إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رؤية للتمكين في عصر التورثيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رؤية للتمكين في عصر التورثيين

    لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
    بداية فكرة السعي لتكوين الخلافة الإسلامية وتحقيق قول النبي صلى الله عليه وسلم ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، كانت تراودني منذ أن عرفت المعنى الحقيقي للانتماء لهذا الدين وأنني سوف اسأل أمام الله ماذا قدمت لهذا الدين ، وهذا ما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع الذي أسأل الله أن يكون بمثابة نبته لشعيرة الجهاد في قلوبنا تثمر عن قيام الخلافة الإسلامية التي أسساها المربي الأول محمد صلى الله عليه وسلم بتوجيه وعناية وتوفيق من الله وحده .
    وأنا هنا لا أدعوا إلى الجهاد على أي طريقة من الطرق الحديثة التي ظهرت ما بين ( 1940-2009م ) ، لأن هذه الطرق جميعا لها أخطائها التي تسببت في هدم الكثير من بنيان هذا الدين بسبب تهورها وجهلها بمنطلقات هذا الدين وأحكامه والتسرع في إصدار الضربات لقوى الكفر والإلحاد قبل أن تبلغ مداها في تمكنها من العلم وتصحيح العقائد والتربية والإعداد بكافة أشكاله .
    كما أنها حاولت أن تتعدى طورها وتتخطى مراحلها وهي لا تعلم أن بذلك تسطر نهايتها بيديها فبدلا من أن تصل إلى مرحلة التمكين والاستخلاف رجعت إلى مرحلة التكوين والاستضعاف .
    ومع علمي وإيماني الشديد بأن كل الصحوات الإسلامية المعاصرة تؤمن بالجهاد والاستخلاف وتجعله مرحلة من مراحلها وركيزة من ركائزها ، ولكن من المؤسف أن كثيرا منهم قد جعلها شعار فقط ينادي به دون أن يعد لذلك العدة ويخطط لتحقيق هذه الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ، كما أن البعض قد أخطأ الفهم وجعلها بداية له دون أن يتعلم العلم ويصحح العقيدة وينتقي الصفوة ويذكي النفوس لتكون على مستوى هذا المقام الرفيع وذروة سنام هذا الدين .
    والعلم البصير يرى في السيرة الدعوية والجهادية للرسول خير قدوة للوصول لهذا الهدف المنشود مع الأخذ في الاعتبار فقه التغيير في الوسائل ومستحدثات التقنية .
    فمنذ بزوغ فجر هذا الدين وهو محارب من قوى الكفر والإلحاد ، فها هو رسول الله قد عادته قريش عن بكرة أبيها وبالغوا في إيذائه حتى وصل الأمر إلى التأمر على قتله لكي يتخلصوا من دعوته وأتباعه ، بعد أن ماتت زوجته التي أمنت به حين كذبه قومه وآوته بنفسها ومالها ولم يرى التاريخ مثلها ، ومات عمه الذي كان يمنعه من صناديد قريش ، واشتد الإيذاء بأصحابه حتى يأتيه أحدهم فيقول للنبي ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا وهذا من شدة ما يجدونه من التعذيب والتنكيل والحصار والتجويع ، حتى بلغ بهم الأمر أن أكلوا من ورق الشجر وأقل من ذلك ، حتى كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة للفرار بالدين ولم يتركوهم بل أرسلوا على إثرهم من يلاحقهم للقضاء عليهم ولكن لم يفلحوا هذه المرة لأنهم كانوا عند ملك عادل لا يظلم عنده أحد .
    إن الأمور في مكة أصبحت تزداد سوء يوما بعد يوم ، وبهذه الصورة سوف تهلك الفئة المؤمنة تحت وطأة المكائد والاغتيالات والاعتقالات والتصفية الجسدية والاضطهاد والتضييق في كل وسائل المعيشة .
