إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وماذا بعد رمضان .... تابعونا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا

    بارك الله فيك أخى الحبيب على هذا الطرح الطيب
    جعله الله فى موزين حسناتكم
    نحبك فى الله
    وجعله الله في ميزان حسناتك
    انشاء الله

    تعليق


    • #17
      رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا

      أبو شدا، fadialhanon، سمير احمد، nouh
      جزاكم الله خيراً أحبابي في الله مروركم العطر
      ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

      نتابع الموضوع بإذن الله تعالى

      * لاتطمئن لعملك وتضرع إلى الله أن يتقبل *
      تقول السيدة عائشة - رضي الله عنها - "سألت رسول الله عن هذه الآية { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } قالت عائشة : أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون"
      الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3175
      خلاصة الدرجة: صحيح


      وقال الألباني في الصحيحة:"جاء في الشرح ما خلاصته أن السر في خوف المؤمنين ان لا تقبل منهم عبادتهم أن القبول متعلق بالقيام بالعبادة كما أمر الله عز و جل وهم لا يستطيعون الجزم بأنهم قاموا بها على مراد الله"
      تأمل كيف هو خوف الصالحين من عدم قبول أعمالهم رغم أنهم قد بالغوا في الإحسان فيها،وقلوبهم عامرة بالخشية والإيمان والتوحيد،وأعمالهم شاهدة على عمران قلوبهم بذلك.
      إنهم يؤمنون ولا ينسون أبدا أنهم إلى الله راجعون، لذا يحرصون كل الحرص على أن يتقبل الله أعمالهم فيؤدونها على الوجه الذي يليق به سبحانه ،ويزخر قلبهم بخوف عارم ألا يتقبلها الله منه ،فيتضرعون إلى الله أن يجود بالقبول، ويسارعون في كل خير يدعوهم الله إليه بل يتسابقون عليه لعله يشفع لغيره من الأعمال ويجبر نقصه فيقبله الله أو لعله يكون هو المتقبل.
      لذا فعلى العبد ألا يطمئن إلى القبول وأن يداوم على فعل الخير بل يسارع إليه ويتسابق عليه.
      كان ابن عمر-رضي الله عنه- يقول:"وددت أن الله تقبل مني سجدة واحدة ولا أبالي بعدها ؛لأن الله قال:(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )"
      والواحد منا يتعبد عبادة عرجاء عوجاء وتجد قلبه عامرا بالأمان لقبولها وكأنه قد تلقى من الله منشورا بذلك.ومثل هذا الحال لاينفع في المآل ولايدفع للمسارعة في الأعمال.
      فالله من خلال تلك الآيات قد وضع لنا وصفة ربانية لعلاج مشكلة التكاسل عن الطاعات وعدم المسارعة فيها:وتتلخص في خمسة أشياء:
      1-استحضار الخشية من الله دائما والإشفاق منها.
      2-تحقيق الإيمان قولا واعتادا وعملا.
      3-اجتناب الشرك بكل صوره والعمل بمقتضى الإيمان بالتوحيد.
      4-الاجتهاد في الطاعات والخوف الدائم من عدم قبولها.
      5-استحضار الموت والآخرة والرجوع إلى الله.

      فإذا كسلت يوما عن طاعة:
      فاستجلب الخشية واستحضر أنك لو كنت تخشاه على الحقيقة لما تكاسلت عن طاعته .
      واستحضر أنك لو كنت مؤمنا على الحقيقة لسارعت في مرضاته.
      واستحضر أنه لاينبغي أن تقدم شيئا على مرضاته سبحانه وتعالى أو تشركه معه ولو كانت نفسك التي بين جنبيك لوكنت موحدا على الحقيقة وإلا فما الفرق بينك وبين المشركين إذن.
      واستحضر أن أعمالك السابقة ربما لم يتقبل الله منها شيئا فأنت في حاجة لأن تبادر لكل طاعة لعل الله يتقبل منك.
      واستحضر أنك ستموت وتندم على التكاسل وستقف بين يدي الله فيحاسبك على تكاسلك وسيعاقبك على ذلك.
      ولا يفهم من ذلك أننا نريد من العبد أن ييأس من القبول فيقعد عن العمل ،الله شكور يشكر القليل من العمل ويقبله سبحانه،فرجاؤنا لكرمه لاينبغي أن ينقطع أبدا.لكن لاينبغي أن يحملنا هذا الرجاء على التقصير في العمل أو التكاسل عنه أوالتفريط في غيره والتضرع الدائم أن يتقبل الله .وتغليب جانب الخوف من عدم قبول العمل أنفع لنا في هذه الحياة الدنيا حتى نبلغ الأمن في الآخرة إن شاء الله .
      الحاصل أننا نريد خوفا إيجابيا يدفع إلى الاجتهاد والعمل لاخوفا سلبيا يقطع الرجاء والأمل.


