إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأصل الأول من أصول الإحسان : العبادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأصل الأول من أصول الإحسان : العبادة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأصل الأول من أصول الإحسان : العبادة
    ما هي العبادة ؟ ولماذا خلقت ؟
    قوله صلى الله عليه وسلم : (( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) ؛ فإحسان العبادة هو : الإخلاص ، والخشوع ، ومراقبة المعبود - جل وعلا - وهذا هو المقام الأول من مقامات الإحسان حال العبادة ؛ كأنك ترى المعبود عز وجل ، وهو : أن يغلب عليك أثناء العبادة أنك تشاهد الحق - تبارك وتعالى - بقلبك ، حتى وكأنك تراه .
    فقوله : (( كأنك تراه )) : أي كأنك تراه بعينيك .
    أما المقام الثاني للإحسان ؛ فهو أن تستحضر أثناء العبادة أن الحق سبحانه وتعالى مطلع عليك ، يسمع كلامك ، ويرى عملك .
    وقوله : (( فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) .
    قال الإمام النووي ؛ كما في (( فتح الباري )) للحافظ ابن حجر (( فتقدير الحديث : فإن لم تكن تراه - سبحانه وتعالى - فاستمر على إحسان العبادة ، فإنه يراك ، على إخلاصك ، ومراقبتك وخشوعك ، وخضوعك في العبادة )) . الفتح ( ١ / ١٢٠ ) ( تحت حديث رقم ٥٠ ) ط دار الفكر .
    فما هي العبادة ؟
    والجواب : لأهمية الكلام على هذا السؤال أؤصله بمقدمة مهمة جدا بين يدي الجواب ، وأستهل هذه المقدمة بهذه الكلمات :
    فأقول : إن من أقبح الجهل أن يجهل الإنسان خالقه سبحانه وتعالى ، وسر وجوده ، والغاية التي من أجلها خلق ؛ وهو الإنسان الذي آتاه الله عز وجل العقل والإرادة ، وميزه على سائر المخلوقات في الكون ؛ فأكبر عار عليه أن يعيش غافلا عن الله ؛ فيأكل ويتمتع كما تأكل الأنعام ، لا يفكر في خالق ، ولا يبحث عن غاية ، ولا عن وظيفة من أجلها خلق ، ولها ابتعث ، ولا يبحث عن طبيعة دوره في هذه الأرض ، حتى يبغته الأجل والموت ، دون أن يستعد لهذا اليوم ، فيجني ثمرة الغفلة ، والجهل ، والانحراف ، في عمره الطويل أو القصير ، وحينئذ يندم يوم لا ينفعه الندم ، وهو بين يدي الله تبارك وتعالى ، يرى نفسه أخس من البهائم والحيوانات ؛ فإن البهائم والحيوانات كلها عرفت ربها ، وسجدت له ؛ قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فيِ السَّمٰوَٰتِ وَمَن فيِ الْأَرْضِ وَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُوُمُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَآبُّ وَ كَثِيرٌ مِنَ النَّسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } [ الحج : ١٨ ] .
    وقال تعالى : { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِ وَ اَلإْنسِ لَهُمْ قُلُبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُنَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاَذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ } [ الأعراف : ١٧٩ ] - تدبر القول بعد ذلك : { أُوْلَـٰئِكَ كَالْأَنعامِِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}
    [ الأعراف : ١٧٩ ] .

