثنين
      22 من جمادى الثانية 1430 هـ
      15 من يونيو 2009




      وموضوعنا اليوم بعنوان





      أخي الكريم ...أختى الكريمة.. :

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... وبعد ...

      شهر رمضان المبارك , هذا الشهر أخي الفاضل , أختى الفاضلة يعني لدينا ولديك الكثير , وأنت شأنك شأن سائر المسلمين تستبشر بهذا الشهر الكريم ولاشك .

      ويسرني أخي الفاضل , أختى الفاضلة قبيل هذا الشهر الكريم أن أتوجه لك بأغلى ما أملك وأعز ما أقدم سالكاً سبيل المصارحة والحديث تحت ضوء الشمس .

      إن المصارحة قد تكون مُرة الطعم لكن نتائجها محمودة , وقد ذقنا جميعاً مرارة التستر على العيوب , ولمسنا شؤم دفن الأخطاء باسم المجاملة .
      فآمل أن يتسع صدرك لسماع ما أقول ........


      ورع ولكن :

      أخي الكريم ...أختى الكريمة.. :

      موقف نشاهده جميعاً في شهر الصيام .......

      أن تجد شاباً معرضاً, غارقاً في وحل الشهوات , يتجرأ على الكبائر والمعاصي , ويتهاون في الطاعات الظاهرة , تجد هذا الشاب يتساءل عن قضايا دقيقة في الصيام ....

      كأن يتوضأ فتنزل من أنفه قطرات من الدم دون قصد ... ( مثلا ) فهل يؤثر هذا على الصيام أم لا ؟....
      أو مر في الشارع فدخل جوفه غبار فما الحكم ؟....

      وهو يسأل جاداً ولديه استعداد تام لتحمل تبعة السؤال من قضاء أو حتى كفارة .. ....
      ولكن : ألا توافقني أن مثل هذا الشاب يعيش تناقضاً يصعب أن تجد تفسيراً له ؟!

      فلماذا يتورع هنا ويسأل ويحتاط عن أمر اشتبه عليه. بينما يرتكب عن عمد وسبق إصرار ما يعلم أنه حرام بل كبيرة من الكبائر ؟!



      الانضباط العجيب :

      يحتج البعض من الشباب حين تنهاه عن معصية ، أو تأمره بطاعة أنه مقتنع تمام الاقتناع لكن شهوته تغلبه وهو لا يستطيع ضبط نفسه ، وقد يبدو العذر منطقياً لدى البعض لأول وهلة . ولكن حين ترى حال مثل هذا الشاب مع الصيام ترى منطقاً آخر .

      فما أن يحين أذان الفجر حتى يمسك مباشرة عن الطعام ولو كان ما بيده هي أول لقمة لأنه استيقظ متأخراً ... ويبقى عنده مائدة الإفطار ولا يتجرأ على مد يده قبل أن يسمع الأذان وهو أثناء النهار مهما بلغ به العطش والجهد لا يفكر في خرق سياج الصوم وإستباحة حماه ألا ترى أن هذا السلوك وهو سلوك محمود ولا شك يدل على أنه يملك القدرة على ضبط نفسه والإنتصار على شهوته
      ؟؟؟؟

      إن الصيام أخي الشاب يعطينا درساً أننا قادرون بمشيئة الله على ضبط أنفسنا والانتصار على شهواتنا .



      هل رأيت هؤلاء ؟

      هل تفضلت أخي الشاب أن تأتي إلى مسجد من المساجد مما رزق الله إمامه الصوت الحسن المؤثر فرأيت ذاك الجمع من الشباب الأخيار ؟؟! وقد عقدوا العزم على الوقوف بين يدي الله في تلك الصلاة ولو امتدت إلى السحر ، في حين ترك غيرهم صلاة الجماعة أصلاً ؟ ولو أتيت في العشر الأواخر لم تجد إلا القليل فقد توجهوا صوب البيت العتيق يبتغون مضاعفة الأجر ، وحط الوزر . في حين ترى غيرهم يقضي ليالي رمضان فيما لا يخفى عليك . ماذا لو وجه ذاك الشاب الذي يجوب الأسواق هذا السؤال إلى نفسه : ألا أستطيع أن أكون واحداً من هؤلاء ؟ كيف نجحوا ؟ وهم يعيشون في المجتمع نفسه ولهم شهوات ، وأمامهم عوائق كما أن لي شهوات وأمامي عوائق .!!!!


      ألا تطيق ما أطاقوا ؟

      أخي الكريم ...أختى الكريمة.. :
      كثير هم الشباب الذين كانوا على جادة الإنحراف ، وفي طريق الغفلة يمارسون من الشهوات ما يمارسه غيرهم ثم مَنَّ الله عليهم بالهداية فتبدلت أحوالهم وتغيرت وساروا في ركب الصالحين ومع الطائعين المخبتين . وربما كان بعضهم زميلاً لك . فكيف ينجح هؤلاء في اجتياز هذه العقبة ويفشل غيرهم ؟!!
      ولماذا استطاعوا التوبة ولم يستطع غيرهم ؟!!

      إن العوائق عند الكثير من الشباب عن التوية والالتزام ليس عدم الاقتناع ، بل هو الشعور بعدم القدرة على التغيير .

      أفلا يعتبر هذا النموذج مثلاً صالحاً له ، ودليلاً على أن عدم القدرة لا يعدو أن يكون وهماً يصطنعه .!!!


      قبل أن تذبل الزهرة

      لقد أبصرت عيناك أخي الكريم ذاك الذي احدودب ظهره ، وصارت العصا رجلاً ثالثة له وتركت السنون الطويلة آثارها على وجهه . أتراه ولد كذلك ؟!! أم أنه كان يوماً من الأيام يمتلئ قوة ونشاطاً ؟!! ألا تعلم أني وإياك سنصير مثله إن لم تتخطفنا المنية – وهذا أشد- وتزول هذه النضارة ، وتخبو الحيوية .
      فماذا أخي الكريم لو حرصنا على استثمار وقت الشباب في الطاعة قبل أن تفقده فنتمناه وهيهات .


      وعن شبابه فيم أبلاه

      أخي الكريم ...أختى الكريمة.. :
      لا شك أنك تحفظ جيداً قوله صلى الله عليه وسلم :
      ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه )

      أخي الكريم ...أختى الكريمة.. :
      لنفكر ملياً واقعنا الآن فهل سنجد الإجابة المقنعة ، المنجية أمام من لا تخفى عليه خافية عن هذه الفقرة ( شبابه فيما أبلاه ) وهل حالنا الآن مع عمر الشباب تؤهل لاجتياز هذا الامتحان . ألا ترى أن أمامنا فرصة في اغتنام الشباب والإعداد للامتحان؟!!......


      سابع السبعة

      أخي الكريم ...أختى الكريمة.. :

      أخبر صلى الله عليه وسلم أنه في يوم القيامة : ( يوم تدنو الشمس من الخلائق فتكون قدر ميل ، ويبلغ منهم الجهد والعرق كل مبلغ ) ،

      أنه في هذا اليوم هناك من ينعم بظل الله وتكريمه ، ومنهم ( شاب نشأ في طاعة الله عز وجل ) فماذا يمنع أن تكون أنت واحداً من هؤلاء ؟!!! وما الذي يحول بينك وبين ذلك . فأعد الحسابات ، وصحح الطريق . واجعل من الشهر الكريم فرصة للوصول إلى هذه المنزلة .



      ما أعظم ما تقدمه في هذا الشهر الكريم

      لا شك أنك رأيت الناس وقد تبدلت أحوالهم في هذا الشهر . فالمساجد قد امتلأت بالمصلين ، والتالين لكتاب الله . والأماكن المقدسة ازدحمت بالطائفين والعاكفين ، والأموال تتدفق في مجالات الخير . فهذا يصلي ، وهذا يتلو ، والآخر ينفق ، والرابع يدعو .
      فأين موقعك بين هؤلاء جميعاً؟ألأم تبحث لك عن موقع داخل هذه الخارطة .

      أليس أفضل عمل تقدمه ، وخير إنجاز تحققه التوبة النصوح وإعلان السير مع قافلة الأخيار . ..
      قبل أن يفاجئك هادم اللذات فتودع الدنيا إلى غير رجعة . فهل جعلت هذا الهدف نصب عينيك في رمضان وأنت قادر على ذلك بمشيئة الله؟


      التوبة والموعد الموهوم

      كثير من الشباب يقتنع من خطأ طريقه ، ويتمنى التغيير ، ولكنه ينتظر المناسبة ألا وهي أن يموت قريب له ، أو يصاب هو بحادث فيتعظ ، ويهزه الموقف فيدعوه للتوبة ، ولكن ماذا لو كان هو الميت فاتعظ به غيره ؟ وكان هذا الحادث الذي ينتظره فعلاً لكن صارت فيه نهايته ؟ ليس أخي الشاب للإنسان في الدنيا إلا فرصة واحدة فالأمر لا يحتمل المخاطرة .
      فهلا قررنا التوبة اللحظة وسلوك طريق الاستقامة الآن ؟
      إن القرار قد يكون صعباً على النفس وثقيلاً ، ويتطلب تبعات وتضحيات لكن العقبى حميدة والثمرة يانعة بمشيئة الله .
      ووفقكم الله وبارك فيكم






      تعليق


      • #33
        رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv

        إليكم الآن الحقيبة الرمضانية






        ياترى معانا إيه النهارده ؟؟؟؟؟؟؟؟


        معانا ......
        معانا ......
        معانا ......
        معانا ......
        معانا ......
        معانا ......
        معانا ......
        إستنوا بس أنا بدور جوه الشنطة..!!!


        معانا ......
        معانا ......
        معانا ......


        معانا مفاجأة حلوة جدا .....



        ياترى إيه ؟





        معانا النهاردة


        جدول محاسبة النفس فى رمضان




        وهذا الجدول غير قاصر على رمضان فقط

        وإنما لكل شهور السنة .......فمن كان يعبد رمضان فرمضان سيأتى وينتهى بإذن الله ومن كان يعبد رب رمضان فإن رب رمضان حى وباق لا ينتهى ولا يموت ........

        فلنبدأ معا سويا ومن الآن ........سامعييييييين ......الآاااااااااااان ..........بمحاسبة أنفسنا قبل أن نحاسب .......

        كل واحد ينقل الجدول ده أو يطبعه ويبتدى يحاسب نفسه ويعطيها درجات ......ياترى بتنفذ كام فى المائة من فروض وواجبات ونوافل الجدول .......وافتكروا كويس حاجة مهمة جدا .........

        إن أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر حيث أقامك
        فمنزلتك عند ربك تعرفها حيث اقامك ربك فهل أنت فى مقام طاعة أم مقام معصية ؟

        وده على فكرة كان عنوان ثانى موضوع فى الحملة فاكريييييييييييييين ولااااااااااااااااا .....

        شكلكوا نسيتوا ............... طب تعالوا افكركوا بيه تانى





        تعليق


        • #34
          رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv

          عايز تحفظ القران الكريم فى 6 أشهر
          تقدر تحفظ القرآن فى أقل من 6 أشهر بأذن الله

          يهديها لكم د.يحيى الغوثاني و صدى القمم

          هذه المادة .. إشراقة تبدد سحباً من اليأس ، وتضعك في مصاف حفظة القرآن ،

          من خلال وسائل وطرق إبداعية تقودك إلى إتقان حفظ كتاب الله

          أعدها وقدمها الشيخ يحيى الغوثاني وهي خلاصة تجاربه وخبراته ودوراته

          في تعليم حفظ القرآن ، يهديها لك لتكون معيناً ومرشدا في حفظ كتاب الله .

          - سعر هذه المادة 15 ريال يقدمها لك الدكتور الغوثانى مجانا

          - اكتسب مقدرة حفظ الوجه الأول خلال 10 دقائق .

          - تعرف على أيسر طرق الحفظ و المراجعة .

          - استفد من التجارب و النماذج المعروضة .

          - لأجل هذا السبب يخفق الكثير في ضبط الحفظ .

          - عندما تصاب بفتور وقت الحفظ افعل الآتي ..

          - تعلم طريقة التاءات العشر في الحفظ .

          - هناك 25 طريقة للحفظ ، فأيها تستخدم ؟

          - تعلم رسم الآيات و قراءتها من لوح خيالك .

          هذا الإصدار بالتعاون مع

          دار الغوثاني

          سمح د.يحيى الغوثاني و المؤسسة المنتجة

          لهذا الألبوم بنشر المادة الصوتية كاملة بشكل خاص على مجمع التسجيلات

          والإصدار مقسم على جزئين يمكنك تحميل المادة الأن بجزئيها الأول والثانى من هنا :


          Part 1

          http://www.mojama.net/files/sounds/w...hefd-Quran1.rm
          Part 2

          http://www.mojama.net/files/sounds/w...hefd-Quran2.rm

          ارجوكم ان تستمعوا لهذه المادة واعدك بحفظ القرآن الكريم
          فى اقل من ستة اشهر بل من الممكن شهرين
          منقول من أجل ألأستفادة لاتنسونى بدعائكم
          __________________



          اللهم اغفر لى مالا يعلمون ولا تؤاخذنى بما يقولون واجعلنى خيرا مما يظنون
          اللهم صلى على سيدنا محمد محمد رسول الله حبيبننا

          تعليق


          • #35
            رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv

            بسم الله الرحمن الرحيم





            هل تريد حفظ القران الكريم بدون جهد وعناء إليك هذه الطريقة لكي تقوم بحفظ القران الكريم ولي ولك الأجر والثواب ، وهي طريقه بمنتهى السهولة واليسر – اتبع الجدول التالي وانتقي منه الطريقة التي تستطيع من خلالها حفظ القران الكريم بكل يسر وسهوله.





