إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

    هدايات الأجزاء / الجزء الخامس عشر

    أول سورة "الإسراء === الكهف / 74



    *****************************



    *بداية "الإسراء " تحدثت عن حقائق مهمة عن المسجد الأقصى ، و ذكر دخول بني إسرائيل و إفسادهم فيه .

    *حديث عن هداية القرآن ، و ملامح عن الدارين و الساعين إليها .

    *20 و صية رائعة تتعلق بأهم الأمور الخُلقية و الإجتماعية ، فتأمل موقفك منها !

    *مُحاجة المشركين و إبطال دعوة الشركاء . و ذكر الحوار مع إبليس عند خلق " آدم " عليه السلام .

    *توجيهات ربانية لنبينا – عليه الصلاة و السلام – بألا يركن إلى المشركين و لو قليلا ، بل يلتجيء إلى ربه ، مع تفنيد طلبات المشركين و مُحاجنهم ، و ذكر آيات الله في الكون .

    *في ختام السورة تسلية للنبي صلى الله عليه و سلم بذكر تكذيب فرعون لموسى – عليه السلام - ، ثم تأكيد نزول القرآن من عند الله ,

    *تضمنت سورة "الكهف" حديثا عن (4) فتن هي : الدين و المال و العلم و القوة .
    *(الدين) === قصة أصحاب الكهف مثل حي لكل ناشيء يريد سلوك طريق الحق .
    *(المال) === قصة الرجلين ، صاحب المال المُكذب بالساعة ، و الفقير المؤمن بالله ، و مصيرهما .
    *(العلم) === قصة "موسى" – عليه السلام – مع الخضر مثل رائع لطلبة العلم ، في الأدب و الهمة العالية و الأمر بالمعروف و النهى عن المُنكر .
    *******************




    وقفات مع الجزء الخامس عشر من القرآن الكريم


    سورة الإسراء

    من أساليب القرآن أنه قد يأتي بالشيء وهو معلوم بالبديهة اللغوية أو الحسابية أو العادية أو العقلية ،
    فمن ذلك
    : قوله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الإسراء : 1 ،
    فذكر الليل ،
    ومن المعلوم أن الإسراء لا يكون إلا ليلاً ؛
    لزيادة استحضار صورة الإسراء في ذهن السامع ،
    حتى يكون كأنه قد حضر تلك المعجزة ،
    وهذا أشد في التأثير .
    أ.د. فهد الرومي / بدهيات القرآن ،
    أ.د. فهد الرومي ص 39 الانتصاف حاشية الكشاف ، لأحمد بن المنبر 2/750 .
    .................................................. .................................................. ..........
    عن الحسن في قوله :
    ( وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ) الإسراء :11 ،
    قال : ذلك دعاء الإنسان بالشر على ولده ، وعلى امرأته ،
    يغضب أحدهم فيدعو عليه ،
    فيسب نفسه ويسب زوجته وماله وولده ،
    فإن أعطاه الله ذلك شق عليه !!
    فيمنعه الله ذلك ، ثم يدعو بالخير فيعطيه .
    الدر المنثور 9/226 .
    .................................................. .................................................. ..........
    تأمل قوله تعالى :
    ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ) الإسراء : 18 ،
    ولم يقل : عجلنا له ما يريد ،
    بل قال : ( مَا نَشَاءُ ) لا ما يشاء هو ( لِمَنْ نُرِيدُ ) ؛
    فمن الناس : من يعطي ما يريد من الدنيا ،
    ومنهم : من يعطى شيئا منه ،
    ومنهم : من لا يعطى شيئا أبدا ،
    أما الآخرة فلا بد أن يجني ثمرتها إذا أراد بعمله وجه الله :
    ( وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ) الإسراء : 19 .
    ابن عثيمين / شرح رياض الصالحين 1/18 .
    .................................................. .................................................. ..........
    قال ابن عقيل
    :من حسن ظني بربي ، أن لطفه بلغ أن وصى بي ولدي إذا كبرت فقال :
    ( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ) الإسراء :23 . [ الآداب الشرعية 2/384 ] .
    فما أحوجنا – أهل القرآن – أن نحسن الظن بربنا مهما طال الزمن واشتدت المحن ، قال تعالى – في الحديث القدسي - : ( أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء )
    . .................................................. .................................................. ..........
    في قوله تعالى :
    ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا )
    الإسراء : 45 ،
    بعض أهل التفسير يقولون : ساتراً .
    والصواب حمله على الظاهر ،
    وأن يكون الحجاب مستوراً عن العيون فلا يرى ، وذلك أبلغ .
    ابن هبيرة / ذبل طبقات الحنابلة 1/237 .
    .................................................. .................................................. ..........
    ( وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً ) الإسراء :59 ،
    قال قتادة : إن الله يخوف الناس بما شاء من آياته لعلهم يعتبون ، أو يذكرون ، أو يرجعون ،
    ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود
    فقال : يا أيها الناس ، إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه .
    الدر المنثور 5/308 .
    .................................................. .................................................. ..........
    من كان مستوحشاً مع الله بمعصيته إياه في هذه الحياة ،
    فوحشه معه في البرزخ ويوم المعاد أعظم وأشد :
    ( وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) الإسراء :72 .
    محمد بن عبد الرحمن بن قاسم / مجموع خطبه : ص : ( 274 ) .
    .................................................. .................................................. ..........
    ذكر الله في كتابه أوقات الصلوات ،
    تارة ثلاثة كما في قوله تعالى :
    ( أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) الإسراء :78 ،
    وأما الخمس فقد ذكرها أربعة :
    في قوله : ( فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ. وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ) الروم :17-18 ،
    وقوله : ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ) طه : 13 ،
    وقوله : ( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ) ق :39-40 ،
    والسنة فسرت ذلك وبينته وأحكمته .
    ابن تيمية / مجموع الفتاوى 22/84 .
    .................................................. .................................................. ..........
    من أوتي من العلم ما لا يبكيه فقد أوتي من العلم ما لا ينفعه ؛
    لأن الله نعت أهل العلم فقال :
    ( قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) الإسراء 107- 109 .
    أخلاق العلماء للآجري 5/347 .

    .................................................. ......................................

    في كل سبعة أيام تأوي إليها ؛ لتأمن من غوائل الفتن ..
    سورة افتتحت بالوسيلة العظمى للنجاة من كل فتنة :
    ( القرآن ) ،
    واختتمت بالحسنة العظمى التي لا يبقى معها أثر لأي فتنة :
    ( التوحيد ) ،
    وبينهما أربع فتن كبار :
    فتنة الدين ، ونجاتها في آية 28 ،
    والمال ونجاتها في 39 ،
    والعلم : ونجاتها بالصبر ،
    والسلطة : ونجاتها بالعدل ..
    هي " كهفك " من الفتن فأو إليها ينشر لك ربك من رحمته .
    د. عصام العويد .
    .................................................. .................................................. ..........
    ( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ) الكهف :1 ،
    فقوله ( قيماً ) أي: مستقيماً لا ميل فيه ، ولا زيغ ،
    وعليه : فهو تأكيد لقوله : ( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا )
    لأنه قد يكون الشيء مستقيماً في الظاهر ،
    وهو لا يخلو من اعوجاج في حقيقة الأمر ،
    ولذا جمع تعالى بين نفي العوج ، وإثبات الاستقامة .
    الشنقيطي / أضواء البيان 4/5 .
    .................................................. .................................................. ..........
    ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) الكهف :7
    لقد اغتر بزخرف الدنيا وزينتها الذين نظروا إلى ظاهرها دون باطنها ،
    فصحبوا الدنيا صحبة البهائم ،
    وتمتعوا بما تمتع السوائم ،
    همهم تناول الشهوات ، من أي وجه حصلت ،
    فهؤلاء إذا حضر أحدهم الموت ، قلق لخراب ذاته ، وفوات لذاته ،
    لا لما قدمت يداه من التفريط والسيئات .
    السعدي / تفسيره ص 470 .
    .................................................. .................................................. ..........
    تأمل في قول فتية أهل الكهف : ( وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ) الكهف : 10 ،
    طلبوا من الله أن يجعل لهم من ذلك العمل رشدا ،
    مع كونه عملاً صالحاً ،
    فما أكثر ما يقصر الإنسان فيه ، أو يرجع على عقبيه ، أو يورثه العجب والكبر ! .
    محمد بن عبد الوهاب .
    .................................................. .................................................. ..........
    ( فضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ) الكهف :11 ،
    ذكر الجارحة التي هذه الآذان – التي منها يكون السمع –
    لأنه لا يستحكم نوم إلا مع تعطل السمع ،
    وفي الحديث : ( ذلك رجل بال الشيطان في أذنه )
    أي : استثقل نومه جدا حتى لا يقوم بالليل .
    .................................................. .................................................. ..........
    ( وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ) الكهف :18 ،
    تأمل قوله : ( وَنُقَلِّبُهُمْ )
    ففيه دليل على أن فعل النائم لا ينسب إليه ، فلو طلّق ،
    أو قال : في ذمتي لفلان كذا ، لم يثبت ؛
    لأنه لا قصد له ، وفي تقليبهم ، وعدم استقرارهم على جنب واحد فائدة بدنية ، وهي توازن الدم في الجسد .
    ابن عثيمين / تفسير سورة الكهف ص 35 .
    .................................................. .................................................. ..........
    ( وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ) الكهف :18 ،
    إذا كان بعض الكلاب قد نال هذه الدرجة العليا بصحبة وخالطته الصلحاء والأولياء – حتى أخبر الله تعالى بذلك في كتابه –
    فما ظنك بالمؤمنين الموحدين ، المخالطين المحبين للأولياء والصالحين ؟
    بل في هذا تسلية وأنس للمقصرين المحبين للنبي صلى الله عليه وسلم وآله خير آل .
    تفسير القرطبي 13/232 .
    .................................................. .................................................. ..........
    في قصة أصحاب الكهف تكرر رد العلم إلى الله :
    ( قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ ) الكهف :19 ،
    ( رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ) الكهف : 21 ،
    ( قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ ) الكهف :22
    ، ( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ) الكهف :26 ؛
    لأن العبرة هو العلم بثباتهم وتبرؤهم مما عليه قومهم ،
    وأما غيره فالجهل به لا يضر .
    د. محمد الخضيري .
    .................................................. .................................................. ..........
    ( فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ ) الكهف :19 ،
    هذه الآية تدل على صحة الوكالة ، وهي أقوى آية في إثباتها .
    أحكام القرآن لابن العربي 5/296 .
    .................................................. .................................................. ..........
    ( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ) الكهف :22 ،
    ولم يقل : رجماً بالغيب ، بل سكت ،
    فهذا يدل على أن عددهم سبعة وثامنهم كلبهم ؛
    لأن الله عندما أبطل القولين الأولين ، وسكت عن الثالث ، صار الثالث صواباً .
    ابن عثيمين / تفسير سورة الكهف ، ص : ( 42 ) .
    .................................................. .................................................. ..........
    قال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى :
    ( وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ) الكهف : 22 ،
    روي أنه عليه السلام سأل نصارى نجران عنهم فنهى عن السؤال ،
    وفي هذا دليل على منع المسلمين من مراجعة أهل الكتاب في شيء من العلم . ويقصد القرطبي : علم الشريعة .
    تفسير القرطبي 10/384 .
    .................................................. .................................................. ..........
    ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف : 28 ،
    هل تدبرنا لمن وجه هذا الخطاب ؟
    وكيف أن الذين طولب بصحبتهم أقل منه منزلة !
    بل وحذره من تركهم طلباً لزينة الحياة الدنيا !
    إنه لدرس بليغ في بيان ضرورة مصاحبة الصالحين ،
    والصبر على ذلك ،
    وأن الدعوة إنما تقوم على يد من قويت صلتهم بربهم ،
    ولو كان حظهم من الدنيا قليلاً !
    د. عمر المقبل .
    .................................................. .................................................. ..........
    قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -
    : إذا رأيت وقتك يمضي ، وعمرك يذهب وأنت لم تنتج شيئاً مفيدا ، ولا نافعا ، ولم تجد بركة في الوقت ، ف
    احذر أن يكون أدركك قوله تعالى :
    ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) الكهف :28 ،
    أي : انفراط عليه وصار مشتتا ، لا بركة فيه ،
    وليعلم أن البعض قد يذكر الله ؛
    لكن يذكره بقلب غافل ،
    لذا قد لا ينتفع .
    ابن عثيمين / تعليقه على صحيح مسلم .
    .................................................. .................................................. ..........
    قال ابن هبيرة عند قوله تعالى :
    ( وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) الكهف :39 :
    ما قال : ( ما شاء الله كان ) أو ( لا يكون ) ،
    بل أطلق اللفظ ؛ ليعم الماضي والمستقبل والراهن .
    ذيل طبقات الحنابلة 3/222 .
    .................................................. .................................................. ..........
    ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ ) الكهف : 45 ،
    إنما شبه تعالى الدنيا بالماء
    ؛ لأن الماء لا يستقر في موضع ،
    كذلك الدنيا لا تبقى على حال واحدة ؛
    ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة كذلك الدنيا ؛
    ولأن الماء لا يبقى ويذهب كذلك الدنيا تفنى ؛
    ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل ؛
    كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها ؛
    ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعاً منبتاً ، وإذا جاوز المقدار كان ضاراً مهلكاً
    ، وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر .
    القرطبي / تفسيره 13 /289 .
    .................................................. .................................................. ..........
    قوله تعالى : ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف :46 ،
    إنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا ؛
    لأن في المال جمالاً ونفعاً ،
    وفي البنين قوة ودفعاً ،
    فصارا زينة الحياة الدنيا ؛
    لكن مع قرينة الصفة للمال والبنين ،
    لأن المعنى :المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقرة فلا تتبعوها نفوسكم .
    القرطبي / تفسيره 13/291 .
    .................................................. .................................................. ..........
    ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف :46
    تقديم المال على البنين في الذكر ؛ لأنه أسبق لأذهان الناس ،
    لأنه يرغب فيه الصغير والكبير ، والشاب والشيخ ، ومن له من الأولاد ما قد كفاه .
    ابن عاشور / التحرير والتنوير 15/77 .
    .................................................. .................................................. ..........
    في قوله تعالى : ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ) الكهف :49 ،
    قال قتادة رحمه الله : اشتكى القوم كما تسمعون الإحصاء ،
    ولم يشتك أحد ظلماً ، ف
    إن الله لا يظلم أحداً ،
    فإياكم والمحقرات من الذنوب ،
    فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه .
    الدر المنثور 9/564 .
    .................................................. .................................................. ..........
    ( وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ) الكهف :49 ،
    قال عون بن عبد الله : ضج – والله – القوم من الصغار قبل الكبار [ التمهيد 2/84 ] .
    فتأمل – وفقك الله – هذه اللفتة من هذا الإمام في التحذير من صغار الذنوب التي يحتقرها كثير من الناس ،
    مع أنها تجتمع على المرء فتهلكه .
    .................................................. .................................................. ..........
    قد يستغرب البعض بل قد ييأس ، وهو يرى بعض الكفرة يبغون ويظلمون ،
    ومع ذلك لم يأخذهم الله بعذاب ،
    ولكن من فقه سنن الله ،وآثارها في الأمم السابقة لا يستغرب ولا ييأس ؛
    لأنه يدرك أن هؤلاء الكفرة يعيشون سنة الإملاء والاستدراج التي تقودهم إلى مزيد من الظلم والطغيان ،
    وبالتالي إلى نهايتهم وهلاكهم ؛
    لكن في الأجل الذي حدده الله ، قال تعالى :
    ( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ) الكهف :59 .
    عبد العزيز الجليل .
    .................................................. .................................................. ..........
    في قوله تعالى : ( لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ) الكهف :62 ،
    دليل على جواز الإخبار بما يجده الإنسان من الألم والأمراض ،
    وأن ذلك لا يقدح في الرضا ، ولا في التسليم للقضاء
    لكن إذا لم يصدر ذلك عن ضجر ولا سخط .
    القرطبي / تفسيره 11/14 .
    .................................................. .................................................. ..........
    في قوله تعالى : ( آتِنَا غَدَاءَنَا ) الكهف :62 ،
    دليل على اتخاذ الزاد في الأسفار ،
    وهو رد على الجهلة الأغمار ، الذين يقتحمون الصحارى والقفار ،
    زعما منهم أن ذلك هو التوكل على الله الواحد القهار ،
    هذا موسى نبي الله وكليمه من أهل الأرض قد اتخذ الزاد مع معرفته بربه ، وتوكله على رب العباد .
    القرطبي / تفسيره 13/321 .
    .................................................. .................................................. ..........
    عندما اختار الله معلما لنبيه موسى عليه السلام مدح هذا المعلم بقوله :
    ( فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً ) الكهف :65 ،
    فقدم الرحمة على العلم ؛
    ليدل على أن من أخص صفات المعلم : الرحمة ،
    وأن هذا أدعى لقبول تعليمه ، والانتفاع به .
    د. عبد الرحمن الشهري .
    .................................................. .................................................. ..........
    في قول موسى للخضر : ( هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ) الكهف :66 التأدب مع المعلم ،
    وخطابه بألطف خطاب ،
    وإقراره بأنه يتعلم منه ،
    بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر ، الذي لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه ،
    بل يدعي أنه يتعاون هو وإياه ،
    بل ربما ظن أنه يعلم معلمه ، وهو جاهل جداً ،
    فالذل للمعلم ، وإظهار الحاجة إلى تعليمه ، ومن أنفع شيء للمتعلم .
    ابن سعدي / تفسيره ص482.
    .................................................. .................................................. ..........
    قول موسى للخضر : ( هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ) الكهف : 66 ، نموذج لطالب العلم الجاد والأدب مع العلماء ،
    فموسى عليه السلام نبي مرسل ،
    ولم تكن تلك المنزلة لتمنعه أن يتعلم ممن أقل منه ،
    بل قطع الفيافي والقفار ، ولم يتعاظم على العلم ،
    وذهب في سبيله واجتهد حتى وصل .
    د. عويض العطوي .
    .................................................. .................................................. ..........
    عندما أمر الله رسوله – في سورة الكهف – ألا يقول لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا بعد أن يقول : إن شاء الله ،
    بين له القدوة في فعل أخيه موسى حين قال : ( قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ ) الكهف : 69 .
    د. محمد الخضيري .
    .................................................. .................................................. ..........
    ( أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ) الكهف : 71 ،
    هنا ملمح لطيف : فموسى عليه السلام قال : لتغرق أهلها ،
    ولم يقل ( تغرقنا ) فلم يذكر نفسه ولا صاحبه ،
    رغم أنهما كانا على ظهر السفينة ؛
    لأن هذه أخلاق الأنبياء : يهتمون بأوضاع الناس أكثر من اهتمامهم بأنفسهم ، عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين .
    د. عويض العطوي .
    .................................................. .................................................. ..........
    قال موسى للخضر لما خرق السفينة : ( لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ) الكهف :71 ،
    وقال لما قتل الغلام : ( لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا ) الكهف : 74 ، فما الفرق بينهما ؟
    الإمر أهون من النكر ، وقد لا يكون منكراً كالنكر ،
    وإنما يتعجب منه ومن الغرض منه ، والنكر هنا أشد ؛
    لأنه فعل منكر قد وقع وهو قتل الغلام بخلاف خرق السفينة فإنها لم تغرق بذلك .
    درة التنزيل للإسكافي ( ص:157-158 ) .
    .................................................. .................................................. ..........
    حين أنكر موسى على الخضر خرق السفينة قال له الخضر :
    ( قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ) الكهف :72 ،
    وحين عاد موسى إلى الاعتراض على الخضر وأنكر قتله للغلام – بعد أن أكد للخضر أنه لن يعود للاعتراض عليه –
    قال له الخضر : ( قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً ) الكهف : 75
    فزاد لفظة ( لَّكَ ) ؛
    ليفيد التأكيد في بيان عدم صبر موسى على علمه ،
    وهكذا عادة العرب : تزيد في التأكيد كلما زاد الإنكار .
    ملاك التأويل للغرناطي ( ص:789 ) .


