إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟





    العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟



    كُن على ثقةٍ من أن هناك حساباً دائراً لا يتوقف أبداً؛ حتى تتوقف أنفاسك في هذه الحياة!! هذا الحساب يأخذُ من دنياك ﻵخرتك، أو يأخذ من آخرتك بحسب خسران أعمالك في دنياك!!

    يحيطك بالحفظ والرعاية، ويمنحك الشعور بالأمان جزاء صدق مراقبتك لله عز وجل، أو يُلقي الفزع في قلبك ويُشعرك بالمذلة والهوان؛ حال استهانتك بأوامر الله تعالى، فيتراكم الران على قلبك نتيجة اغترافك الغفلات تلو الغفلات!!

    ينتقص من رزقك أو يُبَارك لك فيه!! يستر عوراتك أو يفضح زلاتك!! يحفظ أبناءك أو يصيبك بعواقب جرم أفعالك بابتلائك فيهم!!

    لا يختل ميزاته أبداً؛ إذ أن الذي يجريه بيده هو عالم السر وأخفى سبحانه وبحمده!!

    جوانب العفو والصفح فيه ظاهرة (ويعفو عن كثير) غير أن الشيطان يجعل الأعين والعقول عنه غافلة ؛ (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا . . الآية)!!

    يسعى الشيطان لطمس معالمه لدى النفوس المنكوسة؛ حتى يتمكن من تزيين كل حرام وإن كان قبيحاً مذموماً، والتزهيد في كل حلال حتى وإن كان جميلاً ممدوحاً!!

    يزداد استشعار القلوب المؤمنة لمؤشراته؛ كلما صفيت لله بالمراقبة، ويزداد فزع القلوب الغافلة بقرع أجراسه؛ كلما دنا وقت عذابها، وإنزال العواقب الوخيمة بها!!

    من جعله معياراً له في حياته، وراقب أعماله وفق مقتضياته؛ نال السعادة في الدنيا والآخرة!! أما من غفل عن سرعة دورانه، وشمول حساباته ودقيق إحصائه؛ فقد أسلم للخراب قلبه؛ وللفزع أركانه، وصار مهيئاً لكل ألوان البلاء (الظاهر والباطن)!!

    فراقب قلبك أيُّها السائر للقاء الله بخطى الليل والنهار الثابتة المتسارعة، واعلم أن معيار الحياة في قلبك؛ إنما يكون باستشعار دوران هذا الحساب، وإشفاقك على نفسك من طغيان ميزان السوء على ميزان الإحسان في أعمالك، فالذين خفت موازين أعمالهم يوم القيامة، إنما كان بفتحهم لنوافذ الشر على قلوبهم؛ فازدان عفن المعاصي في أعينهم، بعدما فقدت قلوبهم مقومات تذوق حلاوة الإيمان!!

    فهلا سألت ربك أن يُحبب إليك الإيمان وأن يزينه في قلبك؛ وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان؛ حتى لا يحلو في عينك العفن العاجل لمعاصي دنيانا الفانية؟!

    [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
    [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



    [CENTER] [/CENTER]

  • #2
    رد: العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟

    السلا عليكم ورحمة الله

    أخي أبو مهند القمري نحبكم في الله وأشهد الله أني اقرأ مقالتكم بإهتمام والله وحده الموفق.
    وجزاكم الله خيرا على هذه الموعظة.

    ولكن وجدت نفسي في حيرة وأنا أقرأ وأطالع تطورات مشاركاتك التالية:

    الأولى:
    أساليب لمقاومة الانقلاب وإنهاك قواه!!
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=243689
    (وقد نشرتَها على منتدى شقيق.. وأخذت تطورات أخرى!)

    الثاني:
    لا تجعلوا لليأس على نفوسكم سبيلاً!!
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=243428

    فهل لي أن أفهم منكم "منهجكم" و بُغيتكم ؟
    هذا إذا كنا نؤمن أن الإسلام هو قرآن رب العالمين وسنة رسوله الكريم محمد -صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم-
    وأين تضع علماء الأمة الربانيين فتراث الأموت منهم محفوظ بحفظ الله والأحياء العاملون موجودون وواقفون على ثغور الذود على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة الصالح !؟ ما الذي يغيظك فيهم ؟ ولن يصلح حالنا إلا بما صلُح به السلف.
    والأمر ليس بالهين بل إنه مصير أمة : والدين الصحيح = خلاص الأمة
    والأمر خطير وأرواح الناس ليست لعبة والدماء وما أدراك مالدماء ؟!
    ألم يقل الله عز وجل: {...الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً...} -المائدة 3-
    ألم يُـبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين !

    أليس العلم:
    العلم قال الله قال رسولُه *** قال الصحابةُ ليس بالتمويه
    ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأى فقيه


    ويحضرني هنا قول إبراهيم بن الأدهم -رحمه الله تعالى-
    نرقع دنيانا بتمزيق ديننا *** فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
    قال هذه المقولة في عصر أبو جعفر المنصور وما أدراك ما عصر أبو جعفر المنصور رغم طغيانه وفي التاريخ الإسلامي عبر ومواعظ لأولي الألباب .
    فماذا نقول نحن في عصرنا هذا عصر الهوان وتصدر الغوغاء والرويبضة... !!؟؟؟

    أفيدونا بارك الله فيكم وأنتم القائلون:

    كُن على ثقةٍ من أن هناك حساباً دائراً لا يتوقف أبداً؛ حتى تتوقف أنفاسك في هذه
    الحياة!! هذا الحساب يأخذُ من دنياك ﻵخرتك، أو يأخذ من آخرتك بحسب خسران
    أعمالك في دنياك!!...
    نسال الله السلامة وأن يرفع غضبه ومـقـته عنا ويهدينا سواء السبيل ويجمعنا على قلب رجل واحد... كي ينصرنا

    والله المستعان وعليه التكلان

    ولا حل ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم:
    { اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال و الأهواء و الأدواء } - الألباني "صحيح الجامع" -

    تعليق


    • #3
      رد: العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟

      المشاركة الأصلية بواسطة ابن الجبل مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله



      أخي أبو مهند القمري نحبكم في الله وأشهد الله أني اقرأ مقالتكم بإهتمام والله وحده الموفق.
      وجزاكم الله خيرا على هذه الموعظة.

      ولكن وجدت نفسي في حيرة وأنا أقرأ وأطالع تطورات مشاركاتك التالية:

      الأولى:
      أساليب لمقاومة الانقلاب وإنهاك قواه!!
      https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=243689
      (وقد نشرتَها على منتدى شقيق.. وأخذت تطورات أخرى!)

      الثاني:
      لا تجعلوا لليأس على نفوسكم سبيلاً!!
      https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=243428


      فهل لي أن أفهم منكم "منهجكم" و بُغيتكم ؟
      هذا إذا كنا نؤمن أن الإسلام هو قرآن رب العالمين وسنة رسوله الكريم محمد -صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم-
      وأين تضع علماء الأمة الربانيين فتراث الأموت منهم محفوظ بحفظ الله والأحياء العاملون موجودون وواقفون على ثغور الذود على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة الصالح !؟ ما الذي يغيظك فيهم ؟ ولن يصلح حالنا إلا بما صلُح به السلف.
      والأمر ليس بالهين بل إنه مصير أمة : والدين الصحيح = خلاص الأمة
      والأمر خطير وأرواح الناس ليست لعبة والدماء وما أدراك مالدماء ؟!
      ألم يقل الله عز وجل: {...الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً...} -المائدة 3-
      ألم يُـبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين !

      أليس العلم:
      العلم قال الله قال رسولُه *** قال الصحابةُ ليس بالتمويه
      ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأى فقيه

      ويحضرني هنا قول إبراهيم بن الأدهم -رحمه الله تعالى-
      نرقع دنيانا بتمزيق ديننا *** فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
      قال هذه المقولة في عصر أبو جعفر المنصور وما أدراك ما عصر أبو جعفر المنصور رغم طغيانه وفي التاريخ الإسلامي عبر ومواعظ لأولي الألباب .
      فماذا نقول نحن في عصرنا هذا عصر الهوان وتصدر الغوغاء والرويبضة... !!؟؟؟

      أفيدونا بارك الله فيكم وأنتم القائلون:



      نسال الله السلامة وأن يرفع غضبه ومـقـته عنا ويهدينا سواء السبيل ويجمعنا على قلب رجل واحد... كي ينصرنا

      والله المستعان وعليه التكلان


      ولا حل ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم

      وبداية أحبكم الله الذي أحببتموني فيه

      والشرف لي أخي الحبيب بمتابعتك لكتاباتي

      أما عن منهجي فهو الإسلام كله وفهم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم وعلماء الأمة الثقات في القديم والحديث

      وغايتي هي رضوان الله تعالى وما أرجوه في رحمته من دخول الجنة بعد مغفرة الذنوب والعفو عن التفريط والتقصير


      وما أرجوه منك أخي الحبيب مزيداً من التوضيح عن المخالفة الشرعية في المقالتين المذكورتين

      حيث كان الهدف منهما هو عدم اليأس والاستسلام تعويلاً على وجود القيادات داخل السجون للتحرك (سلمياً) لمواجهة الظلم والطغيان المتمثل في هذا الانقلاب الذي لا يقره مسلم عاقل بحال ولم تتضمن أي مقالة من مقالاتي دعوة إلى إراقة الدماء أو المواجهات المسلحة

      مع عدم إقراري مطلقاً بالديمقراطية أو ما يسمونه الشرعية كما هو معلوم من عموم مقالاتي ويمكنكم الاطلاع على الكثير منها لإيضاح الفكرة لديكم

      كما أنني من أشد الناس حرصاً على احترام العلماء المشهود لهم بالعلم والورع والتقوى والتجرد من العمالة للطغاة بل أتقرب إلى الله بحبهم والاقتداء بهم ومنهم الشيخين ابن باز وابن العثيمين (رحمهما الله) في عصرنا الحاضر

      أما مدعي العلم الذين لا يتعدون كونهم كهنة للطواغيت وسدنة أصنام يسوغون لكل طاغية ظلمه وجبروته كالذين سوغوا للقذافي ومبارك وبشار جرمهم وفجرهم فوالله أننا نتقرب إلى الله ببغضهم وعدائهم

      فالمقصود أخي الحبيب أن المسلم يجب أن يكون صافي التوحيد في عقيدته شمولي في فهمه للإسلام ولا يرضى بأي نوع من الخنوع أو الخضوع للظلم والطغيان ومتفاعلاً مع الدعوة الشرعية الصحيحة إلى الله في كل حال

