نفسي أقدر على نفسي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
فإن الله تعالى جعل لأنفسنا حقًا علينا ، هذا الحق هو أن نقيها عذاب النار ونوصلها إلى مرضات العزيز الغفار جل جلاله ، وهذا لن يحدث إلا إذا كان الواحد منا قادرًا على نفسه ، أقوى منها ، قائدًا لها ، يأمرها فتأتمر ، وينهاها فتنتهي ، رحم الله امرأ قال لنفسه : ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ، ثم ألزمها كتاب ربها وكان لها قائدًا ...
هذا هو بيت القصيدالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
فإن الله تعالى جعل لأنفسنا حقًا علينا ، هذا الحق هو أن نقيها عذاب النار ونوصلها إلى مرضات العزيز الغفار جل جلاله ، وهذا لن يحدث إلا إذا كان الواحد منا قادرًا على نفسه ، أقوى منها ، قائدًا لها ، يأمرها فتأتمر ، وينهاها فتنتهي ، رحم الله امرأ قال لنفسه : ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ، ثم ألزمها كتاب ربها وكان لها قائدًا ...
وهذا هو الإشكال الذي يعالجه كثير من الشباب والفتيات ، أنه يريد الإقبال ، يريد أن يسجد ويركع ، يريد أن يترك المحرمات ، يريد أن يبتعد عن السيئات ، وهي تريد أن تلبس النقاب وتتزين بزينة أهل الإيمان .... ولكن !!! نفسها صوتها الآمر بالسوء أعلى من صوت الواعظ الذي يصرخ فينا .. ويحك لا تفتحه إنك إن تفتحه تلجه .. فتستمع لصوت النفس وتنقاد لعمل السوء ولا تبالي بصوت الواعظ الخافت الذي لا يسمع .
طريق الخروج ...
وطريق الخروج هو أن تأدب نفسك ، إن كثيرًا من الناس يفر من نفسه ومواجهتها ، ويخشى مصارحتها ، فيهرب منها بإنزالها بما يمتعها ويريحها ، قد يكون بسماع الأغاني ، أو ترك صلاة الفجر ، أو الشهرة بفعل المحرمات ، أو الكلام مع الشباب ، أو شرب الدخان أو الخمر ... ما إلى ذلك .
وربما مع أول مواجهة له بنفسه إذا كانت الخلوة على وسادته بالليل فتراه لا يأتيه النوم وربما يكون القرار ..... الانتحار .
لذا فإن طريق الخلاص والفلاح أن تحاسب نفسك وتصارحها ابتداء ، وتنقيها من شوائب المعصية ، وتزكيها وترقى بها عن المحرمات ، الطريق أن تتوقف مع نفسك تسألها سؤال الشريك الشحيح لشريكه ، الطريق أن تلوم نفسك على فعلها للمحرمات وترك الخيرات ، الطريق أن تخالف نفسك في ما تدعوك إليه فإذا أمرتك قل لها : ألست أنت التي أوقعتني في الذنب يوم كذا .. والله لا أسمع لك أبدًا ، فالنفوس ظالمة بطبعها لا ينجو منها إلا نفس لصلاحها علة ، كما قال القائل :
والظلم من شيم النفوس وإن تجد ذا عفة فلعلة
فلما غلبته نفسه قال: وأي شيء باسمي ؟ وما كل إلا اسم حسن . فأكل ، وهكذا الخسيس الهمة ، القنوع بأقل المنازل ، المختار عاجل الهوى على آجل الفضائل.
فالله الله في حريق الهوى إذا ثار وانظر كيف تطفئه .
فرب زلة أوقعت في بئر بوار ، ورب أثر لم ينقلع ، والفائت لا يستدرك على الحقيقة.
فابعد عن أسباب الفتنة ، فإن المقاربة محنة لا يكاد صاحبها يسلم والسلام ..اهـ
الصالحون مع أنفسهم
العجب العجاب أن الصالحين الذين منهم من بشر بالجنة وهو يمشي على الأرض كانوا يحاسبون أنفسهم محاسبة شديدة ، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا ، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر ، يومئذ تعرضون لا
تخفى منكم خافية ) .