    إذا لابد من مخرج مصدقا لقوله تعالى ( حتى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) سورة يوسف ، وهنا بعث الله لهم عوامل النصرة من جديد فكانت الأنظار تتجه نحو يثرب مدينة رسول الله الجديدة وملاذ المؤمنين حيث توفرت فيها عوامل النصرة وهي
    1- البيعة على الموت والجهاد في سبيل نصرت هذا الدين
    2- وجود الأرض الصالحة لإقامة شعائر هذا الدين الذي ينطلق منها لهداية البشرية
    3- الأخوة الإيمانية وما يتفرع منها من عوامل النصرة
    ونعود من هناك إلى هنا حيث عالمنا المعاصر الذي يرضخ تحت أنظمة ومؤسسات هي في حقيقتها من صنع قوى الفكر والإلحاد ، وهذه هي شهادة التاريخ التي سطرها كل منصف يحب الوصول للحق ، فعلينا إذا أن نضع الأمور في نصابها الصحيح .
    وليس معنى هذا أن نقوم بالصراع مع هذه القوى في الوقت الراهن ومواجهتها بصورة غير شرعية ، كما لا أنادي هنا بتجميع غثاء البشر الذين ينعقون مع كل ناعق ويتحمسون بحمية جاهلية سرعان ما تنطفئ مع أول ابتلاء يتعرضون له .
    بل لابد من التربية الإيمانية وتوثيق عرى العقيدة الصحيحة والتصفية التي تميز الخبيث من الطيب والتزكية التي تطهر قلوب الإصلاحيين حتى يكون الصف المسلم كالبنيان المرصوص على أساس من تقوى الله ورضوانه .
    لذلك نريد تربية الفرد المسلم الموحد الصالح في نفسه والمصلح لغيره ، المتبع لا المبتدع ، المنتج لا المستهلك .
    وأوجه كلمة للأمة بأسرها .
    أمتي هل تنتظري أن ينزل الوحي من جديد ليختار لنا أرضا في كوكب أخر نهاجر إليه ، ينتظرنا فيه عالم من الفضاء الخارجي لينصرنا ونستعيد به مجد أمتنا ونحقق به عزنا ، أم نظل نربي في أجيال حتى تموت هي الأخرى وهي راضخة تحت حكم التوريث والاستبداد ، هذا إذا سلمت من البداية من عوامل التعرية المتمثلة في
    1- العوامل السياسية وهي تسلط الحزب الحاكم بمقاليد الحكم والتشريع وفرض القوانين التي تخدم مصالحه وتقضي على معارضيه في غيابات السجون وتحت تعذيب السياط وتخالف التشريع الإسلامي تفصيلا وإجمالا )
    2- العوامل الإعلامية وهي وسائل الإعلام التي تخدم السلطة في نشر أفكارها بكافة الوسائل الجذابة من خلال تسميت الأشياء بغير اسمها لينخدع الناس فيها ونشرها لسبل الفساد والإفساد وتصوير في أبهج صورها وتعمل على قلب الحقائق وتشويه صورة الحق وتزين الباطل بكافة صورة ......)
    3- العوامل التربوية وهي حذف كل ما هو دين من المناهج التعليمة بحجة تطويرها لتعمل على محو الهوية الإسلامية وسلخ الفرد المسلم من جذوره التاريخية وجعله في نهاية مراحله التعليمة نموذج مقلد للغرب يلهث وراء السراب والمال والشهوة ، حتى يموت ولم يحصل من حطام هذه الدنيا شيء ، فلا هو انتفع بدنيا ولا فاز بالآخرة .
    4- العوامل الاقتصادية وهي سياسة التجويع والفقر والإذلال حتى لا يفكر أي إنسان إلا في شيء واحد هو كيف يحصل على المال الذي يشتري به لقمة عيشه ، هذا بجانب نهب ثروات البلاد من كبار المنتفعين ، وإغراق البلاد في نفق مظلم من ديون لا تخرج منها إلا لتدخل نفق أخر مظلم ألا وهو القبر .
    5- العوامل الاجتماعية وهي محصلة كل ما سبق وأترك لك المجال لتنظر بعينك في أحوال الناس الاجتماعية وتحكم بنفسك

