إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التعصب الحزبي داء له دواء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [هام] التعصب الحزبي داء له دواء




    قال تعالى:


    (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
    سورة آل عمران: الآية (103)



    أولاً : مفهوم التعصب الحزبي:



    التعصب ظاهرة اجتماعية لها بواعث نفسية شتى [1]، وقد تساعد على تنميتها دوافع فكرية أو سياسية أو ثقافية أو دينية ... الخ، ولعل من أبرز صور التعصب الفكري اليوم هو التعصب ضد المسلمين، فباتوا يصفون المسلمين بالمتعصبين، وكلما ازداد المسلمين تمسكاً بتعاليم دينهم انكال أعداء الإسلام عليهم باصطلاح أشد تعصباً فوصفوهم بالمتعصبون أو المتشددون أو المتزمتون وأخيراً المتطرفون إلى غيرها من الألفاظ التي تشوه صورة الإسلام والمسلمين وتسعى لإحداث الفرقة بين أبناءه.


    ولكي يتضح المقصود بالتعصب الحزبي الوارد في عنوان هذه الورقة، يجدر بنا تحليل مفردات العنوان للتعرف على مضمون التعصب الحزبي، أما التعصب فيأتي في اللغة بمعنى الشدة يقال لحم عصب: صلب شديد، وأتعصب أشتد، والعصب: الطي الشديد، وعصب رأسه وعصبه تعصيباً: شده واسم ما شد به العصابة، ومنه قوله عز وجل (هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) [2] أي شديد ، والتعصب من العصبية والعصبية أن يدعو الرجل إلى نصرة عصبته والتألب معهم على من يناوئهم ظالمين كانوا أو مظلومين[3].


    واصطلاحاً فهو التشدد وأخذ الأمر بشدة وعنف وعدم قبول المخالف ورفضه والأنفة من أن يتبع غيره ولو كان على صواب، وهو نصرة المتعصب لقومه أو جماعته أو من يؤمن بمبادئه سواء كانوا محقين أم مبطلين، وسواء كانوا ظالمين أو مظلومين[4].


    أما الحزب، وجمعه أحزاب : يعني كل طائفة أو جماعة جمعهم اتجاه نحو غرض واحد سياسياً كان ذلك الغرض أو غير سياسي، وغلب حالياً إطلاق مصطلح الحزب على التنظيم الذي يجمع جماعة من الأفراد تشترك في تصور واحد لبعض المسائل السياسية، وتكون رأياً انتخابياً واحداً [5]، والتحزب يعني انتظام الناس في أحزاب، ويمكن أن يشتق منه أيضاً حزبي أو حزبياً أي ينتمي لجماعة معينة.


    ويرى الكاتب أنه يمكن تعريف التعصب الحزبي بأنه: المبالغة الشديدة في مناصرة طائفة أو حزب معين والدفاع عنه – بغض النظر على حق كان أم باطل- والرفض الشديد لأي من الأفكار التي تعادي دستور أو مبادئ الحزب، وتقديم الولاء المطلق لقادته.
    هل التعصب الحزبي محمود أم مذموم؟
    اتجه البعض[6] إلى أن التعصب في حد ذاته لا يعد سلوكاً مذموماً مادام هنالك ضوابط، بمعنى لا يعاب على صاحبه بل هو من صميم إيمانه طالما كان الموصوف به خادماً مطيعاً وراعياً أميناً لوطنه وأمته ومبادئ دينه، فالأولى بالمسلم أن يكون تعصبه في إطار الحق دون انزلاق تجاه الشهوة أو الغنيمة أو السلطة أو الجاه.


    وبذلك فإن أنصار هذا الاتجاه يرون أن التعصب الحزبي لا يعد في حد ذاته سمة سيئة، طالما أن هنالك إيمان بأفكار هذا الحزب وطالما أن الهدف من وراء هذا التعصب هو هدف يحقق مصلحة وطنية كبرى، وليس مآرب شخصية، فمتى تحول هذا التعصب وسيلة لتحقيق غاية ذاتية كان التعصب ممقوتاً مذموماً.


    ويرى الكاتب أن هذا التبرير ما هو إلا وسيلة لتجميل صورة التعصب لوصفة بما لم يتصف به، وهي محاولة للتزيين بغرض إقناع أعضاء الحزب الواحد بأن يؤمنون به من أفكار قد تنزهت عن الخطأ، وبالتالي تُعْصِب أعينهم عن الرؤية السليمة للحقائق، وتُعْصِب قلوبهم عن الإدراك بأنهم قد وقعوا – دون وعي - في شباك التعصب الحزبي.


