إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صحْصَح معايا يا جدع، وشغـَّل دماغك.. دا خير كبير جَايلَك واقِف على بابك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صحْصَح معايا يا جدع، وشغـَّل دماغك.. دا خير كبير جَايلَك واقِف على بابك




    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
    أما بعد..

    حياكم الله وبياكم يا إخواني وأبنائي الأحباء

    يـا شبـاب.. الكل يصحصح معايا ويشغل دماغه!!
    يـا أجـدع وأنقى شبـاب، يا أغلى وأحب الأحباب
    يـا أحبـائـي في اللَّـه..

    حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
    وأنعم علينا وأكرمنا وإياكم بدخول الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب

    الجنـة يا شبـاب،
    وما قرب إليها من قول وعمل، ودا كان دعاء سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام :
    " اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ " [1]


    الجنـة يا شبـاب،
    أكيد دا أملنا وأمل كل واحد منَّا في حياته، وهي دي السلعة الغالية اللي أخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم برواية الإمام الترمذي في سننه، أنه قال:
    عَنْ أبي هُرَيرَةَ رَضىَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    « مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الجَنَّةُ » صححه الأمام الألباني

    وأدلج يا شباب يعني: مشى في الدلجة، وهي أول الليل
    (ومن أدلج بلغ المنزل)؛ لأنه إذا سار في أول الليل، فهو يدل على اهتمامه في المسير، وأنه جاد فيه، ومن كان كذلك بلغ المنزل.
    ((ألا وإن سلعة الله غالية، ألا وإن سلعة الله الجنة)) .
    السلعة: يعني التي يعرضها الإنسان للبيع، والجنة قد عرضها الله عز وجل لعباده ليشتروها.
    قال الله تعالى:
    { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ
    وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
    } التوبة: 111

    فمن خاف: يعني من كان في قلبه خوف لله؛ عمل العمل الصالح الذي ينجيه مما يخاف.
    والمعنى: احذر أن تفوتك سلعة الله سبحانه وتعالى.
    والسلع التي في السوق بكمية قليلة ونافذة، فإن المشتري بمجرد ما يفتح صاحب السوق يشتريها حتى لا تضيع عليه، فكيف بسلعة الله سبحانه تبارك وتعالى؟!
    والجنة السلعة العظيمة التي ليست هي قليلة، ولكن الذي ينالها هم القليلون، فمن كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون يدخلون في النار،
    وواحد هو الذي ينال هذه السلعة فيدخل الجنة.
    فكأن المعنى هنا: من خاف أسرع في طاعة الله عز وجل ولم يُسَوِّف في طاعة الله وعبادته، فلا يقول: بكرة سأصلي، وسألتزم بصلاة الجماعة،
    وسأعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن فَلْيُعَجِّل ولْيُسْرِع إلى ذلك فلا يدري هل الغد سيأتي عليه أم لا؟
    فلعله يموت قبله، أو تأتي عليه مشاغل الدنيا.
    والإنسان قد يكون فارغاً ويقول: أريد أن أتعلم وأن أطيع ربنا ويريد، ويريد، وبعد ذلك يُسَوِّفُ ليومه الثاني،
    وبعد ذلك ينشغل بأمر الدنيا من الزوجة والعيال فيعمل بالصبح وبالليل ولا يفعل شيئاً من ذلك.
    لكن الإنسان الذي يخاف أن تضيع منه الجنة، يخاف أن تضيع منه فرصته في العمر، والفرصة الوحيدة هو العمر،
    فهو مرة واحدة يعيشه الإنسان وبعد ذلك إما جنة وإما نار.
    فلذلك هذا العمر سلعة غالية غير قابل للتسويف وللتحويل وللانتظار للغد، فانتهز اليوم قبل الغد فلعل الغد لا يأتيك.




    مركزين مع الكلام يا شباب؟

    مصحصحين معايا يا أحبائي في الله ويا أحباء قلبي؟
    والله إني أحبكم جميعا في الله، وأرجو الله تعالى أن يصل كلامي هذا لقلوبكم، وأن أبدأ بنفسي قبلكم، وأعمل بما أقوله لكم.