    وأكرر أنا هنا لا أيأس أحد وفي نفس الوقت لا أتعجل النصر ، بل أتعجب من تخاذل المسلمين عن نصرة هذا الدين ، ويشتد عجبي من الملتزمين بهذا الشرع الحكيم عندما يقف كل واحد منهم على حد ينتظر أن يأتي أحد من بعيد ليأخذ بأيديهم إلى طريق النصر ، ولن يحدث ذلك ، إلا إذا قاموا جميعا تتكاتف أيديهم وتتلاقى قلوبهم وتتكافأ دمائهم وتتفق أفكارهم على شرع ربهم وسنة نبيهم فيكون الجهاد في شتى ميادين صناعة الرجل المسلم .
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد عبد الغفور; الساعة 23-10-2013, 01:25 PM.
    من أقوال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
    خير الغنى غنى النفس وخير الزاد التقوى
    وشر العمى عمى القلب
    واعظم الخطايا الكذب
    وشـر المكاسب الربا وشر المآكل اليتيم
    ومن يعف يعف الله عنه ومن يغفر يغفر الله له

  • #2
    رد: رؤية للتمكين في عصر التورثيين

    جزاك الله خيراً اخى الحبيب ونفع الله بك وبارك فيك
    { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
    سورة الرعد الآية 17

    تعليق


    • #3
      رد: رؤية للتمكين في عصر التورثيين

      كلام زى الفل ... كله مرتب ونابع من قلب شخص عايز يخدم دينه لكن اسمحلى بتعليق على نقاط الموضوع الأساسية وقد اختلف معك فى بعضها

      بداية فكرة السعي لتكوين الخلافة الإسلامية وتحقيق قول النبي صلى الله عليه وسلم ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، كانت تراودني منذ أن عرفت المعنى الحقيقي للانتماء لهذا الدين وأنني سوف اسأل أمام الله ماذا قدمت لهذا الدين ، وهذا ما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع الذي أسأل الله أن يكون بمثابة نبته لشعيرة الجهاد في قلوبنا تثمر عن قيام الخلافة الإسلامية التي أسساها المربي الأول محمد صلى الله عليه وسلم بتوجيه وعناية وتوفيق من الله وحده .
      وأنا هنا لا أدعوا إلى الجهاد على أي طريقة من الطرق الحديثة التي ظهرت ما بين ( 1940-2009م ) ، لأن هذه الطرق جميعا لها أخطائها التي تسببت في هدم الكثير من بنيان هذا الدين بسبب تهورها وجهلها بمنطلقات هذا الدين وأحكامه والتسرع في إصدار الضربات لقوى الكفر والإلحاد قبل أن تبلغ مداها في تمكنها من العلم وتصحيح العقائد والتربية والإعداد بكافة أشكاله .
      كما أنها حاولت أن تتعدى طورها وتتخطى مراحلها وهي لا تعلم أن بذلك تسطر نهايتها بيديها فبدلا من أن تصل إلى مرحلة التمكين والاستخلاف رجعت إلى مرحلة التكوين والاستضعاف .

