نتائج الدراسات الغربية في الاختلاط
مما حدا بحاكم كاليفورنيا بت ولسون: بأن يخصص خمسة ملايين دولار لإنشاء عشر مدارس غير مختلطة كنوع من التجربة العملية، للتحقق من النتائج، ولقد شجعت هذه النتائج على قيام العديد من المدارس الحكومية والخاصة على أساس عدم الاختلاط في الأعوام السابقة، في العديد من مناطق الولايات المتحدة الأميركية مثل نيويورك، فيلادلفيا، بالتيمور، ديترويت وكاليفورنيا
تؤكد معظم الدراسات الحديثة بأن الفصل بين الجنسين في المدارس والجامعات والفصول الدراسية يؤدي إلى نتائج إيجابية أفضل من مثيلاتها المختلطة:
ولهذا السبب سنستعرض بعض نتائج الدراسات الحديثة المتعلقة بهذا الموضوع، لعلها تساهم في تصحيح المفاهيم.
منذ ظهور دراسة اليزابيث تيدبال في العام 1973م التي أكدت فوائد التعليم غير المختلط ونادت به، فإن الدراسات حول هذا الموضوع تكاثرت بشكل كبير جدا، ومؤيده في معظمها نفس نتائج تيدبال، ولقد خلصت إحدى الدراسات الحديثة من جامعة هارفرد بأن المدارس النسائية وبمقارنتها بالمختلطة تحقق الآتي:
ـ أهداف تربوية أعلى.
ـ يحقق الطلبة فيها درجة أعلى من القيم الذاتية ودرجة أفضل لنوعية الحياة.
ـ درجة أفضل في العلوم والقراءة.
ـ التخلص من النظرة النمطية التقليدية تجاه العلاقة بين الجنسين.
ـ درجة أقل من التغيب الدراسي ومشاكل عدم الانضباط السلوكي.
ـ مراجعة منزلية أفضل ودرجة أقل من ضياع الوقت في مشاهدة التلفزيون.
كما أن الباحثة بوني فير بويست: من جامعة غرب أونتارو في كندا تقول: بأن التعليم المختلط يغش النساء بشعارات المساواة، بينما الحقيقة تؤكد أن المساواة الحقيقة هي بالفصل، وذلك لتمتع الجنسين بخصائص وامتيازات متباينة، لا تركز عليها المدارس والجامعات المختلطة أكثر من التركيز على الخصائص والإمكانيات التي يتمتع بها الطلبة دون الطالبات، وبعد مراجعة الكثير من الدراسات التي تؤكد على مثل النتائج التي توصلت إليها، تقول بأن الجامعات والمدارس النسائية تحقق درجة أفضل في شتى العلوم، وخاصة العلوم والرياضيات والتكنولوجيا، ويصل إلى نفس النتيجة العديد من الباحثين والباحثات، مثل:
الأستاذة ليزا رايرسون: رئيسة جامعة ولز والتي تزيد على النتائج السابقة بقولها: إن الجامعة النسائية تزيد الثقة بالنفس، والطموح عند طلبتها بعكس الجامعات المختلطة.
وتضيف البروفيسوره نانسي بيدي: في دراستها المقارنة لمصادر النجاح في أكاديميات القرن التاسع عشر، والمنشورة في المجلة الأمريكية للتربية في العام 1999م، بأن سر النجاح يكمن في وجود المدارس غير المختلطة، وبناءً عليه تقترح زيادة الدراسة في إمكانية قيام مدارس على هذا النمط في الوقت الراهن، بناء على معطيات متطلبات السوق، ولعل مثل هذه الدراسات قد فتحت آفاقا جديدة في أساليب التعليم.
مما حدا بحاكم كاليفورنيا بت ولسون: بأن يخصص خمسة ملايين دولار لإنشاء عشر مدارس غير مختلطة كنوع من التجربة العملية، للتحقق من النتائج، ولقد شجعت هذه النتائج على قيام العديد من المدارس الحكومية والخاصة على أساس عدم الاختلاط في الأعوام السابقة، في العديد من مناطق الولايات المتحدة الأميركية مثل نيويورك، فيلادلفيا، بالتيمور، ديترويت وكاليفورنيا
وعلاوة على ذلك فإن بحوثا كثيرة منذ الثمانينات قد أكدت إيجابية ومنفعة الجامعات النسائية على وجه الخصوص.