    كما أن ذلك يخالف ما جاءت به الشريعة الإسلامية باعتبارها – بلا شك - مرتكزة على الإيمان بمشروعية التعدد في الآراء والتوجهات، فالمجتمعات التي تعتمد مشروعية "التعددية الفكرية" هي التي تعتمد تعددية التنظيم والانتظام في الأحزاب[7] ، وهذا ما أكده الإسلام عند التحدث عن وحدة "الدين" من لدن آدم إلى محمد، وعبر كل الرسل والأنبياء ، عليهم الصلاة والسلام ، فإنه قد تحدث عن التعددية في "الشرائع" لأمم الرسالات، فقال تعالى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [8]، وأكد التعدية أيضاً قوله تعالى (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) [9]، فالدين واحد، أزلاً وأبداً، والشرائع متعددة، أزلاً وأبداً، كذلك فهنا وحدة، وتعددية في إطار الوحدة [10]، وبالتالي فإن التجربة السياسية الأولى لدولة الإسلام قد شهدت من "المؤسسات" ما "يشبه" التمايز التنظيمي – لا الحزبي – على نحو من الأنحاء.




    التعديل الأخير تم بواسطة أبوالدرداء إبراهيم; الساعة 31-01-2015, 11:07 PM.
    رحمك الله يا أمي
    ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
    وظني بكـَ لايخيبُ

  • #2
    رد: التعصب الحزبي داء له دواء (ينقل للحوار)

    ثانياً: التعصب الحزبي يمزق النسيج الوطني:


    1. التعصب الحزبي من أسباب انحصار الفكر لمحور واحد فقط وحجر التفكير فيه، فتورث ضيق الأفق ويصبح الإنسان مبرمجاً على التلقي من مصدر واحد فقط، فمتى زال هذا المصدر وانكشف المتعصب على العالم وجد نفسه جاهلاً بكل شيء إلا بما أراد له حزبه أن يعرفه من أوامر صماء - دون مناقشة أو إعمال عقل - و بالتالي يكون قد عزل نفسه عن العالم وعن البحث عن الحقيقة، (الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها) [12] والتعصب الحزبي يعطل العمل بهذا الحديث الشريف
    2. يورث التعصب الحزبي الهيمنة الفكرية و عدم إعطاء الحرية لأفراد الحزب، بل إن الأمر قد وصل بهم أن حزباً منهم يفرض على كل فرد من أفراد الحزب أن يتبنوا أي رأي يتبناه الحزب مهما كان هذا الرأي لا قيمة له من الناحية الإسلامية . وإذا لم يقتنع ذلك الفرد برأي من آراء الحزب، فُصل ولم يعتبر من أعضاء هذا الحزب، وبذلك يعودون إلى ما يشبه اليهود والنصارى في إتباعهم لأحبارهم ورهبانهم في تحريمهم وتحليلهم" [13] قال الله تعالى: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [14].


    3. الأحزاب السياسية والتكتلات الوطنية لا تعفى من الخطأ، (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) [15] ويتفاوت حجم الخطأ من حزب لآخر كما يتفاوت إدراك الخطأ من فرد إلى أخر، وتختلف حدة الخطأ باختلاف درجة التعصب، وبالتالي يتركز الانشغال في نبش أخطاء الآخرين و فضحها، والتشهير بها دونما إدراك لشناعة التشهير الذي قد يفوق خطأ الحزب المتعصب موضوع التعصب، بل يصل أحياناً إلى حد الاتهام بالخيانة أو الكفر وهذا من أهم أسباب تفتيت اللُحْمَة الوطنية.


    4. التعصب الحزبي يولد الكراهية ويطفئ نور التسامح، يقول رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (وكونوا عباد الله إخوانا) [16] فالتعصب الحزبي يتنافى مع تحقيق مضامين هذه الآية الكريمة سيما وأنه مضاداً للتسامح الذي يحافظ على وحدة الشعب، سيما وأن المتعصبون لحزبهم يعادون كل من لم ينضم لحزبهم، وكم أثارت دهشتي تلك العبارة لأحد الأشخاص المسئولين حينما زاد في إيقاد نار الفتنة والتعصب قائلاً: "من لم يكن معنا فهو علينا" · وهذا
    - بالطبع - لا يحقق حديث رسول الله القائل: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [17].


