بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسلم ينظر الى ما أنعم الله تعالى عليه من منن لا تحصى ، ونعم لا تعد اكتنفته من ساعة علوقه نطفة في رحم أمه ، وتسايره الى أن يلقى ربه عز وجل فيشكر الله تعالى عليها بلسانه بحمده والثناء عليه بما هو أهله ،
وبجوارحه بتسخيرها في طاعته ، فيكون هذا أدبا منه مع الله سبحانه وتعالى ، اذ ليس من الأدب في شيء كفران النعم ، والتنكر له ولإحسانه وإنعامه ،
والله سبحانه يقول : ( وما بكم من نعمةٍ فمن الله ِ )
ويقول سبحانه : { وإن تَعُدَّوا نعمةَ اللهِ لا تُحصُوها }
ويقول جل جلاله : { فاذكُرونِي أذكُركُم وأشكُرُوا لي ولا تكفُرونِ }
البقرة
وينظر المسلم الى علمه تعالى به واطلاعه على جميع أحواله فيمتلىء قلبه منه مهابة ونفسه له وقارا وتعظيما ، فيخجل من معصيته ، ويستحي من مخالفته ، والخروج عن طاعته ، فيكون هذا أدبا منه مع الله سبحانه وتعالى
إذ ليس من الأدب في شيء أن يجاهر العبد سيده بالمعاصي ، أو يقابله بالقبائح والرذائل وهو يشهده وينظر إليه .
قال الله سبحانه وتعالى : { مَا لكم لا تَرجُونَ لِلهِ وَقَاراً وَقَد خَلَقَكُم أَطوَاراً }
وقال أيضا : { يعلمُ ما تُسِرُّونَ وما تُعلِنون }
وقال : { وَمَا تَكُونُ في شَأنٍ وما تَتلو مِنهَ مِن قُرآنٍ ولا تَعمَلونَ مِن عَمَلٍ إلاَّ كُنّا عَلَيكَم شُهوداً إذ تُفيضُونَ فيه ، ومَا يَعزُبُ عن رَبِّك َ من مِثقالِ ذَرَّةٍ في الأرضِ ولا في السماءِ } يونس
وينظر المسلم إليه تعالى وقد قدر عليه وأخذ بناصيته ، وأنه لا مفر له ، ولا مهرب ، ولا ملجأ منه إلا إليه
فيفر إليه تعالى ، ويَطَّرح بين يديه ، ويفوض أمره إليه ، ويتوكل عليه ، فيكون هذا أدبا منه مع ربه وخالقه .
إذ ليس من الأدب في شيء الفرار ممن لا مفر منه ، ولا الاعتماد على من لا قدرة له ، ولا الاتكال على من لا حول ولا قوة له ،
قال الله تعالى : { مَا مِن دابَّةٍ إلاَّ هُوَ آخذ ٌ بناصِيَتِها }
وقال : { وعلى اللهِ فَتَوَكَّلوا إن كُنتم مُؤمِنِين }
وينظر المسلم الى ألطاف الله تعالى به في كل أموره ، والى رحمته له ولسائر خلقه فيطمع في المزيد من ذلك ،
فيتضرع له بخالص الضراعة والدعاء ، ويتوسل إليه بطيب القول ، وصالح العمل فيكون هذا أدبا منه مع الله مولاه إذ ليس من الأدب في شيء اليأس من المزيد من رحمة وسعت كل شيء ،
ولا القنوط من إحسان قد عم البرايا ، وألطاف قد انتظمت الوجود ،
قال تعالى : { وَرَحمَتي وَسِعَتْ كُلَّ شيء } الأعراف
وقال أيضا : { اللهُ لَطيفٌ بِعِبادهِ } الشورى
وقال : { لا تَيأَسوا مِن روحِ الله } يوسف
وقال : { لا تَقنَطوا مِن رَحمةِ الله } الزمر
وينظر المسلم الى شدة بطش ربه ، والى قوة انتقامه ، والى سرعة حسابه فيتقيه بطاعته ، ويتوقاه بعدم معصيته فيكون هذا أدبا منه مع الله ، إذ ليس من الأدب عند ذوي الألباب أن يتعرض بالمعصية والظلم العبد الضعيف العاجز للرب العزيز الفادر ، والفوي القاهر وهو سبحانه يقول : { وَإذا أَرادَ اللهُ بِقَومٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ له ، ومَا لَهم مِن دُونِه من والٍ } الرعد
ويقول أيضا : { إنَّ بَطشَ رَبّكَ لَشَديد } البروج
ويقول : { والله ُ عَزيزٌ ذو انتِقام ٍ } آل عمران