فلقد ذكرت البروفيسورة ليزا ويندل: من جامعة كنساس بالولايات المتحدة الأميركية في بحثها القيم: ( الوصول إلى القضايا في الجامعات النسائية). العديد من البحوث الحديثة التي تؤكد النتائج السابقة، والتي تربو على الخمسين بحثا وكتابا، وتحققا من نتائج تلك الدراسات فقد قامت بدراسة فريدة من نوعها تقوم على أساس الزيارة والمشاهدة الميدانية، حيث خرجت بنتائج باهرة مفادها: أن المدارس النسائية تحقق التركيز على العلم أكثر، وتحقق درجة أفضل من التوقعات والطموحات عند الطلبة، وتحسسهم بأهميتهم الاجتماعية والروح القيادية العالية، بالإضافة إلى التسلح الأفضل لمواجهة الحياة العملية بعد التخرج.
ولعله من المفيد أيضا الإشارة إلى دراسة البروفيسورة أميلي لانجدون: من جامعة نور برت التي قامت بدراسة إحصائية كمية مقارنة بين الجامعات المختلطة والنسائية .
وأهمية دراسة ( لانجدون ): تكمن في تفنيدها أحجية المناصرين للمدارس والجامعات المختلطة، الذين يقولون إن سبب تحقيق نتائج أفضل في المدارس والجامعات النسائية يرجع إلى الخلفية الاجتماعية والاقتصادية الأفضل، التي تتمتع بها طالبات الجامعات النسائية دون غيرهن من الجامعات المختلطة، فبعد القيام بعمليات استبيانيه وإحصائية تبين بأن ليس هناك فروق في الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، بل على العكس فإن رواد الجامعات المختلطة أعلى بقليل في الدخول الاقتصادية، وعندما بحثت في الأسباب الحقيقية الكامنة لاختيار الجامعات غير المختلطة من قبل الطالبات فقد تبين بأنها ترجع إلى درجة الطموح والسمعة الأكاديمية الأفضل، وعندما سألت الذين أمضوا خمس سنوات على تخرجهم من كلا النوعين في الجامعات، فيما إذا ودوا بالرجوع إلى الجامعة نفسها، فقد استجاب خريجو الجامعات غير المختلطة بنسبة 52 % بينما استجاب خريجو الجامعات المختلطة بنسبة 38،7 % ، وهذا يؤكد حقيقة أن الجامعات غير المختلطة تؤهل خريجيها إلى الانخراط في الحياة العملية بصورة أفضل من الجامعات المختلطة، والدليل على ذلك أن نسبة الذين يواصلون دراستهم العليا، والذين يحصلون على وظائف أرقى وأداء أفضل في الحياة العملية أعلى في الجامعات النسائية من الجامعات المختلطة
وهناك الكثير من الدراسات الأخرى التي أجريت في دول متعددة، تكاد النتائج نفسها.
مثل دراسة ما رش ورو: المنشورة في دورية australiian journal education في العدد الثاني لسنة 1996م.
ودراسة أما نويل جيمنز، ومار لين لوكهيد: المنشورة في دورية Educational evalunation and policy analisis في العدد الثاني لعام 1989م، والتي طبقت في تايلاند، ولا يسع المجال لذكر العدد الهائل من الدراسات الحديثة التي تؤكد إلى ما ذهبنا إليه، ولا أدعي بأن هناك من الدراسات التي تشير إلى الرأي الآخر: مثل دراسة وندي كامينر المعنونة، ( بمعضلة التعليم غير المختلط )، ولكن معظمها لا يتطرق إلى سلبيات التعليم غير المختلط أكثر من التشكيك في إيجابيات هذا النوع من المدارس والجامعات، إضافة إلى المناداة بالمساواة وهو عذر قد فقد محتواه العملي والعقلي عندما تبينت حقائق فوائد التعليم غير المختلط.[1]
وصدق الرئيس الأمريكي جورج بوش على مشروع قرار يقضي بمنع الاختلاط في المدارس العامة، وتشجيعاً لهذا القرار الذي يقضي على وضع قائم منذ ثلاثين عاما، قرر إعطاء معونة مادية أكبر للمدارس التي تلتزم بتنفيذ هذا القرار، وبالتأكيد فإن الرئيس الأمريكي لم يوافق على هذا القرار إلا بعد أن قدمت لـه دراسات علمية وعملية تربوية شاملة، تبين صحة قراره.
