""
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين النبى الأمى الأمين
_صلى الله عليه وسلم_
أما بعد؛
_صلى الله عليه وسلم_
أما بعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع
::♥♥دعوة للحب♥♥::
ويتضمن الموضوع
1- مطوية ♥♥دعوة للحب♥♥ (يرجى الرؤية و النشر و الطبع).
ويتضمن الموضوع
1- مطوية ♥♥دعوة للحب♥♥ (يرجى الرؤية و النشر و الطبع).
::المطوية بالألوان فاخرة::
2- موضوع ♥♥دعوة للحب♥♥ ( يرجى النشر ).
نبدأ بإذن الله
مطوية
♥♥دعوة للحب♥♥
من هنا إن شاء الله
من هنا إن شاء الله
أضغط هنا للتحميل
رابط آخر
عطل الملف من الموقع مع أني أخترته من مواقع الرفع المسموحة
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
جاهزة للطباعة إن شاء الله
ألوان
وهنا صور لها
صور المطوية
(1) وجه
صلى على سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم
(2) ظهر
صلى على سيدنا محمد صلى الله عليه و آله وصحبه و سلم
وهنا صور لها
صور المطوية
(1) وجه
صلى على سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم
(2) ظهر
صلى على سيدنا محمد صلى الله عليه و آله وصحبه و سلم
نأتي لموضوع المنتديات
نداء إلى مَن يحتفلون بالكريسماس ورأس السنة وشم النسيم وعيد الحب وأمثالها:
♥♥دعوة للحب♥♥
♥هذه الكلمات♥
♥ دعوةُ لأن نحب الله الودود الكريم حق الحب..
ولأن تملأ الغيرة لأجله جنبات القلب..
و لأن يفيض ذلك على الجوارح طمعاً في مرضاة الرب..
ومعراجاً لجنات المعية و القُرب ..
♥ دعوةٌ لئلا نؤثر على مرضاة الله أحدا ، و لئلا نجعل له في المحبة و الغيرة نداً..
♥ دعوةٌ لأن نبذل للرسول الكريم ما يستحقه من الحب و الاتباع و التكريم..
وما يستأهله من الغيرة له و الدفاع عنه حين يبغضه أو يتعرض له لئيم أثيم..
♥ دعوةٌ لأن نحب ديننا و نلتزمه إلى أقصى حد..
و لأن نغار عليه و ننافح عنه حين يتعرض للتحقير أو البغض أو الصد ..
♥ دعوةٌ لأن نحب و نناصر إخواننا المسلمين المؤمنين ..
ولأن نغار لهم و نذب عنهم إذا تعرض لهم بالبغض أو الإيذاء أحد من المجرمين..
♥ دعوةٌ لأن نحب للغير الخير، في نطاق ما لا يعود على محبتنا لله و للرسول و للدين بالضر..
♥ دعوةٌ لأن نصل بالحب إلى أنفعه و أعلاه ، ولأن ننعم منه بأسعده و أسماه..
♥♥ إنها باختصار:
♥ دعوة الروح للروح و القلب للقلب، ممن أراد لك الخير و السعادة و عاهد الله على أن يبذل صادق الحرص عليك و الحب..
♥ وكُلي أملٌ ألا ترد دعوتي، فهَلُمَّ معي أخي الحبيب و أُختي الغالية نُعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، و نصرف لله و لرسوله و لدينه و للمسلمين ما ينبغي من الغيرة و الحب..
♥ هيا بنا نحب مَن يستحق الحب و يسعدنا و ينفعنا حبه..
ونترك محبة مَن لا يستحق الحب ،و لا تعود علينا محبته إلا بالشقاء والضر والكرب..
♥ هيا بنا نحب مَن يحبنا محبة صادقة حقيقية، و يريد لنا الخير والسعادة الأبدية..
ونترك محبة مَن يدعي محبتنا و يتعرض لمن نحب بالبغض و الإيذاء، و لا يريد لنا إلا الضر و الشقاء..
♥♥ لست أعرفك، و لست تعرفني، و لكني أعرف عنك ما يجعلني أطمع في أن تقدر حبي لك و حرصي عليك فتجيب دعوتي..
♥ الأمر خطير!!♥
نحن الآن بصدد الحديث عن قضية من أعظم القضايا عند الله ،غير أن ما يدمي القلب أنها من أكثر القضايا المهملة والمشوشة..... وسيتضح ذلك في ثنايا تلك العبارات.
وتكمن خطورة و أهمية هذا الأمر أنه لا يتكلم فيه من أهل العلم ويوليه ما ينبغي من الاهتمام إلا القليل ، كما أن الله يغضب غضباً جماً على كل من أهمله ووقع في التهوين من شأنه ، ناهيك أنه قد يصل بالعبد إلي الكفر والعياذ بالله...