    __________________




    هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

    تعليق


    • #17
      رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

      هدايات الاجزاء :
      الجزء السادس عشر
      الكهف / 75 حتى نهاية سورة طه

      ◄◄◄◄◄◄◄◄◄◄◄◄◄◄◄


      *تضمنت سورة "الكهف" حديثا عن (4) فتن هي : الدين و المال و العلم و القوة .
      *(القوة) === قصة ذي القرنين نموذج لأصحاب النفوذ في أن يستخدموا سلطانهم لإقامة العدل بين الناس .

      *خُتمت سورة "الكهف" بمشاهد من يوم العرض على الله ، و ذكرت مصير الكفار و المؤمنين .

      * تكررت كلمة الرحمة (بمشتقاتها) في "مريم" (11) مرة ، ففتش عن مواطن الرحمة فيها ، و انظر أسبابها ، لعلك تنالها في شهر الرحمة .

      *بدأت سورة "مريم" بقصة زكريا – عليه السلام- و قدرة الله في إعطائه الولد بعد أن شاب رأسه و عقمت إمرأته ، فهل ييأس بعد ذلك أحد ؟

      *تفصيل لولادة مريم لعيسى –عليهما السلام- ، و كلامه في المهد بأنه عبد و رسول .

      *قصة "إبراهيم" – عليه السلام- و مجادلته لأبيه في عبادة الأصنام ، و التلطف في المجادلة بتكرار (يا أبتِ) مع أنه مُشرك !

      *ذكر بعض الأنبياء ، و عرض مشاهد من الحشر ، و دحض الزاعمين أنّ لله ولدا .

      *اُستهلت سورة "طه" ببسط نشأة "موسى" –عليه السلام -و تأييد الله له ، و إرساله إلى فرعون ، و مُقارعة السحرة .

      *كان سحرة فرعون أول النهار كفرة ، و في آخره مؤمنين بررة ، فتأمل سرعة أثر الإيمان عليهم .

      *إكرام الله لبني إسرائيل بخروجهم من بلد القبط ، و إغراق فرعون و قومه

      *قصة "السامري" ، و صنعه العجل الذي عبده بنو إسرائيل في مغيب " موسى" – عليه السلام-.

      *حال المعرضين عن الذكر يوم القيامة ، و صورة من صور الهول في ذلك اليوم .

      *تذكير الناس بعداوة الشيطان للإنسان بما تضمنته قصة "آدم" – عليه السلام _ ووسوسة الشيطان له ، فاحذر عدو أبيك .

      *خُتمت السورة بتسلية للنبي – صلى الله عليه و سلم – على ما يقوله المشركون و تثبيته على الدين ,
      ◄◄ ◄◄◄◄◄◄◄ ◄◄◄
      أعدها :
      د.عمر بن عبدالله المقبل



      وقفات مع الجزء السادس عشر من القرآن الكريم


      سورة الكهف

      من أجمل صفات المؤمنين :
      استعمال الأدب مع الله تعالى حتى في ألفاظهم ؛
      فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله :
      ( فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا ) الكهف :79 ،
      وأما الخير فأضافه إلى الله ،
      بقوله : ( فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ) الكهف : 82 ،
      وقال إبراهيم عليه السلام :
      ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) الشعراء :80 ،
      فنسب المرض إليه والشفاء إلى الله
      وقالت الجن : ( وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً )
      الجن :10 ،
      مع أن الكل بقضاء الله وقدره .
      السعدي / خلاصة تفسير القرآن ص 451 .
      .................................................. .................................................. ..............
      قال مطرف بن عبد الله في قوله تعالى :
      ( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) الكهف : 80 :
      إنا لنعلم أنهما قد فرحا به يوم ولد ،
      وحزنا عليه يوم قتل ،
      ولو عاش لكان فيه هلاكهما ،
      فليرض رجل بما قسم الله له ،
      فإن قضاء الله للمؤمن خير قضائه لنفسه ،
      وقضاء الله لك فيما تكره خير من قضائه لك فيما يحب .
      الدر المنثور 6/395 .
      .................................................. .................................................. ..............
      يستفاد من قوله تعالى : ( فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) الكهف :80 ، تهوين المصائب بفقد الأولاد وإن كانوا قطعا من الأكباد ، ومن سلم للقضاء أسفرت عاقبته عن اليد البيضاء .
      القرطبي 13 / 354 .
      .................................................. .................................................. ..............
      قوله تعالى : ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ) الكهف :82 ،
      فيه فوائد منها : أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وذريته وما يتعلق به ،
      ومنها أن خدمة الصالحين وعمل مصالحهم أفضل من غيرهم ؛
      لأنه علل أفعاله بالجدار بقوله :
      ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ) الكهف :82 .
      السعدي / خلاصة تفسير القرآن ص 451 .
      .................................................. .................................................. ..............
      تأمل في قول ذي القرنين :
      ( قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ) الكهف : 87-88 ،
      إذ ذكر المشرك بدأ بتعذيبه ، ثم ثنى بتعذيب الله ،
      ولما ذكر المؤمن بدأ بثواب الله أولاً ، ثم بمعاملته باليسر ثانياً ؛
      لأن مقصود المؤمن الوصول إلى الجنة ،
      بخلاف الكافر فعذاب الدنيا سابق على عذاب الآخرة .
      ابن عثيمين / تفسير سورة الكهف ، ص: ( 29 ) .
      .................................................. .................................................. ..............
      في قوله تعالى : ( عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ) الكهف : 94 ،
      دليل على اتخاذ السجون ، وحبس أهل الفساد فيها ،
      ومنعهم من التصرف لما يريدونه ،
      ولا يتركون على ما هم عليه ،
      بل يحبسون حتى يعلم انكفاف شرهم ،
      ثم يطلقون كما فعل عمر – رضي الله عنه - .
      تفسير القرطبي 13/384 .
      .................................................. .................................................. ..............
      ( وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضاً ) الكهف : 100 ،
      وجاءت كلمة (عَرَضْنَا ) نكرة ،
      والمعنى : عرضاً عظيماً تتساقط منه القلوب ،
      ومن الحكم في ذكر ذلك :
      أن يصلح الإنسان ما بينه وبين الله ، وأن يخاف من ذلك اليوم ،
      ويستعد له ، وأن يصور نفسه وكأنه تحت قدميه .
      ابن عثيمين / تفسير سورة الكهف : ( 140 ) .
      .................................................. .................................................. ..............
      ( وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ) الكهف : 100-101 ،
      وهذا يتضمن معنيين :
      أحدهما : أن أعينهم في غطاء عما تضمنه الذكر من آيات الله ،
      وأدلة توحيده ، وعجائب قدرته ،
      والثاني : أن أعين قلوبهم في غطاء عن فهم القرآن وتدبره ، والاهتداء به ،
      وهذا الغطاء للقلب أولا ، ثم يسري منه إلى العين .
      ابن القيم / شفاء العليل ص 93 .
      .................................................. .................................................. ..............
      من فوائد قصة موسى مع الخضر :
      أن من ليس له صبر على صحبة العالم والعلم ،
      فإنه يفوته بحسب عدم صبره كثير من العلم ،
      ومن استعمل الصبر ولازمه ، أدرك به كل أمر سعى فيه .
      ابن سعدي / تفسيره ص 482 .
      .................................................. .................................................. ..............
      في إنكار موسى أكثر من مرة على الخضر ، وعدم صبره ،
      دليل على أن قلوب المؤمنين مجبولة على إنكار المنكر ؛
      لأن موسى عليه السلام وعد الخضر بالصبر ، فلما رأى ما رأى أنكره عليه .
      القصاب / نكت القرآن 2/215 .
      .................................................. .................................................. ..............
      من ثمرات تدبر المشتركين :
      انظر الفرق!
      كيف نسب الله – في سورة الكهف – الكلب إلى الفتية لأنهم صالحين
      ، بينما في سورة الفيل نسب أبرهة وجيشه إلى الفيل لحقارتهم عند الله .
      .................................................. .................................................. ..............
      قال تعالى عن أهل الفردوس : ( خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا ) الكهف :108 ،
      فإن قيل : قد علم أن الجنة كثيرة الخير ،
      فما وجه مدحها بأنهم لا يبغون عنها حولاً ؟
      فالجواب : أن الإنسان قد يجد في الدار الأنيقة معنى لا يوافقه ،
      فيحب أن ينتقل إلى دار أخرى ، وقد يمل ، والجنة على خلاف ذلك .
      ابن الجوزي / زاد الميسر 4/256 .