    كده اتفقنا إن الفرصة الوحيدة أمامنا هي عمرنا اللي ها نعيشه بأمر الله تعالى،
    وفرصتنا واحنا عايشين في الدنيا اننا نعمل لآخرتنا عشان ندخل الجنة بإذن الله وبرحمتة سبحانه
    وطريق الجنة يمكن يكون صعب علينا، ويمكن نتعب كتير في حياتنا عشان نوصل لهدفنا في الآخرة
    لكن خلي بالكم كويس جدا وصحصحوا أكثر وشغلوا دماغكم دايما واستعملوا ذكائكم
    لأنه ما فيش أمامنا غير طريقين:
    طريق يوصلنا للجنـَّة.. إن شـاء الله
    وطريق يوصلنا للنـَّـار.. عياذا بالله


    وكل طريق له شكل مختلف؛ طريق الجنة مليان متاعب وعمل شاق، وطريق النار كله سهل ولذة وشعور بسعادة من غير تعب ومن غير مجهود
    ودا الفارق الكبير يا أحبائي بين الطريقين،
    هو دا الفارق اللي يخلِّي دخول الجنة مش بسهولة، عشان كده هي سلعة غالية،
    عكس النار اللي طريقها مفروش ومتزين بكل المتع الوقتية الزائلة،
    بس المتع دي ربنا حرمها
    كلها يا شباب، والي ها يختار طريقها يبقى خانه ذكاؤه كتييييير قوي، وخسر الإثنين؛ الدنيا والآخرة
    لأنه كل ما يتلذذ بشيئ حرام، هايندم بعدها ويفقد شعوره باللذة!

    يبقى الإنسان الذكي واللي بيستخدم ذكاؤه صح الصح يا أجدع شباب مصحصح هو اللي ها يختار الطريق الأصعب اللي كله تعب؛
    لكن في الآخر ربنا تبارك وتعالى ها ينعم عليه بحسن الثواب وخير الجزاء، وهو دخول الجنة بإذن الله.





    يبقى اتفقنا يا شباب إن طريق الجنة مليان بالمكاره، ودا كلام سيد الأولين والمرسلين رسولنا صلى الله عليه وسلم،
    فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " حُفَّتِ الجنَّةُ بالمَكارِهِ . وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهواتِ "
    حفاف الشىء: جوانبه
    قَالَ الْعلمَاء هَذَا من بديع الْكَلَام وفصيحه وجوامعه الَّتِي أوتيها صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من التَّمْثِيل الْحسن،
    وَمَعْنَاهُ: لَا يُوصل إِلَى الْجنَّة؛ إِلَّا بارتكاب المكاره من الِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَات والمواظبة عَلَيْهَا وَالصَّبْر على مشاقها وكظم الغيظ وَالْعَفو والحلم وَالصَّدَقَة
    وَالْإِحْسَان إِلَى الْمُسِيء وَالصَّبْر عَن الشَّهَوَات وَنَحْو ذَلِك...،
    ولا إلـى النـار؛ إلا بالشهوات، وحفت النَّار بالشهوات: المُرَاد الشَّهَوَات الْمُحرمَة دون الْمُبَاحَة.................................
    والجنة محجوبة بالمكاره، والنار محجوبة بالشهوات؛
    فمن هتك الحجاب وصل إلى المحبوب، فهتك حجاب الجنة باقتحام المكاره، وهتك حجاب النار بارتكاب الشهوات.

