(\\\\\\\ المسلمُ خُـفٌ أم خـاروفٌ لأخيـه؟ //////)

[أبو بكر أشرف الشامي]

عندمـا تُصبحُ الأُخوة خــاروفـاً ننحـرُه بسكيـنِ العداوةِ و البغضاءِ التـي صنعناهـا بمحـددةِ الشِّـدةِ على أخينا المسلم حينهـا تتناثـرُ دمـاءٌ حرَّمهـا اللـه... و تتقـطعُ أوصـالٌ طالمـا تآخـت بأوصالِ قاتلهـا... و يسـودُ الوهـنُ حالَ الأمـةِ التي تخلفـتْ بعد أن خلف سادتها خلَـفٌ ورثوا الكتاب وعملوا بضِـدِّه...

فسـادتْ قوانيـنُ الغـاب بين العديـد من إخـوةِ الدِّيــن... و كان من هذه القوانين قاعـدةٌ عقائديـة و هي:

أعــزةٌ أشِـدَّةٌ على المؤمنيــن...

فصرنا نرى الأخَ - وأعني الأخ لالتزامه بالأحكام الظاهرة للشريعة- صرنا نراهُ عزيـزاً على إخوتـه... فإنْ أخطأَ بحقهِ أحدهـم فويـلٌ له مِن شـره... و لن يُطفـىءَ نارَ صـدرِه إلا انتقـامٌ يرى فيه صَغـارَ صاحبـه... بعد أنْ فتـرَ نـورُ الإيمان الذي كان يعلو قلبَـه...

ما بالُنـا صرنا نتكبـرُ على بعضنـا؟ فلا هـذا يرحـمُ هذا و لا ذاكَ يصفـحُ عن ذاك... أينَ رحلتْ " أحبك في اللـه" ؟ أتـرى أنَّ الحُـبَّ كلامٌ فحسـب؟ فما هي ديمومـةُ حُـبِّ الكلام إنْ ضدَّهـا الأفعـال؟

بربــكَ يا قارىءُ أخبرنـي لو أخطأَ أخـوكَ بحقـك فهل ستتناسـى العقيـدةَ لتحكمَ فيـه بما يبغـي إبليـس؟ لا أعنـي الصمتَ عن الباطل... لا فالنصيحة واجبـةٌ لإننكارِ منكره و أمرِه بالمعروف... إنما أعني طريقةَ التعامل معـه بأنْ يدخل الشيطانُ بينكَ و بينـه... فيسـود قانونُ الغـابِ و الانتقـام على معانـي الإسـلام...

================

ما أجمـلَ أنْ تعيشَ ذليـلاً لإخوتك المسلمين عزيـزاً على الكافريـن... حتى لو أخطأ بحقك مَن أخطا من إخوتك فيشفعُ لهم الحِلـمُ و الحُـبُ و ما عنـدَ اللـهِ مِن بُشـرى على لـذةِ الإنتقام وما يعقبها من مفاسـدَ بالدينِ و الدنيـا...

أنْ يكونَ المسلمُ خُفَّـاً لا خاروفـاً بقـدمِ أخيـه المسلم فهـو عِــزةٌ له في دينـه... فالعـزةُ للـه و لرسوله و للمؤمنيــن... فلو استعلـى الأخُ على أخيه ظاناً أنها عـزة فقد أخطـأ و أذنـبَ على استعلائـه...

المذلـةُ و الرحمـةُ بين المسلمين توثيـقٌ لعقيـدةِ الولاء التي لا تتفكـكُ باللمـمِ من الأخطـاء... الــولاءُ في اللـهِ و الحُبُّ في اللـهِ من شعائر الإسلام التي لو تزولُ بهبوبِ الرياح فسيُصيبُ القحـطَ قلوبنا لتكونَ صحـراءَ قاحلـة يكثرُ فيها الشـوك...

