بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منشأ البدع والضلالات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منشأ البدع والضلالات
ذكر ابن القيم يرحمه الله في كتاب الروح عند المسألة السابعة والتي كانت تحت عنوان " الرد علي الملاحدة والزنادقة المنكرين لعذاب القبر ونعيمه وما يتعلق به ", حيث رد الشيخ عليهم بعشرة أمور يعلم بها الجواب وكان نص الأمر الثاني ما يلي :
أن يفهم عن الرسول صلي الله عليه وسلم مراده, من غير غلو ولا تقصير, فلا يحمل كلامه ما لا يحتمله ولا يقصر به عن مراده وما قصده من الهدي والبيان.
وقد حصل بإهمال ذلك والعدول عنه من الضلال والعدول عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله, بل سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام, بل هو أصل كل خطأ في الأصول والفروع ولا سيما إن أضيف إليه سوء القصد, فيتفق سوء الفهم في بعض الأشياء من المتبوع مع حسن قصده وسوء القصد من التابع, فيا محنة الدين وأهله! والله المستعان.
وهل أوقع القدرية والمرجئة والخوارج والمعتزلة والجهمية والرافضة وسائر طوائف أهل البدع إلا سوء الفهم عن الله ورسوله, حتي صار الدين بأيدي أكثر الناس هو موجب هذه الأفهام, والذي فهمه الصحابة ومن تبعهم عن الله ورسوله فمهجور لا يلتفت إليه ولا يرفع هؤلاء به رأساً.
ولكثرة أمثلة هذه القاعدة تركناها فإنا لو ذكرناها لزادت علي عشرة ألوف , حتي انك لتمر علي الكتاب من أوله إلي أخره فلا تجد صاحبه فهم عن الله ورسوله ومراده كما ينبغي في موضع واحد.
وهذا إنما يعرفه من عرف ما عند الناس, وعرضه علي ما جاء به الرسول, وأما من عكس الأمر بعرض ما جاء به الرسول علي ما اعتقده وانتحله وقلد فيه من أحسن به الظن, فليس يجدي الكلام معه شيئاً فدعه وما اختاره لنفسه ووله ما تولي واحمد الله الذي عافاك مما ابتلاه به. انتهي كلام ابن القيم
هل عرفت الأن كيف تنشأ البدعة أخي الحبيب؟ ولهذا وجب عليَّ كمسلم أن أتعلم ما جاء به الرسول فإنه الحصن الحصين, وهذا نجده بكل سهولة في السير خلف العلماء الذين نظن فيهم الخير , في عبادتهم وتقواهم وصفاء أذهانهم, فالعلم هو تقوي الله, وهو وسيلة لمعرفة الله وليس غاية علي الإطلاق, فكم من عالم ودارس ومحقق وهو أبعد عن الله ما يكون, فما فعل له علمه؟!, وكم من حرفي بسيط أمي وهو أقرب إلي الله ما يكون, فما بال علمه؟! .
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به
تعليق