    فالطريق إلى الجنة ليس مفروشاً بالورود والرياحين، بل فيه تعب ونصب ومشقة،
    ولا يصل إليها إلا من جاهد نفسه وكبح جماحها وجعلها تنقاد وتستلم لما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ولو كان ذلك شاقاً،
    ولهذا جاء في الحديث: (وإسباغ الوضوء على المكاره) يعني: في شدة البرد يتوضأ ويسبغ الوضوء ولو كان الماء بارداً.
    وكذلك الصبر عن معاصي الله، فيصبر الإنسان على طاعة الله ولو شقت على النفوس، ويصبر عن المعاصي ولو مالت إليها النفوس؛ فإن الجنة حفت بالمكارة،
    فيحتاج طالبها إلى صبر على طاعة الله عز وجل ولو شقَّت على النفوس، ويحتاج أيضاً إلى صبر عن المعاصي ولو مالت إليها النفوس؛
    لأن النار حفت بالشهوات، والإنسان إذا أرخى لنفسه العنان فيما تشتهي ولو كان مُحَرَّماً فإن ذلك يفضي به ويوصله إلى النار.
    وكذلك الصبر على أقدار الله المؤلمة، كالمصائب والنكبات التي تحل بالإنسان، فيصبر ويحتسب ولا يتسخط ويجزع، فقد وُصِفَ الصبر بأنه ضياء،
    وذلك لكون صاحبه يصبر على طاعة الله وعن معاصي الله وعلى أقدار الله المؤلمة، فلا شك أن من صبر قد هُدِيَ، وأنه حصل له الضياء،
    وحصل له النور الذي يكون بسبب صبره على الطاعات وصبره عن المعاصي وصبره على أقدار الله.
    وعبر بالضياء مع الصبر لأن الضياء يكون معه حرارة، ولهذا وُصِفَ نور الشمس بأنه ضياء، والقمر وُصِفَ بأنه نور، فالشمس ضياء نورها معه حرارة،
    ومعلوم أن الصبر يحتاج إلى تحمل ويحتاج إلى احتساب وفيه مشقة، فمن صبر فإنه يحصل هذا الثواب ويحصل هذا الأجر، ويحصل هذا الضياء،
    ففيه الدلالة على فضل الصبر، وأن فيه هذا الثوب من الله عز وجل.





    أحبابي وأبنائي الشباب التَقيِّ النَقيِّ بإذن الله تعالى
    طريق الجنة والمكاره التي حفت به؛ يمكن يكون مُجهِد وفيه تعب كثير وحرمان من متع كثيره جدا،
    لكن في النهاية وأول ما نوصل للهدف بأمر الله ويرزقنا ربنا تبارك وتعالى بدخول الجنة -رحمة منه وفضلا-،
    هاننسي كل التعب والمعاناة والحرمان من الشهوات والمتع اللي ما لهاش وزن ولا قيمة أمام متع الجنة الحقيقية ونعيمها الأبدي
    رزقنا الله وإياكم جنات النعيم بالفردوس الأعلى

    وطريق الجنة يا شباب برغم المكاره اللي فيه؛ لكن من رحمة الله بنا انه فتح لنا أبوب الخير كلها في الدنيا لنسير في هذا الطريق ونحن نشعر باللذة والسعادة

    ومن رحمة الله بنا وفضله علينا انه سبحانه جعل لنا أيام فيها نفحات وخصصها للعبادة،
    وأكيد كلنا بنستعد ونفكر اليومين دول في أيام وليالي رمضان اللي هلَّ علينا وباقي أيام قليلة إن شاء الله.. اللهم بلغنا رمضان

    شهر رمضان يا شباب.. هو دا الخير الكبير اللي جاي واقف على أبوابنا كلنا
    يا ترى يا شباب مجهزين نفسنا تمام، والا الدنيا شغلانا ووخدانا وبتلهينا يوم بعد يوم؟!!
    المغريات كثيرة جدا، والملهيات أكثر في شهر رمضان، وشياطين الإنس قايمين بالواجب تمام،
    ومكثفين جهودهم علشان يشغلونا ويبعدونا عن الخير الكبير والعطاء الجزيل والثواب المضاعف من رب العالمين!!
    إيه رأيكم يا شباب ها نسيبهم يغلبونا وينتصروا علينا؟!
    والا ها نقاوم وندافع عن غايتنا الأسمى وهدفنا الأعظم بدخولنا الجنات بأمر رب البريات؟!