=================

ما أجمـلَ أنْ تــدوسَ على كبريائــكَ لتُحيــيَ عقيـدةَ الولاء... و نَعـم فالأمرُ هذا ليسَ بهيِّـنٍ لأن النفسَ عزيـزة... فـرسٌ جامحـةٌ يصعبُ ترويضُهـا... ولكـنْ بالصبـرِ على الأذى و استصغـارِه مُقابـلَ الأجرِ و الثوابِ من اللـه فإنه -مع التعود والوقت- يهـون...

هل فعـلاً أنتَ خُــفٌ لأخيكَ المسلم؟ حتـى لو داسَ عليك فإنه لا يتأذى منك و كأنكَ لِبـاسٌ له... هل تصبرُ عليه و على آذاه أم أنكَ تصمتُ و تترصـدُ له المصائب؟ أم تُقابلُ إساءته حربـاً لا تنطفـىءُ إلابإذلالـه لتشفيَ غليلكَ منـه؟

أين قولُ اللـه فينا :" إنَّما المؤمنونَ إخـوة"... " مُحمدٌ رسولُ اللـه و الذينَ معه أشداءُ على الكفارِ رُحماءُ بينهم"... " أذلةٍ على المؤمنين أعـزةٍ على الكافريـن "...

و قد جاء بأحاديثَ مختلفٌ في صحتها أنَّ أبا ذرٍ رضي اللـه عنه أخطأ بحقِ بلالَ ابن رباح فناداه بابنِ السوداء... حتى نهاهُ الرسولَ -صلى اللـه عليه وسلم - عن ذاك و أنها جاهليـة... فوضع أبو ذرٍ وجهه على التراب ليدوسَـه بلالُ برجلـه... رضي اللـهُ عنهما...

و الصورُ عديدةٌ في الرحمـةِ و المذلةِ فيما بين المؤمنيـن و التي تزيدُ في إيمانهم و ترفعُ شأنهم و تُميتٌ شيطانهم و عدوهـم...

اللهــم ألِّــف بين قلوبنا و اجمعنا على الحب فيك و اجعلنا رحماءُ فيما بيننا أشـداءُ على أعدائنـا...

[أبوحمزة]

رد: (\\\\\\\ المسلمُ خُـفٌ أم خـاروفٌ لأخيـه؟ //////)

لقد أوجزت فأحسنت ... نسأل الله أن يرحمنا ... للأسف أخى دخل فى قلوب بعض الأخوة إلا من رحم الله حب الانتصار والانتقاد كما لو أنهم رسل الله عياذاً بالله ... وعلى من يريدون الانتصار ؟؟؟ .. على أناس قد يكونوا أصحاب فضل عليهم بعد الله .... ومن أجل ماذا يريدون الانتصار ؟؟؟ ... أصبحت الألسنة تلقى بالسهام المسمومة لكي تصيب أقرب الناس إليها ... فينشق الصف إثر أصابته بهذا السهم المسموم الغادر ... ولم يفكر ذلك القناص الهداف فى عدم فضح أمر المخطىء وذكره باسمه على الملاً ... ولم يفكر ذلك المحترف أن النصيحة فى العلن فضيحة ... ولم يلتمس لإخوانه أعذاراً ... وإنما كل ما يهمه أن يرجع فى آخر يومه وقد امتلأت جعبته بجثث إخوانه المسمومين بسهامه ... ليقف أمام الجميع ليقول هاأنذا يا قوم قد صححت المفاهيم وانتقدت كل كبير وصغير على الملأ وضربت كل الطيور بالسموم .. فهل من متبع ؟؟؟ ... نسأل الله أن يرحمنا ويغفر لنا ...