وما كنت لأقتطع من وقتي ووقتك وجهدي وجهدك لأمر من القشور أو الفرعيات .
♥ رجاء ♥
وقد تكون ممن تشوشت عندهم هذه القضية أو أهملوها، فأهيب بك أن تتحرر من هواك وأفكارك المسبقة و ترهف حسك وتقبل عليَّ بجميع جوارحك وتفتح قلبك وعقلك لهذه الكلمات وأن تكون متجرداً موضوعيا . فإنما أخاطبك بكلام الله ، وكلام رسول الله ، وكلام الربانيين من علماء أمتنا،ولست بداعيك إلى ما أحبه أنا فقط وأهواه وإنما أدعوك لما يحبه الله ويرضاه ..
فإن اعترضت على ما تخاطبك به هذه الكلمات ، فقد اعترضت على الله وليس عليّ فإنما أنا صائغ للفكرة بعباراتي عارض لها بمشاعري وكلماتي..وإن رفضت دعوتي إياك لما يحبه الله ويرضاه،فقد رفضت دعوة الله وليس دعوتي ، فإنما أنا مبلغ غيور لله حريص على ما ينفعك...
وظني بك أنك لن تعترض علي كلام الله ولن ترفض الدعوة لفعل ما يحبه الله ويرضاه ...
♥ لماذا هذا العنوان؟! ♥
1- لأؤكد أن ما أتحدث عنه ليس دعوة للكراهية بل للحب:
♥♥ لقد آثرت أن يكون عنوان هذه الكلمات " دعوة للحب "، و أن أبدأ بتلك التوطئة؛ لأن كثيراً ممن يأخذون الأمور بسطحية و لا يفكرون فيها بتجرد و موضوعية، يعتبرون ما أتحدث عنه تشدداً وسوء طوية وإشاعة للبغضاء والكراهية؛ لأنهم لا يعتقدون و لا يفعلون إلا ما يوافق رغبتهم و يرضي هواهم دون أدني بحث عما أو مراعاة لما يرضي مولاهم..
♥ هل طاعةُ الله حين أمر باتخاذ الكافرين أعداء، و نهى عن مودتهم و اتخاذهم أولياء، تُعَد تشدداً و سوء طوية وإشاعة للبغضاء و الكراهية؟!
يقول الله: " فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ "[البقرة : 98]*
♥ ويقول :"إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً "[النساء : 101].
♥ ويقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ "[الممتحنة : 1].
♥ يقول الله :"قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ "[الممتحنة : 4].
♥ ويقول الله :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "[المائدة : 51].
♥ ويقول الله :"لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ" [المجادلة : 22].
♥ هل طاعة رسول الله حين أمر بموالاة المؤمنين و معاداة الكافرين، تُعَد تشدداً و سوء طوية، و إشاعة للبغضاء و الكراهية؟!
* يقول الحبيب – صلى الله عليه وسلم - :"إن آل أبي فلان ليسوا بأوليائي (لأنهم كفار مع أنهم قرابته) ، إنما وليي الله وصالح المؤمنين "(صحيح البخاري،5990) .
* ويقول عليه الصلاة والسلام ،مخبراً عن أوثق وأهم عروة من عرى الإيمان :" أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله ، و المعاداة في الله ، و الحب في الله ، و البغض في الله عز وجل" (صحيح الجامع،2539)في حضٍ على الاهتمام بهذا الباب المهم من أبواب الإيمان والعمل على تحقيقه علماً وعملاً..
♥ هل أولئك الذين يتشدقون بأن البراءة من الكافرين تشدد وسوء طوية وإشاعة للبغضاء و الكراهية، أرحم بالكافرين من الرؤوف الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء سبحانه؟!
الذي دعاهم للتوبة وفتح لهم أبواب رحمته بأرق عبارة وأرحم كلمات رغم أنهم قد كفروا به وشتموه.. قال الله:"أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "[المائدة : 74]
♥ هل هم أعلم بهم منه سبحانه؟!
قال الله:"وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ"[النساء : 45].. وقال:"وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" [البقرة : 216]
♥ هل ظلمهم الله و لم يرحمهم حين أمر أولياءه بالبراءة منهم؟!
قال الله :"وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ "[فصلت : 46].
وقال :"وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ "[هود : 101].
♥ هل هم أكثر سماحة و رفقاً و حسن معاملة من النبي صلى الله عليه و سلم
الذي شهد بسماحته وعدله وحسن خلقه الأعداء قبل الأولياء؟!
♥ هل هم أعلم بما يرضى الله منه صلى الله عليه و سلم؟!