    هذا الصنف الخبيث الذي يقول قائله :
    جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ، ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
    وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت ، كيف جئت ؟ كيف أبصرت طريقي ؟
    لست أدري !!
    وهو شاعر نصراني جاهلي معاصر ، وهو إليا أبو ماضي من قصيدة طويلة بعنوان ( الطلاسم ) من ديوانه ( الجداول ) ( ص ١٠٦ ) نقلاً عن (( العقيدة في الله )) للدكتور الأشقر ( ص : ١٦ ، ١٧ ) .
    فنقول له : ستدري إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور !!
    فهو لا يعرف خالقه ، ولا يعرف غاية وسر وجوده في هذه الأرض ؛ كما قال الله عَزّ وَجل : { وَالَّذِنَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيأْكُلُوَنَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَٰمُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } [ محمد : ١٢ ] ؛ فأي جهل أبشع وأفظع من أن يجهل الإنسان - الذي يتعالى بفعله ، ويتعالى بإبداعاته المادية - ربه وخالقه الذي خلقه ، وبعثه ، وأوجده - سبحانه وتعالى ؟!!
    لهذا كان لزاماً على كل إنسان عاقل أن يبادر ليسأل نفسه هذا السؤال : لماذا خلقت ؟ . وما هي الغاية من خلقي ؟ وحتما قبل طرح هذا السؤال ، لا بد من طرح سؤالين مهمين آخرين :
    السؤال الأول : من أين ؟ يعني : من أنا ؟ ومن أوجدني ؟ ومن خلقني ؟
    والسؤال الثاني : إلى أين ؟ وما هو المصير ؟ وإلى أين أسير ؟
    فلا بد وأن تطرح على نفسك هذين السؤالين الكبيرين ؛ لتتعرف على الغاية التي من أجلها خلقت ووجدت ؛ فإذا عرفت من خالقك ، والغاية التي من أجلها خلقك ، حينئذٍ ستعرف من أنت ، وستعرف مصيرك ومسيرك ؛ فلا بد من الإجابة على هذه الأسئلة : من أين ؟ وإلى أين ؟ ولماذا خلقت ؟ هذه هي الأسئلة الثلاثة التي صاحبت الإنسان في كل مراحل حياته ، وفي كل مكان وجد فيه ، وهي تتطلب من أي إنسان الجواب الشافي لها في كل مرحلة من مراحل العمر ، وفي كل مكان على وجه البسيطة من يوم أن خلق الله عَزّ وَجل آدم عليه السلام .
    ولابد كما ذكرت من طرح هذه المقدمة قبل أن أشرع في الحديث عن العبادة تأصيلاً لغوياً واصطلاحياً .


  • #2
    رد: الأصل الأول من أصول الإحسان : العبادة

    أقول : أما السؤال الأول : من أنا ؟ ومن أين أنا ؟
    فهو عقدة العقد عند الماديين في كل زمان ومكان أن يطرحوا على أنفسهم هذا السؤال : من الذي خلقني ؟ ومن الذي أوجدني ؟ فهؤلاء الذين لا يؤمنون إلا بما تقع عليه الحواس ، أي : إلا ما تراه الأعين ؛ فهو يؤمن بهذا المصباح ؛ لأنه يراه بعينه منيراً مضيئاً ، لكنه في الوقت الذي يغض الطرف عن تيار كهربائي لا يراه بعينه ، هو سر إضاءة هذا المصباح ؛ فهو مادي أعمى ، لا يؤمن إلا بما تراه عينه ، حتى ولو كذبه عقله ؛ لكنه لا يؤمن إلا بما تحسه الأيدي ، وبما تراه العيون !!
    هؤلاء يتخذون منطق العقل في رؤوسهم - زعموا - دليلاً على وصولهم إلى الحق والحقيقة ، ويصرون في عمًى عجيب على أن هذا الكون بما فيه ومن فيه وُجِدَ وحْدَه ! وكل ما في هذا الكون من إحكام وترتيب إنما هو صنع المصادفة العمياء !!
    أما الذين يستجيبون لنداء الفطرة في كل زمان ومكان ؛ فهؤلاء يقرون بأن لهذا الكون إلهًا ، وربا حكيماً عظيماً عز وجل تتجه قلوبهم إليه سبحانه وتعالى بالتعظيم ، والرجاء ، والخشية ، والتفويض ، والتوكل ، والإنابة ، والعبادة بصفة عامة .. يشعرون بخالق هذا الكون ، ويتجهون إليه سبحانه وتعالى ، بفطرتهم السليمة النقية ، التي لم تعكرها الماديات والشبهات ، والشهوات ؛ كما قال تعالى : { فَأَقِمْ وَجْهٓكَ لِلـّدِينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِِ الَّتيِ فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذٰلِكَ الـّدِينُ الْقَيّـِمُ وَلَـٰكِنَّ أكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [ الروم : ٣٠] .
    لكن هذا الصوت - أعني : صوت الفطرة - قد يخْفِتُ قلب وعقل إنسان ، أو قد يكبت هذا الصوت صاحبه عمداً - نعم عمداً ! - عن كِبْرٍ ؛ فالمشركون ما أنكروا هذه الحقيقة .. ما أنكروا أن الله عز وجل هو الخالق ؛ بل كفروا به سبحانه كِبْراً وعناداً كما قال ربنا سبحانه : { إِنَّهُمْ كَانُوٓاْ إِذَا قِلَ لَهُمْ لَآ إَلَـٰهَ إلَّا اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ } [ الصافات : ٣٥ ] ؛ وقال تعالى :{ وَجَحَدُواْ بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ المُفْسِدِينَ } [ النمل : ١٤ ]. فهؤلاء يقرون بهذه الحقيقة ؛ لكنهم قد يرفضونها كِبْراً وعناداً !!

