إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة ::أما أن لك أن تلتزم؟؟؟!!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة ::أما أن لك أن تلتزم؟؟؟!!!




    حياكم الله إخوانى وأخواتى الكرام......


    الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى.....وبعد....

    فهذه سلسلة أخاطب فيها نفسى أولاً وإخوانى وأخواتى ممن لم يبدأوا طريق الإلتزام أو خائفين من الإلتزام أو يظنون أن الملتزمين يعيشون حياة كئيبة ....

    فهى رسالة الله أسأل أن ينفعنى وإياكم به وأن يكتبها فى ميزان الحسنات ...وأن يجزى مشائخنا وعلمائنا خير الجزاء وأن يبارك فيهم ومنهم وعليهم يارب العالمين....

    هذا السؤال: آما آن لك أن تلتزم؟ سؤال لابد أن يسأله كل واحد منا لنفسه ولغيره، فكلنا في حاجة إلى أن نلتزم وإلى أن نجدد التزامنا ولكننا في هذه الرسالة نوجه السؤال إلى هؤلاء الأخوة الأحباء إلى قلوبنا، لأنهم آمنوا بالله ربًا وبمحمدٍ _عليه الصلاة والسلام _ نبيًا ولكن ما زالوا بعيدين عن الالتزام بكل ما أوجبه الله عليهم من دين الله فضلاً عن العمل من أجله فلهم حق علينا أن نوجه لهم هذا السؤال: آما آن لك أن تلتزم؟

    وقد يقول قائل منهم: ولم هذا السؤال؟ ولم هذا التذكر بعد طول نسيان؟

    نقول: لك حق في عتابك علينا وإن كان قد يكون لنا أنواعًا من العذر في تأخرنا في طرح هذا السؤال عليك ولكن الفرصة الآن سانحة لكي نعيد ترتيب البيت الإسلامي من الداخل...



    نحن وأنت في خندق واحد


    إن الفرصة الآن سانحة جدًا لأنك الآن تشعر بصدق أنك معنا في خندق واحد، لقد مكثت أعوامًا كثيرة وأنت في موقع المتفرج على تلك المعركة التي تدور بين الكفار وبين من أطلقوا عليهم وصف المتطرفين تارة والإرهابيين تارة أخرى، وكأن المعركة ليست بين الإسلام والكفر، أو بعبارة أدق: وكأن المعركة ليست بين بني الإنسان وبين الشيطان الذي أخذ على كاهله أن يضل بني آدم حقدًا وحسدًا لـمَّا حسد أباهم أولاً ثم حسدهم هم ثانيًا.

    ظللت تتفرج على هذه المعركة وأنت مخدوع بهذه الشعارات، أنهم لا يحاربون إلا المتطرفين، لا يحاربون إلا الأصوليين، فإذا بك تفيق على أنواع من الحرب الشرسة على أمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.

    حرب عسكرية تنال من المدنيين العزل غير الملتزمين أكثر مما تنال من الملتزمين.
    حرب اقتصادية؛ هدفها تشريد شباب المسلمين ونشر البطالة بينهم.
    حرب أخلاقية أنت ميدانها الأول.
    • وأشد من ذلك ووأكبر حرب عقائدية؛ فعقيدتك مستهدفة إلى حد أن يطعن في قرآنك، وليس في بلاد الكفر فقط بل وفي بلاد المسلمين أيضًا، وصلت الحرب إلى حد أن يطعن في رسولك وحبيب قلبك وأن ينشر هذا الطعن على رؤوس الأشهاد علّه أن ينال من عقيدتك، وصلت إلى حد أن يصل التنصير إلى كثير من بلاد المسلمين وقد عشنا زمانًا نتصور أن التنصير لا يكون إلا في البلاد الشديدة الفقر، يستغلون حاجة المسلمين فيها إلى رغيف الخبز؛ فيضلونهم ويخرجونهم من النور إلى الظلمات والعياذ بالله.
    فإذا بالتنصير يطرق جميع أبواب المسلمين!!

    هل صدقت أنك معنا في خندق واحد؟!
    أ
    نت معنا في خندق واحد شئت أم أبيت، وشئنا أم أبينا، كلنا في خندق واحد، ولكن للأسف أنت واقف على باب الخندق.

    لماذا تصر على الوقوف على باب الخندق؟!

    ولك أن تتخيل مقدار العبء الذي يسببه الواقف على باب الخندق على أهل هذا الخندق، لاسيما وإن كان غير مستشعر أنه في حالة حرب، نعم إننا في حالة حرب حقيقية، إن لم تستشعرها فيما ذكرنا من حرب أولياء الشيطان علينا، فاسمع إلى قول الله تعالى وهو يصف لك حرب الشيطان نفسه على بني آدم (((واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجِلِك وشاركهُم فى الأموال والأولاد وعِدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً)))......

    ثم وصف الله عزوجل لك الخندق الذي ينبغي أن تفر إليه وقد فررت إليه بالفعل وقطعت نصف الطريق إليه، لا بل قطعت معظم الطريق، لا بل قطعت كل الطريق ولكن للأسف ما زلت واقفًا على الباب ((إن عبادى ليس لك عليهم سُلطان وكفى بربك وكيلاً)))....


    هذا هو الخندق الذي كان ينبغي أن تفر إليه ولكنك وقفت على بابه فلا أنت احتميت من هجمات الأعداء ولا الأعداء كفوا عنك، لأنهم يعرفون أنك توشك أن تدخل إلى الخندق فتحتمي به، وهم يريدون أن يخرجوك.
    هل تعرف تلك الحيل العسكرية التي تلقي فيها طائرات الأعداء بأنواع من المنشورات الكاذبة كنوع من الحرب النفسية لكي ترغم الجنود على الاستسلام؟
    هل عرفت تلك الحيل التي يلقون فيها على هؤلاء الجنود المشردين الذين لم يستمعوا إلى كلام قادتهم ولم يلجؤا إلى خنادقهم؟
    ألم تسمع إلى أنهم يلقون عليهم أنواعًا من الأطعمة والأشربة فيها أنواع من الضرر الفتاك، أو أنهم يلقون عليهم أنواعًا من هذا لكي يستميلونهم لكي يستسلموا وربما طلبوا منهم أن يستسلموا جَمَّاعَاتٍ لا وحدانا، وأن يأتوا بغيرهم يستأسرون لأعدائهم، هذه هي حال الواقف على باب الخندق، وأنت مازلت واقفًا على باب الخندق.
    فهل آن لك أن تدخل؟ هل آن لك أن تتحصن بعبادة الله عزوجل ؟ هل آن لك أن تعتصم بدين الله؟ هل آن لك أن تتوكل على الله تبارك وتعالى؟


    هذه مقدمة الموضوع ...الله أسأل ان ينفعنا بها وجميع الإخوة والأخوات....

    والحمد لله رب العالمين .....

    فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله......إن الله بصيرٌ بالعباد.....

    يتبع ان شاء الله....

    ]
    تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
    ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
    لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
    فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
    سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
    _______________________________
    ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
    __________________________________
    نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
    أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

  • #2
    فقط أسجل متابعتي

    وننتظر السلسله بإذن الله بس بصراحه أخوك ليس معه ثمنها ولكن

    جزاك ربي خيرااااااااااا أخي الحبيب
    وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
    وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
    صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

    تعليق


    • #3
      حياكم الله جميعاً.....

      _أختى الكريمة "د/كارمن":::أحسن الله إليكم وغفر الله لى ولكم وجعلنى الله خير مما تظنون ....

      _أخى الحبيب "د/مسلم":::وجزاكم ربى مثله أخى ....شرفت يا باشا!!!!

      _أختى الكريمة ""مهندسة/محبة الرحمن"::: وجزاكم ربى مثله وأكرمكم ربى.....

      شكر الله لكم مروركم الطيب .....
      تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
      ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
      لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
      فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
      سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
      _______________________________
      ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
      __________________________________
      نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
      أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

      تعليق


      • #4


        حياكم الله إخوانى وأخواتى الكرام.....


        نستكمل هذه السلسلة على بركة الله التى أسأل الله أن تكون خالصة لوجهه الكريم....