عن أنس بن مالك t ، رضي الله عنه قال : سمعت عمر بن الخطاب t يوما وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته يقول وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط : ( عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ والله لتتقين الله ، ابن الخطاب أو ليعذبنك )
وكان الأحنف بن قيس يجئ إلى المصباح ، فيضع إصبعه فيه ثم يقول : حس يا حنيف ، ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟
عن سفيان بن عيينة ، يقول : قال إبراهيم التيمي : ( مثلت نفسي في الجنة ، آكل ثمارها ، وأشرب من أنهارها ، وأعانق أبكارها ، ثم مثلت نفسي في النار ، آكل من زقومها ، وأشرب من صديدها ، وأعالج سلاسلها وأغلالها ، فقلت لنفسي : أي نفسي ، أي شيء تريدين ؟ ، قالت : أريد أن أرد إلى الدنيا ، فأعمل صالحا قال : قلت : فأنت في الأمنية فاعملي )
فانظر رحمك الله إلى هؤلاء القوم الذين عمروا حياتهم بالطاعات ، فشغل نهارهم الصيام والذكر ، وشغل ليلهم القيام والقرآن ، كيف نزلوا هذا المنزل ، وكيف كانوا يلمون أنفسهم ويحاسبوها ، وكيف لا يفعلوا وهو أمر رباني ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [ الحشر : 18_ 19 ] .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [المنافقون : 9] .
وقال تعالى : { فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [ النازعات : 37 _ 41 ] .
وقال تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [ الشمس : 7 _ 10]
ما الذي يجعلني أهرب من نفسي ؟؟؟
ما الذي يجعل الواحد منا يفر من نفسه ؟
إنه الرضا عنها ..... فكيف يغالطها من رضي عنها ، أو يلومها من وافق أفعالها .
إنه الكبر ..... فالمتكبر مقطوع الطريق إلى الخير ، يظن في نفسه العصمة من الوقوع في الخطأ .
إنه الجهل ..... فالجاهل لا يفرق بين السنة والبدعة والخير والشر ، فما الذي يوقفه ؟؟؟
إنه حب الدنيا ..... وحب الدنيا داء ومرض ، ووالله لو توقف أي إنسان مع حقيقة الدنيا ما ركن إلها طرفة عين ، وكيف يركن وهو قد يفارقها في لحظة ؟؟؟؟
وكل واحد منهم كافٍ لأن يضل الإنسان ، فاجتهد أخي وجاهد نفسك بمخالفتها ، واعلم أنك في طريقك إلى الله مسافر سفر من لا يعود ، فميز بين ما لك وما عليك واستصحب ماقدمت واستدرك ما تركت وفرضت فإنك مسافر سفر من لا يعود ، اتق الله في نفسك وفي عمرك عسى أن تكون من المقبولين .
إياك والغرور ثم إياك إياك والكبر فإنه ليس ثمة خير ورائه ، تعلم عن الله وعن رسوله وافهم بفهم السلف فهذا طريق السلامة .
تب إلى الله واسأله من فضله فإنه رحيم رحمن يقبل التوبة عن عباده سبحانه وبحمده ....
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك
طريق الخروج ...
وطريق الخروج هو أن تأدب نفسك ، إن كثيرًا من الناس يفر من نفسه ومواجهتها ، ويخشى مصارحتها ، فيهرب منها بإنزالها بما يمتعها ويريحها ، قد يكون بسماع الأغاني ، أو ترك صلاة الفجر ، أو الشهرة بفعل المحرمات ، أو الكلام مع الشباب ، أو شرب الدخان أو الخمر ... ما إلى ذلك .
وربما مع أول مواجهة له بنفسه إذا كانت الخلوة على وسادته بالليل فتراه لا يأتيه النوم وربما يكون القرار ..... الانتحار .
لذا فإن طريق الخلاص والفلاح أن تحاسب نفسك وتصارحها ابتداء ، وتنقيها من شوائب المعصية ، وتزكيها وترقى بها عن المحرمات ، الطريق أن تتوقف مع نفسك تسألها سؤال الشريك الشحيح لشريكه ، الطريق أن تلوم نفسك على فعلها للمحرمات وترك الخيرات ، الطريق أن تخالف نفسك في ما تدعوك إليه فإذا أمرتك قل لها : ألست أنت التي أوقعتني في الذنب يوم كذا .. والله لا أسمع لك أبدًا ، فالنفوس ظالمة بطبعها لا ينجو منها إلا نفس لصلاحها علة ، كما قال القائل :
والظلم من شيم النفوس وإن تجد ذا عفة فلعلة
قد تكون هذه العلة هي أنه رجل تقي ، أو أنه رجل دنيوي يرائي الناس ويبتغ مدحهم وثنائهم ، النفس أيها الشباب كالكلب العقور ...