    خلي بالكم يا شباب وصحصحوا،
    وشغلوا دماغكم صح وبعيونكم فتحوا،
    على الحقيقة وبالحق وضَّحوا،
    لكل إخوانكم أحبابكم وانصحوا،
    جمَّعوهم على الخير واتنصحوا،
    عشان توصلوا لهدفكم وتفلحوا،
    مع اللي فاز يوم الجايزة وتنجحوا،
    وبنعيم الجنة خالدين فيها تمرحوا،
    مرح السعادة والهنا والسرور وتفرحوا


    جعلنا الله وإياكم ممن قال فيهم رب العالمين:
    { فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } آل عمران: ١٧٠







    وللحديث بقية، فتابعونا بأمر الله تعالى

    ______________________
    [1] عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنَّ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَّمَها هذا الدُّعاءَ:
    " اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ منَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمتُ منهُ وما لم أعلمْ،
    وأعوذُ بكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمتُ منهُ وما لم أعلمْ،
    اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألكَ عبدُكَ ونبيُّكَ وأعوذُ بكَ من شرِّ ما عاذَ منه عبدُكَ ونبيُّكَ،
    اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ،
    وأعوذُ بكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ،
    وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا
    "
    صححه ابن حبان في بلوغ المرام - الصفحة أو الرقم: 458

    ------------
    [2] المراجع في شروح الحديث:
    =======================
    1-
    شرح رياض الصالحين- لابن عثيمين-باب الخوف
    2- شرح رياض الصالحين -للشيخ أحمد حطيبة- شرح حديث: (من خاف أدلج)
    3- شرح النووي على مسلم
    4- شرح الأربعين النووية -لابن حمد العباد البدر- الصبر: (فضله وأنواعه)
    إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
    والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
    يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

    الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

  • #2
    رد: صحْصَح معايا يا جدع، وشغـَّل دماغك.. دا خير كبير جَايلَك واقِف على بابك

    جزاك الله خيرا .... تم النقل والشير .... فى الخير
    سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوه الا بالله العلى العظيم سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم اللهم اغفر للمومنين والمومنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات اللهم ارزقنا الجنه بدون حساب وارزقنا الصدق وحسن الخواتيم ولذه النظر الى وجهك الكريم والخشوع فى الصلاه والزوجات الصالحات والابناء يارب العالمين

    تعليق


    • #3
      رد: صحْصَح معايا يا جدع، وشغـَّل دماغك.. دا خير كبير جَايلَك واقِف على بابك

      المشاركة الأصلية بواسطة ahmedh مشاهدة المشاركة
      جزاك الله خيرا .... تم النقل والشير .... فى الخير

      وجزاك ربي خير الجزاء وبارك فيك
      خيرا ما فعلت يا ولدي الحبيب
      جعلكم الله مفتاحا للخير في كل مكان وفي كل وقت وحين
      إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
      والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
      يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

      الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

      تعليق


      • #4
        رد: صحْصَح معايا يا جدع، وشغـَّل دماغك.. دا خير كبير جَايلَك واقِف على بابك

        شهر رمضان يا شباب.. هو دا الخير الكبير اللي جاي واقف على أبوابنا كلنا،
        وجاااي بينادي ويقول:


        أنا رمضــان؛ شهــر مبــارك، جـاي لكـل النـاس، وواقـف على بـابـك...

        وطبعا كل باب ليه دقاته:

        دقـات على الأبـواب *



        دقات على الباب تِسَمَّع كلّ النايمين والغافلين الساهين...
        دقات على الباب تِسَمَّع كلّ الملهيين بالدنيا وبيها مشغولين...
        دقات على الباب تِسَمَّع كلّ قاطعى الأرحام والمتشاحنين..
        دقات على الباب تِسَمَّع كلّ الكذّابين والمرتشين والمرابين...
        دقات على الباب تِسَمَّع كلّ الظالمين والعاصين والمتكبّرين...
        دقات على الباب تِسَمَّع كلّ البخلاء ومن رحمة الله قانطين...
        دقات على الباب تِسَمَّع كلّ من ذاق حلاوة الإيمان، وللصيام والقيام مُشتاقين...
        الكلّ يجري ويروح للباب، وبصوت واحد يقول: من الطارق، مين بيخبط، إنت مين؟


        ويجاوب شهر الصوم ويقول:
        أنا شهر رمضان؛ مش عارفين، مش فاكرين، إوعوا تكونوا خلاص ناسيين!!
        أنا الشهر اللي أخبركم عنه رب العالمين:

        {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ
        وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
        }
        البقرة: 185


        وشهـر الصـوم أكيـد عـاوز رد منكـم يا غـاليـين!!




        يا ترى يا أجدع شباب ها نستقبل شهر الخير والبركات إزاااي؟!

