رد: صوت صفير البلبل ... كفانا هراءاً ....
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. حيا الله الأخ التائب إلى الله
الله يجزيك خير أخى الحبيب .. زادنا الله وإياك حرصاً .. آمين
بداية أخى الحبيب ... يقول الإمام ابن تيمية : من قال أن كل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وصلت كل الأئمة فقد أخطأ خطئاً شديداً ..) ... إذن فليس عيباً فى إمام من الأئمة ألا يصله حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .. بل إن بعض الصحابة لم يصلهم بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم كسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... لم يصله حديث الطاعون .. بل إن الحكم الشرعي كان ينزل على النبي ولا يعرفه الصحابة الساكنون فى الأرجاء البعيدة إلا بعد فترة ... الشاهد ... فإنى عندما أقول أن قصيدة الأصمعي منسوبة إليه ولا أصل لها فترد قائلاً أنك سمعتها من الشيخ فلان وفلان يعرضني ذلك للمسائلة والاتهام إن قلت لك عكس ذلك ... فيظهر من كلامى أنى أنهم المشايخ الأفاضل أنهم لم يجدوا أو لم يبحثوا عن إسناد لهذه القصة ... أردت أن أبدأ بهذه الكلمات لتوضيح المبدأ الذى سأتكلم عنه الآن ... وهو أننا تعلمنا من مشايخنا الأفاضل ... أن من أهم قواعد تعلم العلم تقديم النقل على العقل فى التعارض ... إذن الفصل فى مسألة نسبة القصيدة للأصمعي هو النقل وليس العقل ... مع احترامى لكل المشايخ الكرام الكرام أسأل الله أن يبارك فيهم ويحفظهم ... ولكنهم علمونا أن لكل شىء دليل وسند ... وإن الناقل المعروف عنه الصدق والأمانة والمُثنى عليه من علماء وفقهاء عصره فقط هو من يُنقل عنه ... أنا أقول أن القصة المذكورة بالقصيدة لا أصل لها فى أكابر وأمهات كتب البلاغة وكتب اللغة العربية ... بل كُتبت فى كتابين فقط كما أوضحت سالفاً ... لكن قبل التحدث عن الكتابين .. دعنى أتكلم عن الأصمعي وأضع لك لمحة بسيطة عنه وعن بلاغته ... والذي لقبه الإمام الذهبي في " السير " بـ " الإمام العلامة الحافظ حجة الأدب لسان العرب " والذي قال فيه الإمام الشافعي " ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي " - فرحمهم الله تعالى - .
قال ابن خلكان في ترجمة الأصمعي :
"أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، المعروف بالأصمعي الباهلي، وإنما قيل له الباهلي وليس في نسبه اسم باهلة لأن باهلة اسم امرأة مالك بن أعصر، وقيل إن باهلة ابن أعصر.
كان الأصمعي المذكور صاحب لغة ونحو، وإماماً في الأخبار والنوادر والملح والغرائب .." ا.هـ
وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -.