    وركز معي جيداً ، فهذا كلام مهم للغاية - فالفطرة قد تَخْفِقُ في قلب وعقل إنسان عن قصد وعمد ؛ فإذا نزلت بهذا الإنسان نفسه - أزمة ، أو أحداث مريرة ، أو مشكلة ، واهتز أمام هذه الأزمة ، وأمام هذه الشدة ، وخاب أمل هذا الإنسان في كل من حوله ، تراه ينطلق مرة أخرى مستجيباً لهذا الصوت الذي يعلو في أعماقه ، ألا وهو صوت الفطرة ، فيتجه مباشرة - رغم أنفه - لله جَلَّ وَعَلاَ .
    تدبر معي هذا الحوار الجميل ؛ فلقد سأل رجل - جعفر الصادق رضي الله عنه عن الله ؛ فقال له جعفر الصادق : (١)
    (( ألم تركب البحر - يعني ألم تركب باخرة أو مركباً أو سفينة ؟ قال : بلى ، فقال جعفر : فهل حدثت لك مرة أن هاجمت بكم الريح عاصفة ؟ قال : نعم ، قال جعفر : وانقطع أملك من الملاَّحين ووسائل النجدة ؟ قال : نعم ، قال : فهل خطر في بالك ، وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينجيك إن شاء ؟ قال : نعم ، قال : هذا هو الله )) (٢)
    ( ١) ( أننا لا ننكر ما لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من مناقب بدعوى أن الروافض قد رفعوهم إلى مرتبة الألوهية ؛ فنحن لا نسقط ما لهم من مناقب بهذه الدعوى ؛ بل نثبت لهم ما ثبت بالحق بدليله والشيعة يتمسحون في الإمام العالم العلم جعفر الصادق ، وهو بريء من كل ما يؤصلونه مخالفا لقرآن الله ، وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فهؤلاء - أعني آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم - من أعلم الناس ، ومن أكثر الناس اتباعاً لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
    (٢) (( روح المعاني )) للألوسي ( تفسير سورة الإسراء / ٦٧ ) .
    نعم .. هذا هو الله سبحانه وتعالى ، وهذه حقيقة تثبتها آيات كثيرة جداً في القرآن ،
    تدبر معي قول الله تعالى :
    { وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَـٰنَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ }[ الزمر : ٨ ] .
    وتبر قول الله تعالى : { وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُاْ اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الـّدِينَ } [ لقمان : ٣٢ ] .
    وقال تعالى : { وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فيِ الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّآ إيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّـٰـكُمْ إِلَى الْبَـّرِ أَعْرَضْتُمْ } [ الإسراء : ٦٧ ]،
    ولا حول ولا قوة إلا بالله !!

    هذه طبيعة الإنسان ، وقد قال الله تعالى : { يـٰــٓأَيُّهَا الْإِنسـٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبـّـِكَ الْكَرِيمِ ( ٦ ) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّ ٰـكَ فَعَدَلَكَ ( ٧ ) فِيٓ أَيّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ } [ الإنفطار : ٦ - ٨ ] ، وقال تعالى : { هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإنسَـٰنِ حِينٌ مِـّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً (
    ١) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَـٰنَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَـٰهُ سَمِيعَا بَصِيراً (٢) إِنَّا هَدَيْنَـٰـهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً }
    [ الإنسان : ١ - ٣ ] .