      فهل فيما ذكرت أي مخالفة شرعية بارك الله فيك؟
      [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
      [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



      [CENTER] [/CENTER]

      تعليق


      • #4
        رد: العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خـيراً وبـارك فيكم
        جعله الله فى ميزان حسناتكم

        الله المستعان 7/10/2013

        تعليق


        • #5
          رد: العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيراً أخى الحبيب ورفع قدركم
          وجعل هذا العمل المبارك فى موازين حسناتكم
          فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً


          تعليق


          • #6
            رد: العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟

            بارك الله فيكم

            تعليق


            • #7
              رد: العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟

              جزاكم الله خيرا

              ونفع بكم

              اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان

              تعليق


              • #8
                رد: العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟

                السلام عليكم ورحمة وبركاته

                إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،
                (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)،
                (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)
                (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً* يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)، و إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

                أما بعد،

                جزاكم الله خيرا أخي أبو مهند القمري وشكرا على رحابة صدركم ولم تخيب حسن ظني بكم وقراءاتي لمقالتك جعلتني أحس أني أعرفك من قريب والموفق من وفقه الله اللطيف الخبير.

                وما أرجوه منك أخي الحبيب مزيداً من التوضيح عن المخالفة الشرعية في المقالتين المذكورتين
                وصراحة يا أخي الكريم كل مسلم صادق الإيمان قلبه وعيناه تدمع أمام ما يصيب المسلمين من هوان وظلم وطغيان.. وردك ليس بالغريب فهكذا يرد كل مسلم في هذا الزمن سلاحه عاطفة دينية جياشة وروح "إسلامية" وثابة وطيبة قلب فطرية ولكن هذا كله لا يعني الدراية بالفقه والعلم الشرعي و "اعلم أنه لا إله إلا الله" لا زالت رخوة هشة في قلوب الكثير منا و "مصيبتنا سمعنا وعصينا" نظرا لإهمال فادح في تحقيق فريضة العلم الشرعي واتباع كبار علماء الأمة الربانيين، وما أدراك ما العلم الشرعي ففيه النجاة من النار والخلود في الجنة فلا زلنا بالعلم عابثين وللصواب مجانبين، نسأل الله لنا أجمعين صدق في الإيمان وسداد في الرأي كما يحبه الله لنا ويرضاه.

                أما عن منهجي فهو الإسلام كله وفهم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم وعلماء الأمة الثقات في القديم والحديث
                وغايتي هي رضوان الله تعالى وما أرجوه في رحمته من دخول الجنة بعد مغفرة الذنوب والعفو عن التفريط والتقصير
                والأمر كذلك، فإذا اتفقنا على أن الإسلام هو الكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة الصالح نستطيع أن نواصل الحوار على أسس متفق عليها.

                أنت يا أخي مخالفتك واضحة: أنت في كل الأحوال وفي نهاية الأمر تحرض على الخروج والمواجهة، تريد المواجهة والأمة لا إمام لها ! تريد المواجهة والأمة لا استعداد لها و لا عُدّة، لا عقدية ولا مادية !؟ تريد الخروج والأمة في حالة استضعاف وهوان ! تريد المواجهة بصدور عارية والدماء تسيل والسجون عامرة وانتهاك الأعراض بغية الطغاة ؟ تريد الخروج والفتن مشتعلة والأمة متشرذمة متفرقة طرائق قددا !؟ تريد المواجهة وتقدم كـ"سلاح" مخالفة صريحة للكتاب والسنة المحفوظتين بحفظ الله ؟ تريد الخروج وتهيج العامة من الناس وهم يتسألون حيارى ما العمل..وقد قال أحد الأئمة الخطباء في رسالة "فقه النصيحة عند الصحابة الكرام: ... وهكذا؛ فليكن النُّصحاء أو لا يكونوا، ثمَّ انظر هل يستوي هذا العاقل النَّاصح ـ رضي الله عنه ـ مع ذلك الـمُـهَـيِـج الـثـوري وما أكـثـرهم في زماننا الَّذين يـسـتـغـلُّـون فـقـدان وعى الجماهير ، ويـتاجـرون بلـحـظـات هـوسـهـم وجـنـونـهـم ويـدفـعـون بهم إلى الـشُّـرور والـمـهالك..."،

                أنت يا أخي الكريم تكتب وكلك ثقة فيما تكتب راجيا من الله أن يُجري على لسانك الحق وتكون سببا في هداية الناس والنصر حينئذ تحصيل حاصل إن شاء الله الصادق الوعد، ولكن لن تستطيع أن تضمن أن ما تخطه يدك وتنشره في الآفاق سيتلقاه الناس بفهم صحيح فالناس معادن وحالنا مع العلم الشرعي لا يخفى على مسلم ، هذا يرائي بالعلم وذاك يحب الظهور والرياسة والآخر دخله الغرور واستسلم لعقله القاصر فأنتج فكرا فاسد يكاد يكون كفرا وسنصبح ادنى من الأعراب الذين حذر منهم القرآن والأمم تتكالب علينا !! والكثيرون منا ممن لهم نية حسنة في التفقه في الدين مقلدون ورغم كل هذا الانحطاط في الفكر نغمز ونلمز علماءنا الأبرار الأثبات، الثقات والحافظين وهم من أسباب نصر الأمة لو وُضعوا في مقامهم !!؟ وما أدراك ما العلماء . وللعبرة أينا ذهب علماء "الفضائيات" ومجلس شورى العلماء و...و...لقد اختفوا وفروا وتركوكم "أيتاما" !!؟. فهل كانوا حقيقة علماء أم هم من العملاء وانتهت مهمتهم في تهييج "العامة" لتبرير خطط محاربة فرية الإرهاب والتطرف ؟!