".. وقال محمد بن زكير الأسواني سمعت الشافعي يقول "ما رأيت بذلك العسكر أصدق لهجة من الأصمعي " وقال بن أبي خيثمة عن بن معين الأصمعي "ثقة"وقال أبو معين الرازي سألت بن معين عنه فقال " لم يكن ممن يكذب وكان من أعلم الناس في وقته " وقال الآجري عن أبي داود "صدوق "وقال الحربي "كان أهل البصرة من أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد ويونس بن حبيب والأصمعي "وقال نصر بن علي سمعت الأصمعي يقول لعفان اتق الله ولا تغير حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقولي قال نصر بن علي كان الأصمعي يتقي أن يفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما يتقي يفسر القرآن وقال المبرد كان الأصمعي بحراً في اللغة وكان دون أبي زيد في النحو وقال أبو العيناء سمعت إسحاق الموصلي يقول لم أر الأصمعي يدعي شيئاً من العلم فيكون أحد أعلم به منه وقال الحارث بن أبي أسامة عن يحيى بن حبيب عن الأصمعي بلغت ما بلغت من العلم ونلت ما نلت بالملح وقال أبو العيناء توفي البصرة وأنا حاضر في سنة ثلاث عشرة ومائتين وقال خليفة مات سنة 15 وقال أبو موسى والبخاري مات سنة 16 (*) وقال الكديمي سنة 17 وقال الخطيب بلغني أنه عاش 88 سنة. روى له مسلم في مقدمة كتابه وأبو داود في تفسير أسنان الإبل والترمذي في تفسير أم زرع .. " ا.هـ
وذكر الإمام الذهبي - رحمه الله - في ترجمة العلامة أبو زيد الأنصاري سعيد بن أوس الأنصاري اللغوي ، فقال : " وقال بعض العلماء: كان الأصمعي يحفظ ثلث اللغة، وكان أبو زيد يحفظ ثلثي اللغة" ا.هـ
وقد بلغت مؤلفاته - رحمه الله - ( 61 ) مؤلفاً وأغلبها لم يعرف مكانها فهي ما بين المفقودة أومجهولة المكان ، وقد عدٌها وذكر أساميها وصوابها ، محقق كتاب "ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه " للأصمعي - رحمه الله - في [الصفحة 25 / 28 ]
*) وهذا ما أثبته كذلك محقق كتاب المترجم له - رحمه الله - " ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه " في [الصفحة 28 ]
المراجع
"سير أعلام النبلاء "
"تهذيب التهذيب "
"العبر في خبر من غير "
"وفيات الأعيان "
"ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه "
إذن وبعد معرفة صفحات من علم الأصمعي ومستواه البلاغي والأدبي آن لنا الوقت لكي نعرف هل تواجد الأصمعي فى عصر أبي جعفر أم لا ... إذن فمحور حدينا الآن عن شخصين وهما الأصمعي وأبو جعفر المنصور ... أولا : الخليفة المنصور ، من ملوك الدنيا ، ومن زعماء المسلمين ، وإن رمي بالحرص ، فهو من الخوف على بيت مال المسلمين ، ومما جاء في ترجمته :
المَنْصُور العَبَّاسي (95 - 158هـ، 714 - 775م)
عبد الله بن محمد بن علي بن العباس ، أبو جعفر ، المنصور :
ثاني خلفاء بني العباس ، وأول من عني بالعلوم من ملوك العرب.
كان عارفاً بالفقه والأدب ، مقدماً في الفلسفة والفلك ، محباً للعلماء.
ولد في الحميمة من أرض الشراة (قرب معان) ، وولي الخلافة بعد وفاة أخيه السفاح سنة 136هـ.
وهو باني (بغداد) أمر بتخطيطها سنة 145هـ ، وجعلها دار ملكه بدلاً من (الهاشمية) التي بناها السفاح .
ومن آثاره :
مدينة (المصيصة) و (الرافقة) بالرقة ، وزيادة في المسجد الحرام .
وفي أيامه شرع العرب يطلبون علوم اليونانيين والفرس ، وعمل أول إسطرلاب في الإسلام ، صنعه محمد بن إبراهيم الفزاري .
وكان بعيداً عن اللهو والعبث ، كثير الجد والتفكير ، وله تواقيع غاية في البلاغة.
وهو والد الخلفاء العباسيين جميعاً ، وكان أفحلهم شجاعة وحزماً ، إلا أنه قتل خلقاً كثيراً حتى استقام ملكه.
توفي ببئر ميمون (من أرض مكة) ، ومدة خلافته 22 عاماً.
يؤخد عليه قتله لأبي مسلم الخراساني (سنة 137هـ) ، ومعذرته أنه لما ولي الخلافة دعاه إليه ، فامتنع في خراسان ، فألح في طلبه ، فجاءه ، فخاف شره ، فقتله في المدائن .