    [1] زيور، مصطفى، سيكولوجية التعصب، دراسات تربوية، المجلد السادس، ج 32 ، 1991، ص 7.
    [2] سورة هود: الآية (77)
    [3] الدمخي، عادل، التعصب "مظاهره – أسبابه – نتائجه - البعد الشرعي"مقال منشور، 2005، البوابة الإسلامية، www.islam.gov.kw
    [4] المصدر نفسه.
    [5] قنا أون لاين، الحزب في المفهوم الإسلامي، http://www.qenaonline.com
    [6] أبو جامع، محمد، حقيقة التعصب عند المتعصب، البيادر السياسي، العدد 384، 1990م ص 51.
    [7] الحزب في المفهوم الإسلامي، مرجع تقدم ذكره.
    [8] سورة الشورى: الآية (13).
    [9] سورة المائدة: الآية (47).
    [10] المصدر نفسه.
    [11] عدوان، عاطف، دراسات في القضية الفلسطينية، الطبعة الرابعة، 2006م، ص 168 – 175.
    [12] رواه الترمذي وابن ماجة.
    [13] الشامي، إياد محمد ، التعصب للأحزاب و الطوائف سلبياته ، أسبابه ، سبل علاجه كما يراها الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة صيد الفوائد، النسخة الإلكترونية، http://www.saaid.net/
    [14] سورة التوبة: الآية (31).
    [15] رواه الترمذي.
    [16] رواه مسلم.
    [17] رواه البخاري ومسلم.

    رحمك الله يا أمي
    ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
    وظني بكـَ لايخيبُ

    تعليق


    • #3
      رد: التعصب الحزبي داء له دواء (ينقل للحوار)

      ثالثاً: (داء التعصب الحزبي) أسبابه والعوامل المساعدة على انتشاره:


      يرى الشيخ الألباني أن هناك سبباً رئيساً أدى إلى ظهور التعصب للأحزاب والجماعات والطوائف يتمثل في عدم تبني الكتاب والسنة و نهج السلف الصالح نظاماً و منهاجاً عملياً [1]، وقد أوضح هذا الأصل في حديثه عن الأحزاب الموجودة اليوم أو الجماعات القائمة على الأرض الإسلامية التي تعددت مناهجها و اختلفت نظمها اختلافاً كبيراً، وهنالك شواهد عدة تساهم في إحداث التعصب الحزبي وتساعد على انتشاره، منها:


      1. تضخم الذات:
      يقول الحق جل في علاه (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَاد) [2] هذا ما قاله فرعون، فتلك الذات المتضخمة قد تكون ذات الشخص أو ذات الجماعة أو ذات الدولة، أما الشخص فيضخم ذاته بجمع الأنصار المقربين، ويغدق عليهم ليضمن ولائهم وتأييدهم، وينتفع بخدماتهم، وهم بدورهم ينتفعون بوعوده، وهذه الظاهرة تنشط عند العمل على إحداث اتجاه أو تيار داخلي في الحزب بغرض الانشقاق أو الضغط على قيادة الحزب للتحكم بمقود الحزب، أما ذات الجماعة فهي دائرة أوسع يتجلى التعصب الحزبي فيها عندما يكون الصراع بين عدة أحزاب للظهور على الساحة الوطنية والفوز بقبول شعبي أو خلال معركة انتخابية لتحقيق غايات الحزب، ويصل تضخم الذات في أوسع دوائره إلى ذات الدولة التي ساد فيها حزباً سياسياً ومنع أي من الأحزاب الأخرى من الظهور، فترى الدولة حزب واحد وما سوى هذا الحزب محارب مرفوض.


      2. الجهل والتخلف المعرفي:
      كم هو مؤلم ذلك المشهد – الذي بات سائداً في مجتمعنا عندما ترى المتعصب يتناحر حول فكر حزبه وهو لا يعي حتى فتات ما يحويه الحزب من أفكار، فإن حاججته بالمنطق أو العقل السليم وأظهرت الحجة والدليل سرعان ما يظهر لك المبررات ويتحول من موقف المهاجم إلى موقف الدفاع، ثم ينسحب إن تكشفت له الحقائق، ولا يزال في تعصبه وهذا يدلل على سواد الجهل بالآخر وعدم توسيع المدارك بمعرفته والإطلاع على ما يؤمن به، وحسبنا أن نقول: إن الهجوم على الإسلام اليوم ومحاربته من كثير من الشعوب الغربية هو بسبب الجهل بمبادئه وعدم معرفته على الحقيقة، هذا مع التشويه وإلقاء الشبهات المتعمد وغير المتعمد من وسائل الإعلام وغيرها.

      3. الغلو والمبالغة في تقديس البشر والقادة:
      قال تعالى: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ) [3] يصل هذا التقديس والغلو إلى حد إضفاء صفة العصمة والقداسة مما يؤدي إلى التعصب لقائد الحزب، ولعل بعض الشخصيات الحزبية التي نشطت كقادة واستطاعت أن تؤثر في جماعات الحزب قد جعلت أعضاء الحزب يتعصبون لشخص القائد وليس فقط للحزب، فيقول مثلاً أنا فلاني بتسمية اسم قائد معين، وهنا يكون هذا القائد قد بدأ باتخاذ منحى معين لتكوين أنصار يمكن من خلالهم أن يحقق مآربه ويقوي نفوذه في الحزب ويستحوذ على مؤيدي الحزب، ويضمن ولائهم له شخصياً في حال الرغبة في إحداث تغيير قسري بعيداً عن قيادة الحزب، وهذا ما لم يتواجد مطلقاً في منهاج الأحزاب الإسلامية على سبيل المثال ولعل موقف أبو بكر الصديق بعد وفاة المصطفى عليه الصلاة والسلام خير شاهد على ذلك حين قال: من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.

