
يقول الإمام ابن الجوزي : "يا مطرودًا عن الباب ، يا محرومًا من لقاء الأحباب ، إذا أردت أن تعرف قدرك عند الملك ، فانظر فيما يستخدمك ، وبأيِّ الأعمال يشغلك ،كم عند باب الملك من واقفٍ ، لكن لا يدخل إلا من عني به ،ما كلّ قلبٍ يصلح للقرب ، ولا كلّ صدرٍ يحمل الحبّ ،ما كلّ نسيم يشبه نسيم السحر ".
صدق ! فعلا ما كل نسيم يشبه نسيم السحر ولا يعرف الشوق إلا من يكابده ..! لا يعرف حب الله إلا من عمل بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولزم الأثر .ومن كابد الأسحار سيعرف كيف يظهر الرجال !
فلابد من جلسة محاسبة مع النفس ولاسيما إذا كانت فى وقت السحر ..جلسة تغيير .. جلسة استغفار من الذنوب وإصرار على فعل الطاعات ..جلسة دعاء ..فيا محلى التائبين !! نالوا شرفا أيما شرف ...تستغفر لهم الملائكة .( لَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) .فيا من أذنب لا تيأس فربك الله الكريم الستير العفو الغفور الرحيم ..ولنتذكر قول يوسف عليه السلام ( إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ).ولرب ذنب كان سببا فى انكسار صاحبه وتواضعه لله فكان سببا فى دخوله الجنة .لأن العجب يحبط العمل كما الشرك يحبطه أيضا.فرب ذنب جعل صاحبه مكسور القلب منكسر الطرف ..
ملازما للاستغفار منيبا لربه متذللا له .. !فلابد أن لا نيأس من روح الله !وأن نظن بالله خيرا ..
فكفى سوء ظن بربك ان تحسب ان لن يغفر ذنوبنا !لكن لابد أن نعم أن الله يقدر على كل شىء .
( أتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) سورة التحريم
تعليق