                يا أخي الكريم هل يوجد شيئ في شريعة رب العالمين وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اسمه "تحرك أو مواجهات سلمية" ؟ ألم يقول ربنا عز وجل {ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} -محمد7- ، هل ننصر الله ونحن نعصيه ؟!

                تعصي الإله وأنت تزعم حبه *** هذا لعمري في القياس شنيع
                لو كنت تصدق حبه لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع

                يا أخي ألم نتعلم من علماءنا الثابتين على منهج أهل السنة والجماعة وقبل " فرية ثورة مصر " بعدم جواز الخروج على الحاكم المسلم الذي يقيم في الناس الصلاة ولم يظهر منه كفرٌ بواح ولو استولى على الحكم بحد السلاح... ، ألم يحذروننا من نهج سبل الديمقراطية المخالفة للشرع صراحة ؟ والنتيجة أمام أعيننا فلمن يشتكي من ضرب نفسه بنفسه !؟ وتراجعت دعوتنا القهقرة والله المستعان.

                يا أخي إن "جماعة الإخوان المسلمين" جماعة عقيدتها منحرفة لا تخفى على طالب علم مبتدئ وتعمل بالسياسة وبقواعد "اللعبة السياسة القذرة" حذر منها علماءنا الأبرار بالدليل والبينّة، وهنا أيضا قبل الثورة المزعومة بكثير ! وانهزام هذه الجماعة هل يعني هزيمة الإسلام ؟ حشى لله أن يمثل الإسلام الصحيح مثل هذه الجماعات الضالة... وانظر المآل ألم يهزمهم الله مرارا بما كسبت أيديهم ولم يراجعوا أنفسهم ولو مرة !!؟ أليس هذا يجعلنا نشك في دينهم ؟ وراجع بارك الله فيك رسائل العلماء في موضوع "الإخوان".
                وقد وصلوا إلى الحكم منتشين بعقلية "لا غالب لنا اليوم" وشرّعوا "صاغرين" دستورا يخالف شريعة رب العالمين ليرضوا أعداء الدين ومن والوهم من الكفار...وأصبحنا نسمع علم جديد عنوانه "روح ومبادئ الشريعة" ما أنزل الله بها من سلطان وهزمهم رب العزّة وأذلهم... ، وطالع مقال منشور على منتدانا لتعرف سذاجة هذه "الجماعة" واضطرابهم الفكري بعنوان
                " قصة حزب النور والإخوان" على هذا الرابط:
                https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=244721

                وهل يخذل الله سبحانه وتعالى الحق من ينصُره ؟!! كلا ، والذي حرم الظلم على نفسه ذو العزة والجبروت.

                يا أخي ألم تُـطالع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتن والتحذير منها ؟ هل نتعلمها لنتسلى بها ؟ هل هي من أساطير الأولين ؟... والواقع يُـصدقها -والله- كفلق الصبح ! ألم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس من عمل يقرب إلى الجنة إلا قد أمرتكم به ولا عمل يقرب إلى النار إلا قد نهيتكم عنه لا يستبطئن أحد منكم رزقه أن جبريل عليه السلام ألقى في روعي أن أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه فاتقوا الله أيها الناس واجملوا في الطلب فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله فإن الله لا ينال فضله بمعصية"

                ويا أخي الكريم ماذا تعني بـ " شمولي في فهمه للإسلام" والإسلام واحد: أمر ونـهي ومقاصد شرعية وحملته ورثة الأنبياء علماء الأمة الربانيين ! فهل يجوز لنا الاجتهاد في فهم الإسلام ؟ وإذا ما جدوى ارسال الرُسل ؟ وهل هناك إسلام عتيق وبالي وإسلام معاصر مُنير ؟ وأنت تقر بــ ".. متفاعلاً مع الدعوة الشرعية الصحيحة إلى الله" فهل بلغ علماءنا دعوة خاطئة وأخفوا عنا العلم الصحيح ؟!

                وهب يا أخي الكريم أنكم أنتم "والائتلافات" التي تخرج معكم في هذه "السلمية" انتصرتم فلمن تكون النصرة: للمسلمين بإعلائهم كلمة الله !!؟ أم لغيرهم من العلمانيين وإذا بأي شرع ستحكمون للإرضاء من خرجوا معكم ومن هو الرئيس وقائد الجيش ووزرائكم وهل سيعود الأزهر للعلماء وماذا سيكون موقفكم من القضية الفلسطينية وفلسطين والقدس جيرانكم المباشرين...و...و...
                تابع على هذا الشريط الحوار الذي جرى بين الشيخ الألباني –رحمه الله- ونائب الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية علي بن حاج وقد وقع في الجزائر في سنوات التسعينات ما يقع الآن في مصر بنفس السيناريو وتفاصيله والفتنة كانت مدبرة ومخطط لها تخطيط دقيق وذهب ضحيتها 350000 قتيل وآلاف المفقودين... فلولا لطف الله بنا لأصبحت الجزائر اليوم كالصومال أو أسوء حالا (اسال الله أن ينصر أهلنا في الصومال ويمكن لهم دينهم الذي ارتضوه)
                (لقاء الشيخ علي بن حاج مع الشيخ الالباني رحمه الله النسخة الأصلية والكاملة)
                https://www.youtube.com/watch?v=uSIoUa3PHoU

                وكم يلزمنا من مخالفة ومعصية تتبعها الخسارة والخذلان حتى نتوب ونعود إلى ديننا عودا حميدا !!؟ "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين" -صحيح-.