قال الله عن النبي – صلى الله عليه وسلم - :"وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا "، وقال:"مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ "[النساء : 80]
♥ هل كان الرسول صلى الله عليه و سلم و الأنبياء متشددين؟!
قال الله:"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ "[آل عمران :159]
♥ هل هم أحرص على ما فيه هداية الناس منه – صلى الله عليه و سلم - ؟!
الذي عاتبه الله على شدة حرصه على هداية الناس حتى ليكاد يموت من الغم والكمد:"فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً " [الكهف : 6]
♥ هل هم أعلم بذلك منه- صلى الله عليه وسلم-؟!
وقد قال عنه الله:"وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "[الشورى : 52]
♥ لو سب أحدهم أباك أو أمك بلا أدنى ذنب أو جريرة، فأبغضته و اعتبرته عدوك و تبرأت منه، هل يُعد ذلك تشدداً و سوء طوية و إشاعة للبغضاء و الكراهية؟!
♥ لو آذى أحدهم مَن تحب بلا أدنى ذنب، هل تُعِد بغضه و البراءة منه تشدداً وسوء طوية و إشاعة للبغضاء و الكراهية؟!
♥ إذن فلم تُعِد البراءة ممن سب الله واتخاذه عدواً تشدداً؟! لم تُعِد البراءة ممن أبغض رسول الله أو الإسلام أوالمؤمنين وآذاهم تشدداً؟!
♥ وأعلنها للعالم أجمع – و حُقَّ لكل مسلم أن يعلنها – إذا كانت محبة الله ورسوله ودينه و عباده المؤمنين و موالاتهم و الغيرة لهم تشدداً، فأهلاً ومرحباً بالتشدد..
إذا كانت السماحة تقتضي ألا أُغضب الله،و لا أُبالي بما يرضيه و لا أغار له و لمَن يحب ويريد، فلستُ متسامحاً..
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت :"ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى فينتقم لله بها"( قال الشيخ الألباني : صحيح..انظر صحيح سنن أبي داوود)
2- لأدعو للحب الصحيح النافع:
♥♥ ولأننا جميعاً نحب و نغار، ولكن ليس كل مَن نحبه و نغار له يستأهل ذلك، وليس كل مَن لا نحبه و لا نغار له يستأهل ذلك، وهناك من نحبه و نغار له أقل مما ينبغي، و هناك أيضاً مَن نحبه و نغار له أكثر مما ينبغي..
بل قد نحب و نغار لما يشقي ويضر ونترك المحبة و الغيرة لما يسعد و ينفع..
كان ذلك العنوان " دعوة للحب " لتوجيه عاطفتَي الحب و الغيرة و كل أرصدتهما و ما يترتب عليهما التوجيه الصحيح، لننتفع ونسعد بهما على الوجه الأكمل..
ونستلهم من الله العون و السداد، و نستقرئ الوحي نبحث عن التوجيه الصحيح من الكتاب و السنة.
♥ فبدلا من صرف صنوف البغض والكراهية لأخيك المسلم الموحد لأنك لا تستلطفه أو لسوء تفاهم عارض كان بينكما ، فلتصرف ذلك لمن أمرك الله ببغضه لأنه لن يصفو لك أو يرضى عنك إلا إذا كنت يهوديا أو نصرانيا مثله.
فياليت مَن يبغضون مَن يوحد الله وينزهه من المسلمين ، يبغضون مَن يشرك بالله ويشتمه من اليهود والنصارى الكافرين،عُشْرَ بغضهم لإخوانهم المؤمنين.
♥ وبدلا من أن تصرف صنوف الحب والمودة القلبية لكافر لأنك تستلطفه وتتوافق طباعكما، فلتصرف ذلك لربك ولنبيك ولدينك ولأخيك المسلم الموحد.
فياليت مَن يصرفون كل صنوف المحبة والمودة للكافرين ، يصرفون حتى عُشْرَ ذلك لله أو لرسوله أو لدينه أو لإخوانهم المؤمنين.
♥ وبدلا من الاحتفال والاحتفاء بالكريسماس ورأس السنة وعيد الحب وشم النسيم وعيد القيامة وغيرها مما لايحبه الله ولايجلب لك الاحتفال به إلا الضرر في الدنيا والآخرة،فليكن احتفالك واحتفاؤك بما يحبه الله ويرضاه ولا يجلب لك إلا الخير في الدنيا والآخرة.
فياليت مَن يحتفلون ويحتفون بطقوس الكريسماس ورأس السنة يكون احتفالهم واحتفاؤهم بما يرضي الله كشعائر الجمعة أو عيدي الفطر والأضحى عُشْرَ احتفالهم واحتفائهم بما يغضب الله كتلك الأعياد الشركية.