        وناويين على إيه إن شاء الله؟!
        طبعا النية
        أكيد خير، والاستعداد النفسي جوانا مشحون بكل طاقات الخير؛
        لكـــن...
        يا ترى إستعدادنا لقضاء اليوم والليلة من شهر رمضان حددناه؟!
        ويا ترى عملنا خطة استراتيجية لصد هجوم المُلهيات واللهو والمُغريات؟!
        هل حددنا لنفسنا خطة إغتنام الوقت جيدا وعدم تضييعه؟!

        الوقت يا شباب اللي سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال عنه:
        " لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ "
        الراوي: أبو برزة الأسلمي-المحدث: الألباني-المصدر: صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2417
        خلاصة حكم المحدث: صحيح


        الوقت يا شباب اللي ها نتحاسب عليه، وأهم حساب هايكون على أداء الصلاة في أوقاتها
        1- زي ماقال ربنا تبارك وتعالى:
        { إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا } النساء: 103
        أى : إن الصلاة كانت على المؤمنين فرضا محددا بأوقات لا يجوز مجاوزتها بل لا بد من أدائها فى أوقاتها سفرا وحضرا ، وأمنا وخوفا.

        2- وزي ما حذرنا ربنا تبارك وتعالى في قوله:
        { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } الماعون: 106 ، 107
        فَوَيْلٌ، أي: هلاك وعذاب، أو واد في جهنم، عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ، أي: عن مواقيتها غافلون.

        وقد اختلف السلف في معنى السهو، فقالوا: هو تركها حتى يخرج وقتها،
        رُوِى في ذلك حديث مرفوع عن مصعب بن سعد عن أبيه، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الذين هم عن الصلاة ساهون، قال:
        " هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها ".
        وعن مصعب بن سعد قال: [قلت: لأبي يا ابتا أرأيت قول الله: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} أيُّنا لا يسهو، أيُّنا لا يحدث نفسه،
        قال: إنه ليس ذاك، ولكنه إضاعة الوقت]. سنن البيهقي

        وفي رواية أخرى للإمام الألباني في صحيح الترغيب، عن مصعب بن سعد قال‏:
        [ قُلْتُ لأَبي : يا أبتاهُ ! أرأيْتَ قولهُ : الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ أيُّنا لا يَسْهو ؟ أيُّنا لا يُحَدِّثُ نفسَهُ ؟
        قال : ليس ذلكَ ، إِنَّما هو إِضَاعَةُ الوقتِ ، يَلْهو حتى يَضِيعَ الوقتُ
        ]
        خلاصة حكم المحدث: حسن موقوف





        الوقت يا شباب ...
        (حتَّى يُسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ)!!

        الوقت مهم جدا جدا في حياتنا يا شباب، وبخاصة أوقات العبادة المفروضة واللي ربنا تبارك وتعالى حددها لنا

        وزي الصـلاة ماهي فرض وركن من أركان الإسلام وليها أوقات محدَّدة بأمر الله، بينها لنا رسوله صلى الله عليه وسلم،
        كمان صــوم رمضان فرض أيضا وركن من أركان الإسلام، ووقته محدد طبعا:......................................
        {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}

        يعني يا أحبائي الشباب الأفاضل الكرام؛ بمجرد بداية الشهر من أول يوم واجب وفرض علينا صيامه.
        بس الصيام الحقيقي يا شباب...






        والصوم من حيث حقيقته الشرعية، هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس،
        وأصول المفطرات ثلاثة: الأكل، والشرب، والجماع.

        لكن حقيقة الصوم أبعد من مجرد الامتناع عن الطعام والشراب والجماع!
        حقيقة الصوم يا شباب انه تزكية للنفوس وتربية لها بأعلى درجات التربية والتزكية، كما قال جلَّ في علاه:
        ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّـكُمْ تَتَّقُـونَ البقرة:183
        وحقيقة التقوى وروحها: أن يجعل الإنسان بينه وبين عذاب الله وقاية، فهكذا تكون من المتقين.