            مـــده حفــظ القــــران كامــــلا
            مقدار الحفظ اليومي
            يوم
            شهر
            سنه

            9
            7
            17
            آيه واحدة
            18
            9
            8
            آيتان

            13
            10
            5
            ثلاث آيات
            24
            4
            4
            أربع آيات

            7
            6
            3
            خمس آيات

            4
            11
            2
            ست آيات

            3
            6
            2
            سبع آيات

            12
            2
            2
            ثمان آيات

            12
            11
            1
            تسع آيات

            3
            9
            1
            عشر آيات






            لا تنس أن كل حرف من القران بحسنه والحسنه بعشره أمثالها – بسم الله الرحمن الرحيم تعادل 19 حسنه تضاعف إلى 190 حسنه

            وكما تعلم كلما رددت للحفظ أنت تأخذ حسنات فهذا اكبر دافع لك لكي تحصل على الحسنات عن طريق الحفظ ، وأيضا" إن التذكرة تنفع المؤمنين.



            ولا تنسى أيضا أن الحسنه في رمضان بسبعين حسنه .. ونحن في عرض أي حسنه يا أخي

            ولا تنسي أيضا خيركم من تعلم القران وعلمه



            القران شفيعا يوم القيامة لك ويكون حجه لك أو عليك فارجوا أن تبادر بحفظ القران الكريم لأن منزلتك عند أخر آيه تقرأها.
            اللهم صلى على سيدنا محمد محمد رسول الله حبيبننا

            تعليق


            • #36
              رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv

              الانسان لمل بيحب حاجة مبيحسش بالتعب وهو بيعملهاحب الفران وعشان تحفظة من غير تعب:

              1- اجعل امامك هدف انك لو حفظت القران هتكون مع النبى فى الجنةفى الفردوس الاعلى

              2-الدعاء اكثر من الدعاء فى الصلاة وخصوصا فى قيام الليل ان يعينك اللة على الحفظ.

              3- النية الصادقة مع الحفظ وعدم الكسل

              4- صاحب صالح وياريت يكون حافظ للقران علشان يشجعك لو كسلت

              وقد جربت هذا بنفسى عندما بدات الحفظ كان حفظى بطى جدا ولكن مع الدعاء والنية الصادقة بعد فترة اصبحت احفظ بسرعة كبيرة وللة الحمد والحمد للة اتمت حفظ القران.


              يارب يرزق كل بنات وشباب المسلمين حفظ كتابك

              __________________
              اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد خلقك ورضا نفسك وزينة عرشك ومدادا لكلماتك
              اللهم صلى على سيدنا محمد محمد رسول الله حبيبننا

              تعليق


              • #37
                رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv

                الاستعداد لرمضان


                التصنيف : شهر رمضان


                الزيارات : 5550 زيارة

                هذه المحاضرة أضيفت بتاريخ : 13-09-2006

                تاريخ إلقاء هذه المحاضرة : الجمعة 19 شعبان 1426هـ , 23-9-2005م

                مكان إلقاء هذه المحاضرة : بالمسجد الشرقي - سبك الأحد - أشمون - محافظة المنوفية - مصر

                حجم الملفات : ( RM : 4.56 MBytes ) - ( MP3 : 12.72 MBytes )

                نبذة مختصرة عن المحاضرة : بيَّن الشيخ - حفظه الله تعالى - ما ينبغي للمسلم أن يفعله قبل شهر رمضان من هجر رفقاء السوء , وتفريغ الذهن وتطهير القلب مما يشوبه
                لحفظ المحاضرة : MP3 RM
                كيف أحفظ المحاضرة ؟

                استمـــاع : MP3
                للاستماع للمحاضرة:






                التعديل الأخير تم بواسطة علياء سليمان; الساعة 21-06-2009, 10:39 AM.
                اللهم صلى على سيدنا محمد محمد رسول الله حبيبننا

                تعليق


                • #38
                  رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv

                  تستعد لشهر رمضان ؟؟
                  خالد الدرويش

                  الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد :
                  جلسة تفكر وهدوء مع ورقة وقلم فكانت هذه الرسالة القصيرة التي بعنوان ( كيف يستعد المسلم لشهر رمضان ) .
                  أرجو من الله أن تكون هذه النصيحة بداية انطلاقة لكل مسلم نحو الخير والعمل الصالح بدءاً من هذا الشهر الكريم وإلى الأبد بتوفيق الله فهو الجواد الكريم المنان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
                  قال تعالى ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) .

                  كيف يستعد المسلم لشهر رمضان ؟؟
                  أولاً : الاستعداد النفسي والعملي لهذا الشهر الفضيل :
                  ممارسة الدعاء قبل مجئ رمضان ومن الدعاء الوارد :
                  أ- ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ).
                  ب - ( اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلاً ) .
                  ملاحظة : لم تخرج الأدعية ضمن المطوية والأول ضعفه الألباني رحمه الله في ضعيف الجامع ( 4395 ) ولم يحكم عليه في المشكاة والثاني لم نجده في تخريجاته.

                  نيات ينبغي استصحابها قبل دخول رمضان :
                  ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه في الحديث القدسي ( إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا اكتبها له حسنة )
                  ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر :
                  1. نية ختم القرآن لعدة مرات مع التدبر .
                  2. نية التوبة الصادقة من جميع الذنوب السالفة .
                  3. نية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للخير والعمل الصالح وإلى الأبد بإذن الله .
                  4. نية كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذا الشهر ففيه تضاعف الأجور والثواب .
                  5. نية تصحيح السلوك والخلق والمعاملة الحسنة لجميع الناس .
                  6. نية العمل لهذا الدين ونشره بين الناس مستغلاً روحانية هذا الشهر .
                  7. نية وضع برنامج ملئ بالعبادة والطاعة والجدية بالإلتزام به .
                  المطالعة الإيمانية : وهي عبارة عن قراءة بعض كتب الرقائق المختصة بهذا الشهر الكريم لكي تتهيأ النفس لهذا الشهر بعاطفة إيمانية مرتفعة .
                  إقرأ كتاب لطائف المعارف ( باب وظائف شهر رمضان ) وسوف تجد النتيجة .
                  صم شيئاً من شعبان فهو كالتمرين على صيام رمضان وهو الاستعداد العملي لهذا الشهر الفضيل تقول عائشة رضي الله عنها ( وما رأيته صلى الله عليه وسلم أكثر صياماً منه في شعبان ) .
                  استثمر أخي المسلم فضائل رمضان وصيامه : مغفرة ذنوب ،عتق من النار ،فيه ليلة مباركة ، تستغفر لك الملائكة ،يتضاعف فيه الأجر والثواب ،أوله رحمة وأوسطه مغفرة ... الخ . استثمارك لهذه الفضائل يعطيك دافعاً نفسياً للاستعداد له .
                  استمع إلى بعض الأشرطة الرمضانية قبل أن يهل هلاله المبارك .
                  تخطيط : أ – استمع كل يوم إلى شريط واحد أو شريطين في البيت أو السيارة . ب- استمع إلى شريط ( روحانية صائم ) وسوف تجد النتيجة .
                  قراءة تفسير آيات الصيام من كتب التفسير .
                  ( اجلس بنا نعش رمضان ) شعار ما قبل رمضان وهو عبارة عن جلسة أخوية مع من تحب من أهل الفضل والعمل الصالح تتذاكر معهم كيف تعيش رمضان كما ينبغي ( فهذه الجلسة الإيمانية تحدث أثراً طيباً في القلب للتهيئة الرمضانية ) .
                  تخصيص مبلغ مقطوع من راتبك أو مكافأتك الجامعية لهذا الشهر لعمل بعض المشاريع الرمضانية مثل :
                  1. صدقة رمضان .
                  2. كتب ورسائل ومطويات للتوزيع الخيري .
                  3. الاشتراك في مشروع إفطار صائم لشهر كامل 300 ريال فقط .
                  4. حقيبة الخير وهي عبارة عن مجموعة من الأطعمة توزع على الفقراء في بداية الشهر .
                  5. الذهاب إلى بيت الله الحرام لتأدية العمرة .
                  تعلم فقه الصيام ( آداب وأحكام ) من خلال الدروس العلمية في المساجد وغيرها .
                  حضور بعض المحاضرات والندوات المقامة بمناسبة قرب شهر رمضان .
                  تهيئة من في البيت من زوجة وأولاد لهذا الشهر الكريم .( من خلال الحوار والمناقشة في كيفية الاستعداد لهذا الضيف الكريم – ومن حلال المشاركة الأخوية لتوزيع الكتيبات والأشرطة على أهل الحي فإنها وسيلة لزرع الحس الخيري والدعوي في أبناء العائلة ) .
                  ثانياً : الاستعداد الدعوي .
                  يستعد الداعية إلى الله بالوسائل التالية :
                  1. حقيبة الدعوة ( هدية الصائم الدعوية ) : فهي تعين الصائم وتهئ نفسه على فعل الخير في هذا الشهر .. محتويات هذه الحقيبة : كتيب رمضاني – مطوية – شريط جديد – رسالة عاطفية – سواك .... الخ .
                  2. تأليف بعض الرسائل والمطويات القصيرة مشاركة في تهيئة الناس لعمل الخير في الشهر الجزيل .
                  3. إعداد بعض الكلمات والتوجيهات الإيمانية والتربوية إعداداً جيداً لإلقائها في مسجد الحي .
                  4. التربية الأسرية من خلال الدرس اليومي أو الأسبوعي .
                  5. توزيع الكتيب والشريط الإسلامي على أهل الحي والأحياء المجاورة .
                  6. دارية الحي الرمضانية فرصة للدعوة لا تعوض .
                  7. استغلال الحصص الدراسية للتوجيه والنصيحة للطلاب .
                  8. طرح مشروع إفطار صائم أثناء التجمعات الأسرية العامة والخاصة .
                  9. الاستفادة من حملات العمرة من خلال الاستعداد لها دعوياً وثقافياً .
                  10. التعاون الدعوي مع المؤسسات الإسلامية .
                  أخي الداعي : عليك بجلسات التفكر والإعداد للوسائل الجديدة أو تطوير الوسائل القديمة ليكون شهر رمضان بداية جديدة لكثير من الناس .
                  ثالثاً : مشروع مثمر لليوم الواحد من رمضان ( برنامج صائم ) :
                  قبل الفجر
                  1. التهجد قال تعالى ( أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذرُ الآخرة ويرجو رحمة ربه ) الزمر : 39
                  2. السحور : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه .
                  3. الاستغفار إلى أذان الفجر قال تعالى ( وبالأسحار هم يستغفرون ) الذاريات :18 .
                  4. أداء سنة الفجر: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) رواه مسلم .
                  بعد طلوع الفجر
                  1. التبكير لصلاة الصبح قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً ) متفق عليه .
                  2. الانشغال بالذكر والدعاء حتى إقامة الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة ) رواه أحمد والترمذي وأبو داود .
                  3. الجلوس في المسجد للذكر وقراءة القرآن إلى طلوع الشمس : ( أذكار الصباح ) فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس . رواه مسلم .
                  4. صلاة ركعتين : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) رواه الترمذي .
                  5. الدعاء بأن يبارك الله في يومك : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده ) رواه أبو داود .
                  6. النوم مع الاحتساب فيه : قال معاذ رضي الله عنه إني لأحتسب نومتي كما احتسب قومتي .
                  7. الذهاب إلى العمل أو الدراسة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ) رواه البخاري .
                  8. الانشغال بذكر الله طوال اليوم : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها ) رواه الطبراني .
                  9. صدقة اليوم : مستشعراً دعاء الملك : اللهم أعط منفقاً خلفاً .
                  الظهر
                  1. صلاة الظهر في وقتها جماعة مع التبكير إليها : قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( إن رسول الله علمنا سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه ) رواه مسلم .
                  2. أخذ قسط من الراحة مع نية صالحة ( وإن لبدنك عليك حقاً ) .
                  العصر
                  1. صلاة العصر مع الحرص على صلاة أربع ركعات قبلها : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً ) رواه أبو داود والترمذي .
                  2. سماع موعظة المسجد : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه الناس كان له كأجر حاج تاماً حجته ) رواه الطبراني .
                  3. الجلوس في المسجد : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على الموزر أن يكرم الزائر ) رواه الطبراني بإسناد جيد .
                  المغرب
                  1. الانشغال بالدعاء قبل الغروب قال النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حتى يفطر ) أخرجه الترمذي .
                  2. تناول وجبة الافطار مع الدعاء ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى ) رواه أبو داود .
                  3. أداء صلاة المغرب جماعة في المسجد مع التبكير إليها .
                  4. الجلوس في المسجد لأذكار المساء
                  5. الاجتماع مع الأهل وتدارس ما يفيد : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( وإن لزوجك عليك حقاً ) .
                  6. الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح .
                  العشاء
                  1. صلاة العشاء جماعة في المسجد مع التبكير إليها .
                  2. صلاة التراويح كاملة مع الإمام قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم .
                  3. تأخير صلاة الوتر إلى آخر الليل : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً ) متفق عليه .
                  برنامج مفتوح
                  زيارة ( أقارب . صديق . جار ) ممارسة النشاط الدعوي الرمضاني . مطالعة شخصية . مذاكرة ثنائية ( أحكام . آداب . سلوك .. الخ ) درس عائلي . تربية ذاتية . حضور مجلس الحي .
                  مع الحرص على الأجواء الإيمانية واقتناص فرص الخير في هذا الشهر الكريم .
                  وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

                  نقله صوت الدعوة
                  اللهم صلى على سيدنا محمد محمد رسول الله حبيبننا

                  تعليق


                  • #39
                    رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    حسنا أخواتى وإخوانى فى الله



                    اليوم بإذن الله يبدأ الأسبوع السادس من الحملة




                    حملة 100 يوم على رمضان

                    الأثنين
                    29 من جمادى الثانية 1430 هـ
                    23 من يونيو 2009


                    وموضوعنا اليوم بعنوان



                    حياة جديدة في رمضان


                    بعزم حديدي ..
                    وإرادة صخرية تتحطم فوقها أمواج الأهواء ...
                    بتوفيق من الله .. حققت تلك الفتيات آمالا عريضة كانت تراودهن .. وأحلاما جميلة
                    طالما داعبت خيالهن ... وغيرن أنفسهن نحو الأفضل ...