♥ وبدلا من شهود تلك الأعياد التي لايحبها الله ولا يرضى عنها والتهنئة بها فلتشهد أعيادك التي أحبها الله ولتهنىء بما يرضاه الله.
فياليت مَن يستحيون من اليهود والنصارى ويحرصون على رضاهم وحسن معاملتهم فيشهدون أعيادهم ويهنئونهم بها ولا يبالون بغضب أحد وإن كان الله ، يستحيون من الله ويحرصون على حسن معاملته ورضاه ولايبالون بغضب أحد وإن كان أقرب وأحب الناس عُشْرَ حيائهم وحرصهم المبذولين للكافرين.
♥ إذن فكلماتي دعوة للحب و للفرح وللاحتفال وللاستمتاع وللتهنئة.. ولكن شتان بين عظمة وثمرة ما يدعو إليه الرحمن وأولياؤه ، وحقارة ومغبة مايدعو إليه الشيطان وأولياؤه..
يقول الله عن الشيطان:"إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ "[فاطر : 6]
ويقول أيضا سبحانه وتعالى:"وَاللّهُ يَدْعُواْ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ"[البقرة : 221]
وظني أنك أعقل بكثير من أن تُجيب دعوة عدوك وأوليائه التي عاقبتها الشقاء والنار ، وترفض دعوة وليك وأوليائه التي عاقبتها السعادة والجنة.. ورصيد حب الله وتوحيده الذي بقلبك سيأبى عليك – بلا شك – أن تفعل ذلك.
3- لأؤكد على أن الله يستأهل الحب والحمد ولو شرع العداوة والبغض:
♥♥إنه عليم خبير:
♥ لأننا لو آمنا بالله وعرفناه كما ينبغي عليما خبيرا لتيقنا أنه يعلم مالا نعلم ولن يشرع شيئا إلا وهو عالم به محيط بكل دقائقه ..
قال الله :"وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "[البقرة : 216]..
وقال:"هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ "[النجم : 32]..
وقال:"أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" [الملك : 14]
♥ إذن فحين يشرع الله بغض أحد أو عداوته ، فلا شك أنه يعلم أنه مستحق لذلك ، وإن بدا لنا غير ذلك ؛ لأن غاية ما نعلمه الظاهر ، أما الله فلا يخفى عليه شيء من علم الظاهر والباطن..
وقد مر بنا قول الله :"وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ"[النساء : 45]
وقوله أيضا :"إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً "[النساء : 101].
وقال سبحانه:" إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء "[آل عمران : 5].
♥ والله أيضا أعلم بما يسعدنا وما يشقينا وماينفعنا وما يضرنا مِنا بل ومِن جميع الخلق، فحين ينهانا عن الاحتفال بشيء أو المشاركة فيه أو شهوده أو التهنئة به فلأنه يعلم أن في ذلك شقاءنا وهلاكنا،وإن بدا لنا غير ذلك..
أليس ذلك هو مايستلزمه ويقتضيه إيماننا بأن الله عليم خبير لطيف؟
♥فكيف نشك في علمه الذي ما نبا أبدا ولا تخلف قط وندعي أن ماعلمه من استحقاق الكافرين للبراءة والعداوة والبغض غير صحيح؟
تقول: انتظر لا تنطقني بما لم أنطق به..
أقول :إن لم تقل ذلك بلسان مقالك فقد قلته بلسان حالك..وإلا فما معنى مماراتك في ذلك؟ وما معنى موالاتك للكافر ومحبتك له وأنت تعلم أن الله قد نهى عن ذلك؟.. فأرجو أن تنتبه لكيلا تتهم ربك أو تنقص أو تنقض إيمانك به وأنت لا تشعر.
وكيف ندعي أن علمه بأن في الاحتفال بأعياد الكفار وشهودها والتهنئة بها فيه شقاؤنا وهلاكنا غير صحيح؟
تقول : على رسلك مابالك تنطقني بما لم أنطق به مرة أخرى..
أقول : إن لم تقل ذلك بلسان مقالك فقد قلته بلسان حالك أيضا..وإلا فما معنى مماراتك في ذلك؟ وما معنى احتفالك وشهودك لأعياد الكفار من كريسماس ورأس سنة وشم نسيم وغيرها وتهنئتك بهذه الأعياد وغيرها..رغم أنك تعلم أن الله قد نهى عن ذلك؟!..
فأرجو أن تنتبه لكيلا تتهم ربك أو تنقص أو تنقض إيمانك به وأنت لا تشعر.
♥♥إنه حكيم:
♥ ولوآمنا بالله وعرفناه كما ينبغي حكيما ، لتيقنا أنه يضع الشيء في موضعه بما يصلح شؤون العباد والبلاد ..