قال ابن الجوزي : من نازعته نفسه إلى لذة محرمة فشغله نظره إليها عن تأمل عواقبها وعقابها، وسمع هتاف العقل يناديه : ويحك لا تفعل ؟ فإنك تقف عن الصعود، وتأخذ في الهبوط ويقال لك ابق بما اخترت ، فإن شغله هواه فلم يلتفت إلى ما قيل له، لم يزل في نزول .وكان مثله في سوء اختياره كالمثل المضروب : أن الكلب قال للأسد : يا سيد السباع، غير اسمي فإنه قبيح ، فقال له : أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم ، قال: فجربني ، فأعطاه شقة لحم وقال : احفظ لي هذه إلى غد وأنا أغير اسمك.فجاع وجعل ينظر إلى اللحم ويصبر.فلما غلبته نفسه قال: وأي شيء باسمي ؟ وما كل إلا اسم حسن . فأكل ، وهكذا الخسيس الهمة ، القنوع بأقل المنازل ، المختار عاجل الهوى على آجل الفضائل.
فالله الله في حريق الهوى إذا ثار وانظر كيف تطفئه .
فرب زلة أوقعت في بئر بوار ، ورب أثر لم ينقلع ، والفائت لا يستدرك على الحقيقة.
فابعد عن أسباب الفتنة ، فإن المقاربة محنة لا يكاد صاحبها يسلم والسلام ..اهـ
الصالحون مع أنفسهم
العجب العجاب أن الصالحين الذين منهم من بشر بالجنة وهو يمشي على الأرض كانوا يحاسبون أنفسهم محاسبة شديدة ، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا ، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر ، يومئذ تعرضون لا
تخفى منكم خافية ) .
عن أنس بن مالك t ، رضي الله عنه قال : سمعت عمر بن الخطاب t يوما وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته يقول وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط : ( عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ والله لتتقين الله ، ابن الخطاب أو ليعذبنك )
وكان الأحنف بن قيس يجئ إلى المصباح ، فيضع إصبعه فيه ثم يقول : حس يا حنيف ، ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟
عن سفيان بن عيينة ، يقول : قال إبراهيم التيمي : ( مثلت نفسي في الجنة ، آكل ثمارها ، وأشرب من أنهارها ، وأعانق أبكارها ، ثم مثلت نفسي في النار ، آكل من زقومها ، وأشرب من صديدها ، وأعالج سلاسلها وأغلالها ، فقلت لنفسي : أي نفسي ، أي شيء تريدين ؟ ، قالت : أريد أن أرد إلى الدنيا ، فأعمل صالحا قال : قلت : فأنت في الأمنية فاعملي )
فانظر رحمك الله إلى هؤلاء القوم الذين عمروا حياتهم بالطاعات ، فشغل نهارهم الصيام والذكر ، وشغل ليلهم القيام والقرآن ، كيف نزلوا هذا المنزل ، وكيف كانوا يلمون أنفسهم ويحاسبوها ، وكيف لا يفعلوا وهو أمر رباني ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [ الحشر : 18_ 19 ] .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [المنافقون : 9] .
وقال تعالى : { فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [ النازعات : 37 _ 41 ] .
وقال تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [ الشمس : 7 _ 10]
ما الذي يجعلني أهرب من نفسي ؟؟؟
ما الذي يجعل الواحد منا يفر من نفسه ؟
إنه الرضا عنها ..... فكيف يغالطها من رضي عنها ، أو يلومها من وافق أفعالها .
إنه الكبر ..... فالمتكبر مقطوع الطريق إلى الخير ، يظن في نفسه العصمة من الوقوع في الخطأ .
إنه الجهل ..... فالجاهل لا يفرق بين السنة والبدعة والخير والشر ، فما الذي يوقفه ؟؟؟
إنه حب الدنيا ..... وحب الدنيا داء ومرض ، ووالله لو توقف أي إنسان مع حقيقة الدنيا ما ركن إلها طرفة عين ، وكيف يركن وهو قد يفارقها في لحظة ؟؟؟؟
وكل واحد منهم كافٍ لأن يضل الإنسان ، فاجتهد أخي وجاهد نفسك بمخالفتها ، واعلم أنك في طريقك إلى الله مسافر سفر من لا يعود ، فميز بين ما لك وما عليك واستصحب ماقدمت واستدرك ما تركت وفرضت فإنك مسافر سفر من لا يعود ، اتق الله في نفسك وفي عمرك عسى أن تكون من المقبولين .
إياك والغرور ثم إياك إياك والكبر فإنه ليس ثمة خير ورائه ، تعلم عن الله وعن رسوله وافهم بفهم السلف فهذا طريق السلامة .
تب إلى الله واسأله من فضله فإنه رحيم رحمن يقبل التوبة عن عباده سبحانه وبحمده ....
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك
كتبه
عمرو محمد صالح
تعليق