        كيف تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية؟
        أن تفعل ما أمرك الله تعالى به رغبة فيما عنده وخوفاً من عقابه،
        وأن تترك ما نهاك الله تعالى عنه؛ خوفاً من عقابه ورغبة فيما عنده جل في علاه، وبهذا تكون من المتقين.
        [2]





        جعلنا الله وإياكم من عباده المتقين،
        وللحديث بقية بأمر الله رب العالمين



        ____________________

        * الفكرة منقولة من مقال:
        ((من الطارق؟... أنا رمضان (شهر مبارك))، لممدوح إسماعيل
        --------
        [1] مراجع التفسير:
        1- تفسير الوسيط للشيخ سيد طنطاوي
        2- تفسير الإمام
        البغوي
        3-
        كتاب: الصلاة وأحكام تاركها، لابن قيم الجوزية
        --------------
        [2] من مقال: ((ما هي حقيقة الصوم؟)) د. خالد المصلح

        إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
        والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
        يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

        الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

        تعليق


        • #5
          رد: صحْصَح معايا يا جدع، وشغـَّل دماغك.. دا خير كبير جَايلَك واقِف على بابك

          أحبابي وأبنائي الشباب التَقيِّ النَقيِّ بإذن الله تعالى،
          أعـود وأذكـركـم:

          الجنـة يا شبــاب، وما قـرَّبَ إليهـا من قـولٍ وعمـلٍ،..................

          الوقـت يا شبـاب، (
          حتَّـى يُسـألَ عـن عمـرِهِ فيمـا أفنـاهُ)!!





          يا أحبائي في الله.. أحبكم جميعكم في الله


          قليل ما تبقى من أيام شعبان، وعدّ الأيام أصبح في نقصان
          سيأتي علينا شهر القرآن، وأيام وليالي شهر رمضـان
          ليتزامن معه حدث يهتم به الناس في كل مكان

          أكيد عرفتوا قصدي؟..... تمام يا شباب هي مباريات كأس العالم!!
          وقبل ما أقول كلمة واحدة؛ ها فكركم بقصة سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا محمد الصلاة والسلام..

          مش ها حكي القصة لأنكم عارفينها طبعاً؛ لكن تعالوا نتفكر ونتدبر في
          الدرس الذى يجب ان نتعلمه جميعا من قصة سيدنا يوسف,
          كما جاء فى أواخر السورة، وقوله تعالى:
          {
          إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين} يوسف: 90

          ودا درس مهم جدا جدا

          تعلموه جيدا ,وطبقوه فى حياتكم , التقـوى والصـبر

          طبعا كلكم عارفين إن نبي الله يوسف كان في سن الشباب.. يعني شاب زي كل الشباب؛ لكن هدفه في الحياة هو الآخرة، ولقاء الله تعالى.
          أكيييد هـا تقولوا: لأنه كان نبي..
          متفق معاكم؛ لكنَّه بشر عليه السلام، زي ما سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام علّمنا وقال عن نفسه:
          "فإنَّما أَنا بشرٌ مثلُكُم"... [1]

          ولأنكم فاكرين قوة صبر سيدنا يوسف على صدّ إمرأة العزيز ورفضه القوي لطلبها، وصبره كمان على السجن
          لقيت إني أذكركم بهذه القصة، لأن صبركم على ترك مشاهدة المباريات أهون بكثير من صبر سيدنا يوسف على رفض شهوة محرمة من شهوات الدنيا.

          الصبر يا شباب على ترك الشهوات المحرمة جزاؤه عند الله عظيم، بفضله وبرحمته، والصبر كمان على ترك كل ما يلهينا عن طاعته
          إن شاء الله هايكون ثوابه كبير.






          صحصحوا معايا يا أجدع شباب.. أنا بعيد في كلامي كل البعد عن مشروعية مشاهدة كأس العالم أم لا!!
          دا مش موضوعنا هنا، والحكم فيه لأهل الشرع وأهل العلم وأهل الفتوى
          لكن تركيزي معاكم على حسن اغتنام الوقت في شهر العبادة؛ شهر القرآن، شهر المغفرة والغفران، شهر العتق من النار
          شهر رمضان اللي واجب علينا وفرض إننا نقضي أوقاته كلها في عبادة لله وحده
          وما فيش أي حاجة تشغلنا عن العبادة، أو تبعدنا عن لحظة تقرب إلى الله بخصال الخير
          عارفين ليه يا شباب؟!!
          عشان الحديث دا مثلا، نقرأه سوا ونتدبر في معناه،
          قال صلى الله عليه وسلم:
          " يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ،
          إنَّمَا يتْرُكُ طعامَهَ وشَرَابَهُ مِن أجْلِي فصيامُهُ لَه وأنا أجزِي بِه كلُّ حسنةٍ بعشرِ أمثالِهَا إلى سبعمائِةِ ضعفٍ إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ
          "

          الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 13/239 - خلاصة حكم المحدث: صحيح


          أحبائي في الله؛ تعالوا نركز أكثر في قول النبي صلى الله عليه وسلم وما أخبرنا من قول الله تعالى:
          (إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ)

          لما نسمع كلام ربنا سبحانه وتعالى بأنه خصَّ الصوم لنفسه، ويجزي به من يشاء:
          كيفما يشاء بقدر ما يشاء من الأجر المضاعف والثواب الجزيل؛ بخلاف الأعمال الأخرى!!

          هل يليق بنا أن نضيع ولو دقيقة في عمل غير العبادة والتقرب إلى الله تعالى؟!!

          ألا يستحق الأمر بنا استغلال جميع أوقاتنا واغتنامها في شهر رمضان؛ رجاءً في الله تعالى:
          أن نُكتَب عنده من عباده الصائمين الذين يدخلون الجنة من باب الريان بإذنه سبحانه وبرحمته؟!

          ثـم، ألا يدعونا ذلك لترك كل ما يلهينا؛ أملا في جزيل عطائه سبحانه الذي يرزق من يشاء بغير حساب؟!

          وقطعا مشاهدة مباريات كأس العالم خلال شهر رمضان هاتأخذ منّا أوقاتنا كبيرة،
          وهذه الأوقات لو اغتنمناها في قراءة القرآن الكريم وفي سائر العبادات سنجني ثمارها بأفضل من ملايين الأشياء التي قد تسعدنا في الدنيا سعادة وقتية،
          ثم يزول الشعور بالسعادة ويتحول إلى الندم على ما ضاع منَّا من أوقات كنا سنحيا فيها مع الله سبحانه وتعالى؛
          تقربا إليه ولجوءاً إليه، عساه يرحمنا وينعم علينا بأن نكون في معيته سبحانه وتعالى، فيتحقق فينا قوله جلَّ وعلا:
          { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }النحل: 128





          أحبائي الكرام
          ..
          والله الذي لا إله غيره سيندم كلٌّ منَّا على ما ضاع من عمره فيما لا يفيد ولا ينفع،
          إقرأوا معي هذا الحديث أيضا عن الخاسر في دنياه لأسباب ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، منها الخاسر في شهر رمضان:

          قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
          " رغِمَ أَنفُ رجلٍ ذُكِرتُ عندَهُ فلم يصلِّ عليَّ ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَهُ ،
          ورغمَ أنفُ رجلٍ أدرَكَ عندَهُ أبواهُ الكبرَ فلم يُدْخِلاهُ الجنَّةَ
          "
          الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3545- خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح


          والمعني -فيما يخص قوله صلى الله عليه وسلم بشهر رمضان-:

          قال الإمام ابن حجر رحمه الله:
          [
          رَغْم مَأْخُوذ مِنْ الرَّغْم وَهُوَ التُّرَاب ، وَكَأَنَّهُ دَعَا عَلَيْهِ بِأَنْ يُلْصَق أَنْفه بِالتُّرَابِ...]