      ومازال في الحديث بقية
      و ليعلم الأخوة أننا ما كتبنا هذا الكلام إلا ليطبق عملياً
      فالله أسأل أن يعيننا على تطبيق هذا الكلام في حياتنا


      هروح أصلي أنا أدعو لي بالله عليكم
      تابعونا


      فك قيودك... طير في السماءѼ .. ذنوبك هي أسرك
      ♥حب الله♥ الحرية السعادة الأبدية
      من أراد السعادة الأبدية .. فليلزم عتبة العبودية.

      تعليق


      • #18
        رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا

        إياك أن تعجب بعملك أو تشعر بالرضا عن نفسك *
        فربما لم يقبل العمل..!!

        والعمل كما أسلفت ليس بفضلك ولا بفضل أحد وإنما بفضل الله وحده وإلا فلم رزقك إياه وحرم منه غيرك وربما كان أفضل منك، ؟..

        جزاك الله خيرا اخى الكرم على ذا الموضوع الطيب
        نسأل الله تعالى ان يتقبل منا العمل ويجعله خالصا لوجهه
        اللهم امين
        اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

        تعليق


        • #19
          رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا

          بسم الله والصلاة والسلام علي رسوله صلي الله عليه وسلم جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك واذكر نفسي واياكم بذكر الله واعظم الذكر القراءن الكريم قال صلي الله عليه وسلم :الذي يقرأ القراءن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقراء القراءن وهو عليه شاق له أجران:...... فهو حبل الله الموصول

          تعليق


          • #20
            رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا

            جزاكم الله خيراً لمروركم العابدلله ، سبحان الله وبحمده
            أشهد الله أني أحبكم في الله
            ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
            نأتي إلى نقطة مهمة في " ماذا بعد رمضان ألا وهي الفتور فيا أخي:

            * لتكن فترتك إلى السنة *
            قال رسول الله : " لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ (أي: قوة ونشاط وإقبال)، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ (أي: تراخي وتكاسل وعزوف)، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ (وفي رواية: اهْتَدَى) وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ (وفي رواية: ضَلَّ)".
            الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2152
            خلاصة الدرجة: صحيح


            يبين رسول الله أن الإنسان تأتي عليه أوقات يكون مقبلاً فيها على الطاعة ومجتهداً فيها وبعد هذا الإقبال والنشاط قد يصاب الإنسان بكسل وضعف، ولا يكون كحاله الأول، فهنا ينبغي للعبد ألا يبتدع أو يترك العمل بالكلية ويرغب عن السنة، بل عليه ألا يترك العمل، ويراعي حال نفسه فيؤديه بقدر أقل...
            فمثلاً: تكون همة العبد أيام الدراسة والامتحانات عالية ونشاطه كبيراً فيصوم يوماً ويفطر يوم بل البعض يصوم كل يوم...
            فإذا انتهت الامتحانات جاءت الفترة وشعر بضعف وتكاسل، فلا ينبغي له أن يترك الصوم بالكلية بل يصوم مثلاً يومين في الأسبوع أو ثلاثة أيام في الشهر وكل ذلك من سنة الحبيب ..

            حتى تزول فترته ويعود إليه نشاطه مرة أخرى فيعاود الرجوع إلى حاله الأول... فيكون بذلك من المهتدين ومن المفلحين كما أخبر رسول الله وإلا كان من الضالين الهالكين... لأن الهداية كل الهداية والفلاح كل الفلاح في ترك الابتداع وتحقيق الاتباع...
            فبعض الناس يشدد على نفسه ويخالف السنة فيكلف نفسه من الأعمال ما لا تطيق في وقت نشاطه؛ وحينما تبدأ نفسه في مرحلة الفتور، لا يراعي حالها ويحاول حملها على الاجتهاد السابق، فتترك نفسه العمل بالكلية وتزهد فيه ولا تعود له أبداً، فلا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى...
            ورسول الله أعلم الناس بالنفس وأحوالها؛ لذا يوجهنا إلى مراعاة أحوالها ليدوم ويستقيم سيرنا إلى الله عز وجل...
            وقد أخبر غير واحد من السلف أن للقلوب إقبالاً وإدباراً، وأن النفس تمل ولا تكون على حال واحد من النشاط...
            ومن ثمَّ، فلا تيأس إن وجدت إقبالك على الطاعات ونشاطك فيها ضعيفاً، ذلك أمر طبيعي ما عليك إلا أن تقلل الكم، وإياك أن تترك الطاعة بالكلية...
            ولقد كان ذلك يحدث مع الصحابة رضوان الله عليهم، ففي حديث حنظلة المشهور أن همته وإقباله ونشاطه يكون عالياً حينما يكون عند رسول الله، ويضعف حين يكون في بيته بين أهله...
            فبيَّن رسول الله أن ذلك أمر طبيعي، ووجهه إلى مراعاة أحوال نفسه، فيكون قسم من أوقاته للنسك كالصلاة والصوم، وقسم للمباحات التي بالنوايا الصالحة تصير عبادات أيضاً كملاعبة الأولاد ومحادثة الزوجة والترويح عن النفس بما لا يغضب الله... لا كما يفهم بعض الناس أن ساعةً تكون للطاعات وساعة للمعاصي والمنكرات...
            وهاك نص الحديث
            يقول حنظلة"
            كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فوعظنا فذكر النار . قال : ثم جئت إلى البيت فضاحكت الصبيان ولاعبت المرأة . قال فخرجت فلقيت أبا بكر . فذكرت ذلك له . فقال : وأنا قد فعلت مثل ما تذكر . فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : يا رسول الله ! نافق حنظلة . فقال " مه " فحدثته بالحديث . فقال أبو بكر : وأنا قد فعلت مثل ما فعل . فقال " يا حنظلة ! ساعة وساعة . ولو كانت ما تكون قلوبكم كما تكون عند الذكر ، لصافحتكم الملائكة ، حتى تسلم عليكم في الطرق " . وفي رواية : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم . فذكرنا الجنة والنار .
            الراوي: حنظلة بن حذيم الأسدي التميمي المحدث: مسلم - المصدر: مقدمة الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2750
            خلاصة الدرجة: صحيح



            ومازال للحديث بقية إن شاء الله
            وانتظرونا في الرد القادم
            من أهم تفاصيل الموضوع
            حصن نفسك
            تابعونا



            فك قيودك... طير في السماءѼ .. ذنوبك هي أسرك
            ♥حب الله♥ الحرية السعادة الأبدية
            من أراد السعادة الأبدية .. فليلزم عتبة العبودية.

            تعليق


            • #21
              رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا
              * حَصِّن نفسك *
              في مثل هذا الزمان الذي تحدق الأخطار باستقامة العبد من كل جانب والذي يتربص فيه الأعداء بالعبد الدوائر... تصبح الحاجة ماسة إلى أن يُحصِّن الإنسان نفسه داخلياً وخارجياً بدروع واقية تصد عنه غارات الأعداء وعاديات الأخطار التي لا تلين لها قناة...
              فالنفس الأمارة، وشياطين الإنس، وشياطين الجن، وفتن الشهوات وفتن الشبهات، وغيرهم الكثير والكثير يهددون الاستقامة ويراودون العبد عليها ليل نهار...
              وأعداؤك إن لم تلتهمهم التهموك، وإن لم تهاجمهم هاجموك وإن لم تَسُسهم ساسوك...
              ولن تقوى على محاربتهم أو التصدي لغاراتهم وحدك، فأنّى للأعزل الضعيف أن يواجه جيشاً مدججاً بكل صنوف الأسلحة الفتاكة!!!...
              لذا كانت الحاجة ملحة إلى أن تلجأ لأحد يقويك ويحصنك ويمدك بما يمكنك من مهاجمة عدوك فضلاً عما يمكنك من صد غاراته...
              وهل هناك أقرب إليك وأحرص على ما ينفعك وأقدر على تحقيق ما أردت على أكمل وجه من القريب المجيب القوي سبحانه...
              فأنت بعونه سبحانه ومعيته أقوى من كل أعداءك وأقدر على دحرهم عن بكرة أبيهم...
              فتوكل عليه سبحانه، تمسك بالأشياء التي تقربك منه وتنيلك معيته، يكفك ما هددك وأرقك من كل هموم دنياك وأخراك...
              ومن رحمته أنه شرع لك حصوناً تتحصن بها، وأسلحة تدافع بها عن نفسك بل وتهاجم بها عدوك... فلا تفرط في أسلحتك، ولا تهمل حصونك...
              فمن حصونك الذكر، كما في حديث يحيى بن زكريا المشهور، ومن أسلحتك الدعاء والاستغاثة والاستعانة...
              كل وقت من أوقاتك لا بد أن يكون معموراً بحصن أو سلاح، وإلا نفذ العدو من خلال الفراغ الذي تركته...
              وكل مكان في قلبك وعقلك لا بد أن يكون مأهولاً بحصن أو سلاح وإلا استغل العدو الفرجة التي في القلب أو العقل في التسلل إليك...
              فكل طاعة وعبادة وقربة تشغل القلب وتعمر الوقت فهي حصن من الحصون أو سلاح من الأسلحة أو هما معاً...
              فمثلاً النوافل حصن من الحصون من فرط فيه، سهل على عدوه تهديد الفرائض ومن فرّط في الفرائض سهل على عدوه تهديد إيمانه بالكلية... وهكذا في كل العبادات...
              ومن الحصون الضرورية والهامة الرفقة الصالحة، وأعظِم به من حصن، ولطالما تسلل العدو إلى استقامة الكثير من خلال التفريط في هذا الحصن... ومن الحصون أيضاً البيئة الإيمانية التي يصنعها المرء حوله في داخل منزله وفي خارجه.. في عمله وفي ناديه...
              فلا ضير أن تشيع فيمن حولك أنك قد عزمت على الاستقامة وسلكت سبيلها فإن ذلك سيحجب عنك الكثير من الشرور لا سيما لو طبقت الاستقامة على الوجه الصحيح وحاولت بالتي هي أحسن النهي عن المنكر والأمر بالمعروف والزوال عن المنكر عند عدم القدرة على إزالته...
              فاعتن بحصونك، وتَمِّم عليها بين الفينة والفينة، واعتبر الحصن من حصونك تهمله عضواً من أعضاءك تفقده...


              كانت هذا نبذه صغيرة عن الفتور و الحصون
              وانتظرونا في الرد القادم


              فك قيودك... طير في السماءѼ .. ذنوبك هي أسرك
              ♥حب الله♥ الحرية السعادة الأبدية
              من أراد السعادة الأبدية .. فليلزم عتبة العبودية.

              تعليق


              • #22
                رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا

                اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا علي دينك اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا لطاعتك لا اله الاانت سبحانك اني كنت من الظالمين وصلي اللهم علي سيدنا محمد

                تعليق


                • #23
                  رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا

                  بارك الله فيك اخي الفاضل على مجهودك الكبيرونسال الله ان ينتفع به المسلمون ويجعله الله في ميزان حسناتك امين

                  تعليق


                  • #24
                    رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا

                    بسم الله الرحمان الرحيم
                    ياايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون
                    صدق الله العظيم

                    تعليق


                    • #25
                      رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا

                      جزاك الله خيرا اخي

                      تعليق


                      • #26
                        رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا

                        جزاكم الله خيراً مروركم أخواني سبحان الله وبحمده، أبو البنتين، محمد جواد
                        ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