    فإذا كان منطلق الفطرة يهدي إلى الله تعالى ، والفطرة ليست وجداناً خالصاً ، وليست عقلاً خالصاً ، ولكنها مزيج بين الوجدان - أي : بين القلب - والعقل ؛ فإن العقل وحده فقط يرى الإيمان بالله - تبارك وتعالى - ضرورة يستحيل أن يعيش الإنسان السوي بدونها ؛ فإن العقل بغير تعلم ، وبغير اكتساب يؤمن حتماً بقانون السببية ؛ فهذه الورقة الآن في يدي وفي يدك ، تهتز بسبب ، فهذا هو قانون السببية ؛ لأنني أحركها ؛ فالعقل يؤمن بهذا القانون إيمانه بكل البديهيات والأوليات التي تحتاج إلى دليل ؛ فلا ينبغي لعاقل إذا رأى الشمس ساطعة في أفق السماء أن يقول : ما هو الدليل على أن الشمس طالعة ؟!!
    وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
    بل يجب أن يسأل نفسه : ما هو الدليل على وجود عقله في رأسه ؟! كهذا الذي دخل يوماً على طلابه ، وأراد بهذا القانون أن يثبت الضد ؛ فقال لهم : أيها الطلاب ، هل ترون أستاذكم ؟! قالوا : نعم ، فقال : هل ترون السبورة التي أكتب لكم عليها ؟ قالوا : نعم ، فقال : هل ترون الكرسي الذي أجلس عليه ؟ قالوا : نعم .. إلى أن قال لهم : هل ترون الله ؟! قالوا : لا ، قال : إذاً هو غير موجود !!
    هؤلاء هم الماديون الأغبياء لا يؤمنون إلا بالمحسوس المرئي ؛ فقيض الله تلميذاً صغيراً من تلامذته ، فاستأذن أستاذه ، ووقف إلى جواره ، واتجه التلميذ إلى زملائه ، وقال : أيها الطلاب ، هل ترون عقل الأستاذ ؟ قالوا : لا ، قال : إذاً هو غير موجود .. مجنون ابن مجنون !
    فالعقل بدون تعلم ، وبدون اكتساب يؤمن بقانون السببية إيمانه بالأمور الأولية البدهية التي لا تحتاج إلى دليلٍ على وجودها ؛ فلا يقبل أبداً العقل السوي فعلا بغير فاعل ، ولا يقبل صنعة بغير صانع !! هذا مستحيل .

    تعليق


    • #3
      رد: الأصل الأول من أصول الإحسان : العبادة


      وهذا القانون هو الذي عبر عن الأعرابي الأول ببساطة شديدة ؛ حيث لم يتخرج في جامعة من الجامعات ، ولا في كلية من الكليات ، وإن شئت فقل :
      ما تخرج من جامعة الفطرة ؛ حينما سُئِل عن الله عز وجل فقال - بعقله الذي آمن بقانون السببية البدائي :

      (( البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ؛ سماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، وبحار ذات أمواج ، أفلا يدل كل ذلك عن اللطيف الخبير )) راجع (( تفسير ابن كثير )) ( البقرة / ٢٢ ) .


      وهذا القانون السهل الذي عبر عنه إمام أهل السنة أحمد بن حنبل - طيب الله ثراه - حينما أمسك البيضة يوماً ، وقال :
      (( هذا حصن حصين أملس ليس له باب ، وليس له منفذ ، ظاهره كالفضة البيضاء ، وباطنه كالذهب الإبريز ، وبينما هو كذلك ، إذ انصدع منه حيوان سميع بصير ، ذو شكل حسن ، وصوت مليح )) .


      وهذا القانون الذي عبر عنه الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - حينما أمسك يوما ورقة التوت ، فقال :
      (( هذه ورقة التوت تأكلها الغزالة فتعطينا مسكاً ، وتأكلها الشاة فتعطينا لبناً ، وتأكلها دودة القز فتعطينا حريراً ، إن الطعام واحد ، ولو كانت الأمور بالمصادفة العمياء لكانت عصارة الطعام للطعام الواحد واحدة ، ولكنها كانت في الشاة لبناً ، وفي الغزالة مسكاً ، وفي الدودة حريراً ، إنها لا تعمى الأبصار ، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) .