        لا تنتحر كانتحار الفَراش


        فاسمع إلى هذا المثل الآخر عله أن يزيدك يقينًا، وعله أن يكون أكثر وضوحًا في ذهنك، اسمع إليه __صلى الله عليه وسلم_ وهو يقول: ""مثلى ومثلكم ، كمثل رجلٍ أوقد ناراً فجعل الجنادب والفراش يقعنَ فيها ، وهو يذبهنَ عنها وـأنا أخذ بحُجِزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدىَ""

        هذا هو مثاله _صلى الله عليه وسلم_ وهذا هو مثال الدنيا بزخارفها نار تحترق وفيها نور هذا النور يجذب الفراش إلى هذه النار، يجذب الفراش إلى هاويته، وهذا الفراش لا يدري أنه ينتحر انتحارًا، ورسول الله ثم من بعده الذين اتبعوه على سبيله _صلى الله عليه وسلم_ في الدعوة إلى الله، رسول الله آخذ بحجز الناس ممسك بهم ممسك بوسطهم يحجز كل واحد، يرده عن الاندفاع إلى حتفه ولكن وللأسف يوجد من يتفلت وللأسف يوجد من يصر على هذه المدافعة.

        فلماذا تصر على أن تكون أحد رَجُلين ولا تريد أن تكون الثالث؟ إن هناك من كان كهذا الفراش فوصل بالفعل إلى هذه النار فاحترق والعياذ بالله، وهناك من يصر على أن يتفلت ورسول الله ثم من بعده الدعاة إلى الله عزوجل يمسكون به ويردونه وهو مصر على أن يدافعهم وإن كان لم يصل بعد إلى النار التي تحرق، ولكنه يريد أن يصل، ولكنه يجاهد من يمنعه على أن يصل لهذا.


        فلماذا لا تكون أنت أحد هؤلاء الذين يتبعون هدي رسول الله ، الذين يتبعوا سنة رسول الله ويأخذون بحجز إخوانهم عن النار ويبعدونهم عن أسباب الشهوات ويأخذون بأيديهم إلى طريق الله تبارك وتعالى؟! لذلك فإن إخوانك الذين مَنَّ الله عليهم بالالتزام قبلك الذين يحاولون أن يكونوا ملتزمين بحق من جملة التزامهم أن يهتدوا بهدي نبيهم المصطفى فيأخذون بحجز إخوانهم عن النار، فهل آن لك أن تكون واحدًا منهم؟


        هل آن لك أن تبدأ بنفسك فتنهها عن غيها؟ ثم تشرع في الأخذ بحجز غيرك فتمنعه من النار.
        هل آن لك أن تدخل في هذا الشعار الذي أطلقه رسول الله بأمر ربه(((قُل هذه سبيلى أدعوا إلى اللَه على بصيرةٍ أنا ومن اتَبعنى وسُبحان الله وما أنا من المُشركين))).......
        هل آن لك أن تسلك سبيل النبي _عليه الصلاة والسلام_ فتكون من هؤلاء الذين يأخذون بحجز إخوانهم عن النار؟




        أخي الحبيب... أما آن لك أن تركب معنا؟

        هذا النداء الذي وجهه "نوح عليه الصلاة والسلام" لابنه أن يلحق بسفينة النجاة، وقد كانت سفينة مادية حقيقية وكانت الأمواج تلطمها من كل جانب ولم يكن هناك عاصم من هذه الأمواج إلا أن يؤمن الإنسان فيمنّ عليه ربه سبحانه وتعالى بأن يجعله من ركاب هذه السفينة.
        ولكن مازال المثل قائمًا وما زالت أمواج الشهوات والشبهات تعدل تلك الأمواج التي أنزلها الله تبارك وتعالى عقوبة لهؤلاء الذين كفروا بنوح _عليه الصلاة والسلام ، ما زالت هذه الأمواج متلاطمة وما زالت توجد سفينة واحدة، تلك السفينة التي قال عنها الإمام مالك ‑ رحمه الله: السنة سفينة نوح من ركب بها نجا ومن لم يركب بها هلك.

        أخي الحبيب...أختى الكريمة ::

        مالي أراك معرضًا عن السفينة، مكتفيًا بالسباحة وهل تجدي السباحة مع هذه الأمواج المتلاطمة؟
        مالي أراك تسبح عكس التيار، إنك إن استمررت على هذه الحال توشك أن تغرق والعياذ بالله.
        والسفينة موجودة، والسفينة عامرة تناديك، يناديك ركابها، اركب معنا، فهل آن لك أن تركب؟!



        هل آن لك آن تلتزم؟
        هل آن لك أن ترجع إلى ربك؟
        هل آن لك أن تكون أحد ركاب هذه السفينة؟


        والحمد لله رب العالمين



        فستذكرون ما أقول لكم ....وأفوض أمرى إلى الله......إن الله بصيرٌ بالعباد.....



        يتبع إن شاء الله....

        تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
        ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
        لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
        فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
        سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
        _______________________________
        ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
        __________________________________
        نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
        أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

        تعليق


        • #5


          حياكم الله إخوانى وأخواتى الكرام.....

          نستكمل إن شاء الله ما بدأناه .....الله الموفق...
          اركب السفينة ولكن إياك أن تحدث فيها ثقبًا



          أخي الحبيب...أختى الكريمة ::: اركب معنا.


          وإذا ركبت فلتكن على حذر من أخطاءك ومن أخطاء غيرك كن منها على أشد الحذر، فلتكن حذرًا في نفسك، ناصحًا لغيرك ألا يخطأ أي منهم خطأ، هذه مسئولية مشتركة بين جميع المسلمين ليست خاصة بفريق دون فريق ولا بفئة دون فئة.

          إذا ركبت في السفينة فلا تُحدث فيها ثُقبًا، ولا تسمح لغيرك أن يحدث بها ثُقبًا.
          واستمع إلى هذا المثل الذي ضربه لك رسول الله مثل )))مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قومٍ ، استهموا على سفينةٍ فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مرَوا على من فوقهم فقالوا ::لو أنا خرقنا فى نصيبنا خرقاً ، ولم نؤذِ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً)))....

          نحن جميعًا في سفينة واحدة، اركب معنا فيها وإياك أن تحدث فيها ثُقبًا، وإياك أن تترك غيرك يحدث فيها ثقبًا، وإياك أن تستمع إلى وساوس الشياطين الذين سيزخرفون لك أنواعًا من زخرف القول، وأنواعًا من الشبهات لكي تحدث بنفسك أنت ثقبًا في السفينة، كما ضرب لنا رسول الله ذلك المثل، وإياك أن يضيق صدرك بإخوانك وإن ضاق صدر إخوانك بك فاحتملهم لأنكم في سفينة واحدة ترجون من الله عزوجل أن تبلغ بكم شط الأمان.

          لعلك الآن عرفت الإجابة على ما يمكن أن يدور في خاطرك، لعل يدور في خاطرك أن تقابل من يناصحك بهذا السؤال، بهذا الاعتراض الذي طالما ما اعتراض به كثير ممن يُدْعَون إلى الله تبارك وتعالى:
          (((ومالك وشأني،))))؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

          والحقيقة إننا جميعًا في شأن واحد، ليس لك شأن ولنا نحن شأن آخر، نحن جميعًا في سفينة واحدة، فإن مللت أنت من النصيحة، فلن نمل نحن من تكرارها لأننا نريد أن ننجيك وأن ننجو معك، ولا نريد أن تهلك وأن نهلك معك كما بين لنا رسول الله .....




          مأدبة الرحمن


          أخي الحبيب ...أختى الكريمة :::

          اركب معنا وإذا ركبت فحافظ على سفينتنا حتى نصل إلى ساحل النجاة، حتى نصل سويًا إلى مأدبة الرحمن إلى الجنة، تلك المأدبة التي أعدها ربك سبحانه وتعالى للطائعين وأرسل رسوله يدعو الناس إليها كما بين رسول الله أن مثله في أمر دعوته إلى الله تبارك وتعالى كمثل سيد بنى دارًا واتخذ فيها مأدبة وبعث داعيًا يدعو إلى مأدبته في داره، فالسيد هو الله تبارك وتعالى، والداع هو رسول الله ، والمأدبة هي الجنة، ومن أجاب رسول الله فقد أجاب الداع وقد أتى المأدبة فهنيئًا له بها، ومن عصى رسول الله فلم يجب الداع ولم يأت إلى هذه المأدبة؟؟.


