أحبتي في الله قد اجتمعت هذه القلوب على محبة الله ووحدت وجهتها لوجه ربها ترجوا رحمته ورضاه قال ربنا وأحب القول قول ربنا { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا }
اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا وتشفي بها أمراضنا وتغنينا بها عن ما سواك ونسألك علما من لدنك تشرح به صدورنا وتنير به عقولنا وتحي به قلوبنا وتفقهنا به في ديننا .
ثم أما بعد
أخواني في الله من منكم يريد أن يحمل لواء الدعوة لهذا الدين بصدق ومن منكم يأتي على رأس أولوياته العمل لهذا الدين فمن أعظم الأعمال على الإطلاق الدعوة إلى توحيد الله وعبوديته قال تعالى { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } وهي أشرف الأعمال التي قام بها أفضل الخلق وهم الرسل وأتباعهم قال تعالى { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } وتتوقف مكانة العبد ودرجته في الآخرة على قدر عمله لهذا الدين قال تعالى { قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ } وقال تعالى { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ } فالدعاة هم المبلغون عن الله في الأرض ، أوكل الله إليهم أمر الدعوة وأمرهم بالحكمة والموعظة الحسنة ومخاطبة الناس على قدر عقولهم قال تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
ولا يتوقف أمر الدعوة على النمط الذي نراه على المنابر الربانية فحسب بل يمتد ليشمل كل جوانب الحياة ، فالدعوة بالسلوك أبلغ في نفوس الناس من الدعوة بالقول ، عندما يرونك قدوة عملية في كافة التعاملات والمعاملات ، يرونك نموذج حي لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
استوقفتني آية في كتاب الله { أو من كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس } فرجعت إلى تفسيرها فوجدت من تأويلها أو من كان( ضــــالا فهدينـــاه ) أ.هـ وأنزلنــالهوحيا وعلما كتاب الله وسنة رسولهصلى الله عليه وسلميمشي به في الناسسلوكا عمليا وقولا دعويا ومنهجا تربويا يخرجهم من ضلالات وظلمات الشرك والجهل والعصيان إلى توحيد نور السماوات والأرض الذي علم الإنسان ما لم يعلم {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} { وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا } { ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
فانظر إلى قوله عز وجل نورا يمشي به في الناس وما يحمله هذا النور من معاني جليلة قد يكون نور الصدق الذي تمشي به في الناس فتنشره بينهم فيكونوا من الصادقين فتخرجهم من ظلمات الكذب إلى نور الصدق الذي يهدي إلى البر والبر كلمة تحمل في طياتها كل معاني الخير ، والبر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا { فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا }
فعندما يرون الناس صدقك في كافة التعاملات تكون بينهم قدوة ، إذا قلت قولا اطمأنت قلوب الناس لصدق هذه الكلمات فأخذوها بالقبول وعرفت بينهم بالصادق
وكذلك عندما تأتمن على أمانات الناس وأعراضهم فتكون أمينا عليها حافظا لها تردها عليهم كما أخذتها منهم { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا } قال رسول الله [ أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك ] فتعرف بينهم بالأمين وقد مدح الله صفة الأمانة في العبد فقال تعالى { إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } قال رسول الله [ إن كنتم تحبون أن يحبكم الله ورسوله فحافظوا على ثلاث خصال : صدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الجوار] ومن الأحاديث الصحيحة التي عندما قرأتها كاد قلبي أن ينفطر [ لا يجتمع الإيمان و الكفر في قلب امرئ ، و لا يجتمع الكذب و الصدق جميعا ، ولا تجتمع الخيانة و الأمانة جميعا ]نعوذ بالله من الكفر والكذب والخيانة .
