إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشهد والدموع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشهد والدموع

    الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى لاسيما عبده ورسوله ونبيه وحبيبه المصطفى وعلى اله واصحابه وازواجه واتباعه الطاهرين الطيبين الكرام الشرفا امــــابعد ,
    *** الشهد والدمــــــــــوع ***
    خرج ذات يوم احد السلف الصالح يسير فى الطرقات , وقد اقبل الليل وبدأت تحل الظلمات , وما كان يشغل بال هذا الصالح فى هذه الاوقات , انما هو كيف واين الطريق الى رب الارض والسموات , فلم يكن يشغل باله ويملئ ذهنه سوى هذه الافكار لعدة سنوات !
    فاذا به يسمع ويرى ما اخذ قلبه وادهش عقله لعدة لحظات , فلقد رأى غلاما صغيرا تمسك به امه وتخرجه خارج البيت موبخة له على كثرة خطاياه والذلات , فأمعن النظر وظل يتابع من بعيد ما يدور هناك لدقائق معدودات , واغلقت الأم الباب فى وجه الفتى قائلة ابتعد فمثلك مكانه الشوارع والحانات , فجلس الغلام امام الباب يلوم نفسه على تقصيره فى حق امه شاعرا بالذنب مما اقترفته يداه فى كل ما قد فات , وظل الرجل الصالح يتابع ما يدور بكل لهفة وثبات ,
    عازما على ان يرى الى اين سوف تنتهى تلك القصه التى تابعها لعدة ساعات , وما أن تيقن هذا الغلام انه لا مكان له الا فى بيته داخل تلك الحجرات , الا وبدأ فى طرق الباب عدة طرقات ,
    قرع الباب بلطف وهدوء من اثر الذل والحسرات , فسألت الأم من الذى يطرق الباب فى هذه الاوقات , فأجابها أنه أنا الفتى العاصى الذى مزقت قلبه الاهات , فقالت الم اخبرك اننا لم نعد نريدك بعد الأن فلقد فاض بنا الكيل فامكث كما انت فى الطرقات , فقال ولكن يااماه ليس لى احد الا انتى الجأ اليه فى هذه الساعات , ليس لى احد غيرك يخاف علي حتى من نفسى ومن الهفوات , ان طردتينى فمن ذا الذى يقبلنى بعيوبى وبكل تلك الخطايا والذلات , ان تخليتى عنى فمن ذا الذى يتولانى ويرعانى فى نومى وفى اليقظات , ان ابعدتينى فمن ذا الذى يدنينى منه ويشعرنى بالأمن والثبات , ان حرمتينى انتى من العطف فمن ذا الذى يمحو ما بجروح قلبى من الانات , اماه اغلقت فى وجهى كل الابواب والطرقات , اماه اظلمت فوقى السماء وضاقت علي الارض وملئنى الخوف من كل ما يحيط بى فى كل الاتجاهات ,
    ان طردتينى فمن ذا الذى يؤوينى
    ان حرمتينى فمن ذا الذى يعطينى
    ان طردتينى فمن ذا الذى يؤوينى
    ان حرمتينى فمن ذا الذى يعطينى
    وظل هكذا الى ان فتحت الام الباب والقى بنفسه بين ذراعيها وازداد فى البكاء والصراخ والاهات , فصرخ العبد الصالح قائلا سبحانك يارب الارض والسموات , سبحانك يا حنان يامنان يامجيب الدعوات , سبحانك يا من رحمته لا تحصيها كل البريات , ان كانت تلك رحمة الام بولدها العاق الذى لطالما اقترف الاثام والذلات , فكيف برحمتك يا ارحم الرحماء يا واهب العطايا والمنات ..!
    فعاد العبد الصالح الى بيته وكان هذا وقت تنزل الرب سبحانه فى السموات ,
    فتوضأ وصلى وسجد لرب البريات , ودعا وبكى الرب الجليل ان يتجاوز عنه وان يغفر له الذنوب والذلات , وظل يتذكر الغلام و أمه ويزداد فى البكاء طالبا الرحمات ,
    لذا ايها الاخوه والاخوات ادعوكم ونفسى اولا ان نعاود قرع الباب سائلين الرب الكريم القبول والثبات , ومهما انتظرت عند الباب احذر ان تمل وتبتعد فالحياة بعيدة عنه ممتلئة بالصعوبات ,
    لذا سميت هذه القصه ( الشهد والدموع ) ونظمتها فى ابيات ,
    فلن تجد الشهد الا فى تلك العبرات , التى تخرج من قلبك وعيناك خالصة لرب الارض والسموات ..!

  • #2
    رد: الشهد والدموع

    جزاك الله خيراً اخى الحبيب ونفع الله بك

    واثابك الله الجنه

    ولا تحرمنا من جديدك المتميز

    تعليق


    • #3
      رد: الشهد والدموع

      المشاركة الأصلية بواسطة محمد علاء احمد مشاهدة المشاركة
      جزاك الله خيراً اخى الحبيب ونفع الله بك

      واثابك الله الجنه

      ولا تحرمنا من جديدك المتميز

      بوركت اخى وجزاك ان شاء الله بمثله ..!

      تعليق

      يعمل...
      X