      بارك الله فيك على هذا الإحساس ، لكن الجهاد ليس شعيرة فى ذاته أى ليس هدفاً فى ذاته ، الجهاد وسيلة من الوسائل لتحقيق غاية التمكين وظهور دين الإسلام ، فليست القضية تكمن فى إخضاع الكفر وأهله وإذلالهم أكثر منها إظهاراً للحق وتمكينه فى الأرض ولذلك فرض الله الجهاد ليكون وسيلة من الوسائل التى تساعد المسلمين فى انتشارهم ، وكأى فرض فرضه الله ، له قواعد وضوابط ليكتمل المدلول الشرعى من هذا الفرض ، فليس كل من استطاع حمل سيفاً خرج ليقتل كل كافر يراه ، بل إن الأمر له ضوابط والأهم من ذلك أن له أنواعاً ومراتب بعضها أفضل من بعض ، فقد ذكر ابن القيم في الزاد وابن حجر في الفتح أنواع الجهاد فذكروا أنه يطلق على مجاهدة النفس والشيطان والفساق والكفار.
      فأما مجاهدة النفس فعلى تعلم أمور الدين ثم على العمل بها ثم على تعليمها والصبر على ذلك، وأما مجاهدة الشيطان فعلى دفع ما يأتي به من الشبهات وما يزينه من الشهوات، وأما مجاهدة الكفار فتقع باليد والمال واللسان والقلب، وأما مجاهدة الفساق فباليد ثم اللسان ثم القلب، ومن إطلاق الجهاد على الدعوة قوله تعالى: فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا {الفرقان:52}، ومن إطلاقه على الدعوة والقتال قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {التوبة:73}.
      قال ابن القيم في الزاد: وأمره الله تعالى بالجهاد من حيث بعثه، وقال: وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا* فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا. فهذه سورة مكية أمر فيها بجهاد الكفار، بالحجة، والبيان، وتبليغ القرآن، وكذلك جهاد المنافقين، إنما هو بتبليغ الحجة، وإلا فهم تحت قهر أهل الإسلام، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ. انتهى.
      وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الكفار ويقاتلهم كما كان يدعو المؤمنين ويذكرهم فكل ذلك من هديه الذي يتعين على المسلم متابعته فيه، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم عرض الإسلام والدعاء إليه قبل القتال كما بوب عليه الهيثمي في المجمع وأورد فيه الحديث عن ابن عباس قال: ما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم قوما حتى يدعوهم. وقال في تخريجه: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح، وقال الأرناؤوط في تحقيق حديث المسند: صحيح.
      وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أمر سراياه بدعوة الكفار قبل القتال، فقد روى مسلم في الصحيح من حديث بريدة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن ما أجابوك فأقبل منهم وكف عنهم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فأقبل منهم وكف عنهم.....
      وقد صرح أهل العلم بحمل الآية المسؤول عنها على أنواع الجهاد، وقد حملها بعضهم إلى الدعوة والعبادة وحملها بعضهم على العلم والعمل، وحملها بعضهم على القتال، ولا تعارض بين شيء من ذلك لأن الجميع من أنواع الجهاد، وإليك بيان كلام أهل التفسير في الآية التي سألت عنها:
      قال القرطبي في تفسيرها: قوله تعالى: والذين جاهدوا فينا أي جاهدوا الكفار فينا، أي في طلب مرضاتنا، وقال السدي وغيره: إن هذه الآية نزلت قبل فرض القتال، وقال ابن عطية: فهي قبل الجهاد العرفي، وإنما هو جهاد عام في دين الله وطلب مرضاته. قال الحسن ابن أبي الحسن: الآية في العباد. وقال ابن عباس وإبراهيم بن أدهم: هي في الذي يعملون بما يعلمون. وقال أبو سليمان الداراني: ليس الجهاد في الآية قتال الكافر فقط بل هو نصر الدين، والرد على المبطلين، وقمع الظالمين، وأعظمه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنه مجاهدة النفوس في طاعة الله، وقال سفيان بن عيينة لابن المبارك: إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور فإن الله تعالى يقول: لنهدينهم. وقال عبد الله بن عباس: والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا. وهذا يتناول بعموم الطاعة جميع الأقوال.
      وقال البغوي في تفسيره: والذين جاهدوا فينا، الذين جاهدوا المشركين لنصرة ديننا. قال سفيان بن عيينة: إذا اختلف الناس فانظروا ما عليه أهل الثغور، فإن الله قال: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا. وقيل: المجاهدة هي الصبر على الطاعات، قال الحسن: أفضل الجهاد مخالفة الهوى. وقال الفضيل بن عياض: والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به، وقال سهل بن عبد الله: والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة. وروي عن ابن عباس: والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا.
      وقال ابن أبي حاتم في تفسيره: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، أخبرنا عباس الهمداني أبو أحمد من أهل عكا في قول الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ. قال: الذين يعملون بما يعلمون يهديهم الله لما لا يعلمون. قال أحمد بن أبي الحواري: فحدثت به أبا سليمان الداراني، فأعجبه. وقد روى ابن أبي حاتم أيضاً بسنده عن أصبغ قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد بن اسلم في قول الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا قيل له. قاتلوا فينا قال: نعم.
      وروى بسنده عن الربيع في قوله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا. قال: ليس على الأرض عبد أطاع ربه ودعا إليه ونهى عنه إلا وأنه قد جاهد في الله.
      بهذا يعلم أنه لا مانع من إيراد الأدلة الواردة في الجهاد عند الحض على الدعوة لأنها من الجهاد وقد ذكر النووي عند شرح حديث مسلم: لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب اللون لون دم والريح ريح مسك.
      نقل النووي في شرحه كلام أهل العلم فقال: قوله صلى الله عليه وسلم (والله أعلم بمن يكلم في سبيله) هذا تنبيه على الإخلاص في الغزو وأن الثواب المذكور فيه إنما هو لمن أخلص فيه وقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، قالوا: وهذا الفضل وإن كان ظاهره أنه في قتال الكفار فيدخل فيه من خرج في سبيل الله في قتال البغاة وقطاع الطريق وفي إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك. والله أعلم.
      وأورد الإمام البخاري في باب المشي إلى الجمعة حديث: من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار. وذكر أن الصحابي استدل به على ذلك، فقال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا يزيد بن أبي مريم قال: حدثنا عباية بن رفاعة قال: أدركني أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة فقال: سمعت النبي صلى الله عيله وسلم يقول: من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار.
      قال ابن حجر في الفتح: أورده هنا لعموم قوله في سبيل الله فدخلت فيه الجمعة ولكون راوي الحديث استدل به على ذلك. وأورده كذلك في باب الجهاد، وراجع كلام ابن القيم في الزاد عن أنواع الجهاد. ( موقع إسلام ويب للإفتاء )

      أكتفى بهذا القدر أخى الآن حتى نتفق على المبدأ وهو أن الجهاد فى ذاته وسيلة من الوسائل بل هو آخر وسائل الدعوة بعد الأمر بالمعروف والموعظة الحسنة و ..... إلخ ، إذا اتفقنا على هذا فيمكننا النقاش حول باقى النقاط التى أثرتها حضرتك فى الموضوع ومن أهمها من سنجاهد وكيف سنجاهدهم وهل نحن أهلاً لذلك أم لا والأوضاع الراهنة ( السياسية - الاقتصادية - الاجتماعية - الإعلامية ) وعلاقتها بأمور الإسلام على الوجه العام والوجه الخاص ...


