وبشر الصابرين
الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
, و بعد الانسان مخلوق ضعيف ,
, فاذا اضفنا الي ذلك عصيان الانسان لله تعالى فى هذه الدار
, فلا بد اذن من عقوبة رادعة لهذا المخلوق الضعيف المجترىء علي العصيان
و لكن لما كانت قد سبقت رحمة الله غضبة , مع حلم الله على عبيده , بل ومحبته لهم , ورحمته بهم
, اراد الله ان يطهر عباده برحمة منه وفضل , فقدر المصائب و البلايا و الامراض لتكفر للانسان ذنوبه
, فليقى الله نقيا من الذنوب ليكون اهلا لسكنى داركرامته. وعلى هذا فالمؤمن ينظر على الامراض وغيرها على انها (اختبار وابتلاء)
قال تعالى (الذى خلق الموت والحيوة ليبلوكم ايكم احسن عملا )فالانسان فى الحياة مختبر والله تعالى هو الذى يضع الاختبار نوعة و زمانة ومكانة وشدتة .
, و بعد الانسان مخلوق ضعيف ,
, فاذا اضفنا الي ذلك عصيان الانسان لله تعالى فى هذه الدار
, فلا بد اذن من عقوبة رادعة لهذا المخلوق الضعيف المجترىء علي العصيان
و لكن لما كانت قد سبقت رحمة الله غضبة , مع حلم الله على عبيده , بل ومحبته لهم , ورحمته بهم
, اراد الله ان يطهر عباده برحمة منه وفضل , فقدر المصائب و البلايا و الامراض لتكفر للانسان ذنوبه
, فليقى الله نقيا من الذنوب ليكون اهلا لسكنى داركرامته. وعلى هذا فالمؤمن ينظر على الامراض وغيرها على انها (اختبار وابتلاء)
قال تعالى (الذى خلق الموت والحيوة ليبلوكم ايكم احسن عملا )فالانسان فى الحياة مختبر والله تعالى هو الذى يضع الاختبار نوعة و زمانة ومكانة وشدتة .
فلا يظن الانسان انه يختار نوع الاختبار او زمانه او مكانه او شدته .
(تمحيص الانسان)
: قال تعالى " احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنـــــا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله اللذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"
: قال تعالى " احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنـــــا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله اللذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"
العنكبوت 2,3
وقال الله تعالى : ( وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ) آل عمران/141 . قال القاسمي (4/239) : " أي لينقّيهم ويخلّصهم من الذنوب ، ومن آفات النفوس . وأيضاً فإنه خلصهم ومحصهم من المنافقين ، فتميزوا منهم. .........ثم ذكر حكمة أخرى وهي ( ويمحق الكافرين ) أي يهلكهم ، فإنهم إذا ظفروا بَغَوا وبطروا ، فيكون ذلك سبب دمارهم وهلاكهم ، إذ جرت سنّة الله تعالى إذا أراد أن يهلك أعداءه ويمحقهم قيّض لهم الأسباب التي يستوجبون بها هلاكهم ومحقهم ، ومن أعظمها بعد كفرهم بغيهم وطغيانهم في أذى أوليائه ومحاربتهم وقتالهم والتسليط عليهم ... وقد محق الله الذي حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأصروا على الكفر جميعاً " انتهى .
قال الفضيل بن عياض:الناس ما داموا فى عافيه مستورون فاذا نزل بهم بلاء صاروا الى حقائقهم فصار المؤمن الى ايمانه وصار المنافق الى نفاقه
وقال الله تعالى : ( وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ) آل عمران/141 . قال القاسمي (4/239) : " أي لينقّيهم ويخلّصهم من الذنوب ، ومن آفات النفوس . وأيضاً فإنه خلصهم ومحصهم من المنافقين ، فتميزوا منهم. .........ثم ذكر حكمة أخرى وهي ( ويمحق الكافرين ) أي يهلكهم ، فإنهم إذا ظفروا بَغَوا وبطروا ، فيكون ذلك سبب دمارهم وهلاكهم ، إذ جرت سنّة الله تعالى إذا أراد أن يهلك أعداءه ويمحقهم قيّض لهم الأسباب التي يستوجبون بها هلاكهم ومحقهم ، ومن أعظمها بعد كفرهم بغيهم وطغيانهم في أذى أوليائه ومحاربتهم وقتالهم والتسليط عليهم ... وقد محق الله الذي حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأصروا على الكفر جميعاً " انتهى .
قال الفضيل بن عياض:الناس ما داموا فى عافيه مستورون فاذا نزل بهم بلاء صاروا الى حقائقهم فصار المؤمن الى ايمانه وصار المنافق الى نفاقه
(تكفير للذنوب)
:قال تعالى :ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون :
:قال تعالى :ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون :
الروم 41
قال رسول الله "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب -المرض والتعب- ولا هم ولا حزن ولا غم ولا اذى , حتى الشوكه يشاكها , الا كفر الله بها من خطاياه"
وقال ايضا : ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه الا حط الله به سيئاته كما تحط الشجره ورقها "
(رفع الدرجات)
: قال رسول الله " ان الرجل لتكون له عند الله المنزلة الرفيعة فما يبلغها بعمل فما يزال الله يبتليه بما يكرهه حتى يبلغها "
: قال رسول الله " ان الرجل لتكون له عند الله المنزلة الرفيعة فما يبلغها بعمل فما يزال الله يبتليه بما يكرهه حتى يبلغها "
(علامه على حب الله)
: قال رسول الله " ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط "
: قال رسول الله " ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط "
وقال ايضا "اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبه فى الدنيا و اذا اراد بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامه "
(بين الصبر والرضا)
: قال تعالى "انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب"
: قال تعالى "انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب"
وقال رسول الله "الصبر ضياء "
فالصبر واجب على الانسان وله الاجر الجزيل من الله والافضل منه الرضا قال رسول الله "من رضى فله الرضا" وقال بعض السلف: الرضا باب الله الاعظم وجنه الدنيا ومستراح العابدين . وقال بعضهم: اذا كان الله تبارك وتعالى يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فالنظر ما يفعل بالراضى عنه.
(غبطه الناس لاهل البلاء)
قال رسول الله " ليود اهل العافية في الدنيا يوم القيامه ان جلودهم قرضت بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب اهل البلاء"
قال رسول الله " ليود اهل العافية في الدنيا يوم القيامه ان جلودهم قرضت بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب اهل البلاء"
- تحقيق العبودية لله رب العالمين
فإن كثيراً من الناس عبدٌ لهواه وليس عبداً لله ، يعلن أنه عبد لله ، ولكن إذا ابتلي نكص على عقبيه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين , : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) الحج/11 .
الابتلاء إعداد للمؤمنين للتمكين في الأرض
قيل للإمام الشافعي رحمه الله : أَيّهما أَفضل : الصَّبر أو المِحنة أو التَّمكين فقال : التَّمكين درجة الأنبياء ، ولا يكون التَّمكين إلا بعد المحنة ، فإذا امتحن صبر ، وإذا صبر مكن .
- البلاء درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل
يطلعك عمليّاً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف ، لا حول لك ولا قوة إلا بربك ، فتتوكل عليه حق التوكل ، وتلجأ إليه حق اللجوء ، حينها يسقط الجاه والتيه والخيلاء ، والعجب والغرور والغفلة ، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه ، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .
قال ابن القيم :
" فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته ، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه " انتهى . " زاد المعاد " ( 4 / 195 ) .
- الابتلاء يخرج العجب من النفوس ويجعلها أقرب إلى الله .
قال ابن حجر : " قَوْله : ( وَيَوْم حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتكُمْ ) رَوَى يُونُس بْن بُكَيْر فِي " زِيَادَات الْمَغَازِي " عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس قَالَ : قَالَ رَجُل يَوْم حُنَيْنٍ : لَنْ نُغْلَب الْيَوْم مِنْ قِلَّة , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ الْهَزِيمَة .."
قال ابن حجر : " قَوْله : ( وَيَوْم حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتكُمْ ) رَوَى يُونُس بْن بُكَيْر فِي " زِيَادَات الْمَغَازِي " عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس قَالَ : قَالَ رَجُل يَوْم حُنَيْنٍ : لَنْ نُغْلَب الْيَوْم مِنْ قِلَّة , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ الْهَزِيمَة .."