          فهذه هي التي نريد أن نصل إليها بعد هذه الأمواج المتلاطمة، على الرغم من هذه البحار المليئة بالشهوات والشبهات، فمعنا السفينة التي لو التزمنا بها نصل بإذن الله، فإن هذا الداعي _عليه الصلا ة والسلام_ لما أتى يدعونا وهو يعلم أنه يفصلنا عن هذه المأدبة وعن هذه الدار تلك الأمواج المتلاطمة أتى لنا بتلك السفينة وهيأها لنا وذللها لنا، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، ترك لنا هذه السفينة بلا ثقوب، بلا خروق، بلا أعطال، بلا أعطاب، ونحن الذين نُخرِّقُها، بل والبعض منا يقفز منها فلا يريد أن يستقر عليها مكتفيًا بتلك السباحة الضعيفة ضد التيار ولذلك يغرق من يغرق ويوشك من يوشك على الغرق والسفينة باقية، وركابها ينادون سائر إخوانهم هلموا إلينا اركبوا معنا.


          فهل آن لك أن تركب؟
          هل آن لك أن تواصل السير لعلنا نصل إلى تلك المأدبة؟

          ولعلك تستغرب وتتعجب لما كل هذا الحرص ممن وصل إلى السفينة ويعرف السفينة التي توصله إلى المأدبة وما شأنه وشأن غيره ما دام أنه عرف الطريق إلى تلك المأدبة فإن عادة الناس أن من وصل ومن عرف الطريق إلى أنواع هذه المآدب فإنه لا يدل غيره عليها وإن دله فإنما يدله بكلمة من طرف اللسان وفقط.

          وهذا ما نجيب عنه فى المرة القادمة إن شاء الله .....

          فستذكرون ما أقول لكم.....وأفوض أمرى إلى الله .....إن الله بصيرٌ بالعباد...

          والحمد لله رب العالمين ....

          يتبع ان شاء الله...
          تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
          ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
          لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
          فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
          سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
          _______________________________
          ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
          __________________________________
          نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
          أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

          تعليق


          • #6
            جزاكم ربى خيرا اخى الحبيب على هذا المجهود المتميز
            بارك الله فيكم ونفع بكم وأسكنكم الفردوس الأعلى
            أتردّني وتردّ صادقَ توبتِي ؟؟
            حاشاكَ ترفضُ تائباً حاشاكَ

            تعليق


            • #7
              حياكم الله جميعاً....

              _أختى الكريمة "يمامة"::: وجزاكم ربى مثله وفيكم بارك الله......وسامحكم ربى ...فمن أنا بجواركم أختاااااااه؟؟؟

              وطالما حضرتك كنت "عكاشة"!!!!!........وإذا كان هناك من يغبط الأخر فبتأكيد سيكون أنا ذلك الشخص....فبارك الله فى مجهودكم ...


              _أخى الحبيب "مصراوى"::: يا هلا وغلا فيكم أخى الحبيب وشرفنى مرورك يا غالى وجزاكم ربى خيراااااا مثله أخيى...

              _أختى الكريمة "أم المجاهدان"::: جزاكم ربى خيراا مثله وفيكم بارك الله .....

              الله المستعان...
              تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
              ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
              لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
              فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
              سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
              _______________________________
              ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
              __________________________________
              نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
              أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

              تعليق


              • #8


                حياكم الله إخوانى وأخواتى الكرام....

                نستكمل هذه السلسلة المباركة بإذن الله تعالى ومنه وحده نستمد العون ونسأله التوفيق ....

                _كنا قد طرحنا سؤال فى المرة السابقة وهو سؤال يقوله كل من ندعوه إلى الإلتزام من إخواننا وأخواتنا البعيدين عن الطريق إلى الله وهو ::: لماذا هذا الإصرار يا معاشر الملتزمين على دعوتنا إلى طريق الإلتزام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                _والإجابة على هذا السؤال يتطلب أمور كثيرة جداااااا ولكن أكتفى بإلقاء الضوء على نقطة واحدة فقط من كل هذه النقاط التى تجعل الملتزمين والدعاة حريصين أشد الحرص على الأخذ بأيدى البعيدين وكل من حاد عن الصف .....

                أخى الحبيب .....أختى الكريمة ...


                ولكنها مأدبة الرحمن...

                مأدبة يزداد نصيب الفرد فيها كلما أتى بأناس آخرين معه، كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (((من دلَ على خير فله مثل أجر فاعله )))...
                كلما كنت سببًا في ركوب عدد أكبر لهذه السفينة، كلما كنت سببًا في وصول عدد أكبر إلى بر الأمان، كلما كنت سببًا في وصول عدد أكبر إلى تلك المأدبة، كلما عظم نصيبك منها.



                هل علمت الآن لم يتنافس الناس على الدنيا ويتشاحنون فيها، ويطرد بعضهم بعضًا منها، بينما في أمر الآخرة تجد من يصل في الحرص على دعوتك إلى درجة قد تظن أنها تضجرك، إلى درجة قد تظن أن فيها نوع من التطفل على خصوصياتك.إن كل واحد يريد أن يصحبك معه إلى ساحل النجاة يريد في واقع الأمر أن ينفعك لأن في نفعه لك نفع لنفسه، لأن ((.....لأن يهدى الله بك رجلاً واحدا خيرٌ لك من حُمُر النَعم)))....


                فهل آن لك أن تركب معنا علنا أن يشد بعضنا أزر بعض لكي نصل إلى هذه المأدبة؟
                أما آن لك أن تلتزم؟ بعد أن عرفت أن هذا هو المقصود من هذا الالتزام حتى وإن كانت الأمواج متلاطمة، حتى وإن كانت الطريق شاقة، حتى وإن حفت هذه المأدبة بالمكاره، أليست تستحق؟



                مأدبة الرحمن:

                يرسل إليك أشرف خلقه لكي يدعوك إليها، أما تستحق منك كثيرًا من المجاهدة؟
                والسفينة موجود، جاء الداعي وجاءت معه هذه السفينة ووصفها لك، فاركب معنا، علنا أن يمن علينا ربنا عزوجل أن ندرك هذه المأدبة.



                ماذا يقدم لك الالتزام؟

                لعلنا قد أجبنا في ثنايا هذا الكلام عن السؤال الذي قد يتردد في نفسك كثيرًا وماذا سوف أستفيد من هذا الالتزام؟ وماذا سيقدم لي هذا الالتزام؟ إنه هو الطريق إلى الجنة، إنه هو الطريق إلى مأدبة الرحمن...



                الالتزام طريق النجاة

                وإن أردت فوق هذا وإن كان لا شيء فوقه، فأيضًا نعيم في الدنيا والآخرة، الالتزام يوفر لك النجاة في الدنيا والآخرة، كما قال ربنا تبارك وتعالى(((والعصر *إنَ الإنسان لفى خُسر *إلا الذين ءامنوا وعملوا الصَالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصَبر))).... . كل بني الإنسان في خسر إلا من؟ ...((( إلا الذين ءامنوا وعملوا الصَالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصَبر)))....


                ولعلك قد دخلت فيهم وإن كنت أيضًا على الباب، فالإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً أعلاها شهادة أن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ؛ فأين أنت من شعب الإيمان؟ ولعل الآيات قد فصلت شيئًا من هذه الشعب حتى لا تكتفي بأنك قد دخلت من الباب .....

                فالالتزام يجعلك تنجو من الخسران في الدنيا والآخرة بفضل الله تبارك وتعالى.




                الالتزام يمنحك الكرامة في الدنيا والآخرة

                قــال تعــالى((لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم*ثمَ رددناه أسفل سافلين )))... خلق الله عزوجل الإنسان في أحسن خلقه، في شكله وصورته، في أحسن هيئة، خلقها الله تبارك وتعالى ثم جعل قلبه في أمثل الحالات، جعل قلبه مفطورًا على حب ربه وعلى الاشتياق إلى ربه، وعلى معرفة ربه ولكن الشياطين اجتالتهم، ولكن الشياطين حرفتهم، فرجعوا مرة ثانية من هذا التقويم الحسن إلى أسفل سافلين، إلى أن يكونوا كالأنعام بل هم أضل، لأن الأنعام بقوا على هيئتهم التي خلقوا عليها، على صورتهم التي خلقوا عليها، فما مقدار معرفة الله في قلوبهم.
                فالأنعام تعرف ربها، بــل والجمــــاد تعرف ربهـــا
                (((وإن من شىءٍ إلا يُسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ))).... بقيت الجمادات كما هي تسبح ربها وبقيت الحيوانات كما هي تعرف ربها، والإنسان الذي كان ينبغي أن يكون أكثر معرفة بالله، أكثر ذكرًا لله، أقرب إلى الله، يعرف بما أعطاه الله من عقل وقلب أن يتقرب إلى ربه وأن يتعبد لربه وأن يُعَبِّد الناس لربه ولكن من فقد هذا فقد صار كالأنعام بل هو أضل، نــــزل إلى أسفـــل سافلين ((( إلا الذين ءامنوا وعملوا الصَالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصَبر))).... هؤلاء فقط هم الذين بقوا في أحسن تقويم، هم الذين بقوا مكرمين، فهذا الالتزام يمنحك الكرامة في الدنيا والآخرة.


