أيها الأفاضل إن الصراع بين الحق والباطل قديم بقدم الحياة على ظهر الأرض ، ولا زال الإسلام العظيم منذ أن بزغ فجره واستفاض نوره وإلى يومنا لا زال مستهدفاً من قبِل أعدائه الذين لم يدعوا سبيلا من السبل ، إلا وسلكوه للكيد لهذا الإسلام العظيم واستئصال شأفة المسلمين .
لكنهم علموا إلى حد اليقين أن الخطوة الأولى للقضاء على هذا الدين ، هي القضاء على القرآن الكريم ، ولكن هيهات هيهات ، فإن الذي تولى حفظ القرآن هو الله وما تولى الله حفظه لا يضيعه أحد.
لقد أعلنوا الحرب على القرآن من أول لحظه نزل فيها القرآن ، على قلب المصطفى صل الله عليه واله وسلم، ومازال أحفاد الكافرين والمنافقين يتطاولون على القرآن وسوف تظل الحرب معلنة بشراسة ، وضراوة على القرآن ، لكن هل يضر السماء أن تمتد إليها يد شلاء ؟! وهل يطفىء نور الشمس جميع الأفواه ، ولو اجتمعت على وجه الأرض ؟! أين نور السُها من شمس الضحى ؟! وأين الثرى من كواكب الجوزاء ؟! .
سأدع الحرب القديمة عند المشركين قليلا ، لأبدأ بالحرب الحديثة على القرآن فلقد صرح الصليبي الحقود ((كادري)) بهذه الكلمات وآثرت أن أنقل كلمات القوم حرفياً حتى لا تسقط مني كلمة واحدة ، لأننا أمام حرب ضارية ، وسيحاول هؤلاء الكافرين والمنافقون أن يسقطوا بكل السبل كل من يعلن الحرب عليهم ، ليذب عن كتاب الله وعن دين محمد بن عبد الله صل الله عليه واله وسلم أسأل الله ألا يحرمنا جميعا من هذا الشرف إنه ولي ذلك ومولاه.
يقول الصليبي الحقود (( كادري )) بالحرف : يجب أن نستخدم القرآن وهو أمضى سلاح في الإسلام ، ضد الإسلام نفسه حتى نقضي على الإسلام تماماً ، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً ، وأن الجديد في القرآن ليس صحيحاً .
ويقول الصليبي الحقود (( ويليم جيفرد )) بالحرف : متى توارى القرآن – أي : اختفى – ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نري العرب يتدرجون في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه .
ويقول الحقود ((جلاد ستون)) رئيس وزراء بريطانيا سابقا بالحرف يقول: ما دام القرآن موجوداً في أيدي المسلمين، فلن تستطيع أوربا أن تسيطر على الشرق الأوسط، ولا أن تكون أوربا نفسها في أمان.
ثم قال أما مجلس العموم البريطاني قال بالحرف الواحد : أمامنا أربع عقبات للقضاء على الإسلام : أولها القرآن ، والكعبة ، وصلاة الجمعة ، والأزهر . نعم لا تستغرب أيها الشاب ، فقد ينظر الآن بعض طلابنا من قولته : والأزهر نعم ، الأزهر قلعة شامخة من قلاع العلم ، وهم يعلمون علم اليقين خطر هذه القلعة ، لذا فهم يعلنون الحرب على الأزهر من عشرات السنين للقضاء عليه ، لتحويله إلى مؤسسة كأي مؤسسة تعليمية أخري ، لا وزن لها ولا قيمة .
ثم يخرج علينا كذابو القرن العشرين أحفاد مسيلمة الكذاب من الأمريكيين والصهاينة ، يخرج علينا أفاكو وأحفاد مسيلمة بأكذوبة حقيرة خبيثة كبيرة في الأيام القليلة الماضية ، أعدوا لهذه الأكذوبة من سنوات ماضية ، خرجوا علينا بكتاب يسمونه زورا وبهتانا وتضليلا ، يسمونه بالفرقان الحق ، وفرقاننا الحق هو قرآن ربنا ، الفرقان الحق هو كلام ربنا : {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً }[ الفرقان1] فالفرقان : هو كلام الرحمن هو القرآن الذي أنزله الله على قلب المصطفى صل الله عليه واله وسلم .