وكذلك الوفاء بالعهد ومن أفضل صور الوفاء ، الوفاء بعهد الله قال تعالى { الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ } وقال تعالى { وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }
وقد ذم رسول الله الذين يغدرون بالعهود فقال [ أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ]
وللحديث بقية فانتظرونا وعذرا على الإطالة
أترككم في رعاية الله وأمنه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا وتشفي بها أمراضنا وتغنينا بها عن ما سواك ونسألك علما من لدنك تشرح به صدورنا وتنير به عقولنا وتحي به قلوبنا وتفقهنا به في ديننا .
ثم أما بعد
أخواني في الله من منكم يريد أن يحمل لواء الدعوة لهذا الدين بصدق ومن منكم يأتي على رأس أولوياته العمل لهذا الدين فمن أعظم الأعمال على الإطلاق الدعوة إلى توحيد الله وعبوديته قال تعالى { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } وهي أشرف الأعمال التي قام بها أفضل الخلق وهم الرسل وأتباعهم قال تعالى { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } وتتوقف مكانة العبد ودرجته في الآخرة على قدر عمله لهذا الدين قال تعالى { قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ } وقال تعالى { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ } فالدعاة هم المبلغون عن الله في الأرض ، أوكل الله إليهم أمر الدعوة وأمرهم بالحكمة والموعظة الحسنة ومخاطبة الناس على قدر عقولهم قال تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
ولا يتوقف أمر الدعوة على النمط الذي نراه على المنابر الربانية فحسب بل يمتد ليشمل كل جوانب الحياة ، فالدعوة بالسلوك أبلغ في نفوس الناس من الدعوة بالقول ، عندما يرونك قدوة عملية في كافة التعاملات والمعاملات ، يرونك نموذج حي لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
استوقفتني آية في كتاب الله { أو من كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس } فرجعت إلى تفسيرها فوجدت من تأويلها أو من كان( ضــــالا فهدينـــاه ) أ.هـ وأنزلنــالهوحيا وعلما كتاب الله وسنة رسولهصلى الله عليه وسلميمشي به في الناسسلوكا عمليا وقولا دعويا ومنهجا تربويا يخرجهم من ضلالات وظلمات الشرك والجهل والعصيان إلى توحيد نور السماوات والأرض الذي علم الإنسان ما لم يعلم {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} { وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا } { ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
فانظر إلى قوله عز وجل نورا يمشي به في الناس وما يحمله هذا النور من معاني جليلة قد يكون نور الصدق الذي تمشي به في الناس فتنشره بينهم فيكونوا من الصادقين فتخرجهم من ظلمات الكذب إلى نور الصدق الذي يهدي إلى البر والبر كلمة تحمل في طياتها كل معاني الخير ، والبر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا { فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا }
فعندما يرون الناس صدقك في كافة التعاملات تكون بينهم قدوة ، إذا قلت قولا اطمأنت قلوب الناس لصدق هذه الكلمات فأخذوها بالقبول وعرفت بينهم بالصادق
وكذلك عندما تأتمن على أمانات الناس وأعراضهم فتكون أمينا عليها حافظا لها تردها عليهم كما أخذتها منهم { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا } قال رسول الله [ أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك ] فتعرف بينهم بالأمين وقد مدح الله صفة الأمانة في العبد فقال تعالى { إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } قال رسول الله [ إن كنتم تحبون أن يحبكم الله ورسوله فحافظوا على ثلاث خصال : صدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الجوار] ومن الأحاديث الصحيحة التي عندما قرأتها كاد قلبي أن ينفطر [ لا يجتمع الإيمان و الكفر في قلب امرئ ، و لا يجتمع الكذب و الصدق جميعا ، ولا تجتمع الخيانة و الأمانة جميعا ]نعوذ بالله من الكفر والكذب والخيانة .
وكذلك الوفاء بالعهد ومن أفضل صور الوفاء ، الوفاء بعهد الله قال تعالى { الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ } وقال تعالى { وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }
وقد ذم رسول الله الذين يغدرون بالعهود فقال [ أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ]
وللحديث بقية فانتظرونا وعذرا على الإطالة
أترككم في رعاية الله وأمنه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق