السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأصل الأول من أصول الإحسان : العبادة
ما هي العبادة ؟ ولماذا خلقت ؟
قوله صلى الله عليه وسلم : (( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) ؛ فإحسان العبادة هو : الإخلاص ، والخشوع ، ومراقبة المعبود - جل وعلا - وهذا هو المقام الأول من مقامات الإحسان حال العبادة ؛ كأنك ترى المعبود عز وجل ، وهو : أن يغلب عليك أثناء العبادة أنك تشاهد الحق - تبارك وتعالى - بقلبك ، حتى وكأنك تراه .
فقوله : (( كأنك تراه )) : أي كأنك تراه بعينيك .
أما المقام الثاني للإحسان ؛ فهو أن تستحضر أثناء العبادة أن الحق سبحانه وتعالى مطلع عليك ، يسمع كلامك ، ويرى عملك .
وقوله : (( فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) .
قال الإمام النووي ؛ كما في (( فتح الباري )) للحافظ ابن حجر (( فتقدير الحديث : فإن لم تكن تراه - سبحانه وتعالى - فاستمر على إحسان العبادة ، فإنه يراك ، على إخلاصك ، ومراقبتك وخشوعك ، وخضوعك في العبادة )) . الفتح ( ١ / ١٢٠ ) ( تحت حديث رقم ٥٠ ) ط دار الفكر .
فما هي العبادة ؟
والجواب : لأهمية الكلام على هذا السؤال أؤصله بمقدمة مهمة جدا بين يدي الجواب ، وأستهل هذه المقدمة بهذه الكلمات :
فأقول : إن من أقبح الجهل أن يجهل الإنسان خالقه سبحانه وتعالى ، وسر وجوده ، والغاية التي من أجلها خلق ؛ وهو الإنسان الذي آتاه الله عز وجل العقل والإرادة ، وميزه على سائر المخلوقات في الكون ؛ فأكبر عار عليه أن يعيش غافلا عن الله ؛ فيأكل ويتمتع كما تأكل الأنعام ، لا يفكر في خالق ، ولا يبحث عن غاية ، ولا عن وظيفة من أجلها خلق ، ولها ابتعث ، ولا يبحث عن طبيعة دوره في هذه الأرض ، حتى يبغته الأجل والموت ، دون أن يستعد لهذا اليوم ، فيجني ثمرة الغفلة ، والجهل ، والانحراف ، في عمره الطويل أو القصير ، وحينئذ يندم يوم لا ينفعه الندم ، وهو بين يدي الله تبارك وتعالى ، يرى نفسه أخس من البهائم والحيوانات ؛ فإن البهائم والحيوانات كلها عرفت ربها ، وسجدت له ؛ قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فيِ السَّمٰوَٰتِ وَمَن فيِ الْأَرْضِ وَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُوُمُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَآبُّ وَ كَثِيرٌ مِنَ النَّسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } [ الحج : ١٨ ] .الأصل الأول من أصول الإحسان : العبادة
ما هي العبادة ؟ ولماذا خلقت ؟
قوله صلى الله عليه وسلم : (( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) ؛ فإحسان العبادة هو : الإخلاص ، والخشوع ، ومراقبة المعبود - جل وعلا - وهذا هو المقام الأول من مقامات الإحسان حال العبادة ؛ كأنك ترى المعبود عز وجل ، وهو : أن يغلب عليك أثناء العبادة أنك تشاهد الحق - تبارك وتعالى - بقلبك ، حتى وكأنك تراه .
فقوله : (( كأنك تراه )) : أي كأنك تراه بعينيك .
أما المقام الثاني للإحسان ؛ فهو أن تستحضر أثناء العبادة أن الحق سبحانه وتعالى مطلع عليك ، يسمع كلامك ، ويرى عملك .
وقوله : (( فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) .
قال الإمام النووي ؛ كما في (( فتح الباري )) للحافظ ابن حجر (( فتقدير الحديث : فإن لم تكن تراه - سبحانه وتعالى - فاستمر على إحسان العبادة ، فإنه يراك ، على إخلاصك ، ومراقبتك وخشوعك ، وخضوعك في العبادة )) . الفتح ( ١ / ١٢٠ ) ( تحت حديث رقم ٥٠ ) ط دار الفكر .
فما هي العبادة ؟
والجواب : لأهمية الكلام على هذا السؤال أؤصله بمقدمة مهمة جدا بين يدي الجواب ، وأستهل هذه المقدمة بهذه الكلمات :
وقال تعالى : { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِ وَ اَلإْنسِ لَهُمْ قُلُبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُنَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاَذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ } [ الأعراف : ١٧٩ ] - تدبر القول بعد ذلك : { أُوْلَـٰئِكَ كَالْأَنعامِِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}
[ الأعراف : ١٧٩ ] .
هذا الصنف الخبيث الذي يقول قائله :
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ، ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت ، كيف جئت ؟ كيف أبصرت طريقي ؟
لست أدري !!