خرجوا علينا بهذه الأكذوبة زورا وبهتانا وتضليلا بكتاب أسموه : الفرقان الحق ، يتكون من ثلاثمائة وست وستين صفحة ، ويشتمل على سبع وسبعين سورة على غرار القرآن ، لكن هيهات هيهات .
كتاب يتكون من ثلاثمائة وست وستين صفحة،ويشتمل على سبع وسبعين سورة.
منها – تدبر معي ولا تغفل اليوم لحظة – تتكون الصفحات من هذه السور المزيفة الكاذبة الباطلة المدعاة .
من هذه السور سورة الفاتحة ، انظر إلى المجرمين يسمون بعض سور هذا الكتاب الباطل ، ببعض أسماء سور القرآن الكريم .
فأول سورة في كتابهم المزور تسمى بالفاتحة ، ومن سور الكتاب المزور سورة المحبة، وسورة الثالوث، وسورة الصلب، وسورة الزنا ، وسورة الطهر ، وسورة السلام ، وسورة الموعظة ، وسورة الصلاح ، وسورة الغرانيق ، وسورة المنافقين ، وسورة المحبة ، وسورة الأضحى ، وسورة الكافرون ، وسورة التنزيل ، وسورة العبث ، وسورة الشهيد ، إلى آخر أسماء هذه السور الباطلة المكذوبة .
ويفتتح هذا الكتاب الباطل بهذه الكلمات الكفرية فتقول أولى كلمات هذا الكتاب: بأسم الأب ، الكلمة الروح ، الإله الواحد الأوحد ، مثلث التوحيد وموحد التثليث.
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4} [الإخلاص/1-4] وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً{88} لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً{89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً{90} أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً{91} وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً{92} إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً{93} لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً{94} وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً{95} [مريم/88-95] .
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة السلام يقول كتابهم الباطل : والذين اشتروا الضلالة وأكرهوا عبادنا بالسيف ليكفروا بالحق ويؤمنوا بالباطل أولئك هم أعداء الدين القيم ، وأعداء عبادنا المؤمنين .
انظروا إلى الخلط ، انظروا إلى التزوير والتضليل والتلبيس .
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة256] إلى : {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }[البقرة 257].
وفي نفس السورة المكذوبة يقول كتابهم الباطل : يأيها الناس لقد كنتم أمواتا فأحييناكم بكلمة الإنجيل الحق ثم نحييكم بنور الفرقان الحق- يقصدون كتابهم المضلل المزور هذا .
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة التوحيد يقول كتابهم الباطل : وما كان لكم أن تجادلوا عبادنا المؤمنين في إيمانهم ، وتكفرونهم بكفركم ، فسواء تجلينا واحدا أو ثلاثة أو تسعة وتسعين ، فلا تقولوا ما ليس لكم به علم ، وإنا أعلم بمن ضل عن السبيل .
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} [المائدة/73 ].
وفي سورة مكذوبة أسموها سورة المسيح يقول كتابهم الباطل : وقلتم : آمنا بالله وبما أوتي عيسى من ربه ثم تلوتم منكرين : ومن يبتغ غير ملتنا دينا فلن يقبل منه وهذا قول المنافقين.
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا – جل وعلا : {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [آل عمران/85 ].
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة الصلب يقول كتابهم الباطل : إنما صلبوا عيسى المسيح ابن مريم جسدا بشرا سويا وقتلوه يقينا .
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً{157} بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً{158} [ النساء / 157 ، 158 ] .
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة الثالوث يقول كتابهم الباطل : إن أهل الضلال من عبادنا ، أشركوا بنا شركا عظيما ، فجعلونا تسعة وتسعين شريكا بصفات وأسماء ما أنزلنا بها من سلطان ، وافتروا علينا بأن الجبار المنتقم المتكبر وحاشا لنا أن نتصف بإفك المفترين ، ونزهنا عما يصفون . وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ{23} هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{24} [ الحشر / 23 ، 24 ] .
وفي سورة مكذوبة باطلة أسموها : سورة الموعظة يقول كتابهم الباطل : وزعمتم بأنا قلنا : قاتلوا في سبيل الله ، وحرضوا المؤمنين على القتال وما كان القتال سبيلنا ، وما كنا لنحرض المؤمنين على القتال إن ذلك إلا تحريض الشيطان الرجيم ، لقوم مجرمين .