                    الإرادة .. ذلك المفتاح السحري لكل كنز ...
                    الإرادة .. إدارة للذات في الطريق الصحيح .. ونحو هدف واضح ...

                    وقد سطرنا لنا التاريخ روائع من القصص والأحداث .. استطاع أبطالها أن يغيروا أنفسهم
                    إلى الحلم .. سواء دنيويا أو أخروياً ..


                    فهذا مصعب بن عمير .. كان زينة الشباب .. في وقته .. جمع بين الرفاهية والنعومة والثراء .. وكان محط أنظار الجميع ..
                    بعد أن دخل الإيمان في خلاياه .. استطاع تغيير واقعه نحو الهدف الأسمى .. فعاف حياة الدعة والنعومة .. وعاش داعية زاهدا مجاهدا .. ولما استشهد لم يجدوا ما يستروا به جسده النحيل إلا ثوبه القصير وأعوادا من عشب ..


                    وهذا عمر بن عبد العزيز .. الخليفة العادل .. وضع خططا لحلم ظل يراوده وسعى له حتى تحقق .. يقول :
                    في شبابي تاقت نفسي إلى فاطمة بنت عبد الملك .. فتزوجتها .. ثم تاقت نفسي إلى إمارة المدينة المنورة فتوليتها .. ثم تاقت نفسي إلى الخلافة .. فحزتها .. ثم تاقت نفسي إلى الجنة .. فأنا أسأل الله أن يرزقنها .
                    وهو لما حلم بهذه الأمور ربطها بعمل جاد دؤوب مستمر ..

                    وليس هذا فقط .. ولكننا نسمع ونرى العجيب من الهمم الشامخة .. فسمعنا بمن بدا تجارته من الصفر .. حتى تحول في غضون أعوام إلى مليونير ..

                    ومن كان له جسد ثقيل تنوء عظامه بحمل المئات من الكيلو غرامات .. كيف أذابها تحت حرارة العزيمة والإرادة الصادمة ..

                    وعجبنا مرات من أناس لم يبق لهم من الأطراف إلا ربعها كيف دخلوا في معمعات الحياة .. وقارعوا الأصحاء وتغلبوا عليهم .. ونجحوا ..

                    كل إنسان له أحلام وكمال .. لكنه يكون هو السبب في تدميرها أحيانا .. حين يميتها بالخور والخمول والكسل ..

                    ليكن دخول شهرنا الحبيب رمضان العزة والصبر .. بداية التحول في حياتنا ..
                    ليكن دفعة قوية لتحقيق أهداف محزنة في أدراج النسيان ..




                    ماذا يعلمنا رمضان ؟

                    رمضان يعلمنا الإرادة .. فأنت بإرادتك تركت الطعام

                    والشراب ولم يمنعك أحد منها إلا خوفا من الله .. إذاً أنت

                    أردت ترك الطعام فاستطعت فخذي منه درسا .. وكما أنك

                    استطعت ختم القرآن في رمضان فيمكنك ختمه في غيره

                    .. إرادتك بيدك ..

                    وأخرجته من قلبي إلى الأبد

                    سارة ( 21 سنة ، كلية العلوم ) :
                    أعرف صديقة لي عندما كنا في الثانوية ، كانت فتاة طيبة وتحب الخير وتود أن يهديها الله ، إلا أن لديها نقطة ضعف تمنعها من الاستمرار على طريق الصلاح وهي ابتلاءها بالإعجاب الشديد بمغنٍ أجنبي كانت تحبه بشكل خيالي وتجمع صوره وتخبئها في دولابها الخاص لتنظر إليها كل ليلة قبل نومها !

                    وكنا ننصحها فتقتنع ولكنها تقول أنها لا تستطيع وأن ذلك خارج عن إرادتها ، وأحياناً تتأثر وتعتزم على تركه ولكنها تقول أنها إذا ذهبت لتتخلص من صوره ترددت وضعفت ولم تستطع .

                    وذات ليلة من رمضان ذهبت مع والدتها لصلاة القيام فخشعت وتأثرت وبكت من خشية الله . وعندما عادت إلى البيت أخذت تفكر وتقول : ( يا لي من منافقة ، كيف أبكي من خشية الله وأدعو الله أن يغفر لي وأنا لا أزال أحتفظ بصور ذلك الكافر الذي سيكون بلاء عليّ يوم القيامة )

                    وتكمل قائلة : ( ذهبت مباشرة لدولابي لأستغل هذه اللحظة التي قوي فيها إيماني ، وأخذت انظر إلى تلك الصور النظرة الأخيرة والشيطان يوسوس لي بإبقائها ، فأسرعت ومزقتها ورميتها وأنا أدعو الله أن يؤجرني على ذلك بقدر ما عانيت ) ،
                    ومنذ تلك اللحظة تركت التعلق بذلك المغني أو بغيره ولله الحمد .


                    سأعد ذبيحة .. !
                    لمياء ص. ( 17 سنة ، ثالث ثانوي ) :

                    كنت لا أطيق دخول المطبخ ولا أفكر أبداً بالطبخ ، رغم نصائح أمي الكثيرة لي بضرورة تعلمه .
                    وذات مرة وفي شهر رمضان سمعت أمي وهي تتحدث إلى خالتي بالهاتف وتمدح ابنة جيراننا وتصف كيف أنها تعد معظم أطباق الفطور وتتفنن في إعداد الأصناف المختلفة رغم أنها أصغر مني سناً ، ثم تنهدت والدتي وأردفت ( ما شاء الله عليها ، ليست مثل بناتنا ! ) ،

                    فشعرت بالغيرة تأكلني والغضب يسري في داخلي لأنني أعرف أن الطبخ سهل ولكنها مسألة " مزاج " فقط وليست مسألة كوني أستطيع أو لا .
                    ورغم أنني أبديت لوالدتي أنني لم أسمع حديثها ولم أكترث به إلا أنني أسرعت من الغد لأدخل المطبخ ومعي كتاب للطهي ، وأعددت سلطة يونانية وشوربة خضار ، وبعكس توقعاتي كانت النتيجة رائعة ونالت أطباقي إعجاب ومديح كل أفراد العائلة .

                    وبعد ذلك أصبحت أنزل يومياً وأعد طبقاً مختلفاً ، بعضها تحت مراقبة أمي – التي كانت مبهورة بهذا التحول الخطير – حتى أتقنت ولله الحمد الطبخ .
                    ومنذ ذلك الشهر الكريم وموهبتي تتطور من السلطات والحلويات إلى الصواني والفطائر ، إلى أن وصلت للجريش والقرصان ،
                    وأطمح لإتقان إعداد " ذبيحة " بإذن الله .. !!

                    ما أجمل صلة الرحم

                    خلود ع. ( 20 سنة ، كلية التربية ) :
                    أجمل ما تغيّر بي خلال رمضان واستمر إلى الآن ، هو صلة الرحم . إذ كنت دائماً أحتج عندما يعاتبني أحد أقاربي بأنني صغيرة ولا تلزمني الزيارة أو السؤال ، وكنت أعتقد أن أمي تنوب عني . لكنني لم أكن أعرف ولا أتخيل الفضل العظيم لصلة الرحم ، إلا عندما سمعت ذلك في شريط أهدي إليّ في شهر رمضان .

                    وهنا توقفت قليلاً وبدأت أحاسب نفسي ، وتذكرت أني لم أكلم جدتي ولم أرها منذ عدة أسابيع ، فأسرعت للهاتف وكلمتها وباركت لها بقدوم الشهر ففرحت بمكالمتي وأخذت تدعو لي ، ثم كلمت عمي الكبير – رغم أنني لم أكلمه في الهاتف من قبل ، وأحسست فعلاً بتقديره لي ، وبعد ذلك ذهبت لزيارتهم مع أهلي ، كما حرصت على زيارة عماتي وأخوالي . وشعرت بسعادة كبيرة لأنني وصلت رحمي وأديت واجبي تجاههم .
                    ومنذ تلك الفترة قررت أن أضع لي مدة محددة يجب أن أسأل خلالها عنهم ، فصرت أتصل على جدتي كل ثلاثة أيام وأزورها أسبوعياً وكذلك عمي ، وأصبحت أحرص على الزيارات والاجتماعات العائلية حتى أكسب الأجر من الله بصلة رحمي .

                    مساندة ضد جيوش
                    المطبخ

                    ادة س. ( 17 سنة ثالث ثانوي ) :
                    ( قد لا تعتبرون ذلك تغيراً كبيراً ، ولكن التغير الذي طرأ عليّ منذ رمضان الماضي هو أنني أصبحت أساعد الخادمة ! .. )
                    وتضحك قليلاً ثم تتابع :
                    كانت والدتي كثيراً ما تنصحنا – أنا وأختي التي تكبرني – بمساعدة الخادمة لأنها بشر ولها قدرات محدودة .
                    لكن الكسل والعجز كان قد بلغ مبلغه منا فلم نكن نتحرك لمساعدتها حتى في أبسط الأمور .

                    وقبل رمضان الماضي ، سافرت خادمتنا قبل أن تأتي الخادمة الجديدة . وهنا وقت الطامة في بيتنا ، فقد ألزمنا أنا وأختي بالعمل ، رغم أننا ندرس وصائمات . وتعرفون طبعاً أكوام الصحون والأواني الإضافية في هذا الشهر – ما شاء الله من يرى المطبخ وكمية القدور التي على الموقد يحسب أنه قد دخل مطبخ شعبي مزدحم – فعانينا أشد المعاناة رغم أننا نحن الثلاثة نعمل سوياً – أنا وأمي وأختي .

                    وهنا شعرنا حقاً بمأساة الخادمة المسكينة ، إذ كيف كانت تتحمل كل ذلك الجهد الخارق والتعب المتواصل دون مساعدة من أحد ،
                    كيف كانت تقف طوال الوقت وهي صائمة لتواجه جيشاً من الصحون مع مراقبة القدور وإعداد السفرة ، بالإضافة لأكوام الغسيل المنتظرة والحمامات – أكرمكم الله – التي تحتاج لتنظيف وطلباتنا المستعجلة التي لا تنتهي .. و .. و .. يا إلهي ، يا لها من مسكينة حقاً .

                    ولأول مرة شعرت بالعطف الشديد عليها ، وقطعت وعداً على نفسي بمساعدة الخادمة القادمة بإذن الله ما استطعت ، وبالفعل عندما أتت خادمتنا الجديدة غيرت طريقة تعاملي معها إذ أصبحت أغسل ملابسي بنفسي ، وأحضر طلباتي بنفسي بدلاً من تكليفها ، كما أساعدها في غسل الصحون وترتيب المطبخ في حال وجود وليمة وأنا أدعو الله أن يرحمني كما أصبحت أرحمها .
                    لقد كان رمضاناً مختلفاً وتعبنا خلاله ، لكنه غيّر بي أشياء كثيرة .

                    هل أنت بحاجة إلى التغيير ؟

                    اسألي نفسك أولا : هل أنت

                    راضية عن وضعك الآن ؟ هل أنت

                    مقتنعة بواقعك ؟ عبادتك ، عاداتك

                    تصرفاتك ، نظرتك للحياة ؟

                    حتى وزنك ؟
                    إذا كنت ترين أن هناك أمور لا
                    تعجبك .. فمعنى هذا أنك بحاجة إلى تغييرها إلى شكل آخر يرضيك .


                    وبكينا معاً ..

                    أسماء صالح – المدينة النبوية :

                    تقول ليلى : كنا أربع فتيات لا يهمنا في ليالي رمضان سوى التسكع في الأسواق وإغراء الشباب
                    وفي أحد الأيام فاجأتنا إحدى الصديقات بأنها لا تريد الخروج معنا بل ستحول وجهتها إلى المسجد لتصلي التراويح .. طبعا أخذنا نستهزئ بها ، ولكنها لم تأبه بنا ، واستمرت على ذلك أياما ، كانت خلالها تنصحنا كثيرا .. ولكننا لم نسمع لها .. حتى حدث ما لم يكن في الحسبان .. لقد ماتت صديقتنا .. في الوقت الذي كنا نتمشى به في السوق .. تأثرنا كثيرا وقررنا بعدها أن لا نطأ سوقا إلا لحاجة ماسة ملتزمات بالحجاب الشرعي ..


                    ثلاث ركعات ..

                    أما نهى فتقول :
                    كنت أحرص كثيرا على صلاة التراويح والقيام ولا أدعها تفوتني سواء ذهبت إلى المسجد أو بقيت في البيت ، وتنتهي علاقتي بصلاة الليل مع انتهاء رمضان المبارك ، حتى صلاة الوتر ولو ركعة واحدة كنت أعجز عنها .
                    واستمر الحال عدة سنوات حتى سمعت أن من علامة قبول الحسنة ، الحسنة بعدها . والعمل المداومة عليه .. وإن أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل ، فقررت المحافظة على صلاة الليل ولو ثلاث ركعات فقط ..

                    لم أكن أعيش بدون أغاني !

                    هدى ح. ( 19 سنة ، كلية الخدمة الاجتماعية ) :

                    كلما تذكرت كيف حياتي كئيبة ومملة ، أحمد الله أن هداني .

                    ورغم أنني كنت محافظة على الصلاة ، وأحب الخير إلا أنني لم أكن أستطيع العيش بدون الأغاني ، فقد كانت من أساسيات حياتي ، كنت لا أسير ولا أتحرك إلا والسماعات في أذني .

                    كلما شعرت بحزن أو ضيق أغلقت غرفتي عليّ ورفعت صوت المسجل ، وكلما فرحت أو استمتعت أسرعت بتشغيله أيضاً .

                    كانت الأغاني تعني لي الحياة وبدونها لا أستطيع أن أفكر ولا أدرس ولا أستمتع .. وكنت أشعر بتأنيب الضمير والخوف من الله بسببها ، لكنني حاولت وحاولت تركها وعبثاً لم أستطع .