      وقال ابن المعتز :
      فيا عجباً كيف يعصى الإله ، أم كيف يجحده الجاحـــــــد
      وفي كل شيءٍ له آيـــــــــــة ، تـــدل عـــلى أنـــــه الـــواحد


      يقول عالم الطبيعة المشهور - اسحاق نيوتن ( ١ ) :
      (( لا تشكوا في الخالق ؛ فإنه مما لا يعقل أن تكون المصادفات وحدها هي قاعدة هذا الوجود ))


      ( ١ ) ( وأنا لا أستشهد بقول هؤلاء لأثبت الحق الذي نحن عليه
      ، كلا ؛ فإنه لا يجوز لمسلم البتة
      أن يستشهد بكلام مخلوق على وجه الأرض على صدق الله ،
      وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم أبداً ؛
      فأنا لا أستشهد بأقوال علماء الطبيعة ، والجيولوجيا ، والفلك ، والرياضيات ،
      ولا استشهد بالنظريات العلمية على صدق وصحة كلام رب البرية وكلام سيد البشرية ،
      إنما أنا أثبت لأصحاب القلوب المريضة - وبكل أسف - ممن يصدقون ما يأتي من علماء الغرب -
      لا أقول : تصديقهم بكتاب الله - بل أشد من تصديقهم بكلام الله !!
      نعم ، أنا لا أبالغ ولا أغالي ، ولا أجيش العواطف بكلام فارغ أجوف ،
      كلا ؛ بل هذا صنف موجود يصِّق كلام علماء الغرب
      هؤلاء أكثر من تصديقه لرب الأرض والسماء !! ) .



      فلا يمكن - أبداً - أن المصادفة هي التي خَلَقت هذا الوجود بهذا الإبداع ، والجمال ، والجلال !!
      والله لو نظر عالم من هؤلاء العلماء - الذين لا يؤمنون بالله - إلى كوز الذرة لوحَّد الله وعَبَدَهُ ..
      لو نظر أحدهم إلى هذه الحبات اللؤلؤية البيضاء ، كيف رصت على القولحة بهذا الجمال والإتقان والتناسب والإبداع ،
      والله - لو أنصف - لوَحَّدَ الله وعَبَدَه وعظَّمه .

      مستحيل أن تكون المصادفة هي التي ترص الحبات بهذا الجمال ، والتناسق ، والإبداع على القولحة !!
      وكلما ازداد اطلاع الإنسان على عجائب الكون ومعرفته بما فيه من جمال وإحكام ، ولم يقف عند هذه القشور
      ازداد إيمانه بوجود خالق لا حدَّ لقدرته ولا نهاية ؛ فالجيولوجيون والرياضيون والفلكيون
      قد تعاونوا على تشييد صرح العلم ، وهو صرح عظمة الله وحده ،



      ولذلك يقول فضيلة الشيخ محمد حسان في قضية الاستنساخ بأن العلماء أمام النظريات العلمية الحديثة
      ينقسمون إلى فريقين :
      فريق : يزداد إيماناً بالله تبارك وتعالى بعد كل كشف علمي .
      وفريق : يزداد كفراً وعناداً وكِبْراً !!
      نعم .. فريق إذا وصل إلى نظرية علمية جديدة يزداد إيماناً بالله تبارك وتعالى ،
      وفريق آخر إذا وصل إلى نظرية علمية جديدة يزداد بعداً عن الله وكفراً به ؛
      وكما سمعنا من يقول :

      (( آن الأوان لتختار المرأة الطفل الذي تريد ، وبشكل العين الذي تريد ، بعيداً عن الزوج !! )) .


      إلى آخر هذه الأقوال الخبيثة الخطيرة ، التي تتحدث عن قضية الاستنساخ ، لكننا نؤكد أنهم لن يتمكنوا من أن يخلقوا ذبابة ، والاستنساخ ليس خلقاً يضاهي خلق الله عز وجل ، وإنما هؤلاء يعملون على خلق الله ، ألا وهو الحيوان المنوي والبويضة ؛
      فإن أرادوا أن يزعموا الخلق فعلاً فليخلقوا حيواناً منويّاً واحداً !!
      وصدق ربي إذ يقول :

      { أَفَرَءَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ( ٥٨ ) ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَـٰـلِقُونَ } [ الواقعة : ٥٨ ، ٥٩ ] .

