لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
بداية فكرة السعي لتكوين الخلافة الإسلامية وتحقيق قول النبي صلى الله عليه وسلم ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، كانت تراودني منذ أن عرفت المعنى الحقيقي للانتماء لهذا الدين وأنني سوف اسأل أمام الله ماذا قدمت لهذا الدين ، وهذا ما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع الذي أسأل الله أن يكون بمثابة نبته لشعيرة الجهاد في قلوبنا تثمر عن قيام الخلافة الإسلامية التي أسساها المربي الأول محمد صلى الله عليه وسلم بتوجيه وعناية وتوفيق من الله وحده .
وأنا هنا لا أدعوا إلى الجهاد على أي طريقة من الطرق الحديثة التي ظهرت ما بين ( 1940-2009م ) ، لأن هذه الطرق جميعا لها أخطائها التي تسببت في هدم الكثير من بنيان هذا الدين بسبب تهورها وجهلها بمنطلقات هذا الدين وأحكامه والتسرع في إصدار الضربات لقوى الكفر والإلحاد قبل أن تبلغ مداها في تمكنها من العلم وتصحيح العقائد والتربية والإعداد بكافة أشكاله .
كما أنها حاولت أن تتعدى طورها وتتخطى مراحلها وهي لا تعلم أن بذلك تسطر نهايتها بيديها فبدلا من أن تصل إلى مرحلة التمكين والاستخلاف رجعت إلى مرحلة التكوين والاستضعاف .
ومع علمي وإيماني الشديد بأن كل الصحوات الإسلامية المعاصرة تؤمن بالجهاد والاستخلاف وتجعله مرحلة من مراحلها وركيزة من ركائزها ، ولكن من المؤسف أن كثيرا منهم قد جعلها شعار فقط ينادي به دون أن يعد لذلك العدة ويخطط لتحقيق هذه الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ، كما أن البعض قد أخطأ الفهم وجعلها بداية له دون أن يتعلم العلم ويصحح العقيدة وينتقي الصفوة ويذكي النفوس لتكون على مستوى هذا المقام الرفيع وذروة سنام هذا الدين .
والعلم البصير يرى في السيرة الدعوية والجهادية للرسول خير قدوة للوصول لهذا الهدف المنشود مع الأخذ في الاعتبار فقه التغيير في الوسائل ومستحدثات التقنية .
فمنذ بزوغ فجر هذا الدين وهو محارب من قوى الكفر والإلحاد ، فها هو رسول الله قد عادته قريش عن بكرة أبيها وبالغوا في إيذائه حتى وصل الأمر إلى التأمر على قتله لكي يتخلصوا من دعوته وأتباعه ، بعد أن ماتت زوجته التي أمنت به حين كذبه قومه وآوته بنفسها ومالها ولم يرى التاريخ مثلها ، ومات عمه الذي كان يمنعه من صناديد قريش ، واشتد الإيذاء بأصحابه حتى يأتيه أحدهم فيقول للنبي ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا وهذا من شدة ما يجدونه من التعذيب والتنكيل والحصار والتجويع ، حتى بلغ بهم الأمر أن أكلوا من ورق الشجر وأقل من ذلك ، حتى كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة للفرار بالدين ولم يتركوهم بل أرسلوا على إثرهم من يلاحقهم للقضاء عليهم ولكن لم يفلحوا هذه المرة لأنهم كانوا عند ملك عادل لا يظلم عنده أحد .
إن الأمور في مكة أصبحت تزداد سوء يوما بعد يوم ، وبهذه الصورة سوف تهلك الفئة المؤمنة تحت وطأة المكائد والاغتيالات والاعتقالات والتصفية الجسدية والاضطهاد والتضييق في كل وسائل المعيشة .
إذا لابد من مخرج مصدقا لقوله تعالى ( حتى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) سورة يوسف ، وهنا بعث الله لهم عوامل النصرة من جديد فكانت الأنظار تتجه نحو يثرب مدينة رسول الله الجديدة وملاذ المؤمنين حيث توفرت فيها عوامل النصرة وهي
1- البيعة على الموت والجهاد في سبيل نصرت هذا الدين
2- وجود الأرض الصالحة لإقامة شعائر هذا الدين الذي ينطلق منها لهداية البشرية
3- الأخوة الإيمانية وما يتفرع منها من عوامل النصرة
ونعود من هناك إلى هنا حيث عالمنا المعاصر الذي يرضخ تحت أنظمة ومؤسسات هي في حقيقتها من صنع قوى الفكر والإلحاد ، وهذه هي شهادة التاريخ التي سطرها كل منصف يحب الوصول للحق ، فعلينا إذا أن نضع الأمور في نصابها الصحيح .
