إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفات مع معاني النصر :

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفات مع معاني النصر :

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    الحمد لله رب العالمين ونصلي ونسلم على رسول العالمين أما بعد :
    من معتقد أهل السنة والجماعة في معاني أسماء الله وصفاته أن الله لا يخذل من توجه إليه بصدق وتوكل واعتمد عليه ، فإنه لم يحصل في تاريخ البشرية منذ أن خلق الله هذه الأرض أن نبيا من الأنبياء أو عالما أو داعية أو مجاهدا أو مجتمعا أو دولة أو غيرهم توكلوا على الله وصدقوا الله وأعتمدوا على الله وتركوا جميع الناس من أجل الله ثم خذلهم الله هذا لا يعرف في التاريخ أبدا ، بل من فهمنا لمعاني أسماء الله وصفاته أن كل من توكل على الله واعتمد عليه وترك من سواه من الخلق فإن الله لا يخذله بل سينصره كما قال سبحانه : { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } فإن هذا من معاني أسماء الله وصفاته ، فالله عز وجل بما له من الأسماء الحسنى والصفات العلا كتب النصر والغلبة لأهل الحق من أوليائه الصالحين والمصلحين وكتب المهانة والذلة على أعدائه من الكافرين والمنافقين وهذه سنة لا تتخلف إلا إذا تخلفت أسبابها ، قال تعالى : { فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا } ٠
    لكن لهذا النصر صور عديدة وليس النصر محصورا في انتصار المعارك فحسب بل قد يقتل النبي أو يطرد العالم أو يسجن الداعية أو يموت المجاهد أو تسقط الدولة والمؤمن ومنهم من يسام العذاب ومنهم من يلقى في الأخدود ومنهم من يستشهد ومنهم من يعيش في كرب وشدة واضطهاد ومع ذلك يكون كل هؤلاء قد انتصروا بل وحققوا نصرا مؤزرا وتحقق فيهم قول الله تعالى : { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } ٠
    ومن قصر معنى النصر على صورة واحدة وهي الإنتصار في المعارك فحسب لم يدرك معنى النصر في الإسلام ٠
    بعض صور النصر في الإسلام :
    النوع الأول من أنواع النصر الذي وعد الله به عباده المؤمنين : نصر العزة والتمكين في الأرض وجعل الدولة والجولة للإسلام كما نصر الله عز وجل داود وسليمان عليهما السلام كما قال سبحانه : { وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة } وقال عز وجل : { ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما } فجمع الله عز وجل لهذين النبيين الكريمين بين النبوة والحكم والملك العظيم ، وكذلك موسى عليه السلام نصره الله على فرعون وقومه وأظهر الدين في حياته كما قال سبحانه : { ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون }٠


  • #2
    رد: وقفات مع معاني النصر :

    أما نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقد نصره الله نصرا مؤزرا فما فارق النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا حتى أقر الله عز وجل عينه بالنصر المبين والعز والتمكين ، بل جعل الله عز وجل النصر ودخول الناس في دين الله أفواجا علامة قرب أجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا } فما فارق النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا حتى حكم الإسلام جزيرة العرب ، ثم فتح تلامذته من بعده البلاد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، حتى استنار أكثر الأرض بدعوة الإسلام وسالت دماء الصحابة في الأقطار والأمصار ، يرفعون راية الإسلام ، وينشرون دين الله عز وجل حتى وقف عقبة بن عامر على شاطئ بحر الاطلنطي وقال : والله يا بحر لو أعلم أن وراءك أرض تفتح في سبيل الله لخضتك بفرسي هذا وما كان يعلم رضي الله عنه أن وراء ذلكم البحر الأمريكتان ولو كتب الله وخاض البحر ودخل المسلمون تلك البلاد لكان التاريخ شيئا آخر ، فشاء الله تعالى أن تقف خيول عقبة بن عامر على شاطئ الاطلنطي لحكمة يعلمها سبحانه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، وهذا الخليفة المسلم هارون الرشيد نظر إلى السحابة في السماء وقال لها : ( أمطري حيث تشائين فسوف يأتيني خراجك ) ٠
    لقد انتصر الإسلام لما وجد الرجال الذين يقومون به ويضحون من أجله والله عز وجل يقول : { ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن لجندنا لهم الغالبون } ٠

    تعليق


    • #3
      رد: وقفات مع معاني النصر :

      النوع الثاني من أنواع النصر :
      أن يهلك الله عز وجل الكافرين والمكذبين وينجي رسله وعباده المؤمنين قال عز وجل حاكيا عن نوح عليه السلام : { فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر }٠
      وكما نصر الله عز وجل هودا وصالحا ولوطا وشعيبا عليهم الصلاة والسلام ٠ أهلك الله عز وجل الكافرين والمكذبين وأنجى رسله وعباده المؤمنين ٠

      تعليق


      • #4
        رد: وقفات مع معاني النصر :

        النوع الثالث من أنواع النصر :
        وهو انتصار العقيدة والإيمان وهو أن يثبت المؤمنون على إيمانهم وأن يضحوا بأبدانهم حماية لأديانهم وأن يؤثروا أن تخرج أرواحهم ولا يخرج الإيمان من قلوبهم فهذا نصر للعقيدة وانتصار للإيمان فنبي الله ابراهيم عليه الصلاة السلام وهو يلقى في النار فلا يرجع عن عقيدته ولا عن الدعوة إليها أكان في موقف نصر أم في موقف هزيمة ؟ ما من شك في منطق العقيدة أنه كان في قمة النصر وهو يلقى في النار مع أن الذين ألقوه في النار يرون أنفسهم أنهم قد هزموه ، كما أنه انتصر مرة أخرى وهو ينجوا من النار ٠ هذه صورة وتلك صورة وهما في الظاهر بعيد من بعيد فأما في الحقيقة فهما قريب من قريب !
        وهذا خبر الغلام في قصة أصحاب الأخدود حين عجز الملك عن قتله فقال له : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ، وانظر إلى عزة الإسلام وهو يقول للملك ( ما آمرك به ) قال : ما هو ؟ قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل : بسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ، فجمع الناس في صعيد واحد ، وصلبه على جذع ، ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال : باسم الله رب الغلام ، ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات ، فقال الناس : آمنا برب الغلام ، فأتي الملك فقيل له : أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك قد آمن الناس ٠

        تعليق


        • #5
          رد: وقفات مع معاني النصر :

          جزاك الله خيرًا

          تعليق


          • #6
            رد: وقفات مع معاني النصر :

            ​وجزاك أخي

            تعليق

            يعمل...
            X