إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأدب مع الله عز وجل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأدب مع الله عز وجل

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    المسلم ينظر الى ما أنعم الله تعالى عليه من منن لا تحصى ، ونعم لا تعد اكتنفته من ساعة علوقه نطفة في رحم أمه ، وتسايره الى أن يلقى ربه عز وجل فيشكر الله تعالى عليها بلسانه بحمده والثناء عليه بما هو أهله ،
    وبجوارحه بتسخيرها في طاعته ، فيكون هذا أدبا منه مع الله سبحانه وتعالى ، اذ ليس من الأدب في شيء كفران النعم ، والتنكر له ولإحسانه وإنعامه ،
    والله سبحانه يقول : ( وما بكم من نعمةٍ فمن الله ِ )
    ويقول سبحانه : { وإن تَعُدَّوا نعمةَ اللهِ لا تُحصُوها }
    ويقول جل جلاله : { فاذكُرونِي أذكُركُم وأشكُرُوا لي ولا تكفُرونِ }
    البقرة


    وينظر المسلم الى علمه تعالى به واطلاعه على جميع أحواله فيمتلىء قلبه منه مهابة ونفسه له وقارا وتعظيما ، فيخجل من معصيته ، ويستحي من مخالفته ، والخروج عن طاعته ، فيكون هذا أدبا منه مع الله سبحانه وتعالى

    إذ ليس من الأدب في شيء أن يجاهر العبد سيده بالمعاصي ، أو يقابله بالقبائح والرذائل وهو يشهده وينظر إليه .

    قال الله سبحانه وتعالى : { مَا لكم لا تَرجُونَ لِلهِ وَقَاراً وَقَد خَلَقَكُم أَطوَاراً }
    وقال أيضا : { يعلمُ ما تُسِرُّونَ وما تُعلِنون }
    وقال : { وَمَا تَكُونُ في شَأنٍ وما تَتلو مِنهَ مِن قُرآنٍ ولا تَعمَلونَ مِن عَمَلٍ إلاَّ كُنّا عَلَيكَم شُهوداً إذ تُفيضُونَ فيه ، ومَا يَعزُبُ عن رَبِّك َ من مِثقالِ ذَرَّةٍ في الأرضِ ولا في السماءِ } يونس

    وينظر المسلم إليه تعالى وقد قدر عليه وأخذ بناصيته ، وأنه لا مفر له ، ولا مهرب ، ولا ملجأ منه إلا إليه
    فيفر إليه تعالى ، ويَطَّرح بين يديه ، ويفوض أمره إليه ، ويتوكل عليه ، فيكون هذا أدبا منه مع ربه وخالقه .
    إذ ليس من الأدب في شيء الفرار ممن لا مفر منه ، ولا الاعتماد على من لا قدرة له ، ولا الاتكال على من لا حول ولا قوة له ،

    قال الله تعالى : { مَا مِن دابَّةٍ إلاَّ هُوَ آخذ ٌ بناصِيَتِها }
    وقال : { وعلى اللهِ فَتَوَكَّلوا إن كُنتم مُؤمِنِين }


    وينظر المسلم الى ألطاف الله تعالى به في كل أموره ، والى رحمته له ولسائر خلقه فيطمع في المزيد من ذلك ،

    فيتضرع له بخالص الضراعة والدعاء ، ويتوسل إليه بطيب القول ، وصالح العمل فيكون هذا أدبا منه مع الله مولاه إذ ليس من الأدب في شيء اليأس من المزيد من رحمة وسعت كل شيء ،
    ولا القنوط من إحسان قد عم البرايا ، وألطاف قد انتظمت الوجود ،

    قال تعالى : { وَرَحمَتي وَسِعَتْ كُلَّ شيء } الأعراف
    وقال أيضا : { اللهُ لَطيفٌ بِعِبادهِ } الشورى
    وقال : { لا تَيأَسوا مِن روحِ الله } يوسف
    وقال : { لا تَقنَطوا مِن رَحمةِ الله } الزمر