                    كنت كالسمكة التي تحاول أن تعيش خارج الماء ، كلما ابتعدت عنها شعرت بضيق واختناق فأجري لها مسرعة كالعطشان يبحث عن رشفة ماء والشيطان يوسوس لي أن الله غفور رحيم .
                    وقبل عامين ، وفي رمضان ، عقدت النية على أن أتركها في هذا الشهر إذ كنت أشعر بالخجل من الله أن أسمعها وأنا صائمة .

                    فكنت أتركها في النهار ، وفي الليل كنت أسمح لنفسي بالقليل .

                    ولكن عندما بدأت العشر الأواخر وأصبحت أذهب لصلاة القيام ، تركتها حتى في الليل ، وذات ليلة خرجت من المسجد وأنا متأثرة بدعاء الإمام وصوته الخاشع الذي يهز القلوب ، فأحسست بتفاهة الأغاني . وشعرت كم كنت غبية إذ اعتقدت أنها تريحني بينما ما كانت تزيدني إلا ضيقاً واكتئاباً وحزناً .

                    فعقدت النية منذ تلك الليلة أن أتركها ولا أعود إليها أبداً ، وأكترث الدعاء لله بأن يعينني على تركها ،

                    وحتى أعوض الفراغ الذي تركته في حياتي أخذت أشتري أشرطة قرآن لبعض المشائخ الذين لهم أصوات جميلة وخاشعة ، ولأول مرة في حياتي كنت أضع السماعات في أذني وأنا أشعر براحة وطمأنينة تسري في نفسي ، ودون أن أشعر بتأنيب الضمير أو الخوف من الله مما أفعله .

                    وهنا أنصح كل من ابتليت بسماع الأغاني أن تغتنم فرصة رمضان فهو أنسب وقت لتركها حيث تنشغلين عنها بطاعة الله

                    والنفس تكون أسهل انقياداً والشيطان أضعف قدرة عليك .


                    الحبيب يشد المئزر

                    - عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل أيقظ أهله وشد المئزر )

                    - وكان محمد صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان .

                    تركت تقطيع اللحوم ..

                    (( نعم .. رمضان غيّر حياتي ولله الحمد ))
                    هكذا أجابت أمل ( 22 سنة ، مدرسة ) بسرعة على سؤالنا .
                    ثم أتبعت قائلة :
                    الحقيقة .. كنت مبتلاة بالغيبة ، وذكر أعراض الناس مثلي مثل معظم النساء .
                    وذات رمضان عقدت النية على تركها في هذا الشهر . وفعلاً كان الجو الروحاني مشجعاً إذ كان الجميع يسعى لتجنب لمعاصي ، وطوال الشهر كنت في شد وجذب مع نفسي الأمارة بالسوء لترك هذه العادة .
                    ولكن ما أن انقضى الشهر الكريم حتى شعرت بأنني تعودت على تعظيم هذا الذنب ( الغيبة ) والابتعاد عنه ، والحمد لله أنني صرت أبتعد تماماً عن التحدث في الآخرين بل وأذب عن أعراضهم إذا تحدث عنهم أحد ما استطعت ، وعسى الله أن يثبتني على ذلك .

                    كنت مدمنة .. فأقلعت !
                    هكذا فاجئتنا البندري ( 18 سنة ، جامعة الإمام محمد بن سعود ) قبل أن تفسر قائلة :

                    نعم فقد كنت مدمنة مسلسلات وأفلام ، لكن رمضان ساعدني على تركها .. والفضل لله ثم لمدرستي الغالية جزاها الله خيراً .

                    ثم تابعت : عندما كنت في الثانوية العامة كان لدينا مدرسة صالحة يحبها الجميع ، وبحكم أني متفوقة كانت تحبني وتمتدحني دائماً مما جعل لها مكانة خاصة في قلبي .

                    وذات مرة وفي رمضان علمت بالصدفة مقدار إدماني على متابعة المسلسلات والأفلام وعدم قدرتي على تركها ، فتفاجأت وقالت : ( لم أتصور أن تكوني أنتِ .. أنتِ .. العاقلة الذكية .. الخلوقة .. هكذا ! .. كنت أعتقد أنك قوية الإرادة .. شديدة العزيمة .. لا ضعيفة منقادة .. !
                    لقد صغرت في نظري كثيراً للأسف ! ) .

                    فشعرت بالخجل من نفسي ، لكنها تابعت مخاطبة الجميع : ( كيف تواجهون ربكم بالصلاة والصيام والدعاء وأنتم تواجهونه بنفس اليوم بالانشغال بتوافه الأمور بينما مصاحفكم على الأرفف تنتظر من يقرأها ؟! .. أي صيام هذا وأي قيام تنتظرون أجره وأنتم مشغولون في شهر الطاعة بفتنة التلفاز والمسلسلات ؟! )

                    ثم شرحت لنا طريقة عملية لترك مشاهدة التلفاز بالانشغال بأشياء مفيدة ، وأعطتنا جدولاً لتنظيم يومنا في رمضان دون مشاهدة التلفاز .

                    وفعلاً بدأت في تطبيق هذا الجدول وتحديت نفسي لترك التلفاز رغم تعلقي الشديد به وميل نفسي إليه كلما سمعت صوته .

                    وشيئاً فشيئاً بدأت أشعر بتغير في حياتي ، وشعرت بطمأنينة ورضا أكبر عن نفسي واستمريت في تركه إلى الآن ولله الحمد .

                    كشافات لإضاءة طريقك .. !
                    1 ـ التغيير مطلوب فيه جهد البشر يقول الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. ) ( الرعد:11 )


                    2 ـ خلال فترة الانتقال والتغير .. إذا استطعت أن تتغلبي على مقاومة نفسك وصلت إلى مطلوبك ، أما إذا لم تستطيعي فقد .. خسرت المعركة .. !!

                    3 ـ أكبر عائق لك حين تريدين تغيير نفسك هو .. أنت .. !!
                    الهمة الضعيفة والإرادة النائمة هي من سيقطع عليك الطريق ..

                    4 ـ الفتاة الجادة في رغبة التغير إذا وضعت نصب عينيها هدف فستصل .. ستصل ..


                    وضعك لن يتغير إلا إذا .. أنت غيرته .
                    التعديل الأخير تم بواسطة arc_maha2000; الساعة 23-06-2009, 11:54 AM.

                    تعليق


                    • #40
                      رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv





                      أخي الكريم ...أختى الكريمة.. :

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      قبل أن أبدأ فى موضوع اليوم أود أن أسألكم

                      كيف حال قلوبكم مع الله ؟

                      هل زال بعض من ران القلوب ؟

                      هل جلى شئ من صدأ النفوس ؟

                      أم لا زالت القلوب والنفوس كما هى ........

                      حتى أصبحت لا تتأثر بكلمة دعوة

                      أو همسة إيمانية

                      أو ومضة على طريق الهدى

                      سأنتظركم جميعا تخبرونى كيف حال القلوب مع الله

                      وهل أثرت هذه الحملة فيكم بشئ ما

                      أم أنها لم تعدو سوى بعض كلمات حبيسة صفحة على النت وفقط

                      ؟؟؟؟؟؟؟

                      جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

                      تعليق


                      • #41
                        رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv

                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        حسنا أخواتى وإخوانى فى الله



                        اليوم بإذن الله يبدأ الأسبوع السابع من الحملة




                        حملة 100 يوم على رمضان


                        الأثنين
                        6 من رجب 1430 هـ
                        29 من يونيو 2009




                        وموضوعنا اليوم بعنوان


                        هذا الموضوع من أهم موضوعات الحملة وهو نتاج بحث على الإنترنت فأسألكم الدعاء لصاحب هذا الموضوع ومن سبقه من أصحاب الموضوعات الطيبة و الرائعة الذين ينفعون المسلمين

                        وهذا الموضوع سيتوالى عرض نقاطه بإذن الله على مدى الأسبوع كاملا .......

                        ننتظر تفاعلكم ومشاركتكم

                        نقاط الموضوع

                        • المقدمة .
                        • ميادين تأهيل المسافر في هذه المحطة للسفرإلى الجنة .
                        • الميدان الأول : صيام نهار الشهر المبارك.
                        • الميدانالثاني: الصبر في "شهر الصبر" .
                        • الميدانالثالث: "مصاحبة القرآن في "شهر القرآن" .
                        • الميدان الرابع : الإخلاص .
                        • الميدان الخامس : قيام الليل .
                        • الميدان السادس: اجتماع كلمة المسلمين على الحق .
                        • الميدان السابع : بذل العون للمستحقين .
                        • الميدان الثامن : الصيام عن المعاصي .


                        المقدمة

                        المسافر لا بد له من استعداد لسفره، والاستعداد للسفر يختلف باختلاف الجهة التي يراد السفر إليها.

                        فقد تكون جهة السفر قريبة من دار المسافر، وبيئتها مشابهة لبيئة بلده، من حيث الجو والعادات والطعام واللباس، وغير ذلك من أنواع الشبه، وقد تكون بعيدة، مختلفًا جوُّها وعاداتُ أهلها وطعامهم، عن عادات بلده، ولقرب البلد وبعدها، وشدة شبهها لبلاد المسافر أو شدة مخالفتها، تأثير في استعداده للسفر...من حيث الزاد والراحلة، اللباس وغيرها...

                        وقد يكون السفر إلى ديار تختلف اختلافا شديدا عن داره، كرحلات رواد الفضاء إلى الفضاء الخارجي، وقد يبقى في الفضاء شهورا أو أكثر، بل قد يكون سفره إلى أحد كواكب السماء، كالقمر، وهو في سفره إلى هذه الديار، يحتاج إلى استعداد غير عادي، فيحتاج إلى تدريبات قاسية مشابهة شبها كبيرا للحالة التي سيكون عليها في المركبة الفضائية، وفي جو شبيه بنفس الجو الذي سيكون عليه، في تلك الرحلة.

                        كما يحتاج إلى ملابس تختلف عن ملابس الأرض العادية، بل يحتاج إلى حمل الهواء "الأكسجين" من الأرض، ليبقى هناك على قيد الحياة، ويحتاج إلى طعام يناسب تلك الأجواء التي سينتقل إليها، كما يحتاج إلى نفقات باهظة، وراحلة غالية ... وهذا ما نرى أمثلة له لهؤلاء المسافرين.

                        ولهؤلاء المسافرين محطات معينة، أعدت إعدادا خاصا لتدريبهم، وإعدادهم إعدادا عظيما، للقيام بهذا السفر العجيب.

                        ونحن نتمنى أن يكون عندنا صناعة لهذه الأسفار، لاكتشاف الفضاء والاستفادة من طاقاته ومنافعه، لكن مع ملء الأرض بالصلاح، ومنح أهلها الطعام والشراب واللباس، والسعادة والعدل والأمان.

                        هذه الأسفار كلها مرتبطة بدار واحدة، سواء كانت في الأرض أو في السماء، تسمى "دار الدنيا"

                        أما السفر المقصود هنا، فهو سفر من نوع آخر، وإلى ديار أخرى، وخط سير يختلف اختلافا كبيرا، عن خطوط السير في حياتنا المعتادة،

                        أول هذا الخط إقلاع الروح من مطارها "الجسد" إلى بارئها، ثم إلى حياة البرزخ الفاصل بين الدنيا والآخرة، ثم البعث والجزاء والحساب، والمرور إلى الصراط، إلى أن يصلوا إلى آخر محطة للسفر، وهي الدار الآخرة "الجنة"

                        إنه السفر إلى دار تسمى "الدار الآخرة" سفر غاية أهله القرار في رحاب الله "الجنة" التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، سفر زمنُ الاستعدادِ له العمرُ كله، وزاده السعي المتواصل إلى رضا الله تعالى وتقواه، بعمارة الأرض عمارة تحفظها من الفَسادَينِ: الفسادِ المادي والفسادِ المعنوي، عمارة تجلب للإنسان فيها حياةَ سعادةٍ وأمنٍ ورخاء.

                        ولهذا السفر محطات تدريب في هذه الحياة، يديرها منهج الله على مدار الدقائق والساعات والأيام، والأسابيع والشهور والأعوام، والقرون والعصور، والأجيال والدهور، لا يقطع فيها العملَ إلا هادمُ اللذات ومفرق الجماعات....بل يرحل كثير من المسافرين، و لهم أعمال باقية بعدهم تُمطِرهم بشآبيب الرحمة، وتمدهم بأنواع الحبور والنعمة.

                        ويشمل تلك المحطات كلها، قيام المسلم بطاعة ربه تعالى، بإيمانه وعمله الصالح الشامل، لكل ما جاء به هذا الدين، من أصول الإيمان وفروعه، وأصول الإسلام، وأحكام الشريعة من فعل فرائض ونوافل طاعات، وترك محرمات ومكروهات، ومن أركان الإسلام ومحطات المسافرين إلى الجنة "شهر رمضان" شهر الصبر وشهر الطاعة والصيام، شهر الإكثار من قراء القرآن وشهر التهجد والقيام، شهر يغلق الله فيه عن المتقين أبواب النار، ويفتح لهم فيه برحمته أبواب الجنة دار القرار.

                        إن الهدف من التدريب في هذه المحطة، هو تأهيل المتدرب لهذا السفر، الذي لا يوجد له نظير في هذه الحياة، فلا يحتاج المسافر إلى إذن سفره من أقاربه، وعلى رأسهم الأبوان، ولا من رؤسائه في عمله، ولا إلى جواز سفر من دولته، ولا تأشيرة دخول من دول عالَم الدنيا كلها...

                        كما لا يحتاج إلى عملة أجنبية غربية، أمريكية أو أوربية، أو شرقية يابانية، أو شيكات سياحية، أو بطاقة ائتمان احتياطية، وليس في حاجة إلى تذكرة سفر لأي خطوط طيران، من شركات الخطوط الجوية العالمية، ولا غيرها من وسائل المواصلات الأخرى برية: درجات، أو سيارات، أو قطارات، أو حافلات جماعية، أو بحرية بواخر وعبارات ....

                        وليس في حاجة إلى حقيبة سفر، يملأها بملابسه، وما يحتاجه إليه في تنقلاته... كل ذلك لا يحتاج إليه المسافر إلى الجنة، وفي الحلقة القادمة إشارات إلى ما يحتاج إليه من تدريب، ووسائل سفر تختلف عن أسفار الدنيا كلها.

