فضل لا إله إلا الله
لعمرو محمد صالح
هذه أعظم الكلمات على الإطلاق ، إنها شهادة التوحيد ، وقد اختلف بعض العلماء أي الكلمتين أفضل شهادة التوحيد أم الحمد لله .
كما ذكر الإمام القرطبي_رحمه الله_ قال: (اختلف العلماء أيما أفضل، قول العبد: الحمد لله رب العالمين، أو قول لا إله إلا الله ؟ فقالت طائفة: قوله الحمد لله رب العالمين أفضل، لان في ضمنه التوحيد الذي هو لا إله إلا الله، ففي قوله توحيد وحمد، وفي قوله لا إله إلا الله توحيد فقط.
وقالت طائفة: لا إله إلا الله أفضل، لأنها تدفع الكفر والإشراك، وعليها يقاتل الخلق،
قال رسول الله e : (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله).
واختار هذا القول ابن عطية قال: والحاكم بذلك قول النبي e : ( أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ).انتهى
فلا إله إلا الله ، هي خير الكلمات على الإطلاق ، فهي ....
العروة الوثقى
قال سعيد بن جبير _رحمه الله_ : قوله:{فقد استمسك بالعروة الوثقى}، قال: لا إله إلا الله .
عنوان الفلاح
لا إله إلا الله تفلحوا وتملكوا العرب وتذل لكم العجم وإذا آمنتم كنتم ملوكا في
الجنة) وأبو لهب وراءه يقول : لا تطيعوه . . .
وقال الإمام أحمد _رحمه الله_ : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن الأشعث بن سليم قال : سمعت رجلا في إمرة بن الزبير قال سمعت رجلا في سوق عكاظ يقول: ( يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ) ، ورجل يتبعه يقول إن هذا يريد أن
يصدكم عن آلهتكم فإذا النبي e وأبو جهل .
نعم أيها الأحبة في الله ..فلا إله إلا الله ، هي عنوان الفلاح والنجاح ، وهي طريق
السعادة في الدنيا والآخرة .
من مات عليها دخل الجنة
وروى أبو داود بسنده عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله e : (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) صححه الألباني
وقال e: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإنه من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر و إن أصابه قبل ذلك ما أصابه) رواه ابن حبان عن أبي هريرة وصححه الألباني
معصوم الدم
( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ).
والمقصود أن النبي e قد أمره الله سبحانه أن يقاتل الناس بعد أن يعرض عليهم الإسلام والتوحيد فإن أبوا ، قاتلهم حتى يعترفوا بهذه الكلمة ، ويخضعوا لها ولحكم الإسلام ، فإن شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله eفحصلت لهم العصمة ، وحرمت دمائهم وأموالهم ، إلا إذا فعلوا ما يستوجب عقوبة عليهم ، كمن قتل عمدًا فإنه يقتل ، ومن سرق تقطع يده .... ، وأما إذا كان الذنب بينهم وبين الله فحسابهم على اللهI .
وعن أنس أن رسول الله e قال :(أمِرْتُ أن أقاتِلَ الناسَ حتَّى يقولوا : لا إله إلا الله ، وأنَّ محمدًا رسولُ الله ، فإذا شَهِدوا أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله e ، واسْتَقْبَلوا قبلتنا ، وأكلوا ذبيحتَنا ، وصلَّوْا صلاتَنا ، حَرُمت علينا دماؤُهم وأموالُهم إلا بحقِّها ) رواه البخاري والترمذي وأبو داود وغيرهم .
وقد سأل ميمونُ بن سياهٍ أنَسًا : ما يُحَرِّمُ دمَ العبدِ ومالَه ؟ قال : (مَنْ شَهِدَ أنْ لا إله إلا الله ، واستَقْبَلَ قبلَتَنا ، وصلَّى صلاتنا ، وأكلَ ذبيحتنا ، فهو المسلم ، له ما للمسلم ، وعليه ما على المسلم ).