وكان المنصور أسمر ، نحيفاً ، طويل القامة ، خفيف العارضين ، معرق الوجه ، رحب اللحية ، يخضب بالسواد ، عريض الجبهة (كأن عينيه لسانان ناطقان ، تخالطه أبهة الملوك بزي النساك) ، أمه بربرية تدعى سلامة ، وكان نقش خاتمه :
(الله ثقة عبد الله وبه يؤمن) .
ثانيا : أما الأصمعي ، فهو من رواة العرب الموسوعيين في الحفظ والرواية ، ومما جاء في ترجمته :
الأصْمَعي (122 - 216هـ، 740 - 831م) :
هو عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي ، أبو سعيد الأصمعي :
راوية العرب ، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان .
نسبته إلى جده أصمع ، ومولده ووفاته في البصرة.
كان كثير التطواف في البوادي ، يقتبس علومها ، ويتلقى أخبارها ، ويتحف بها الخلفاء ، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة ، أخباره كثيرة جداً.
وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر).
قال الأخفش : ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي .
وقال أبو الطيب اللغوي : كان أتقن القوم للغة ، وأعلمهم بالشعر ، وأحضرهم حفظاً. وكان الأصمعي يقول : أحفظ عشرة آلاف أرجوزة.
وتصانيفه كثيرة مشهورة متداولة .
بعد هذا الكلام ظهر أن الأصمعي لم بكن فى عصر المنصور أصلاً ... وهذا ما يجعلنا نتسائل كيف جاءت لنا هذه القصيدة ومن كتبها ؟؟؟؟
كما ذكرت فى هيدر الموضوع أن القصة هذه لم تكتب إلا فى كتابين ... أولهم كتاب للإتليدي إسمه إعلام الناس بما وقع للبرامكة في بني عباس ... من هو الإتليدى ؟؟ ...
فهو محمد دياب الإتليدي : (؟ - بعد 1100 هـ، ؟- بعد 1689 م) :
قصاص ، من إقليم منية الخصيب بمصر ، له كتاب :
(إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس).
ومثل هذا الكتاب مثل كتب جمع الطرف والأشياء الظريفة ، ولكنه كله كتابات ، ليس فيها من صحة التاريخ شيء ، سوى شيئا واحدا ، وهو أسماء الشخصيات التاريخية فحسب .
ويمكنك البحث في سيرة هذا الرجل للاستزادة إن شئت ....
والكتاب الثاني مجاني الأدب من حدائق العرب ، للويس شيخو ( ت 1346هـ ) ،وهو رجل متّهم ظنين ، ويكفي أنه بنى أكثر كتبه على أساس فاسد - والتعبير لعمر فرّوخ ( ت 1408هـ ) - وكانت عنده نزعة عنصرية مذهبية ، جعلته ينقّب وينقّر ويجهد نفسه ، ليثبت أن شاعراً من الجاهليّين كان نصرانياً ( راجع : تاريخ الأدب العربي 1/23) .
ويبدو أن الرجلين قد تلقفا القصة عن النواجي ( ت859هـ ) _ وقد أشار شيخو إلى كتابه ( حلبة الكميت ) على أنه مصدر القصة ، ولم أتمكّن من الاطلاع عليه ، على أن النواجي أديب جمّاع ، لا يبالي أصحّ الخبر أم لم يصحّ ، وإنما مراده الطرفة ، فهو يسير على منهج أغلب الإخباريين من الأدباء ، ولذا زخرت مدوّنات الأدب بكل ما هبّ ودبّ ، بل إن بعضها لم يخلُ من طوامّ وكفريّات .