                والحمد لله رب العالمين.....

                ونستكمل فى المرة القادمة ان شاء الله ....

                فستذكرون ما أقول لكم....وأفوض أمرى إلى الله....إن الله بصيرٌ بالعباد....

                يتبع ان شاء الله...
                تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                _______________________________
                ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                __________________________________
                نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                تعليق


                • #9
                  :LLL:

                  حياكم الله جميعاً إخوانى وأخواتى .....

                  نستكمل بإذن الله ::""ماذا يُقدم لك الإلتزام"؟؟؟ ...وهى بالطبع رؤس عناوين وإلا فالموضوع طويل جدااا ......وأعتذر مسبقاً عن طول هذه المداخلة فسامحونى بارك الله فيكم.....


                  الإلتزام يمنحك السعادة في الدنيا والآخرة

                  قال الله تعالى (((قل بِفضلِ الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون )))....

                  فضل الله:: القرآن ورحمته أن جعلنا من أهله، فإذا كنت من أهل القرآن التالين له آناء الليل وأطراف النهار، العاملين به، المقيمين لحدوده، فأنت من هؤلاء الذين يحق لهم أن يفرحوا بفضل الله وبرحمته، وإن كنت ممن يجمع منصبًا وجاهًا أو يجمع مالاً أو يجمع شهوة فرج، أو شهوة نظر، أو غير هذا، فهذا هو ما يجمع أهل الدنيا، وهذا مما لا خير فيـه ....


                  الالتزام يمنحك الطمأنينة

                  .قال الله سبحانه ((الَذين ءامنوا وتطمئنُ قُلوبهم بذكر الله ،ألا بذكر الله تطمئنُ القلوب))).... فلا اطمئنان للقلوب إلا بالالتزام بدين الله، إلا بالإكثار من ذكر الله، ولعلك تلمس هذا أكثر مما يلمسه غيرك فلا طمأنينة في مال ولا طمأنينة في جاه ولا طمأنينة في شهوة محرمة، ولا طمأنينة في أي شيء من هذا، كل هذا نوع من الريب ونوع من اضطراب القلوب وأما الطمأنينة فبالإيمان مع ذكر الله عزوجل ...


                  وفوق هذا::: الالتزام طريقك إلى الجنة


                  بل إن أحسنت وأتممت ربما يكون طريقك لصحبة رسول الله حتى وإن لم تأتِ من الأعمال ما يؤهل لهذا، كما في حديث أنس _رضى الله عنه_ أن رجلاً سأل رسول الله عن الرجل يحب القوم ولمّا يلحق بهم قال: "...المرءُ مع من أحب"" يقول أنس_رضى الله عنه_ خادم رسول الله فما فرحنا بشيء فرحنا بذلك، فأنا أحب رسول الله وأبا بكر وعمر_رضى الله عنهما_ وأحب أن أحشر معهم يوم القيامة، فأنت متى فعلت كل ما في وسعك وأحببت رسول الله ومن علامات محبته اتباع سنته والتزام طريقته فإنك قد تُرزق صحبته يوم القيامة بفضل الله ورحمته.

                  _أخى الحبيب .....أختى الكريمة ..


                  أتعلم ما في الجنة من أنواع النعيم؟ هل سمعت ما وصف الله لك من أنواع أنهارها وأشجارها وفرشها وحور عينها؟ أتعلم شيئًا أفضل من هذا؟ نعم؛ هناك ما هو فوق هذا ...قال تعالى (((للذين أحسنوا الحسنى وزيادة))) إن أحسنت في الدنيا، إن التزمت بدين الله في الدنيا؛ فلك الحسنى وزيادة.

                  والحسنى هي الجنة، والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم.
                  هذه بعض أمور يقودك الالتزام إليها، فأما آن لك أن تلتزم؟
                  أما آن لك أن تطلب جنة ربك؟
                  أما آن لك أن تأخذ بالأسباب التي تجمعك بحبيبك محمد ؟
                  أما آن لك أن تأخذ بالأسباب التي تؤهلك لأن تنظر إلى وجه ربك ؟
                  هذه بعض ما يقدمه لك هذا الالتزام.


                  وأين تحقيق ذاتي؟


                  فإن قلت وأين تحقيق ذاتي؟ هل أجد هذا في الالتزام؟
                  قلنا: وهل هناك تحقيق لذاتك إلا في الالتزام!!
                  فالالتزام أن تضع نفسك في موضعها الصحيح، وهذه النفس خلقت لعبادة الله، كما قال الله تعالى ((وما خلقتُ الجنَ والإنس إلا ليعبدون)))...

                  فبالالتزام لا تكون عبداً إلا لله عزوجل وأما بغير الالتزام فلابد أن تعبد غيره، إما عبودية تامة كعبودية المشركين لآلهتهم والعياذ بالله، وإما اتباع للهوى وكما قال رسول الله : «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ مُنِعَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلا انْتَقَشَ».أي إذا أصابته مصيبة فلا قام منها.

                  ألا ترون أن عامة غير الملتزمين اليوم هم عبيد للدولار والجنيه، ألا ترونهم أنهم عبيد لأنواع الأقمشة والملابس والأحذية التي يرتدونها، ويسيرون خلفها، ويلهثون خلفها هذا لمن لم يلتزم بدين الله تبارك وتعالى، فلابد أن تتقاذف قلبه الأهواء وأن يكون عبدًا لكل نوع من أنواع الهوى.
                  وبمقارنة بسيطة بين حال الملتزم إذا كان ملتزمًا بحق بدين الله تبارك وتعالى وحال غيره تعرف من الذي يحقق ذاته:


                  الملتزم يقرأ كتاب ربه، يطيع أمر ربه، ينتهي عن نهي ربه، يصلي عندما يسمع نداء ربه يذكر اسم ربه عند نومه، عند استيقاظه، عند أكله، عند شربه، عند دخوله، عند خروجه، همه طاعة ربه، لا سلطان لأحد عليه إلا ربه، إن أطاع أحد غير الله فلأمر ربه، إن طاع والديه فلأمر ربه، وإن احترم كبيرًا فلأمر ربه، وإن رحم صغيرًا فلأمر ربه، هو الملك الحقيقي في هذه الدنيا لأن ليس أحدًا فوقه إلا ملك الملوك، إلا ملك يوم الدين، إلا مالك يوم الدين، لا يجعل أحدًا فوقه ,وإنما ربه عزوجل هو الذي يأمره، هو الذي ينهاه، لا هم له إلا ربه هذه هي حال الملتزم، يعيش مع ربه عزوجل ....
                  وانظر إلى حال غيره إنه دائمًا يلهث وراء عبيد غيره.
                  ما هو همه؟ ما هي آخر موضات الأزياء؟ ما هي آخر تقاليع الأغاني؟ إن أراد أن يضع برنامجًا لنفسه فإنه يسأل: أين أذهب هذا المساء؟ أي الأفلام الجديدة في دور العرض؟ ما يعجب الفتيات؟ (إن كان شابًا)، وما الذي يعجب الفتيان؟ (إن كانت فتاة)، ما الذي يأكله الناس اليوم؟ وما الذي يستحسنونه؟ وربما استحسنوا اليوم ما كانوا يستهجنونه بالأمس، وربما استهجنوا اليوم ما كانوا يستحسنونه بالأمس، وهكذا هو تبع لغيره دائمًا، ذَنَب لغيره دائمًا، وكما قال بعض السلف: (لأن أكون ذنبًا في الحق خير لي من أن أكون رأسًا في الباطل).
                  وعامة الناس يكونون أذنابًا في الباطل والعياذ بالله ويفرون من أن يكونوا أذنابًا في الحق ولا أذناب في الحق في واقع الأمر، لأن حتى الذي ليس رأسًا في الناس في أهل الالتزام، فإنه لا يسمع كلام أحد إلا إن كان مشفوعًا بالدليل من أمر الله عزوجل ونهيه، ففي واقع الأمر، لا سلطان لأحد عليه إلا ربه سبحانه وتعالى....

