رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)
هدايات الأجزاء / الجزء الخامس عشر
أول سورة "الإسراء === الكهف / 74
*****************************
*بداية "الإسراء " تحدثت عن حقائق مهمة عن المسجد الأقصى ، و ذكر دخول بني إسرائيل و إفسادهم فيه .
*حديث عن هداية القرآن ، و ملامح عن الدارين و الساعين إليها .
*20 و صية رائعة تتعلق بأهم الأمور الخُلقية و الإجتماعية ، فتأمل موقفك منها !
*مُحاجة المشركين و إبطال دعوة الشركاء . و ذكر الحوار مع إبليس عند خلق " آدم " عليه السلام .
*توجيهات ربانية لنبينا – عليه الصلاة و السلام – بألا يركن إلى المشركين و لو قليلا ، بل يلتجيء إلى ربه ، مع تفنيد طلبات المشركين و مُحاجنهم ، و ذكر آيات الله في الكون .
*في ختام السورة تسلية للنبي صلى الله عليه و سلم بذكر تكذيب فرعون لموسى – عليه السلام - ، ثم تأكيد نزول القرآن من عند الله ,
*تضمنت سورة "الكهف" حديثا عن (4) فتن هي : الدين و المال و العلم و القوة .
*(الدين) === قصة أصحاب الكهف مثل حي لكل ناشيء يريد سلوك طريق الحق .
*(المال) === قصة الرجلين ، صاحب المال المُكذب بالساعة ، و الفقير المؤمن بالله ، و مصيرهما .
*(العلم) === قصة "موسى" – عليه السلام – مع الخضر مثل رائع لطلبة العلم ، في الأدب و الهمة العالية و الأمر بالمعروف و النهى عن المُنكر .
*******************
وقفات مع الجزء الخامس عشر من القرآن الكريم
سورة الإسراء
من أساليب القرآن أنه قد يأتي بالشيء وهو معلوم بالبديهة اللغوية أو الحسابية أو العادية أو العقلية ،
فمن ذلك
: قوله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الإسراء : 1 ،
فذكر الليل ،
ومن المعلوم أن الإسراء لا يكون إلا ليلاً ؛
لزيادة استحضار صورة الإسراء في ذهن السامع ،
حتى يكون كأنه قد حضر تلك المعجزة ،
وهذا أشد في التأثير .
أ.د. فهد الرومي / بدهيات القرآن ،
أ.د. فهد الرومي ص 39 الانتصاف حاشية الكشاف ، لأحمد بن المنبر 2/750 .
.................................................. .................................................. ..........
عن الحسن في قوله :
( وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ) الإسراء :11 ،
قال : ذلك دعاء الإنسان بالشر على ولده ، وعلى امرأته ،
يغضب أحدهم فيدعو عليه ،
فيسب نفسه ويسب زوجته وماله وولده ،
فإن أعطاه الله ذلك شق عليه !!
فيمنعه الله ذلك ، ثم يدعو بالخير فيعطيه .
الدر المنثور 9/226 .
.................................................. .................................................. ..........
تأمل قوله تعالى :
( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ) الإسراء : 18 ،
ولم يقل : عجلنا له ما يريد ،
بل قال : ( مَا نَشَاءُ ) لا ما يشاء هو ( لِمَنْ نُرِيدُ ) ؛
فمن الناس : من يعطي ما يريد من الدنيا ،
ومنهم : من يعطى شيئا منه ،
ومنهم : من لا يعطى شيئا أبدا ،
أما الآخرة فلا بد أن يجني ثمرتها إذا أراد بعمله وجه الله :
( وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ) الإسراء : 19 .
ابن عثيمين / شرح رياض الصالحين 1/18 .
.................................................. .................................................. ..........
قال ابن عقيل
:من حسن ظني بربي ، أن لطفه بلغ أن وصى بي ولدي إذا كبرت فقال :
( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ) الإسراء :23 . [ الآداب الشرعية 2/384 ] .
فما أحوجنا – أهل القرآن – أن نحسن الظن بربنا مهما طال الزمن واشتدت المحن ، قال تعالى – في الحديث القدسي - : ( أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء )
. .................................................. .................................................. ..........
في قوله تعالى :
( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا )
الإسراء : 45 ،
بعض أهل التفسير يقولون : ساتراً .
والصواب حمله على الظاهر ،
وأن يكون الحجاب مستوراً عن العيون فلا يرى ، وذلك أبلغ .
ابن هبيرة / ذبل طبقات الحنابلة 1/237 .
.................................................. .................................................. ..........
( وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً ) الإسراء :59 ،
قال قتادة : إن الله يخوف الناس بما شاء من آياته لعلهم يعتبون ، أو يذكرون ، أو يرجعون ،
ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود
فقال : يا أيها الناس ، إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه .
الدر المنثور 5/308 .
.................................................. .................................................. ..........
من كان مستوحشاً مع الله بمعصيته إياه في هذه الحياة ،
فوحشه معه في البرزخ ويوم المعاد أعظم وأشد :
( وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) الإسراء :72 .