وليس معنى هذا أن نقوم بالصراع مع هذه القوى في الوقت الراهن ومواجهتها بصورة غير شرعية ، كما لا أنادي هنا بتجميع غثاء البشر الذين ينعقون مع كل ناعق ويتحمسون بحمية جاهلية سرعان ما تنطفئ مع أول ابتلاء يتعرضون له .
بل لابد من التربية الإيمانية وتوثيق عرى العقيدة الصحيحة والتصفية التي تميز الخبيث من الطيب والتزكية التي تطهر قلوب الإصلاحيين حتى يكون الصف المسلم كالبنيان المرصوص على أساس من تقوى الله ورضوانه .
لذلك نريد تربية الفرد المسلم الموحد الصالح في نفسه والمصلح لغيره ، المتبع لا المبتدع ، المنتج لا المستهلك .
وأوجه كلمة للأمة بأسرها .
أمتي هل تنتظري أن ينزل الوحي من جديد ليختار لنا أرضا في كوكب أخر نهاجر إليه ، ينتظرنا فيه عالم من الفضاء الخارجي لينصرنا ونستعيد به مجد أمتنا ونحقق به عزنا ، أم نظل نربي في أجيال حتى تموت هي الأخرى وهي راضخة تحت حكم التوريث والاستبداد ، هذا إذا سلمت من البداية من عوامل التعرية المتمثلة في
1- العوامل السياسية وهي تسلط الحزب الحاكم بمقاليد الحكم والتشريع وفرض القوانين التي تخدم مصالحه وتقضي على معارضيه في غيابات السجون وتحت تعذيب السياط وتخالف التشريع الإسلامي تفصيلا وإجمالا )
2- العوامل الإعلامية وهي وسائل الإعلام التي تخدم السلطة في نشر أفكارها بكافة الوسائل الجذابة من خلال تسميت الأشياء بغير اسمها لينخدع الناس فيها ونشرها لسبل الفساد والإفساد وتصوير في أبهج صورها وتعمل على قلب الحقائق وتشويه صورة الحق وتزين الباطل بكافة صورة ......)
3- العوامل التربوية وهي حذف كل ما هو دين من المناهج التعليمة بحجة تطويرها لتعمل على محو الهوية الإسلامية وسلخ الفرد المسلم من جذوره التاريخية وجعله في نهاية مراحله التعليمة نموذج مقلد للغرب يلهث وراء السراب والمال والشهوة ، حتى يموت ولم يحصل من حطام هذه الدنيا شيء ، فلا هو انتفع بدنيا ولا فاز بالآخرة .
4- العوامل الاقتصادية وهي سياسة التجويع والفقر والإذلال حتى لا يفكر أي إنسان إلا في شيء واحد هو كيف يحصل على المال الذي يشتري به لقمة عيشه ، هذا بجانب نهب ثروات البلاد من كبار المنتفعين ، وإغراق البلاد في نفق مظلم من ديون لا تخرج منها إلا لتدخل نفق أخر مظلم ألا وهو القبر .
5- العوامل الاجتماعية وهي محصلة كل ما سبق وأترك لك المجال لتنظر بعينك في أحوال الناس الاجتماعية وتحكم بنفسك
وأكرر أنا هنا لا أيأس أحد وفي نفس الوقت لا أتعجل النصر ، بل أتعجب من تخاذل المسلمين عن نصرة هذا الدين ، ويشتد عجبي من الملتزمين بهذا الشرع الحكيم عندما يقف كل واحد منهم على حد ينتظر أن يأتي أحد من بعيد ليأخذ بأيديهم إلى طريق النصر ، ولن يحدث ذلك ، إلا إذا قاموا جميعا تتكاتف أيديهم وتتلاقى قلوبهم وتتكافأ دمائهم وتتفق أفكارهم على شرع ربهم وسنة نبيهم فيكون الجهاد في شتى ميادين صناعة الرجل المسلم .