                  انظر إلى حال غير الملتزم في نومه، في استيقاظه، في جميع شئونه، ما هي الأمور التي تتقاذف قلبه؟ ما هي الأمور التي تحضر في قلبه؟ تعرف كيف أن الملتزم يجمع همته على ربه تبارك وتعالى فيجعل في قلبه طمأنينة وسكينة وأن غيره قلبه ممزق على هؤلاء العباد، فلا يحقق ذاته وإنما يكون عبدًا لكل ناعق، وأما من التزم بدين الله تبارك وتعالى، فلا يكون عبدًا إلا لله عزوجل...


                  هل عرفت إذًا أن الالتزام هو الذي يحقق ذاتك، هو الذي يجعلك عبدًا لله تبارك وتعالى وبه تسمو على عبودية جميع الخلق، وأنك عندما تقصر في عبادتك لربك فلابد أن تقع في شيء من العبودية لغير الله سبحانه وتعالى....


                  والحمد لله رب العالمين ...

                  ونستكمل فى المرة القادمة ان شاء الله ....

                  فستذكرون ما أقول لكم....وأفوض أمرى إلى الله....إن الله بصيرٌ بالعباد....

                  يتبع ان شاء الله...
                  تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                  ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                  لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                  فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                  سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                  _______________________________
                  ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                  __________________________________
                  نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                  أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                  تعليق


                  • #10
                    :LLL:


                    حياكم الله إخوانى وأخواتى الكرام....

                    نستكمل بإذن الله هذه السلسلة المباركة مع شبهات بعض إخواننا وأخواتنا الذين يزين لهم الشيطان هذه الشبهات ويجعلهم يقدمون رجلاً ويؤخرون أخرى قبل الدخول إلى طريق الإلتزام...

                    وأعتذر مقدماً عن طول المداخلة فسامحونى ....


                    _أخى الحبيب .....أختى الكريمة ..

                    ولكن لابد وأن تطرح أنواعًا من الشبهات وقبل أن تطرحها، أريد أن أذكر لك علة رئيسية يمكن أن تجيب على كل ما ستطرحه من اعتراضات.

                    اسمع إلى قوله تعالى(((بل تُؤثرون الحياة الدنيا *والأخرةُ خيرٌ وأبقى)))...كل ما ستذكره من أعذار، كل ما ستذكره من اعتراضات قد يكون منبعه أنك لم تستشعر شرف الآخرة، أنك لم توطن نفسك على أن تركب تلك السفينة في هذه الأمواج المتلاطمة، وأن تصبر إلى أن تصل إلى ساحل النجاة، أن تصل إلى المأدبة التي أعدها الله عزوجل لعباده المطعين الذين أجابوا رسوله _عليه الصلاة والسلام_.


                    كل ما ستذكره من اعتراضات يدخل تحت هذه القضية، وهلم لكي نذكر بعضها:
                    فلعلك أن تقول:


                    ولكن الله لم يرد بعد أن أهتدي:

                    ونقـــول لك (( كذلك كذَب الذين من قبلهم حتَى ذاقوا بأسنا ، قُل هل عندكم من علمٍ فتُخرجوه لنا ، إن تتَبعون إلَا الظنَ وإن أنتم إلَا تخرصون))).....

                    هل أطلعك الله عزوجل على إرادته فيحق لك حينئذٍ أن تحتج بها؛ هل أخبرك الله أنه لن يهديك إلا في العام الفلاني، أو في الساعة الفلانية، حجب الله عزوجل قضاءه وقدره عن العباد فلا تعلمه إلا بعد وقوعه، إذًا فلا عذر لك إلا أن تأخذ بالأسباب وإلا أن تجد وتجتهد فعن عُمران بن الحصين قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ قَالَ فَقَالَ:" نعم" . قَالَ: قِيلَ فَفِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ قَالَ: "كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ"...

                    خذ بأسباب الهداية استمع إلى كتاب الله، اعرض قلبك على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ، تضرع إلى ربك أن يهديك، اسأل ربك عزوجل ((اهدنا الصراط المستقيم))). سيهديك الله بفضله وبرحمته.


                    هل علمت إذًا أن الآفة الرئيسية هي إيثار الحياة الدنيا وأنك لا تعلم ولم تتيقن بعد أن الآخرة خير وأبقى لأنك لو تيقنت هذا لما ذكرت هذا الاعتراض، لأنك مع علمك أن الرزق بيد الله وأن الشفاء بيد الله وأن كل شيء من قدر الله إلا أنا نراك شديد السعي في أمور الدنيا، تحصل أسبابها، وتسعى فيها وتقول أن ترك الأسباب نوع من التواكل لا يليق بعاقل فمالنا نراك تترك أسباب الهداية ولا تأخذ بها وتريد أن تنزل عليك من عند الله سبحانه وتعالى (((((بل تُؤثرون الحياة الدنيا *والأخرةُ خيرٌ وأبقى)))...


                    أما آن لك أن تشرع في الأخذ بأسباب الهداية؟
                    أن تدعو ربك وأن تتوكل على ربك، وتقرأ كتاب ربك، وأن تجلو الصدأ عن قلبك، فيرزقك الله عزوجل الهداية بفضله ورحمته.


                    ************************

                    ولكن الوقت غير مناسب

                    نقول لك إن خمنت أن تعيش إلى هذا الوقت الذي تراه مناسبًا فافعل ولكن أنى لك أن تضمن!! وهل سمعت إلى تلك النصيحة التي أسداها لك ابن عمر _رضى الله عنه_: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء».

                    ولماذا تنتظر في أمر الآخرة وقد يأتيك الموت بغتة فلا تدرك مُناك ولا تصل إلى هذا الفضل والثواب وإلى هذه المأدبة التي دعاك إليها الله عزوجل ، وأرسل إليك خير خلقه لكي يدعوك إليها فإن استطعت أن تحصل على ضمان أن تعيش إلى تلك اللحظة التي تراها مناسبة فافعل وإن لم تحصل على هذا الضمان ولا أراك يمكن أن تحصل عليه فَجِدَّ واجتهد في أن يكون التزامك منذ اللحظة أن تعود إلى ربك عزوجل وإلى طريق الهداية.



                    ثم هناك سؤال آخر: ما هو الوقت المناسب الذي تراه أنت مناسبًا؟

                    لعل الوقت أن يكون بعد أن تنهل من شهواتك التي أنت مغرم بها والتي تظن أنك غير قادر على تركها، لعل الفتاة لا تريد أن تلتزم إلا بعد أن تتزوج لأنها لم تتوكل على ربها، لأنها تظن أنها لن تتزوج إلا إذا تبرجت فقد تؤجل قضية الالتزام برمتها إلى أن تفرغ من هذه الشهوة ...


                    اسعى إلى الآخرة ولا تؤثر عليها الدنيا، ووالله إن الدنيا ستأتيك وهي راغمة أيضًا، ولكن اجعل همك الآخرة أولاً.

                    ثم إن كانت القضية أنك تؤجل الالتزام إلى أن تحدث توبة شاملة، فما الذي يمنعك من أن تكون هذه التوبة الشاملة الآن؟


                    هذه هي التوبة النصوح التي أمرك الله عزوجل أن تفعلها، أن تتوب توبة شاملة، توبة نصوحًا إلى الله سبحانه وتعالى.
                    ولكن مع هذا هب أنك تتوهم (وإن كان هذا وهم شيطاني) أن هناك معصية معينة لا تقدر على تركها الآن وهناك معصية أخرى تستطيع أن تتركها فهلا تركت التي تقدر عليها؟

                    إن القضية قد تكون في بعض الأحيان كحال المسائل الرياضية!! لها خطوات قد تمتنع أن تضع الحكم وتكتب شيئًا من الحل قبل أن ترتب في ذهنك جميع الخطوات، وأنت تعلم خطوة أو خطوتين من الحل ومتى امتنعت عن كتابتهما حتى ترتب في ذهنك الحل الكلي ربما لا تخطو ولا خطوة، وإذا كتبت ما تعرف من الخطوات ربما وجدت أن المسألة أيسر مما تتصور وهذا والله يحصل في كثير من الأحيان، فإن الله عزوجل أكرم الأكرمين من تقرب إليه شبرًا تقرب منه ذراعًا ومن تقرب منه ذراعًا تقرب منه باعًا ومن آتاه يمشي أتاه هرولة سبحانه وتعالى فإذا ما وضعت قدمك وأردت بذلك مرضاة ربك فيُرجى أن يفتح الله عزوجل لك وأن يزيل عن قلبك تلك الغيوم وتلك الوساوس الشيطانية التي توهمك أن هناك أنواع من الطاعات لا تقدر عليها، وأنواع من المعاصي لا تقدر على تركها، وكن على يقين أن كل ما أمرك الله به فهو داخل في مقدورك وكل ما نهاك الله عنه فهو أيضًا داخل في مقدورك أن تنتهي عنه فإذا أيقنت بهذا فإنه سيكون عونًا لك بإذن الله تبارك وتعالى على أن تخطو هذه الخطوات إلى الالتزام بدين الله عزوجل.