                        وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم، حقارة دار الدنيا هذه، وسرعة السفر منها إلى الدار الآخرة، قال البخاري "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"

                        ثم ساق حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)

                        وكان بن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك" [البخاري (5/2853)].

                        ومثله حديث عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما لي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا، كمثل راكب قال تحت شجرة في يوم صائف، فراح وتركها) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/345) وذكر ه ابن كثير في تفسير القرآن العظيم (4/523) وقال: "ورواه الترمذي وابن ماجة من حديث المسعودي به وقال الترمذي حسن صحيح"]


                        ميادين تأهيل المسافر في هذه المحطة للسفر إلى الجنة.

                        المسافر إلى الجنة يحتاج إلى تدريب يؤهله لهذا السفر المبارك، وميادين التدريب كثيرة، نذكر أهمها بإذن الله.

                        الميدان الأول: صيام نهار الشهر المبارك.

                        "الصوم المشروع هو الإمساك عن المفطرات، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس" [المغني لابن قدامة (3/4)]

                        أما الصيام في لسان العرب، فهو مطلق الإمساك عن أي شيء، فلو أمسك غير المسلم عن المفطرات، في نهار رمضان أو غيره، اعتبر صائما في اللغة العربية، ولو أمسك المسلم عن ذلك في نهار رمضان أو غيره، قاصددا التداوي بذلك وليس أداء العبادة، فهو صائم في اللغة العربية.

                        ولو صام المسلم ليلا وأفطر نهارا في شهر رمضان، قاصدا بذلك العبادة، لم يعد صائما الصيام الشرعي، لأنه لم يصم في النهار.
                        فقد فرض الله صيامه نهارا، لا ليلا، فقال تعالى بعد أن ذكر وجوبه: ((أياما معدودات فمن شهد منكم الشهر فليصمه)) والأيام إذا أطلقت يراد بها أوقات النهار، وأكدت ذلك سنة الرسول القولية، والفعلية، وعلى ذلك إجماع الأمة.

                        والصيام قسمان:

                        القسم الأول: صيام مفروض للوقت أي يجب على المسلم أن يصومه، بمجرد دخول وقته، وهو شهر رمضان المبارك، الذي هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي الشهادتان، والصلاة، والزكاة، والحج، يأثم تاركه، ويكفر جاحده، كما تجب الصلاة بمجرد دخول وقتها.

                        وصيام مفروض لإيجاب الإنسان ذلك على نفسه، وهو صوم النذر الذي يجب الوفاء به [اقرأ الآية 7 من سورة الإنسان]

                        وصيام مفروض للكفارات، كالحنث في اليمين، فيجب صيام ثلاثة أيام، إذا لم يجد إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة مؤمنة، [اقرأ الآية 89 من سورة المائدة]
                        وصيام شهرين متتابعين لمن قتل مؤمنا خطأ، ولم يجد تحرير قبة مؤمنة [اقرأ الآية (92) من سورة النساء] ومثله مَن ظاهر من زوجته ثم عاد إليها ولم يجد رقبة يعتقها [اقرأ الآيتين 3،4 من سورة المجادلة]
                        و صيام مفروض على من حج قارنا أو متمتعا ولم يجد الهدي، فإنه يصوم عشرة أيام ثلاثة في الحج، وسبعة إذا رجع، [اقرأ الآية (196) من سورة البقرة]

                        القسم الثاني: صيام مندوب،،، وسيأتي الكلام عنه في بعض الحلقات بإذن الله.

                        والذي يعنينا هنا هو صيام شهر رمضان المبارك، فقد فرض الله على المسلمين صيامه، كما كتب عليهم النطق بالشهادتين، والصلاة والزكاة والحج، وهذه الأربعة مع صيام رمضان هي مباني الإسلام وأركانه.
                        وقد دل على وجوب صومه القرآن والسنة القولية والفعلية، وإجماع الأمة:
                        قال تعالى: ((ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)) [البقرة (183)]

                        ومن السنة القولية، ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان).[البخاري (4/1641) ومسلم (1/45) واللفظ له]

                        ومن السنة الفعلية، حديث أنس رضي الله عنه، قال: "واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول شهر رمضان، فواصل ناس من المسلمين، فبلغه ذلك، فقال: (لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالا يدع المتعمقون تعمقهم، إنكم لستم مثلي، أو قال إني لست مثلكم، إني أظل يطعمني ربي ويسقيني) [البخاري (3/796) و مسلم (2/776) واللفظ له]

                        وأجمع المسلمون على أن صيام شهر رمضان فريضة لازمة لكل مسلم بالغ قادر، خلا من عذر شرعي. [المغني لابن قدامة (3/3)]

                        كيف يؤهل الصيام صاحبه للسفر إلى الجنة؟

                        المسلم الذي يصوم رمضان، إيمانا بالله وبرسوله واليوم الآخر، محتسبا صيامه وأعماله الصالحة فيه عند ربه، جدير بأن يكون أهلا للسفر إلى جنة الخلد...
                        فالصائم بهذه الصفة، قد سيطر على نفسه وهواه وشيطانه، وهذه الثلاثة هي التي تلازم الإنسان وتلجئه إلى تعاطي أي شيء يشتهيه، ما لم يصده عنها صاد حسي أو معنوي.

                        المانع الحسي : عدم قدرة الإنسان على تعاطي ذلك، إما بفقد الْمُشْتَهى، وإما لرقابة بشريه تحجزه عن ذلك مع وجوده، وهذا المانع غير مُجْدٍ إذا وجد المشتهى، وفقد الحاجز.

                        أما المانع المعنوي : المؤثر، فهو ما يصاحب الإنسان في كل حالاته: في حال خلوته بنفسه وعدم وجود المخلوقين معه، وفي حال جلوته ، أي اختلاطه بالناس، هذا المانع هو قوة إيمانه بربه، واستحضار عظمته، وكمال إحاطة علمه، وكمال قدرته على مجازاته، فرقابته رقابة إلهية تصبح عنده رقابة ذاتية، ثابتة في قلبه، مانعة لجوارحه من الإقدام على ما لا يرضي ربه.

                        وذكر العلماء أن من أسباب قول الله تعالى في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا الذي أجزي به) أن الأعمال الأخرى غير الصيام واضحة يستطيع فاعلها أن يرائي بها الناس، كالصلاة والزكاة والحج، بخلاف الصوم فإنه بين الصائم وبين الله، لأنه عبادة غير ظاهرة.

                        فصيام المؤمنِ الصادقِ الإيمان، يجعله في مقام المراقبة الدائمة لربه تعالى، متمثلا كمال علمه المحيط بكل شيء، وكمال قدرته التي تصرف كل شيء، كما دلت على ذلك الآيات والأحاديث الصحيحة الكثير:

                        قال تعالى: {قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤف بالعباد}.آل عمران: 29-30.

                        وفي حديث جبريل المشهور قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [مسلم (1/37)]

                        ومن كمال قدرته وكمال علمه تعالى، أن جعل أعضاء الإنسان تسجل عليه أعماله التي يباشرها بتلك الأعضاء، فإذا جاء وقت الجزاء والحساب شهدت عليه بكل ما اقترف، وأين يفر الإنسان من جلده وسمعه وبصره ويده ورجله، وهي تلازمه في كل مكان، بل بها يتعاطى الخير أو الشر؟!

                        إن أعضاء الإنسان آلات تصوير-كمرات-تصور حركاته في الليل وفي النهار في الضوء وفي الظلمة، في السر وفي العلن، وهي كذلك آلات تسجيل-كاسيت-تسجل أصواته لتحتفظ بها، فتفاجئه بما لم يكن يتوقع من شهادتها عليه، قال تعالى: ((ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون، حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين}. حم السجدة : 19-23.

                        وقال تعالى: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون}. النور: 24

                        وهذه هي حال الصائم، الذي يمتنع عما تشتهيه نفسه، وقد تشتد حاجته إلى تناوله، مما هو مباح له شرعا في الأصل، وبخاصة الطعام الذي لا يُدفع الجوع إلا به، والشراب الذي لا يُدفع العطش إلا به، ومعاشرة زوجه التي قد تلح على تعاطيها غريزته، وكل تلك الأمور تكون غالبا متاحة له، وفي متناول يده.

                        فإذا امتنع المؤمن عن تلك المشتهيات، مستحضرا عظمة الله، راغبا فيما عنده من الرضا والثواب، ورهبة مما سيلقاه - لو عصاه - من السخط والعقاب، فإنه بذلك يستحق أن يكون من وفود المسافرين إلى الجنة، التي لم يعدها الله تعالى إلا لعباده المؤمنين...
                        والمؤمن الحق الذي يترك ما هو مباح له في الأصل طاعة لربه، سيترك ما هو محرم عليه في الأصل من باب أولى، وبذلك يكون طاهر القلب، نظيف الجوارح، طيب السيرة، صادق السريرة، مؤهلا للقاء الله في دار ضيافته.



                        يتبع إن شاء الله


                        التعديل الأخير تم بواسطة arc_maha2000; الساعة 29-06-2009, 12:54 AM.

                        تعليق


                        • #42
                          رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv

                          نتابع سويا نقاط موضوعنا السابق



                          الميدان الثاني:

                          الصبر في "شهر الصبر"



                          ورد في بعض الأحاديث [من حديث أبي هريرة وسلمان وغيرهما] تسمية رمضان بـ(شهر الصبر)كما في مسند أحمد (2/263) وسنن أبي داود (2/322) والسنن الكبرى للنسائي: وفيه (شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، صوم الدهر) (2/134)

                          وفي سنن النسائي(4/218) وسنن ابن ماجه (1/554) ومن المراجع التي ذكر فيها ذلك، صحيح ابن خزيمة بلفظ (وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة) (3/191)

                          وفي صحيح ابن حبان: (صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر، يذهبن وحر الصدور) [(14/498) ومعنى "وحَر الصَّدر" : "غِشُّه ووساوسُه. وقيل: الحقد والغيظ. وقيل: العداوة. وقيل: أشدّ الغضب." والمراد سلامة صدر الصائم من تلك الأمور]

                          وقال في مجمع الزوائد: رواه أحمد والطبراني في الكبير، إلا أنه قال ثنا رجل من عكل ورجال أحمد رجال الصحيح (3/196)


                          قال في عون المعبود: قال الخطابي "شهر الصبر هو شهر رمضان، وأصل الصبر الحبس، فسمي الصيام صبرا، لما فيه من حبس النفس عن الطعام، ومنعها عن وطء النساء وغشيانهن، في نهار رمضان (7/58)

                          وهو جدير بأن يسمى (شهر الصبر) لأن الصائم يصبر فيه تسعة وعشرين أو ثلاثين يوما، على الامتناع عما يصعب الكف عنه، وأعظمه الطعام والشراب والوقاع كما مضى.

                          ولا شك أن الصبر عن هذه الأمور في هذه الأيام المتوالية، من أهم مجالات تدريب النفس على الصبر على أوامر الله بفعلها، وعلى نواهي الله بتركها، في هذا الشهر وغيره.

                          وصبر العبد على طاعته لله في أمره ونهيه، جزاؤه الجنة، ومرافقة أولياء الله من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.
                          كما قال تعالى: ((ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا))[النساء (69)]


                          و قال تعالى: ((ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم)) [النساء (13)]

                          والصبر عدة المؤمن التي ينال به الرضا بقضاء الله، عندما يبتلى في نفسه وأهله وماله، وهو من المبشرين بهدى الله، وأن تغشاه رحمته، ويحظى بصلواته عليه، كما قال تعالى:
                          ((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين (155) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)) (157) [البقرة]

                          قال الطبري رحمه الله: "وقد قيل: إن معنى الصبر في هذا الموضع الصوم، والصوم بعض معاني الصبر عندنا، بل تأويل ذلك عندنا أن الله تعالى ذكره أمرهم بالصبر على ما كرهته نفوسهم، من طاعة الله وترك معاصيه، وأصل الصبر منع النفس محابَّها وكفها عن هواها، ولذلك قيل للصابر على المصيبة صابر لكفه نفسه عن الجزع، وقيل لشهر رمضان شهر الصبر لصبر صائمه عن المطاعم والمشارب نهارا..." [جامع البيان عن تأويل القرآن (1/259)]


                          وممن فسر الصبر في آية البقرة السابقة، بصيام شهر رمضان، الإمام الشافعي رحمه الله، قال القرطبي: "وقال الشافعي هو الجوع في شهر رمضان" الجامع لأحكام القرآن [(2/173)]

                          والمؤمن وحده هو الذي يحظى بالخير في سرائه وضرائه، بما منحه الله من الصبر على الحالين، كما في حديث صهيب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له) [مسلم (4/2295)]

                          وقد أمر الله عباده المؤمنين، أن يستعينوا بالصبر والصلاة على قيامهم بما يرضيه، من تعلم دينهم الذي جاء به رسوله، وتزكية نفوسهم به، ومداومتهم على ذكره وشكره، كما قال تعالى:
                          ((كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون (151) فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفروني (152) ياأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين)) (153) [البقرة ]

                          وفسر بعض العلماء الصبر هنا أيضا بصوم رمضان، قال القرطبي: "وقول ثالث قال مجاهد: "الصبر في الآية الصوم" ومنه قيل لرمضان شهر الصبر، فجاء الصوم والصلاة على هذا القول في الآية متناسبا، في أن الصيام يمنع من الشهوات ويزهد في الدنيا، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتخشع، ويقرأ فيها القرآن الذي يذكر الآخرة والله أعلم" [الجامع لأحكام القرآن (1/372)]

                          والصبر له آثاره في سلوك صاحبه، في مقامات كثيرة من حياته، يعينه فيها على فعل طاعة ربه، وترك معصيته، من تلك المقامات:

                          1- مقام الجهاد في سبيل الله، ومقارعة الأعداء، دفعا لعدوانهم، وتحطيما لسدود الصد عن تبليغ الإسلام إلى الناس، فالمجاهدون في سبيل الله يثبتهم الله بالصبر وهم قليلة، ويمنحهم النصر على الأعداء وهم فئة كثيرة، ويكون تدريب المجاهدين واختبارهم، هو طاعة قائدهم، في تحديد كمية ما تشتهيه أنفسهم مما هو مباح لهم في الأصل، كشرب الماء، وهو شبيه بالصيام.