وتعليقاً على كون الإتليديّ قصّاصاً ، أشير إلى أن للقصّاص في الكذب والوضع والتشويه تاريخاً طويلاً ، جعل جماعة من الأئمة ينهون عن حضور مجالسهم ، وأُلّفت في التحذير منهم عدة مصنّفات ( راجع : تاريخ القصّاص ، للدكتور محمد بن لطفي الصباغ ) .... هذا ما قلته ونقلته بتصرف من أكثر من موقع ومنتدى علم شرعي موثوق فيه وفي أهله ... ويمكنك التأكد من المصدر والاستزادة بخصوص هذه
القصة من خلال الضغط على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=119772
على كل جزاك الله خيرا على التنويه وان كنت ارجو كما قلت ان نتاكد من كل شى ولكن ان كان قائلها شيوخ كرام !
والله يا أخى حتى الآن .. أنا متأكد وواثق من كل كلمة قلتها ... لا أدري أخي لماذا تُتبع كلمة شيوخ كرام وأفاضل بعد كل سطر ... المشايخ الأفاضل يحاولوا قدر إمكانهم أن يجدوا أسانيد لأقوالهم وليس معنى أنهم سكتوا عنها أنهم موافقون على مسندها ومبناها ... وهم ينقلون عن مشايخهم ما يرون أنه موافق لكتاب الله وسنة نبيه ... ولكم سمعنا من حديث كنا نحفظه ونتداوله ثم ظهر بعد ذلك أنه ضعيف أو موضوع ... بل إننى أذكر ما فعله الشيخ محمود المصري عندما قدم حاضرة بعنوان الخوف من سوء الخاتمة وذكر فيها قصة منقولة تقول أن هناك جهاز أجنبي للبحث فى باطن الأرض نقل ذبذبات من تحت الأرض ولما ترجمها الجهاز سمعوا صوت أناس يعذبون فى قبورهم ... بعد نزول الشريط حاضر الشيخ محمود المصرى نفس المحاضرة بنفس العنوان وذكر فى صدرها أن القصة هذه واهية وتخالف الشريعة الإسلامية والنقل النبوي ... واعتذر عنها وأخبر أنه نقلها من بعض المصادر وتبرأ من كل من يساعد فى نشر شريطه الأول الذى ذكر فيه هذه القصة ... إذن فهذا وارد جداً أن ينقل الشيخ ما لم يتأكد من صحته ... الشيخ أمين الأنصارى فى إحدى حلقات برنامج اللؤلؤ والمرجان عرض فيديو لسيارة تقع فى شق فُتح فى باطن الأرض ... رغم أن هذا الفيديو مركب وليس حقيقى وأنا رأيت الفيديو قبل تركيبه وبعد تركيبه .... ولا أستطيع أن ألوم الشيخ على هذا فهو مطالب بالنقل الشرعي قدر استطاعته فى مجال علمه وعمله وليس مطالب أن يكون مهندس مونتاج لكي يعرف إن كان الفيديو مركباً أو لا ... بعد ما قلته كله هذا يا أخى الحبيب ... أقول لو تبين لى أن لهذه القصة أصل فى التاريخ وثُبت لي بالنقل الصحيح من الشخص الذى سيُبت ذلك حتى الأصمعى أو على الأقل كتاب من أمهات كتب اللغة العربية أو البلاغة ... وقتها سأقول أنى كنت مخطئاً ولن أتحرج من هذا أبداً ... فكلنا لا يزال يحبوا على طريق العلم والدعوة ...
------------------------------
... وبعد .. هذا ما وفقني الله لسرده وقوله على ردك وتعليقك أخى الحبيب الذى أسعدنى جداً ... وأرجوا أن لا أكون أطلت عليك أو أشعرتك بالضيق أو الغضب لطول التعليق ... والله أسأل أن يعلمنا ما يفعنا وأن ينفعنا بما يعلمنا .....
السلام عليكم ورحمه الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. حيا الله الأخ التائب إلى الله
ماشاء الله اخى الكريم على حرصك
الله يجزيك خير أخى الحبيب .. زادنا الله وإياك حرصاً .. آمين
ولكن اخى سمعتها من الشيخ القطان وسمعتها من الشيخ امين الانصارى وسمعت انها قيلت فى حفل زواج كان يحضره شيوخ الاسكندرية
ولم اسمع اى منهما يقول انها مكذوبه
فكيف لى ان اصدق الا ان حضرتك تاتى بمن قال هذا الكلام يعنى هل هو ثقة لاثق فى بحثه !