      :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::

      ( إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ) مريم ،
      إخفاء الدعاء ، والإسرار بالمسألة :
      مناجاة للرب ،
      وإيمان بأن الله سميع ،
      وذل واستكانة ،
      وسنة من سنن المرسلين .
      د . عبد الله السكاكر .
      .................................................. .................................................. ..............
      تأمل في سر قول عيسى عليه السلام – أول ما تكلم -
      : ( قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ ءاتانِيَ الكتابَ وجَعَلَنِي نَبِيًّا ) مريم : 30 ،
      قال وهب : أقر عيسى على نفسه بالعبودية لله – عز وجل – أول ما تكلم ؛
      لئلا يتخذ إلهاً .
      تفسير البغوي 5/230 .
      .................................................. .................................................. ..............
      من ثمرات تدبر المشتركين :
      ( وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ) مريم : 53 ،
      تأمل في قوله تعالى : ( مِن رَّحْمَتِنَا ) !!
      الأخوة رحمة من رحمات الله ،
      ومن رحمة الله قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( وددت لو أني رأيت إخواني )
      فهل ترانا نستحق أخوته عليه الصلاة والسلام ،
      ثم نشتاق لرؤيته كما اشتاق لرؤيتنا بأبي هو وأمي ؟
      .
      .................................................. .................................................. ..............
      ذكر ابن تيمية – رحمه الله – أن هذه الآية :
      ( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا )
      مريم :65 ،
      جمعت أنواع التوحيد الثلاثة :
      توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ،
      فحاول أن تستخرجها ، زادك الله فهماً لكتابه .
      مجموع الفتاوى 27/366 .
      .................................................. .................................................. ..............
      كان الحسن البصري يعظ فيقول :
      المبادرة ، المبادرة ! فإنما هي الأنفاس ،
      لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله تعالى !
      رحم الله امرأ نظر إلى نفسه ،
      وبكى على عدد ذنوبه ،
      ثم قرأ هذه الآية : ( إِنَّمَا نَعُدّ لَهُمْ عَدًّا ) مريم : 84 ،
      يعني الأنفاس ،آخر العدد خروج نفسك ، آخر العدد فراق أهلك
      ، آخر العدد دخولك في قبرك !.
      العاقبة في ذكر الموت للأشبيلي ص 82 .
      .................................................. .................................................. ..............
      سورة طه تضمنت عدداً من المقاصد :
      أجلاها ذكر أصول السعادة ،
      حيث ذكر في مفتتحها (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) طه : 1-2 ،
      ثم ذكرت تفاصيل السعادة في تضاعيفها ،
      كتوحيد الله ، والدعوة إلى سبيلة ، والإكثار من ذكره ،
      ثم أجملت في آخرها ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) طه : 123-124 .
      د. محمد الحمد / خواطر : ( 228 ) .
      .................................................. .................................................. ..............
      عن قتادة في قوله تعالى : ( مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) طه : 2 ، :
      لا والله ، ما جعله الله شقياً ،
      ولكن جعله الله رحمة ونوراً ودليلاً إلى الجنة .
      [الدر المنثور 5/552] ،
      فتأمل الآية وتعليق هذا الإمام عليها ،
      ثم لك أن تتعجب أن يتقلب مسلم في الشقاء وكتاب الله بين يديه !.
      .................................................. .................................................. ..............
      في قوله تعالى : ( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) إلى قوله : ( كَيْ نُسَبِّحك كَثِيرًا )
      طه : 25-33 ،
      أدب من آداب الدعاء ، وهو نبل الغاية ، وشرف المقصد ،
      وقريب منه قوله – صلى الله عليه وسلم - :
      ( اللهم اشف عبدك فلانا ، ينكأ لك عدوا ، ويمشي لك إلى الصلاة ) .
      د. محمد الحمد .
      .................................................. .................................................. ..............
      ( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا ) طه : 44 ،
      كان اللين في الأسلوب والطريقة ، ولم يكن في المضمون والعقيدة .
      صالح المغامسي .
      .................................................. .................................................. ..............
      إذا أمرنا الناس بالدعوة فيلزمنا أن نعلمهم أصولها وأساليبها ؛
      لئلا يسيئوا إليها ،
      ولنا في ربنا قدوة ،
      لما أمر موسى بالدعوة قال له :
      ( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) طه : 44 ،
      ثم وضح القول اللين بقوله :
      ( فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ( 18 ) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ) النازعات : 18-19 .
      د. محمد الخضيري .
      .................................................. .................................................. ..............
      قرأ رجل عند يحيى بن معاذ هذه الآية :
      ( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا ) طه :44 ،
      فبكى يحيى ،
      وقال : إلهي هذا رفقك بمن يقول أنا الإله !
      فكيف رفقك بمن يقول أنت الإله ؟! ،
      هذا رفقك بمن قال : ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ) النازعات :24 ،
      فكيف بمن قال : ( سبحان ربي الأعلى ) ؟ .
      تفسير البغوي 1/274 .
      .................................................. .................................................. ..............
      قال تعالى – في قصة موسى مع السحرة - :
      ( إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى ) طه : 65 ،
      والحكمة في هذا – والله أعلم – ليرى الناس صنيعهم ويتأملوه ،
      فإذا فرغوا من بهرجهم ،
      جاءهم الحق الواضح الجلي بعد تطلب له ، وانتظار منهم لمجيئه ،
      فيكون أوقع في النفوس ، وكذا كان .
      تفسير ابن كثير 3/456 .
      .................................................. .................................................. ..............
      كان سحرة فرعون آية في اليقين الصحيح والإخلاص العالي عندما رفضوا الإغراء ، وحقروا الإرهاب ، وداسوا حب المال والجاه ،
      وقالوا للملك الجبار : ( فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنيا ) طه :72 ،
      وشتان بين هؤلاء الذين يستهينون بالدنيا في سبيل الله ،
      وبين الذين يسخرون الدين نفسه في التقرب من كيسر أو الاستحواذ على حقير .
      محمد الغزالي / خلق المسلم ص (91 ) .
      .................................................. .................................................. ..............
      ومن أعجب ما ظاهره الرجاء وهو شديد التخويف ،
      قوله تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَـنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) طه : 82 ،
      فإنه علق المغفرة على أربعة شروط ، يصعب تصحيحها .
      مختصر منهاج القاصدين للمقدسي 4/68 .
      .................................................. .................................................. ..............
      ( فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ) طه : 117 ،
      تأمل كيف جمع بينهما في الخروج من الجنة ،
      وخص الذكر بالشقاء فقال : ( تشقى ) ولم يقل تشقيان ؛
      لأن الأصل أن الذكر هو الذي يشتغل بالكسب والمعاش
      ، وأما المرأة فهي في خدرها .
      [ ابن القيم / انظر بديع الفوائد 3/1210 ]
      وفي هذا لفتة لمن يدعو إلى خروج المرأة من منزلها إلى ميادين العمل بإطلاق ، وكأن ذلك هو الأصل .
      .................................................. .................................................. ..............
      تاملت قوله تعالى : ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى ) طه : 123 ،
      فوجدته على الحقيقة أن كل من اتبع القرآن والسنة وعمل بما فيهما ،
      فقد سلم من الضلال بلا شك ،
      وارتفع في حقه شقاء الآخرة بلا شك إذا مات على ذلك ،
      وكذلك شقاء الدنيا فلا يشقى أصلاً ،
      ويبين هذا قوله تعالى : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا) الطلاق :2 .
      ابن الجوزي / صيد الخاطر : 179 .
      .................................................. .................................................. ..............
      عن ابن عباس قال : أجار الله تابع القرآن من أن يضل في الدنيا أو يشقى في الآخرة ، ثم قرأ : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ) طه : 123 ،
      قال : لا يضل في الدنيا ، ولا يشقى في الآخرة .
      تفسير ابن أبي حاتم 9/304 .
      .................................................. .................................................. ..............
      إذا شعرت بالملل من جراء كثرة أمرك أهل بيتك بالصلاة ،
      وإيقاضهم لها – خصوصاً صلاة الفجر –
      فتذكر قوله تعالى : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) طه : 132 ،
      ففي ذلك أعظم دافع للصبر والاحتساب ، وطرد الملل ،
      وتذكر عاجل الأجر ، ومآل الصبر بعد ذلك في الآية ( لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) طه : 132 .
      د. محمد الحمد .

      __________________





      هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

      تعليق


      • #18
        رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

        هدايات الأجزاء / الجزء السابع عشر

        من أول سورة "الأنبياء" حتى نهاية سورة "الحج"

        /////////////////////////////////////////////////////


        *بدأت سورة "الأنبياء" بالإنذار بالبعث ، و تحقيق وقوعه ، و أنّه قد اقترب ، فهل استعددت له ؟!

        *تقرير التوحيد من خلال المناقشات العقلية و الأدلة الحسية المُشاهدة و ذكر القيامة .

        *قصة "إبراهيم" – عليه السلام _ في تحطيم الأصنام أنموذج رائع في الحنكة مع قوة التوكل على الله ,

        *بسط لقصص كثير من الأنبياء – عليهم السلام – و كيف أهلك الله مُعارضيهم و كيف أعز الله أولياؤه .

        *نماذج رائعة من قوة صلة الأنبياء – عليهم السلام – بربهم ، و إنقاذهم في وقت الشدة في سورة "الأنبياء" .

        *خُتمت السورة بذكر مصير المشركين و آلهتهم ، ثم دعت إلى التوحيد .

        *بدأت سورة "الحج" بتخويف الناس من هول زلزلة الساعة و التحذير من إتباع الشيطان ,

        *جدال المشركين في إنكار البعث ، و الإستدلال ببداية خلق الإنسان و إحياء الارض الهامدة .

        *تفصيل لكيفية فرض الله الحج على "إبراهيم" – عليه السلام _ ، و ذكر بعض أركانه و مُستحباته .

        *تعظيم الله من خلال تعظيم شعائره في الحج و النحر يُخرجها من العادات إلى العبادات ,

        *ذكر إخرج المهاجرين من ديارهم ، وواجبات من مكنهم الله في الأرض بالسلطان ,

        *ذكر بعض الأقوام المُكذبين لرسلهم ، و تعريج على بعض مكايد الشيطان و فتنته .

        *ذكر الدلائل على قدرة الله تعالى ، و ذكر البعث ، و مُحاجة المشركين .

        *و خُتمت السورة بدعوة إلى الجهاد ، و إقامة الفرائض ، و الاعتصام بالله .

