الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وأله وصحبه ومن سار على نهجه الى يوم الدين ثم أما بعد :
أخوتي في الله
احنا فين وبقينا كده اذااي
الا من رحم ربي
يُؤذِّنُ للصلاةِ فنجد أنفسنا مش قادرين نقوم وبَعد أيه نقومُ إلى الصلاةِ
وندخلُ المسجدَ ونحس أننا محبوسين في قفص، ونصلي بس صلاة من غير روح
وحركاتٍ مجردةٍ من الخشوعِ
والواحد منا يقف ممكن أكثر من ساعه مع واحد صاحبه يرغي في كلام مافيش منه فايده خالص (طبعا الا من رحم ربي )
والواحد منا يقف ممكن أكثر من ساعه مع واحد صاحبه يرغي في كلام مافيش منه فايده خالص (طبعا الا من رحم ربي )
ويا ويلَ الإمامُ لو طول شوية حتى أن فيه امام يقوم يصلي مثلا بسورة الزلزلة تسمع واحد يقولك أيه ده هو ما عندوش رحمة ؟؟؟؟؟ ويقولك الواحد ماعاتشي هايصلي وراه ياعم – بقى بالنسبه لهم من المنفرين 0 وسبحان الله العظيم ودي صورة
وخد التانيه
نقرأُ القرآن الذي لو أُنزل على جبلٍ لرأيتهُ خاشعاً مُتصدعاً من خشيةِ الله
فنحن أصبحت قلوبنا أشد قسوة
فلا نحس بخشوعا، ولا نشوف في العين دموع
فلا نحس بخشوعا، ولا نشوف في العين دموع
لأنَّها تلاوةً مُجردةً من التدبرِ والتفكر، وتلك أيضاً صورة
وخد التالته
نصوم شهر رمضانن كله، شهر مليان بكل أنواع العباداتِ،
عبادات كفيلةً بتغييرِ مجرى القلوبِ لو كانت حيَّةً،
المهم يخلص الشهر لا يسيب فينا أثر ولا تقوى 0
المهم يخلص الشهر لا يسيب فينا أثر ولا تقوى 0
نحجُّ بيتَ اللهِ الحرام، عند بيت الملك، ونقف واقف تتحرك فيها القلةب الميته وتتحرك فيها المشاعر اللي كانت جامدة
ومع كل ده فلا نرجع الا بآثارهِ من حلقُ الشعورِ ( الرأس يعني )
أما الشعورَ ( الاحساس ) بتجددِ الإيمان فلا شُعور
نرجعُ من الحج بكلام فقط يقولك دانا عملت كذا في رميِّ الجمرات، ولو شفتني بعرفات واللي اشتريته من هناك.
اللهم أرزقنا الحج والعمره واجعلنا من عبادك المخلصين ياحي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام
أما الشعورَ ( الاحساس ) بتجددِ الإيمان فلا شُعور
نرجعُ من الحج بكلام فقط يقولك دانا عملت كذا في رميِّ الجمرات، ولو شفتني بعرفات واللي اشتريته من هناك.
اللهم أرزقنا الحج والعمره واجعلنا من عبادك المخلصين ياحي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام
المهم
ودي صورة تاخد واحده كمان ولا كفايه لأ خد واحده كمان .