          وقال الإمام النووي رحمه الله:

          [
          فَمَعْنَى ( أَرْغَمَ اللَّه أَنْفه ) أَيْ أَلْصَقَهُ بِالرَّغَام ، وَأَذَلَّهُ ... ]


          وقال الإمام المباركفوري رحمه الله:
          [
          أَيْ لَصِقَ أَنْفُهُ بِالتُّرَابِ كِنَايَةً عَنْ حُصُولِ الذّلِّ .
          قَالَ فِي النِّهَايَةِ: رَغَمَ يَرْغَمُ وَرَغِمَ يَرْغَمُ رَغْمًا وَرِغْمًا وَرُغْمًا وَأَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَهُ أَيْ أَلْصَقَهُ بِالرِّغَامِ وَهُوَ التُّرَابُ .
          هَذَا هُوَ الْأَصْلُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي الذُّلِّ وَالْعَجْزِ عَنْ الِانْتِصَافِ وَالِانْقِيَادِ عَلَى كُرْهٍ اِنْتَهَى وَهَذَا إِخْبَارٌ أَوْ دُعَاءٌ ...
          ]

          وقال القاضي عبد الرؤوف المناوي رحمه الله، في فيض القدير:
          [
          ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، أي:
          رغم أنف من علم أنه لو كفَّ نفسه عن الشهوات شهراً في كل سنة وأتى بما وُظِّف له فيه من صيام وقيام غُفِر له ما سلف من الذنوب؛
          فمن وجد فرصة عظيمة بأن قام فيه إيمانا واحتسابا عظَّمهُ الله، ومن لم يعظّمهُ حقَّرهُ الله وأهانه ...
          (ورغم أنف رجل) أي: إنه مدعو عليه أو مخبر عنه بلزوم ذل وصغار لا يطاق ...
          ]





          إذن يا أحبـائي الكـرام


          فهي خسارة كبيرة جدا، وفقد لكم هائل من الحسنات التي يرزقنا الله بها سبحانه؛
          إذا لم نغتَنِم كل أوقات هذا الشهر في حسن الطاعة والعبادة والمسارعة، بل والتسابق بين إخواننا في العمل الصالح...
          هي خسارة كبيرة حقا لو أضعنا أوقاتنا فيما يُلهي عن العبادة والذكر؛ في هذا الشهر الذي خصَّصه الله تعالى للعبادة،
          وخصَّه لنفسه وحده ليجازي عباده على أعمالهم الصالحة،
          والحديث ليس عن متابعة كأس العالم فقط، بل عن كل ما يلهينا من ملهيات ومغريات ومسلاسلات وبرامج وخلافه،
          هذا فيما يتعلق بالتلفاز.. المفسد الأكبر بما يحويه،
          وبالقياس فكل مايضيع الوقت فيما لايعوضنا ثواب فضائل الأعمال في هذا الشهر؛ أحرى بنا أن نبعد عنه ونهجره تماما
          وبالقياس أيضا؛ فكما يجب أن يكون هذا هو حالنا في شهر رمضان، علينا أن نجعله شهر للتدريب والمران على أسلوب حياتنا بقية العام وكل الأعوام
          وما تبقى لنا من اعمارنا في طاعة لله على الدوام





          بلغنا الله وإياكم شهر رمضان وليلة القدر وجعلنا فيها وإياكم من عتقائه من النار
          وجعلنا وإياكم من عباده الربانيين؛ ليس الرمضانيين، ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول وفي العمل
          وتقبل منا ومنكم ومنكم صالح الأعمال، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
          وصلى الله وسلم على نبينا محمد في الأولين والآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين

          لا تنسوني من صالح دعائكم يا أحبائي في الله.. بارك الله فيكم جميعا


          ______________________________

          [1] عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، قال:
          مَررتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في نَخلٍ، فرأى قومًا يُلقِّحونَ النَّخلَ،
          فقالَ: "
          ما يصنَعُ هؤلاءِ ؟"
          قالوا: يأخذونَ منَ الذَّكرِ فيجعَلونَهُ في الأُنثى،
          قالَ: "
          ما أظنُّ ذلِكَ يُغني شيئًا
          فبلغَهُم، فترَكوهُ، فنزلوا عَنها، فبلغَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ،
          فقالَ: " إنَّما هوَ الظَّنُّ، إن كانَ يُغني شيئًا فاصنعوهُ، فإنَّما أَنا بشرٌ مثلُكُم،
          وإنَّ الظَّنَّ يُخطئُ ويصيبُ، ولَكِن ما قُلتُ لَكُم: قالَ اللَّهُ ، فلَن أَكْذِبَ على اللَّهِ
          "


          صححه الإمام الألباني في صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2018

          إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
          والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
          يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

          الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

          تعليق

          يعمل...
          X