وهو شاعر نصراني جاهلي معاصر ، وهو إليا أبو ماضي من قصيدة طويلة بعنوان ( الطلاسم ) من ديوانه ( الجداول ) ( ص ١٠٦ ) نقلاً عن (( العقيدة في الله )) للدكتور الأشقر ( ص : ١٦ ، ١٧ ) .
فنقول له : ستدري إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور !!
فهو لا يعرف خالقه ، ولا يعرف غاية وسر وجوده في هذه الأرض ؛ كما قال الله عَزّ وَجل : { وَالَّذِنَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيأْكُلُوَنَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَٰمُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } [ محمد : ١٢ ] ؛ فأي جهل أبشع وأفظع من أن يجهل الإنسان - الذي يتعالى بفعله ، ويتعالى بإبداعاته المادية - ربه وخالقه الذي خلقه ، وبعثه ، وأوجده - سبحانه وتعالى ؟!!
لهذا كان لزاماً على كل إنسان عاقل أن يبادر ليسأل نفسه هذا السؤال : لماذا خلقت ؟ . وما هي الغاية من خلقي ؟ وحتما قبل طرح هذا السؤال ، لا بد من طرح سؤالين مهمين آخرين :
السؤال الأول : من أين ؟ يعني : من أنا ؟ ومن أوجدني ؟ ومن خلقني ؟
والسؤال الثاني : إلى أين ؟ وما هو المصير ؟ وإلى أين أسير ؟
فلا بد وأن تطرح على نفسك هذين السؤالين الكبيرين ؛ لتتعرف على الغاية التي من أجلها خلقت ووجدت ؛ فإذا عرفت من خالقك ، والغاية التي من أجلها خلقك ، حينئذٍ ستعرف من أنت ، وستعرف مصيرك ومسيرك ؛ فلا بد من الإجابة على هذه الأسئلة : من أين ؟ وإلى أين ؟ ولماذا خلقت ؟ هذه هي الأسئلة الثلاثة التي صاحبت الإنسان في كل مراحل حياته ، وفي كل مكان وجد فيه ، وهي تتطلب من أي إنسان الجواب الشافي لها في كل مرحلة من مراحل العمر ، وفي كل مكان على وجه البسيطة من يوم أن خلق الله عَزّ وَجل آدم عليه السلام .
ولابد كما ذكرت من طرح هذه المقدمة قبل أن أشرع في الحديث عن العبادة تأصيلاً لغوياً واصطلاحياً .
[ الأعراف : ١٧٩ ] .
هذا الصنف الخبيث الذي يقول قائله :
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ، ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت ، كيف جئت ؟ كيف أبصرت طريقي ؟
لست أدري !!
وهو شاعر نصراني جاهلي معاصر ، وهو إليا أبو ماضي من قصيدة طويلة بعنوان ( الطلاسم ) من ديوانه ( الجداول ) ( ص ١٠٦ ) نقلاً عن (( العقيدة في الله )) للدكتور الأشقر ( ص : ١٦ ، ١٧ ) .
فنقول له : ستدري إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور !!
فهو لا يعرف خالقه ، ولا يعرف غاية وسر وجوده في هذه الأرض ؛ كما قال الله عَزّ وَجل : { وَالَّذِنَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيأْكُلُوَنَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَٰمُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } [ محمد : ١٢ ] ؛ فأي جهل أبشع وأفظع من أن يجهل الإنسان - الذي يتعالى بفعله ، ويتعالى بإبداعاته المادية - ربه وخالقه الذي خلقه ، وبعثه ، وأوجده - سبحانه وتعالى ؟!!
لهذا كان لزاماً على كل إنسان عاقل أن يبادر ليسأل نفسه هذا السؤال : لماذا خلقت ؟ . وما هي الغاية من خلقي ؟ وحتما قبل طرح هذا السؤال ، لا بد من طرح سؤالين مهمين آخرين :
السؤال الأول : من أين ؟ يعني : من أنا ؟ ومن أوجدني ؟ ومن خلقني ؟
والسؤال الثاني : إلى أين ؟ وما هو المصير ؟ وإلى أين أسير ؟
فلا بد وأن تطرح على نفسك هذين السؤالين الكبيرين ؛ لتتعرف على الغاية التي من أجلها خلقت ووجدت ؛ فإذا عرفت من خالقك ، والغاية التي من أجلها خلقك ، حينئذٍ ستعرف من أنت ، وستعرف مصيرك ومسيرك ؛ فلا بد من الإجابة على هذه الأسئلة : من أين ؟ وإلى أين ؟ ولماذا خلقت ؟ هذه هي الأسئلة الثلاثة التي صاحبت الإنسان في كل مراحل حياته ، وفي كل مكان وجد فيه ، وهي تتطلب من أي إنسان الجواب الشافي لها في كل مرحلة من مراحل العمر ، وفي كل مكان على وجه البسيطة من يوم أن خلق الله عَزّ وَجل آدم عليه السلام .
ولابد كما ذكرت من طرح هذه المقدمة قبل أن أشرع في الحديث عن العبادة تأصيلاً لغوياً واصطلاحياً .
تعليق