                    والحمد لله رب العالمين .....

                    يتبع ان شاء الله...
                    تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                    ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                    لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                    فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                    سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                    _______________________________
                    ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                    __________________________________
                    نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                    أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                    تعليق


                    • #11
                      :LLL:

                      حياكم الله إخوانى وأخواتى الكرام....

                      نستكمل بإذن الله هذه السلسلة المباركة مع شبهات بعض إخواننا وأخواتنا الذين يزين لهم الشيطان هذه الشبهات ويجعلهم يقدمون رجلاً ويؤخرون أخرى قبل الدخول إلى طريق الإلتزام...

                      ولكنكم معشر الملتزمين مختلفون فيما بينكم


                      فعلى أي التزام تدعوننا وأنتم تختلفون في كثير من القضايا؟

                      نقول: ""اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطلتعرف من أتاه.

                      إن هناك قضايا مشتركة بين كثير من الملتزمين يدعونك إليها، هلا استجبت إليها أولاً ثم بحثت عن نقاط الخلاف...

                      إنهم يدعونك أولاً إلى أن تشعر أنك مسلم عليك مسئولية كمسئوليتهم هل استشعرت هذه القضية؟؟!!

                      إنهم يدعونك إلى أن تدخل تلك الخنادق التي وصفناها لك فهل هممت بدخول الخنادق فوجدت خنادق مختلفة لكي تبحث عن أمتنها وأكثرها مناعة إنهم يدعونك لركوب السفينة، فهل هممت بأن تركب ثم تبحث لك عن مكان في السفينة أم أنك ما زالت تسبح عكس التيار.؟؟!!!

                      لماذا تستبق الأحداث؟؟؟!!!
                      لماذا تُخذِّل نفسك عن الالتزام بدين الله عزوجل؟؟!!

                      هل من مسلم يشك أن قراءة القرآن فيها خير؟!!
                      نحن ندعوك لقراءة القرآن.
                      هل من مسلم يشك أن الصلاة عماد الدين؟!
                      نحن ندعوك إلى الصلاة.
                      هل من مسلم يشك أن غض البصر من الإيمان؟!
                      نحن ندعوك إلى غض البصر.
                      هل من مسلم يشك أن إطابة المطعم مما جاء به النبي _عليه أزكى الصلاة والسلام؟!
                      نحن ندعوك إلى أن تُطبْ مطعمك.
                      هل من مسلم يشك أن نُصرة دين الله تبارك وتعالى من آكد الواجبات؟!
                      نحن ندعوك إلى أن تنصر دين الله تبارك وتعالى.

                      ففيما التعلل بأنواع الاختلافات، التي وإن أقررنا بوقوعها إلا أنك لازلت غير متعرض لها، خذ من الإسلام كل ما علمت أنه من الإسلام، لا تتعلل بأنواع العلل.

                      يا أخى الحبيب ..ويا أختى الكريمة !!!

                      لماذا في أمر الآخرة، وكأنك مستغنٍ عنها، متى دعاك الدعاة إليها اشترطت عليهم أن يتفقوا أولاً، واشترطت عليهم كذا وكذا وكأنك في غنيٍّ عن الآخرة.

                      تُرى هل اتفق أهل الدنيا عليها؟
                      تُرى حينما تأتي تختار مجالاً لدراستك هل تجد مجالاً واحدًا؟ أم تجد عشرات المجالات؟
                      تُرى هل تعرض عن هذه المجالات كلها؟ أم تأخذ تبحث وتفتش وتفاضل بين أنواع الاختيارات؟

                      إذا أردت أن تعمل تُرى هل تجد مجالاً واحدًا؟

                      لا نريد أن نقول ما هو أحقر من هذا:
                      إذا أردت أن تشجع فريق كرة هل تجد فريقًا واحدًا أم أنك تبحث في هذا اللهو الذي حريًا بك أن تندفع عنه، كان حريًا بك أن تتركه ولو لم يختلفوا عليه، ولكنهم على الرغْم من اختلافهم عليه، تجد أنك ربما تبحث وتفتش وتقول أنا أنتمي إلى هذا الفريق وهو أفضل من ذاك الفريق.
                      تبحث عن تاريخه وتحفظه وكان أولى بك أن تحفظ تاريخ سلفك الصالح الذين هم القدوة لك، الحاصل أن أهل الدنيا يختلفون عليها، في جدها وفي لهوها، وأنت لا تترك شيئًا منها؛ لا من جدها ولا من لهوها بسبب هذا الاختلاف...

                      فلماذا تترك دين الله تعالى بدعوى أن الملتزمين مختلفين؟
                      وهلا أقبلت على الله عزوجل ؟
                      وهلا عملت بما تيقنت أنه من الدين ثم سألت الله عزوجل أن يهديك إلى الحق فيما لم تتيقن شأنه، وفيما التبس عليك.
                      والحمد لله رب العالمين
                      يتبع إن شاء الله...
                      تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                      ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                      لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                      فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                      سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                      _______________________________
                      ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                      __________________________________
                      نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                      أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                      تعليق


                      • #12
                        :LLL:

                        حياكم الله إخوانى وأخواتى الكرام....

                        نستكمل بإذن الله هذه السلسلة المباركة مع شبهات بعض إخواننا وأخواتنا الذين يزين لهم الشيطان هذه الشبهات ويجعلهم يقدمون رجلاً ويؤخرون أخرى قبل الدخول إلى طريق الإلتزام...


                        ولكن منكم منفرين
                        !!!!

                        هذه أيضًا علة قد يتعلل بها البعض وقد ذكرنا أننا جميعًا في خندق واحد، أننا جميعًا نركب سفينة واحدة، وقد ذكرنا أنه لا يحق لأحد أن يحدث ثقبًا في السفينة، ولا أن يترك غيره يحدث ثقبًا، فإن سلمنا لك بوجود هؤلاء المنفرين، هل تتركهم يحدثون الثقب في السفينة وأنت راكب فيها؟ أم تقفز منها؟ أم تمنعهم كما بيّن رسول الله ؟

                        إنه قد يوجد هؤلاء المنفرين، وقد وجدوا في كل زمان ومكان، حتى زمان رسول الله أشرف الأزمنة، وجد فيه من أخطأ الفهم في بعض الأمور أو من تنطع في بعضها، قد يوجد هذا، قد يكثرون في زمان دون زمان، أو في مكان دون مكان، ولكن يبقى.
                        هل تترك هذا الثقب أو هذه الثقوب في السفينة؟
                        أين دورك أنت؟
                        لماذا دائمًا تتكلم من منطق المستغني؟

                        أخى الحبيب ...أختى الكريمة!!!

                        أنت في حاجة إلى هذه السفينة...
                        في حاجة إلى أن تركب فيها....
                        في حاجة إلى أن تصلحها، ليس لك بديل آخر لكي تقول هذه سفينة مثقوبة، فهل وجدت السفينة التي لا ثقب فيها؟

                        ثم سؤال آخر:::..
                        كم نسبة هؤلاء المنفرين إلى هؤلاء الذين يدعون إلى دين الله ؟؟؟!!

                        إن المنصف الذي يدقق، فإنه سيجد بفضل الله أن هؤلاء المنفرين"" قلة ""بفضل الله ثم لماذا ترضى لنفسك دائمًا أن تكون كحالة هذا الرجل الأحمق الذي ضرب له رسول الله هذا المثل يقول: ((مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ يَسْمَعُ الْحِكْمَةَ ثُمَّ لا يُحَدِّثُ عَنْ صَاحِبِهِ إِلا بِشَرِّ مَا يَسْمَعُ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى رَاعِيًا فَقَالَ يَا رَاعِي أَجْزِرْنِي شَاةً مِنْ غَنَمِكَ قَالَ اذْهَبْ فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ)).
                        كانت أمامك الأغنام كثيرة فلماذا انتقيت الكلب ثم قلت، أعطوني غنمًا وقد كان أمامك أن تأخذ من أجود الغنم؟

                        نعم؛ يوجد منفرين ولكن لماذا تنفر أنت ولماذا لا تكون أنت ناصحًا لهم؟ رادًا لهم إلى الحق؟
                        وربما تجد الواحد يتذكر أمورًا من الشر لو كان متخلقًا بأخلاق الالتزام لنساها، ولما تذكرها أصلاً

                        كم سمعنا ممن يحكي أنه يمنعه من الالتزام، أنه وهو طفل صغير دخل مسجدًا من المساجد فوجد فيه بعض كبار السن ممن بطبعهم وهذا أمر طبعي من السنن الكونية أن كبار السن قد لا يملكون سعة الصدر الكافية أو قد يكون بعضهم أحيانًا لديه بعض الأمراض أو غير هذا مما يجعله لا يحتمل أي نوع من الضوضاء أو غيراها.
                        الحاصل...