                          قال تعالى: ((فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين)) [البقرة (249)]

                          والصبر قرين الجهاد في فتح أبواب الجنة، كما قال تعالى: ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)) [آل عمران (142)


                          2- مقام الدعوة إلى الله التي ينال فيها الدعاة إلى الله وأتباعهم من الفتنة والأذى، ما لا طاقة لهم على تحمله إلا بالصبر، كما قال تعالى: ((ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين)) [الأنعام (34)]
                          وقال تعالى: ((فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون)) [الأحقاف (35)]


                          وقال تعالى: ((ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم)) [النحل (110)]

                          وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يربي أصحابه على الصبر في وقت الشدة والضعف، على الصبر على ما يصيبهم من أذى، اقتداء به.

                          كما في حديث خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ قال: (كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) [مسلم (2/1322)]

                          3- مقام الاعتداء على الصائم بالسب والشتم أوالمقاتلة، التي يحق له فيها أن يعامل من يسبه ويشتمه بمثل ما فعل، ولكنه يؤثر عدم استعمال هذا الحق، ويتقي خصمه بصبره وصيامه، كما في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: إني صائم مرتين، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها) [البخاري (2/670)]

                          وصبر الصائم على الشتم والسب أمر مطلوب، أما صبره على المقاتلة، بحيث يُعتَدَى عليه بالضرب ونحوه، ففيه إشكال، وهو أن المسلم مأمور بالدفع عن نفسه، وسكوته على العدوان عليه بالفعل، استسلام وخضوع لا يليق به، وأجيب عن ذلك بجوابين:

                          الجواب الأول: أن المقاتلة تأتي بمعنى المشاتمة، وهي تأتي بمعنى ذلك، وعلى هذا فلا إشكال.

                          الجواب الثاني: أن المراد بالمقاتلة تهيؤ المعتدي على الصائم لمقاتلته، وليس المراد مباشرة ذلك فعلا، فإذا رأى الصائم من خصمه استعدادا لمقاتلته، فعليه أن يبادره بقوله: (إني صائم) لعل ذلك يجعله يرجع عما عزم عليه.
                          فإن تمادى وبدأ بمقاتلته بالفعل، فعليه أن يدفع عن نفسه، بالأخف فالأخف من الدفع، كالحال مع الصائل. ]راجع فتح الباري (4/105)]


                          4- مقام هياج النفس ورغبتها في قضاء وطرها بلقاء الرجل المرأة بسبيل شرعي، مع عدم القدرة على ذلك، فإن الصوم من أهم ما يعينه على الصبر حتى يهيئ الله له ما يحقق له رغبته.

                          وفي هذا المعنى روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء). [البخاري (2/673) ومسلم (2/1018)]

                          والخلاصة أن الصوم مُعِينٌ لصاحبه على الصبر في مقامات كثيرة من حياته، وفي تسمية شهر رمضان بـ(شهر الصبر) إشارة واضحة إلى هذا المعنى، والصائم الصادق في صومه، جدير بأن يكون صيامه لشهر رمضان، دافعا له على الصبر على فعل الطاعات وترك المعاصي في شهر رمضان، وما تلاه من شهور، إلى رمضان آخر، جعلنا الله جميعا من الصائمين الصابرين.

                          يتبع إن شاء الله

                          تعليق


                          • #43
                            رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv

                            المجال الثالث لتدريب المسافر إلى الجنة:

                            "مصاحبة القرآن في "شهر القرآن"


                            ثلاث آيات في ثلاث سور، تبين أن القرآن الكريم، نزل في ليلة واحدة من هذا الشهر الكريم "رمضان" وهي

                            ليلة القدر

                            الآية الأولى: هي قوله تعالى في: ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)) [البقرة (185)]
                            فهي صريحة في أنه تعالى أنزله في شهر رمضان، وهو شامل لأيامه ولياليه من أوله إلى آخره.


                            الآية الثانية: هي الآية الثالثة من سورة الدخان، في قوله تعالى: ((حم(1) والكتاب المبين (2) إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين(3) فيها يفرق كل أمر حكيم (4) أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين (5) رحمة من ربك إنه هو السميع العليم (6) [الدخان]

                            وينبغي حمل هذه الليلة المباركة، على أنها إحدى ليالي شهر رمضان، الذي نصت آية البقرة على أن القرآن نزل فيه، ولكنها تبقى مبهمة يجوز أن تكون أي ليلة من لياليه، بدون تحديد.


                            الآية الثالثة: هي الآية الأولى في سورة القدر في قوله تعالى: ((إنا أنزلناه في ليلة القدر(1)وما أدراك ما ليلة القدر(2) ليلة القدر خير من ألف شهر(3) تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر(4) سلام هي حتى مطلع الفجر)) (5) [القدر]

                            ولكن هذه الليلة – مع تحديدها بالوصف – لم يعينها القرآن الكريم،،،، ولهذا وجب الرجوع فيها إلى السنة التي رجحت وجودها في العشر الأخيرة من هذا الشهر، ووردت أحاديث أكثر تحديدا لها بليالي الوتر من العشر الأخيرة، ثم وردت أحاديث أخرى تظهر رجحان أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان، وسيأتي الكلام على الحكمة في إبهام هذه الليلة المباركة، وعدم القطع بتعيينها.

                            والذي يعنينا هنا: هو مجال القرآن الكريم في تدريب المسافر إلى الجنة.
                            فتدريب المسلم نفسه للسفر إلى الجنة، في مجال القرآن الكريم، شامل لكل وقت من أوقات عمره، ولكن شهر رمضان له مزية على سائر الشهور، وكذلك كل يوم من أيامه، وكل ليلة من لياليه، لكون شهر رمضان ظرفا لبدء نزول هذا القرآن.


                            وهذا ما جرى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي كان يتلو كتاب الله في كل الأوقات، ولكنه كان أكثر تلاوة له في شهر رمضان، بل إن الله تعالى خص شهر رمضان بما لم يخص به غيره من تلاوته، حيث كان يرسل جبريل عليه السلام، ليدارس الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن، كل ليلة من ليالي شهر رمضان، وكان يدارسه مرة كل عام، فلما كانت السنة التي توفي فيها، دارسه القرآن مرتين.

                            فعن بن عباس رضي الله عنهما، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم، أجودُ بالخير من الريح المرسلة" [البخاري (1/6) وغيره]

                            عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "كان يُعرضُ على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، كل عام مرة، فَعُرِض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه" [البخاري: (4/1911) وابن ماجه (1/562) وغيره]


                            إن نزول القرآن في شهر رمضان، ونزول جبريل من السماء، ليدارس الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن، كل ليلة من ليالي رمضان، في كل عام من أعوامه، ثم مدارسته له في آخر عام من حياته مرتين، ليدل دِلالة واضحة، على شدة حب الله تعالى منزلِ القرآن في شهر رمضان، لاهتمام المسلم بكثرة تلاوته في هذا الشهر، اقتداء برسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

                            ويؤخذ من مدارسة جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم القرآن، مشروعية مدارسة المسلمين القرآن فيما بينهم، وبخاصة، مدارسة العلماءِ طلابَ العلم، لتصحيح التلاوة، وللتفقه في معاني كتاب الله.
                            ومما يؤكد ذلك ما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (... وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) [صحيح مسلم (4/2074)]


                            تأهيل القرآن المسافر إلى الجنة.
                            إن تلاوة القرآن الكريم، على ما فيها من الأجر العظيم، بحيث يكون لتاليه بكل حرف عشر حسنات، كما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، إن تلاوته ليست كافية وحدها لتأهيل المسافر إلى الجنة، بل لا بد مع تلاوته من الاهتداء بِهداه.

                            وإذا عدنا إلى آية سورة البقرة التي ذكر فيها نزول القرآن في شهر رمضان، فسنعرف منها، أن القرآن يؤهل المسافر إلى الجنة، باهتدائه بهذا القرآن، كما قال تعالى: ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان...))

                            فالمسلم الذي يهتدي بكتاب الله، هو الذي يكون مؤهلا للسفر إلى الجنة.
                            وينبغي أن يعلم أن القرآن جاء بالهدى للجن والإنس جميعا، ولكنه يخص بالهداية المؤمنين به، بسبب أنهم هم الذين يهتدون به وينتفعون بنوره فعلا.

                            والآيات الدالة على هذا المعنى كثيرة في كتاب الله، نذكر طرفا منها:
                            منها
                            قوله تعالى: ((ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)) [البقرة(2)]

                            ((هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين)) [آل عمران (138)]

                            وقوله: ((ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين)) [يونس (57)]

                            وقوله: ((ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين)) [النحل (89)]

                            وقوله: ((الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد)) [الزمر (23)]

                            وقوله: ((ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد)) [فصلت (44)]


                            وقال تعالى عن الجن: ((وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا)) [الجن (13)]


                            ولما كان الله تعالى يحب أن يهتدي عبده المؤمن بكتابه، ويتبع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو به رءوف رحيم، فقد شرع له قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من ركعات صلاته، فرضا كانت أو نفلا، وفي هذه السورة دعاء المصلي ربَّه تعالى أن يهديه صراطه المستقيم، وهو دينه الحنيف الحق، الذي لم يعد في الأرض دينُ حقٍّ سواه.
                            ولهذا اقترن دعاء المؤمن ربه أن يهديه الصراط المستقيم، بدعائه أن ينجيه من غيره من سبل من استحقوا غضب الله، من اليهود ومن شابههم، ممن كفروا بالله على علم، والنصارى ومن شابههم، ممن كفروا به على جهل وتكبر عن طلب العلم والهدى.
                            قال تعالى: ((الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. إياك نعبد وإياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)) [الفاتحة]

                            وبين سبحانه وتعالى، أن من اهتدى بهدى الله، أمن من الخوف والحزن ومن الضلال والشقاء في الدنيا والآخرة، ومن أعرض عن هداه وكذب به، استحق الخلود في جهنم، والضلال والشقاء في الدنيا والآخرة.

                            قال تعالى: ((قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون(38) والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (39) [البقرة]

                            وقال تعالى: ((قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى (123) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (125) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى(126) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى)) [طه (127)]


                            وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم، مثلا لمن طلب هدى الله فيما بعث به رسوله، من هذا القرآن – ومثله سنة الرسول صلى الله عليه وسلم – وعمل به وعلمه، فشبهه بالأرض الطيبة التي تمسك الماء، وترتوي به، وتنبت الكلأ والعشب، فيستقي من مائها الناس والدواب والطيور،،، وتتغذى من زرعها وعشبها الناس والدواب، وضرب مثلا آخر لمن طلب هذا الهدى، ولكنه أقل عملا به من الصنف الأول، بأجادب من الأرض، أمسكت الماء، فشرب الناس منها وسقوا وزرعوا، وضرب مثلا ثالثا لمن لم ينل من هدى الله شيئا، بالقيعان من الأرض التي لا تمسك ماء، ولا تنبت كلأ، فلا يستفيد الناس ولا الدواب منها شيئا.

                            يبين ذلك حديث أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إن مثل ما بعثني الله عز وجل من الهدى والعلم، كمثل غيث أصاب أرضا، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان، لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به). [البخاري (1/42) ومسلم (4/1787)]
                            فهنيئا للمسلم مصاحبة القرآن في شهر القرآن، وفوزه بالفقه فيه والعمل بما تضمنه من إسلام وإيمان وإحسان.


                            وسائل الاهتداء بالقرآن
                            وللاهتداء بكتاب الله وسائل، لا بد أن يتخذها المؤمن عند تلاوته:

                            الوسيلة الأولى: تلاوته بتدبر لفهم معانيه
                            هذه الوسيلة هي مفتاح تزكية المسلم نفسه، بطاعة الله وترك معاصيه، على أساس تلاوة القرآن الكريم، لأن فهم مراد الله تعالى من عبده المؤمن يعين القارئ على تطبيق ما فهمه.

                            فقد بين سبحانه أنه أنزل هذا القرآن، ليتدبره العقلاء، ويتذكروا ما فيه من الحق الذي يبينه لهم، ويدعوهم إلى العمل به، والباطل الذي يكشفه لهم ويحذرهم منه، وما يجب عليهم من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،
                            فقال تعالى: ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)) [ص (29)]
                            وأنكر سبحانه على من عصاه، وأهمل تدبر كتابه، كما قال تعالى: ((أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا))[النساء (82)]
                            وقال: ((أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين)) [المؤمنون(68)]
                            وقال تعالى: ((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)) [محمد (24)]
                            فينبغي للمؤمن، وهو يتلو كتاب الله، أن يحقق ما أراده الله من إنزال القرآن من التدبر والتذكر، وألا يكون كأهل الكفر والنفاق الذين لا يعيرون كتاب الله اهتماما، ولا يلقون له بالا.


                            الوسيلة الثانية: أن يبحث القارئ لكتاب الله عما يحبه الله تعالى، من القول والعمل و لاعتقاد، ومن الأخلاق والصفات، وما يكرهه الله من ذلك، ويبحث كذلك عمن يحبهم الله ومن يبغضهم.

                            فسيجد في كتاب الله ذكر المؤمنين والمؤمنات والثناء عليهم وصفاتهم وثوابهم، وما تفرع عن أهل الإيمان، كالصالحين، والشهداء، والمتقين، والصديقين...
                            ويجد ذكر الكفار وذمهم وصفاتهم وعقابهم، ويجد ذكر المنافقين وتقبيحهم وصفاتهم وجزائهم، ومثل ذلك الظالمون، والفاسقون، والمجرمون....
                            وسيجد تالي القرآن أقوالا وأعمالا أمر الله بإتيانها، وأخرى نهى الله عنها، وسيجد ما يهيئ للمسافر إلى الجنة ما يؤهله للسفر إلى لجنة، وللمسافر إلى النار ما يهيئه للسفر إلى النار.... وهكذا
                            إن معرفة تالي القرآن لذلك كله، يعينه على طاعة ربه وترك معصيته.