        /////////////////////////////////////
        أعدها :
        د.عمر بن عبدالله المقبل





        وقفات مع الجزء السابع عشر من القرآن الكريم

        سورة الأنبياء

        ( قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ ) الأنبياء : 55 ،
        هكذا قال قوم إبراهيم – لما دعاهم إلى التوحيد –
        فهم يدركون أن الدين الحق لا يجتمع مع اللعب والباطل ،
        فكيف يريد بعض المنهزمين أن تعيش الأمة بدين ملفق يجمع أنواعاً من اللعب والباطل مع شيء من الحق ؟
        ( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ ) ؟
        د. عمر المقبل .
        .................................................. .................................................. .....
        في قصة إبراهيم عليه السلام في سورة الأنبياء قال :
        ( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ) الأنبياء : 70 ،
        وفي الصافات : ( فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ) الصافات : 98 ،
        وهي قصة واحدة فما الحكمة فيه ؟
        الجواب : في سورة الأنبياء أخبر الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنه كاد أصنامهم ( وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ) الأنبياء : 57 ،
        وأخبر أنهم أرادوا أن يكيدوه كذلك ( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا ) فتقابل الكيدان ،
        فلما عاد عليهم كيدهم عبر بالخسارة ،
        وفي الصافات قال قبلها : ( قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ ) الصافات : 97
        فلما رموا نبي الله من فوق البناء إلى أسفل ،
        عاقبهم الله من جنس عملهم فجعلهم هم الأسفلين ،
        وأصبح أمر نبي الله عالياً .
        الإسكافي / درة التنزيل ص 209 .
        .................................................. .................................................. .....
        تأمل قوله تعالى : ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً ) الأنبياء : 87 ،
        وقوله تعالى : ( وَلاَ تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ) القلم : 48 ،
        تجد أنه أضاف كلمة ( ذا ) إلى ( النون ) ،
        وكلمة ( صاحب ) إلى ( الحوت
        ) والمقصود واحد وهو يونس عليه السلام ،
        وسر ذلك – والله أعلم – أن النون اسم للحوت العظيم ،
        وكلمة ( ذا ) تطلق مع ما يدل على العظمة .
        د. عويض العطوي .
        .................................................. .................................................. .....
        إظهار الافتقار ، والإقرار بالذنب من أسباب إجابة الدعاء ،
        تأمل كيف جمعها يونس عليه السلام في ذلك الدعاء العظيم
        : ( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )
        الأنبياء : 87 -88 ،
        ولهذا كان سيد الاستغفار من أفضل الأدعية لتضمنه هذا المعنى .
        د. محمد الحمد .
        .................................................. .................................................. .....
        يقول أحد المشتركين :
        عندما حرمت من الذرية ست سنوات ، وطرقت أبواب المستشفيات ولم أجد فائدة ، تذكرت قول زكريا : ( رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) الأنبياء : 89 ،
        فأصبحت أرددها دائماً ، مع الدعاء ، والاستغفار ،
        والرقية حتى رزقني الله بطفلين ، ولله الحمد .
        .................................................. .................................................. .....
        كرم الرب يتجاوز طمع الأنبياء فيه – مع عظم علمهم به –
        فهذا زكريا لهج بالدعاء ونادى : ( رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا ) الأنبياء : 89 ،
        فاستجب له وجاءته البشرى فلم يملك أن قال :
        ( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ) آل عمران : 40 ،
        فلله ما أعظم إحسان ربنا !
        وما أوسع كرمه !
        فاللهم بلغنا – برحمتك – فوق ما نرجو فيك ونؤمل .
        إبراهيم الأزرق .
        .................................................. .................................................. .....
        ( وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً ) الأنبياء : 90 ،
        دام خوفهم من ربهم فلم يفارق خوفه قلوبهم
        ، إن نزلت بهم رغبة خافوا أن يكون ذلك استدراجا من الله لهم ،
        وإن نزلت بهم رهبة خافوا أن يكون الله – عز وجل – قد أمر بأخذهم لبعض ما سلف منهم .
        الحسن البصري / الدر المنثور 5/670 .
        .................................................. .................................................. .....
        ( إنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ) الأنبياء : 90 ،
        ولم يقل : يسارعون إلى الخيرات ؛
        لأنهم الآن منهمكون في أعمال خيرة ،
        فهمهم المسارعة فيها ، والازدياد منها ،
        بخلاف من يسارع إلى شيء ،
        فكأنه لم يكن فيه أصلاً ، فهو يسرع إليه ليكون فيه .
        تفسير الشعراوي 1/3540 .
        .................................................. .................................................. .....
        إذا تأملت قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ) الأنبياء : 101 ،
        وأضفت له قوله تعالى : ( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) الحديد : 10 ،
        تبين لك أن الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعاً ؛
        لأنه وعد أهل الحسنى بالإبعاد عن النار ،
        وأخبر أن الصحابة سواء من أسلم قبل الفتح أو بعده موعود بالحسنى .
        ابن حزم / المحلى 1/44 .
        .................................................. .................................................. .....
        ( إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ ) الأنبياء : 110 ،
        اختص الله تعالى بعلم الجهر من القول من جهة أنه إذا اشتدت الأصوات وتداخلت فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان ،
        ولا يميز الكلام أما الله – عز وجل – فإنه يسمع كلام كل شخص بعينه ،
        ولا يشغله سمع كلام عن سمع آخر .
        الوزير ابن هبيرة / ذيل طبقات الحنابلة 1/283 .
        .................................................. .................................................. .....
        في قوله تعالى : ( احْكُم بِالْحَقِّ ) الأنبياء : 112 ،
        المراد منه : كن أنت – أيها القائل – على الحق ؛
        ليمكنك أن تقول : احكم بالحق ؛
        لأن المبطل لا يمكنه أن يقول : احكم بالحق ! .
        ابن هبيرة / ذيل طبقات الحنابلة 1/238 .

        :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::

        سورة الحج

        يا هذا
        ! اعبد الله لما أراده منك لا لمرادك منه ،
        فمن عبده لمراد نفسه منه فهو ممن يعبد الله على حرف :
        ( فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) الحج : 11 ،
        ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريده مولاه .
        ابن رجب / كلمة الإخلاص ، ص : 39 .
        .................................................. .................................................. .....
        وصف الله المسجد الحرام بقوله : ( الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ ) الحج : 25 ،
        للإيماء إلى علة مؤاخذة المشركين بصدهم عنه ؛
        لأجل أنهم خالفوا ما أراد الله منه
        فإنه جعله للناس كلهم يستوي في أحقية التعبد به
        العاكف فيه أي :المستقر في المسجد
        والبادي أي : البعد عنه إذا دخله .
        ابن عاشور / التحرير والتنوير 17/171 .
        .................................................. .................................................. .....
        ( يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ) الحج : 27 ،
        في تقديم ذكر الرجال على الركبان فائدة جليلة ،
        وهي أن الله تعالى شرط في الحج الاستطاعة
        ولا بد من السفر إليه لغالب الناس
        فذكر نوعي الحجاج لقطع توهم من يظن أنه لا يجب إلا على راكب ،
        فقدم الرجال اهتماماً بهذا المعنى وتأكيداً ،
        أو أن هذا التقديم جبرا لهم لأن نفوس الركبان تزدريهم .
        ابن القيم / بدائع الفوائد 1/73 .
        .................................................. .................................................. .....
        بعد أن ذكر الله المناسك – في سورة الحج –
        قال : ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) الحج : 30 ،
        ففيه إشارة إلى أن الحج ليس أقوالاً وأعمالاً جوفاء
        ، وأن الخير الكثير إنما هو لمن تنسك ؛ معظماً لحرمات الله ، متقياً معصيته ،
        ولعل في افتتاح السورة بالأمر بالتقوى ،
        واختتامها بالجهاد في الله حق المجاهدة تأكيداً على ذلك .
        د. عبد الله الغفيلي .
        .................................................. .................................................. .....
        ( وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) الحج : 32 ،
        أضاف التقوى إلى القلوب ؛ لأنه حقيقة التقوى في القلب ؛
        ولهذا قال عليه الصلاة والسلام – كما في الصحيح – ( التقوى هاهنا ) ثلاثا ،
        وأشار إلى صدره .
        القرطبي / أحكام القرآن 12 / 56
        .................................................. .................................................. .....
        من شعائر الله التي قل العمل بها :
        سوق الهدي إلى الحرم ،
        قال تعالى : ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ. لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) الحج : 32-33 ،
        وقال : ( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) الحج : 36 ،
        قال الرازي : وما أخلق العاقل بالحرص على شيء شهد الله تعالى بأن فيه خيراً ، وبأن فيه منافع .
        د. محمد القحطاني .
        .................................................. .................................................. .....
        قال تعالى في سياق آيات الحج :
        ( وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ. الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) الحج : 34-35 ،
        ذكر للمخبتين أربع علامات :
        وجل قلوبهم عند ذكره ( والوجل خوف مقرون بهيبة ومحبة ) ،
        وصبرهم على أقداره ، و
        إتيانهم بالصلاة قائمة الأركان ظاهراً وباطناً ،
        وإحسانهم إلى عباده بالإنفاق مما آتاهم .
        [ ابن القيم / انظر شفاء العليل 1/ 106 ]
        فما أجمل أن ترى الحاج وقد جمل ظاهرة وباطنه بهذه العلامات .
        .................................................. .................................................. .....
        قال تعالى : ( لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ ) الحج : 37 ، فالعبادات إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله ،
        كانت كالقشور الذي لا لب فيه ، والجسد الذي لا روح فيه .
        ابن سعدي / التفسير ص 583 .
        .................................................. .................................................. .....
        ورد في آيات الحج من العناية بأمر القلوب ما لم يرد في أي ركن من أركان الإسلام ؛
        لما في أعمال الحج من مظاهر قد تصرف عن مقاصده العظيمة إلى ضدها ،
        تأمل : ( لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ ) الحج : 37 ، فتعاهد قلبك حين أداء نسكك .
        أ.د. ناصر العمر .
        .................................................. .................................................. .....
        وفيها – أي سورة الحج – من التوحيد والحكم والمواعظ – على اختصارها – ما هو بين لمن تدبره ،
        وفيها ذكر الواجبات والمستحبات كلها :
        توحيدا وصلاة وزكاة وصياماً ؛
        قد تضمن ذلك قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون َ) الحج : 77 ،
        فهذه الآية والتي بعدها لم تترك خيراً إلا جمعته ، ولا شراً إلا نفته .
        ابن تيمية / مجموع الفتاوى 15/166 .
        .................................................. .................................................. .....
        إذا عبر عن شيء بأحد أجزائه فهذا دليل على أنه ركن فيه ،
        ومن هنا أخذت ركنية الركوع والسجود في الصلاة من قوله :
        ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
        الحج : 77 .
        د. محمد الخضيري .
        .................................................. .................................................. .....
        ختم الله سورة الحج بقوله : ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ) الحج : 78 ،
        وفي ذلك – والله أعلم – إشارة إلى استمرار الجهاد والمجاهدة بعد الحج ،
        وأن ذلك ليس خاصاً به ،
        بل العبد محتاج لها في الصلاة ، والزكاة ، والاعتصام بالله ،
        مبينا أن الانضباط بالشريعة – مع حاجته إلى المجاهدة – ليس فيه أي حرج أو عسر ، بل هو سمة هذا الدين ،
        ومنهج أبينا إبراهيم ،
        فهل يتنبه لذلك من يركن للراحة والدعة والتفريط بعد الحج .
        أ.د. ناصر العمر .


        __________________





        هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

        تعليق


        • #19
          رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

          هدايات الأجزاء / الجزء الثامن عشر

          أول سورة المؤمنون ==== "الفرقان / 20

          ///////////////////////////////////////////////



          *وأنت تقرأ الصفات المذكورة في أول "المؤمنين" ، ألم تسأل نفسك : ماذا حققت منها ؟

          *قصة "نوح" –عليه السلام – و تلقينه أن يحمد الله على أن نجاه من القوم الظالمين .

          *إطلالة سريعة على بعض قصص الأنبياء تسلية لقلب النبي صلى الله عليه و سلم .

          *عرض لمشهد الاحتضار و الموت و النفخ في الصور و مآل المكذبين بآيات الله و تقريع الله لهم في النار .

          *أول "المؤمنون" ::: (قد أفلح المؤمنون) و آخرها ::: (إنه لا يفلح الكافرون) ، فما أعظم الفرق !

          *بدأت سورة "النور" بالحديث عن الزنا و القذف و حكم اللعان .

          *قصة "الإفك" تعلمنا دروسا في التثبت و حفظ اللسان ، و تبين عظيم خطره .

          *في هذه الحادثة ظهرت مناقب أُمنا "عائشة"رضى الله عنها . فاحذر المكذبين للقرآن !!

          *الزجر عن حب إشاعة الفواحش بين المؤمنين و المؤمنات ، و الأمر بالصفح عن الأذى .

          *الأمر بالاستئذان عند دخول البيوت ، و الأمر بغض البصر و حفظ الفروج .

          * الإرشاد للزواج و الإشارة إلى تكفل الله بالغنى ، و الاستعفاف عند عدم القدرة، و تحريم البغاء .

          *ضرب أمثلة لنور الله و لأعمال الكفار ، ثم التعريج على بعض آيات الله في الكون ,

          *ذكر المنافقين و إبراز صفة الإعراض عن حكم الله ! ففتش نفسك .

          *وعد الله الذين آمنوا بالاستخلاف في الأرض ، لكن بشروط انظرها في "النور" .

          *حكم إستئذان الأطفال لدخول البيوت ، و ذكر حجاب العجائز . كلها من أسرار العفاف التي تُبينها سورة "النور" ، ثم الحديث عن حكم الأكل في بيوت الأقارب .

          *في ختام السورة دعوة للتادب مع النبي صلى الله عليه و سلم .