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا – جل وعلا : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } الأنفال65 .
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة الصلاح ، يقول كتابهم الباطل : يا أيها الذين ضلوا من عبادنا هل ندلكم على تجارة تنجِيكم من عذاب أليم تحابوا ولا تباغضوا وأحبوا ولا تكرهوا ، أعداءكم فالمحبة سنتنا ، وصراطنا المستقيم .
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ{10} تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{11} [ الصف / 10 ، 11 ] .
وفي نفس السورة المكذوبة يقول كتابهم الباطل : ولا تطيعوا أمر الشيطان ولا تصدقوه ، إن قال لكم : كلو مما غنمتم حلالاً طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم . وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : {فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأنفال69 ] .
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة الزنا يقول كتابهم الباطل : يا أهل السفاح من عبادنا الضالين ، لقد دفعتم بأنفسكم إلى الزنا بما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع أو ما ملكت أيمانكم ، فعارضت سنتنا في الإنجيل الحق بأن من أشرك بزوجة أخرى فقد زنا وأوقعها في الزنا والفجور .
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} [النساء3]
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة المنافقين يقول كتابهم الباطل : ومكرتم ومكر الشيطان وهو خير الماكرين وطبع الشيطان على قلوبكم وسمكم وعلى أبصاركم ، وأنتم قوم لا تفقهون . وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [الأنفال30 ] .
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة الجزية يقول كتابهم الباطل : وزعمتم بأننا قلنا: قاتلوا الذين لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، يا أهل الضلال من عبادنا إنما دين الحق هو دين الإنجيل وفرقان الحق من بعده ، فمن ابتغى غير ذلك دينا فلن يقبل منه ، وقد كفر بدين الحق كفرا .
وأختم هذا الكفر والضلال والتحريف الأبله الساذج الأرعن أختم بقولتهم الخبيثة في سورة مكذوبة أسموها : سورة الغرانيق يقول كتابهم الباطل : يا أيها الذين كفروا من عبادنا ، لقد ضل رائدكم وقد غوى إن هو إلا وحى إفك يوحى ، علمه مريد القوى فرأى من مكائد الشيطان الكبرى ما رأى .
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى{1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى{2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى{5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى{6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى{7} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{11}
[ النجم / 1-11] .
سقطت ذبابة على نخلة تمر عملاقة ، فلما أرادت الذبابة النجسة الحقيرة أن تطير قالت لنخلة التمر العملاقة الشامخة : تماسكي أيتها النخلة ، لأني راحلة عنك ، فقالت لها نخلة التمر العملاقة : انصرفي أيتها الذبابة الحقيرة فهل شعرت بك حينما سقطت علىُ لأستعد لك ، وأنت راحلة عني .
لا تخشوا على القرآن فالله حافظه .
أنا أقسم بالله أن هذا الكلام قد زادنا إيمانا بأن القرآن كلام الله .
لا تخشوا على القرآن فالله حافظه : هذا هو عنصرنا الثاني بإيجاز شديد .
أيها الأفاضل : إننا نتحدى ، وسنظل نتحدى ، إلى يوم القيامة بهذا القرآن الكريم، فلقد تحدى الله به البشر جميعا ، ولا زال التحدي قائما إلى يوم القيامة ، تحدى الله أرباب البلاغة وأساطين الفصاحة ، وفرسان البيان أن يأتوا بقرآن مثله فعجزوا فخفف التحدي ، قال الله تعالى : {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } الإسراء88 ، فخفف التحدي فطلب منهم أن يأتوا بعشر سور مثل سور القرآن قال تعالى : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }هود13.
فعجزوا ، فخفف التحدي فطلب منهم أن يأتوا بسورة واحدة – جل وتعالى : {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{23} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ{24} [ البقرة / 23،24 ] .
لكنهم علموا إلى حد اليقين أن الخطوة الأولى للقضاء على هذا الدين ، هي القضاء على القرآن الكريم ، ولكن هيهات هيهات ، فإن الذي تولى حفظ القرآن هو الله وما تولى الله حفظه لا يضيعه أحد.
