Tweet
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على رسوله الكريم أما بعد:
أيها الإخوة الكرام أحبابي في الله أتمنى أن تكونو بخير وحياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
أحبتي في الله أحيانا كثير من الناس من تتحدث معه اليوم فترى له أسلوبا وفكرا معينا .. ثم تأتي بعد مدة تجلس معه إذا هو هو لم يتطور في قدراته شيئ..
بينما تجلس مع آخرين تحدثهم فتجدهم يستفيدون من حياتهم فتجده كل يوم متطورا عن اليوم الذي كان قبله دنيا ودينا ..
لماذا أحبتي في الله هذا التباين بين الأشخاص؟
هذا وإن دل أحبتي فإنه يدل على أن الناس أصناف تختلف على حسب إهتماماتهم وأحوالهم
فالقنوات الفضائية مثلا..
هناك من يتابع ماينمي به فكره ويطور ذكاءه ويستفيد من خبرات الآخرين من خلال متابعة الحوارات الهادفة والدروس التعليمية والأشرطة العلمية يكتسب منها الكثير والكثير ..
وهناك من همه متابعة المسلسلات التي تحكي الكذب في كذب -والله المستعان- أو أفلام لاحقيقة لها ..
فأخبرني بالله عليك وانظر إلى حال الأول والثاني بعد مدة من الزمن
فشتان بين الثرى والثريا
وقُل مثل هذا في مجالسنا وأوقاتنا التي نصرفها
وانظر إلى حال من تربَّو على يد رسول الله
:فقد كان عبد الله بن عمر رجلا متحمسا .. خرج ذات يوم إلى صلاة الظهر يحث خطاه خوفا من أن تقام الصلاة قبل وصوله المسجد، فمر أثناء الطريق بنخلة أعلاها رجل يشتغل بتصليح التمر، فعجب عبدالله من هذا الرجل الذي ما اهتم بصلاته ..
فصاح به غاضبا: انزل للصلاة
فقال الرجل -بكل برود-: طيب طيب ..
فقال: عجل .. صل ياحمار!!
فصرخ الرجل: أنا حمار ..!! وانتزع عسيبا من النخلة ونزل ليفلق بها رأسه.
فغطى عبد الله بطرف غترته وجهه لئلا يعرفه وانطلق يعدو للمسجد..
نزل الرجل من النخلة غاضبا ومضى إلى بيته فصلى وارتاح قليلا ثم عاد إلى عمله
دخل وقت العصر وخرج عبد الله إلى المسجد فمر بالرجل على النخلة مرة أخرى ..
فقال: السلام عليكم، كيف الحال؟
قال: الحمد لله بخير
قال: بشر، كيف التمر هذه السنة؟
قال: الحمد لله
قال عبد الله: الله يوفقك ويرزقك ويوسع عليك ولايحرمك أجر عملك وكدك لأولادك
ابتهج الرجل لهذا الدعاء وأمن عليه
فقال عبدالله: يبدو أنك لشدة انشغالك لم تنتبه على أذان العصر، والإقامة قريبة، فلعلك تنزل لترتاح وتدرك الصلاة، وبعد الصلاة أكمل عملك، الله يحفظ عليك صحتك. - ياااااااه أسلوب راااااااااااااقي-
فقال الرجل: إن شاء الله، إن شاء الله ..
فنزل الرجل برفق وصافح عبدالله وقال: أشكرك على هذه الأخلاق الطيبة، أما الذي مر علي الظهر فياليتني أعرفه لأعلمه من الحمار.
أنظر أخي الحبيب إلى قمة التعامل وكيف أن عبدالله طور مهارته في تعامله بين فينة وأخرى وكيف تعامل الرجل مع عبد الله في كلتا الحالتين مع أن الشخص هو نفسه - عبدالله -
فإذاً أخي الحبيب يجب على كل فينا أن يطور مهاراته في تعامله مع الناس
فــ "مهاراتنا في التعامل مع الآخرين .. على أساسها تتحدد طريقة تعامل الناس معك"
وأستمسحكم على الإطالة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبكم في الله
تعليق