محمد بن عبد الرحمن بن قاسم / مجموع خطبه : ص : ( 274 ) .
.................................................. .................................................. ..........
ذكر الله في كتابه أوقات الصلوات ،
تارة ثلاثة كما في قوله تعالى :
( أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) الإسراء :78 ،
وأما الخمس فقد ذكرها أربعة :
في قوله : ( فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ. وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ) الروم :17-18 ،
وقوله : ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ) طه : 13 ،
وقوله : ( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ) ق :39-40 ،
والسنة فسرت ذلك وبينته وأحكمته .
ابن تيمية / مجموع الفتاوى 22/84 .
.................................................. .................................................. ..........
من أوتي من العلم ما لا يبكيه فقد أوتي من العلم ما لا ينفعه ؛
لأن الله نعت أهل العلم فقال :
( قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) الإسراء 107- 109 .
أخلاق العلماء للآجري 5/347 .
.................................................. ......................................
في كل سبعة أيام تأوي إليها ؛ لتأمن من غوائل الفتن ..
سورة افتتحت بالوسيلة العظمى للنجاة من كل فتنة :
( القرآن ) ،
واختتمت بالحسنة العظمى التي لا يبقى معها أثر لأي فتنة :
( التوحيد ) ،
وبينهما أربع فتن كبار :
فتنة الدين ، ونجاتها في آية 28 ،
والمال ونجاتها في 39 ،
والعلم : ونجاتها بالصبر ،
والسلطة : ونجاتها بالعدل ..
هي " كهفك " من الفتن فأو إليها ينشر لك ربك من رحمته .
د. عصام العويد .
.................................................. .................................................. ..........
( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ) الكهف :1 ،
فقوله ( قيماً ) أي: مستقيماً لا ميل فيه ، ولا زيغ ،
وعليه : فهو تأكيد لقوله : ( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا )
لأنه قد يكون الشيء مستقيماً في الظاهر ،
وهو لا يخلو من اعوجاج في حقيقة الأمر ،
ولذا جمع تعالى بين نفي العوج ، وإثبات الاستقامة .
الشنقيطي / أضواء البيان 4/5 .
.................................................. .................................................. ..........
( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) الكهف :7
لقد اغتر بزخرف الدنيا وزينتها الذين نظروا إلى ظاهرها دون باطنها ،
فصحبوا الدنيا صحبة البهائم ،
وتمتعوا بما تمتع السوائم ،
همهم تناول الشهوات ، من أي وجه حصلت ،
فهؤلاء إذا حضر أحدهم الموت ، قلق لخراب ذاته ، وفوات لذاته ،
لا لما قدمت يداه من التفريط والسيئات .
السعدي / تفسيره ص 470 .
.................................................. .................................................. ..........
تأمل في قول فتية أهل الكهف : ( وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ) الكهف : 10 ،
طلبوا من الله أن يجعل لهم من ذلك العمل رشدا ،
مع كونه عملاً صالحاً ،
فما أكثر ما يقصر الإنسان فيه ، أو يرجع على عقبيه ، أو يورثه العجب والكبر ! .
محمد بن عبد الوهاب .
.................................................. .................................................. ..........
( فضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ) الكهف :11 ،
ذكر الجارحة التي هذه الآذان – التي منها يكون السمع –
لأنه لا يستحكم نوم إلا مع تعطل السمع ،
وفي الحديث : ( ذلك رجل بال الشيطان في أذنه )
أي : استثقل نومه جدا حتى لا يقوم بالليل .
.................................................. .................................................. ..........
( وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ) الكهف :18 ،
تأمل قوله : ( وَنُقَلِّبُهُمْ )
ففيه دليل على أن فعل النائم لا ينسب إليه ، فلو طلّق ،
أو قال : في ذمتي لفلان كذا ، لم يثبت ؛
لأنه لا قصد له ، وفي تقليبهم ، وعدم استقرارهم على جنب واحد فائدة بدنية ، وهي توازن الدم في الجسد .
ابن عثيمين / تفسير سورة الكهف ص 35 .
.................................................. .................................................. ..........
( وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ) الكهف :18 ،
إذا كان بعض الكلاب قد نال هذه الدرجة العليا بصحبة وخالطته الصلحاء والأولياء – حتى أخبر الله تعالى بذلك في كتابه –
فما ظنك بالمؤمنين الموحدين ، المخالطين المحبين للأولياء والصالحين ؟
بل في هذا تسلية وأنس للمقصرين المحبين للنبي صلى الله عليه وسلم وآله خير آل .
تفسير القرطبي 13/232 .
.................................................. .................................................. ..........
في قصة أصحاب الكهف تكرر رد العلم إلى الله :
( قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ ) الكهف :19 ،
( رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ) الكهف : 21 ،
( قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ ) الكهف :22
، ( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ) الكهف :26 ؛
لأن العبرة هو العلم بثباتهم وتبرؤهم مما عليه قومهم ،
وأما غيره فالجهل به لا يضر .