ولم اسمع اى منهما يقول انها مكذوبه
فكيف لى ان اصدق الا ان حضرتك تاتى بمن قال هذا الكلام يعنى هل هو ثقة لاثق فى بحثه !
بداية أخى الحبيب ... يقول الإمام ابن تيمية : من قال أن كل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وصلت كل الأئمة فقد أخطأ خطئاً شديداً ..) ... إذن فليس عيباً فى إمام من الأئمة ألا يصله حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .. بل إن بعض الصحابة لم يصلهم بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم كسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... لم يصله حديث الطاعون .. بل إن الحكم الشرعي كان ينزل على النبي ولا يعرفه الصحابة الساكنون فى الأرجاء البعيدة إلا بعد فترة ... الشاهد ... فإنى عندما أقول أن قصيدة الأصمعي منسوبة إليه ولا أصل لها فترد قائلاً أنك سمعتها من الشيخ فلان وفلان يعرضني ذلك للمسائلة والاتهام إن قلت لك عكس ذلك ... فيظهر من كلامى أنى أنهم المشايخ الأفاضل أنهم لم يجدوا أو لم يبحثوا عن إسناد لهذه القصة ... أردت أن أبدأ بهذه الكلمات لتوضيح المبدأ الذى سأتكلم عنه الآن ... وهو أننا تعلمنا من مشايخنا الأفاضل ... أن من أهم قواعد تعلم العلم تقديم النقل على العقل فى التعارض ... إذن الفصل فى مسألة نسبة القصيدة للأصمعي هو النقل وليس العقل ... مع احترامى لكل المشايخ الكرام الكرام أسأل الله أن يبارك فيهم ويحفظهم ... ولكنهم علمونا أن لكل شىء دليل وسند ... وإن الناقل المعروف عنه الصدق والأمانة والمُثنى عليه من علماء وفقهاء عصره فقط هو من يُنقل عنه ... أنا أقول أن القصة المذكورة بالقصيدة لا أصل لها فى أكابر وأمهات كتب البلاغة وكتب اللغة العربية ... بل كُتبت فى كتابين فقط كما أوضحت سالفاً ... لكن قبل التحدث عن الكتابين .. دعنى أتكلم عن الأصمعي وأضع لك لمحة بسيطة عنه وعن بلاغته ... والذي لقبه الإمام الذهبي في " السير " بـ " الإمام العلامة الحافظ حجة الأدب لسان العرب " والذي قال فيه الإمام الشافعي " ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي " - فرحمهم الله تعالى - .
قال ابن خلكان في ترجمة الأصمعي :
"أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، المعروف بالأصمعي الباهلي، وإنما قيل له الباهلي وليس في نسبه اسم باهلة لأن باهلة اسم امرأة مالك بن أعصر، وقيل إن باهلة ابن أعصر.
كان الأصمعي المذكور صاحب لغة ونحو، وإماماً في الأخبار والنوادر والملح والغرائب .." ا.هـ
وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -.