      4. الانغلاق على الذات وضيق الأفق:
      من أخطر الأعراض المرضية للتعصب الحزبي انغلاق الأحزاب على ذاتها، فلا تسمع إلا لنفسها وتمنع أتباعها من الاستماع لغيرها، وكثير من الأفكار المتطرفة والمتعصبة تنشأ في الأوكار السرية وسراديب الظلام في أجواء مغلقة تعلِّم الإرهاب ورفض الآخر والعنف الموجه وتكفير المخالف، وتستخدم وسائل غير مشروعة في تحقيق ذلك من خلال التضليل بالشعارات الرنانة والكلام المنمق الجميل، أو بعروض بهلوانية براقة لا يفهم الكثير من المنقادين تجاهها المضامين الأخرى التي تحتويها بين طيات مفرداتها، فلا يستيقظون من غفلتهم إلا بعد التورط في أعمال فظيعة بغرض خدمة الحزب وذلك بعد فوات الأوان.


      5. التحزب التنشئة الاجتماعية:
      إن النشأة في أسرة تميز ضد اللون أو الجنس أو القبيلة والجماعة أو الفكر وتغذي روح التعصب والتطرف ضد الآخر تنتج لنا أناسا متعصبين ومتحجرين ومتطرفين [4] فالأسرة التي هي نواة المجتمع تؤثر في تنشئة المجتمع بشكل مباشر الذي وقد يغلب علي التعصب.

      وأحياناً يكون التعصب للحزب داخل الأسرة أو العائلة، فتجد العائلة التي جمعها الروابط الفطرية القوية قد تفككت استجابة لنداءات الحزب، أو قد تجد العكس عندما يفقد الحزب دوره في السيطرة على مؤيديه عند الاحتكام لقرار الأسرة أو سلطة العائلة، وهذا يمكن حدوثه في العائلات الكبيرة – نووية كانت أم ممتدة – ما دام شخصية القائد – كبير العائلة – لا زال يتمتع بالسلطة والقوة والاحترام والولاء في إنفاذ قراره.

      6. الفهم الديني الخاطئ:
      لا شك أن الانحراف في فهم الدين من أسباب التعصب الرئيسية فالتعصب الصليبي ضد المسلمين كان ناتجا من فهم خاطئ لمبادئ الدين النصراني، والتعصب المذهبي الذي أدّى إلى رفض الآخر في الإسلام كان ناتجاً من فهم خاطئ لإتباع العلماء، والفهم الديني الخاطئ في مجتمعنا كان السبب الأوثق في محاربة أبناء الأحزاب مع بعضها البعض، ولجوئها إما للتكفير أو الوصف بالخوارج أو الشيعة وغيرها من الشواهد التي مجرد النطق بها قد يضع الناطق في وزر يفوق بكثير جرم الحزب الآخر، بل قد يخرجه من ملة الإسلام دون جرم يستدعي ذلك، يقول : (إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر! فقد باء بها أحدهما؛ فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه) [5].
      7. غياب أخلاقيات التعامل مع الحزب المخالف:
      إن العدل والإنصاف والتجرد والتعايش مع الأحزاب الأخرى - رغم الاختلاف - والثناء عليها بما أصابت والدفاع عنها إذا ظُلمت وتطاول عليها الآخرون بغير حق وغيرها من الأخلاقيات، تجعل الصورة تجاه المخالف تتغير بدلاً من الإنزال منزلة العدو الخصم، وإلا فالنتيجة نمو أمراض اجتماعية كالحقد والكراهية والبغضاء، وهنا يبات الكره الشعبي عملاً شعاره التعصب الحزبي.


      8. العوامل الخاصة بالتركيبة المجتمعية:
      تلعب التركيبة المجتمعية دوراً هاماً في تهيئة عوامل استفحال التعصب الحزبي، سيما إن احتوى المجتمع خليطاً من الأعراق، أو تفشت فيه الطبقية، واستكمالاً لما تقدم من أعراض داء التعصب الحزبي جدير بالذكر أن يخصص محوراً لمناقشة منظومة العوامل الخاصة بالتركيبة المجتمعية كعوامل مساعدة للعوامل السابقة، تختلف في تأثيرها حسب حدتها، ولعل من أبرز ملامح التركيبة المجتمعية التي ساد فيها التعصب الحزبي ما يلي:

      *أ- الجهل وعدم وجود فرص الاتصال بين الأحزاب المختلفة، فقد أثبتت الدراسات الميدانية أنه كلما زادت معرفة الفرد بالحقائق و المعلومات عن الجماعات موضوع التعصب قلت حدة النزعات التطرفية تجاهها، وتتفطن الأحزاب لهذه الحقيقة عندما تطلب من أنصارها عدم الخوض في حوار مع أحد من الأحزاب الأخرى، أو أن تسمح لهم بالتعرف على بعض الحقائق وليس كلها من جعبة الحزب موضوع التعصب وليس من مصادر الحزب الآخر.