                        يقول: أنا لا ألتزم عمري الآن كذا وعشرون سنة ولمن ولم التزم لأني حاولت وعمري خمسة سنوات...،
                        يالقسوة قلب هذا الذي يعاقب نفسه على جريمة فعلها غيره منذ عشرون سنة، يقول: قد دخلت المسجد فزجرني بعض كبار السن الذين في المسجد!!!!!!!!.
                        ولماذا لا ترى إلا الكلب في الغنم، أما تذكرت أن في هذه الفترة لم يكن هناك عدد كافٍ من المساجد فقام هذا الرجل الذي تشتكي منه أو غيره ببناء هذه المساجد وتهيئتها للمصلين، أما تذكرت له الخير؟؟!!

                        لما لا تذكرت إلا تلك الكلمة التي آذتك فاستمرت في أذنك هذه السنوات الطويلة، أو هذه المرة التي طردك فيها من المسجد!!

                        بالله عليك أريد أن أستحلفك، إذا كنت بالفعل قد مررت بهذه التجربة، ألم تجد من يربت على كتفك؟!

                        ألم تجد من يقول لك لا تحزن إن فلانًا هذا قد آذاه ما أحدثت من ضوضاء؟!
                        ألم تدخل يومًا مسجدًا فدفع لك أحد كبار السن أيضًا شيئًا من الحلوى؟!
                        ألم يشجعك أحدهم؟ ألم تجد تشجيعًا أبدًا في حياتك؟
                        تُرى كم ضربة أخذتها من أجل لعب الكرة؟
                        تُرى كم مرة عُوقبت من أجل مشاهدة التلفاز؟
                        تُرى كم مرة عُوقبت ليس من رجل كبير السن ولكن من والدك أو مدرسك أو غير هذا من أجل شرب الدخان؟
                        كم مرة عُقبت على المعاصي فلم تفر منها؟
                        فلماذا إذا لم تفر إلا من الطاعة؟
                        أعلمت أن الشيطان يستحوذ عليك؟!
                        وإذا سلمنا جدلاً أن هذا كان رجلاً منفرًا أتعاقبه أم تعاقب نفسك؟؟؟
                        !!!

                        إنك إن كنت راكبًا في سفينة في عرض البحر تتلاطم بها الأمواج فأساء إليك أحدهم هل تقذف نفسك من السفينة لأن أحدهم قد أساء إليك ولأن أحدهم قد قال لك كلمة قد آذتك ثم إن هذا القائل كان يريد مصلحتك وأنت تتحمل الأذى ممن لا يريد مصلحتك من أجل أمور الدنيا، هذا الذي أساء في نصيحتك يكفي أنه أراد أن ينصح.
                        إن هناك من يندفع إلى النيران كما تندفع الفراش كما في المثال الذي ذكرنا، وإنه لابد بالأخذ بحجز هؤلاء، قد يتقن البعض أن يأخذ بحجز هؤلاء بالرفق المطلوب وقد لا يتمالك البعض نفسه والأمر جليل والخطب عظيم، فلُم نفسك أولاً ثم إن وجدت من تبنى هذا التنفير منهجًا واتخذه طريقًا وسلوكًا فلتحجزه ولتمنعه، ولتعلم أن هذا ثقب آخر في السفينة ينبغي عليك أن تسده وينبغي عليك أن تأخذ على يد من يحدث هذا الثقب.


                        والحمد لله رب العالمين ...

                        ونستكمل فى المرة القادمة ان شاء الله ....

                        فستذكرون ما أقول لكم....وأفوض أمرى إلى الله....إن الله بصيرٌ بالعباد....

                        يتبع ان شاء الله...

                        تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                        ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                        لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                        فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                        سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                        _______________________________
                        ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                        __________________________________
                        نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                        أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                        تعليق


                        • #13
                          جزاكم ربي خيرا أخي الحبيب ونفع بكم
                          ويثبت للأهمية
                          وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
                          وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
                          صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

                          تعليق


                          • #14
                            حياكم الله..

                            أختى الكريمة "يمامة المسجد" :: جزاكم الله خيرااا كثيرااا على المرور....

                            أخى الحبيب ""د/مسلم"::: جزاكم الله خيراا كثيراا على المرو والتثبيت بارك الله فيكم ...

                            *****************

                            حياكم الله إخوانى وأخواتى الكرام....

                            نستكمل بإذن الله هذه السلسلة المباركة مع شبهات بعض إخواننا وأخواتنا الذين يزين لهم الشيطان هذه الشبهات ويجعلهم يقدمون رجلاً ويؤخرون أخرى قبل الدخول إلى طريق الإلتزام...


                            منكم من يقولون ما لا يفعلون.
                            ..

                            وهذه كسابقتها هذا ثقب من الثقوب في السفينة فهلا أتيت وسددت هذا الثقب، فهلا أعنت ركاب السفينة عليه، ثم إن هناك من يقول الخير ويعمل به، وهناك من يقوله ولا يعمل به، وهناك من لا يقوله ولا يعمل به،

                            فاختر لنفسك طريقًا من هؤلاء، أنت تعتب على من يقول الخير ولا يعمل به؛ فماذا قدمت أنت؟!
                            إننا نريد منك ونحن نشاركك في العتب على من قال الخير ولم يعمل به ولكن دعنا أن نتناصح جميعًا في أن نقول الخير ونعمل به وأن نعرف الحق ونتمسك به، وألا يكون منا من يعرض عن الحق إعراضًا، أو من يعرف الحق ثم لا يعمل به أو من تغلبه شهوته في بعض الأحيان فيترك الحق الذي عرف أنه حق من أجل شهوته.
                            كل هذه ثقوب ينبغي علينا أن نتعاون فيها.
                            ثم مرة أخرى لماذا تعاقب نفسك على خطأ غيرك؟!

                            أنت الذي تخسر، أنت الذي تضل الطريق، أنت الذي تخسر الركوب في هذه السفينة السائرة في طريقها إلى هذه المأدبة.


                            تُرى إلى أي الطوائف في الدنيا تنتمي أعني من الناحية المهنية أي مهنة تمتهنها أنت؟ من الناحية الاجتماعية إلى أي وسط تنتمي؟
                            إلى غير ذلك من الانتماءات الدنيوية، ألا يوجد فيهم من يقول ما لا يفعل لماذا لم تنسلخ من الدنيا بأسرها؟
                            !

                            وإنما انسلخت فقط من دين الله انسلخت فقط من الالتزام بدين الله !!!
                            كل هذه المعاذير التي ذكرتها ليست إلا حواجب شيطانية يضعها الشيطان في طريق إرادتك للحق،في طريق إرادتك للالتزام.
                            فهل آن لك أن تلتزم؟
                            هل آن لك أن تطرح هذه الشبهات جانبًا؟
                            وهل آن لك أن تعلم أن الآخرة خير وأبقى، وأن تسعى لها سعيها وأنت مؤمن؟ فيجعل الله سعيك لها مشكورًا
                            .
                            فإن قلت: أريد أن ألتزم ولكن...

                            فرحنا جدًا بأنك وصلت إلى هذه المرحلة، لقد قلت أخيرًا أنك تريد، وقد كان كل كلامك قبل هذا أنك لا تريد من أجل كذا ومن أجل كذا ومن أجل كذا، فهنيئًا لك إن أردت بالفعل ولكن هناك عقبات، ولكن مع الإرادة الجازمة الصحيحة ومع التوكل على الله تزول العقبات.

                            نعم أريد أن ألتزم ولكن..
                            .