د. محمد الخضيري .
.................................................. .................................................. ..........
( فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ ) الكهف :19 ،
هذه الآية تدل على صحة الوكالة ، وهي أقوى آية في إثباتها .
أحكام القرآن لابن العربي 5/296 .
.................................................. .................................................. ..........
( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ) الكهف :22 ،
ولم يقل : رجماً بالغيب ، بل سكت ،
فهذا يدل على أن عددهم سبعة وثامنهم كلبهم ؛
لأن الله عندما أبطل القولين الأولين ، وسكت عن الثالث ، صار الثالث صواباً .
ابن عثيمين / تفسير سورة الكهف ، ص : ( 42 ) .
.................................................. .................................................. ..........
قال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى :
( وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ) الكهف : 22 ،
روي أنه عليه السلام سأل نصارى نجران عنهم فنهى عن السؤال ،
وفي هذا دليل على منع المسلمين من مراجعة أهل الكتاب في شيء من العلم . ويقصد القرطبي : علم الشريعة .
تفسير القرطبي 10/384 .
.................................................. .................................................. ..........
( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف : 28 ،
هل تدبرنا لمن وجه هذا الخطاب ؟
وكيف أن الذين طولب بصحبتهم أقل منه منزلة !
بل وحذره من تركهم طلباً لزينة الحياة الدنيا !
إنه لدرس بليغ في بيان ضرورة مصاحبة الصالحين ،
والصبر على ذلك ،
وأن الدعوة إنما تقوم على يد من قويت صلتهم بربهم ،
ولو كان حظهم من الدنيا قليلاً !
د. عمر المقبل .
.................................................. .................................................. ..........
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -
: إذا رأيت وقتك يمضي ، وعمرك يذهب وأنت لم تنتج شيئاً مفيدا ، ولا نافعا ، ولم تجد بركة في الوقت ، ف
احذر أن يكون أدركك قوله تعالى :
( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) الكهف :28 ،
أي : انفراط عليه وصار مشتتا ، لا بركة فيه ،
وليعلم أن البعض قد يذكر الله ؛
لكن يذكره بقلب غافل ،
لذا قد لا ينتفع .
ابن عثيمين / تعليقه على صحيح مسلم .
.................................................. .................................................. ..........
قال ابن هبيرة عند قوله تعالى :
( وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) الكهف :39 :
ما قال : ( ما شاء الله كان ) أو ( لا يكون ) ،
بل أطلق اللفظ ؛ ليعم الماضي والمستقبل والراهن .
ذيل طبقات الحنابلة 3/222 .
.................................................. .................................................. ..........
( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ ) الكهف : 45 ،
إنما شبه تعالى الدنيا بالماء
؛ لأن الماء لا يستقر في موضع ،
كذلك الدنيا لا تبقى على حال واحدة ؛
ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة كذلك الدنيا ؛
ولأن الماء لا يبقى ويذهب كذلك الدنيا تفنى ؛
ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل ؛
كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها ؛
ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعاً منبتاً ، وإذا جاوز المقدار كان ضاراً مهلكاً
، وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر .
القرطبي / تفسيره 13 /289 .
.................................................. .................................................. ..........
قوله تعالى : ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف :46 ،
إنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا ؛
لأن في المال جمالاً ونفعاً ،
وفي البنين قوة ودفعاً ،
فصارا زينة الحياة الدنيا ؛
لكن مع قرينة الصفة للمال والبنين ،
لأن المعنى :المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقرة فلا تتبعوها نفوسكم .
القرطبي / تفسيره 13/291 .
.................................................. .................................................. ..........
( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف :46
تقديم المال على البنين في الذكر ؛ لأنه أسبق لأذهان الناس ،
لأنه يرغب فيه الصغير والكبير ، والشاب والشيخ ، ومن له من الأولاد ما قد كفاه .
ابن عاشور / التحرير والتنوير 15/77 .
.................................................. .................................................. ..........
في قوله تعالى : ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ) الكهف :49 ،
قال قتادة رحمه الله : اشتكى القوم كما تسمعون الإحصاء ،
ولم يشتك أحد ظلماً ، ف
إن الله لا يظلم أحداً ،
فإياكم والمحقرات من الذنوب ،
فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه .
الدر المنثور 9/564 .
.................................................. .................................................. ..........
( وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ) الكهف :49 ،
قال عون بن عبد الله : ضج – والله – القوم من الصغار قبل الكبار [ التمهيد 2/84 ] .
فتأمل – وفقك الله – هذه اللفتة من هذا الإمام في التحذير من صغار الذنوب التي يحتقرها كثير من الناس ،
مع أنها تجتمع على المرء فتهلكه .
.................................................. .................................................. ..........