".. وقال محمد بن زكير الأسواني سمعت الشافعي يقول "ما رأيت بذلك العسكر أصدق لهجة من الأصمعي " وقال بن أبي خيثمة عن بن معين الأصمعي "ثقة"وقال أبو معين الرازي سألت بن معين عنه فقال " لم يكن ممن يكذب وكان من أعلم الناس في وقته " وقال الآجري عن أبي داود "صدوق "وقال الحربي "كان أهل البصرة من أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد ويونس بن حبيب والأصمعي "وقال نصر بن علي سمعت الأصمعي يقول لعفان اتق الله ولا تغير حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقولي قال نصر بن علي كان الأصمعي يتقي أن يفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما يتقي يفسر القرآن وقال المبرد كان الأصمعي بحراً في اللغة وكان دون أبي زيد في النحو وقال أبو العيناء سمعت إسحاق الموصلي يقول لم أر الأصمعي يدعي شيئاً من العلم فيكون أحد أعلم به منه وقال الحارث بن أبي أسامة عن يحيى بن حبيب عن الأصمعي بلغت ما بلغت من العلم ونلت ما نلت بالملح وقال أبو العيناء توفي البصرة وأنا حاضر في سنة ثلاث عشرة ومائتين وقال خليفة مات سنة 15 وقال أبو موسى والبخاري مات سنة 16 (*) وقال الكديمي سنة 17 وقال الخطيب بلغني أنه عاش 88 سنة. روى له مسلم في مقدمة كتابه وأبو داود في تفسير أسنان الإبل والترمذي في تفسير أم زرع .. " ا.هـ
وذكر الإمام الذهبي - رحمه الله - في ترجمة العلامة أبو زيد الأنصاري سعيد بن أوس الأنصاري اللغوي ، فقال : " وقال بعض العلماء: كان الأصمعي يحفظ ثلث اللغة، وكان أبو زيد يحفظ ثلثي اللغة" ا.هـ
وقد بلغت مؤلفاته - رحمه الله - ( 61 ) مؤلفاً وأغلبها لم يعرف مكانها فهي ما بين المفقودة أومجهولة المكان ، وقد عدٌها وذكر أساميها وصوابها ، محقق كتاب "ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه " للأصمعي - رحمه الله - في [الصفحة 25 / 28 ]
*) وهذا ما أثبته كذلك محقق كتاب المترجم له - رحمه الله - " ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه " في [الصفحة 28 ]
المراجع
"سير أعلام النبلاء "
"تهذيب التهذيب "
"العبر في خبر من غير "
"وفيات الأعيان "
"ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه "
إذن وبعد معرفة صفحات من علم الأصمعي ومستواه البلاغي والأدبي آن لنا الوقت لكي نعرف هل تواجد الأصمعي فى عصر أبي جعفر أم لا ... إذن فمحور حدينا الآن عن شخصين وهما الأصمعي وأبو جعفر المنصور ... أولا : الخليفة المنصور ، من ملوك الدنيا ، ومن زعماء المسلمين ، وإن رمي بالحرص ، فهو من الخوف على بيت مال المسلمين ، ومما جاء في ترجمته :
المَنْصُور العَبَّاسي (95 - 158هـ، 714 - 775م)
عبد الله بن محمد بن علي بن العباس ، أبو جعفر ، المنصور :
ثاني خلفاء بني العباس ، وأول من عني بالعلوم من ملوك العرب.
كان عارفاً بالفقه والأدب ، مقدماً في الفلسفة والفلك ، محباً للعلماء.
ولد في الحميمة من أرض الشراة (قرب معان) ، وولي الخلافة بعد وفاة أخيه السفاح سنة 136هـ.
وهو باني (بغداد) أمر بتخطيطها سنة 145هـ ، وجعلها دار ملكه بدلاً من (الهاشمية) التي بناها السفاح .
ومن آثاره :
مدينة (المصيصة) و (الرافقة) بالرقة ، وزيادة في المسجد الحرام .
وفي أيامه شرع العرب يطلبون علوم اليونانيين والفرس ، وعمل أول إسطرلاب في الإسلام ، صنعه محمد بن إبراهيم الفزاري .
وكان بعيداً عن اللهو والعبث ، كثير الجد والتفكير ، وله تواقيع غاية في البلاغة.
وهو والد الخلفاء العباسيين جميعاً ، وكان أفحلهم شجاعة وحزماً ، إلا أنه قتل خلقاً كثيراً حتى استقام ملكه.
توفي ببئر ميمون (من أرض مكة) ، ومدة خلافته 22 عاماً.