      *ب- حجم ونمو الأقلية موضوع التعصب، فكلما زاد حجم الأقلية و معدل نموها يزداد التعصب تجاهها، فتزداد حدة التعصب تجاه الأحزاب الجديدة مثلاً، وبمجرد قدرتها على لفت انتباه الجمهور بتقديم برنامجاً نوعياً يترجم بوقائع عملية يسود الصمت الجماهيري الحذر، ثم يبدأ الحزب بتلقي القبول وكسب التأييد تدريجياً.

      *ج- تزداد الاتجاهات التعصبية تجاه الآخرين عند وجود أخطار خارجية تهدد جماعة داخلية ما.

      *د- يزداد التعصب مع وجود تباين بين الجماعات التي تكون المجتمع، فالمجتمع المتجانس يقل به التعصب مقارنة بالمجتمعات التعددية ، فدول شمال أوروبا متجانسة وهي أقل تعصبا عن غيرها حتى تلك التي ربما تفوقها في مستوى المعيشة مثل الولايات المتحدة [6]، ويزداد التعصب كلما كان هذا التباين مركبا ، سيما عندما يكون هناك تعدد ديني مرتبط بتعدد عرقي، كما هو الواقع في العراق اليوم.

      *ه- يزداد التعصب في المجتمعات الفقيرة خصوصاً تلك المصحوبة بتغيرات اجتماعية سريعة، سيما إن سادت الأفكار النمطية الجامدة السلبية تجاه الآخر، وبالتالي تزيد من حجم التعصب تجاهه.

      *و- العوامل الثقافية مثل الإعلام تلعب دورا كبيرا في تزكية الاتجاهات التعصبية .

      *ز- تلعب العولمة الثقافية دورا مزدوجا فمن جانب تزيد من التواصل الثقافي بين التجمعات البشرية المختلفة، و لكنها أيضا تؤدي إلى نمو إحساس الثقافات الأضعف ماديا بأنها معرضة للضياع والذوبان في غيرها ،و بالتالي تزيد من الاتجاهات الأصولية والتعصبية تجاه الثقافات الأقوى .


      وبدراسة هذا المحور يتضح أن غالبية العوامل المذكورة آنفاً قد تسببت بشكل مباشر في تهيئة ظروف ملائمة لنمو فيروس التعصب الحزبي في الجسد ، فهو بحاجة إلى علاج متكامل خلال فترة محددة وبوسائل وأدوات ملائمة للقضاء على هذا الفيروس، أو على الأقل حوصلته حتى لا ينشط الآن مرة أخرى، وهذا الأمر لا يعد مستحيلاً، فأكثر الأمراض المعدية فتكاً يوضع مصابيه في العزل - كإجراء أولي - حتى لا تنتقل العدوى لغيرهم، وإن أصيب عضواً بالأكلة وجب بتره حتى لا يصاب الجسد كله.

      رحمك الله يا أمي
      ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
      وظني بكـَ لايخيبُ

      تعليق


      • #4
        رد: التعصب الحزبي داء له دواء (ينقل للحوار)

        رابعاً: (الوقاية والدواء)... كيف نعالج التعصب الحزبي؟
        لقد بحثت في الكتب المتخصصة بالدراسات الاجتماعية، وتنقلت بين اسطر صفحات كتب السياسة وقضيت وقتاً في التكفير والتحليل باحثاً عن تجارب مختلفة لشعوب وجماعات يمكن تقديمها كعلاج أو نصيحة فوجدت الكثير، وبدأت بتدوينها إلا أنني لم أجد موجزاً متكاملاً أفضل مما جاء به الدين الإسلامي الحنيف، فوجدت نفسي عاجزاً عن المضي قدماً في كل ما جمعت من الكتب الأخرى، وعاودت البحث مرة أخرى في المنظومة الإسلامية التي وجدتها قد اختصرت على الطريق كثيراً لأضع هذا الدواء أمام القارئ عسى أن ينتفع به.
        دعى الدين الإسلامي الحنيف إلى نبذ التعصب فقال تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [7] قد بين المولى عز وجل في الآية صورة من صور الجاهلية تميزها العداوة، وأوضح أثر التربية الإسلامية في التآخي والتحاب ، وبينت الآية الكريمة أن هذا التآخي قد أنقذ المسلمين من النار التي أوشكوا بتعصبهم أن يقعوا فيها، ولم يقتصر المنهج الإسلامي التربوي على هذا الحد بل وضع أيضاً رادعاً ينهى عن الفرقة فقال تعالى (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [8] والدين الإسلامي قد نبذ التعصب حينما حث على ترك الفرقة والاختلاف وتوعد المولى عز وجل من يفعل ذلك بالعذاب العظيم.