البروفيسور الأمريكي ( إميليو أفيانو ): وهو رجل القانون المتخصص في النظام التربوي في أميركا، ذكر أن العديد من الدراسات تؤكد أن الفصل بين الجنسين في المجال الدراسي يساعد على اجتياز الفتيان والفتيات بصورة أفضل، وأن الأولاد يفضلون الفصل في الدراسة حتى لا يتحتم عليهم الالتزام ببعض التصرفات أمام الفتيات، وكذلك الفتيات يفضلن هذا الأمر حتى لا يضطررن إلى التزين قبل الذهاب إلى المدرسة، لأنه يضيع وقتهن ويعرقل تقدمهن الدراسي.
الجمعية الوطنية لتشجيع التعليم في أميركا أيضا: عرضت الدراسات التي قامت بها جامعة ( ميتشغان )، والتي تؤكد أن الفصل بين الجنسين في المدارس يعطي نتائج أفضل في المستوى التعليمي للبنات وللأولاد [2] .
وبدأ التربويون في أمريكا يميلون بشكل متزايد إلى تعليم الجنس الواحد. وقد دفعت نتائج بعض الأبحاث في هذا المجال التربويين لاتخاذ مثل هذا التوجه، خاصة تلك القائلة بأن أدمغة الأولاد تتعامل مع بعض أنواع المعلومات بشكل يختلف عن تعامل البنات معها.
تقول « لورا استيب »: الباحثة التربوية في دراسة نشرت مؤخراً: " في مرحلة الستينات والسبعينات، لم يكن هناك صوت سوى ذلك الداعي إلى التحلل والتفلت من القيود ، فقد انتهز العلمانيون فرصة سيطرتهم على مقاليد التوجيه في البلاد، ليذبحوا التجارب التربوية الناجحة مثل كليات البنات والتعليم غير المختلط، رغم أن الدراسات والواقع اليوم يدحض ويفضح التخبطات العلمانية بعد ارتفاع أسهم كليات البنات في أمريكا، حيث شهدت هذه الكليات نمواً مطرداً وبلغ عددها 289كلية.
وأضافت: لكن بعد أن بدأت الحرب ضدها بإصدار قوانين تهدف إلى قطع الإعانات الحكومية عنها، لإرغام المجتمع على خوض تجربة التعليم المختلط استجابة لضغوط دعاة تحرير المرأة ، كادت كليات البنات أن تحتضر خصوصاً بعد صدور القانون التعليمي رقم (9) الذي فرض على الجامعات قبول نسبة كبيرة من الطالبات ليتساوى الجنسان في الجامعات الشهيرة، مما قلص عدد كليات البنات إلى (124 )كلية عام 1988م .
غير أنه لم يمض عقد من الزمن حتى انقلبت الصورة، أو بالأحرى اعتدلت، فالإقبال على التعليم النسائي يتعاظم منذ عشر سنوات.
حيث تؤكد « ايلانور ساسفو »: الموجهة التربوية باتحاد الكليات الوطنية، أن فكرة التعليم غير المختلط تنتشر بسرعة انتشار النار في الهشيم.
وفي عام 1996م تحدثت « كريس ما يكل »: الخبيرة التربوية ورائدة التعليم المنفصل في « فينتورا » عن تجربة تعليمية جديدة تجتاح الولايات المتحدة، وهي تجربة تطبيق الفصول الدراسية المنفصلة في المدارس الثانوية الأمريكية؛ فقالت: "بعد عامين من التجربة أثبت التطبيق الواسع لهذا النظام أن الطالبة في الفصول المتماثلة أكثر قدرة على التفكير، وأسرع استجابة لتقبل المعلومة فضلاً عن أنها أكثر تركيزاً واستيعاباً للمادة بدلاً من الانشغال الذهني بزميلها المجاور .
وفي بعض المدارس بولاية فرجينيا: أكد المسؤولون أن التجربة أثبتت نجاحها، واعترف الطلاب بأنهم يشعرون بالارتياح وهم يدرسون في غياب زميلاتهم، بينما اعترفت الطالبات أنهن يفضلن الدراسة وإجراء التجارب المعملية في غياب زملائهن، كما أثبتت الأبحاث أن طالبات المدارس غير المختلطة يتميزن بالثقة في النفس، والحصول على أعلى الدرجات لا سيما في المواد العلمية.