♥ فلو شرع الله محبة الكافر وموالاته لفسدت حياة الناس حيث يتوهم الناس أن الكفارأهلٌ للمحبة والموالاة فيخون الكفارُ ثقة المؤمنين ويهلكون الحرث والنسل وما أحداث التاريخ القديم والحديث منا ببعيد ولولا ضيق المقام لفصلت في ذلك.
وبذلك يقع الضرر على كلا الفريقين ،على المؤمنين بما حصل لهم، وعلى الكافرين بأن ازدادوا إثما إلى إثمهم..
وسيزهد المؤمنون في الإيمان لأنهم سيجدون أن الكفار قد نالوا ما نالوه رغم كفرهم .. وسيزداد الكفار في الكفران والطغيان حيث لم يجدوا له مغبة وقد تساووا مع المؤمنين في النهاية رغم إيمانهم..
♥ ولو شرع الله الاحتفال بأعياد الكفار والتهنئة بها فسيختلط الحابل بالنابل ، ولا يستطيع الناس تمييز الحق من الباطل ، فالله الذي نهى عن موالاة الكافرين وبين أنه لارب غيره ولا شريك ولا ولد ولا زوجة له يشرع الاحتفال والتهنئة بكل ماينقض ذلك، فيشك المؤمن في إيمانه ويزداد الكافر طغيانا إلى طغيانه،وسيؤول الأمر إلى أن يترك المؤمن والكافر على السواء عبادة الله لأن تشريعه متناقض.. وحاشا وكلا أن يكون في تشريع الله ذرة من ذلك.. قال الله:"وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً" [النساء : 82].
♥ فالله بتشريعه الحكيم يعصم عبده المؤمن من كل مغبات موالاة الكافر بتشريعه للولاء والبراء، بل ويعصم الكافر من التمادي في كفره وطغيانه حين يشرع للمسلم أن يحسن معاملته وأن يحسن إليه وأن يحتفل معه ويهنأه بحدث سعيد في حياته كمولود أو زواج أو نجاح ..
لكنه يمسك عن الاحتفال والتهنئة إذا كان الأمر يتعلق بشرك بالله أو يشتمل على مالايحبه الله ولايرضاه، فيجعله ذلك يتساءل:" ذلك المسلم طيب الأخلاق الذي يحسن معاملتي مالذي يجعله يتبرأ مني ولماذا يبغضني ويعتبرني عدوا لا شك أنه أمر عظيم صدر مني؟" فيعيد النظر في عقيدته، ومع كل مرة تظهر فيها صورة من صور البراءة من الكافرين يعيد النظر فيُرجى له الهداية إلى الحق.
♥ وهذا الذي شرعه الله وطبقه رسول الله أرجى لهداية الكافر من منهج أولئك الذين يزعمون أنه لابأس بمشاركته أعياده وتهنأته بها وبموالاته رجاء التقرب منه لهدايته.
بل الأمر على النقيض، فذلك الفعل منهم سيزيده إصرارا وقناعة بأنه على الحق لأن موالاتهم له فيها إقرار لما هو عليه ورضا به..
وإلا فقل لي بربك، كيف نشاركه احتفاله بميلاد ابن الإله أو قيامة الرب بعد موته ونهنؤه بذلك ونحن نقصد بذلك دعوته إلى وحدانية الله وألا ولد له وأنه حي لايموت؟
كيف يمكننا بعد ذلك أن نخبره أن عقائده كانت باطلة؟أليس من البدهي أن يكون أول ردوده فلماذا إذن شاركتني إياها وهنأتني بها؟! لماذا أصبحت باطلة الآن ولم تكن كذلك قبل ذلك؟
أي دين هذا الذي يتناقض بهذه الطريقة،وتتغير مبادؤه بين وقت وآخر؟
تأمل كيف كان ذلك المنهج المخالف لما شرعه الله ولهدي رسول الله،سببا في الصدود والإصرار على الكفر أكثر.. تأمل كيف أضعف موقف الحق وأظهره في صورة المغلوب لا الغالب .. تأمل كيف كان سببا في فتنة الكافرين ناهيك عن كثير من المسلمين الذي صاروا لايرون بأسا بملل الكفر ويعتبرونها كالمذاهب الفقهية عندنا.
♥ لقد تواجد الكفار على عهد الرسول وعهد صحابته ومرت بهم العديد من أعيادهم وما رأينا أحدا شاركهم أو حتى هنأهم بل على النقيض كانت الوصية من رسول الله ومن صحابته باجتناب تلك الأعياد والاستعاضة عنها بما شرعه الله..
هل الحكمة تقتضي مشاركة من يفعل شيئا سيئا في فعله وتهنئته به لأجل التقرب إليه لنهيه عنه؟ أي منطق هذا؟ هذا ليس منهج الإسلام ..