          *اُفتتحت "الفرقان" بالثناء على من أنزل الفرقان ، فما نصيبك من بركة هذا القرآن ؟

          *دحض شبهة المشركين حول القرآن و الرسول صلى الله عليه و سلم ,


          ////////////////////////

          أعدها
          د. عمر المقبل






          وقفات مع الجزء الثامن عشر من القرآن الكريم


          سورة المؤمنون

          اقرأ أول سورة " المؤمنون " بتدبر ،
          تجد أن من أهم صفات المؤمنين المفلحين :
          إتقان العمل ، والمداومة عليه ،
          وهذان الأمران هما سر النجاح وأساس الفلاح ،
          فالخشوع في الصلاة يشير إلى ضرورة الإتقان ،
          والمحافظة على جميع الصلوات لا تكون إلا بالمداومة والاستمرار .
          د. محمد القحطاني .
          .................................................. .................................................. ...........
          سورة المؤمنون أولها ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) المؤمنون : 1
          وآخرها : ( إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ) المؤمنون : 117
          فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة !
          [ الزمخشري / الكشاف 4/373 ]
          فتأمل – يا عبد الله – في الصفات التي جعلت أولئك المؤمنون يفلحون ،
          وتأمل أواخر هذه السورة لتدرك لم لا يفلح الكافرون ؟! .
          .................................................. .................................................. ...........
          من أعظم موانع الخشوع :
          كثرة اللغو والحديث الذي لا منفعة فيه ؛
          ولذلك ذكر من صفات المؤمنين إعراضهم عن اللغو بعدما ذكر خشوعهم
          فقال : ( قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ ) المؤمنون 1-3 .
          د. محمد الخضيري .
          .................................................. .................................................. ...........
          تأمل كيف قرن الله بين أكل الطيبات وعمل الصالحات في قوله تعالى :
          ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ) المؤمنون : 51 ،
          فأكل الحلال الطيب مما يعين العبد على فعل الصالحات ،
          كما أن أكل الحرام أو الوقوع في المشتبهات مما يثقل العبد عن فعل الصالحات .
          فهد العيبان .
          .................................................. .................................................. ...........
          أوصى سفيان الثوري رجلاً فقال :
          إياك أن تزداد بحلمه عنك جرأة على المعصية ،
          فإن الله لم يرض لأنبيائه المعصية والحرام والظلم ،
          فقال : ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ) المؤمنون : 51 ،
          ثم قال للمؤمنين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ) البقرة : 267 ،
          ثم أجملها فقال : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) البقرة : 168 .
          حلية الأولياء 7/24 .
          .................................................. .................................................. ...........
          قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ )
          المؤمنون : 60 ،
          أي : خائفة ،
          يقول الحسن البصري : يعملون ما يعملون من أعمال البر ، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم ،
          إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة وإن المنافق جمع إساءة وأمنا .
          تفسير الطبري 19 / 45 .
          .................................................. .................................................. ...........
          كان سهل بن عبد الله التستري يقول :
          إنما خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطرة ، وعند كل حركة ،
          وهم الذين وصفهم الله تعالى بقوله : ( وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) المؤمنون : 60 .
          إحياء علوم الدين 4/172 .
          .................................................. .................................................. ...........
          ( أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) المؤمنون : 61 ،
          هذا دليل على أن المبادرة إلى الأعمال الصالحة ؛
          من صلاة في أول الوقت – وغير ذلك من العبادات – هو الأفضل ،
          ومدح الباري أدل دليل على صفة الفضل في الممدوح على غيره .
          ابن العربي / أحكام القرآن 5 / 467 .
          .................................................. .................................................. ...........
          ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ) المؤمنون : 96 ،
          فقه الآية : اسلك مسلك الكرام ، ولا تلحظ جانب المكافأة ، ادفع بغير عوض ،
          ولا تسلك مسلك المبايعة ،
          ويدخل فيه : سلم على من لم يسلم عليك ، والأمثلة تكثر .
          ابن العربي / أحكام القرآن 5 / 473 .

          :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::

          قال تعالى في أول سورة النور :
          ( سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) النور : 1 ،
          فهذه السورة فيها حجج التوحيد ، ودلائل الأحكام ، والكل آيات بينات ،
          فحجج العقول ترشد إلى مسائل التوحيد ،
          ودلائل الأحكام ترشد إلى وجه الحق ، وترفع غمة الجهل ،
          وهذا هو شرف السورة ، فيكون شرفاً للنبي – صلى الله عليه وسلم – في الولاية ، شرفا لنا في الهداية .
          أحكام القرآن لابن العربي 5/478 .
          .................................................. .................................................. ...........
          قوله تعالى بعد ذكره أحكام القذف
          : ( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ) النور : 10 ،
          قد يقال : إن المتوقع أن يقال : ( توابٌ رحيمٌ )
          ؛ لأن الرحمة مناسبة للتوبة ،
          لكن ختمت باسم الله ( حَكِيمٌ ) إشارة إلى فائدة مشروعية اللعان وحكمته
          ، وهي الستر عن هذه الفاحشة العظيمة .
          السيوطي / الإتقان 2/275 .
          .................................................. .................................................. ...........
          ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) النور : 19 ،
          في هذه الآية وعيد رباني لا يتخلف للذين يتبنون مشاريع الفساد والإفساد في الأرض بالعذاب الأليم في الدنيا قبل الآخرة ،
          سواء كان حسياً أو نفسياً ، علمنا به أم لم نعلم ؛
          ولذلك ختمها بقوله : ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) النور : 19 ،
          وفي ذلك شفاء لصدور المؤمنين ، وإذهاب لغيظ قلوبهم .
          أ.د. ناصر العمر .
          .................................................. .................................................. ...........
          أتحب أن يعفو الله عنك ، ويغفر لك ؟
          إنه عمل سهل ؛ لكنه عند الله عظيم !
          وهذا يتحقق لك بأن تعفو وتصفح عن كل مسلم أخطأ في حقك ، أو أساء إليك ، أو ظلمك ،
          فإن استثقلت نفسك هذا ، فذكرها قول ربها : ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النور : 22 .
          د. محمد العواجي .
          .................................................. .................................................. ...........
          لماذا توصف المؤمنات المحصنات بـ ( الْغَافِلَاتِ ) ؟ النور : 23 ،
          إنه وصف لطيف محمود يجسد المجتمع البريء ، والبيت الطاهر الذي تشب فتياته زهرات ناصعات ، لا يعرفن الإثم ،
          إنهن غافلات عن ملوثات الطباع السافلة ،
          وإذا كان الأمر كذلك فتأملوا كيف تتعاون الأقلام الساقطة ، والأفلام الهابطة لتمزق حجاب الغفلة هذا ، ثم تتسابق وتتنافس في شرح المعاصي ، وفضح الأسرار وهتك الأستار ، وفتح عيون الصغار قبل الكبار ؟!
          ألا ساء ما يزرون !!
          د. صالح ابن حميد .
          .................................................. .................................................. ...........
          لما ذكر الله الأمر بغض البصر للمؤمنين والمؤمنات في سورة النور :
          ختمها بقوله سبحانه :
          ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور : 31 ،
          وكأن تنصيصه على ذكر الجميع إشارة إلى أن هذا الذنب لا يكاد يسلم منه أحد .
          .................................................. .................................................. ...........
          تأمل هذا السر العظيم من أسرار التنزيل ، وإعجاز القرآن الكريم ،
          ذلك أن الله تعالى لما ذكر في فاتحة سورة النور شناعة جريمة الزنى ،
          وتحريمها تحريماً غائباً ،
          ذكر من فاتحتها إلى تمام الآية : 33 أربع عشرة وسيلة وقائية ،
          تحجب هذه الفاحشة ،
          وتقاوم وقوعها في مجتمع الطهر والعفاف جماعة المسلمين ،
          وهذه الوسائل الواقية : فعلية ، وقولية ، وإرادية .
          [ بكر أبو زيد / حراسة الفضيلة ص : 158 ]
          فحاول أن تستخرجها زادك الله فهماً في كتابه .
          .................................................. .................................................. ...........
          ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) النور : 35 ،
          فهلا سألت نفسك – إذا أحسست بظلمة في صدرك ، أو قلبك – ما الذي يجول بينك وبين هذا النور العظيم الذي ملأ الكون كله ؟!
          ( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) النور: 40 .
          أ.د. ناصر العمر .
          .................................................. .................................................. ...........
          في قوله تعالى : ( الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) النور : 35 ،
          شبه الله تعالى الزجاجة بالكوكب ، ولم يشبهها بالشمس والقمر ؛
          لأن الشمس والقمر يلحقهما الخسوف ، والكواكب لا يلحقها الخسوف .
          تفسير البغوي 3/300 .
          .................................................. .................................................. ...........
          ( يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء ) النور : 35 ،
          تأمل !
          كم حرم هذا النور أناس كثيرون هم أذكى منك !
          وأكثر اطلاعاً منك !
          وأقوى منك !
          وأغنى منك !
          فاثبت لعى هذا النور ،
          حتى تأتي – بفضل الله – يوم القيامة مع من
          ( نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيِهمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ) التحريم : 8 .
          د. عمر المقبل .
          .................................................. .................................................. ...........
          من أمَّر السنة على نفسه قولاً وفعلاً ، نطق بالحكمة ،
          ومن أمر الهوى على نفسه ، نطق بالبدعة ،
          قال تعالى : ( وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ) النور : 54 .
          أبو عثمان الهروي / مجموع الفتاوى لابن تيمية 11/ 210 .
          .................................................. .................................................. ...........
          ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ ) الفرقان : 20 :
          هذا يدل على فضل هداية الخلق بالعلم ،
          ويبين شرف العالم على الزاهد المنقطع ،
          فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – كالطبيب ،
          والطبيب يكون عند المرضى ، فلو انقطع عنهم هلك .
          ابن هبيرة / ذيل طبقات الحنابلة 1/239 .


          __________________





          هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

          تعليق


          • #20
            رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

            هدايات الأجزاء / الجزء التاسع عشر

            الفرقان / 21 ===== النمل / 55

            ◄◄ ◄◄◄◄◄◄◄ ◄◄◄◄◄


            *مشاهد من القيامة ، و إبراز خطورة قرناء السوء ، فكُن على حذر قبل أن تعض على يديك !

            *ذكر بعض الأمثلة من إهلاك الله للأمم المُكذبة ، و التعريض لكفار قريش .

            *الاستدلال على وحدانية الله ببعض آياته في الكون ،، فاقرأ في كتاب الكون .

            *إذا قرات صفات عباد الرحمن في آخر الفرقان ، فبمَ تفكر ؟

            *بدأت "الشعراء" بتسلية النبي صلى الله عليه و سلم على ما يُلاقيه من إعراض قومه .

            *عرضت السورة عدة قصص كلها تثبيت للرسول صلى الله عليه و سلم .

            *في قصة"موسى" تظهر قوة الاعتماد على الله في أحلك الظروف ، ( كلا إنّ معى ربي سيهدين) فيا له من يقين !

            *القلب السليم هو الذي ينفع صاحبه يوم القيامة ، فهل فتشنا قلوبنا : أسليمة هى أم لا ؟

            *"نوح" عليه السلام لما أمر قومه و نهاهم هددوه بالرجم ! و نحن تُؤذينا الكلمة العابرة ، فشتان ما بيننا !

            *"هود" عليه السلام ذكّر قومه النّعم التي أعطاهم الله و ذكّرهم بان شكرها التقوى .

            *في قصة نبي الله "صالح" عليه السلام تنبيه على عدم طاعة المسرفين و المفسدين ، فاحذرهم ان يفتنوك .

            *خطورة الموافقة على المنكر و لو لم يُفعل ! انظر مصير إمراة "لوط" عليه السلام .

            *اعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .. يتجلى ذلك في قصة" شعيب"عليه السلام ، و في خاتمة "الشعراء" : (الذي يراك حين تقوم) .

            *خُتمت السورة بالتنويه بشأن القرآن و الأمر بالدعوة إلى الله .

            *في مطلع "النمل" أن القرآن هدى و بشرى لمن توفرت فيه عدة صفات ، ففتش عنها .

            *في قصة "موسى" -عليه السلام – مع فرعون يتبين اثر الكبر و الظلم على جحد آيات الله ,

            *تأمل أمانة الهدهد ، و حرصه على التوحيد ، و عدم انبهاره بما عند الكفار من نعيم الدنيا ، فالتوحيد أولا و آخرا .

            *قصة"سليمان"-عليه السلام- و سبأ ، تحكيان كيف يُستخدم المُلك في طاعة الله و فى معصيته ,

            *في قصة قوم "صالح" يتبين أنه مهما مكر الماكرون فالله يمكر بهم و هم لا يشعرون .


            ◄◄ ◄◄◄◄◄◄◄ ◄◄◄
            أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل





            وقفات مع الجزء التاسع عشر من القرآن الكريم

            سورة الفرقان

            استنبط بعض العلماء من قوله تعالى :
            ( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ) الفرقان : 24 ،
            أن حساب أهل الجنة يسير ،
            وأنه ينتهي في نصف نهار
            ، ووجه ذلك أن قوله : ( مقيلا ) : أي مكان قيلولة ،
            وهي الاستراحة في نصف النهار .
            الشنقيطي / أضواء البيان 5 / 278 .
            .................................................. .................................................. ..............
            هناك طوائف كبيرة وأعداد عظيمة ممن ينتسب إلى الإسلام حرمت من القيام بحق القرآن العظيم وما جاء عن الرسول – صلى الله عليه وسلم - ،
            وأخشى أن ينطبق على كثير منهم قوله تعالى :
            ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) الفرقان :30 .
            ابن باز / مجموع فتاواه 2/133 .
            .................................................. .................................................. ..............
            ( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا ) الفرقان : 53 ،
            يقول العلامة الشنقيطي :
            ومن المواضع التي وقع فيها هذا : نهر السنغال بالمحيط الأطلسي بجنب مدينة سان لويس ،
            وقد زرتها عام 1366هـ ، واغتسلت مرة في نهر السنغال ،
            ومرة في المحيط ، ولم آت محل اختلاطهما ،
            لكن أخبرني بعض المرافقين الثقاة أنه جاء إليه ،
            وأنه جالس يغرف بإحدى يديه عذباً وفراتاً ، وبالأخرى ملحاً أجاجاً ،
            والجميع في مجرى واحد ، لا يختلط أحدهما بالآخر ،
            فسبحانه جل وعلا ما أعظمه ، وما أكمل قدرته !.
            أضواء البيان 6/65 .
            .................................................. .................................................. ..............
            قوله تعالى : ( وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىَ رَبّهِ ظَهِيراً ) الفرقان : 55 ،
            هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه ،
            فالمؤمن دائماً مع الله على نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه
            ، وهذا معنى كونه من حزب الله وجنوده وأوليائه ،
            والكافر مع شيطانه ونفسه وهواه على ربه ، وعبارات السلف على هذا تدور .
            ابن القيم / الفوائد ص 80 .
            .................................................. .................................................. ..............
            من ثمرات تدبر المشتركين :
            لما ختمت سورة الفرقان بذكر جملة من أوصاف عباد الرحمن ،
            كان من مقدمة وخاتمة وصفهم " الدعـــاء " :
            ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ) الفرقان : 65 ،
            ( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) الفرقان : 74
            ثم ختم السورة ببيان حال من ترك الدعاء ،
            وأن الرب لا يكترث به ولا يبالي بأي واد هلك :
            ( قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ ) الفرقان : 77 .
            .................................................. .................................................. ..............
            ( وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ) الفرقان : 72
            كثيرون يحملون معنى هذه الآية على الشهادة بالزور فقط ،
            وهذا فهم قاصر ؛
            فالمعنى أعم من ذلك وأعظم ،
            فكل منكر زور ،
            فمن علم به ولم ينكره بلا عذر فقد افتقد صفة عظيمة من صفات " عباد الرحمن " ، وكفى بذلك خسراناً مبيناً .
            أ.د. ناصر العمر .
            .................................................. .................................................. ..............
            ( وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ) الفرقان : 73
            قال ابن العربي : قال علماؤنا : يعني الذين إذا قرؤوه بقلوبهم قراءة فهم وتثبيت ،
            ولم ينثروه نثر الدقل ؛
            فإن المرور عليه بغير فهم ولا تثبيت صمم وعمى عن معاينة وعيده ووعده .
            أحكام القرآن لابن العربي 6/176 .
            .................................................. .................................................. ..............
            تأمل وجه إشارة القرآن إلى طلب علو الهمة في دعاء عباد الرحمن – أواخر سورة الفرقان – ( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) الفرقان : 74 ،
            ثم تأمل كيف مدح الناطق بهذا الدعاء !
            فكيف بمن بذل الجهد في طلبه ؟
            ثم إن مدح الداعي بذلك دليل على جواز وقوعه ،
            جعلنا الله تعالى أئمة للمتقين .
            د. محمد العواجي .
            ............................................