يؤخد عليه قتله لأبي مسلم الخراساني (سنة 137هـ) ، ومعذرته أنه لما ولي الخلافة دعاه إليه ، فامتنع في خراسان ، فألح في طلبه ، فجاءه ، فخاف شره ، فقتله في المدائن .
وكان المنصور أسمر ، نحيفاً ، طويل القامة ، خفيف العارضين ، معرق الوجه ، رحب اللحية ، يخضب بالسواد ، عريض الجبهة (كأن عينيه لسانان ناطقان ، تخالطه أبهة الملوك بزي النساك) ، أمه بربرية تدعى سلامة ، وكان نقش خاتمه :
(الله ثقة عبد الله وبه يؤمن) .
ثانيا : أما الأصمعي ، فهو من رواة العرب الموسوعيين في الحفظ والرواية ، ومما جاء في ترجمته :
الأصْمَعي (122 - 216هـ، 740 - 831م) :
هو عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي ، أبو سعيد الأصمعي :
راوية العرب ، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان .
نسبته إلى جده أصمع ، ومولده ووفاته في البصرة.
كان كثير التطواف في البوادي ، يقتبس علومها ، ويتلقى أخبارها ، ويتحف بها الخلفاء ، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة ، أخباره كثيرة جداً.
وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر).
قال الأخفش : ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي .
وقال أبو الطيب اللغوي : كان أتقن القوم للغة ، وأعلمهم بالشعر ، وأحضرهم حفظاً. وكان الأصمعي يقول : أحفظ عشرة آلاف أرجوزة.
وتصانيفه كثيرة مشهورة متداولة .
بعد هذا الكلام ظهر أن الأصمعي لم بكن فى عصر المنصور أصلاً ... وهذا ما يجعلنا نتسائل كيف جاءت لنا هذه القصيدة ومن كتبها ؟؟؟؟
كما ذكرت فى هيدر الموضوع أن القصة هذه لم تكتب إلا فى كتابين ... أولهم كتاب للإتليدي إسمه إعلام الناس بما وقع للبرامكة في بني عباس ... من هو الإتليدى ؟؟ ...
فهو محمد دياب الإتليدي : (؟ - بعد 1100 هـ، ؟- بعد 1689 م) :
قصاص ، من إقليم منية الخصيب بمصر ، له كتاب :
(إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس).
ومثل هذا الكتاب مثل كتب جمع الطرف والأشياء الظريفة ، ولكنه كله كتابات ، ليس فيها من صحة التاريخ شيء ، سوى شيئا واحدا ، وهو أسماء الشخصيات التاريخية فحسب .
ويمكنك البحث في سيرة هذا الرجل للاستزادة إن شئت ....
والكتاب الثاني مجاني الأدب من حدائق العرب ، للويس شيخو ( ت 1346هـ ) ،وهو رجل متّهم ظنين ، ويكفي أنه بنى أكثر كتبه على أساس فاسد - والتعبير لعمر فرّوخ ( ت 1408هـ ) - وكانت عنده نزعة عنصرية مذهبية ، جعلته ينقّب وينقّر ويجهد نفسه ، ليثبت أن شاعراً من الجاهليّين كان نصرانياً ( راجع : تاريخ الأدب العربي 1/23) .
ويبدو أن الرجلين قد تلقفا القصة عن النواجي ( ت859هـ ) _ وقد أشار شيخو إلى كتابه ( حلبة الكميت ) على أنه مصدر القصة ، ولم أتمكّن من الاطلاع عليه ، على أن النواجي أديب جمّاع ، لا يبالي أصحّ الخبر أم لم يصحّ ، وإنما مراده الطرفة ، فهو يسير على منهج أغلب الإخباريين من الأدباء ، ولذا زخرت مدوّنات الأدب بكل ما هبّ ودبّ ، بل إن بعضها لم يخلُ من طوامّ وكفريّات .