قد يستغرب البعض بل قد ييأس ، وهو يرى بعض الكفرة يبغون ويظلمون ،
ومع ذلك لم يأخذهم الله بعذاب ،
ولكن من فقه سنن الله ،وآثارها في الأمم السابقة لا يستغرب ولا ييأس ؛
لأنه يدرك أن هؤلاء الكفرة يعيشون سنة الإملاء والاستدراج التي تقودهم إلى مزيد من الظلم والطغيان ،
وبالتالي إلى نهايتهم وهلاكهم ؛
لكن في الأجل الذي حدده الله ، قال تعالى :
( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ) الكهف :59 .
عبد العزيز الجليل .
.................................................. .................................................. ..........
في قوله تعالى : ( لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ) الكهف :62 ،
دليل على جواز الإخبار بما يجده الإنسان من الألم والأمراض ،
وأن ذلك لا يقدح في الرضا ، ولا في التسليم للقضاء
لكن إذا لم يصدر ذلك عن ضجر ولا سخط .
القرطبي / تفسيره 11/14 .
.................................................. .................................................. ..........
في قوله تعالى : ( آتِنَا غَدَاءَنَا ) الكهف :62 ،
دليل على اتخاذ الزاد في الأسفار ،
وهو رد على الجهلة الأغمار ، الذين يقتحمون الصحارى والقفار ،
زعما منهم أن ذلك هو التوكل على الله الواحد القهار ،
هذا موسى نبي الله وكليمه من أهل الأرض قد اتخذ الزاد مع معرفته بربه ، وتوكله على رب العباد .
القرطبي / تفسيره 13/321 .
.................................................. .................................................. ..........
عندما اختار الله معلما لنبيه موسى عليه السلام مدح هذا المعلم بقوله :
( فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً ) الكهف :65 ،
فقدم الرحمة على العلم ؛
ليدل على أن من أخص صفات المعلم : الرحمة ،
وأن هذا أدعى لقبول تعليمه ، والانتفاع به .
د. عبد الرحمن الشهري .
.................................................. .................................................. ..........
في قول موسى للخضر : ( هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ) الكهف :66 التأدب مع المعلم ،
وخطابه بألطف خطاب ،
وإقراره بأنه يتعلم منه ،
بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر ، الذي لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه ،
بل يدعي أنه يتعاون هو وإياه ،
بل ربما ظن أنه يعلم معلمه ، وهو جاهل جداً ،
فالذل للمعلم ، وإظهار الحاجة إلى تعليمه ، ومن أنفع شيء للمتعلم .
ابن سعدي / تفسيره ص482.
.................................................. .................................................. ..........
قول موسى للخضر : ( هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ) الكهف : 66 ، نموذج لطالب العلم الجاد والأدب مع العلماء ،
فموسى عليه السلام نبي مرسل ،
ولم تكن تلك المنزلة لتمنعه أن يتعلم ممن أقل منه ،
بل قطع الفيافي والقفار ، ولم يتعاظم على العلم ،
وذهب في سبيله واجتهد حتى وصل .
د. عويض العطوي .
.................................................. .................................................. ..........
عندما أمر الله رسوله – في سورة الكهف – ألا يقول لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا بعد أن يقول : إن شاء الله ،
بين له القدوة في فعل أخيه موسى حين قال : ( قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ ) الكهف : 69 .
د. محمد الخضيري .
.................................................. .................................................. ..........
( أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ) الكهف : 71 ،
هنا ملمح لطيف : فموسى عليه السلام قال : لتغرق أهلها ،
ولم يقل ( تغرقنا ) فلم يذكر نفسه ولا صاحبه ،
رغم أنهما كانا على ظهر السفينة ؛
لأن هذه أخلاق الأنبياء : يهتمون بأوضاع الناس أكثر من اهتمامهم بأنفسهم ، عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين .
د. عويض العطوي .
.................................................. .................................................. ..........
قال موسى للخضر لما خرق السفينة : ( لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ) الكهف :71 ،
وقال لما قتل الغلام : ( لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا ) الكهف : 74 ، فما الفرق بينهما ؟
الإمر أهون من النكر ، وقد لا يكون منكراً كالنكر ،
وإنما يتعجب منه ومن الغرض منه ، والنكر هنا أشد ؛
لأنه فعل منكر قد وقع وهو قتل الغلام بخلاف خرق السفينة فإنها لم تغرق بذلك .
درة التنزيل للإسكافي ( ص:157-158 ) .
.................................................. .................................................. ..........
حين أنكر موسى على الخضر خرق السفينة قال له الخضر :
( قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ) الكهف :72 ،
وحين عاد موسى إلى الاعتراض على الخضر وأنكر قتله للغلام – بعد أن أكد للخضر أنه لن يعود للاعتراض عليه –
قال له الخضر : ( قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً ) الكهف : 75
فزاد لفظة ( لَّكَ ) ؛
ليفيد التأكيد في بيان عدم صبر موسى على علمه ،
وهكذا عادة العرب : تزيد في التأكيد كلما زاد الإنكار .
ملاك التأويل للغرناطي ( ص:789 ) .