ذكرُ الله الذي قال فيه : (( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ذكر الله ))
ذكر الملك بقى مجرد كلام دا لو بيذكروا، ولا حد بيحس بحاجه بقيت تسمع الواحد بيذكر ماتسمعشي الا بسبس صاروخ . تلاقي الواحد لو قعد في مجلس من مجالس الذكر - هااااا عاوز أنام – دا لو ماكانشي بينام فعلا – أما بقى لو قعده فيها غيبه ونميمه أو أي كلام تلاقيه مصحصح وساعات تمر في سماع الأغاني ومشاهدة الكليبات والمسلسلات وووووو وتلاقي الواحد رده جاهز يقولك
ياعم ساعةً وساعة ، وإنَّ الله لا يملَّ حتى تملوا 0
ولو سمعوا النداء للصلاه ولا كأنهم سامعين حاجه تقوله مش هاتقوم تصلي يقولك بعد الفبلم ياعم تقوله الصلاة في أوقاتها يقولك وأنت مالك هو أنت اللي هاتتحاسبلي – تقوله ياعم أنا خايف عليك يقولك خاف على نفسك أنت هو أنت هاتتحاسبلي – ويقولك على فكرة كده صلاة الجماعه هاتفوتك الحقها أنت
دا أخوتي في الله مرض خطير قد أصاب الكثيرين من فقد لذة الأنس بالقرب من الملك، وواللهِ مصيبةٌ، وأيُّ مصيبةٍ أعظمُ من أن يأنسوا بالشهواتِ، وطاعة الشياطين والقرب منهم والاحساس باللذه فقط في رضى الشيطان وفقد اللذه في كل ما يرضي الرحمن أصبحت العباده عادة كأنهم آليين متحركين (ربنا يهيديهم ويهدينا ويتوب عليهم وعلينا )
نحنُ أيُّها المسلمونَ واللهِ محرومونَ مش لاقيين روح العبادة والسببب في السعادةِ ، لماذا لا نشعرُ بالراحةِ التي وجدها r في الصلاةِ حينما جعلَها قُرةَ عينٍ وراحةَ بالٍ، فيقولُ لبلال : ((أرحنا بالصلاة )) ويقولُ : (( جعلت قرة عيني في الصلاة )) لماذا لا نشتاقُ إلى الصلاةِ وتصبحَ القلوبُ معلقةً بالمساجدِ كما كانَ قائلُ السلفِ يقولُ : (ما صليتُ صلاةً إلاَّ واشتقتُ إلى ما بعدها ) وحتى كانَ أحدُهم يأتي إليَّها يُهادى بين رجُلين ، لماذا لا نشعرُ بالجنةِ وندخلُ البستانَ الذي دخلهُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ حين قالَ : ( أنا جنتي وبستاني في صدري ) وقال : ( إنَّ في الدنيا جنةً من لم يدخُلها لم يدخل جنةَ الآخرة ) 0
أينَ الشعورُ بلذةِ العبادةِ التي وجدَها السلفُ يومَ أن قالَ قائلهم : ( إنَّهُ لتمرُ بالقلبِ أوقاتٍ أقولُ فيها إن كانَ أهلُ الجنةِ في مثلِ هذا إنَّهم لفي عيشٍ طيب )
ويقولُ الآخرُ : ( مساكين أهلِ الدنيا، خرجُوا من الدنيا وما ذَاقوا أطيبَ ما فيها ، قالوا: وما أطيبَ ما فيها ؟ قال : محبةُ اللهِ والأنسُ به، والشوقُ إلى لقائهِ والإقبالُ عليه، والإعراضُ عمن سواه ) .
لماذا لا نشعرُ بنعيمِ الطاعةِ الذي شعرَ بهِ أسلافُنا يومَ أن قالَ أحدُهم : ( لو يعلم الملوك وأبناءُ الملوكِ ما نحنُ فيه من النعيمِ لجا لدُونا عليهِ بالسيوفِ ) .
لماذا عدِمنا صورَ التنافسِ في الخيراتِ، والتسابقِ إلى الطاعاتِ، حتى عندَ شبابِ الصحوةِ، فأصبحت لا تستغربُ شاباً ملتزماً يأتي إلى الصلاةِ عند الإقامة ، ورُبَّما فاتهُ شيءٌ منها ، وحتى في يومِ الجمعةِ 0
نعم لم يعد للعباداتِ عندنا طعمٌ ولا لذة ، وإنَّما أصبحت مُجردَ حركاتٍ تُؤدى دُونَ أن يُصاحِبها استشعارٌ لعظمةِ الله، والتذللِ لهُ، والاستسلامِ له، والاستشعارِ للثوابِ والعقاب0
لم تعُد صلاتُنا تَنهَانا عن الفحشاءِ والمنكر، لأنَّها ليست الصلاةُ التي يُريدُها الله ، فالصلاةُ التي أمرَ اللهُ بها، والتي يُريدُها ليست مُجرد أقوالٍ تتحرك به الألسنه، وحركاتٍ تُؤدِّيها الجوارحُ بلا تدبرٍ من عقلٍ ولا خشوعٍ من قلب ، ليست تلك التي ينقُرُها صاحِبها نقرَ الديكةِ، ويخطفُها خطفَ الغُرابِ، ويلتفتُ فيها التفاتَ الثعلبِ ، كلاَّ ، فالصلاةُ المقبولةُ هي التي تأخذُ حقَّها من التأملِ والخشيةِ، واستحضارِ عظمةِ المعبودِ جلَّ جلالهُ
فالملك ينصب وجهه تجاه وجهك فأحذر أيها العبد وقل لنفسك انتي أمام الملك فأستحي
ذلك أنَّ القصدَ الأولُ من الصلاة – بل من العباداتِ كافةً – هو تذُكير الإنسانِ بربهِ الأعلى، الذي خلقَ فسوى، والذي قدَّرَ فهدى، (( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)) (سورة طـه :14) .
وعند أبي داودَ قال r : (( إنما فرضت الصلاة وأمرَ بالحجِ وأشعرت المناسكُ لإقامةِ ذكرِ الله تعالى )).
وكما أنَّهُ لابدَّ في الصلاةِ من حضورِ القلبِ فلا بدَّ من حضورِ العقل، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ )) (سورة النساء :34) .
وكم من مُصلٍ (أسكره اتباع الهوى والركض وراء الدنيا ) لا يعلمُ ما يقولُ في صلاتهِ أي والله فأحدهم يقول لا أعرف ماذا قرأت ولا ماذا كان يقرأ الامام - فحبُّ الدنيا، واتباعُ الهوى قد ألهوه، ويقولُ ابن عباسٍ- رضي الله عنهما- : ( ركعتان مقتصدتان في تفكرٍ خيرٌ من قيامِ ليلةٍ والقلبُ ساهٍ ) .
وهذه هي الصلاةُ التي كانت قُرةَ عينهِ r، والتي كانَ يحنُّ إليها، ويتلهفُ عليها، ويقولُ لبلال : ((أرحنا بها)) 0
لقد فقدنا لذةَ العبادةِ لأننَا تساهَلنَا بالذنوبِ، وخاصةً الصغائرِ، والاستهانةَ بالذنوبِ والتساهلَ مع النفسِ في مواقعتها يُؤدِّي إلى إدمانِها، وهذا بدورِهِ يُؤدِّي إلى قُسوةِ القلبِ، وانتكاستهِ، وتقاعُسِهِ عن الطاعاتِ، وميلهِ إلى الشهواتِ، وبالتالي يفقدُ لذةَ الطاعةِ وحلاوتها، والشوقِ إليها
وأحنا قلنا بفضل الله أثر الذنوب والمعاصي على القلوب كما ذكرها ابن القيم رحمه الله – واذا أراد أخوتي اعادتها هنا لفعلنا بفضل الله –
قال تعالى : (( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)) (سورة الشورى .30)
وأيّ ُمصيبةٍ أعظمُ من فقدِ حلاوةِ الطاعةِ ، ولذةِ الإيمان لذة الأنس بالله ومن ذاق عرف ولكن قد مات الاحساس بالتذوق الا لمن رحم ربي.
سُئلَ وهيبُ بن الورد : (متى يفقدُ العبدُ لذةَ العبادةِ إذا وقعَ في المعصيةِ أو إذا فرغَ منها، فقالَ : يفقدُ لذةَ العبادةِ إذا همَّ بالمعصيةِ) وفقدنا لذةَ العبادةِ يومَ أن تنافسنا على الدنيا ، وقد قال r : (( فوا الله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم)) 0
إنَّ الغرقَ في وحلِ زينة الدنيا والانشغالَ بها، ذلك كلهُ يُؤدِّي إلى الغفلةِ عن العبادةِ، والبعدِ عن حقيقتها، والانحرافِ في مفهومها، ولأنَّ سلفنا أدركُوا ذلك، فقد ذَاقوا حلاوةَ الإيمانِ وتقلبُوا في جنةِ الطاعةِ، وبستانِ العبادة .
فيامن اتبع هواه وضل طريقه الى الله
قال الحسن : (واللهِ لقد أدركتُ أقواماً كانتِ الدنيا أهونُ عليهم من الترابِ الذي تمشونَ عليه، ما يُبالُونَ أشرقتِ الدنيا أم غربت ، ذهبت إلى ذا أو ذهبت إلى ذا ) 0
لقد فقدنا تلك اللذه يومَ أن غفلنا عن ذكرِ الله ، والذكرُ فيه حياةٌ للقلوبِ كما تحيي البلادُ إذا ما مسَّها المطرُ، ويومَ أن غفلنا عن الذكرِ قست قُلوبُنا ، ودبَّ إلى بعضنا التقاعسُ والقعودُ وحبُّ الدعةِ والركود، هجرُ قيامَ الليلِ، والتأخرُ عن الصلواتِ، وإهمالُ السننِ المُستحباتِ، وهجرُ كتابَ اللهِ عز وجل، حينما أُغرقنا في المباحات، والإكثارُ منها قسوةً للقلبِ، وإضاعةً للوقتِ.
وصدقَ من قالَ : (لا تأكلوا كثيراً فتشربوا كثيراً فترقدوا كثيراً فتخسروا عند الموت كثيراً ) ، فبقدرِ الإفراطِ في المباحاتِ يكونُ التفريطُ في الواجباتِ والمسؤوليات ، قالت عائشة - رضي الله عنها- : ( أولَ بلاءٍ حدثَ في هذه الأمةِ بعد نبيها الشبعُ ، فإنَّ القومَ لما شبعت بطونهم، سمنت أبدانهم، فضعفت قلوبهم، وجمحت شهواتهم ) 0
إن انشغالَ بعضُ شبابنا اليومَ بالمباحاتِ، من رحلاتٍ ترويحيةٍ، وإدمانٍ للرياضة، ومشاهدةٍ لبرامجِ الفيديو ومسرحياتهِ، واستماعٍ مستمر ٍللأناشيدِ وغير ذلك من صورِ الانشغالِ بالمباحاتِ، كلُّ ذلك أنشأ جيلاً ضعيفَ الصلةِ بالعبادةِ، لا يملكُ من مقوماتِ الالتزامِ إلاَّ العباداتِ المظهرية, ففسدَ محلُّ الإيمانِ وهو القلبُ بدسيسةٍ باطنةٍ، وآفةٍ كامنةٍ فيه، تتربصُ ساعةََ غفلةٍ، فتتحركُ لتهوي بصاحبها، ولهذا قال : (( إنَّ الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ))0
قال ابنَ رجب- رحمه الله- : (وإنَّ خاتمةَ السُوءِ تكونُ بسببِ دسيسةٍ باطنةٍ للعبدِ، لا يطلعُ عليها الناسُ إمَّا من جهةِ عملٍ سيئٍ ونحو ذلك، فتلك الخصلةُ الخفيةُ تُوجبُ سوءَ الخاتمةِ عند الموت ) 0
إنَّ التثاقلَ إلى الأرضِ، وخُلطةِ أهلِ الزيغِ، من أكبرِ أسبابِ مرضِ القلبِ واعتلاله، وهبوطِ الإيمانِ ونقصانه، قال الإمامُ ابن القيم- رحمهُ الله- : (مثلُ القلبِ مثلُ الطائرِ كلَُّما علا بعُدَ عن الآفاتِ وكُلَّما نزل احتوشتهُ الآفات)
يتبع باذن الله
تعليق