قال ابن القيم زاد المعاد (3/477) :
" واقتضت حكمته سبحانه أن أذاق المسلمين أولاً مرارة الهزيمة والكسرة مع كثرة عَدَدِهم وعُدَدِهم وقوة شوكتهم ليضع رؤوسا رفعت بالفتح ولم تدخل بلده وحرمه كما دخله رسول الله واضعا رأسه منحنيا على فرسه حتى إن ذقنه تكاد تمس سرجه تواضعا لربه وخضوعا لعظمته واستكانة لعزته " انتهى .
- الابتلاء يربي الرجال ويعدهم
لقد اختار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم العيش الشديد الذي تتخلله الشدائد ، منذ صغره ليعده للمهمة العظمى التي تنتظره والتي لا يمكن أن يصبر عليها إلا أشداء الرجال ، الذين عركتهم الشدائد فصمدوا لها ، وابتلوا بالمصائب فصبروا عليها . نشأ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتيماً ثم لم يلبث إلا يسيرا حتى ماتت أمه أيضاً . والله سبحانه وتعالى يُذكّر النبي صلّى اللّه عليه وآله بهذا فيقول : ( ألم يجدك يتيماً فآوى ) . فكأن الله تعالى أرد إعداد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على تحمل المسئولية ومعاناة الشدائد من صغره .
: أن الإنسان يميز بين الأصدقاء الحقيقيين وأصدقاء المصلحة
كما قال الشاعر: جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقـي وما شكري لها إلا لأني عرفت بها عدوي من صديقي
- الابتلاء يذكرك بذنوبك لتتوب منها
والله عز وجل يقول : ( وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيئَةٍ فَمِن نفسِكَ ) النساء/79 ، ويقول سبحانه : ( وَمَا أَصابَكُم من مصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُوا عَن كَثِيرٍ ) الشورى/30 .
فالبلاء فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر يوم القيامة ؛ فإنَّ الله تعالى يقول : ( وَلَنُذِيقَنهُم منَ العَذَابِ الأدنَى دُونَ العَذَابِ الأكبَرِ لَعَلهُم يَرجِعُونَ ) السجدة/21 ، والعذاب الأدنى هو نكد الدنيا ونغصها وما يصيب الإنسان من سوء وشر .
وإذا استمرت الحياة هانئة ، فسوف يصل الإنسان إلى مرحلة الغرور والكبر ويظن نفسه مستغنياً عن الله ، فمن رحمته سبحانه أن يبتلي الإنسان حتى يعود إليه .
- الابتلاء يكشف لك حقيقة الدنيا وزيفها وأنها متاع الغرور
وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا ، في حياة لا مرض فيها ولا تعب ( وَإِن الدارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ ) العنكبوت/64 ، أما هذه الدنيا فنكد وتعب وهمٌّ : ( لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ ) البلد/4 .
وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا ، في حياة لا مرض فيها ولا تعب ( وَإِن الدارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ ) العنكبوت/64 ، أما هذه الدنيا فنكد وتعب وهمٌّ : ( لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ ) البلد/4 .
- الابتلاء يذكرك بفضل نعمة الله عليك بالصحة والعافية
فإنَّ هذه المصيبة تشرح لك بأبلغ بيان معنى الصحة والعافية التي كنت تمتعت بهما سنين طويلة ، ولم تتذوق حلاوتهما ، ولم تقدِّرهما حق قدرهما .
المصائب تذكرك بالمنعِم والنعم ، فتكون سبباً في شكر الله سبحانه على نعمته وحمده .
- الشوق إلى الجنة
لن تشتاق إلى الجنة إلا إذا ذقت مرارة الدنيا , فكيف تشتاق للجنة وأنت هانئ في الدنيا
فهذه بعض الحكم والمصالح المترتبة على حصول الابتلاء وحكمة الله تعالى أعظم وأجل .
أسألكم الدعاء
أسألكم الدعاء
أسألكم الدعا
لم اضف شيئا فقط فقمت بتجميع ما قيل في هذا الشأن
أسألكم الدعاء
أسألكم الدعاء
أسألكم الدعا
لم اضف شيئا فقط فقمت بتجميع ما قيل في هذا الشأن
تعليق