        التعصّب الحزبي ليس مرضاً وراثياً لا شفاء منه ولكنه ظاهرة اجتماعية تُكتسب، تساهم البيئة المحيطة في تعلمه، وبالتالي يمكن أن يتعلم المتعصب لحزبه كيف يهذب ذاته بالتساهل والتسامح، وقد دلت الكثير من البحوث والدراسات [9] على أن الشعوب والجماعات تتغير اتجاهاتها عبر الأجيال، كما تتغير أنماط التفكير لديها، فالإنسان كائن يتعلم باستمرار، لكن الخلاص من العيوب لا يتم عن طريق المصادفة، وإنما عن طريق القصد والتخطيط والمجاهدة.
        و للتخلص من أي ظاهرة نحتاج إلى تركيز الضوء عليها، بل نحتاج في الحقيقة إلى تشريحها، وظاهرة التعصّب الحزبي معقدة كونها تقوم على عقائد وأفكار ومفاهيم راسخة ومترابطة أقرب للمنطق العقلاني عن سواه.
        وتجدر الإشارة إلى أن علاج التعصب لا بد أن يتناول محورين أساسيين، فالأول يقوم على مبدأ الوقاية من التعصب، وهو ما تم التعارف عليه في هذه الورقة بالتعصب الحزبي المضاد، كونه حقنة في وريد الدم لتمنع تجلطه بفتن التعصب الحزبي، أما المحور الثاني فيتناول عقار مجرب ذو تأثير فعال لعلاج ما أصيب من الجسد بداء التعصب الحزبي، ويمكن تلخيص كبرنامج وقاية وعلاج على النحو التالي:


        [1] الشامي، مرجع تقدم ذكره.
        [2] سورة غافر: الآية (29).
        [3] سورة التوبة: الآية (31).
        [4] الدمخي، مرجع تقدم ذكره.
        [5] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، ورواه الإمام مالك في الموطأ.
        [6] الدمخي، مرجع تقدم ذكره.
        [7] سورة آل عمران: الآية (103).
        [8] سورة آل عمران: الآية (105).
        [9] أحمد، مهند، التسامح والتعصب، منظمة الحوار المتمدن ، العدد (2092) ، 7/11/2007م، http://www.ahewar.org/



        المحور الأول: الوقاية ...التعصب الحزبي المضاد:
        درهم وقاية خير من قنطار علاج، فالوقاية تكون بتجميع المسلمين كلهم على الكتاب والسنة، كمال ذكر ذلك الألباني[1]، واستدل بقوله تعالى: (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[2]، وقول النبي : (يد الله مع الجماعة) [3]، و كما قال النبي : ( فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية) [4].
        إن اصطلاح التعصب مذموماً ومضاده في التربية الإسلامية التكتل كما وصفه الشيخ الألباني ، وهو ما يقدمه الكاتب بالتعصب الحزبي المضاد، وفي هذا السياق يقول الشيخ الألباني: نحن نريد بالتكتل أن يتعاون المسلمون على فهم الكتاب والسنة و على تطبيقه في حدود استطاعتهم و نريد من هذه الكلمة ما يراد من كلمة الحزبية في العصر الحاضر [5] .
        إن التعصب الحزبي المضاد هو دعوة وقائية حيث يقدم الولاء المطلق والانتماء للدين الإسلامي، والدفاع عنه بشتى السبل، وإعطاء الولاء المطلق لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام ولصحبه الكرام، وقبول كل ما جاء في مصادر التشريع، فالدين الإسلامي عارٍ عن القصور أو النقص، هذا فقط هو التعصب الحزبي المحمود لأنه تعصباً لدين أتمه الله عز وجل - ولا شك أنه عارٍ عن النقص - فلقد أتم الله عز وجل هذا الدين، وقد جاءت الرسالة النبوية خاتمة للأديان وشاملة لجميع الأجناس وقد استطاعت النظم الإسلامية بثباتها ومرونتها أن تتناسب مع كل متطلبات العصر ومستجداته، فلن نجد أتم من المنهج الإسلامي التربوي منهلاً للوقايةً نستقي منه سبل العلاج التي تضاد ما سواه.