لقد أعلنوا الحرب على القرآن من أول لحظه نزل فيها القرآن ، على قلب المصطفى صل الله عليه واله وسلم، ومازال أحفاد الكافرين والمنافقين يتطاولون على القرآن وسوف تظل الحرب معلنة بشراسة ، وضراوة على القرآن ، لكن هل يضر السماء أن تمتد إليها يد شلاء ؟! وهل يطفىء نور الشمس جميع الأفواه ، ولو اجتمعت على وجه الأرض ؟! أين نور السُها من شمس الضحى ؟! وأين الثرى من كواكب الجوزاء ؟! .
سأدع الحرب القديمة عند المشركين قليلا ، لأبدأ بالحرب الحديثة على القرآن فلقد صرح الصليبي الحقود ((كادري)) بهذه الكلمات وآثرت أن أنقل كلمات القوم حرفياً حتى لا تسقط مني كلمة واحدة ، لأننا أمام حرب ضارية ، وسيحاول هؤلاء الكافرين والمنافقون أن يسقطوا بكل السبل كل من يعلن الحرب عليهم ، ليذب عن كتاب الله وعن دين محمد بن عبد الله صل الله عليه واله وسلم أسأل الله ألا يحرمنا جميعا من هذا الشرف إنه ولي ذلك ومولاه.
يقول الصليبي الحقود (( كادري )) بالحرف : يجب أن نستخدم القرآن وهو أمضى سلاح في الإسلام ، ضد الإسلام نفسه حتى نقضي على الإسلام تماماً ، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً ، وأن الجديد في القرآن ليس صحيحاً .
ويقول الصليبي الحقود (( ويليم جيفرد )) بالحرف : متى توارى القرآن – أي : اختفى – ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نري العرب يتدرجون في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه .
ويقول الحقود ((جلاد ستون)) رئيس وزراء بريطانيا سابقا بالحرف يقول: ما دام القرآن موجوداً في أيدي المسلمين، فلن تستطيع أوربا أن تسيطر على الشرق الأوسط، ولا أن تكون أوربا نفسها في أمان.
ثم قال أما مجلس العموم البريطاني قال بالحرف الواحد : أمامنا أربع عقبات للقضاء على الإسلام : أولها القرآن ، والكعبة ، وصلاة الجمعة ، والأزهر . نعم لا تستغرب أيها الشاب ، فقد ينظر الآن بعض طلابنا من قولته : والأزهر نعم ، الأزهر قلعة شامخة من قلاع العلم ، وهم يعلمون علم اليقين خطر هذه القلعة ، لذا فهم يعلنون الحرب على الأزهر من عشرات السنين للقضاء عليه ، لتحويله إلى مؤسسة كأي مؤسسة تعليمية أخري ، لا وزن لها ولا قيمة .
ثم يخرج علينا كذابو القرن العشرين أحفاد مسيلمة الكذاب من الأمريكيين والصهاينة ، يخرج علينا أفاكو وأحفاد مسيلمة بأكذوبة حقيرة خبيثة كبيرة في الأيام القليلة الماضية ، أعدوا لهذه الأكذوبة من سنوات ماضية ، خرجوا علينا بكتاب يسمونه زورا وبهتانا وتضليلا ، يسمونه بالفرقان الحق ، وفرقاننا الحق هو قرآن ربنا ، الفرقان الحق هو كلام ربنا : {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً }[ الفرقان1] فالفرقان : هو كلام الرحمن هو القرآن الذي أنزله الله على قلب المصطفى صل الله عليه واله وسلم .
خرجوا علينا بهذه الأكذوبة زورا وبهتانا وتضليلا بكتاب أسموه : الفرقان الحق ، يتكون من ثلاثمائة وست وستين صفحة ، ويشتمل على سبع وسبعين سورة على غرار القرآن ، لكن هيهات هيهات .
كتاب يتكون من ثلاثمائة وست وستين صفحة،ويشتمل على سبع وسبعين سورة.
منها – تدبر معي ولا تغفل اليوم لحظة – تتكون الصفحات من هذه السور المزيفة الكاذبة الباطلة المدعاة .
من هذه السور سورة الفاتحة ، انظر إلى المجرمين يسمون بعض سور هذا الكتاب الباطل ، ببعض أسماء سور القرآن الكريم .