      تعليق


      • #4
        رد: الأصل الأول من أصول الإحسان : العبادة

        جزاك الله خيرا

        تعليق


        • #5
          رد: الأصل الأول من أصول الإحسان : العبادة

          ​وجزاك أخي

          تعليق


          • #6
            رد: الأصل الأول من أصول الإحسان : العبادة


            يقول سبنسر :
            (( إن العالم الذي يرى قطرة الماء ، فيعلم أنها تتركب من عنصري الهيدروجين والأكسجين بنسبة ٢ : ١ ( يد ٢ أ ) )) -
            أعني : نسباً دقيقة محكمة جداً ، بحيث لو اختلفت هذه النسبة لكانت مادة أخرى تحمل صفات كيميائية وفيزيقية مختلفة تماماً عن الماء ، تحول قطرة الماء إلى نار مشتعلة متأججة ؛ فهذه العناصر المكونة لجزئ الماء تحمل في ذاتها صفات الإشعال بكيفية معينة ؛ فعنصر الهيدروجين يحمل القدرة على الاشتعال بين صفاته ، أما عنصر الأكسجين فيساعد على الاشتعال ، ولكنه هو نفسه لا يشتعل ؛ وقد قال تعالى :
            { وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِِـّرَتْ }[ التكوير : ٦ ] .


            فهذه البحار ستتحول إلى نار مشتعلة يوم القيامة ؛ لأن السبب التي هي موجودة بين الأكسجين والهيدروجين اختلَّت فكانت هذه الاشتعالات والنار المتأججة ، فالنسبة موضوعة بدقة
            متناهية ؛
            فيقول هذا العالم :
            (( إن العالِم الذي يرى قطرة الماء ، فيعلم أنها تتركب من الهيدروجين والأكسجين بنسبة خاصة جداً ، بحيث لو اختلفت هذه النسبة لكانت شيئاً آخر غير الماء بصورة هي أقوى وأعظم من الذي لا يرى في قطرة الماء إلا أنها نقطة ماء فحسب )) .

            أليس كذلك ؟ !! انظر إلى العالِمِ الذي يدرك الحقائق ، ويعلم لو أن نسبة الأكسجين زادت لأصبحت مادة أخرى تسمى الماء الثقيل ( يد ٢ أ ٢ ) ونسبة الهيدروجين كما هي ، وتراه يختلف إيمانه عن إيمان العبد الذي ينظر إلى قطرة الماء على أنها قطرة ماء ! أليس كذلك ؟ ! بلى ؛ فالأمور تختلف .


            ويقول فرانسيس بيكون :
            (( إن َّ القليل من الفلاسفة يميل بعقل الإنسان إلى الإلحاد )) . فالفلسفة طريق الإلحاد ؛ يقول المتفلسف : (( أنا أشك إذاً أنا موجود )) !! ولو صدق لقال : (( أنا أشك إذاً أنا دبُّس )) !
            أين علاقة الشك بالوجود ! وقد بدأ حياته بالشك ابتداءً ، والشك لا يمكن أبدا أن يوصل إلى حقيقة مطلقة ؛ بل إن عصفت رياح الشكوك بالإيمان في القلوب ضلَّ الخلق ؛ ولذلك فربُّ العزة سبحانه وتعالى يصف المؤمنين بأن رياح الشك لا تهبُّ ولا تعصف بقلوبهم أبداً ،

            كما قال تعالى : { إِنَّمَا الْمُـؤْمِنُونَ الَّذِنَ ءَامَنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ } [ الحجرات : ١٥ ] ؛
            أي لم يتشككوا .. فهذا هو المؤمن ، أما العبد الذي يبدأ بالشك كي يصل للحقيقة - بزعمه - فهذا ضلالٌ وإضلال لعقول أبنائنا وبناتنا ، وكم من الناس اقتنع بهذه النظريات الفلسفية الباهتة الفارغة التي يُغْني بطلانها عن إبطالها ، لكننا بكّـلِ أسف كُنَّا - في التعليم الثانوي - نُسلِّم العقول والقلوب لهؤلاء على أنهم لا ينطقون عن الهوى ؛ فإذا جاء القول على لسان عالمِ غربيٍّ سلَّمنا القلب والعقل على أن هذا العالِم لا يخطئ !! ثم جاء بعد ذلك صنف خبيث ممن يُنْسَبُون إلى الإسلام والمسلمين ضُخِّموا ونُفِخَ فيهم ليكونوا شيئاً مذْكوراً ، وهم في الحقيقة كالبطل الأجوف يُسْمَع من بعيد ، وباطنه من كلِّ الخيرات خال ، وقلوا كلمات خبيثة
            ؛ كهذا الي يُنْسَبُ إلى العلم ،يقول لطلابه في كلية الآداب :
            (( ارفعوا عن القرآن ، وضعوه كتاباً بين أيديكم ، كأي كتاب من الكتب التي تستحق النقد والثناء !! )) .