        المحور الثاني: علاج التعصب الحزبي:
        كانت مرحلة الوقاية - التي تقدم ذكرها – بمثابة المرحلة الأوْلَى إتباعاً، وما دام هذا الداء قد أصاب الجسد الوطني فلا ذود عن علاجه من خلال ما يلي:
        1. ترسيخ مبدأ حرية الرأي وتقبل الأفكار الحزبية المختلفة بين الناس:
        فالرأي يختلف من إنسان إلى آخر تجاه نفس الموضوع، ولا يُغيَّر بالقوة أو بالإكراه، كما أن الفرد الواحد قد يغير رأيه تجاه واقعة معينة بناءً على كم ونوعية المعلومات التي يحصل عليها ودرجة موثوقيتها وتوقيت تلقيها، وبالتالي فإن المرونة في تقبل أفكار الآخرين هو أول خطوات العلاج سيما وأنها تعالج آراء ليست بقوانين أو عقائد، وإنما هي أفكار تحتمل الصواب والخطأ، ويمكن أن نساهم في تعزيز الصائب منها وتوضيح الخطأ بأسلوب حضاري يستند للحجة والبرهان دونما تجريح أو تشهير، وانتهاج الحوار وتبادل الأفكار كأسلوب أوحد في مناقشة القضايا والمشكلات التي تثير التعصّب الحزبي.


        2. تعزيز قيم الإخاء والتسامح ونبذ العداوة
        من خلال غرس هذه القيم بين جميع أطياف المجتمع بدءاً بالتعليم في كافة المراحل الدراسية وحتى الجامعية، وتكثيف حملات التوعية من خلال المنابر الحرة ودعاة الفضيلة من الشخصيات الاجتماعية المقبولة لتعزيز هذه القيم الأخوية وتوضيح مدى تأثيرها في حفظ لُحْمَة النسيج الوطني ، وتسليط الضوء على الآثار السلبية التي سبّبها التعصّب الحزبي؛ إذ إن كثيراً من الذين يتعصّبون لأحزابهم ضد غيرها يؤمنون بالعدل والمساواة وكرامة الإنسان، وهم من وجه آخر، يحبون من غيرهم أن يعاملهم على أنهم بشر أسوياء محترمون، لكنهم لا يفعلون ذلك مع الآخرين، إن توعية الناس بهذه المعاني على نحو مستمر، قد تساعد فعلاً في تخفيف غلو التعصّب للحزب.


        3. معالجة التعلق المذموم بالشخصيات الرمزية للأحزاب:
        إن معالجة المبالغة في أمعية إتباع الشخصيات الرمزية للأحزاب يعد مقصداً أساسياً ودعوة للتفكر في كل ما يصدر أو ما قد صدر عن هذه الشخصيات من أفعال وأقوال دون إعمال عقل أو تفكير، فقبول الأفكار دون مناقشتها وكأنها دستوراً لا يحتمل النقاش أو الطعن، والخروج من دائرة البرمجة الفكرية إلى البحث والتحري والمناقشة والإثراء يعد عاملاً أساسياً في زيادة الوحدة ضد التعصب الحزبي وذلك حتى تزداد الأفكار الصائبة رسوخاً و ترد الخاطئة على أصحابها.
        4. توحيد الجهود الوطنية لمواجهة التعصب الحزبي:
        بوضع القضية على سلم الأولويات في غايات جميع الأحزاب بتشكيل مجلس أو لجنة تحتضن جميع الأحزاب لتضع برنامجاً مشتركاً متوافقاً يوحد الخطاب الوطني لكافة ممثلي القوى الفلسطينية، ويخدم مشروع فلسطين كوحدة واحدة وتقريب وجهات النظر بين الاتجاهات المتشاحنة والمتباعدة، والعمل على استيعابها واحتوائها وطنياً، فنظريات التفوّق العرقي والتي سادت فترة طويلة من الزمان قد انتهت[7]، وعادت الأمم المتحضرة إلى المعيار الإسلامي في التفاضل، وهو الاستقامة والنفع العام والتفوّق في الأداء، وصار من الواجب علينا نشر هذا المعنى على أوسع نطاق.


        5. التربية والتعليم على الحب ونبذ الكراهية بين أبناء الشعب :
        فالشعب يوحده ويجمعه أكثر ما يفرقه، وكفى بالدين الإسلامي محوراً لهذه الوحدة، التي تجاوزت وحدة اللغة والعرق والمنشأ، وبالتالي لا بد من تحقيق مبدأ التحاب والتآخي والتربية على نبذ الكراهية وصب جل اهتمام وتنشئة الأبناء على استرداد الحقوق والأراضي المسلوبة من العدو الصهيوني الغاصب، ونبذ الطائفية في المواطنة والهجرة، أو القبلية والعشائرية والحمية العائلية، وللتعليم الدور الأساسي في التخفيف من مشاعر التعصّب عن طريق الاتصال الفعّال، وقد قامت بعض الدول [8] التي تعاني من العنصرية بإتباع سياسات تعليمية بنّاءة في هذا المجال.