أعلى شعب الإيمان
والحديث عند البخاري وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي e قال : ( الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان )
أفضل الدعاء
يا رب إنما أريد شيئا تخصني به قال: (يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع فى كفة ولا إله إلا الله فى كفة مالت بهم لا إله إلا الله )
العجب العجاب
قال الهيثمي_رحمه الله_ : رواه كله أحمد ورواه الطبراني ورجال أحمد ثقات..
النجاة في القبر
قوله{ يُثَبِّتُ اللهُ الذين آمنوا بالقَولِ الثَّابِتِ }..)
وروى الترمذي بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: ( إذا قبر الميت أو قال: أحدكم ، أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر، والآخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا. ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين. ثم ينوّر له فيه ، ثم يقال له: نَمْ. فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم ، فيقولان: نَمْ نومةَ العروس الذي لا يوقظه إلا أحَبَّ أهله إليه ، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك . وإن كان منافقا قال: سمعت الناس يقولون فقلت مثلهم، لا أدري. فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ، فيقال للأرض: التئمي عليه . فتلتئم عليه ، فتختلف أضلاعه ، فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ) .
تثقل الميزان
لا ينفع يوم القيامة غيرها
قال أبو الفداء ابن كثير _رحمه الله_ : ( وقوله: { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ } أي: لا يقي المرء (4) من عذاب الله ماله، ولو افتدى بملء الأرض ذهبا: { وَلا بَنُونَ } ولو افتدى بِمَنْ في الأرض جميعا، ولا ينفعُ يومئذ إلا الإيمانُ بالله، وإخلاص الدين له، والتبري من الشرك؛ ولهذا قال: { إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } أي: سالم من الدنس والشرك.
قال محمد بن سيرين: القلب السليم أن يعلم أن الله حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث مَنْ في القبور.
وقال ابن عباس: { إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } حَيِي (5) يشهد أن لا إله إلا الله.
وقال مجاهد، والحسن، وغيرهما: { بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } يعني: من الشرك.
وقال سعيد بن المسيب: القلب السليم: هو القلب الصحيح، وهو قلب المؤمن؛ لأن قلب [الكافر و] (6) المنافق مريض، قال الله: { فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } [البقرة:10] .
وقال أبو عثمان النيسابوري: هو القلب الخالي من البدعة، المطمئن إلى السنة.انتهى
قال الإمام ابن قيم الجوزية _طيب الله ثراه_ : (القلب السليم :هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرياسة ، فسلم من كل آفة تبعده من الله ، وسلم من كل شبهة تعارض خبره ، ومن كل شهوة تعارض أمره ، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده ، وسلم من كل قاطع يقطعه عن الله ، فهذا القلب السليم في جنة معجلة في الدنيا وفى جنة في البرزخ وفى جنة يوم المعاد ولا يتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء : من شرك يناقض التوحيد ، وبدعة تخالف السنة ، وشهوة تخالف
الأمر ، وغفلة تناقض الذكر ، وهوى يناقض التجريد والإخلاص يعم ...انتهى
دخول الجنة
أدخله الله الجنة على ما كان من عمل من أي أبواب الجنة الثمانية شاء )
وروى الإمام أحمد والإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله e قال : (أشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله لا يَلْقَى الله بهما عَبْدٌ غيرَ شَاكٍّ فيهما إلا دخل الجنة)
النجاة من النار
ومن حديث عتبان بن مالك في الصحيحين وروى البخاري في التاريخ الكبير أنه e قال : (من جاء بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله حرم على النار)
وفي صحيح ابن حبان عن أنس بن مالك قال : سمع رسول الله e رجلا وهو في مسير له يقول : الله أكبر الله أكبر فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم :
( على الفطرة ) ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله فقال رسول الله e : ( حرم على النار ) فابتدرناه فإذا هو صاحب ماشية أدركته الصلاة فنادى بها.
وعن عمرو رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ( إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه فيموت على ذلك إلا حرم على النار لا إله إلا الله) رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما وروياه بنحوه
فلا إله إلا الله ...أسأل الله أن يحيينا عليها ، ويجعلها أخر كلامنا قبل الموت ، ويجعلها جوابنا في القبر ، ويجمعنا بها في جنات النعيم ...آمين
تعليق