فأول سورة في كتابهم المزور تسمى بالفاتحة ، ومن سور الكتاب المزور سورة المحبة، وسورة الثالوث، وسورة الصلب، وسورة الزنا ، وسورة الطهر ، وسورة السلام ، وسورة الموعظة ، وسورة الصلاح ، وسورة الغرانيق ، وسورة المنافقين ، وسورة المحبة ، وسورة الأضحى ، وسورة الكافرون ، وسورة التنزيل ، وسورة العبث ، وسورة الشهيد ، إلى آخر أسماء هذه السور الباطلة المكذوبة .
ويفتتح هذا الكتاب الباطل بهذه الكلمات الكفرية فتقول أولى كلمات هذا الكتاب: بأسم الأب ، الكلمة الروح ، الإله الواحد الأوحد ، مثلث التوحيد وموحد التثليث.
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4} [الإخلاص/1-4] وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً{88} لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً{89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً{90} أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً{91} وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً{92} إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً{93} لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً{94} وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً{95} [مريم/88-95] .
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة السلام يقول كتابهم الباطل : والذين اشتروا الضلالة وأكرهوا عبادنا بالسيف ليكفروا بالحق ويؤمنوا بالباطل أولئك هم أعداء الدين القيم ، وأعداء عبادنا المؤمنين .
انظروا إلى الخلط ، انظروا إلى التزوير والتضليل والتلبيس .
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة256] إلى : {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }[البقرة 257].
وفي نفس السورة المكذوبة يقول كتابهم الباطل : يأيها الناس لقد كنتم أمواتا فأحييناكم بكلمة الإنجيل الحق ثم نحييكم بنور الفرقان الحق- يقصدون كتابهم المضلل المزور هذا .
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة التوحيد يقول كتابهم الباطل : وما كان لكم أن تجادلوا عبادنا المؤمنين في إيمانهم ، وتكفرونهم بكفركم ، فسواء تجلينا واحدا أو ثلاثة أو تسعة وتسعين ، فلا تقولوا ما ليس لكم به علم ، وإنا أعلم بمن ضل عن السبيل .
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} [المائدة/73 ].
وفي سورة مكذوبة أسموها سورة المسيح يقول كتابهم الباطل : وقلتم : آمنا بالله وبما أوتي عيسى من ربه ثم تلوتم منكرين : ومن يبتغ غير ملتنا دينا فلن يقبل منه وهذا قول المنافقين.
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا – جل وعلا : {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [آل عمران/85 ].
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة الصلب يقول كتابهم الباطل : إنما صلبوا عيسى المسيح ابن مريم جسدا بشرا سويا وقتلوه يقينا .
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً{157} بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً{158} [ النساء / 157 ، 158 ] .
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة الثالوث يقول كتابهم الباطل : إن أهل الضلال من عبادنا ، أشركوا بنا شركا عظيما ، فجعلونا تسعة وتسعين شريكا بصفات وأسماء ما أنزلنا بها من سلطان ، وافتروا علينا بأن الجبار المنتقم المتكبر وحاشا لنا أن نتصف بإفك المفترين ، ونزهنا عما يصفون . وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ{23} هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{24} [ الحشر / 23 ، 24 ] .
وفي سورة مكذوبة باطلة أسموها : سورة الموعظة يقول كتابهم الباطل : وزعمتم بأنا قلنا : قاتلوا في سبيل الله ، وحرضوا المؤمنين على القتال وما كان القتال سبيلنا ، وما كنا لنحرض المؤمنين على القتال إن ذلك إلا تحريض الشيطان الرجيم ، لقوم مجرمين .
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا – جل وعلا : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } الأنفال65 .
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة الصلاح ، يقول كتابهم الباطل : يا أيها الذين ضلوا من عبادنا هل ندلكم على تجارة تنجِيكم من عذاب أليم تحابوا ولا تباغضوا وأحبوا ولا تكرهوا ، أعداءكم فالمحبة سنتنا ، وصراطنا المستقيم .
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ{10} تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{11} [ الصف / 10 ، 11 ] .