__________________
أول سورة "الإسراء === الكهف / 74
*****************************
*بداية "الإسراء " تحدثت عن حقائق مهمة عن المسجد الأقصى ، و ذكر دخول بني إسرائيل و إفسادهم فيه .
*حديث عن هداية القرآن ، و ملامح عن الدارين و الساعين إليها .
*20 و صية رائعة تتعلق بأهم الأمور الخُلقية و الإجتماعية ، فتأمل موقفك منها !
*مُحاجة المشركين و إبطال دعوة الشركاء . و ذكر الحوار مع إبليس عند خلق " آدم " عليه السلام .
*توجيهات ربانية لنبينا – عليه الصلاة و السلام – بألا يركن إلى المشركين و لو قليلا ، بل يلتجيء إلى ربه ، مع تفنيد طلبات المشركين و مُحاجنهم ، و ذكر آيات الله في الكون .
*في ختام السورة تسلية للنبي صلى الله عليه و سلم بذكر تكذيب فرعون لموسى – عليه السلام - ، ثم تأكيد نزول القرآن من عند الله ,
*تضمنت سورة "الكهف" حديثا عن (4) فتن هي : الدين و المال و العلم و القوة .
*(الدين) === قصة أصحاب الكهف مثل حي لكل ناشيء يريد سلوك طريق الحق .
*(المال) === قصة الرجلين ، صاحب المال المُكذب بالساعة ، و الفقير المؤمن بالله ، و مصيرهما .
*(العلم) === قصة "موسى" – عليه السلام – مع الخضر مثل رائع لطلبة العلم ، في الأدب و الهمة العالية و الأمر بالمعروف و النهى عن المُنكر .
*******************
وقفات مع الجزء الخامس عشر من القرآن الكريم
سورة الإسراء
من أساليب القرآن أنه قد يأتي بالشيء وهو معلوم بالبديهة اللغوية أو الحسابية أو العادية أو العقلية ،
فمن ذلك
: قوله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الإسراء : 1 ،
فذكر الليل ،
ومن المعلوم أن الإسراء لا يكون إلا ليلاً ؛
لزيادة استحضار صورة الإسراء في ذهن السامع ،
حتى يكون كأنه قد حضر تلك المعجزة ،
وهذا أشد في التأثير .
أ.د. فهد الرومي / بدهيات القرآن ،
أ.د. فهد الرومي ص 39 الانتصاف حاشية الكشاف ، لأحمد بن المنبر 2/750 .
.................................................. .................................................. ..........
عن الحسن في قوله :
( وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ) الإسراء :11 ،
قال : ذلك دعاء الإنسان بالشر على ولده ، وعلى امرأته ،
يغضب أحدهم فيدعو عليه ،
فيسب نفسه ويسب زوجته وماله وولده ،
فإن أعطاه الله ذلك شق عليه !!
فيمنعه الله ذلك ، ثم يدعو بالخير فيعطيه .
الدر المنثور 9/226 .
.................................................. .................................................. ..........
تأمل قوله تعالى :
( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ) الإسراء : 18 ،
ولم يقل : عجلنا له ما يريد ،
بل قال : ( مَا نَشَاءُ ) لا ما يشاء هو ( لِمَنْ نُرِيدُ ) ؛
فمن الناس : من يعطي ما يريد من الدنيا ،
ومنهم : من يعطى شيئا منه ،
ومنهم : من لا يعطى شيئا أبدا ،
أما الآخرة فلا بد أن يجني ثمرتها إذا أراد بعمله وجه الله :
( وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ) الإسراء : 19 .
ابن عثيمين / شرح رياض الصالحين 1/18 .
.................................................. .................................................. ..........
قال ابن عقيل
:من حسن ظني بربي ، أن لطفه بلغ أن وصى بي ولدي إذا كبرت فقال :
( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ) الإسراء :23 . [ الآداب الشرعية 2/384 ] .
فما أحوجنا – أهل القرآن – أن نحسن الظن بربنا مهما طال الزمن واشتدت المحن ، قال تعالى – في الحديث القدسي - : ( أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء )
. .................................................. .................................................. ..........
في قوله تعالى :
( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا )
الإسراء : 45 ،
بعض أهل التفسير يقولون : ساتراً .
والصواب حمله على الظاهر ،
وأن يكون الحجاب مستوراً عن العيون فلا يرى ، وذلك أبلغ .
ابن هبيرة / ذبل طبقات الحنابلة 1/237 .
.................................................. .................................................. ..........
( وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً ) الإسراء :59 ،
قال قتادة : إن الله يخوف الناس بما شاء من آياته لعلهم يعتبون ، أو يذكرون ، أو يرجعون ،
ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود
فقال : يا أيها الناس ، إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه .
الدر المنثور 5/308 .
.................................................. .................................................. ..........
من كان مستوحشاً مع الله بمعصيته إياه في هذه الحياة ،
فوحشه معه في البرزخ ويوم المعاد أعظم وأشد :
( وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) الإسراء :72 .