                وبالمختصر المفيد مصيبتنا الكبرى والعظمى مفصلة في هذا المقال

                مصيبتنا سمعنا وعصينا
                https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=246128

                وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " -حسن سنن الترمذي-

                وتذكر يا أخي:
                ولو أننا اذا مُـتنا تُـركنا *** لكان الموت راحة كل حيّ
                ولكنّا اذا مُـتنا بُـعثنا *** ونُـسأل بعدها عن كل شيء

                عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَكُلَّ هَوًى يُسَمَّى بِغَيْرِ الْإِسْلامِ" قَالَ الشَّيْخُ ابن بطة: "فَرَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا اتَّهَمَ نَفْسَهُ وَهَوَاهُ، وَانْتَصَحَ كِتَابَ اللَّهِ لِدِينِهِ وَدُنْيَاهُ" [الإبانة الكبرى]
                و عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " اتَّهِمُوا أَهْوَاءَكُمْ وَرَأْيَكُمْ عَلَى دِينِ اللَّهِ، وَانْتَصِحُوا كِتَابَ اللَّهِ عَلَى أَنْفُسِكُمْ " [الإبانة الكبرى]

                وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنَّ مِن ورائِكم أيامَ الصَّبرِ، لِلمُتَمَسِّكِ فيهنَّ يومئذٍ بما أنتم عليه أجرُ خمسين منكم ، قالوا ، يا نبيَّ اللهِ أو منهم ؟ قال ، بل منْكم" –الصحيحة 494-

                فلماذا خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم في الناس وأخبرهم بما كان وبما هو كائن وبما سيكون، والتحذير في شريعتنا يستلزم التخويف من المعصية والمخالفة ودوام الحيطة والاستعداد والعدو الكافر يتربص دوما {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ..} -البقرة 120-

                وفي الأخير إذا سُـئلنا: وما العمل الآن ؟ أقول كما قال الشيخ الألباني –رحمه الله تعال- " من السياسة الآن ترك السياسة" وكل أساليبها وحفظ الدين بالعودة إلى منهج السلف الصالح، وكيف يكون ذلك؟
                بمتابعة كبار علماء الأمة الربانيين (حتى العدو له مخططين/علماء) في الفتن الكبرى والنوازل و العمل الدءوب على جمع شتات الأمة على قلب رجل واحد كي تتحقق شروط النصر الموعود...وستذكرون ما أقوله لكم... إن شاء الله.

                وعذرا على الإطالة وما أريد إلا إصلاحا.

                ولا أبرئ نفسي والله المستعان وعليه التكلان.

                *****
                والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل
                والحمد لله
                قال رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم:
                { اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال و الأهواء و الأدواء } - الألباني "صحيح الجامع" -

                تعليق


                • #9
                  رد: العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟

                  المشاركة الأصلية بواسطة ابو ساجد المصري مشاهدة المشاركة
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  جزاكم الله خـيراً وبـارك فيكم
                  جعله الله فى ميزان حسناتكم



                  اللهم آمين

                  وإياكم والمسلمين أخي الحبيب
                  [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
                  [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



                  [CENTER] [/CENTER]

                  تعليق


                  • #10
                    رد: العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟

                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد معوض مشاهدة المشاركة
                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


                    جزاكم الله خيراً أخى الحبيب ورفع قدركم

                    وجعل هذا العمل المبارك فى موازين حسناتكم


                    اللهم آمين

                    وإياكم والمسلمين أخي الحبيب
                    [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
                    [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



                    [CENTER] [/CENTER]

                    تعليق


                    • #11
                      رد: العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟

                      المشاركة الأصلية بواسطة الداعي إلى الله تعالى مشاهدة المشاركة
                      بارك الله فيكم

                      اللهم آمين

                      وفيكم بارك الله أخي الحبيب
                      [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
                      [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



                      [CENTER] [/CENTER]

                      تعليق


                      • #12
                        رد: العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟

                        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن ابواليزيد مشاهدة المشاركة
                        جزاكم الله خيرا



                        ونفع بكم

                        اللهم آمين

                        وجزاكم والمسلمين أخي الحبيب
                        [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
                        [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



                        [CENTER] [/CENTER]

                        تعليق


                        • #13
                          رد: العفنُ العاجلُ . . كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟

                          المشاركة الأصلية بواسطة ابن الجبل مشاهدة المشاركة
                          السلام عليكم ورحمة وبركاته








                          إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،
                          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                          اقتباس:
                          جزاكم الله خيرا أخي أبو مهند القمري وشكرا على رحابة صدركم ولم تخيب حسن ظني بكم وقراءاتي لمقالتك جعلتني أحس أني أعرفك من قريب والموفق من وفقه الله


                          بارك الله فيكم أخي الحبيب ابن الجبل بل أنا الأسعد بهذا الحوار العلمي البناء الذي أسأل الله أن يكون عوناً لنا على اتباع المنهج الصحيح الذي يرضى الله به عنا، وأن يجرد نفوسنا من الأهواء حتى تقبل الحق خالصاً صافياً من أي زيغ أو ضلالة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.