وتقول الخبيرة التربوية «كريس ما يكل »: لقد نجحت التجربة بصورة أفضل بكثير مما كنا نتوقعه، مما يغري المزيد من المؤسسات التعليمية الأمريكية بتبني هذا النمط من التعليم، وهو ما حدث بالفعل؛ فلغة الأرقام تشير إلى أن (12) ولاية أمريكية تتبنى سياسة الفصل بين الطلاب والطالبات، والعدد مرشح للزيادة بعد أن اكتوى الأمريكيون بنيران التعليم المختلط[3].
واعترف عدد من الدول الأوربية بفشل سياسة التعليم المختلط.
صرح « كينش بيكر» وزير التعليم البريطاني: أن بلاده بصدد إعادة النظر في التعليم المختلط بعد أن ثبت فشله.
قال أحد أعضاء لجنة التعليم بالبرلمان الألماني ( البوندستاج ): أنه يجب العودة بالأخذ بنظام التعليم المنفصل ـ الجنس الواحد ـ .
وأثبتت مجموعة من الدراسات والأبحاث الميدانية التي أجريت في كل من ألمانيا الغربية وبريطانيا انخفاض مستوى ذكاء الطلاب في المدارس المختلطة ـ بنين وبنات ـ واستمرار تدهور هذا المستوى ، وعلى العكس من ذلك تبين أن مدراس الجنس الواحد يرتفع الذكاء بني طلابها، وقد ذكرت الدكتورة « كارلي شوستر »: خبيرة التربية الألمانية، أن توحد نوع الجنس في المدارس يؤدي إلى اشتعال المنافسة بين التلاميذ وبعضهم البعض أو بين التلميذات .
أما اختلاط الاثنين معا فيلغي هذا الدافع، وأضافت أن الغيرة تشتعل بين أبناء الجنس الواحد عنها إذا اختلط أبناء الجنسين.
وأكدت دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين: أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحا وعمرهن أقل من(16) عاما، كما تبين أن استخدام الفتيات في المدارس لحبوب منع الحمل تزايد، كمحاولة للحد من الظاهرة دون علاجها واستئصال جذورها.
كما أوضحت دراسة نقابة المدرسين البريطانيين: تزايد معدل الجرائم الجنسية، والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة، وقالت الدراسة إنه يوجد تلميذ مصاب بالإيدز في كل مدرسة، كما أشارت إلى ازدياد معدل السلوك العدواني عند فتيان المدارس المختلطة.
وذكرت دراسة أخرى أجرها معهد أبحاث علم النفس الاجتماعي ببون: أن تلاميذ وتلميذات المدارس المختلطة لا يتمتعون بقدرات إبداعية، وهم دائما محدودو المواهب، قليلو الهوايات، على العكس من ذلك تبرز محاولات الإبداع واضحة بين تلاميذ مدارس الجنس الواحد.
وأوضح بحث ميداني أذاعته إحدى قنوات التليفزيون البريطاني: أن تلميذات وتلاميذ المدارس المختلطة يعجزون عن التعامل مع العالم الخارجي، وأنهم انطوائيين، ينتابهم الخجل دائما، ولا يحسنون إقامة علاقات اجتماعية مع أقرانهم [4] .
وفي بعض المدارس بولاية فرجينيا: أكد المسؤولون أن التجربة أثبتت نجاحها، واعترف الطلاب بأنهم يشعرون بالارتياح وهم يدرسون في غياب زميلاتهم، بينما اعترفت الطالبات أنهن يفضلن الدراسة وإجراء التجارب المعملية في غياب زملائهن، كما أثبتت الأبحاث أن طالبات المدارس غير المختلطة يتميزن بالثقة في النفس، والحصول على أعلى الدرجات لا سيما في المواد العلمية.
---------------------------
[1] جريدة الرأي العام 22/يونيو /2000 م مقال للدكتور عبد الله بن يوسف سهر، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الكويت .
[2] جريدة الرأي العام الكويتية /29/07/2002م ، محمد الصديقي، كاتب كويتي، وانظر : مجلة المعرفة ص 149 . 01/10/2002م .
[3] انظر :موقع لها أون لاين تقرير كتبته سحر الأمير و نوال المجاهد بعنوان : ( التعليم المختلط ) .
شبكة طريق السلف
تعليق