بداية فكرة السعي لتكوين الخلافة الإسلامية وتحقيق قول النبي صلى الله عليه وسلم ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، كانت تراودني منذ أن عرفت المعنى الحقيقي للانتماء لهذا الدين وأنني سوف اسأل أمام الله ماذا قدمت لهذا الدين ، وهذا ما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع الذي أسأل الله أن يكون بمثابة نبته لشعيرة الجهاد في قلوبنا تثمر عن قيام الخلافة الإسلامية التي أسساها المربي الأول محمد صلى الله عليه وسلم بتوجيه وعناية وتوفيق من الله وحده .
وأنا هنا لا أدعوا إلى الجهاد على أي طريقة من الطرق الحديثة التي ظهرت ما بين ( 1940-2009م ) ، لأن هذه الطرق جميعا لها أخطائها التي تسببت في هدم الكثير من بنيان هذا الدين بسبب تهورها وجهلها بمنطلقات هذا الدين وأحكامه والتسرع في إصدار الضربات لقوى الكفر والإلحاد قبل أن تبلغ مداها في تمكنها من العلم وتصحيح العقائد والتربية والإعداد بكافة أشكاله .
كما أنها حاولت أن تتعدى طورها وتتخطى مراحلها وهي لا تعلم أن بذلك تسطر نهايتها بيديها فبدلا من أن تصل إلى مرحلة التمكين والاستخلاف رجعت إلى مرحلة التكوين والاستضعاف .
ومع علمي وإيماني الشديد بأن كل الصحوات الإسلامية المعاصرة تؤمن بالجهاد والاستخلاف وتجعله مرحلة من مراحلها وركيزة من ركائزها ، ولكن من المؤسف أن كثيرا منهم قد جعلها شعار فقط ينادي به دون أن يعد لذلك العدة ويخطط لتحقيق هذه الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ، كما أن البعض قد أخطأ الفهم وجعلها بداية له دون أن يتعلم العلم ويصحح العقيدة وينتقي الصفوة ويذكي النفوس لتكون على مستوى هذا المقام الرفيع وذروة سنام هذا الدين .
والعلم البصير يرى في السيرة الدعوية والجهادية للرسول خير قدوة للوصول لهذا الهدف المنشود مع الأخذ في الاعتبار فقه التغيير في الوسائل ومستحدثات التقنية .
فمنذ بزوغ فجر هذا الدين وهو محارب من قوى الكفر والإلحاد ، فها هو رسول الله قد عادته قريش عن بكرة أبيها وبالغوا في إيذائه حتى وصل الأمر إلى التأمر على قتله لكي يتخلصوا من دعوته وأتباعه ، بعد أن ماتت زوجته التي أمنت به حين كذبه قومه وآوته بنفسها ومالها ولم يرى التاريخ مثلها ، ومات عمه الذي كان يمنعه من صناديد قريش ، واشتد الإيذاء بأصحابه حتى يأتيه أحدهم فيقول للنبي ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا وهذا من شدة ما يجدونه من التعذيب والتنكيل والحصار والتجويع ، حتى بلغ بهم الأمر أن أكلوا من ورق الشجر وأقل من ذلك ، حتى كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة للفرار بالدين ولم يتركوهم بل أرسلوا على إثرهم من يلاحقهم للقضاء عليهم ولكن لم يفلحوا هذه المرة لأنهم كانوا عند ملك عادل لا يظلم عنده أحد .
إن الأمور في مكة أصبحت تزداد سوء يوما بعد يوم ، وبهذه الصورة سوف تهلك الفئة المؤمنة تحت وطأة المكائد والاغتيالات والاعتقالات والتصفية الجسدية والاضطهاد والتضييق في كل وسائل المعيشة .
إذا لابد من مخرج مصدقا لقوله تعالى ( حتى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) سورة يوسف ، وهنا بعث الله لهم عوامل النصرة من جديد فكانت الأنظار تتجه نحو يثرب مدينة رسول الله الجديدة وملاذ المؤمنين حيث توفرت فيها عوامل النصرة وهي
1- البيعة على الموت والجهاد في سبيل نصرت هذا الدين
2- وجود الأرض الصالحة لإقامة شعائر هذا الدين الذي ينطلق منها لهداية البشرية
3- الأخوة الإيمانية وما يتفرع منها من عوامل النصرة
ونعود من هناك إلى هنا حيث عالمنا المعاصر الذي يرضخ تحت أنظمة ومؤسسات هي في حقيقتها من صنع قوى الفكر والإلحاد ، وهذه هي شهادة التاريخ التي سطرها كل منصف يحب الوصول للحق ، فعلينا إذا أن نضع الأمور في نصابها الصحيح .