                          وحتى يكون النقاش نافعاً بإذن الله، دعني ألخص ما ورد في ردكم الكريم في نقاط مختصرة للرد عليها بوضوح، فنجمع بين ملاحظتكم والرد عليها معاً لتجتمع الفائدة.

                          أولاً : ذكرت أننا ننطلق من قاعدة واحدة وهي الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح
                          وهذا صحيح

                          ثانياً : ذكرت أن مخالفتي تتلخص في تحريض الناس على الخروج والمواجهة والمسلمون بلا إمام، والأمة ليس لديها استعداد عقائدي، وتواجه أعداءها بصدور عارية، وتعاني حالة استضعاف، والدماء تسيل والسجون ممتلئة . . . إلخ

                          وهنا أخي الحبيب أود أن أستوقفك عند تعبير (تحريض) حيث أستشعر أنه قد جانبك الصواب في هذا التوصيف، فمثلي ومثلك كرجلين اختار أحدهما العزلة بفهم أحاديث الفتن، والآخر اختار خوض غمار الأحداث الجارية (لتقويم المسار) كنوع من بذل النصيحة التي هي حق لكل مسلم (كمسلك إيجابي لا يتعارض أبداً مع كثير من النصوص الشرعية) وذلك حتى لا تتمادى تلك المسيرة في المضي قدماً في أخطائها، وعليه فما أسعى إليه إنما هو (التقويم) حسب الاستطاعة وليس (التحريض) كما ذكرت، وعلى الرغم من هذا الاختلاف بيننا، إلا أنه ليس بوسعي الإنكار عليك اختيار العزلة بموجب فهمك (للفتنة)، على الرغم من توصيفها المعلوم بأنها الحالة التي لا يمكن فيها تمييز الحق من الباطل، كالتي حدثت بين الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، والصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه،أما الوضع الحالي والمتمثل في الخلاف الجذري والظاهر البيان بين المطالبين بأدنى حقوقهم الآدمية من عموم الشعب، وبين عصبة الانقلاب التي تمثل مافيا العصابة الإجرامية، فالذي يلتبس عليه أمرها، ولا يمكنه التمييز بين الحق من الباطل فيها، فلا أظنك تختلف معي في كونه لا عقل له، فضلاً عن كونه معدوم البصيرة!!

                          أما من خرج مطالباً بحقوقه الشرعية، أو مدافعاً عن الشريعة؛ بعيداً عن هؤلاء الذين يريدون إلباس الديمقراطية ثوب الإسلام رغماً عنها، فإنه لا يمكنك أيضاً أن تنكر على أي مسلم قام ليقول (كلمة حق عند سلطان جائر) أو على من قرر مناصرة المظلومين في مواجهة الظلم والظالمين، محتسباً الأجر من الله رب العالمين!

                          أما من تعذر بمفهوم العزلة، ثم لم يكف أذاه عن الخلق، ولسانه عن القدح في مخالفيه، بل انتهى به الأمر ليتحول إلى بوقٍ من أبواق الظالمين، في مواجهة إخوانه واصفاً إياهم (زوراً وبهاناً) بأنهم خوارج، بل ويقوم بإصدار الفتاوى الإجرامية لهؤلاء الظالمين، يبيح لهم فيها دماء المسلمين من المتظاهرين والمعتصمين بحجة أنهم خالفوا فهمه القاصر للنصوص الشرعية، فهؤلاء كما ذكرت في السابق لا يتعدون كونهم (كهنةأوسدنةأوثان) يدعمون سلطة الطاغوت ويكرسونها!!

                          ثم إن البعض (يُعظم على الله الفرية) حين يدعي بأن الإمام الذي يجب القتال تحت لوائه، سوف يتم تنصيبه في الأمة فجأة ودون أي إرهصات!! وكأنه سينزل عليهم من السماء أو يخرج لهم من باطن الأرض، وينسب ذلك القصور المخزي في الفهم لدين الله عز وجل!!تعالى الله عما يقول الجاهلون علواً كبيراً.

                          إن قضية الإمام الذي سيؤهله الله لقيادة هذه الأمة يتخذها بعض أدعياء السلفية (كشماعة) يعلقون عليها تخاذلهم ويجعلون منها ذريعة لتفادى مواجهة الظلم والظالمين!! ويتغافلون عن حقيقة واقعية راسخة، وهي أن هذا الإمام سيخرج من رحم الصراع بين الحق والباطل، وسوف تفرزه الأحداث فرضاً على الساحة بمؤهلاته الشرعية وملكاته التنظيرية وقدراته القيادية؛ ليكون مؤهلاً بحقٍ لقيادة هذه الأمة، أما أن يولي بعض طلبة العلم أدبارهم عن الأحداث الجارية بالساحة، ويتوارى كل منهم عن الأنظار كتواري البكر التي تختبئ في خدرها!! ثم يدعون انتظارهم لهذا الإمام، فهذا والله عبثٌ في دين الله وهو أشبه ما يكون بعبث الرافضة التي تدعي زوراً خروج مهديها مع حماره يوماً من السرداب!!