وفي نفس السورة المكذوبة يقول كتابهم الباطل : ولا تطيعوا أمر الشيطان ولا تصدقوه ، إن قال لكم : كلو مما غنمتم حلالاً طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم . وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : {فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأنفال69 ] .
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة الزنا يقول كتابهم الباطل : يا أهل السفاح من عبادنا الضالين ، لقد دفعتم بأنفسكم إلى الزنا بما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع أو ما ملكت أيمانكم ، فعارضت سنتنا في الإنجيل الحق بأن من أشرك بزوجة أخرى فقد زنا وأوقعها في الزنا والفجور .
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} [النساء3]
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة المنافقين يقول كتابهم الباطل : ومكرتم ومكر الشيطان وهو خير الماكرين وطبع الشيطان على قلوبكم وسمكم وعلى أبصاركم ، وأنتم قوم لا تفقهون . وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [الأنفال30 ] .
وفي سورة مكذوبة أسموها : سورة الجزية يقول كتابهم الباطل : وزعمتم بأننا قلنا: قاتلوا الذين لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، يا أهل الضلال من عبادنا إنما دين الحق هو دين الإنجيل وفرقان الحق من بعده ، فمن ابتغى غير ذلك دينا فلن يقبل منه ، وقد كفر بدين الحق كفرا .
وأختم هذا الكفر والضلال والتحريف الأبله الساذج الأرعن أختم بقولتهم الخبيثة في سورة مكذوبة أسموها : سورة الغرانيق يقول كتابهم الباطل : يا أيها الذين كفروا من عبادنا ، لقد ضل رائدكم وقد غوى إن هو إلا وحى إفك يوحى ، علمه مريد القوى فرأى من مكائد الشيطان الكبرى ما رأى .
وفرقاننا الحق يقول فيه ربنا : { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى{1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى{2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى{5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى{6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى{7} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{11}
[ النجم / 1-11] .
سقطت ذبابة على نخلة تمر عملاقة ، فلما أرادت الذبابة النجسة الحقيرة أن تطير قالت لنخلة التمر العملاقة الشامخة : تماسكي أيتها النخلة ، لأني راحلة عنك ، فقالت لها نخلة التمر العملاقة : انصرفي أيتها الذبابة الحقيرة فهل شعرت بك حينما سقطت علىُ لأستعد لك ، وأنت راحلة عني .
لا تخشوا على القرآن فالله حافظه .
أنا أقسم بالله أن هذا الكلام قد زادنا إيمانا بأن القرآن كلام الله .
لا تخشوا على القرآن فالله حافظه : هذا هو عنصرنا الثاني بإيجاز شديد .
أيها الأفاضل : إننا نتحدى ، وسنظل نتحدى ، إلى يوم القيامة بهذا القرآن الكريم، فلقد تحدى الله به البشر جميعا ، ولا زال التحدي قائما إلى يوم القيامة ، تحدى الله أرباب البلاغة وأساطين الفصاحة ، وفرسان البيان أن يأتوا بقرآن مثله فعجزوا فخفف التحدي ، قال الله تعالى : {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } الإسراء88 ، فخفف التحدي فطلب منهم أن يأتوا بعشر سور مثل سور القرآن قال تعالى : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }هود13.
فعجزوا ، فخفف التحدي فطلب منهم أن يأتوا بسورة واحدة – جل وتعالى : {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{23} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ{24} [ البقرة / 23،24 ] .