            في سورة الشعراء آية (52)
            قال تعالى في قصة أصحاب موسى : ( أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي )
            فسماهم بالاسم الشريف : عبادي
            ، فلما ضعف توكلهم ، ولم يستشعروا كفاية الله لهم ،
            سلبهم هذا الوصف الشريف ،
            فقال عنهم ( آية 61 ) : ( قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) .
            د. محمد بن عبد الله القحطاني .
            .................................................. .................................................. ..............
            ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ( 61 ) قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) الشعراء : 61-62 ،
            إنها كلمات الواثق بنصر ربه ،
            قال : ( مَعِيَ ) ولم يذكر قومه معه ،
            بينما قال نبينا عليه الصلاة والسلام : ( إن الله معنا ) بضمير الجمع ،
            ولم يكن معه إلا أبو بكر – رضي الله عنه - ،
            أليس ذلك يوحى بأن أبا بكر يعدل أمة ؟
            د. عويض العطوي .
            .................................................. .................................................. ..............
            في مثل هذا اليوم العظيم ( 1 ) – عاشوراء – قال موسى عليه السلام :
            ( قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) الشعراء : 62 ،
            فما أحوجنا إلى مثل هذه الإيمان الراسخ الذي ينبئ عن ثقة بالله وتفاؤل بالمستقبل ، وإن هذه الآية لقوة ردع وزجر لمن يجعل ثقته بالأحوال المحيطة ،
            والأسباب الظاهرة أقوى من حسن ظنه بالله ،
            فهل يدرك ذلك ضعاف الإيمان ؟
            والمنهزمون الذين تزلزل إيمانهم أمام استكبار وطغيان القوى الظالمة ؟
            إن رب موسى وصحبه ،
            هو ربنا لو كانوا يعقلون ( وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ) الأنبياء : 88 .
            أ.د . ناصر العمر .
            1- أرسلت هذه الرسالة بمناسبة يوم عاشوراء .
            .................................................. .................................................. ..............
            تأمل قوله تعالى : ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) الشعراء : 82 ،
            فإذا كان الخليل طامعاً في غفران خطيئته ، غير جازم بها على ربه ،
            فمن بعده من المؤمنين أحرى أن يكونوا أشد خوفاً من خطاياهم .
            القصاب .
            .................................................. .................................................. ..............
            ( وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ ) الشعراء : 84
            قال الإمام مالك – رحمه الله -
            : لا بأس أن يحب الرجل أن يثني عليه صالحاً ويرى في عمل الصالحين ،
            إذا قصد به وجه الله ولم يراء به ، وهو الثناء الصالح ؛
            وقد قال الله ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي ) طه : 39 .
            أحكام القرآن لابن العربي 6/179 .
            .................................................. .................................................. ..............
            ( إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) الشعراء : 89 ،
            ولا يكون القلب سليما إذا كان حقوداً حسوداً ، معجباً متكبراً ،
            وقد شرط النبي صلى الله عليه وسلم في المؤمن أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه والله الموفق برحمته .
            ابن العربي / أحكام القرآن 6/181 .
            .................................................. .................................................. ..............
            تدبر في سر الجمع والإفراد في الآية التالية :
            ( فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) الشعراء : 100-101 ،
            وإنما جمع الشافع لكثرة الشافعين ، ووحد الصديق لقلته ، أي في العادة .
            الزمخشري / الكشاف 5/22 .
            .................................................. .................................................. ..............
            من كذب برسول واحد فهو مكذب بجميع الرسل ،
            ولذا قال تعالى : ( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ) الشعراء : 105 ،
            مع أنهم لم يأتهم إلا رسول واحد ، ولكن كانوا مكذبين بجنس الرسل ،
            ولم يكن تكذيبهم بالواحد بخصوصه .
            ابن تيمية / مجموع الفتاوى 9/238 .
            .................................................. .................................................. ..............
            من ثمرات تدبر المشتركين :
            نزل القرآن على أعظم عضو في الجسم ( القلب ) ؛
            ليستنهض بقية الجوارح للتدبر والعمل ،
            قال تعالى : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ )
            الشعراء : 193-194 ،
            فمن لم يحضر قلبه عند التلاوة أو السماع فلن ينتفع بالقرآن حقاً :
            ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ) ق: 37 .
            .................................................. .................................................. ..............
            ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) الشعراء : 227 ،
            ختم السورة بآية ناطقة بما لا شيء أهيب منه وأهول ،
            ولا أنكى لقلوب المتأملين ولا أصدع لأكباد المتدبرين ،
            وذلك قوله : ( وَسَيَعْلَمُ ) وما فيه من الوعيد البليغ ،
            وقوله : ( الَّذِينَ ظَلَمُوا ) وإطلاقه ، وقوله : ( أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) وإبهامه ،
            وكان السلف الصالح يتواعظون بها .
            الزمخشري / الكشاف 3/350 .
            .................................................. .................................................. ..............
            إذا تأملت قوله تعالى :
            ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ) النمل : 15 ،
            بدا لك فضل العلم على كثير من نعم الحياة ،
            قال السبكي : فإن الله آتى داوود وسليمان من نعم الدنيا والآخرة ما لا ينحصر ،
            ولم يذكر من ذلك – في صدر الآية – إلا العلم ؛
            ليبين أنه الأصل في النعم كلها . أ.هـ
            فيا من أنعم الله عليه بسلوك سبيل العلم
            ، لا زلت تفضل بعلمك أقواما ،
            فاشكر الله على ذلك ، وقل كما قالا :
            ( الحمد لله الذي فضلني ... ) .
            إبراهيم الأزرق .
            .................................................. .................................................. ..............
            من بلاغة القرآن :
            ما فيه من أسلوب الاحتراس إذا خشي أن يفهم من الآية خلاف المقصود ،
            ولذلك أمثلة ،
            منها :ما حكاه الله عن النملة : ( لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) النمل : 18 ،
            فقوله : ( وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ )
            احتراس يبين أن من عدل سليمان وفضله وفضل جنوده أنهم لا يحطمون نملة فما فوقها إلا بألا يشعروا .
            الزركشي / البرهان 3/65 .
            .................................................. .................................................. ..............
            قد يكون عند أدنى الناس علم ما لا يعلمه إمام زمانه ،
            وقد علم الهدهد أمر ما علمه نبي مرسل ،
            فاقرأ – إن شئت – قوله تعالى : ( أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ) النمل : 22 .
            ابن القيم / مدارج السالكين 2/52 ، مفتاح دار السعادة 1/173 .
            والسؤال :هل يدعونا كلام هذا الإمام إلى الاستعانة بالله ،
            والاجتهاد في استخراج المعاني التدبرية من كتاب الله تعالى ؟
            فقد يُفتح على رجل ما لا يفتح على من هو فوقه ،
            مع الانضباط في ذلك بالضوابط الشرعية ،
            والرجوع إلى أهل العلم والاستفادة منهم في تنمية هذه الملكة .
            .................................................. .................................................. ..............
            تأمل قوله تعالى – لما جيء بعرش بلقيس لسليمان عليه السلام - :
            ( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ ) النمل : 40 ،
            فمع تلك السرعة العظيمة التي حمل بها العرش ،
            إلا أن الله قال : ( مُسْتَقِرًّا ) وكأنه قد أتي به منذ زمن ،
            والمشاهد أن الإنسان إذا أحضر الشيء الكبير بسرعة ،
            فلا بد أن تظهر آثار السرعة عليه وعلى الشيء المحضر ،
            وهذا ما لم يظهر على عرش بلقيس ، فتبارك الله القوي العظيم .
            ابن عثيمين / سمعها منه د . عمر المقبل .

            __________________


            هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

            تعليق


            • #21
              رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)


              جزاكم الله خيرًا أختنا الفاضلة
              وتقبل منكم صالح الأعمال
              إن شاء الله يكون لنا عودة لقراءته على مهلٍ بعد ذلك
              اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا


              "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
              وتولني فيمن توليت"

              "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

              تعليق


              • #22
                رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

                هدايات الأجزاء : الجزء العشرون

                النمل /56 ====== العنكبوت/ 46


                ◄◄ ◄◄◄◄◄◄◄ ◄◄◄◄◄


                *قصة "لوط"-عليه السلام- تنبيء بأنه قد يصل الحال بالمُفسدين إلى أنهم لم يرتضوا بإقامة المُتطهرين بينهم !!

                *في سورة "النمل" خمسة أسئلة ، تُرسي قواعد التوحيد ، و تشرح الحقيقة لكل ذي لب .

                *رد على شبهات المشركين ، و ختاما :: ذكر بعض مشاهد القيامة .

                *بدأت سورة" القصص" بطمأنة المؤمنين المستضعفين على مستقبلهم ، و ان الله سيُمكن لهم في الأرض .

                *تفصيل لقصة ولادة "موسى"-عليه السلام -، و إرضاعه و تربيته في قصر فرعون ، و كيف قتل القبطي .

                *ماذا يوحي لك مجيء المرأة إلى "موسى" و هى تمشي على استحياء ؟

                *سير "موسى" بأهله راجعا إلى بلده ، و شد عضده بأخيه ، إشارة إلى أن الداعية لا يستغني عن أعوان يُؤازرونه ، و قد لا يجد ناصرا إلا الله ، فنعم المولى و نعم النّصير .

                *إلزام المشركين بتصديق الرسول صلى الله عليه و سلم ، لكونه قصّ عليهم نبأ بنى إسرائيل و هو لم يشهده .

                *إبراز قدرة الله في تعاقب الليل و النّهار و لو شاء لجعل أحدهما سرمدا .

                *قصة "قارون" مع المال = المال شؤم على صاحبه إن لم يعرف حق الله فيه ,

                *في ختام "القصص" إشارة إلى أنه كما أُخرج " موسى" –عليه السلام – من بلده ثم عاد ، فأنت يا محمد كذلك .

                *أول "العنكبوت" حديث عن أنواع من الفتن التي تعترض الداعية في طريقه : فتنة الاهل ، العذاب البدني ، فتنة الدنيا ، طول الطريق ، و ثنايا ذلك - و خاصة في آخر السورة – بيان المخرج : (و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) .

                *نماذج مُتتابعة لعقاب الأقوام ، تجعلنا نفكر دائما بأننا لسنا في مأمن من ذلك .