                          وعلى سبيل المثال، فها هي الإرهاصات قد أبرزت لنا قيادات إيجابية من أمثال أبو إسماعيل، كما أظهرت في المقابل حقيقة قيادات واهية من أمثال مخيون وعصبته في حزب الزور!! وبغير هذه الأحداث والمواقف المتباينة ما كان ليتبين لنا هذا الفرق الهائل!!

                          والخلاصة أخي الكريم، أنني لا أتوافق مطلقاً مع ما في منهج الإخوان من مخالفات شرعية صارخة، ولكني لا أكف عن نصيحة قادتهم، ولا أقر بالدخول أصلاً في التجربة الديمقراطية المخزية وما فيها من ترهات، ولكني أحاول استثمار التجرية لإحقاق الحق فيها. ولا أتاجر كما ذكرت بلـحـظـات هـوس العوام وجـنـونـهـم وأدفع بهم إلىالـشُّـرور والمهلكات، ولكني أحاول أسلمة تحركاتهم وتوجيه من يقودهم لأسلمة الشعارات التي ينادون بها، ولا أدعي صفاء عقيدة الناس من البدع والخزعبلات، ولكني أرى من الواجب دعوتهم، وتعليمهم التوحيد الخالص، وفارق كبير بين من يتحرك في مجال الدعوة إلى الله حسب الضوابط الشرعية للتقويم وإنكار المنكر والأمر بالمعروف بحكمة وبصيرة، وبين من يجلس ليس له شغل شاغل سوى النقد السلبي، أو الشق عن صدور الناس وتوجيه التوبيخ لهم وإساءة الظن بهم،

                          هذا التحرك مبعثه اعتقادي الجازم أن ديني لا يجيز لي التخاذل عن نصرة الحق أو السلبية ومحاولة إلباسها ثوب الشرعية واتهام من خالفني بالجرم وارتكاب المخالفات، بل يحتم علي التفاعل الإيجابي، من خلال القيام بتوجيه المسيرة نحو النهج الصحيح الذي يرتضيه رب الأرض والسماء. وتقويمها ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وهذا ما أحاول فعله.

                          ولك أن تراجع العشرات بل قد تبلغ المئات من مقالاتي التي نشرتها حتى قبل ما يزعمونه ثورة يناير، حيث كان منهجي ولا يزال، يدعو إلى التركيز على الدعوة للتوحيد الخالص، والانطلاق من تلك الدعوة لنصرة دين الله، أما وقد خرج عوام الناس تحت وطأة شدة الظلم لمواجهة الظالمين والمجرمين، فليس بوسعنا (كأهل دين ودعوة حق) سوى أن نكون في المقدمة بما نحمله من حق ومنهج رباني؛ بقصد توجيه ثورتهم وغضبتهم نحو الشرع والدين الصحيح، وبذل أقصى الجهد لأسلمتها، بدلاً من التواري سلباً خلف خدور النساء؛ حتى يقال عنا (كما قيل للأسف الشديد من قبل) ألم تكونوا أحباء مبارك وتصفونه بالحاكم المسلم وتنهون الناس عن الخروج عليه بدعوى عدم جواز الخروج على الحكام ، فما الذي دهاكم فجأة؟!

                          ثالثاً : ذكرت فيما ذكرت قولك :
                          (هل يوجد شيئ في شريعة رب العالمين وسنة رسوله صلى اللهعليه وسلم اسمه"تحرك أو مواجهات سلمية"؟ ألم يقول ربنا عزوجل{ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَيَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} -محمد7- ، هل ننصر الله ونحن نعصيه؟!)

                          فأقول : ما نعلمه من دين الله عز وجل أن الجهاد فريضة ماضية إلى يوم القيامة، ولكن المسلم ليس من الغباء بمكان؛ حتى يمكن منه أعداءه المتربصين به في معركة غير متكافئة، فالمعاين للموقف الآن يجد أن اللجوء المؤقت لتلك السلمية، إنما هو غصة شوك في حلوقهم؛ لأنه أضاع عليهم فرصة استعداء العوام علينا، إذا نجحوا بالفعل في إدخالنا في مستنقع العنف الذي يعيد سيناريو ما حدث بالجزائر، وعليه فإن الحكمة تقتضي لزوم تلك السلمية كردة فعل مرحلية؛ كي يظهروا في الشاشة وحدهم أنهم هم من يسفك الدماء ويطلق النار ويزهق الأرواح، وبالتالي يسقطون مع مرور الوقت تلقائياً، وهذا هو المتوقع حصوله الآن بإذن الله.


                          رابعاً : ذكرت فيما ذكرت قولك :
                          يا أخي ألم نتعلم من علماءنا الثابتين على منهج أهل السنةوالجماعة وقبل " فرية ثورة مصر " بعدم جواز الخروج على الحاكم المسلم الذي يقيم فيالناس الصلاة ولم يظهر منه كفرٌ بواح ولو استولى على الحكم بحد السلاح... ، ألميحذروننا من نهج سبل الديمقراطية المخالفة للشرع صراحة ؟ والنتيجة أمام أعيننا فلمنيشتكي من ضرب نفسه بنفسه !؟ وتراجعت دعوتنا القهقرة والله المستعان.