كانت هذه بعض اللمحات عن حكمة تشريع الولاء والبراء وتحريم الاحتفال بأعياد الكفار أو التهنئة بها لكيلا يتهم أحد من المسلمين ربه في حكمته ويذهب يوالي الكافرين ويشاركهم الأعياد ويهنؤهم بها زاعما أن ذلك هو الأحكم والأفضل..
يقول الله:" أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) "
♥♥إنه عدل لا يظلم أبدا:
♥ ولو آمنا بالله وعرفناه كما ينبغي عدلا لايظلم أبدا ولو مثقال ذرة لتيقنا أنه حين شرع البراءة من الكافرين لم يكن أبدا ظالما لهم..
يقول الله:" إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ " [النساء : 40].
ويقول:" وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ" [فصلت : 46]
ويقول:"إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ "[يونس : 44].
♥ فالله هوالذي خلق الكافر، ويرزقه، ويعافيه ، وقوام كل شؤونه بيده ، ويعيش في ملكه ، وقد أحسن سبحانه إليه ، وأفاض النعم عليه ، ثم بعد ذلك يعبد غير الله ويشرك به سبحانه بل ويشتمه سبحانه..
يقول الله:"إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " [لقمان : 13] ..
ورغم ذلك قد أرسل الله لهدايته الرسل وأنزل الكتب .. فأبى الكافر إلا الإصرار على كفره .. فلما لم يعبأ بمرضاة الله ولم يبالِ بغضبه وازداد كفرا وعنادا.. أمر الله المؤمنين ببغضه والبراءة منه واتخاذه عدوا وأمرهم في ذات الوقت بالإحسان إليه ونهاهم عن ظلمه أو إيذائه لعل التبرؤ منه مع الإحسان إليه يوقظه من سكرة كفره.. ورغم كل ماصدر من الكافر لم يغلق الله في وجهه أبواب رحمته ولم يرفض توبته.
فهل يكون الله بعد ذلك ظالما للكافر حين أمر ببغضه والبراءة منه رجاء عودته إلى الحق؟
وهل يستأهل الكافر بعد ذلك حبا أو موالاة ؟ وهل يسوغ لنا مشاركته في الاحتفال حتى بشعيرة واحدةمن شعائر كفره وتهنئته بذلك؟
أليس مِن ظُلْمِ الحق وأهله التسوية بين المؤمنين والكافرين في الموالاة والحب؟
♥يقول الله :" أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ" [القلم35 : 36].
*يقول الله:"أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ" [صـ : 28] .
هل تقبل أن تسوي بين موظف يتبع تعليماتك ويجتهد في ذلك وآخر يجتهد في مخالفة التعليمات لا سيما وهو أول المستفيدين بالالتزام بالتعليمات ؟ بالطبع لا..أليست التسوية هنا ظلما؟
فلماذا تريد من الله أن يكون ظالما ؟وتقبل في حقه مالا تقبله في حقك؟
♥♥إنه رؤوف رحيم ودود:
♥ ولو آمنا بالله وعرفناه كما ينبغي رحيما رؤوفا ودودا لتيقنا أن من رحمته ورأفته ووده تشريعه للولاء والبراء..
يقول الله:" وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) "[النساء].
ويقول:"وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ "[البقرة : 220]
ويقول :"يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ "[البقرة : 185]
ويقول:"إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً "[النساء : 29]
♥من أكثر مايؤلم الإنسان أن يحب إنسانا ثم يكتشف أنه لم يكن يستأهل ذلك الحب،أو يجد تلك المحبة قد عادت عليه بالضرر ..أو يبغض إنسانا ويكتشف أنه لم يكن يستأهل ذلك الظلم والبغض، أو يجد ذلك البغض قد عاد عليه بالضرر..
لَكَمْ يُحزن ذلك الإحساس!! ولتتصوره تخيل معي الآن واحدا من أحب الناس إليك وتخيل شعورك الآن بعد اكتشافك أنه لم يعد يستأهل ذلك الحب لخيانة أو لغيرها.. إنها صدمة..
♥ ولأن الله رءوف رحيم ودود ؛ولأنه يعلم مالاتعلم ؛ فقد وضع لك مواصفاتٍ لمن ينبغي أن تحبه وبيَّن لك كيف تحبه وما هي حدود هذه المحبة ،ووضع لك مواصفاتٍ لمن ينبغي أن تبغضه وبيَّن لك كيف يكون ذلك البغض وما هي حدوده.. فكيف لاتعمل بما وصاك الله به لا سيما وأنت تعلم أن الله حكيم يضع الشيء في موضعه فلا يترتب على ما يوصي به إلا السعادة والخير في الدنيا والآخرة،وهوعدل لايظلم أحدا أبدا وإن ناصبه العداء،وعلمه لا يخطئ ولايتخلف أبدا،وهو أرحم بك من أمك ،وأحرص على مايسعدك وينفعك منك؟
♥ ومخالفة أمر الله بموالاة الكافر والاحتفال بأعياده وتهنئته بها شقاء في الدنيا قبل الآخرة يريد الله - لرحمته بك- حمايتك منه،فمن رأفة الله بك تحريمه لذلك وقد مر بك طرف من المفاسد المترتبة على مخالفة أمر الله في هذا الشأن.