[سامح الهلالي]

رد: (\\\\\\\ المسلمُ خُـفٌ أم خـاروفٌ لأخيـه؟ //////)

جزاكم الله خيراً أخي الحبيب أبا بكر فقد ذكرتنا بهذه الرابطة المنسية والتي هجرها الكثير إلا من رحم ربي
أين الحلم والصبر علي الأذي
إن نبي الله موسي عليه السلام قد أخذ بلحية أخيه هارون وما ينبغي له ذلك فهو نبي مثله، ولطم ملك الموت لما جاءه ليقبض روحه ففقأ عينه ووكز رجلاً من القبط فقضي عليه
ومع ذلك كله وهب خطأوه لفضله فله من الفضل والإحسان والصبر علي أذي بني إسرائيل الذي جعلت هذه الأخطاء كقطرة في بحر الحسنات
فأين نحن من هذه الأمثال {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام : 90]

فأيما أخ لك آذاك فاصبر وعليك بأن تبين له خطأه بحكمة وموعظة حسنة فإن الله تعالى أمر موسي عليه السلام وأخيه هارون بأن يذهبا إلي فرعون وأن يحسنا في دعوته وبيان خطأه فقال {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}[طه : 44]
فصبراً أخي علي أذي إخوانك فمهما فعلوا وأخطأوا فلن يكونوا كفرعون الذي قال { يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي } [القصص : 38] وأنت مهما فعلت وارتفعت أخلاقك فلست كموسي عليه السلام الذي قال الله له {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} [طه : 41]

فاصبر اخي وكن حليماً مع إخوانك واخفض جناحك لهم وارفق بهم وادعُ لهم بكل خير وكن لها خفاً ولا تجعل صحبتهم لك كالذبيحة تذبحها وقتما يقعون في أي زلل

وأقول أيضاً لإخواننا : إذا وجدت أخاً لك جعل نفسه خفاً لك فلا تتمادي أنت وتدوس عليه
وانظر إلي فعل بلال رضي الله عنه لما قال له أبو ذر والله يابلال لا ارفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك .. أنت الكريم وأنا المهان ..!!
فأخذ بلال يبكي .. وأقترب وقبل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا

فقم وعانق أخيك واعتذر له واقبل اعتذاره ولا تنسي أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه
جزاكم الله خيراً أخي واعتذر عن الإطالة

[Mostafa Sultan]

رد: (\\\\\\\ المسلمُ خُـفٌ أم خـاروفٌ لأخيـه؟ //////)

آآآآآآآه أخى لقد جئت على ما يحرق الفؤاد ألماً

أوجزت فأحسنت فى هذه الكلمات

ولعلى أستفيد من كلماتك فى موضوع أنتهى منه قريباً لعله يكون تحت عنوان

((آآهاااات وحسرااات على حال الإخوة والأخوات ))

[أبو بكر أشرف الشامي]

رد: (\\\\\\\ المسلمُ خُـفٌ أم خـاروفٌ لأخيـه؟ //////)

أخي سامح الهلالـي ما شاء اللـه على إضافتـك راااااااائعة بارك اللـه فيك...

أخي أبو حمـزة و اللـهِ ما كتبتُ الموضوع للسبب الذي تعتقـد و و اللـهِ إنه منذ أيام بذهني ولكنَّ عيناي تؤلماني من الشاشة فنادراً ما أكتب... و كلامي هنا هو لرأبِ الصَّـدع ما بين أي اثنين مهما كان الخلاف... فها هم أصحاب النبي صلى اللـه عليه وسلم ضربوا أروع أمثال الأُخوة والتي كانت بالدم و الأهل و المال رغم حصول خلافات و لكنَّها اختفت ببحر المحبـة فيما بينهم...

و بارك اللـه فيك أخي مصطفى وبانتظار موضوعك بإذن اللـه ويبدو من عنوانه واقعـا... وصحيح أخي ما أخبار الإجابات للموضوعين؟ يااا ليت تووووجز بهما... لن أستطيع التواصل عبر الإيميل لأنه تم التهكير عليه وحذفت الليستة لدي فاللـه المستعان و إن شاء اللـه أتواصل و إياك بالمراقبيـن...

[أبوحمزة]

رد: (\\\\\\\ المسلمُ خُـفٌ أم خـاروفٌ لأخيـه؟ //////)

أنا عايزك على الميل ضرورى يا شامى .....