رد: ( الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود )
عدم أخذ الأجرة على الرقية لمصلحة الدعوة
ثم إن الغلام لما قال له الأعمى: (ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني) فهنا بدأ الغلام يصحح عبارة خطأ، يوجد شيء خطأ في العبارة، قال: ( إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله عز وجل ) فوجهه هنا إلى الشافي الحقيقي وهو الله عز وجل، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك) وفي رواية: (لا شافي إلا أنت وحدك لا شريك لك) فهذا درس لمعاشر الأطباء اليوم الذين يذهب إليهم المرضى يجب أن يستقر في عقل الطبيب وأن يكون من الأشياء التي يضعها نصب عينيه، أول ما يأتيه المريض ويعطيه العلاج يوضح الطبيب للمريض من الشافي حقيقة ومن الذي يشفي وإني أنا الطبيب لا أملك شيئاً ولا أملك شفاءً وهذه مجرد أسباب قد تصيب وقد تخيب، وإذا أصابت وشفت، فإن الله هو الذي شفى وهذا الدواء سبب فقط لكن الفاعل الحقيقي الذي شفى هو الله عز وجل، وقس على ذلك من الأشياء الكثيرة التي يحتاج العامة إلى توجيههم فيها. وفي إهمال الغلام لأمر الهدايا درسٌ عظيم في أن منهج الرسل في عرض الدعوة: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ [ص:86] الواحد يعرض الدين على الناس لا ليسألهم أجراً ويأخذ منهم مالاً، لا يعظهم لكي يأخذ منهم أجراً، فأجره على الله عز وجل، فهنا الغلام كان من الممكن أن يأخذ، ولأجل أنها رقية قد يقال: ما فيها حرج، لأنه يجوز أخذ المال على الرقية، فهذا قرأ عليه أو دعا له شفي، لكن الغلام هنا هدفه عظيم أعظم من ذلك، بل إنه إذا أخذ المال سقطت هيبته وتقل عظمة الشيء الذي يدعو إليه، لذلك ترى الناس الآن عندما يموت لهم شخص فمن البدع أنهم يستأجرون قارئ قرآن ليقرأ في العزاء، فيجلس الناس الآن وبعض الناس يخشع مع الآيات، فإذا انتهى القارئ، طلب الحساب، وأعطاه وحاسبه، فماذا يكون موقف الناس الآن؟ تذهب كل التأثرات بمجرد ما رأوا القارئ يأخذ الفلوس فيذهب كل شيء، لأن القضية مادية بحتة، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (أكثر منافقي أمتي قراؤها) حديثٌ صحيح. (إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله عز وجل، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن به فشفاه الله عز وجل) قد يقول أحد: كيف أن الغلام يدخل من مدخل دنيوي؟ يقول: أنت إذا آمنت أدعو لك أن تشفى، ولم يقل له: عليك أن تؤمن بالله، فقط، فإذا آمن يقول له: تعال مادام أنك آمنت، لكنه قال: (إن آمنت بالله دعوت الله فشفاك) فهذا أسلوبٌ لا بأس فيه ولا حرج إن شاء الله، بل إن باباً من أبواب الزكاة: المؤلفة قلوبهم، فيُعطى بعض الناس من أموال الزكاة لكف شرهم أو استجلابهم إلى الإسلام، يعني: إذا كان الولد لا يصلي فإذا أعطيته فلوساً صلى، قد يقول أحد: لا تعطه فلوساً حتى لا يتعود فيصلي لأجل الفلوس، نقول له: لا. أعطه الفلوس، وإذا صلى كافئه مكافأة مادية، لماذا؟ لأنه الآن صحيح أنه يندفع من أجل شيء مادي، لكنه غداً في المستقبل عندما يدخل في الصلاة أكثر وأكثر، ويستشعر فائدة الصلاة، ويستشعر عظمة الله عز وجل وهو يصلي ستزول القضية المادية ويصبح يصلي حتى لو لم تعطه شيئاً، فالخلاصة: لا بأس أن يكون المدخل على الناس لكي يدخلوا في الإسلام أو استجلابهم إلى الدين أو تقريبهم إليه أن يكون في البداية شيئاً مادياً، لكن يستمر الإنسان الصافي النقي بحيث أن الناس في الأخير لا يعتمدون على المادة فقط، لكنه بابٌ على أية حال من أبواب الإسلام وهو: المؤلفة قلوبهم. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يدركون هذا الشهر، فيصومونه ويقومونه، ونسأله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من المقبولين، وأن يجعلنا وإياكم من التائبين، وأن يكثر ثوابنا ويعلي درجاتنا في الجنة.