وينظر المسلم الى الله عز وجل عند معصيته ، والخروج عن طاعته ، وكأن وعيده قد تناوله ، وعذابه قد نزل به ، وعقابه قد حل بساحته ، كما ينظر إليه تعالى عند طاعته ، واتباع شرعته وكأن وعده قد صدق له ، وكأن حلة رضاه قد خلعها عليه فيكون هذا من المسلم حسن ظن بالله ، ومن الأدب حسن الظن بالله ، إذ ليس من الأدب أن يسيء المرء الظن بالله فيعصيه ويخرج عن طاعته ، ويظن أنه غير مطلع عليه ، ولا مؤاخذ له على ذنبه ،
وهو يقول : { وَلِكن ظَنَنتُم أنَّ الله لا يَعلَمُ كثيرأً مما تَعمَلون ، فَذالِكُم ظَنكُمُ الذي ظَنَنتُم بِرَبِكم أَرادَكُم فَأَصبَحتُم مِن َ الخاسِرين } فصلت
كما أنه ليس من الأدب مع الله أن يتقيه المرء ويطيعه ويظن أنه غير مجازيه بحسن عمله ، ولا هو قابل منه طاعته وعبادته ، وهو عز وجل يقول : { وَمَن يُطِع ِ اللهَ وَرَ سُولَه وَيَخشَ اللهَ وَيَتَّقِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزون } النور
ويقول سبحانه : { مَن عمِلَ صالِحا مِن ذَكَرٍ أو أُنثى وهو مُؤمنٌ فلنُحْيِيَنَّهُ حَيَاة ً طيِّبَةً ولنجزِيَنَّهُمُ أجرَهُم بأحسنِ ما كانوا يَعملون } النحل
ويقول تعالى : { من جاء َ بالحَسَنَةِ فلهُ عشْرُ أمثالِها ومن جاءَ بالسيئَةِ فلا يُجزى إلا مِثْلِها وهم لا يُظلَمون } الأنعام
وخلاصة القول : أن شكر المسلم ربه على نعمه ، وحياؤه منه تعالى عند الميل الى معصيته ، وصدق الإنابه إليه ، والتوكل عليه ورجاء رحمته ، والخوف من نقمته ، وحسن الظن به في انجاز وعده ، وإنفاذ وعيده فيمن شاء من عباده ، هو أدبه مع الله ، وبقدر تمسكه به ومحافظته عليه تعلو درجته ، ويرتفع مقامه وتسمو مكانته ، وتعظم كرامته فيصبح من أهل ولاية الله ورعايته ، ومحط رحمته ومنزل نعمته .
وهذا أقصى ما يطلبه المسلم ويتمناه طول الحياة
اللهم ارزقنا ولايتك ، ولا تحرمنا رعايتك ، واجعلنا إليك من المقربين ، يا الله يا رب العالمين ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسلم ينظر الى ما أنعم الله تعالى عليه من منن لا تحصى ، ونعم لا تعد اكتنفته من ساعة علوقه نطفة في رحم أمه ، وتسايره الى أن يلقى ربه عز وجل فيشكر الله تعالى عليها بلسانه بحمده والثناء عليه بما هو أهله ،
وبجوارحه بتسخيرها في طاعته ، فيكون هذا أدبا منه مع الله سبحانه وتعالى ، اذ ليس من الأدب في شيء كفران النعم ، والتنكر له ولإحسانه وإنعامه ،
والله سبحانه يقول : ( وما بكم من نعمةٍ فمن الله ِ )
ويقول سبحانه : { وإن تَعُدَّوا نعمةَ اللهِ لا تُحصُوها }
ويقول جل جلاله : { فاذكُرونِي أذكُركُم وأشكُرُوا لي ولا تكفُرونِ }
البقرة
وينظر المسلم الى علمه تعالى به واطلاعه على جميع أحواله فيمتلىء قلبه منه مهابة ونفسه له وقارا وتعظيما ، فيخجل من معصيته ، ويستحي من مخالفته ، والخروج عن طاعته ، فيكون هذا أدبا منه مع الله سبحانه وتعالى
إذ ليس من الأدب في شيء أن يجاهر العبد سيده بالمعاصي ، أو يقابله بالقبائح والرذائل وهو يشهده وينظر إليه .
قال الله سبحانه وتعالى : { مَا لكم لا تَرجُونَ لِلهِ وَقَاراً وَقَد خَلَقَكُم أَطوَاراً }
وقال أيضا : { يعلمُ ما تُسِرُّونَ وما تُعلِنون }
وقال : { وَمَا تَكُونُ في شَأنٍ وما تَتلو مِنهَ مِن قُرآنٍ ولا تَعمَلونَ مِن عَمَلٍ إلاَّ كُنّا عَلَيكَم شُهوداً إذ تُفيضُونَ فيه ، ومَا يَعزُبُ عن رَبِّك َ من مِثقالِ ذَرَّةٍ في الأرضِ ولا في السماءِ } يونس
وينظر المسلم إليه تعالى وقد قدر عليه وأخذ بناصيته ، وأنه لا مفر له ، ولا مهرب ، ولا ملجأ منه إلا إليه
فيفر إليه تعالى ، ويَطَّرح بين يديه ، ويفوض أمره إليه ، ويتوكل عليه ، فيكون هذا أدبا منه مع ربه وخالقه .