محمد بن عبد الرحمن بن قاسم / مجموع خطبه : ص : ( 274 ) .
.................................................. .................................................. ..........
ذكر الله في كتابه أوقات الصلوات ،
تارة ثلاثة كما في قوله تعالى :
( أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) الإسراء :78 ،
وأما الخمس فقد ذكرها أربعة :
في قوله : ( فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ. وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ) الروم :17-18 ،
وقوله : ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ) طه : 13 ،
وقوله : ( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ) ق :39-40 ،
والسنة فسرت ذلك وبينته وأحكمته .
ابن تيمية / مجموع الفتاوى 22/84 .
.................................................. .................................................. ..........
من أوتي من العلم ما لا يبكيه فقد أوتي من العلم ما لا ينفعه ؛
لأن الله نعت أهل العلم فقال :
( قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) الإسراء 107- 109 .
أخلاق العلماء للآجري 5/347 .
.................................................. ......................................
في كل سبعة أيام تأوي إليها ؛ لتأمن من غوائل الفتن ..
سورة افتتحت بالوسيلة العظمى للنجاة من كل فتنة :
( القرآن ) ،
واختتمت بالحسنة العظمى التي لا يبقى معها أثر لأي فتنة :
( التوحيد ) ،
وبينهما أربع فتن كبار :
فتنة الدين ، ونجاتها في آية 28 ،
والمال ونجاتها في 39 ،
والعلم : ونجاتها بالصبر ،
والسلطة : ونجاتها بالعدل ..
هي " كهفك " من الفتن فأو إليها ينشر لك ربك من رحمته .
د. عصام العويد .
.................................................. .................................................. ..........
( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ) الكهف :1 ،
فقوله ( قيماً ) أي: مستقيماً لا ميل فيه ، ولا زيغ ،
وعليه : فهو تأكيد لقوله : ( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا )
لأنه قد يكون الشيء مستقيماً في الظاهر ،
وهو لا يخلو من اعوجاج في حقيقة الأمر ،
ولذا جمع تعالى بين نفي العوج ، وإثبات الاستقامة .
الشنقيطي / أضواء البيان 4/5 .
.................................................. .................................................. ..........
( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) الكهف :7
لقد اغتر بزخرف الدنيا وزينتها الذين نظروا إلى ظاهرها دون باطنها ،
فصحبوا الدنيا صحبة البهائم ،
وتمتعوا بما تمتع السوائم ،
همهم تناول الشهوات ، من أي وجه حصلت ،
فهؤلاء إذا حضر أحدهم الموت ، قلق لخراب ذاته ، وفوات لذاته ،
لا لما قدمت يداه من التفريط والسيئات .
السعدي / تفسيره ص 470 .
.................................................. .................................................. ..........
تأمل في قول فتية أهل الكهف : ( وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ) الكهف : 10 ،
طلبوا من الله أن يجعل لهم من ذلك العمل رشدا ،
مع كونه عملاً صالحاً ،
فما أكثر ما يقصر الإنسان فيه ، أو يرجع على عقبيه ، أو يورثه العجب والكبر ! .
محمد بن عبد الوهاب .
.................................................. .................................................. ..........
( فضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ) الكهف :11 ،
ذكر الجارحة التي هذه الآذان – التي منها يكون السمع –
لأنه لا يستحكم نوم إلا مع تعطل السمع ،
وفي الحديث : ( ذلك رجل بال الشيطان في أذنه )
أي : استثقل نومه جدا حتى لا يقوم بالليل .
.................................................. .................................................. ..........
( وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ) الكهف :18 ،
تأمل قوله : ( وَنُقَلِّبُهُمْ )
ففيه دليل على أن فعل النائم لا ينسب إليه ، فلو طلّق ،
أو قال : في ذمتي لفلان كذا ، لم يثبت ؛
لأنه لا قصد له ، وفي تقليبهم ، وعدم استقرارهم على جنب واحد فائدة بدنية ، وهي توازن الدم في الجسد .
ابن عثيمين / تفسير سورة الكهف ص 35 .
.................................................. .................................................. ..........
( وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ) الكهف :18 ،
إذا كان بعض الكلاب قد نال هذه الدرجة العليا بصحبة وخالطته الصلحاء والأولياء – حتى أخبر الله تعالى بذلك في كتابه –
فما ظنك بالمؤمنين الموحدين ، المخالطين المحبين للأولياء والصالحين ؟
بل في هذا تسلية وأنس للمقصرين المحبين للنبي صلى الله عليه وسلم وآله خير آل .
تفسير القرطبي 13/232 .
.................................................. .................................................. ..........
في قصة أصحاب الكهف تكرر رد العلم إلى الله :
( قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ ) الكهف :19 ،
( رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ) الكهف : 21 ،
( قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ ) الكهف :22
، ( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ) الكهف :26 ؛
لأن العبرة هو العلم بثباتهم وتبرؤهم مما عليه قومهم ،
وأما غيره فالجهل به لا يضر .