            فأنا لا أقول ذلك من باب الدعاوى ؛ بل هذه حقائق - كما نرى - ثم يقول :
            (( للقرآن أن يحدثنا عن ابراهيم ، واسماعيل ؛ فهذه أسطورة لا تستحق التصديق !! )) .

            فالقليل من الفلسفة يميل بعقل الإنسان إلى الإلحاد وسيصل الإنسان إلى طريق مسدود .
            وهناك من الحقائق لا يستطيع بشر أن يصل إليها بعقله المجرد أبداً ؛ فمثلاً كيف تصل بعقلك إلى الله وإلى صفات كماله وأسماء جلاله ؟ لا تستطيع الوصول إلى هذه الحقيقة إلا عن طريق الوحي .


            قال ابن القيم - رحمه الله تعالى ( ١ ) :
            لا يستقل العقل دون هداية ، بالوحي تأصيلاً ولا تفصيلاً
            كالطرف دون النور ليس بمدرك ، حتى يراه بكرة وأصيلاً
            فإذا النبوة لم ينلك ضياؤها ، فالعقل لا يهديك قط سبيلاً
            نور النبوة مثل نور الشمس ، للعين البصيرة فاتخذه دليلاً
            طرق الهدى محدودة إلا على ، مَنْ أمَّ هذا الوحي والتنزيلاً
            فإذا عدلت عن الطريق تعمداً ، فاعلم بأنك ما أرت وصولاً
            يا طالباً درك الهدى بالعقل دون النقل ، لَنْ تلقى لذاك دليلاً

            ( ١ ) (( الصواعق المرسلة )) ( ٣ / ٩٧٩ ) ط العاصمة .


            ثم يقول فرانسيس :
            (( ولكن التعمق في هذه الأشياء بإنصاف ينتهي بالعقول إلى الإيمان ، ذلك ؛ لأن عقل الإنسان قد يقف عندما يصادفه من أسباب ثانوية مبعثرة ، فهنا ينكر ، فلا يتابع السير إلى ما بعدها ، ولكنه إذا أمعن ، فشهد سلسلة الأسباب كيف تتصل حلقاتها ، لا يجد بدّاً من التسليم بالله سبحانه وتعالى )) .

            هذه شهادة هؤلاء الذين رسخوا في علم الطبيعة والفيزياء ، وأنا لا أريد أن أستطرد في أقوالهم .


            ورحم الله القائل :
            لله في الآفاق آياتٌ ، لعل أقلها هو ما إليه هداكا
            ولعل ما في النفس من آياته ، عجبٌ عجاب لو ترى عيناكا
            الكون مشحونٌ بأسرار إذا ، حاولت تفسيراً لها أعياكا
            قل للطبيب تخطفته يد الردى ، يا مداوي الأمراض من أرداكا
            قل للمريض نجا وعوفي بعدما ، عجزت فنون الطب من عافاكا
            قل للصحيح مات لا من علة ، من يا صحيح بالمنايا دهاك
            بل سائل الأعمى خطا وسط الزحام ، بلا اصطدام من يا أعمى يقود خطاكا
            بل سائل البصير كان يحذر حفرة ، فهوى بها من ذا الذي أهواكا
            وسل الجنين يعيش معزولاً بلا ، راعٍ ومرعى من ذا الذي يرعاكا
            وسل الوليد بكى وأجهش بالبكاء ، لدى الولادة ما الذي أبكاكا
            وإذ ترى الثعبان ينفث سمَّه فسله ، من يا ثعبان بالسموم حشاكا
            واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو ، تحيا وهذا السمُّ يملأ فاكا
            واسأل بطون النحل كيف تقاطرت ، شهداً وقل للشهد من حلاَّكا
            بل سل اللبن المصفى من بين ، فرث ودم من ذا الذي صفَّاكا
            وإذا رأيت النبت في الصحراء ، يربو وحده فاسأله من أرباكا
            وإذا رأيت النخل مشقوق النوى ، فاسأله من يا نخل شق نواكا
            وإذا رأيت البدر يسري ، ناشراً أنواره فاسأله من أسراكا
            وإذا رأيت النار شبَّ لهيبها ، فاسأل لهيب النار من أوراكا
            وإذ ترى الجبل الأشم مناطحاً ، قمم السحاب فسله من أرساكا
            لله في الآفاق آيات لعلَّ ، أقلَّها هو ما إليه هداكا
            ولعل ما في النفس من آياته ، عجبٌ عجاب لو ترى عيناكا