                        *تعلم الاحتساب وفقه النية*
                        إن العمر قصير، والحساب دقيق، والمهمة التي خلقنا لأجلها عظيمة تحتاج لكل ثانية من ثواني عمرنا لتحقيقها، إلا أن التفريط كثير وذلك يزيد المهمة صعوبة. والواحد منا يقضي عامة يومه في عادات ومباحات كالعمل والنوم والمشاغل الاجتماعية والأسرية..
                        ولا يبقى من يومه للنسك - كالصلاة والقرآن والذكر وطلب العلم والدعوة- إلا وقتاً يسيراً يكون مهدداً ببقية العادات والمباحات ولا يسلم من شرود ذهن وانشغال بال بالمباحات والعادات والواجبات...
                        وما يزيد الأمر تعقيداً أن ما يتخلل تلك العادات والمباحات وما يترتب عليها من تفريط ومنكرات يربو كثيراً على ما يتخللها ويترتب عليها من الخيرات والطاعات.
                        إنه أمر لطالما أرقني، والتفكير فيه قلما فارقني، وهو حال معظم الناس إن لم يكن حالهم جميعاً..
                        لكن ربنا الرحيم وإلهنا العظيم قد كفانا ذلك الهم وأراحنا من هذا الغم، حين أتحفنا وأكرمنا بأن أرشدنا إلى احتساب النوايا الصالحة في تلك العادات والمباحات..
                        فتصير بفضله وكرمه سبحانه عبادات نؤجر عليها وتساهم في تحقيق المهمة التي خلقنا لأجلها..
                        أضف إلى ذلك أن احتساب النوايا الصالحة في العادات والمباحات يحد كثيراً مما يتخللها ويترتب عليها من تفريط ومنكرات..
                        حيث يستحضر الإنسان أنه يباشر عملاً يتقرب به إلى الله فيحرص على أن تكون قربة تليق بالله وألا يتخللها ويترتب عليها إلا ما يحبه الله ويرضاه، فتكون عنده كالصوم والصلاة...
                        ولذلك من الممكن أن يكون الوقت كله عبادة لله، فما أكرمك ياالله!!!
                        وبأخصر عبارة فإن الاحتساب يحيل كل نشاط من أنشطة الحياة عبادة، ويحيلها كلها بهجة وسعادة.
                        ولقد فقه أجدادنا الصحابة ذلك ففازوا بكل لحظة من لحظات حياتهم وبكل عمل من أعمالهم وأودعوه خزائن حسناتهم...
                        فها هو معاذ يقول: "والله إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي".
                        حيث يبين أنه لا فارق عنده بين النوم واليقظة..
                        ففي النوم ينوي إراحة بدنه للتقوي على طاعة الله، يطبق السنة في نومه من حيث الوقت والكيفية. فيكون نومه عبادة..
                        وفي اليقظة ينوي تحقيق العبودية لله بالاحتساب في العادات والمباحات وبالاجتهاد في الطاعات والقربات فتكون يقظته عبادة..
                        فهو دائر في كل أحواله في فلك العبادة بفضل الله وكرمه ثم بفقهه- رضي الله عنه –.
                        لذا لا تعجب حين تعلم أن رسول الله قد وصف معاذاً – رضي الله عنه – بأنه سيد العلماء ومقدمهم يوم القيامة...
                        يقول الله:{ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَوَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ}[النساء : 104]..
                        فإن كان أعداؤنا من الكفار يألمون وينصبون في عادات ومباحات الدنيا وتساوى ألمنا ونصبنا مع ألمهم ونصبهم، فإننا باحتساب النوايا الصالحة نفضلهم، فنذهب بخيري الدنيا والآخرة، ويذهبون بخسران الدنيا والآخرة...
                        ويقول رسول الله : " وَفِى بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ "
                        الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: مقدمة الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1006
                        خلاصة الدرجة: صحيح

                        متى ما نويت بذلك المباح نوايا صالحة...
                        ويقول رسول الله: " مَهْمَا أَنْفَقْتَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا فِي فِيّ امْرَأَتِكَ ".
                        الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5354
                        خلاصة الدرجة: [صحيح]

                        ويقول : " كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ " ..
                        الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: مقدمة الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2244
                        خلاصة الدرجة: صحيح

