سبحان الله... سبحان الله!
جرى على ألسنة المؤمنين قول كلمة "سبحان الله" كلما أُعجبوا بشيءٌ أو تحيَّروا فيه أو تعاظموا... ولكنَّ الكثيرين يظنونها كلمة باللسان، وربما تأثًّرًا بالجَنان... غير أنه كلمة كلها عملٌ، حتى يصدق أن الإيمان قولٌ وعملٌ واعتقاد، وأن العمل ركْنٌ فيه.
وهذه "سبحان الله" تعني تنزيه الله تعالى عمَّا لا يليق به، من وصفه بما لا يليق، أو نفي صفه عنه ثبتت له، أو التشبُّه به فيما يختصُّ به سبحانه، فضلا عن تشبيهه بخلقه، سبحانه وتعالى وجلَّ وتقدس.
فهل يكون قد "سبَّحَ الله تعالى" ونزَّهَهُ حين يقولها بلسانه، لكنه يفري في أعراض الناس فريًّا وينتهك محارم الله تعالى كلَّما خلا، فهل هذا يؤمن بأنَّ الله تعالى {يسمع ويرى}، وينزِّه سمعه وبصره عن أن تضعف دون فعله أو تقصُر دون قوله.. {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}[النساء:108]، { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}[الزخرف:80].
هل سبَّح الله تعالى ونزّهَهُ من يقول بلسانه "سبحان الله" بينما يرتمي في مستنقعات الفتن وعلى بلاط الملأ؛ خوفًا من الفتنة-زعموا- و التهلكة؟! {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}[التوبة:49]، أو خوفًا من عذابهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ}[العنكبوت:10].
هل سبَّح الله تعالى ونزَّهَهُ وقدَّسه من يقول بلسانه صباح مساء "سبحان الله" ثم هو يتشبَّه بالله تعالى، فيجعل مِن نفسه إله يعلم الغيب بشعوذة أو كهانة أو تنجيم؟!: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}[النمل:65]، {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}[الحج:29].
هل سبَّح الله تعالى ونزَّهَهُ من يردد بلسانه مع النَّفَسِ "سبحان الله" ثم هو يتشبَّه بالله سبحانه، فيجعل من نفسه ربًّا وإله حاكمًا، يشرع للعباد دينًا لم يأذن به الله، فيُخضِعهم له، ويُجري عليه أعراضهم وأغراضهم؟! وما الحكم إلا لمن يصح أن يكون إلهً، له الحكم شرعًا: {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57)}[الأنعام]، وله الحكم قَدَرًا: {وَقَالَ يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}[يوسف:67]، فالحكم توحيد، والتلبس به مِن قِبل البشر شرك، وعبادة للذي شرع: وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[القصص:70]، { وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[القصص:88]، وليس مع الشرك تنزيه، ولا يصح معه تسبيح!
هذه تسبيحة، يظنها الناس قولا باللسان، ولكنها على عقيدة أهل السنة: قول باللسان، واعتقاد بالجَنان وعملٌ بالجوارح والأركان.. وعليها فقس وعلى منوالها فانسج.
وهل بقي لأهل الإرجاء موضع قدمٍ يُذيعون منه في الأمة أن الإيمان العقد والقول فحسب؟!
جرى على ألسنة المؤمنين قول كلمة "سبحان الله" كلما أُعجبوا بشيءٌ أو تحيَّروا فيه أو تعاظموا... ولكنَّ الكثيرين يظنونها كلمة باللسان، وربما تأثًّرًا بالجَنان... غير أنه كلمة كلها عملٌ، حتى يصدق أن الإيمان قولٌ وعملٌ واعتقاد، وأن العمل ركْنٌ فيه.
وهذه "سبحان الله" تعني تنزيه الله تعالى عمَّا لا يليق به، من وصفه بما لا يليق، أو نفي صفه عنه ثبتت له، أو التشبُّه به فيما يختصُّ به سبحانه، فضلا عن تشبيهه بخلقه، سبحانه وتعالى وجلَّ وتقدس.
فهل يكون قد "سبَّحَ الله تعالى" ونزَّهَهُ حين يقولها بلسانه، لكنه يفري في أعراض الناس فريًّا وينتهك محارم الله تعالى كلَّما خلا، فهل هذا يؤمن بأنَّ الله تعالى {يسمع ويرى}، وينزِّه سمعه وبصره عن أن تضعف دون فعله أو تقصُر دون قوله.. {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}[النساء:108]، { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}[الزخرف:80].
هل سبَّح الله تعالى ونزّهَهُ من يقول بلسانه "سبحان الله" بينما يرتمي في مستنقعات الفتن وعلى بلاط الملأ؛ خوفًا من الفتنة-زعموا- و التهلكة؟! {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}[التوبة:49]، أو خوفًا من عذابهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ}[العنكبوت:10].
هل سبَّح الله تعالى ونزَّهَهُ وقدَّسه من يقول بلسانه صباح مساء "سبحان الله" ثم هو يتشبَّه بالله تعالى، فيجعل مِن نفسه إله يعلم الغيب بشعوذة أو كهانة أو تنجيم؟!: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}[النمل:65]، {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}[الحج:29].
هل سبَّح الله تعالى ونزَّهَهُ من يردد بلسانه مع النَّفَسِ "سبحان الله" ثم هو يتشبَّه بالله سبحانه، فيجعل من نفسه ربًّا وإله حاكمًا، يشرع للعباد دينًا لم يأذن به الله، فيُخضِعهم له، ويُجري عليه أعراضهم وأغراضهم؟! وما الحكم إلا لمن يصح أن يكون إلهً، له الحكم شرعًا: {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57)}[الأنعام]، وله الحكم قَدَرًا: {وَقَالَ يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}[يوسف:67]، فالحكم توحيد، والتلبس به مِن قِبل البشر شرك، وعبادة للذي شرع: وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[القصص:70]، { وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[القصص:88]، وليس مع الشرك تنزيه، ولا يصح معه تسبيح!
هذه تسبيحة، يظنها الناس قولا باللسان، ولكنها على عقيدة أهل السنة: قول باللسان، واعتقاد بالجَنان وعملٌ بالجوارح والأركان.. وعليها فقس وعلى منوالها فانسج.
وهل بقي لأهل الإرجاء موضع قدمٍ يُذيعون منه في الأمة أن الإيمان العقد والقول فحسب؟!
تعليق