عندما يكون عمرو خالد متشددا !!
مما لا شك فيه أن أحد الوسائل الهامة التي يتنفس من خلالها التيار العلماني هو الإعلام المرئي " خاصة ما يندرج تحت بند الأعمال الدرامية " ، التيار العلماني نجح و لسنوات طويلة في إحكام السيطرة على التلفاز و المسرح و السينما و من خلال هذه المنافذ فقام بمحاربة التيار الإسلامي " المتشدد كما يزعمون " و لقد شكلت هذه الأعمال الدرامية المشبوهة حالة من انعدام الثقة في الملتزمين فقد استطاع القائمون على هذه الأعمال رسم صورة مغايرة لواقع الملتزمين و تصويرهم في صور بشعة و ربط كل خصال الإنحطاط و الإجرام بالوسط الإسلامي من إرهاب و سرقة و غش و كذب .
ظهور القنوات الإسلامية الملتزمة خاصة السلفية أحدث ربكة للعلمانيين كما أنه استطاع خلال سنوات بسيطة إعادة تشكيل الوعي العام بشكل كبير و تغيير الصورة النمطية للملتزم في وجدان العوام و زرع الثقة مجددا في التيار الإسلامي " على ضعف و قصور في التبليغ نتيجة للضغوط التي تمارسها الحكومات و قلة الخبرة و الوعي بكيفية إستغلال الإعلام المرئي " .
هذه المقدمة لا بد منها لفهم و إستقراء الطريقة الجديدة التي سيقوم بها الطرف العلماني لمواجهة الإعلام الإسلامي السلفي المحافظ فهناك حملة ضخمة و شرسة في عدد من المسلسلات و الأفلام لمهاجمة التيار السلفي بضراوة كما نقلت عدد من الصحف و المجلات و أصبح الملتحون و المنتقبات مادة ثرية للدراما الحالية وبالطبع فهي نماذج معوجة و معقدة .
الصحافة و بعض المؤسسات الرسمية كالأزهر هاجمت بشدة فيلم يعرض حاليا في السينما يناقش قضايا الرسم و النحت بين الحلال و الحرام و في أحد المشاهد بنادي البطل على الله سبحانه و تعالى و يقول متسائلا " يا رب أنا عدوك ؟! " و يسأله عن حكم الرسم و النحت في تبجح عجيب و يضيف مخرج الفيلم أن هناك جملة أخرى حذفتها الرقابة فيقول البطل " أنا عدوك .... أنت فاهم !! " عياذا بالله جدير بالذكر أن كاتب الفيلم نصراني ، نموذج المنتقبة فتاة و قعت في الزنا ثم ارتدت النقاب و حين سألت بطلة الفيلم عن إرتداء النقاب هل هو على سبيل التوبة فأجابت بالرفض و اعتبرته " هروب " من الواقع ، فالمنتقبة في نظرهم إنسانة هاربة من الواقع لخطأ ارتكبته .
يبقى المضحك المبكي في الأمر و هو دور الداعية الإسلامي " المتشدد " في الفيلم فقد جاء في عدد من التقارير أن النموذج المقدم في الفيلم شبيه للغاية بالأستاذ عمرو خالد حتى في المظهر و الأسلوب ، فإذا كان عمرو خالد يمثل نموذجا متشددا و هو الذي يبيح التمثيل و الغناء فما بالك بالتيار السلفي ؟!
الإعلام الإسلامي مطالب و بشدة بمواجهة الهجمة العلمانية و تطوير أسلوبه بما يتماشى مع المرحلة القادمة حيث يشن التيار العلماني هجوما على الثوابت و أخر على الشباب بتقديم وجبة دسمة من الجنس و الإنحلال .
تعليق