♥ بل إن من رحمة الله بالكافر تحريم موالاته والاحتفال بأعياده وتهنئته بها لأن في ذلك زجرا له عن باطله ودعوة من الله له إلى الهدى والحق رحمة به من عاقبة كفره؛لأنه لو لم يجد من يخالفه ويتبرؤ منه لاعتقد أنه على الحق فازداد شقاءً.
♥♥ أرجو أن تكون قد أدركت الآن أن تشريع الله للولاء والبراء وتحريم الاحتفال بأعياد الكفار تشريع حكيم عظيم أكمل مايكون..وهو نعمة تستأهل أن تشكر الله عليها..بالتزامها والثناء عليه بها ودعوة الغير إلى التزامها.
♥ الله أحق أن تحبه وتغار له وتستحيي منه ♥
ودعوني ألخص الأمر الذي نحن بصدد مناقشته بهذه الكلمات:
تخيل معي أنه كان لك زميل لا تجد منه إلا كل مودة و محبة، ودائماً ما شنَّف مسامعك بالكلام الذي يشي بعظيم حبه لك و حرصه على ما يرضيك..
وذات يومٍ دعاك هذا الزميل لمشاركته في حفلٍ يقيمه هو و بعض أصدقائه يسهرون و يمرحون و يتبادلون الهدايا، فسألته عن سبب الاحتفال فأخبرك أنه رأى أمرأة في هذا اليوم بالشارع فشتمها و آذاها، و أغضبها أيما إغضاب ..
هل ستذهب لهذا الحفل؟! هل ستشاركه فرحته و احتفاله؟! هل ستشاركه إن فعل منكراً؟! هل ستهنئه بهذه المناسبة؟!
ظني بك أنك لن تفعل شيئاً من ذلك أياً كانت هذه المرأة لا سيما و قد علمت من زميلك أنها لم تتعرض له بأي إيذاء أو مضايقة، و أدركت أنه مريضٌ يستمتع بسب النساء المحترمات و إيذائهن..
سترفض دعوته بلا شك ، و أتوقع منك أيضاً أن تبين له خطأ فعلته، وتعزم على أن تقطع علاقتك به مادام مصراً على ذلك..
المهم.. عُدتَ إلى منزلك فوجدت والدتك الحنون المصون، غارقة في بكاء مرير، فهرولت إليها وسألتها عن السبب، فأخبرتك أن شاباً قد تعرض لها في الطريق بالشتم و الإيذاء، فاحمر وجهك، و انتفخت أوداجك، و امتلأ صدرك غيظاً وحنقاً ، لا سيما و أنت تعلم أن والدتك سيدة مؤدبة مهذبة ما كانت لتفعل أبداً شيئاً سيئاً يضطر ذلك الفتى أن يفعل بها ما فعل ..
و لأنك تحب والدتك أعظم ما يحب الولد والدته و تغار لها و لا تحب أبداً أن تراها غاضبة حزينة، أبيت إلا أن تعرف منها مواصفات واسم ذلك الآثم الذي فعل بها ذلك لتحاسبه وتعاقبه، فأمك لو ملأت الأرض لها حباً و غيرةً ما وفيتها حقها، فهي أمٌ كأعظم ما تكون الأمهات حناناً وعطاءً، فإذا بالوالدة التي ما جربت عليها كذباً و لا ظلماً لأحد تخبرك أن مَن فعل ذلك هو ذلك "الزميل"، و أنت تعرف أن ذلك الزميل يعرف والدتك جيداً ..
فهل تصدق الآن أنه يحبك و يحرص على رضاك؟!
ولو كان كذلك فعلاً، فلم ساءك في أحبابك؟!
هل من الممكن أن تذهب إلى حَفْلِهِ بدون دعوة ؟!
لو كرر عليك الدعوة لِحَفْلِهِ هاتفياً الآن .. هل ستجيب دعوته؟!
هل من الممكن أن تهنأه بهذا الحفل و تلك المناسبة؟!
هل سيبقى في قلبك ذرة محبة أو مودة له؟!
قد تكون الإجابة نعم، و قد يكون ذلك ممكناً إن لم تكن من جنس البشر، وكنت بلا عقل أو بقلب كالحجر..