                            سوف نصغي بآذان واعية لكل ما ستذكره من عقبات ونبحث معًا سويًا في كتاب الله وفي سنة رسوله عن علاج شهوة الفرج، عن علاج شهوة التعلق بالجنس الآخر، عن علاج شهوة الإدمان، عن علاج شهوة حب المال عن علاج شهوة الفتور والكسل، عن علاج كل ما يمكن أن يكون من عقبات، طالما وُجدت الإرادة نريد منك أن تتأكد أولاً من أنك بالفعل تريد أن تلتزم، تريد أن تسلك الطريق إلى الله، تريد أن تركب في السفينة، إنك كنت في أول الأمر تسير في الاتجاه الآخر، أما وإذ عزمت على أن تصعد السفينة فكل ركاب السفينة يمدون إليك أيديهم يبحثون عن الموانع التي تعوق صعودك إليها
                            .

                            وإن كان الله قد رزقك هذه الإرادة فخذ هذه القصة هدية يهديها لك رسول الله لتعلم أن تلك الإرادة الجازمة لو وجدت مع التوكل على الله فسوف تصل بإذن الله ..

                            إنها قصة قاتل المائة نفس وكلنا يعرف قصة هذا الرجل ونريد أن نعلق عليها تعليقات بسيطة:::
                            يقول رسول الله :: ((كان فيمن كان قبلكم رجلًٌ قتل تسعة وتسعين نفسا))::

                            ولا أظن أنه يوجد في بلاد المسلمين الآن من يبلغ في إجرامه إلى هذه الدرجة فإنه قد فعل كبيرة من أكبر الكبائر وكررها هذا العدد الكبير من المرات ولكن الله ألقى في قلبه الهداية ولذلك ففضل الله واسع، فتعرض لفضل الله ، كان هذا الرجل قد فعل ما فعل وأراد أن يتوب فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسًا فهل له من توبة فقال: لا فكمل به المائة، في كل زمان ومكان يوجد منفرون، قد يكون لجهل بدين الله وهذا قد بلغ من التنفير مبلغًا لا أظنك قد تعرضت له هذا قد أغلق باب التوبة في وجه من يأتي يسأل عن التوبة وماذا يفعل المذنب المجرم الذي أغلق في وجهه باب التوبة إلا مزيدًا من الجرائم والذنوب و بالنسبة له ليست إلا تحصيل حاصل فقد وصل إلى نقطة لا عودة فيما زعم له هذا الراهب فقتله فكمل به المائة ولا نود أن تكمل أنت بأحد ممن ينفرك فتؤذيه أو تقتله فهذا كان جرمًا شديدًا ارتكبه هذا الرجل ولأن ذلك المنفر قد بلغ في التنفير مبلغًا لشدة جهله بدين الله بلغ أن سد أمامه باب التوبة فزادت جرائمه ولكنه مازال يحدث نفسه بالتوبة.!!

                            تُرى هذا الرجل الذي أغلقت في وجهه باب التوبة وعمن سأل؟
                            سأل عن أعلم أهل الأرض وهذا هو الذي نفره؛ الذي وصف له بأنه أعلم أهل الأرض ومع ذلك لم يرجع عن طلب الهداية، ولم يرجع عن السعي من أجلها رغم أنه كمّل به المائة إلا أنه سأل عن أعلم أهل الأرض بعد ذلك فدُل على رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟
                            قال: نعم ومن يحول بينه وبين التوبة؟؟!!
                            ثم قال: انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناس يعبدون الله؛ فاعبد الله معهم.
                            أليس هذا هو النداء الذي كررناه لك مرات (اركب معنا)؟
                            أما آن لك أن تلتزم؟
                            أما آن لك أن تلحق بإخوانك؟

                            أن تعينهم ويعينوك على طاعة الله ... لقد دله هذا العالم على بداية الطريق للهداية، قال: انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم.
                            فهذه أهم طرق الهداية، أن يصبر الإنسان نفسه مع الذين يعبدون الله ويدعون إليه سبحانه وتعالى ، وأن يهجر أصحاب السوء، وأن يهجر الذين يقربون إليه المعصية، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء.
                            خرج هذا الرجل من عند هذا العلم وهو عازم على أن يسعى إلى طريق التوبة هذا الذي نريد منك أن تتأكده من نفسك، لم يسوف لم يتأخر لم ينتظر لحظة أخرى يظن أنها مناسبة أكثر من غيرها وسبحان الله لقد كان الأجل له بالمرصاد ولو توانى قليلاً لأدركه الموت وهو على تلك الحال السيئة، هذه عظة وعبرة عظيمة.
                            فانطلق حتى إذا نصف الطريق حتى إذا كان في منتصف الطريق !!!

                            أتاه الموت سبحان الله فهذه قصة عجيبة قدرها الله لكي تكون عظة وعبرة للناس كافة لكي يعرفوا أن الموت يأتي بغتة وكيف أن هذا الرجل لو تأخر لحظة مع أنه عاش عمره وهو في هذه الحياة المليئة بالمعاصي ولكنه أدرك في هذه اللحظة اليسيرة فأتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب::
                            فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلاً بقلبه إلى الله!!
                            وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط،!!
                            فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم حكمًا فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له.
                            فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، إلى أرض الصلاح والخير فقبضته ملائكة الرحمة.
                            وورد أن هذا الرجل لما آتاه الموت ووقع مغشيًا عليه من سكرات الموت(( نأى بصدره، زحف على صدره شبرًا من الأرض))!!!

                            كان هذا الشبر هو الشبر الذي اقترب به من أرض الصلاح، وكان هذا الشبر هو الذي أرسل الله ملكًا حكمًا يحكم بأن يقاس المسافة بين المدينتين ويُجعل إلى أيتهما كان أقرب، فكان هذا الشبر هو سبب نجاته.
                            وليست القضية في هذا"" الشبر""!!!
                            وإنما القضية في هذا الزحف الذي زحفه على صدره أو من باب أولى القضية في هذا ((العزم)) الذي كان في قلبه على أن يغير حياته على أن يقبل على ربه، إنه قد آتاه الموت، ويغلب على الظن بل لعله بلغ مبلغ اليقين أنه لا يستطيع أن يصل إلى البلد الأخرى زحفًا ولكنه يزحف، إنه قد اشتاق إلى الجنة!!
                            إنه قد اشتاق إلى الالتزام!!!
                            إنه قد وُجِدت في قلبه تلك العزيمة الصادقة.
                            فمتى وُجِدتْ هذه العزيمة مع التوكل على الله فيمكنك أن تجتاز كل الصعوبات ولو أن تزحف على صدرك وأنت تعاني من سكرات الموت وبفضل الله كل ما يمكن أن تعانيه من عقبات تواجهها أو شهوات قد أعتدت عليها قد تمسكت بها من استهزاء المستهزئين وضحك الضاحكين ولوم اللائمين بل من إيذاء من يؤذي من سلك سبيل الهداية، كل هذه أمور لن تقف أمام هذه العزيمة لو كانت عندك عزيمة كعزيمة هذا الرجل التي بها زحف على صدره وهو يعاني من سكرات الموت.
                            هذه هي القضية، نحن توقفنا معك عند هذه النقطة فحبذا ألا تتوقف أنت عندها ولتستثمر داعي الخير الذي في قلبك فلعلك إن وجد هذا الداعي فلم تستثمره، إن وجد هذا الداعي فلم تستجب له أن تحرمه في المرة القادمة.
                            فربما يحال بين قلب المرء وبين الاستجابة إلى الهدى مرة ثانية إذا أعرض في المرة الأولى.
                            نعم كما ذكرنا تحتاج ونحتاج معك إلى أن نتدارس أنواع من موانع الالتزام التي بعد أن يحصل لك الإرادة الجازمة لهذا الالتزام قد تجد عقبات وموانع، استعن بالله عليها.

                            والحمد لله رب العالمين.....

                            ولعل الله أن ييسر لنا كتابة موضوع عن ""موانع الإلتزام" إن شاء الله تعالى وقدرَ...

                            وعذراً شديداا على الإطالة .....


                            تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                            ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                            لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                            فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                            سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                            _______________________________
                            ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                            __________________________________
                            نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                            أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                            تعليق


                            • #15
                              رد: سلسلة ::أما أن لك أن تلتزم؟؟؟!!!

                              حياكم الله

                              جزاكم ربى خيراً

                              للرفع
                              وإن شاء الله نكتب جزءاً آخر لهذه السلسلة قريباً
                              الله المستعان
                              تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                              ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                              لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                              فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                              سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                              _______________________________
                              ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                              __________________________________
                              نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                              أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X