لقد ذهب عتبة بن ربيعة أبو الوليد ، ذهب يوماً إلى النبي صل الله عليه واله وسلم ليقول له : يا ابن أخي اسمع مني لأعرض عليك أمورا لعلك تقبل بعضها فقال النبى صل لله عليه واله وسلم بأدب بالغ : ((تكلم يا أبا الوليد أسمع لك)) تكلم أسمع فقال له عتبة أبو الوليد : يا ابن أخي : إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة والمكانة في النسب ، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم ، فرقت به جماعتهم ، وسفهت به أحلامهم ، وعبث به من مضى من آبائهم ‘ فإن كنت تريد بهذا الأمر مالا ، جمعنا لك من أموالنا ، حتى تكون أغنانا ، وإن كنت تريد بهذا الأمر شرفا ، أو ملكاً سودناك علينا ، حتى لا نقطع أمراً من دونك ، وإن كنت تريد بهذا الأمر ملكا ملكناك علينا ، وإن كان الذي يأتيك رئيا من الجن بذلنا لك أموالنا وطلبنا لك الطب حتى تبرأ ، فرد النبي صل الله عليه واله وسلم بأدب وقال : ((أو قد فرغت يا أبا الوليد ؟)) قال : نعم قال : (( فاسمع مني )) فوضع أبو الوليد يديه خلف ظهره وقال : أسمع تكلم يا محمد ، والله ما زاد المصطفى على آيات كريمة قرأها من صدر سورة فصلت ، قرأ النبى صل الله عليه واله وسلم قول الله – جل وعلا - : بسم الله الرحمن الرحيم { حم{1} تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ{2} كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{3} بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ{4} وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ{5} قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ{6} [ فصلت / 1-6 ] وظل النبي الكريم يقرأ آيات كريمة من سورة فصلت إلى أن وصل إلى آية السجدة إلى قول الله – جل وعلا : { وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ{37} فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ{38} [ فصلت / 37،38 ] وخر النبي r ساجدا لله – جل وعلا – فلما رفع النبي صل الله عليه واله وسلم رأسه قال : (( أو قد سمعت يا أبا الوليد )) ؟ قال نعم ، قال : (( فاصنع ما بدا لك )) .
فانصرف أبو الوليد إلى قومه من المشركين ، فلما نظروا إلى وجهه قالوا جميعا على لسان رجل واحد : نحلف بالله أن أبا الوليد قد جاءكم بغير الوجه الذي ذهب به إلى محمد ، غَيَُره القرآن ، فقالوا : ما وراءك يا أبا الوليد فقال : يا قوم والله والله لقد سمعت آنفا من محمد كلاما ، ما هو بالشعر ولا بالسحر ، ولا بالكهانة ، والله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم ، فخلوا بين الرجل ، وبين ما هو فيه ، واجعلوها لي ، فإن تظهر عليه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم ، وعزه عزكم ، وقد كفيتموه بغيركم قالوا : سحرك والله محمد يا أبا الوليد ، كما قال الوليد بن المغيرة ورد الله عليه في قوله تعالى : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً{11} وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً{12} وَبَنِينَ شُهُوداً{13} وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً{14} ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ{15} كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً{16} سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً{17} إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ{18} فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ{19} ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ{20} ثُمَّ نَظَرَ{21} ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ{22} ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ{23} فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ{24} إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ{25} سَأُصْلِيهِ سَقَرَ{26} وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ{27} لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ{28} لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ{29} عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ{30} [ المدثر/ 11-30 ] .
والله لقد صدع جلال القرآن عناد الكفر في قلوبهم ، لكنه الكبر والاستعلاء ، لقد أعلنوا الحرب على الرسول ، لكنهم كانوا يخافون القرآن ويقولون : { لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } فصلت26.
والله لقد تقدم النبي صل الله عليه واله وسلم يوما في بيت الله الحرام ووقف يصلي لله – جل وعلا – بين رؤوس وصناديد الشرك والكفر في مكة ، واستفتح النبي صل الله عليه واله وسلم قراءته في الصلاة بسورة النجم ، وفي آخر السورة قرأ النبي صل الله عليه واله وسلم آيات جليلة كريمة تأخذ القلوب أخذا ، قرأ قول الله تعالى : { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ{59} وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ{60} وَأَنتُمْ سَامِدُونَ{61} فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا{62} [ النجم / 59-62] ، وخر النبي صل الله عليه واله وسلم ساجدا لله فلم يتمالك أحد من المشركين نفسه أمام جلال القرآن ، فخر المشركون كلهم سجدا لله خلف رسول الله صل الله عليه واله وسلم والحديث رواه البخاري مختصرا من حديث ابن عباس : سجد رسول الله صل عليه واله وسلم بسورة النجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس(1).