                ◄◄ ◄◄◄◄◄◄◄ ◄◄◄


                أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل





                وقفات مع الجزء العشرين من القرآن الكريم

                لا تجد في القرآن ذكر ( المطر ) إلا في موضع الانتقام والعذاب
                بخلاف ( الغيث ) الذي يذكره القرآن في الخير والرحمة ؛
                قال تعالى : ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ) النمل : 58 ،
                في حين قال : ( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ) الشورى : 28 .
                د. فاضل السامرائي / التعبير القرآني 15 .
                .................................................. .................................................. .......
                ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ ) القصص :5-6 ،
                هاتان الآيتان صدرت بهما سورة القصص ،
                التي تحدثت عن المستضعفين – ومنهم موسى في نشأته صغيراً – وكيف مكن له الله في آخر أمره ،
                وفي ذلك عزاء لإخواننا المستضعفين في فلسطين وغيرها فيما يلاقونه من بلاء وشدة ، يعقبها قوة وتمكين بإذن الله .
                .................................................. .................................................. .......
                ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) القصص : 7 ،
                ذكر القرطبي – في تفسيره – أن الله تعالى جمع في هذه الآية بين أمرين ، ونهيين ، وخبرين ، وبشارتين ،
                فتأملها فتح الله على قلبك .
                .................................................. .................................................. .......
                لما قتل موسى القبطي قال : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. ) القصص : 16 ،
                قال ابن عطية : إن ندم موسى حمله على الخضوع لربه والاستغفار عن ذنب باء به عنده تعالى ، فغفر الله خطأه ذلك ،
                قال قتادة : عرف – والله – المخرج فاستغفر .
                المحرر الوجيز 4/332 .
                .................................................. .................................................. .......
                ( وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ) القصص : 20 ،
                انظر كيف جمعت هذه الآية صفات الدعاة الناصحين :
                حرص على مصلحة الناس ،
                ودفع ما يضرهم ،
                ويتحملوون التعب والمشقة من أجلهم ،
                ويقترحون الحلول المناسبة لحل المشاكل .
                د. محمد بن عبد الله القحطاني .
                .................................................. .................................................. .......
                في قول موسى – عليه السلام – بعد أن سقى للمرأتين
                : ( رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير ) القصص : 24 ،
                قال ابن عباس – رضي الله تعالى عنه - :
                كان قد بلغ به الجوع ما بلغ ، وإنه لأكرم الخلق يومئذ على الله .
                فعلق ابن عطية قائلاً : وفي هذا معتبر ،
                وحاكم بهوان الدنيا على الله ! .
                المحرر الوجيز 5/189 .
                .................................................. .................................................. .......
                في قوله تعالى عن موسى عليه السلام :
                ( رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير ) القصص : 24 ،
                إشارة إلى سبب عظيم إجابة من أسباب إجابة الدعاء ،
                وهو إظهار الافتقار إلى الله عز وجل .
                د . محمد الحمد .
                .................................................. .................................................. .......
                ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ) القصص : 25 ،
                وصفها بالحياء في مشيها خصوصاً ،
                وهذا فيه توجيه للمرأة المسلمة ؛
                فالمشي عند المرأة يدل على شخصيتها بل يدل على عفافها من عدمه ،
                فانتبهي أختي الكريمة للمشي فهو ليس أمرا هامشيا في حياة المرأة
                بل هو أمر مهم ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه .
                ثم قالت : ( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ ) القصص : 25 ،
                ولم تقل : إننا ندعوك ،
                لأن هذا هو اللائق بالمؤمنة العفيفة حينما تتحدث مع الرجال الغرباء .
                د. عويض العطوي .
                .................................................. .................................................. .......
                أركان الولاية اثنان : القوة ، والأمانة : ( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين )
                القصص : 26 ،
                ( قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) النمل : 39 ،
                فمن العدل ألاَّ يولى أحد منصباً إلا وهو أهل له في قوته وفي أمانته ،
                فإن ولى من ليس أهلاً مع وجود من هو خير منه فليس بعادل .
                ابن عثيمين / شرح رياض الصالحين 1/461 .
                .................................................. .................................................. .......
                استدل بعض أهل العلم بقوله تعالى : ( وَسَارَ بِأَهْلِهِ ) القصص : 29 ،
                بأن فيها دليلاً على أن الرجل يذهب بأهله حيث شاء ،
                لما له عليها من فضل القوامة وزيادة الدرجة ،
                إلا أن يلتزم لها أمرا فالمؤمنون عند شروطهم ،
                وأحق الشروط أن يوفى به ما استحلت به الفروج .
                القرطبي / أحكام القرآن 13 / 281 .
                .................................................. .................................................. .......
                ( وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً ) القصص : 34 ،
                فيه إشارة إلى أهمية العناية بالجانب البياني والإعلامي في باب دعوة الآخرين ، مسلمين أو غيرهم ،
                وأنه لا يكفي مجرد صدق الداعي ،
                بل يحسن مع ذلك أن يهتم بكل وسيلة تكون سببا في إبلاغ دعوته ، والتأثير بها .
                د . عمر المقبل .
                .................................................. .................................................. .......
                تأمل قوله تعالى في سورة القصص :
                ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ ) القصص : 71 ،
                وفي الآية التي تليها : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) القصص : 72 ،
                وإنما ذكر السماع عند ذكر الليل والإبصار عند ذكر النهار ؛
                لأن الإنسان يدرك سمعه في الليل أكثر من إدراكه بالنهار ،
                ويرى بالنهار أكثر مما يرى باليل .
                الوزير ابن هبيرة / ذيل طبقات الحنابلة 1/240 .

                :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::

                ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) القصص : 77 ،
                هي خمس كلمات متباعدة في المواقع ،
                نائية المطارح ، قد جعلها النظم البديع أشد تآلفا من الشيء المؤتلف في الأصل ، وأحسن توافقاً من المتطابق في أول الوضع .
                الباقلاني / إعجاز القرآن 194 .
                .................................................. .................................................. .......
                ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ ) القصص : 80 ،
                إيثار ثواب الآجل على العاجل حالة العلماء فمن كان هكذا فهو عالم ،
                ومن آثر العاجل على الآجل فليس بعالم .
                الوزير ابن هبيرة / ذيل طبقات الحنابلة 1/240 .
                .................................................. .................................................. .......
                لما خسف بقارون قال من تمنى حاله :
                ( لَوْلا أَن مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ ) القصص : 82 ،
                وهم بالأمس يتضرعون : ( يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )
                القصص : 79 ،
                قف متأملا متدبراً : كم دعوة حزنت على عدم استجابة الله لك إياها ؟
                بل قد يسيء البعض بربه الظن ، فيخالطه شك أو ريبة أو قنوط !
                وما علم المسكين أن خيرة الله خير من خيرته لنفسه ،
                كما صرف الشر عن أصحاب قارون ،
                ولكن (وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ ) القصص : 80 (1) .
                أ.د. ناصر العمر .
                ---------------------
                1- أرسلت هذه الرسالة أيام الاختبارات ،
                فجاء هذا التعليق من أحد الإخوة المشتركين :
                أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء ،
                فأنا طالب جامعي وقد دعوت كثيراً في اختباراتي بأن يكون معدلي كاملاً ،
                ثم لما نظرت نتيجتي وجدتني نقصت كثيراً ،
                فأصابني حزن وغم لعدم استجابة الدعوة ،
                ثم لما قرأت رسالتكم بالأمس حول : ( لَوْلا أَن مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ ) القصص : 82
                حمدت الله واطمأننت واستبشرت فالدعاء لن يضيع ، ولعل في النقص خيراً .
                .................................................. .................................................. .......
                ( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)
                العنكبوت : 3 ،
                قال قتادة : ليعلم الصادق من الكاذب ، والطائع من العاصي ،
                وقد كان يقال : إن المؤمن ليضرب بالبلاء كما يفتن الذهب بالنار ،
                وكان يقال : إن مثل الفتنة كمثل الدرهم الزيف يأخذه الأعمى ويراه البصير .
                الدر المنثور 6/450 .
                .................................................. .................................................. .......
                ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) العنكبوت :12 ،
                ونرى في المتسمين بالإسلام من يستن بأولئك !
                فيقول لصاحبه – إذا أراد أن يشجعه على فعل ارتكاب بعض العظائم - :
                افعل هذا وإثمه في عنقي !
                وكم من مغرور بمثل هذا الضمان من ضعفة العامة وجهلتهم .
                الزمخشري / الكشاف 3/ 448 .
                .................................................. .................................................. .......
                قوله تعالى:
                ( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) [العنكبوت:13]
                بيان لما يستتبعه قولهم ذلك في الآخرة من المضرة لأنفسهم بعد بيان عدم منفعته لمخاطبيهم أصلا،
                والتعبير عن الخطايا بالأثقال للإيذان بغاية ثقلها وكونها فادحة.
                الألوسي / تفسيره 15/245 .

                __________________
                هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

                تعليق


                • #23
                  رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

                  هدايات الأجزاء / الجزء الحادي و العشرون

                  العنكبوت / 46 ====== الأحزاب/ 30

                  ////////////////////////////////////////////


                  *الأمر بمجادلة أهل الكتاب بالتى هى أحسن ، فما ظنك بمجادلة أخيك المسلم ؟ !

                  *في ختام " العنكبوت " دعوة إلى التأمل في الآفاق و أن المجاهدة مُوصلة إلى الهداية .

                  *بدأت سورة "الروم" بذكر هزيمة الروم ، ووعدت بأنهم سينتصرون ، و أن الله ينصر من يشاء .

                  *تامل كيف ذمّ الله المشركين بغقلتهم عن الآخرة ! فهل عرفت كيف كان التعلق بالدنيا داءٌ ؟

                  *دعوة إلى التأمل في آيات الله في خلق الإنسان و تعاقب الليل و النهار و إنزال المطر و غيرها .

                  *الدعوة إلى الثبات على الفطرة (الإسلام) ، و الإشارة إلى أن السبب في ظهور الفساد بما كسبت أيدي الناس ، فلا تكن عونا على ظهوره .

                  *عودة إلى ذكر بعض آيات الله في الكون و الختام بالدعوة إلى الصبر .

                  *بدأت سورة " لقمان" بوصف المحسنين و جزائهم ، ثم ثنت بذكر المشترين للهو الحديث و جزائهم .

                  *وصايا "لقمان" لابنه بدأت بالتوحيد ثم بر الوالدين و مصاحبتهما بالمعروف و إن كانا مشركين ! و يلاحظ أن وصية "لقمان" بدأت بتقديم تصحيح العقيدة على أعمال الجوارح ، فتأمل ذلك !و اربطه بحديث السورة عن دلائل التوحيد في الكون ، و كيف أن المشركين يعودون إلى الله في الشدة ، و يُشركون في الرخاء ,

                  *في ختامها دعوة للاستعداد ليوم القيامة ، و إشارة إلى مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله .

                  *تبدأ "السجدة" بالحديث عن قصة بدء الخلق و نهاية الخلق ، و مصيرهم : إلى جنة أو نار !

                  *ذكرت "السجدة" بعض صفات المؤمنين ، و أبرز الصفات التي توصل الإنسان إلى الإمامة في الدين : الصبر و اليقين .

                  *و في ختام "السجدة" دعوة إلى التفكر في أيات الله ، و الإعراض عن المعاندين .

                  *بدأت "الأحزاب" بدعوة النبي صلى الله عليه و سلم لتقوى الله ! فهل تغضب إذا قيلت لك هذه الكلمة ؟

                  *التنويه بأمهات المؤمنين ، و بيان أنّ حرمتهن في النكاح كحرمة الامهات .

                  *صور بليغة من "غزوة الأحزاب" تُظهر حال المسلمين و المنافقين مع شدائد الجهاد .


                  ◄◄ ◄◄◄◄◄◄◄ ◄◄◄



                  وقفات مع الجزء الحادي والعشرين من القرآن الكريم

                  قال عباس بن أحمد في قوله تعالى :
                  ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) العنكبوت : 69 ،
                  قال : الذين يعملون بما يعلمون ، نهديهم إلى ما لا يعلمون .
                  اقتضاء العلم العمل ، ص : 30 .
                  .................................................. .................................................. ......
                  قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) العنكبوت : 69 ،
                  علق سبحانه الهدايية بالجهاد ، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً ،
                  وأفرض الجهاد جهاد النفس ، وجهاد الهوى ، وجهاد الشيطان ، وجهاد الدنيا ،
                  فمن جاهد هذه الأربعة في الله ؛
                  هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته
                  ، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد .
                  ابن القيم / الفوائد ، ص: 58 .
                  .................................................. .................................................. ......
                  ما الذي جعل العلامة الشنقيطي يقول عن هذه الآية :
                  ( يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) الروم : 7 ،
                  يجب على كل مسلم أن يتدبر هذه الآية تدبراً كثيراً ،
                  ويبين ما دلت عليه لكل من استطاع بيانه له من الناس ؟
                  قال رحمه الله : لأنه من أعظم فتن آخر الزمان – التي ابتلي بها ضعاف العقول من المسلمين – شدة إتقان الإفرنج لأعمال الدنيا ،
                  مع عجز المسلمين عنها ، فظنوا أن من قدر على تلك الأعمال على الحق ،
                  وأن العاجز عنها ليس على حق ،
                  وهذا جهل فاحش ،
                  وفي هذه الآية إيضاح لهذه الفتنة ، وتخفيف لشأنها ،
                  فسبحان الحكيم الخبير ما أعلمه ، وأحسن تعليمه !
                  أضواء البيان 6 / 166 .
                  .................................................. .................................................. .....
                  عن الحسن البصري في قوله تعالى :
                  ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الروم : 7 ،
                  قال : إنه ليبلغ من حذق أحدهم بأمر دنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره ،
                  فيخبرك بوزنه ، وما يحسن يصلي !!
                  الدر المنثور 6/484 .
                  .................................................. .................................................. ......
                  جمع الله تعالى الحمد لنفسه في الزمان والمكان كله فقال :
                  ( وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) الروم : 18 ،
                  وقال : ( وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ ) القصص : 70 ،
                  فتبين بهذا أن الألف واللام في ( الْحَمْدُ ) مستغرقة لجميع أنواع المحامد ،
                  وهو ثناء أثنى به تعالى على نفسه ،
                  وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه به .
                  الشنقيطي / أضواء البيان 1/5 .
                  .................................................. .................................................. ......
                  قال الإمام سفيان بن عيينة – رحمه الله - :
                  إني قرأت القرآن فوجدت صفة سليمان عليه السلام مع العافية التي كان فيها :
                  ( نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) ص : 30 ،
                  ووجدت صفة أيوب عليه السلام مع البلاء الذي كان فيه :
                  ( نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص : 44 ،
                  فاستوت الصفتان ، وهذا معافى ، وهذا مبتلى ،
                  فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر ،
                  فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أحب إلي من البلاء مع الصبر .
                  تهذيب الكمال 11/193 .
                  .................................................. .................................................. ......
                  لو لم يكن للعلم وأهله العاملين به من شرف إلا أن بركة علمهم تبقى ،
                  ويمتد أثرها حتى في عرصات القيامة ،
                  فهم شهود الله على بطلان عبادة المشركين كما في سورة النحل :
                  ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ) النحل : 27 ،
                  وشهود على منكري البعث كما في سورة الروم :
                  ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَالَبِثُواْ غَيرْ سَاعَةٍ كَذَالِكَ كاَنُواْ يُؤْفَكُون وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْم وَالْإِيمَان لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَاب اللَّه إِلَى يَوْم الْبَعْث فَهَذَا يَوْم الْبَعْث وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) الروم : 55-56 .
                  د . عمر المقبل .
                  .................................................. .................................................. .....
                  لم ترد آية في الربا إلا جاء قبلها أو بعدها ذكر الصدقة أو الزكاة ،
                  وفي هذا إشارة لطيفة بأن الربح الحقيقي في الصدقة والزكاة ، لا الربا ،
                  كما يتوهم المرابون ،
                  وآية الروم كشفت المكنون :
                  ( وَمَآ ءَاتَيْتُم مِن رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلاَ يَرْبُوا عِندَ اللَّهِ وَمآ ءَاتَيْتُم مِن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ) الروم : 39 .
                  أ.د. ناصر العمر .