عدم أخذ الأجرة على الرقية لمصلحة الدعوة
ثم إن الغلام لما قال له الأعمى: (ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني) فهنا بدأ الغلام يصحح عبارة خطأ، يوجد شيء خطأ في العبارة، قال: ( إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله عز وجل ) فوجهه هنا إلى الشافي الحقيقي وهو الله عز وجل، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك) وفي رواية: (لا شافي إلا أنت وحدك لا شريك لك) فهذا درس لمعاشر الأطباء اليوم الذين يذهب إليهم المرضى يجب أن يستقر في عقل الطبيب وأن يكون من الأشياء التي يضعها نصب عينيه، أول ما يأتيه المريض ويعطيه العلاج يوضح الطبيب للمريض من الشافي حقيقة ومن الذي يشفي وإني أنا الطبيب لا أملك شيئاً ولا أملك شفاءً وهذه مجرد أسباب قد تصيب وقد تخيب، وإذا أصابت وشفت، فإن الله هو الذي شفى وهذا الدواء سبب فقط لكن الفاعل الحقيقي الذي شفى هو الله عز وجل، وقس على ذلك من الأشياء الكثيرة التي يحتاج العامة إلى توجيههم فيها. وفي إهمال الغلام لأمر الهدايا درسٌ عظيم في أن منهج الرسل في عرض الدعوة: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ [ص:86] الواحد يعرض الدين على الناس لا ليسألهم أجراً ويأخذ منهم مالاً، لا يعظهم لكي يأخذ منهم أجراً، فأجره على الله عز وجل، فهنا الغلام كان من الممكن أن يأخذ، ولأجل أنها رقية قد يقال: ما فيها حرج، لأنه يجوز أخذ المال على الرقية، فهذا قرأ عليه أو دعا له شفي، لكن الغلام هنا هدفه عظيم أعظم من ذلك، بل إنه إذا أخذ المال سقطت هيبته وتقل عظمة الشيء الذي يدعو إليه، لذلك ترى الناس الآن عندما يموت لهم شخص فمن البدع أنهم يستأجرون قارئ قرآن ليقرأ في العزاء، فيجلس الناس الآن وبعض الناس يخشع مع الآيات، فإذا انتهى القارئ، طلب الحساب، وأعطاه وحاسبه، فماذا يكون موقف الناس الآن؟ تذهب كل التأثرات بمجرد ما رأوا القارئ يأخذ الفلوس فيذهب كل شيء، لأن القضية مادية بحتة، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (أكثر منافقي أمتي قراؤها) حديثٌ صحيح. (إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله عز وجل، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن به فشفاه الله عز وجل) قد يقول أحد: كيف أن الغلام يدخل من مدخل دنيوي؟ يقول: أنت إذا آمنت أدعو لك أن تشفى، ولم يقل له: عليك أن تؤمن بالله، فقط، فإذا آمن يقول له: تعال مادام أنك آمنت، لكنه قال: (إن آمنت بالله دعوت الله فشفاك) فهذا أسلوبٌ لا بأس فيه ولا حرج إن شاء الله، بل إن باباً من أبواب الزكاة: المؤلفة قلوبهم، فيُعطى بعض الناس من أموال الزكاة لكف شرهم أو استجلابهم إلى الإسلام، يعني: إذا كان الولد لا يصلي فإذا أعطيته فلوساً صلى، قد يقول أحد: لا تعطه فلوساً حتى لا يتعود فيصلي لأجل الفلوس، نقول له: لا. أعطه الفلوس، وإذا صلى كافئه مكافأة مادية، لماذا؟ لأنه الآن صحيح أنه يندفع من أجل شيء مادي، لكنه غداً في المستقبل عندما يدخل في الصلاة أكثر وأكثر، ويستشعر فائدة الصلاة، ويستشعر عظمة الله عز وجل وهو يصلي ستزول القضية المادية ويصبح يصلي حتى لو لم تعطه شيئاً، فالخلاصة: لا بأس أن يكون المدخل على الناس لكي يدخلوا في الإسلام أو استجلابهم إلى الدين أو تقريبهم إليه أن يكون في البداية شيئاً مادياً، لكن يستمر الإنسان الصافي النقي بحيث أن الناس في الأخير لا يعتمدون على المادة فقط، لكنه بابٌ على أية حال من أبواب الإسلام وهو: المؤلفة قلوبهم. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يدركون هذا الشهر، فيصومونه ويقومونه، ونسأله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من المقبولين، وأن يجعلنا وإياكم من التائبين، وأن يكثر ثوابنا ويعلي درجاتنا في الجنة.
تعليق