كيفية الانكار علي الحكام او نصحهم
* تكون أمامه مباشرتا حتى لا تكون سببا في احداث فتنة
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " كلمة حق عند سلطان "أخرجه أبو داود والترمذى من حديث أبى سعيد الخدرى ، و"عند" تفيد الظرفية [ يعنى أن تكونوا بحضرته ] ، والله - جل وعلا - قال لموسى وهارون : " فأتياه " يعنى : فرعون " فأتياه فقولا له قولاً لينا " ما قال أعلنا فى البلد والطرقات والتجمعات الإنكار على فرعون ، وحكام المسلمين أولى بذلك !!
وهذا الكلام ليس رأياً لنا رأيناه - معاذ الله - بل هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم " من أراد أن ينصح لذى سلطان فلا يُبده علانية و لكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذى عليه "
صححه الألبانى فى السنة لإبن أبى عاصم برقم ( 1096 ’ 1097) .
وهى سنة غير مهجورة فقد عمل بها السلف رضوان الله عليهم .
قال العلامة السلفى - بحق- الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - :
" ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر ؛ لأن ذلك يُفضى إلى الفوضى ، وعدم السمع والطاعة فى المعروف ، ويُفضى إلى الخوض الذى يضر ولا ينفع .
و لكن الطريقة المتبعة عند السلف : النصيحة فيما بينهم وبين السلطان ، والكتابة إليه ، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجَّه إلى الخير .
و إنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل ، فيُنكر الزنى ، و يُنكر الخمر ، ويُنكر الربا ، من دون ذكر مَنْ فعله ، ويكفى إنكار المعاصى والتحذير منها من غير ذكر أن فلاناً يفعلها ، لا حاكم ولا غير حاكم .
و لما وقعت الفتنة فى عهد عثمان ، قال بعض الناس لأسامة بن زيد - رضى الله عنهما- : ألا تنكر على عثمان ؟
قال : أأنكر عليه عند الناس ؟
لكن أنكر عليه بينى وبينه ، و لا أفتح باب شر على الناس .
ولما فتحوا الشر فى زمن عثمان - رضى الله عنه - وأنكروا على عثمان جهرة تمت الفتنة والقتال والفساد الذى لا يزال الناس فى آثاره إلى اليوم ، حتى حصلت الفتنة بين على ومعاوية ، وقُتل عثمان وعلىٌّ بأسباب ذلك ، و قُتل جمٌ كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلنى وذكر العيوب علناً ، حتى أبغض الناس ولىَّ أمرهم وحتى قتلوه ، نسأل الله العافية " .
قلت : وهذا الحديث الذى ذكره فضيلة الشيخ ابن باز - رحمه الله - أخرجه البخارى ومسلم فى صحيحهما ، عن أسامة بن زيد أنه قيل له : ألا تدخل على عثمان لتكلمه؟
فقال : " أترون أنى لا أكلمه إلا أسمعكم ؟ والله لقد كلمته فيما بينى وبينه ما دون أن أفتح أمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه " وهذا سياق مسلم .
قال الحافظ فى الفتح (13/52) :
" قال المهلب : قوله : " لقد كلمته سراً دون أن أفتح باباً " أى : باب الإنكار على الأئمة علانية ، خشية أن تفترق الكلمة .... وقال عياض : مراد أسامة أنه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الإمام لما يُخشى من عاقبة ذلك ، بل يتلطف به وينصحه سراً ، فذلك أجدر بالقبول " .
وقال الشيخ الألبانى :
" يعنى : المجاهرة بالإنكار على الأمراء فى الملإ ؛ لأن فى الإنكار جهاراً ما يُخشى عاقبته ، كما اتفق فى الإنكار على عثمان جهاراً ، إذ نشأ عنه قتله "
قلت : وقد بيَّن عبدالله بن عكيم أن ذكر مساوئ ولى الأمر إعانة على قتله . وذلك حينما قال : (فيما رواه ابن سعد بسند صحيح)
" لاأعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان ، فقيل له : يا أبا معبد ! أو أعنت على دمه ؟
.
.
منقول عن فضيلة الشيخ عادل السيد
جزء من بيانه لنقد البيان (الثالث و الثلاثين) لمجلس شورى العلماء
تعليق