                  .................................................. .........................

                  ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) لقمان : 31 ،
                  ذكر النعم يدعو إلى الشكر ،
                  وذكر النقم يقتضي الصبر على فعل المأمور وإن كرهته النفس ،
                  وعن المحظور وإن أحبته النفس ؛
                  لئلا يصيبه ما أصاب غيره من النقمة .
                  ابن تيمية / دقائق التفسير 5/97 .
                  .................................................. .................................................. ......
                  من لطائف التفسير النبوي أنه فسر آيتين من سورة الأنعام بآيتين من سورة لقمان :
                  ففسر آية :
                  (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ) الأنعام : 82 ،
                  بآية : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) لقمان : 13 ،
                  وفسر آية : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ) الأنعام : 59 ،
                  بآية : ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) لقمان : 34
                  ، ولم أجد له صلى الله عليه وسلم غيرها .
                  د . مساعد الطيار .
                  .................................................. .................................................. ......
                  ( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) السجدة : 4 ،
                  يقرن الله تعالى استواءه على العرش باسم ( الرحمن ) كثيرا ؛
                  لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها ،
                  والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم ،
                  كما قال تعالى : ( وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ ) الأعراف : 156 ،
                  فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات ،
                  فلذلك زسعت رحمته كل شيء .
                  ابن القيم / مدارج السالكين 1/33 .
                  .................................................. .................................................. ......
                  ( وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) السجدة : 12 ،
                  وجوب ( لو ) متروك ، تقديرة : لو رأيت حالهم لرأيت ما يعتبر به ،
                  ولشاهدت العجب .
                  ابن الجوزي / زاد المسير 5/115 .
                  .................................................. .................................................. ......
                  ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة : 17 ، قال الحسن البصري :
                  أخفي قوم عملهم فأخفي الله لهم ما لم تر عين ،
                  ولم يخطر على قلب بشر .
                  تفسير ابن كثير 6/365 .
                  .................................................. .................................................. ......
                  قال ابن عيينة في تفسير قوله تعالى :
                  ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ) السجدة : 24 ،
                  قال : لما أخذوا برأس الأمر صاروا رؤوساً ،
                  وقال بعض العلماء : بالصبر واليقين ، تنال الإمامة في الدين .
                  تفسير ابن كثير 6/372 .
                  .................................................. .................................................. ......
                  من ظن أن التربية تتوقف عند سن معين فقد وهم ،
                  بل هي مستمرة إلى زمن متقدم من عمر المؤمن ،
                  فإن القرآن أخبرنا أن أئمة الدين لم يبلغوا منزلهم من الإمامة إلا بعد ابتلاء وتمحيص ، فقال : ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) السجدة : 24 .
                  أ.د. عبد الكريم بكار / 175 بصيرة في تربية الأسرة .
                  .................................................. .................................................. .....
                  عامي في بلدنا ينتسب إلى مذهب ضال – معروف بشتم الصحابة وأمهات المؤمنين – قرأ قوله تعالى :
                  ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) الأحزاب : 6 ،
                  فتوقف قليلا عند قوله : ( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )
                  فقال بفطرته :كيف نشتم أمهاتنا إن كنا مؤمنين ؟
                  فكان ذلك سبباً في هدايته لمذهب أهل السنة ولله الحمد .
                  عادل المعاودة .


                  __________________

                  هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

                  تعليق


                  • #24
                    رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

                    هدايات الأجزاء

                    إشارات مُختصرة ، ووقفات مُوجزة ؛ لبيان أهم ما اشتملت عليه أجزاء القرآن الكريم الثلاثين ، نضعها بين يدي إخواننا المسلمين ؛ لتكون كالمنارات التي يُهتدى بها في فهم أبرز ما اشتملت عليه تلك الأجزاء من موضوعات ؛ لعلها تفتح نافذةً إلى التدبر . وإننا لندرك أن الاختصار في العرض صعبٌ في الحديث إذا كان في كلام بلغاء البشر ، كيف والحديث عن كلام رب البشر ! الذي لا يُدانيه شيء ، بل فضل كلامه على كلام خلقه ، كفضله سبحانه وتعالى على خلقه ,


                    د / عمر بن عبد الله المقبل
                    http://almuqbil.com/play.php?catsmktba=3825
                    [/frame]


                    التعديل الأخير تم بواسطة مايسة حسين ; 01-10-2014 الساعة 09:17 PM
                    اللهم يا مُقلب القلوب و الأبصار ثبّت قلوبنا على دينك ؛ اللهم يا مُصرف القلوب و الأبصار صرّف قلوبنا إلى طاعتك ..

                    تعليق


                    • #25
                      رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

                      ___________هدايات الأجزاء / الجزء الثاني و العشرون

                      الأحزاب / 31====== يس /27


                      ///////////////////////////////////////



                      *ذكر حال النبي صلى الله عليه و سلم مع أزواجه ، ووصاية الله لهنّ بأن يلزمن بيوتهن ! فهل نساؤنا أفضل منهن ؟

                      *ذكر فضل أهل بيت رسول الله صلى عليه و سلم و فضل المسلمين و المسلمات عموما .

                      *الإشارة إلى بعض الأحكام المُتعلقة بالطلاق ، و حجاب أمهات المؤمنين ، فرحم الله امرأة اقتدت بهنّ .

                      *تركيز ظاهر على الحجاب و آدابه ، مع ربطه بالاستسلام لأمر الله ، و تحذير للمنافقين .

                      *في ختام السورة ذكر مصير الكفار و أتباعهم ، و التذكير بالأمانة التي حملها الإنسان .

                      *تبدأ سورة "سبأ" بإبطال قواعد الشرك و إنكار البعث .

                      *هدي الأنبياء - عليهم السلام - في التعامل مع النّعم : شكرها ، و كيف يتعامل كثيرون بكفرها .

                      *في صراع الأتباع مع الكبراء ؛ إشارة إلى أهمية القرار الصحيح في الاتباع حتى لا تندم .

                      *تُختتم السورة بدعوة المشركين للتفكر ، و تخويفهم من اليوم الذي لا ينفع فيه الإيمان .

                      *تبتدئ سورة "فاطر" بتذكير الناس برحمة الله و نعمته ، و تحذيرهم من غرور الدنيا و الشيطان ، و التذكير بعظمة الله ، و شدة افتقار الخلق إلى الله .

                      *عرض لأصناف الناس الذين ورثوا الكتاب ، و جزاء المؤمنين و الكافرين .

                      *ختاماٌ ::: إفحام المشركين بالحجج الدامغة ، و ذكر أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله .



                      ///////////////////////////

                      أعده د. عمر المقبل





                      وقفات مع الجزء الثاني و العشرين من القرآن الكريم


                      ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) الأحزاب : 56 ،
                      وعبر بالنبي دون اسمه صلى الله عليه وسلم ،
                      على خلاف الغالب في حكايته تعالى عن أنبيائه عليهم السلام ؛
                      إشعاراً بما اختص به صلى الله عليه وسلم من مزيد الفخامة والكرامة وعلو القدر ، وأكد ذلك الإشعار بـ ( أل ) إشارة إلى أنه المعروف الحقيق بهذا الوصف .
                      الألوسي / روح المعاني 16/204 .
                      .................................................. .................................................. ............
                      ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ) الأحزاب : 59 ،
                      والجلباب الذي يكون فوق الثياب كالملحفة الخمار ونحوها ،
                      أي : يغطين بها وجوههن وصدورهن ،
                      ثم ذكر حكمة ذلك بقوله : ( ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ ) الأحزاب : 59 ،
                      لأنهن إن لم يحتجبن ، ربما ظن أنهن غير عفيفات ،
                      فيتعرض لهن من في قلبه مرض ، فيؤذيهن ، وربما استهين بهن ،
                      فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن .
                      ابن سعدي / التفسير ص 671 .
                      .................................................. .................................................. ............
                      تأمل هذه الآيات الثلاث جيداً ، وانظر بما ختمت الآية الثالثة منها :
                      ( لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا ) الأحزاب : 60-62
                      ونقترح أن تقرأ تفسير ابن كثير لهذه الآية .
                      .................................................. .................................................. ...........
                      قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) الأحزاب : 70-71 ،
                      وعد من الله لمن قال قولاً سديداً أن يصلح عمله ، ويغفر ذنبه ،
                      فهل ترانا نشتري إصلاح أعمالنا وغفران ذنوبنا بتسديد أقوالنا ؟ .
                      .................................................. .................................................. ............
                      ذكر ابن العربي من معاني الفضل في قوله تعالى :
                      ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلا ) سبأ :10 ،
                      حسن الصوت ،
                      ثم قال :والأصوات الحسنة نعمة من الله تعالى وزيادة في الخلق ومنة ،
                      وأحق ما لبست هذه الحلة النفيسة والموهبة الكريمة كتاب الله ؛
                      فنعم الله إذا صرفت في الطاعات فقد قضي بها حق النعمة .
                      أحكام القرآن 7/3.
                      .................................................. .................................................. ............
                      قال تعالى – في شأن بلقيس قبل أن تعلن إسلامها –
                      ( وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ) النمل : 44 ،
                      ففيه دلالة على أن ثوبها كان طويلاً ساتراً لساقيها ، وهي من ؟!
                      امرأة كافرة !
                      في حين أن بعض المسلمات – وللأسف الشديد – يتنافسن في خلع جلباب الحشمة والحياء فيما يرتدينه من ملابس ، بلا حياء ولا خوف من الله !
                      أليس من المدمي أن تكون امرأة كافرة أكثر حشمة وتستراً من بعض نساء المسلمين ؟!
                      .................................................. .................................................. ............
                      شرب عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – ماء بارداً ،
                      فبكى فاشتد بكاؤه ،
                      فقيل له : ما يبكيك ؟!
                      قال : ذكرت آية في كتاب الله :
                      ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ) سبأ : 54 ،
                      فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد ،
                      وقد قال الله – عز وجل - :
                      ( أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ) الأعراف : 50 .
                      تفسير ابن أبي حاتم 12 / 28 .
                      .................................................. .................................................. ............
                      كل قول – ولو كان طيباً – لا يصدقه عمل لا يرفع إلى الله ،
                      ولا يحظى بقبوله ،
                      ودليل ذلك : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) فاطر : 10 ،
                      أي : العمل الصالح يرفع الكلم الطيب ،
                      وهذا يبين لك سراً من أسرار قبول الخلق لبعض الواعظين ،
                      وإعراضهم عن آخرين .
                      د. محمد الخضيري .
                      .................................................. .................................................. ............
                      تأمل هذه الآية : ( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ ) فاطر : 11 ،
                      قف قليلا ، وتفكر !
                      كم في هذه اللحظة من أنثى آدمية وغير آدمية
                      ؟ وكم من أنثى تزحف ، وأخرى تمشي ، وثالثة تطير ، ورابعة تسبح !
                      هي في هذه اللحظة تحمل أو تضع حملها ؟!
                      إنها بالمليارات !
                      وكل ذلك لا يخفى على الله تعالى !
                      فما أعظمه من درس في تربية القلب بهذه الصفة العظيمة : صفة العلم .
                      د . عمر المقبل .
                      .................................................. .................................................. ............
                      قال تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) فاطر : 32 ،
                      قيل في سبب تقديم الظالم لنفسه على السابق بالخيرات
                      – مع أن السابق أعلى مرتبة منه –
                      لئلا ييأس الظالم من رحمة الله ، وأخر السابق لئلا يعجب بعمله .
                      القرطبي / تفسيره 14 / 349 .
                      .................................................. .................................................. ............
                      في قوله تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ، ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) فاطر : 32 ،
                      قدم الظالم لكثرته ،
                      ثم المقتصد وهو أقل ممن قبله ،
                      ثم السابقين وهم أقل
                      فإن قلت : لم قدم الظالم ثم المقتصد ثم السابق ؟
                      قلت : للإيذان بكثرة الفاسقين وغلبتهم وأن المقتصدين قليل بالإضافة إليهم ، والسابقون أقل من القليل .
                      القرطبي / تفسيره 14 / 349 .
                      .................................................. .................................................. ............
                      إن المؤمنين قوم ذلت – والله – منهم الأسماع والأبصار والأبدان حتى حسبهم الجاهل مرضى ، وهم - والله – أصحاب القلوب ،
                      ألا تراه يقول : ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ) فاطر : 34 ،
                      والله لقد كابدوا في الدنيا حزناً شديداً ،
                      والله ما أحزنهم ما أحزن الناس ،
                      ولكن أبكاهم وأحزنهم الخوف من النار .
                      الحسن البصري / التخويف من النار لابن رجب : 34 .

                      من مجموعة كتب ليدبروا آياته

                      _________________________
                      هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

                      تعليق

                      يعمل...
                      X