إذ ليس من الأدب في شيء الفرار ممن لا مفر منه ، ولا الاعتماد على من لا قدرة له ، ولا الاتكال على من لا حول ولا قوة له ،
قال الله تعالى : { مَا مِن دابَّةٍ إلاَّ هُوَ آخذ ٌ بناصِيَتِها }
وقال : { وعلى اللهِ فَتَوَكَّلوا إن كُنتم مُؤمِنِين }
وينظر المسلم الى ألطاف الله تعالى به في كل أموره ، والى رحمته له ولسائر خلقه فيطمع في المزيد من ذلك ،
فيتضرع له بخالص الضراعة والدعاء ، ويتوسل إليه بطيب القول ، وصالح العمل فيكون هذا أدبا منه مع الله مولاه إذ ليس من الأدب في شيء اليأس من المزيد من رحمة وسعت كل شيء ،
ولا القنوط من إحسان قد عم البرايا ، وألطاف قد انتظمت الوجود ،
قال تعالى : { وَرَحمَتي وَسِعَتْ كُلَّ شيء } الأعراف
وقال أيضا : { اللهُ لَطيفٌ بِعِبادهِ } الشورى
وقال : { لا تَيأَسوا مِن روحِ الله } يوسف
وقال : { لا تَقنَطوا مِن رَحمةِ الله } الزمر
وينظر المسلم الى شدة بطش ربه ، والى قوة انتقامه ، والى سرعة حسابه فيتقيه بطاعته ، ويتوقاه بعدم معصيته فيكون هذا أدبا منه مع الله ، إذ ليس من الأدب عند ذوي الألباب أن يتعرض بالمعصية والظلم العبد الضعيف العاجز للرب العزيز الفادر ، والفوي القاهر وهو سبحانه يقول : { وَإذا أَرادَ اللهُ بِقَومٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ له ، ومَا لَهم مِن دُونِه من والٍ } الرعد
ويقول أيضا : { إنَّ بَطشَ رَبّكَ لَشَديد } البروج
ويقول : { والله ُ عَزيزٌ ذو انتِقام ٍ } آل عمران
وينظر المسلم الى الله عز وجل عند معصيته ، والخروج عن طاعته ، وكأن وعيده قد تناوله ، وعذابه قد نزل به ، وعقابه قد حل بساحته ، كما ينظر إليه تعالى عند طاعته ، واتباع شرعته وكأن وعده قد صدق له ، وكأن حلة رضاه قد خلعها عليه فيكون هذا من المسلم حسن ظن بالله ، ومن الأدب حسن الظن بالله ، إذ ليس من الأدب أن يسيء المرء الظن بالله فيعصيه ويخرج عن طاعته ، ويظن أنه غير مطلع عليه ، ولا مؤاخذ له على ذنبه ،
وهو يقول : { وَلِكن ظَنَنتُم أنَّ الله لا يَعلَمُ كثيرأً مما تَعمَلون ، فَذالِكُم ظَنكُمُ الذي ظَنَنتُم بِرَبِكم أَرادَكُم فَأَصبَحتُم مِن َ الخاسِرين } فصلت
كما أنه ليس من الأدب مع الله أن يتقيه المرء ويطيعه ويظن أنه غير مجازيه بحسن عمله ، ولا هو قابل منه طاعته وعبادته ، وهو عز وجل يقول : { وَمَن يُطِع ِ اللهَ وَرَ سُولَه وَيَخشَ اللهَ وَيَتَّقِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزون } النور
ويقول سبحانه : { مَن عمِلَ صالِحا مِن ذَكَرٍ أو أُنثى وهو مُؤمنٌ فلنُحْيِيَنَّهُ حَيَاة ً طيِّبَةً ولنجزِيَنَّهُمُ أجرَهُم بأحسنِ ما كانوا يَعملون } النحل
ويقول تعالى : { من جاء َ بالحَسَنَةِ فلهُ عشْرُ أمثالِها ومن جاءَ بالسيئَةِ فلا يُجزى إلا مِثْلِها وهم لا يُظلَمون } الأنعام
وخلاصة القول : أن شكر المسلم ربه على نعمه ، وحياؤه منه تعالى عند الميل الى معصيته ، وصدق الإنابه إليه ، والتوكل عليه ورجاء رحمته ، والخوف من نقمته ، وحسن الظن به في انجاز وعده ، وإنفاذ وعيده فيمن شاء من عباده ، هو أدبه مع الله ، وبقدر تمسكه به ومحافظته عليه تعلو درجته ، ويرتفع مقامه وتسمو مكانته ، وتعظم كرامته فيصبح من أهل ولاية الله ورعايته ، ومحط رحمته ومنزل نعمته .
وهذا أقصى ما يطلبه المسلم ويتمناه طول الحياة
اللهم ارزقنا ولايتك ، ولا تحرمنا رعايتك ، واجعلنا إليك من المقربين ، يا الله يا رب العالمين ...
تعليق