      فى انتظار ردك أخى الحبيب لبدء النقاش





      لا تنسونى من صالح دعائكم .
      وإن مر الزمان ولم تجدوني
      فاعلموا أنني في حاجة للدعاء بالرحمة

      تعليق


      • #4
        رد: رؤية للتمكين في عصر التورثيين

        أخي الحبيب لقد ذكرت في موضوعي ما نصه ( وهذا ما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع الذي أسأل الله أن يكون بمثابة نبته لشعيرة الجهاد في قلوبنا تثمر عن قيام الخلافة الإسلامية التي أسساها المربي الأول محمد صلى الله عليه وسلم بتوجيه وعناية وتوفيق من الله وحده )
        إذا الهدف من الموضوع الثمرة التي تنبتها شعيرة الجهاد أي ان الجهاد وسيلة وليسة غاية في حد ذاتها فأنت تأكل الشجرة أم تأكل الثمرة ؟
        والثمرة هي خلافة راشدة على منهاج النبوة
        لها أسس وضوابط ذكرها فصيلة العلامة شيخنا الدكتور محمد بن اسماعيل المقدم في سلسلة له بعنوان نصيحة إلى الفصائل الجهادية
        فليس الجهاد إرتجاليا أو كما ذكرت أنك فهمت من موضوعي ما قلته بالنص
        فليس كل من استطاع حمل سيفاً خرج ليقتل كل كافر يراه
        وهذا ما قررته أنا في موضوعي منذ البداية حتى النهاية وهذا نص كلامي
        وأنا هنا لا أدعوا إلى الجهاد على أي طريقة من الطرق الحديثة التي ظهرت ما بين ( 1940-2009م ) ، لأن هذه الطرق جميعا لها أخطائها التي تسببت في هدم الكثير من بنيان هذا الدين بسبب تهورها وجهلها بمنطلقات هذا الدين وأحكامه والتسرع في إصدار الضربات لقوى الكفر والإلحاد قبل أن تبلغ مداها في تمكنها من العلم وتصحيح العقائد والتربية والإعداد بكافة أشكاله .
        كما أنها حاولت أن تتعدى طورها وتتخطى مراحلها وهي لا تعلم أن بذلك تسطر نهايتها بيديها فبدلا من أن تصل إلى مرحلة التمكين والاستخلاف رجعت إلى مرحلة التكوين والاستضعاف .
        بل أكدت هذه الحقيقة بهذه الكلامات
        كما أن البعض قد أخطأ الفهم وجعلها بداية له دون أن يتعلم العلم ويصحح العقيدة وينتقي الصفوة ويذكي النفوس لتكون على مستوى هذا المقام الرفيع وذروة سنام هذا الدين .
        والعلم البصير يرى في السيرة الدعوية والجهادية للرسول خير قدوة للوصول لهذا الهدف المنشود مع الأخذ في الاعتبار فقه التغيير في الوسائل ومستحدثات التقنية .
        وجاءت الخاتمة لتتمم هذا المعنى الجليل فقلت ما نصه
        وأكرر أنا هنا لا أيأس أحد وفي نفس الوقت لا أتعجل النصر ، بل أتعجب من تخاذل المسلمين عن نصرة هذا الدين ، ويشتد عجبي من الملتزمين بهذا الشرع الحكيم عندما يقف كل واحد منهم على حد ينتظر أن يأتي أحد من بعيد ليأخذ بأيديهم إلى طريق النصر ، ولن يحدث ذلك ، إلا إذا قاموا جميعا تتكاتف أيديهم وتتلاقى قلوبهم وتتكافأ دمائهم وتتفق أفكارهم على شرع ربهم وسنة نبيهم فيكون الجهاد في شتى ميادين صناعة الرجل المسلم .
        من أقوال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
        خير الغنى غنى النفس وخير الزاد التقوى
        وشر العمى عمى القلب
        واعظم الخطايا الكذب
        وشـر المكاسب الربا وشر المآكل اليتيم
        ومن يعف يعف الله عنه ومن يغفر يغفر الله له

        تعليق

        يعمل...
        X