                            ولنضرب لذلك بعض الأمثلة:

                            فالله تعالى يحب الإحسان والمحسنين: ((وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)) [البقرة (195)]

                            وهو يحب التقوى والمتقين: ((بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين)) [آل عمران (76)]

                            ويحب الصبر والصابرين: ((وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)) [آل عمران (146)]


                            ويحب التوكل والمتوكلين: ((فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين)) [آل عمران (159)]

                            ويحب الطهر والمتطهرين: ((فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين)) [التوبة (108)]

                            ويحب العدل وأهله: ((وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين)) [الحجرات (9)]

                            ويحب الجهاد والمجاهدين: ((إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص)) [الصف (4)]

                            ولا يحب العدوان والمعتدين: ((ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)) البقرة (190)
                            ولا يحب الفساد والمفسدين: ((وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)) [البقرة (205)]

                            ولا يحب الكفر والكافرين: ((قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين)) [آل عمران (32)]
                            ولا يحب الظلم والظالمين: ((والله لا يحب الظالمين)) [آل عمران (57)]
                            ولا يحب الخيانة والخائنين: ((ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما)) [النساء (107)]
                            ولا يحب الإسراف والمسرفين: ((وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)) [الأنعام (141)]

                            الوسيلة الثالثة :
                            عرض القارئ نفسه على ما يحبه الله وما يكرهه وما يأمر به، وما ينهى عنه، ويعرض صفاته على صفات المؤمنين، وصفات الكافرين وصفات المنافقين، ليعرف موضعه الذي وضع نفسه فيه، و من هم قرناؤه، فإن وجد خيرا فليحرص عليه، وإن وجد غير ذلك فليعلم أن المرء مع من أحب، وليداو نفسه بالقرآن الكريم ((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أحسن))

                            وسيجد قارئ القرآن كثيرا من علاقات أصناف البشر بعضهم ببعض، كالأسرة من أب وأم وابن وبنت، وزوج وزوجة، وأخ وأخت، وكل ذي رحم مع رحمه، وجار مع جاره، ودائن ومدين، وولي أمر ورعية، ولكل من تلك الأصناف حقوق، وعليه واجبات، لصاحب الحق أن ينال حقه بدون زيادة، وعلى من عليه واجب أن يؤدي واجبه بدون نقص، والقارئ لا بد أن يكون واحدا من هؤلاء، له حقوق وعليه واجبات، وهو في حاجة إلى معرفة حقوقه، حتى لا يأخذ ما ليس فيه حق، ومعرفة واجباته، حتى يؤديها إلى أهلها.

                            إن القرآن مرآة المؤمن يرى فيه محاسن نفسه، فيحرص على بقائها و الازدياد منها، ويرى مساويها فيحرص على التخلص منها والبعد عن مثيلاتها، وهذه المرآة تظهر للإنسان طهارة قلبه أو قذارته، ولا توجد مرآة تحقق هذا الغرض غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم... ولهذا يحرص عباد الله الصالحون على المداومة على النظر فيهما، رغبة في تعاهد قلوبهم وطهارتها.
                            ((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا)) ل[الإسراء (9)]

                            ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه وغيره من السلف: "إذا سمعت الله تعالى يقول في القرآن ((يا أيها الذين آمنوا)) فارعها سمعك فإنها خير يأمر به أو شر ينهى عنه" [تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (1/61)]
                            ومعنى قوله: "فارعها سمعك" يعني أصغ لما بعد نداء الله بـ((يا أيها الذين آمنوا)) واهتم به، لأن ما يتلو ذلك النداء، لا يخلو من أمر بخير، لا يليق بالمؤمن تفويته، أو نهي عن شر، لا يليق بالمؤمن ارتكابه.



                            يتبع إن شاء الله

                            تعليق


                            • #44
                              رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv




                              المجال الرابع:الإخلاص.



                              آيات الصوم بدأها الله بنداء المؤمنين (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) [البقرة: من الآية183].


                              ثم أتبعها بحكم الصيام، فقال: (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ )) [البقرة: من الآية183].

                              ومقتضى الإيمان أن يخلص الصائمون نيتهم في صومهم لله الذي فرض عليهم هذه العبادة، كغيرها من العبادات.

                              والأصل في كل عبادة يؤديها المسلم لربه، أن يكون مخلصاً فيها له، لا يشوبها شيء من إرادة غيره تعالى؛ لأن إرادة غير الله يعتبر نوعاً من أنواع الشرك، إما شركاً أكبر، كالسجود للأصنام أو القبور، ومثله إراقة دم الحيوان لغير الله على سبيل العبادة، وإما شركاً أصغر، كالرياء...

                              ويشمل ذلك كله قوله تعالى: (( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً )) [النساء (36)].

                              وقد وردت نصوص كثيرة في القرآن والسنة، تحض على الإخلاص بمادته،كقوله تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )) [البينة (5)].

                              وقوله تعالى: (( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ )) [الأعراف (29)]

                              وقوله تعالى: (( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ * فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )) [غافر:13-14].

                              وكثير من الناس قد يظن أن الإخلاص لله تعالى أمر سهل لا صعوبة فيه، وهو ظن مبالغ فيه، لأن إخلاص العمل لله يحتاج من العامل إلى مجاهدة نفسه، حتى يُصًفِّيَ عملَه من شوائب إرادة غير الله..

                              إذ النفوس البشرية ترغب في ثناء الناس عليها، وعلى ما تقوم به من أعمال الخير، وقد يغلب حب العبد لذلك على الإخلاص لله، وذلك من أهم عوامل القدح في إخلاصه لربه.

                              لهذا وردت النصوص في الحث على الإخلاص بصفة عامة، كما مضى..

                              ووردت نصوص في ذم الرياء في الأعمال كذلك، وتشبيه صاحبه بمن لا يؤمن بالله واليوم الآخر..

                              كما قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )) [البقرة:264].

                              ونهى تعالى المؤمنين المجاهدين، أن يتشبهوا بالمشركين في ريائهم، فقال تعالى: (( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )) [الأنفال:47].

                              وكثير من العبادات تفتتح بما يذكر العبد بالإخلاص فيها لله تعالى، ويقويه في نفسه.

                              ومن أمثلة ذلك الصلاة التي تبدأ بتكبيرة الإحرام: ( الله أكبر ) فالمصلي إذا وفقه الله لمراعاة هذه الجملة وما تحمله من عظمة الله، أُعِينَ على الإخلاص في صلاته من أولها إلى آخرها، فلا يلتفت إلى غيره بل ينجو من الرياء، مع أن الصلاة كلها لا تخلو من ذكر الله، في القيام والقعود والسجود..

                              وكذلك الحج، الذي يبدأ بقول الحاج أو المعتمر: ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك ) ثم يستمر ذاكرا حتى يودع البيت الحرام ،،، مع حثه على الاستمرار على ذكر الله.

                              و "الجهاد" قُيِّدَ بهذا القيد "في سبيل الله" فإذا خلا من هذا القيد، لم يعد جهاداً شرعياً، كما صحت بذلك الأحاديث. ومنها:

                              حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال:
                              "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: الرجل يقاتل حمية، ويقاتل شجاعة، ويقاتل رياء، فأي ذلك في سبيل الله؟ قال: ( من قاتل لتكون كلمة الله هي الله العليا فهو في سبيل الله ) [البخاري (6/2714) ومسلم (3/1512)].

                              وجميع العبادات لا يعلم إخلاصَ صاحبِها فيها إلا اللهُ، ومنها الصيام الذي قد يظهر صاحبه أنه صائم لله تعالى، وعلى الناس أن يعاملوه بالظاهر،كالصلاة والحج والجهاد وكل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله، وقد يكون في علم الله غير صائم، أو انه صام لغرض آخر، وليس لوجه ربه...

                              ولهذا جاء تكليف الله عباده بالصيام بادئاً، بهذا النداء: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام )) كما مضى.

                              وأكدت ذلك أحاديثُ صحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها:

                              حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
                              عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه...) [البخاري (2/534) مسلم (2/729)].

                              واضح من الحديث، أنه لا يترتب على قيام ليلة القدر وصوم رمضان، الثواب الموعود به ( غفر له ما تقدم من ذنبه ) في الحالين، إلا إذا تحقق قائم ليلة القدر، وصائم رمضان، أمران:

                              الأول:
                              أن يكون فعل ذلك إيمانا بالله تعالى وبرسوله وباليوم الآخر، وبأن الله تعالى كلفه القيام بهاتين العبادتين.

                              الثاني:
                              أن يقصد بقيامه وصيامه وجه الله تعالى، وليس لغرض آخر، كرئاء الناس، من أجل أن يثنوا عليه، فيقال: فلان صائم، أو مجتهد في طلب الأجر من الله في قيام ليلة القدر أو غيرها.

                              فعلى المسلم أن يجاهد نفسه في أن يكون صيامه وقيامه وقراءته لكتاب الله، وصدقاته، وكل أعمال الخير التي يقوم بها، مراداً بها وجه الله، الذي لا ينفعه ولا يضره إلا الله، ولا يثيبه ويجزيه على عمله إلا الله تعالى، وأنه تعالى مطلع على السر وأخفى.

                              اللهم وفقنا للعمل الصالح الذي يرضيك..

                              والعمل الذي يجتمع فيه الإخلاص لك..

                              والاتباع لنبيك عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..
                              التعديل الأخير تم بواسطة arc_maha2000; الساعة 12-07-2009, 01:14 AM.

                              تعليق


                              • #45
                                رد: Vvvحملة 100 يوم على رمضان vvV اللهم بلغنا رمضانVvv


                                المجال الخامس: قيام الليل.




                                شهر رمضان كغيره ظرف لأداء الفرائض والنوافل، إلا أنه يزيد على بقية الشهور، بزيادة فرض صيامه، وكثرة نوافله ومضاعفة حسناته.

                                والواجب على المسلم المحافظة على ما فرض الله عليه من عباداته، التي لا يسقط حكمها عنه في جميع الأوقات، كالصلوات الخمس التي هي ركن من أركان الإسلام.

                                وينبغي أن يكون في محافظته على تلك الفرائض في رمضان، أشد حرصا من محافظته عليها في غير رمضان، لأن أجره مضاعف على عبادته في هذا الشهر الكريم، وأداء الفرائض أحب إلى الله من أداء غيرها، وإن كان كلاهما محبوبا له تعالى.
                                كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (...... وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه .........) البخاري (5/2384)

                                فلا يجوز للصائم التساهل في أداء الصلوات المفروضة في أوقاتها، بالنوم عنها حتى يخرج وقتها، متذرعا بما يقوم به من نوافل الطاعات، كصلاة التراويح.

                                بل لو فرض أن صلاة التراويح وهي نافلة، كانت سببا في نومه عن صلاة الفجر حتى يخرج وقتها، وجب عليه التخفيف من صلاة التراويح بالقدر الذي يتمكن معه، من أداء صلاة الفجر في وقتها،،،،،،

                                والمحافظة على الصلاة المفروضة في الجماعة في المساجد، أولى من المحافظة على التراويح في ذلك، إذا فرض أن المسلم لا يستطيع الجمع بينهما,,,,
                                مع العلم أنه – في الغالب – يستطيع الجمع بين الأمرين، وهذا هو الذي ينبغي أن يجتهد في فعله في حدود طاقته، ليجمع بين الفضيلتين في شهر الفضائل.

                                أما الذي يقصر في الأمرين أو في أحدهما، مشتغلا بتوافه الأمور عنهما، فهذا شخص مُفَرِّط محروم، جدير أن يعود على نفسه بالندم واللوم، لأنه تعمد أن يخسر في موسم الغنائم والأرباح، فاستبدل الخيبة والأحزان، بالمراحم والأفراح.

                                ولنعد إلى الكلام عن قيام الليل، فهو مشروع في كل ليلة من ليالي عمر المسلم، وقد كان في أول الأمر مفروضا، على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لأن فيه تسلية لهم عما كان يصيبهم من الفتنة والأذى، عند مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تولت السيرة النبوية تفاصيل تلك الفتنة وذلك الأذى، فكان في كثرة لجوئهم إلى الله ومناجاته وقوة الصلة به، ما يفرغ على قلوبه الصبر، وعلى نفوسهم الطمأنينة والثقة بالعزة والنصر.

                                قال تعالى: ((ياأيها المزمل(1)قم الليل إلا قليلا(2)نصفه أو انقص منه قليلا(3)أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا(4)إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا(5)إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا(6)إن لك في النهار سبحا طويلا(7)واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا(8)رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا)) (9) [المزمل]

                                قال سيد قطب رحمه الله ـ عند قوله تعالى: ((إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً)) [المزمل: 5]: "وإن قيام الليل والناس نيام والانقطاع عن غبش الحياة اليومية وسفاسفها، والاتصال بالله، وتلقي فيضه ونوره والأنس بالوحدة معه والخلوة إليه، وترتيل القرآن والكون ساكن، وكأنما هو يتنزل من الملأ الأعلى، وتتجاوب به أرجاء الوجود في لحظة الترتيل، بلا لفظ بشري ولا عبارة، واستقبال إيحاءاته وإيقاعاته في الليل الساجي.
                                إن هذا كله، هو الزاد لاحتمال القول الثقيل، والعبء الباهظ والجهد المرير، الذي ينتظر الرسول، وينتظر من يدعو بهذه الدعوة في كل جيل، وينير القلب في الطريق الشاق الطويل، ويعصمه من وسوسة الشيطان، ومن التيه في الظلمات الحافة بهذا الطريق المنير). [في ظلال القرآن (29/3745)].