            الكون مشحون بأسرارٍ إذا ، حاولت تفسيراً لها أعياكا


            هذا جواب على سؤالنا الأول : مِنْ أين ؟ ومَنْ أنا ؟
            وأخلُص من هذه الكلمات المهمة إلى الحقيقة الكبرى ، ألا وهي : أن الإيمان بالله - تبارك وتعالى - ليس غريزة فطرية - فحسب - فطر الله عز وجل الخلق عليها ، ثم بعد ذلك اجتالتهم الشياطين فأنستهم هذه الفطرة ، وهذه الحقيقة - كما سأبين الآن - ولكن الإيمان ضرورة عقلية أيضاً ، وبدون هذا الإيمان سيضل هذا السؤال يحتاج إلى جواب ،
            وهذا السؤال الخالد مقررٌ

            في قول الله تبارك وتعالى : { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ( ٣٥ ) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ }.

            [ الطور : ٣٥ ، ٣٦ ] .
            وسيضل هذا السؤال مطروحاً يحتاج إلى جواب من هؤلاء المعاندين المتكبرين { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ }
            والجواب - الذي لا ريب فيه : لا ، لا يقول عاقل بأنه خلق من غير شيء .
            التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 10-03-2015, 08:55 PM.

            تعليق


            • #7
              رد: الأصل الأول من أصول الإحسان : العبادة

              ما شاء الله
              مجهود رائع وجميل
              ولكن يحتاج وقتا للقرائة

              بارك الله فيكم :)

              كلماتك أخلاق تظهر *** وكلامك عنوانك فانظر
              في ذاتك كيف ستبديها***في أي مقام تجعلها

              تعليق


              • #8
                رد: الأصل الأول من أصول الإحسان : العبادة

                وفيك بارك الله أخي
                وكان عندي بعض الأخطاء الإملائية من باب الأمانة
                فأنا أصححها في آخر ما نشرت من موضوعي هذا
                وأسأل الله القبول
                أما عنصر الأكسجين فيساعد على الاشتعال ، ولكنه هو نفسه لا يشتعل

                قال ابن القيم - رحمه الله تعالى :
                فإذا النبوة لم ينلك ضياؤها ، فالعقل لا يهديك قط سبيلاً
                ورحم الله القائل :

                تعليق


                • #9
                  رد: الأصل الأول من أصول الإحسان : العبادة

                  المشاركة الأصلية بواسطة متبع أهل السنة والجماعة مشاهدة المشاركة
                  وفيك بارك الله أخي
                  وكان عندي بعض الأخطاء الإملائية من باب الأمانة
                  فأنا أصححها في آخر ما نشرت من موضوعي هذا
                  وأسأل الله القبول
                  أما عنصر الأكسجين فيساعد على الاشتعال ، ولكنه هو نفسه لا يشتعل

                  قال ابن القيم - رحمه الله تعالى :
                  فإذا النبوة لم ينلك ضياؤها ، فالعقل لا يهديك قط سبيلاً
                  ورحم الله القائل :
                  رحمة الله عليه
                  كلماتك أخلاق تظهر *** وكلامك عنوانك فانظر
                  في ذاتك كيف ستبديها***في أي مقام تجعلها

                  تعليق


                  • #10
                    للنفع

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله مشاهدة المشاركة
                      للنفع

                      تعليق

                      يعمل...
                      X