♥ ولله المثل الأعلى، و بالمثال يتضح المقال :
فالكافر سواءً كان نصرانياً أو يهودياً أو وثنياً حين يحتفل بعيده فإنه يغضب الله و يؤذي الله لأنه يحتفل بكفره بالله و شركه بالله بل قد يكون احتفاله بشتمه لله كما في الكريسماس مثلاً، فهو يحتفل بميلاد ابن الإله..وليس هذا كلامي بل كلام الله.
جاء في أصح الكتب بعد كتاب الله و هو صحيح البخاري.. "قال الله : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان ، وأما شتمه إياي فقوله لي ولد ، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولداً" (صحيح البخاري، 4482)
أتحسب هذا الأمر هيناً، اسمع معي ماذا قال الله عنه و ماذا يحدث من فظاعته و بشاعته :" وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً" [مريم 88: 95]..
تأمل كيف غارت السماوات و الأرض و الجبال لله و كيف عبرت عن حجم حبها له؟!
أتكون الجمادات خيراً منك يا مَن فضَّلك الله عليها بالعقل والقلب؟!
فهل والدتك أحب إليك من الله ؟! هل هي أحق بالغيرة من الله؟!
كيف تسول لك نفسك أن تشارك كافراً في عيده الذي يحتفل فيه بكفره بالله و شتمه له؟!
كيف تسول لك نفسك أن تجيب دعوته للمشاركة؟!
كيف تسول لك نفسك أن تهنئه بشتمه لله و كفره به ؟!
أنا أربأ بك عن ذلك، و لا أتصور أن تفعله أبداً ..
و لا شك أنك لم تكن تدرك ذلك حينما كنت تشارك و تهنئ.
هل يستأهل الله أن يشتمه أحد أو يكفر به؟!
هل تعتقد أن الله يظلم الكافر، و يدعي أنه شتمه؟!
ءأنت أعلم بالكافر من الله؟!
هل يستأهل الله منك ألا تحبه و ألا تغار لأجله؟!
هل يستأهل الله منك ألا تبالي بغضبه؟!
الله قد أخبر أن تلك الأعياد و الاحتفالات تغضبه، فكيف تشارك فيها وتهنئ مَن فعل ما يغضب الله ؟!
لو كنت تحب الله و تغار له على الحقيقة فلِم تترك أحداً يغضبه؟!
والله جل جلاله لأنه عادل حليم، ما طلب منك أن تعتدي على ذلك المحتفل أو تظلمه أو تؤذيه، بل طلب منك أن تحسن معاملته، و أن تتبرأ منه ومِن فعله، وأكد لك على لسان رسوله أنه سبحانه أبدلك بكل تلك الأعياد التي تغضبه عيدين يحبهما و يرضى عمن يحبهما و يحتفل بهما عيدي الأضحى و الفطر..
وكما لو كنت عاقاً لأمك، و لا تحبها حتى، و وجدت من يحتفل بشتمها و إيذائها، فلا تسول لك نفسك التفكير حتى في مشاركته و تهنئته .. لا تتعلل بأنك عاصٍ أو مفرط ولابأس بهذه المعصية كغيرها من المعاصي..أين أنت من محبة الله و غيرته التي بقلبك ؟! ألست مسلماً مؤمناً بالله؟!
أليس الله أولى و أحق بالمحبة والغيرة؟!
وذات يوم ناقشت شابا مسلما في الأمر الذي نحن بصدده ، ولايزال يكابر ويصر على أنه لا ينبغي بغض الكافر ولا البراءة منه واتخاذه عدوا .. فقلت له:"الأمر وثيق الصلة بحجم محبتك لله ومنسوبها في قلبك وإدراكك لما تستلزمه هذه المحبة..وقلت لو كان الشتم والكفران الصادر من النصراني في حق أمك لما ترددت في بغضه واتخاذه عدوا بل سيصدر البغض لا إراديا" .. واندهشت من صدقه وجوابه حين قال:"صدقت يبدو أنني أجادل في ذلك لأن محبتي لله ليست كما ينبغي"..
وأنتَ أخي .. وأنتِ أختي .. أرجو أن نعلم أننا لو ترددنا أو جادلنا فإن محبتنا لله ليست كما ينبغي لأن الأمر لا يحتاج إلى كثير نقاش وإيضاح ..
فلنصدق مع أنفسنا ونقر بالحق ونتهم أنفسنا ونعود عليها باللائمة بدلا من المماراة في الحق لعل الله يهدينا إلى مايسعدنا ويرضيه.. ولنتحرر من أسر أهوائنا وشهواتنا الذي جعلنا نحب مالا يحبه الله ونفعل مالا يرضاه..
قال الله:"فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ " [القصص : 50].
تعليق