        6. ترسيخ مفهوم المسئولية عن الرأي الحزبي:
        وذلك بعدم تجاوز الحدود في التعامل مع الناس نتيجة التعصب الحزبي للمبادئ والآراء، والبدء بتصنيف الناس حسب انتماءاتهم الحزبية، وأن يكون كل شخص يصدر رأياً أو حكماً مسئولاً عنه من الناحية الأخلاقية، ويتحمل مسئولية خطأه أو ما يترتب عن أخطاؤه، أمام الحزب الذي ينتمي له وأمام الشعب كافة.


        7. تعزيز مبدأ الانفتاح على فكر الأحزاب الأخرى:
        الانفتاح الإيجابي هو المطلوب، بالتعرف على حقيقة الأحزاب الوطنية كما تقدم هي أفكارها ، وليس من إناء الحزب الذي ينتمي له المقيم، فالانفتاح على الأحزاب والحوار الهادئ البناء يفسح المجال لأفكار وآراء جديدة، تساهم في التقليل من حدة التوتر الحزبي، وتجعل هذه الانتقادات محل انطلاق للتطوير الحزبي البناء، يدفع التعصّب في اتجاه العداوة والعزلة، ولهذا فإن كثيراً من التعصّب الحزبي – كما تقدم ذكره - سببه الجهل وضعف الاتصال، ومن هنا فإن علينا التفكير في الوسائل التي تساعد على الاتصال الفعال.
        المراجع:
        أولاً: القرآن الكريم
        ثانياً:الكتب والمراجع:
        1) ابو عبدالله مالك بن انس بن مالك بن ابي عامر بن عمرو بن الحارث ، 93 - 179 هـ الامام مالك (مؤلف)، محمود ابن الجميل (محقق)، الموطأ، مكتبة الصفا، القاهرة، مصر، 2001 .
        2) الألباني، محمد ناصر الدين، صحيح الجامع الصغير وزيادته (الفتح الكبير)، المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية، بيروت، لبنان، 1986.
        3) الألباني، محمد ناصرالدين الالباني (محقق) ، مشكاة المصابيح، ابو عبدالله ولي الدين محمد بن عبدالله الخطيب العمري التبريزي (مؤلف)، المكتب الإسلامي، بيروت، لبنان ، 1985 .
        4) عدوان، عاطف، دراسات في القضية الفلسطينية، الطبعة الرابعة، 2006م.
        ثالثاً: الدراسات:
        1) أبو جامع، محمد، حقيقة التعصب عند المتعصب، البيادر السياسي، العدد 384، 1990م.
        2) أبو دف، محمود، صيغة تربوية مقترحة لمواجهة ظاهرة التعصب الفكري بين المسلمين، ثقافتنا التربوية، ع 1 ، مارس 2007.
        3) عروسي، سهيل، التسامح / التعصب ، المجلة الثقافية، سبتمبر 2003م.
        4) مشتاق، حازم، نقد الثقافة العربية المعاصرة من فلسفة التعصب إلى التعصب المضاد، المجلة الثقافية، العدد 30 ، الأردن، 1993م.
        5) زيور، مصطفى، سيكولوجية التعصب، دراسات تربوية، مج 6 ، ج 32 ، 1991.
        رابعاً: المراجع الإلكترونية:
        1) قنا أون لاين، الحزب في المفهوم الإسلامي، www.qenaonline.com
        2) الدمخي، عادل، التعصب "مظاهره – أسبابه – نتائجه - البعد الشرعي"مقال منشور، 2005، البوابة الإسلامية، www.isla00055441m.gov.kw
        3) الشامي، إياد، التعصب للأحزاب والطوائف سلبياته، أسبابه، سبل علاجه كما يراها الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة صيد الفوائد، www.saaid.net
        4) أحمد، مهند، التسامح والتعصب، منظمة الحوار المتمدن ، العدد (2092) ، 7/11/2007م، www.ahewar.org/
        [1] الشامي، مرجع تقدم ذكره.
        [2] سورة الأنعام: الآية (153).
        [3] رواه النسائي وابن حبان وغيرهما وذكره الألباني في صحيح الجامع برقم 5934
        [4] رواه أحمد وأبو داود والنسائي ، و حسن الألباني في مشكاة المصابيح برقم 1067
        [5] الألباني : سلسلة الهدى والنور
        [6] أبو دف، محمود، صيغة تربوية مقترحة لمواجهة ظاهرة التعصب الفكري بين المسلمين، ثقافتنا التربوية، العدد الأول، مارس 2007، ص 14.
        [7] الدمخي، مرجع تقدم ذكره.
        [8] المصدر نفسه.

        رحمك الله يا أمي
        ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
        وظني بكـَ لايخيبُ

        تعليق

        يعمل...
        X