                        وغيرها الكثير والكثير من النصوص التي تشير إلى ذلك المعنى ولا يتسع المقام لذكرها...
                        ولطالما اهتم سلفنا بهذه المسألة حتى تمنى بعضهم كابن أبي جمرة أن يكون هناك من العلماء من لا هم له ولا شغل إلا تعليم الناس مسائل الاحتساب والنيات.
                        بَيْدَ أن الاحتساب حتى يكون سليماً مقبولاً كامل الأجر لا بد أن يُنوى فيه ويُستحضَر تمام الإخلاص لله، وقصد وجهه بهذا العمل وطلب رضاه، وتمام التأسي فيه برسول الله لأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه على طريقة رسوله ..
                        فلا بد من توحيد المقصود فلا يكون إلا الله، وتوحيد الطريق الموصل إلى المقصود فلا يكون إلا طريق رسول الله الذي يحبه الله ويرضاه.
                        وهذا هو مقتضى "لا إله إلا الله محمد رسول الله" توحيد المعبود وتوحيد المتبوع...
                        فإن قلت: فلعل العمل لم يقم به رسول الله؟!
                        أقول: تخيل أن رسول الله يقوم بالعمل، فماذا تراه كان يصنع؟!
                        فاجتهد قدر استطاعتك في أن تصنع ما كان سيصنعه لو كان مكانك..
                        ثم إن الحلال بيِّن والحرام بيِّن وهناك قواعد وضوابط كلية في الدين تضبط كل شيء في الحياة... وما ارتبت فيه أو استشكل عليك فاسأل أهل العلم الربانيين.
                        إذن، فلكيلا تضيع منك لحظات عمرك لا تغفل الاحتساب واستحضار النوايا الصالحة الخالصة في كل شيء حتى في الطاعات والعبادات المحضة..
                        واصدق مع الله لكيلا تنصب في العمل وتُمنى بخسارته في الآخرة..
                        ولا تشرك مع الله أحداً فلا أحد مثله سبحانه ولا أحد يستأهل أن يكون شريكاً له في العبودية...
                        أراد أصحاب الحسن أن يأخذوه معهم إلى عيادة مريض، فقال: "انتظروا أستحضر نيتي" لكيلا يضيع منه ذلك الوقت وذلك الجهد هباءً بلا فائدة..
                        لأن كثيراً من الناس لا يبالون باحتساب النوايا الصالحة الخالصة في العادات والعبادات بل قد حوَّلوا بعض العبادات إلى عادات كعيادة المرضى وتشييع الجنائز وغيرها...
                        فوطِّن نفسك على احتساب النوايا الصالحة الخالصة في كل أمر من أمور حياتك عبادةً كان أو عادة، قولاً كان أو فعلاً، ظاهراً كان أو باطناً..
                        ففي كثير من الأوقات ستجد نفسك مدفوعاً إلى عبادة لا تحسن الاحتساب فيها فتصبح عادة..أو مدفوعاً إلى عادة قد تحسن الاحتساب فيها فتصبح عبادة...
                        فما أخسر من حرم نفسه التعرض لنفحات رحمة وكرم الرحيم الكريم سبحانه، وأخسر منه مَن قصر في التعرض لها فلم يحسن الإخلاص والتأسي.. وخدع نفسه بأنه قد أحسن التعرض لها...

                        يقول الله: { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً *الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَاوَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}(الكهف 104:103).

                        ها هو قد اقترب موضوعنا من الإنتهاء
                        نتمنى ألا تتركونا حتى تنتهوا من الموضوع
                        والله الموفق

                        فك قيودك... طير في السماءѼ .. ذنوبك هي أسرك
                        ♥حب الله♥ الحرية السعادة الأبدية
                        من أراد السعادة الأبدية .. فليلزم عتبة العبودية.

                        تعليق


                        • #27
                          رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا

                          اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك
                          اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب
                          اللهم ما زويت عني مما أحب فأجعله فراغا لي فيما تحب
                          اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي
                          اللهم أعنا علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
                          اللهم ائتنا الحكمه التي من أوتيها فقد أوتيا خيرا كثيرا
                          وصلي اللهم علي حبيبنا ونبينا وشفيعنا باءذنك يوم الدين محمد صلي الله عليه وسلم

                          تعليق


                          • #28
                            رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا

                            جزاك الله اخي خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك
                            اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
                            اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا الى طاعتك
                            اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

                            تعليق


                            • #29
                              رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا

                              جزاك الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك ونفع به كل من قرأه
                              اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل
                              اللهم اجعل اعمالنا كلها صالحة ولوجهك خالصة
                              اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
                              اللهم ثبتنا على طاعتك كما كنا في رمضان

                              تعليق


                              • #30
                                رد: وماذا بعد رمضان .... تابعونا

                                ما شاء الله .... تبارك الله
                                جزاك الله خيراً
                                موفق بإذن الله
                                نسأل الله الثبات لنا ولكم
                                إن أصول الأشياء قوي في قلبك لا تتعطل فابحث عنها واعلم بأن لها قيوم -جل في عليائه- فاستعن به علي رؤيتها.... دعوة للأمل

                                .

                                تعليق

                                يعمل...
                                X