ولا زال عطاء القرآن متجدداً في عصر العلم ، وهذا ما أريد أن أركز عليه ، ولا زال عطاء القرآن وجلال القرآن متجدداً ، في عصر العلم ، فلم يكتشف العلم الحديث إلا من سنوات قليلة ماضية ، أن موج البحر بسطحه المائل يعكس ضوء الشمس الذي يسقط عليه ، ليكوَّن خلف هذا الموج الظاهر ظلاماً دامساً ، في ظلام دامس لم يكتشف العلم الحديث ، هذه الحقيقة العلمية ، إلا من سنوات قليلة ، مع أن القرآن الكريم قد أخبر بهذه الحقيقة العلمية منذ أكثر من 1400 عام كما في قول الله – جل وعلا : {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ } [النور/40 ]
ولم يكتشف العلم الحديث أن القمر كان مضيئاً ، ثم محي ضوؤه إلا من سنوات قليلة، مع أن القرآن ، قد أثبت هذه الحقيقة العلمية الهائلة يوم أنزله الله على قلب المصطفى صل الله عليه واله وسلم في قوله جل وعلا : {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } [الإسراء /12 ] .
ولم يكتشف العلم الحديث أن الجبال بعد هذه الطبقة الصلبة في الأرض تنزل على شكل وتد في طبقة لزجة لينة لتثبت الأرض من الميل والدوران ، ولم يكتشف العلم هذه الحقيقة إلا من سنوات قليلة ، ولقد ذكرها القرآن يوم أنزله الله على قلب المصطفى صل الله عليه واله وسلم فقال – جل وعلا : {وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً } [ النبأ/7 ] .
والله لقد صدع جلال القرآن عناد الكفر في قلوبهم ، لكنه الكبر والاستعلاء ، لقد أعلنوا الحرب على الرسول ، لكنهم كانوا يخافون القرآن ويقولون : { لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } فصلت26.
والله لقد تقدم النبي صل الله عليه واله وسلم يوما في بيت الله الحرام ووقف يصلي لله – جل وعلا – بين رؤوس وصناديد الشرك والكفر في مكة ، واستفتح النبي صل الله عليه واله وسلم قراءته في الصلاة بسورة النجم ، وفي آخر السورة قرأ النبي صل الله عليه واله وسلم آيات جليلة كريمة تأخذ القلوب أخذا ، قرأ قول الله تعالى : { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ{59} وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ{60} وَأَنتُمْ سَامِدُونَ{61} فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا{62} [ النجم / 59-62] ، وخر النبي صل الله عليه واله وسلم ساجدا لله فلم يتمالك أحد من المشركين نفسه أمام جلال القرآن ، فخر المشركون كلهم سجدا لله خلف رسول الله صل الله عليه واله وسلم والحديث رواه البخاري مختصرا من حديث ابن عباس : سجد رسول الله صل عليه واله وسلم بسورة النجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس(1).
ولا زال عطاء القرآن متجدداً في عصر العلم ، وهذا ما أريد أن أركز عليه ، ولا زال عطاء القرآن وجلال القرآن متجدداً ، في عصر العلم ، فلم يكتشف العلم الحديث إلا من سنوات قليلة ماضية ، أن موج البحر بسطحه المائل يعكس ضوء الشمس الذي يسقط عليه ، ليكوَّن خلف هذا الموج الظاهر ظلاماً دامساً ، في ظلام دامس لم يكتشف العلم الحديث ، هذه الحقيقة العلمية ، إلا من سنوات قليلة ، مع أن القرآن الكريم قد أخبر بهذه الحقيقة العلمية منذ أكثر من 1400 عام كما في قول الله – جل وعلا : {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ } [النور/40 ]
ولم يكتشف العلم الحديث أن القمر كان مضيئاً ، ثم محي ضوؤه إلا من سنوات قليلة، مع أن القرآن ، قد أثبت هذه الحقيقة العلمية الهائلة يوم أنزله الله على قلب المصطفى صل الله عليه واله وسلم في قوله جل وعلا : {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } [الإسراء /12 ] .
ولم يكتشف العلم الحديث أن الجبال بعد هذه الطبقة الصلبة في الأرض تنزل على شكل وتد في طبقة لزجة لينة لتثبت الأرض من الميل والدوران ، ولم يكتشف العلم هذه الحقيقة إلا من سنوات قليلة ، ولقد ذكرها القرآن يوم أنزله الله على قلب المصطفى صل الله عليه واله وسلم فقال – جل وعلا : {وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً } [ النبأ/7 ] .
(1) أخرجه البخاري في كتاب التفسير ، باب {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا } [النجم/62 ] (4862) .
تعليق