وتعليقاً على كون الإتليديّ قصّاصاً ، أشير إلى أن للقصّاص في الكذب والوضع والتشويه تاريخاً طويلاً ، جعل جماعة من الأئمة ينهون عن حضور مجالسهم ، وأُلّفت في التحذير منهم عدة مصنّفات ( راجع : تاريخ القصّاص ، للدكتور محمد بن لطفي الصباغ ) .... هذا ما قلته ونقلته بتصرف من أكثر من موقع ومنتدى علم شرعي موثوق فيه وفي أهله ... ويمكنك التأكد من المصدر والاستزادة بخصوص هذه
القصة من خلال الضغط على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=119772
على كل جزاك الله خيرا على التنويه وان كنت ارجو كما قلت ان نتاكد من كل شى ولكن ان كان قائلها شيوخ كرام !
والله يا أخى حتى الآن .. أنا متأكد وواثق من كل كلمة قلتها ... لا أدري أخي لماذا تُتبع كلمة شيوخ كرام وأفاضل بعد كل سطر ... المشايخ الأفاضل يحاولوا قدر إمكانهم أن يجدوا أسانيد لأقوالهم وليس معنى أنهم سكتوا عنها أنهم موافقون على مسندها ومبناها ... وهم ينقلون عن مشايخهم ما يرون أنه موافق لكتاب الله وسنة نبيه ... ولكم سمعنا من حديث كنا نحفظه ونتداوله ثم ظهر بعد ذلك أنه ضعيف أو موضوع ... بل إننى أذكر ما فعله الشيخ محمود المصري عندما قدم حاضرة بعنوان الخوف من سوء الخاتمة وذكر فيها قصة منقولة تقول أن هناك جهاز أجنبي للبحث فى باطن الأرض نقل ذبذبات من تحت الأرض ولما ترجمها الجهاز سمعوا صوت أناس يعذبون فى قبورهم ... بعد نزول الشريط حاضر الشيخ محمود المصرى نفس المحاضرة بنفس العنوان وذكر فى صدرها أن القصة هذه واهية وتخالف الشريعة الإسلامية والنقل النبوي ... واعتذر عنها وأخبر أنه نقلها من بعض المصادر وتبرأ من كل من يساعد فى نشر شريطه الأول الذى ذكر فيه هذه القصة ... إذن فهذا وارد جداً أن ينقل الشيخ ما لم يتأكد من صحته ... الشيخ أمين الأنصارى فى إحدى حلقات برنامج اللؤلؤ والمرجان عرض فيديو لسيارة تقع فى شق فُتح فى باطن الأرض ... رغم أن هذا الفيديو مركب وليس حقيقى وأنا رأيت الفيديو قبل تركيبه وبعد تركيبه .... ولا أستطيع أن ألوم الشيخ على هذا فهو مطالب بالنقل الشرعي قدر استطاعته فى مجال علمه وعمله وليس مطالب أن يكون مهندس مونتاج لكي يعرف إن كان الفيديو مركباً أو لا ... بعد ما قلته كله هذا يا أخى الحبيب ... أقول لو تبين لى أن لهذه القصة أصل فى التاريخ وثُبت لي بالنقل الصحيح من الشخص الذى سيُبت ذلك حتى الأصمعى أو على الأقل كتاب من أمهات كتب اللغة العربية أو البلاغة ... وقتها سأقول أنى كنت مخطئاً ولن أتحرج من هذا أبداً ... فكلنا لا يزال يحبوا على طريق العلم والدعوة ...
------------------------------
... وبعد .. هذا ما وفقني الله لسرده وقوله على ردك وتعليقك أخى الحبيب الذى أسعدنى جداً ... وأرجوا أن لا أكون أطلت عليك أو أشعرتك بالضيق أو الغضب لطول التعليق ... والله أسأل أن يعلمنا ما يفعنا وأن ينفعنا بما يعلمنا .....
تعليق