    وينظر المسلم الى شدة بطش ربه ، والى قوة انتقامه ، والى سرعة حسابه فيتقيه بطاعته ، ويتوقاه بعدم معصيته فيكون هذا أدبا منه مع الله ، إذ ليس من الأدب عند ذوي الألباب أن يتعرض بالمعصية والظلم العبد الضعيف العاجز للرب العزيز الفادر ، والفوي القاهر وهو سبحانه يقول : { وَإذا أَرادَ اللهُ بِقَومٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ له ، ومَا لَهم مِن دُونِه من والٍ } الرعد

    ويقول أيضا : { إنَّ بَطشَ رَبّكَ لَشَديد } البروج

    ويقول : { والله ُ عَزيزٌ ذو انتِقام ٍ } آل عمران

    وينظر المسلم الى الله عز وجل عند معصيته ، والخروج عن طاعته ، وكأن وعيده قد تناوله ، وعذابه قد نزل به ، وعقابه قد حل بساحته ، كما ينظر إليه تعالى عند طاعته ، واتباع شرعته وكأن وعده قد صدق له ، وكأن حلة رضاه قد خلعها عليه فيكون هذا من المسلم حسن ظن بالله ، ومن الأدب حسن الظن بالله ، إذ ليس من الأدب أن يسيء المرء الظن بالله فيعصيه ويخرج عن طاعته ، ويظن أنه غير مطلع عليه ، ولا مؤاخذ له على ذنبه ،

    وهو يقول : { وَلِكن ظَنَنتُم أنَّ الله لا يَعلَمُ كثيرأً مما تَعمَلون ، فَذالِكُم ظَنكُمُ الذي ظَنَنتُم بِرَبِكم أَرادَكُم فَأَصبَحتُم مِن َ الخاسِرين } فصلت

    كما أنه ليس من الأدب مع الله أن يتقيه المرء ويطيعه ويظن أنه غير مجازيه بحسن عمله ، ولا هو قابل منه طاعته وعبادته ، وهو عز وجل يقول : { وَمَن يُطِع ِ اللهَ وَرَ سُولَه وَيَخشَ اللهَ وَيَتَّقِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزون } النور

    ويقول سبحانه : { مَن عمِلَ صالِحا مِن ذَكَرٍ أو أُنثى وهو مُؤمنٌ فلنُحْيِيَنَّهُ حَيَاة ً طيِّبَةً ولنجزِيَنَّهُمُ أجرَهُم بأحسنِ ما كانوا يَعملون } النحل
    ويقول تعالى : { من جاء َ بالحَسَنَةِ فلهُ عشْرُ أمثالِها ومن جاءَ بالسيئَةِ فلا يُجزى إلا مِثْلِها وهم لا يُظلَمون } الأنعام


    وخلاصة القول : أن شكر المسلم ربه على نعمه ، وحياؤه منه تعالى عند الميل الى معصيته ، وصدق الإنابه إليه ، والتوكل عليه ورجاء رحمته ، والخوف من نقمته ، وحسن الظن به في انجاز وعده ، وإنفاذ وعيده فيمن شاء من عباده ، هو أدبه مع الله ، وبقدر تمسكه به ومحافظته عليه تعلو درجته ، ويرتفع مقامه وتسمو مكانته ، وتعظم كرامته فيصبح من أهل ولاية الله ورعايته ، ومحط رحمته ومنزل نعمته .
    وهذا أقصى ما يطلبه المسلم ويتمناه طول الحياة

    اللهم ارزقنا ولايتك ، ولا تحرمنا رعايتك ، واجعلنا إليك من المقربين ، يا الله يا رب العالمين ...
    موقع مميز لنصرة النبي صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم

    موقع رسول الله صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم

  • #2
    رد: الأدب مع الله عز وجل

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    جزاك الله عنا خيرا وبارك الله لك

    الله اسئل ان يجعله في ميزانك يوم القيامة ويرزقنا جميعا الادب
    مشكوررر اخنا الكريم وبارك الله في عملك





    أرى الدنيا
    **الدنيا لمن هي في يديــه عذاباً كلما كثرت لديــــــه **
    **تهين المكـرمـين لـهـا بصغــر وتكرم كل مـن هانت عليــه **
    **إذا استغنيت عن شيء فدعه وخذ ما أنــت محتـــاج إلـيـــه **

    تعليق


    • #3
      رد: الأدب مع الله عز وجل

      جزاكم الله خيرا ونفع بكم

      تعليق

      يعمل...
      X