السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه
خلق الحياء
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه
خلق الحياء
قال النبي صلى الله عليه و سلم:(الإيمان بضع و سبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق و الحياء شعبة من الإيمان) رواه الشيخان
قال أهل العلم:إفراد الخاص على العام يفيد الإهتمام
لقد جاء الإسلام متمما لمكارم الأخلاق و داعيا إليها بل هي من أسباب رفعة الدرجات عند رب البريات فقد سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن أكثر ما يدخل الجنة فقال:(تقوى الله و حسن الخلق) و قال أيضا:(إنَّ من أحبِّكم إليَّ وأقربِكم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنُكم أخلاقًا) صحيح الجامع2201.
و أعظم هذه الأخلاق التي إهتم بها الإسلام هو خلق الحياء قال صلى الله عليه و سلم :(إن لكل دين خلقا و خلق الإسلام الحياء) السلسلة الصحيحة940.
و الحياء مشتق من الحياة و هو تغير و انكسار يصيب الإنسان من خوف ما يعاب عنه أو يلام عليه و الحياء يمنع صاحبه من قبيح الأقوال و الأفعال فهو تاج الأخلاق كلها.
و الحياء نوعان:
-حياء فطري جبلي فطر الله عليه الإنسان.
-حياء إيماني مكتسب بالعلم و الطاعات و الأعمال الصالحة.
و الحياء دليل الإيمان و سبب في زيادته فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:(الحياء و الإيمان قرنا جميعا فاذا رفع أحدهما زاد الآخر) أخرجه الحاكم .
و الذين يستحى منهم ثلاثة:البشر و هم أكثر من يستحى منهم ثم نفسه و أحق من يجب الحياء منه هو ربنا جل وعلا و يكون ذلك بمعرفته سبحانه فالإنسان يستحي ممن يعظمه و يعلم أنه يراه و يسمع نجواه و من لا يعرف الله فكيف يعظمه و كيف يعلم أنه مطلع عليه .
قال ابن مسعود رضي الله عنه: " الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ : أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى ، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى ، وَلْتَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى ، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ : تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ : فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ) رواه الترمذي ( 2458 ) مرفوعاً للنبي صلى الله عليه .
و قد كان سلفنا الصالح أكثر الناس حياءا و أكثرهم نبينا صلى الله عليه و سلم فقد كان أشد حياءا من العذراء في خدرها و عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي تستحي منه الملائكة من شدة حيائه و غيره من الصحابة و التابعين رضوان الله عليهم.
وقال الجَرَّاح بنُ عبد الله الحكمي وكان فارس أهل الشام : تركتُ الذنوب حياءً أربعين سنة ثم أدركني الورع، وعن بعضهم قال : رأيتُ المعاصي نذالةً ، فتركتها مُروءةً ، فاستحالت دِيانة.
و للأسف الشديد فقد تناقص هذا الخلق الكريم في كثيرنا و في مجتمعاتنا حتى أنه يكاد ينعدم و هذه أعظم بلية تنزل على أمة الحبيب صلى الله عليه و سلم فنساؤنا كاسيات عاريات في الطرقات و هن الأكثر حياءا بالفطرة و شبابنا يتعاطون الخمور و المخدرات أمام الملأ و أفراح المسلمين تعج بالأغاني الفاحشة و الصاخبة حتى أصبحت هذه الموبقات أمرا عاديا بل تعجب أن بعضهم يناظرك في حكمها و الله المستعان.
و عدم الحياء دليل على سخط المولى عز و جل و على كثرة ذنوبنا و آثامنا حتى قال بعضهم:أول ما يعاقب العبد بذنوبه أن ينزع من قلبه الحياء.
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ : إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ) رواه البخاري(3484)
و قال عمر رضي الله عنه: 'من قل حياءه قل ورعه' إذا لم تخش عاقبة الليالي.........و لم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا و الله ما في العيش خير ,,...,,,و لا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير... .... ..ويبقى العود ما بقي اللحاءُ
إني لأستر ما ذو العقــل ساتــــره.. ... ..من حاجةٍ وأُميتُ السر كتمانًا
وحاجة دون أخرى قد سمحتُ بها.. ... ..جعلتها للتي أخفيتُ عنــــوانًا
إني كأنــــي أرى مَن لا حيــــاء له.. ... ..ولا أمانة وسط القـــوم عريانًا
فلا و الله ما في العيش خير ,,...,,,و لا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير... .... ..ويبقى العود ما بقي اللحاءُ
إني لأستر ما ذو العقــل ساتــــره.. ... ..من حاجةٍ وأُميتُ السر كتمانًا
وحاجة دون أخرى قد سمحتُ بها.. ... ..جعلتها للتي أخفيتُ عنــــوانًا
إني كأنــــي أرى مَن لا حيــــاء له.. ... ..ولا أمانة وسط القـــوم عريانًا
تعليق