د. محمد الخضيري .
.................................................. .................................................. ..........
( فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ ) الكهف :19 ،
هذه الآية تدل على صحة الوكالة ، وهي أقوى آية في إثباتها .
أحكام القرآن لابن العربي 5/296 .
.................................................. .................................................. ..........
( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ) الكهف :22 ،
ولم يقل : رجماً بالغيب ، بل سكت ،
فهذا يدل على أن عددهم سبعة وثامنهم كلبهم ؛
لأن الله عندما أبطل القولين الأولين ، وسكت عن الثالث ، صار الثالث صواباً .
ابن عثيمين / تفسير سورة الكهف ، ص : ( 42 ) .
.................................................. .................................................. ..........
قال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى :
( وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ) الكهف : 22 ،
روي أنه عليه السلام سأل نصارى نجران عنهم فنهى عن السؤال ،
وفي هذا دليل على منع المسلمين من مراجعة أهل الكتاب في شيء من العلم . ويقصد القرطبي : علم الشريعة .
تفسير القرطبي 10/384 .
.................................................. .................................................. ..........
( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف : 28 ،
هل تدبرنا لمن وجه هذا الخطاب ؟
وكيف أن الذين طولب بصحبتهم أقل منه منزلة !
بل وحذره من تركهم طلباً لزينة الحياة الدنيا !
إنه لدرس بليغ في بيان ضرورة مصاحبة الصالحين ،
والصبر على ذلك ،
وأن الدعوة إنما تقوم على يد من قويت صلتهم بربهم ،
ولو كان حظهم من الدنيا قليلاً !
د. عمر المقبل .
.................................................. .................................................. ..........
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -
: إذا رأيت وقتك يمضي ، وعمرك يذهب وأنت لم تنتج شيئاً مفيدا ، ولا نافعا ، ولم تجد بركة في الوقت ، ف
احذر أن يكون أدركك قوله تعالى :
( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) الكهف :28 ،
أي : انفراط عليه وصار مشتتا ، لا بركة فيه ،
وليعلم أن البعض قد يذكر الله ؛
لكن يذكره بقلب غافل ،
لذا قد لا ينتفع .
ابن عثيمين / تعليقه على صحيح مسلم .
.................................................. .................................................. ..........
قال ابن هبيرة عند قوله تعالى :
( وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) الكهف :39 :
ما قال : ( ما شاء الله كان ) أو ( لا يكون ) ،
بل أطلق اللفظ ؛ ليعم الماضي والمستقبل والراهن .
ذيل طبقات الحنابلة 3/222 .
.................................................. .................................................. ..........
( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ ) الكهف : 45 ،
إنما شبه تعالى الدنيا بالماء
؛ لأن الماء لا يستقر في موضع ،
كذلك الدنيا لا تبقى على حال واحدة ؛
ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة كذلك الدنيا ؛
ولأن الماء لا يبقى ويذهب كذلك الدنيا تفنى ؛
ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل ؛
كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها ؛
ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعاً منبتاً ، وإذا جاوز المقدار كان ضاراً مهلكاً
، وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر .
القرطبي / تفسيره 13 /289 .
.................................................. .................................................. ..........
قوله تعالى : ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف :46 ،
إنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا ؛
لأن في المال جمالاً ونفعاً ،
وفي البنين قوة ودفعاً ،
فصارا زينة الحياة الدنيا ؛
لكن مع قرينة الصفة للمال والبنين ،
لأن المعنى :المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقرة فلا تتبعوها نفوسكم .
القرطبي / تفسيره 13/291 .
.................................................. .................................................. ..........
( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف :46
تقديم المال على البنين في الذكر ؛ لأنه أسبق لأذهان الناس ،
لأنه يرغب فيه الصغير والكبير ، والشاب والشيخ ، ومن له من الأولاد ما قد كفاه .
ابن عاشور / التحرير والتنوير 15/77 .
.................................................. .................................................. ..........
في قوله تعالى : ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ) الكهف :49 ،
قال قتادة رحمه الله : اشتكى القوم كما تسمعون الإحصاء ،
ولم يشتك أحد ظلماً ، ف
إن الله لا يظلم أحداً ،
فإياكم والمحقرات من الذنوب ،
فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه .
الدر المنثور 9/564 .
.................................................. .................................................. ..........
( وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ) الكهف :49 ،
قال عون بن عبد الله : ضج – والله – القوم من الصغار قبل الكبار [ التمهيد 2/84 ] .
فتأمل – وفقك الله – هذه اللفتة من هذا الإمام في التحذير من صغار الذنوب التي يحتقرها كثير من الناس ،
مع أنها تجتمع على المرء فتهلكه .
.................................................. .................................................. ..........