                          فأقول : وهنا أختلف معك جذرياً في توصيفك للحكام الطواغيت المجرمين أنهم أقاموا فينا الدين (وهو ما تعنيه كلمة الصلاة في هذا السياق لأن الصلاة هي عماد الدين) فهل أقام فينا المجرم مبارك الدين بموالاته لأعداء الدين؟!!! أم أقام فينا الدين بتحكيمه لشرع الكافرين؟!!!!! أم أقام فينا الدين بحربه على أهل الدين في مشارق الأرض ومغاربها، ومناصرة اليهود والصليبيين على أهلنا في غزة وفلسطين؟!!!! وغير ذلك الكثير والكثير من إجرامه الذي لا تحصيه صفحات تاريخ أمثاله من الطغاة المجرمين!!


                          ثم دعني أسألك أخي الكريم : من تعني بقولك علمائنا الثابتين على منهج السنة والجماعة، فإن كنت تعني أمثال ابن باز وابن العثيمين والألباني فلهم فتاوى واضحة ولله الحمد في الحكم بالكفر على من لا يحكم بما أنزل الله، أما إن كنت تعني مشايخ السلطان وكهنة الطاغوت وسدنة الأوثان من أمثال الكاهن سعران (طلعت زهران) أو مدعي السلفية زوراً السيخ (سيلان) أو مشايخهم من المداخلة والجامية أصحاب الفتاوى المخابراتية والخذلان، فإني أعيذك بالله من ذلك، وأمثال هؤلاء ليسوا لي ولا لأي مخلص لدين الله عز وجل بمشايخ ولا علماء، وحاشا لله أن يكونوا ممثلين لدين الله.

                          خامساً : ذكرت فيما ذكرت قولك :
                          ويا أخي الكريم ماذا تعني بـ" شمولي في فهمه للإسلام"والإسلام واحد: أمر ونـهي ومقاصد شرعيةوحملته ورثة الأنبياء علماء الأمة الربانيين ! فهل يجوز لنا الاجتهاد في فهمالإسلام ؟ وإذا ما جدوى ارسال الرُسل ؟ وهل هناك إسلام عتيق وبالي وإسلام معاصرمُنير ؟ وأنت تقر بــ".. متفاعلاً مع الدعوة الشرعية الصحيحة إلىالله"فهل بلغ علماءنا دعوة خاطئة وأخفواعنا العلم الصحيح ؟!


                          فأقول : شمولي في فهمي للإسلام أي أنني أفهمه من جميع جوانبه، ولا أحصره مثل بعض المتحجرين في جوانب دون أخرى، كمثل من يحصره في أحاديث الفتن والعزلة، ثم يؤول به الأمر ليكون دينه مجرد اتهام الآخرين وتبديعهم والقدح في نياتهم وعقائدهم، فهذا هو التحجر والتخلف الحقيقي في فهم الدين!!


                          ثم كيف لك أن تفهم عبارة (متفاعلاً مع الدعوة الشرعية الصحيحة) على هذا النحو العجيب الغريب من أنه يعني اتهام للعلماء بعدم تبليغ الدعوة أو إخفاء العلم؟!!! فما علاقة (هذا بذاك) بارك الله فيك، وما هذه المغالطة العقلية التي تكاد تصل إلى حد الاستخفاف بعقول الآخرين، فهل كل من يتفاعل مع الدعوة يعتبر فعله تكذيباً للعلماء أو اتهام لهم بالمغالطة أو إخفاء العلم؟!!!! واسمح لي بحق أخي الكريم، فلا أكاد والله أجد رداً مناسباً على هذه المغالطة العقلية الكبيرة من شدة مخالفتها لمنطق العقل البسيط!!!!!!


                          وختاماً . . أخي الكريم . . يمكنك عرض أفكارك ومنهجك، ولكن دون حكر الدين على فهمك ووجهة نظرك، وإشعار الآخرين أنهم على غير هدى طالما خالفوك، فهذا وحده فيه من المغالطة الكثير، والصحيح أن ما تعتقده من نصيحة نافعة، تبذلها لوجه الله تعالى، دون أن تسوق آيات وأحاديث الوعيد التي قد يفهم قارئها أنك تحاول القول من خلالها : (هذا هو الدين ولا دين غيره ولا مجال لمخالفة وجهة نظري وإلا وقع عليكم من العذاب والوعيد الشديد!!) فطالما أننا نتحرك من منطلق عقيدة صافية خالية من الشركيات والبدع، فيسعني مواجهة الظلم والظالمين لما أرى في ذلك من نصرة الحق مع احتساب الأجر من الله، ويسعك العزلة والابتعاد عن الساحة، سواء بنية اتباع ما تراه حقاً، أو إيثاراً منك لما تعتقده من السلامة، ولكن ليس بوسع أحدنا التشكيك في دين الآخر ومنهجه أو تخطيئه؛ لمجرد مخالفة أفكاره وفهمه الذي قد يعتريه النقص أو الخلل .


                          هذا وأٍسأل الله عز وجل أن يهيدنا وإياكم لما اختلف فيه من الحق بإذنه، إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
                          [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
                          [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



                          [CENTER] [/CENTER]

                          تعليق

                          يعمل...
                          X