                                قال ابن جرير : "عن ابن عباس في قوله: ((قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا)): فأمر الله نبيه والمؤمنين بقيام الليل، إلا قليلا فشق ذلك على المؤمنين، ثم خفف عنهم، فرحمهم وأنزل الله بعد هذا: ((علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض)) إلى قوله: ((فاقرءوا ما تيسر منه)) فوسع الله وله الحمد، ولم يضيق" [تفسير الطبري (29/125) ويراجع تفسير القرآن العظيم، لابن كثير: (4/436)]

                                وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم، شديد الحرص على قيام الليل، شديد الاجتهاد في ذلك، فكان يقوم حتى تتورم قدماه، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر طمعا في أن يكون كثير الشكر لربه.
                                كما روى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى حتى انتفخت قدماه، فقيل له: أتَكَلَّفُ هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال (أفلا أكون عبدا شكورا)؟ [البخاري (1/380) ومسلم(4/2171)]

                                وكان كذلك شديد الحرص على قيام أصحابه بصلاة الليل، ليكونوا من عباد الله الصالحين، ولينالوا مغفرة الله ورحمته، كما روى أبو أمامة الباهلي، عنه صلى الله عليه وسلم، قال: (عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة لكم إلى ربكم، ومكفر للسيئات، ومنهاة عن الإثم) [سنن الترمذي (5/552) والمستدرك على الصحيحين (1/451)وقال: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه" وهو في صحيح ابن خزيمة (2/176)
                                هذا في قيام الليل بصفة عامة...

                                ولرمضان خصوصيته في قيام الليل.

                                كان من الغالب المعتاد أن يصلي الرسول صلى الله عليه وسلم، النوافل الراتبة وغير الراتبة، في منزله، ومنها قيام الليل في جوف الليل، كما قال لمعاذ بن جبل: (...إن شئت أنبأتك بأبواب الجنة) قلت: أجل يا رسول الله قال: (الصوم جنة، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله)

                                قال ثم قرأ هذه الآية: ((تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون)) [جزء من حديث طويل، أخرجه الترمذي (5/11) والحاكم في المستدرك (2/447) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"]

                                ولكنه صلى الله عليه وسلم، خص رمضان بالقيام في مسجده، والظاهر أنه أراد أن يقتدي به أصحابه، و يجتهدوا في العبادة هذا الشهر الكريم، كما يرونه يجتهد فيه، وقد توافد أصحابه عندما علموا ذلك إلى المسجد للصلاة وراءه، وزاد عددهم ليلة بعد أخرى، فخشي صلى الله عليه وسلم عليهم المشقة عليهم، أو ظنهم أنها مفروضة
                                روت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح، قال: (قد رأيت الذي صنعتم، ولم يمنعني من الخروج إليكم، إلا أني خشيت أن تفرض عليكم، وذلك في رمضان) [البخاري (1/380)]

                                ثم صلى الصحابة رضي الله عنهم، قيام الليل في رمضان بعد وفاة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، في مسجده فرادى أو جماعات، بعد وفاته، فلما رآهم عمر يفعلون ذلك جمعهم على إمام واحد يصلون خلفه جماعة، لأنهم أمنوا ما كان يخشاه من كتابة قيام رمضان عليهم، لانقطاع الوحي...

                                روى عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري، أنه قال: "خرجت مع عمر بن الخطاب في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلى الرجل لنفسه، ويصلى الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: "والله إني لأراني لو جمعتُ هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل" فجمعهم على أبي بن كعب، قال: ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس [لعله: "وراء"] قارئهم فقال عمر: "نعمت البدعة هذه، وتلك التي تنامون عنها، أفضل من التي تقومون، يعني آخر الليل وكان الناس يقومون أوله [الموطأ (1/114)

                                وقوله : "نعمت البدعة" ليس المراد أنها بدعة مخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يتهم بعض الفرق بذلك عمر رضي الله عنه، بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم، أقر أصحابه على صلاتهم بعده، ثلاث ليال أو أربعا، وإنما لم يستمر بهم على ذلك، لعلة ذكرها لهم، وهي (ولم يمنعني من الخروج إليكم، إلا أني خشيت أن تفرض عليكم)
                                فالبدعة المذمومة هي التي لا أصل لها في الشرع، أما ما له أصل، فإطلاق البدعة عليه إطلاق لغوي لا شرعي.

                                قال ابن تيمية رحمه الله: "وكذلك قيام رمضان، قد قال: (إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) وقام في أول الشهر بهم ليلتين، وقام في آخر الشهر ليالي، وكان الناس يصلون على عهده في المسجد فرادى وجماعات، لكن لم يداوم بهم على الجماعة، خشية أن تفرض عليهم، وقد أمن ذلك بموته. وقد قال في الحديث الذي رواه أهل السنن، وصححه الترمذي وغيره: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فان كل بدعة ضلالة)
                                فما سنه الخلفاء الراشدون، ليس بدعة شرعية ينهى عنها، وإن كان يسمى في اللغة بدعة، لكونه ابتدئ، كما قال عمر: "نعمت البدعة هذه..." [مجموع الفتاوى (21/319) يراع تفسير القرطبي 02/87)]

                                حظوظ الناس في صلاة التراويح المسلمون في شهر رمضان، ثلاثة أقسام:

                                القسم الأول:

                                من جاهد نفسه في شهور السنة الأخرى، قبل رمضان وبعده، للقيام بطاعة الله، فيحافظ على الفرائض، ويترك المحرمات، ويؤدي كثيرا من النوافل، ومنها قيام الليل في جوف الليل....

                                وقد لا يفوته صيام النفل المشروع، كصيام يومي الخميس والاثنين كل أسبوع، وصيام الأيام البيض [14،13، 15] من كل شهر، وصيام يوم عاشوراء، ويوم وأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، من كل عام، وبخاصة اليوم التاسع منه لغير الحاج، وقد يرتقي إلى صيام داود، بحيث يصوم يوماً ويفطر يوماً، وهذا أندر من الكبريت الأحمر...

                                وهذا القسم أصبحت طاعة الله تعالى سجية له، مستعينا عليها بالله تعالى..
                                (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )) [الفاتحة:5].
                                (( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ )) [البقرة:45].

                                طاعة الله والإكثار منها، أكثر لذة عنده من تناول ألذ الأطعمة، عندما يشتد به الجوع، وأعظم راحة وفرحة وسروراً واطمئناناً، من شرب الماء الفرات الزلال الصافي البارد، عندما يشتد عطشه....

                                فهو من الراجين لربهم أن يبلغهم شهر رمضان، ويوفقهم لصيامه وقيامه، والإخلاص له فيه...فتجده مجتهداً – في حدود طاقته – في القيام بطاعة الله، وبخاصة قيام الليل...

                                فإذا وقف في الصف وراء الإمام وهو يرتل آيات الله من كتابه، أقبل إلى الله في خشوع وتذلل وانكسار، وتدبر وتأمل واستحضار..
                                متمثلاً عظمة منزل هذا الكتاب..
                                طالباً عند سماع آيات الرحمة المزيد من رحمته..
                                مستعيذاً عند سماع عذابه من سخطه ونقمته..
                                متفكرا في آيات الكتاب المقروء، التي يجد فيها أسماء الله وصفاته فيمتلئ بها قلبه يقيناً وإيماناً، وتزداد نفسه خضوعاً لربها واستسلاماً وإذعاناً.

                                ويحلق به القرآن في ملكوت السماوات والأرض، فإذا هو مع ما خلق الله في سماواته، من النجوم والكواكب والأفلاك، ومن الشموس والأقمار والمجرات والأملاك..

                                ومع ما خلق الله في الأرض، من إنس وجن، ومن الجبال لراسيات، والبحار الهادرات، والأنهار الجاريات، و الوحوش العاديات، والصحاري والغابات، والأفيال العظيمات والنمل الصغيرات..

                                أدعو القارئ أن يفتح مصحفه الآن ويتلو بتأمل من الآية (3) إلى الآية (19) من سورة النحل على سبيل المثال.

                                وتمر به آيات الموت والقبور، وآية القيامة والقارعة والطامة، وآيات البعث والنشور، وآيات الجزاء والحساب، وآيات الرحمة والعذاب، فتهز قلبه هزاً، وتدفعه إلى التوبة والاستغفار دفعاً، فتنهمر من عينيه الدموع، ويحل في قلبه الخشوع، ويطير قلبه شوقاً إلى الجنان، ويشتد رهبه وهربه من النيران..

                                ويسمع الإمام وهو يتلو الآيات المتعلقة بحقوق ربه عليه وحقوق رسوله، وبحقوق نفسه، وحقوق أهله من الآباء والأزواج والأولاد، وغيرهم من الأقارب والأرحام، وحقوق والأجراء والعبيد، وحقوق أئمة المسلمين وعامتهم، وحقوق من يحيط به من الجيران.

                                كما يسمع آيات الحلال والحرام، والدعوة إلى التقوى والنهى عن الإجرام، فيدعو ربه أن يوفقه للسمع والطاعة وإعطاء كل ذي حق حقه، والبعد عن كل الآثام...

                                وهم بجميع أذكارهم في صلاتهم واعون، من قراءة و تكبير وتسبيح وتحميد.

                                إن صلاة أهل هذا القسم، هي الصلاة، التي له جسم وروح، وهي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر…

                                فيعود من مسجده وقد امتلأت خزينته من الخير الكثير والربح الوفير، فطوبى لمن كان لأهل هذا القسم رفيقا.

                                القسم الثاني:

                                من يحافظ على الفرائض في أوقاتها – غالباً – وقد يتأخر عن بعضها، فيستغفر ويتوب، وقد يتكرر التقصير وتتكرر معه التوبة، ولكنه قليل الحرص على نوافل الطاعات، بل قد لا يأتي منها شيئا مكتفياً بمجاهدة نفسه على ما فرض الله عليه..

                                محاولا تشبيه نفسه بـ"ضمام بن ثعلبة" رضي الله عنه، عندما قال:
                                "والله لا أزيد عليها ولا أنقص" فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أفلح إن صدق ).

                                وهذا القسم قد يجد حافزاً قوياً، من الجو الإسلامي العام، الذي يستقبل المسلمون فيه شهر رمضان، ومن أقاربه وأصدقائه ورفقاء عمله الصالحين من القسم الأول، فيحاول مع صيامه رمضان، أن يحافظ على الصلوات المفروضة في أوقاتها في المساجد، وقد يعتريه الكسل أحياناً، ولكنه يسدد ويقارب..

                                ويجتهد في حضور صلاة التراويح كلها أو بعضها، وقد يتركها أحياناً، استجابة لتثبيط من الشيطان، وركوناً على طبيعة النفس التي قد تثقل عليها ملازمة الطاعات.

                                وكثير من أهل هذا القسم يقل إقبالهم على تدبر آيات القرآن التي يتلوها على مسامعهم أئمة المساجد، فيصغون لآية أو آيتين، ويغفلون عن آيات أو سور، مشغولين بغير الصلاة خارجها، من أهل وأولاد، أو تجارة وأموال، فيحرمون أنفسهم أجر التدبر، وفقه الإنصات والتذكر، فيقل أو يفقد خشوعهم، ويكتفون بقيامهم وقعودهم، وخفضهم ورفعهم، ركوعهم وسجودهم.

                                يكبرون عند قيامهم وقعودهم، ويسبحون في حال ركوعهم وسجودهم، وهم عن غالب معاني الذكر غافلون....

                                وأهل هذا القسم قد لا تؤثر فيهم صلاتهم التأثير المطلوب، ولهذا تجد كثيراً منهم، يخلطون عملاً صالحاً وآخر سيئاً، ولكنهم يرجى لهم أن تشملهم رحمة الله مع الجماعة، ويرجى لهم من الله المغفرة والرحمة والتوفيق، لأنهم حاولوا أن يسدد ويقاربوا، وفضل الله على عباده عظيم..

                                القسم الثالث:
                                من صرعه الشيطان مبكراً، وغلبته نفسه وقاده هواه إلى عصيان مولاه، واستعبدته شهواته، فأصبح تعيساً في غالب أوقاته، لا يذكر الله إلا قليلاً..

                                تحققت فيه دعوة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ( تعس عبد الدينار والدرهم، والقطيفة والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض ) [البخاري (3/1057) من حديث أبي هريرة.]

                                الدينار والدرهم معروفان، والقطيفة والخميصة، من أنواع الأكسية والبسط اللينة الجميلة....

                                وهذا يعني أنه اهتم بهذه الأمور اهتمام العبد بسيده، فألهاه ذلك عن معبوده الحق.

                                وهذا القسم يأتيه رمضان في البلدان الإسلامية، وهو مكتئب الحال، منقبض النفس، ضيق الصدر، لأنه لا يريد مفارقة عادته المألوفة، وقدرأي غالب المجتمع متجها إلى طاعة الله، ممسكاً عما كان مباحاً له من الطيبات، قبل دخول شهر رمضان.

                                قد يصعب عليه أن يجاهر بمعاصيه في النهار – إن كان بقي عنده شيء من الحياء – فيحاول الهروب إلى النوم طول نهاره، ثم السهر على معاصي الله طول ليله، ينهب فيه كل ما تمكن من تناوله..

                                المسلمون يتجهون إلى المساجد لعبادة الله، وهو يتجه إلى المراقص والمسارح وأسواق المسكرات.

                                وينبغي لأهل هذا القسم لأن يبادروا بالتوبة إلى الله، وأن يعلموا أنه تعالى يقبل توبة التائبين، ويغفر ذنوب المذنبين، وأن التوبة تجب ما قبلها، وقد يبدل الله سيئاتهم حسنات، وهو تعالى شديد الفرح بتوبة التائبين..

                                وعليهم أن يغنموا شهر رمضان الذي يسهل فيه فعل الطاعات، و ترك المعاصي والمنكرات..

                                و( رغم أنف عبد أدرك رمضان ولم يغفر له فيه ) أو كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                (( فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) [البقرة:200-202].

                                تعليق

                                يعمل...
                                X