وليس معنى هذا أن نقوم بالصراع مع هذه القوى في الوقت الراهن ومواجهتها بصورة غير شرعية ، كما لا أنادي هنا بتجميع غثاء البشر الذين ينعقون مع كل ناعق ويتحمسون بحمية جاهلية سرعان ما تنطفئ مع أول ابتلاء يتعرضون له .
بل لابد من التربية الإيمانية وتوثيق عرى العقيدة الصحيحة والتصفية التي تميز الخبيث من الطيب والتزكية التي تطهر قلوب الإصلاحيين حتى يكون الصف المسلم كالبنيان المرصوص على أساس من تقوى الله ورضوانه .
لذلك نريد تربية الفرد المسلم الموحد الصالح في نفسه والمصلح لغيره ، المتبع لا المبتدع ، المنتج لا المستهلك .
وأوجه كلمة للأمة بأسرها .
أمتي هل تنتظري أن ينزل الوحي من جديد ليختار لنا أرضا في كوكب أخر نهاجر إليه ، ينتظرنا فيه عالم من الفضاء الخارجي لينصرنا ونستعيد به مجد أمتنا ونحقق به عزنا ، أم نظل نربي في أجيال حتى تموت هي الأخرى وهي راضخة تحت حكم التوريث والاستبداد ، هذا إذا سلمت من البداية من عوامل التعرية المتمثلة في
1- العوامل السياسية وهي تسلط الحزب الحاكم بمقاليد الحكم والتشريع وفرض القوانين التي تخدم مصالحه وتقضي على معارضيه في غيابات السجون وتحت تعذيب السياط وتخالف التشريع الإسلامي تفصيلا وإجمالا )
2- العوامل الإعلامية وهي وسائل الإعلام التي تخدم السلطة في نشر أفكارها بكافة الوسائل الجذابة من خلال تسميت الأشياء بغير اسمها لينخدع الناس فيها ونشرها لسبل الفساد والإفساد وتصوير في أبهج صورها وتعمل على قلب الحقائق وتشويه صورة الحق وتزين الباطل بكافة صورة ......)
3- العوامل التربوية وهي حذف كل ما هو دين من المناهج التعليمة بحجة تطويرها لتعمل على محو الهوية الإسلامية وسلخ الفرد المسلم من جذوره التاريخية وجعله في نهاية مراحله التعليمة نموذج مقلد للغرب يلهث وراء السراب والمال والشهوة ، حتى يموت ولم يحصل من حطام هذه الدنيا شيء ، فلا هو انتفع بدنيا ولا فاز بالآخرة .
4- العوامل الاقتصادية وهي سياسة التجويع والفقر والإذلال حتى لا يفكر أي إنسان إلا في شيء واحد هو كيف يحصل على المال الذي يشتري به لقمة عيشه ، هذا بجانب نهب ثروات البلاد من كبار المنتفعين ، وإغراق البلاد في نفق مظلم من ديون لا تخرج منها إلا لتدخل نفق أخر مظلم ألا وهو القبر .
5- العوامل الاجتماعية وهي محصلة كل ما سبق وأترك لك المجال لتنظر بعينك في أحوال الناس الاجتماعية وتحكم بنفسك
وأكرر أنا هنا لا أيأس أحد وفي نفس الوقت لا أتعجل النصر ، بل أتعجب من تخاذل المسلمين عن نصرة هذا الدين ، ويشتد عجبي من الملتزمين بهذا الشرع الحكيم عندما يقف كل واحد منهم على حد ينتظر أن يأتي أحد من بعيد ليأخذ بأيديهم إلى طريق النصر ، ولن يحدث ذلك ، إلا إذا قاموا جميعا تتكاتف أيديهم وتتلاقى قلوبهم وتتكافأ دمائهم وتتفق أفكارهم على شرع ربهم وسنة نبيهم فيكون الجهاد في شتى ميادين صناعة الرجل المسلم .
تعليق