قد يستغرب البعض بل قد ييأس ، وهو يرى بعض الكفرة يبغون ويظلمون ،
ومع ذلك لم يأخذهم الله بعذاب ،
ولكن من فقه سنن الله ،وآثارها في الأمم السابقة لا يستغرب ولا ييأس ؛
لأنه يدرك أن هؤلاء الكفرة يعيشون سنة الإملاء والاستدراج التي تقودهم إلى مزيد من الظلم والطغيان ،
وبالتالي إلى نهايتهم وهلاكهم ؛
لكن في الأجل الذي حدده الله ، قال تعالى :
( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ) الكهف :59 .
عبد العزيز الجليل .
.................................................. .................................................. ..........
في قوله تعالى : ( لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ) الكهف :62 ،
دليل على جواز الإخبار بما يجده الإنسان من الألم والأمراض ،
وأن ذلك لا يقدح في الرضا ، ولا في التسليم للقضاء
لكن إذا لم يصدر ذلك عن ضجر ولا سخط .
القرطبي / تفسيره 11/14 .
.................................................. .................................................. ..........
في قوله تعالى : ( آتِنَا غَدَاءَنَا ) الكهف :62 ،
دليل على اتخاذ الزاد في الأسفار ،
وهو رد على الجهلة الأغمار ، الذين يقتحمون الصحارى والقفار ،
زعما منهم أن ذلك هو التوكل على الله الواحد القهار ،
هذا موسى نبي الله وكليمه من أهل الأرض قد اتخذ الزاد مع معرفته بربه ، وتوكله على رب العباد .
القرطبي / تفسيره 13/321 .
.................................................. .................................................. ..........
عندما اختار الله معلما لنبيه موسى عليه السلام مدح هذا المعلم بقوله :
( فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً ) الكهف :65 ،
فقدم الرحمة على العلم ؛
ليدل على أن من أخص صفات المعلم : الرحمة ،
وأن هذا أدعى لقبول تعليمه ، والانتفاع به .
د. عبد الرحمن الشهري .
.................................................. .................................................. ..........
في قول موسى للخضر : ( هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ) الكهف :66 التأدب مع المعلم ،
وخطابه بألطف خطاب ،
وإقراره بأنه يتعلم منه ،
بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر ، الذي لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه ،
بل يدعي أنه يتعاون هو وإياه ،
بل ربما ظن أنه يعلم معلمه ، وهو جاهل جداً ،
فالذل للمعلم ، وإظهار الحاجة إلى تعليمه ، ومن أنفع شيء للمتعلم .
ابن سعدي / تفسيره ص482.
.................................................. .................................................. ..........
قول موسى للخضر : ( هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ) الكهف : 66 ، نموذج لطالب العلم الجاد والأدب مع العلماء ،
فموسى عليه السلام نبي مرسل ،
ولم تكن تلك المنزلة لتمنعه أن يتعلم ممن أقل منه ،
بل قطع الفيافي والقفار ، ولم يتعاظم على العلم ،
وذهب في سبيله واجتهد حتى وصل .
د. عويض العطوي .
.................................................. .................................................. ..........
عندما أمر الله رسوله – في سورة الكهف – ألا يقول لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا بعد أن يقول : إن شاء الله ،
بين له القدوة في فعل أخيه موسى حين قال : ( قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ ) الكهف : 69 .
د. محمد الخضيري .
.................................................. .................................................. ..........
( أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ) الكهف : 71 ،
هنا ملمح لطيف : فموسى عليه السلام قال : لتغرق أهلها ،
ولم يقل ( تغرقنا ) فلم يذكر نفسه ولا صاحبه ،
رغم أنهما كانا على ظهر السفينة ؛
لأن هذه أخلاق الأنبياء : يهتمون بأوضاع الناس أكثر من اهتمامهم بأنفسهم ، عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين .
د. عويض العطوي .
.................................................. .................................................. ..........
قال موسى للخضر لما خرق السفينة : ( لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ) الكهف :71 ،
وقال لما قتل الغلام : ( لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا ) الكهف : 74 ، فما الفرق بينهما ؟
الإمر أهون من النكر ، وقد لا يكون منكراً كالنكر ،
وإنما يتعجب منه ومن الغرض منه ، والنكر هنا أشد ؛
لأنه فعل منكر قد وقع وهو قتل الغلام بخلاف خرق السفينة فإنها لم تغرق بذلك .
درة التنزيل للإسكافي ( ص:157-158 ) .
.................................................. .................................................. ..........
حين أنكر موسى على الخضر خرق السفينة قال له الخضر :
( قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ) الكهف :72 ،
وحين عاد موسى إلى الاعتراض على الخضر وأنكر قتله للغلام – بعد أن أكد للخضر أنه لن يعود للاعتراض عليه –
قال له الخضر : ( قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً ) الكهف : 75
فزاد لفظة ( لَّكَ ) ؛
ليفيد التأكيد في بيان عدم صبر موسى على علمه ،
وهكذا عادة العرب : تزيد في التأكيد كلما زاد الإنكار .
ملاك التأويل للغرناطي ( ص:789 ) .
__________________
تعليق