السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللحية حكمها فوائدها الأخذ منها وتقصيرها
أولاً: المقصود باللحى من الناحية اللغوية:
اللحية حكمها فوائدها الأخذ منها وتقصيرها
أولاً: المقصود باللحى من الناحية اللغوية:
(ل ح ي) اللِّحْيَةُ: الشعر النازل على الذقن والجمع "لحِىً"مثل سدرة وسدر، وتضمّ اللام أيضا مثل حليةٍ وحُلًى، و"التَحَى"الغلام: نبتت لحيته، و"اللّحْيُ"عظم الحنك وهو الذي عليه الأسنان، وهو من الإنسان حيث ينبت الشعر وهو أعلى وأسفل وجمعه "أَلْحٍ(1).
واللحى بكسر اللام وحكي ضمها وبالقصر والمد جمع لحية بالكسر فقط وهي اسم لما نبت على الخدين والذقن(2).
إعفاء اللحية من سنن الأنبياء قال تعالى: مخبراً عن نبي من الأنبياء: ﴿قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي﴾ [طه: 94].
وجاءت الأحاديث النبوية بالأمر بإعفاء اللحية وإكرامها منها الآتي:
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوارب»(3).
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «خالفوا المشركين احفوا الشوارب وأوفوا اللحى»(4).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «انهكوا الشوارب وأعفوا اللحى» (انهكوا: بالغوا في القص)(5).
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى».
«أحفوا الشوارب» معناها أحفوا ما طال على الشفتين «وأعفوا اللحى»إعفاء اللحى معناها توفيرها وهو معنى أوفوا اللحى في الرواية الأخرى(6).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس»(7).
وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء».
قال زكريا قال مصعب ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة وزاد قتيبة قال وكيع: انتقاص الماء يعني الاستنجاء(8).
فجاءت ألفاظ الأحاديث متنوعة في الأمر بإعفاء اللحية قال النووي: حصل من مجموع روايات هذا اللفظ في الصحيحين خمس روايات: «أعفوا»، و«أوفوا»، و«أرخوا»، و«أرجوا»(9)، و«وفروا»، ومعناها كلها: تركها على حالها(10).
::::***:::::***:::::***:::::***:::::
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:::::***:::::***:::::***:::::***:::::
فإن الأصل في التشريع الإسلامي هو أن الحكمة في تشريع الأحكام هي الإمتثال: أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى يتحقق العبودية بالإمتثال أو عدمه، وهذا لا يمنع أن يلتمس الناس الأسرار من وراء التشريع، فنقول:
إن من الحِكم في الأمر بإطلاق اللحية ما يلي:
أولاً: مخالفة المشركين، ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب، وأوفوا اللحى" متفق عليه واللفظ لمسلم.
ثانياً: التمييز بين الرجال والنساء، إذ أن الأصل في المرأة أنها ليس لها لحية.
ثالثاً: التأسي بهدي المرسلين، قال تعالى عن هارون عليه السلام: (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي) [طـه:94].
والتأسي بهم في الهدى الظاهر يجلب التأسي بهم في الهدى الباطن ومن منافع اللحية ما ذكره ابن القيم في التبيان في أقسام القرآن إذ قال ( وأما شعر اللحية ففيه منافع منها الزينة والوقار والهيبة ولهذا لا يرى على الصبيان والنساء من الهيبة والوقار ما يرى على ذوي اللحى ومنها التمييز بين الرجال والنساء)
والله أعلم.
::::***:::::***:::::***:::::***:::::
تعليق