Tweet
اصلح نفسك وادع غيرك :
يقول الحق عز وجل " ونفس وما سواها *فألهمها فجورها وتقواها *قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها " سورة الشمس الآيات :7-10.
فقد علق الحق تبارك وتعالى الفلاح على تزكية النفس , والخسران على ترك النفس للشيطان .
نظرة الى الواقع :
المتامل فى حالنا يجد اننا تركنا نفوسنا مهملة وقلوبنا تركناها للشيطان يفعل بها مايشاء .
اصبحنا كالبيت العفن .. خارجه جميل وداخله نتن .. السجدة اصبحت بغير خشوع ، والصلاة بلا روح ، والمصاحف تشكوا هجرها .
السٌحر يإن من قلة القائمين .
ندعو الله فلا استجابة .. ونذكره فلا نلمس لهذا الذكر اى اثر ، لا يقيم اكثرنا من الطاعات الا الصلوات المكتوبة .
*من منا يحاسب نفسة قبل النوم ؟؟
*من منا يختم القرآن مرة على الأقل كل شهر ؟؟
*من منا يصوم خلاف شهر رمضان؟؟ كالاثنين والخميس . .
*من منا يقوم الليل ؟؟ وكم ليلة قمناها بعد رمضان الماضى ؟؟
*من منا يزور المقابر للاعتبار ؟؟
*من منا اذا ذكر الله خاليا فاضت عيناه ؟؟
*من منا لا يفتر لسانه بذكر الله؟؟
*من منا اذا اصبح لاينتظر المساء واذا امسى لا ينتظر الصباح ؟
*من منا لا يفارق ذكر الموت قلبه ؟؟
*من منا يحب لاخيه ما يحب لنفسه ؟؟
*من منا غلب حب الله ورسولة على حب ما سواهما؟؟
*من منا ... من منا ؟؟؟ .
ليسأل كل منا نفسة هذة الأسئلة وغيرها .
سيفاجأ بإجابات قاسية .. يقاجأ بانة اصبح كالآلة ، يؤدي الفروض بغير روح ، هذا أقصى ما يربطه بالإسلام .
قلوبنا منغمسة فى حب الدنيا فى الدراسة أو الوظيفة وآخر ما يخطر ببالنا هو التفكير فى أمر الاخرة .
غن الموت إقرب إلينا من شراك نعلنا ومع ذلك ضعف هذا اليقين فى قلوبنا .، وأصبح طول الأمل هو المسيطر على حياتنا ...فانعكس على تصرفاتنا وافعالنا .. فملأ الحسد قلوبنا.
وانشغلنا بعيوب الناس وتركنا عيوبنا ..
من صور عذاب اهل النار :
ليسأل كل منا نفسه : ايجب ان يكون من اهل النار مع ابليس وجنوده ؟؟ وفرعون وهامان ؟؟
ليتخيل كل منا نفسة وهو يسحب فى النار على وجهة تخيل الجلد وهو يشوى ، تخيل النار وهى تحيط بصاحبها من بين يدية ومن خلفه ، وعن يمينة وعن شماله ، ومن فوقه ومن تحته طعامه نار وشرابة نار وكل حياته أصبحت فى الحجيم .
تخيلهذا كله فهذا أبسط وصف لحال النار فمن منا يرضى لنفسة هذا المصير ؟؟؟؟؟؟!!!!!!
ولماذا لا نعمل من أجل البعد عنها ؟؟؟
خوف الصحابة والسلف الصالح من النار :
والمتأمل لأحوال الصحابة والسلف الصالح يجد أن ذكر الموت والخوف من الحساب كان يؤرق مضاجعهم ويسيل مدامعهم .
*فهذا عثمان بن عفان يقول : وددت أنى متٌ لا أبعث .
*وهذا أبو عبيد بن الجراح يقول : وددت أني كبش فيذبحني أهلى فيأكلون لحمى ويحتسون مرقى .
*وبكى عبد الله بن رواحة فقيل لة ما يبكيك يا بن رواحة ؟؟ قال : انبأني ربي أني وارد النار ولم بنبئني انى خارج منها .
*وبكى النخعي عند موته وقال : انتظر رسول ربي ما أدري أيبشرني بالجنة أم بالنار ؟؟! .
*وكانت امرأة أبي محمد حبيب الفارسى ، توقظه من الليل وتقول له : قم يا حبيب فإن الطريق بعيد ، وزادنا قليل ، وقوافل الصالحين قد سارت من بين أيدينا ونحن قد بقينا .
*وهذا رجل من أصحاب سفيان الثوري يقول : إذا جلسنا الى الثوري فكأن النار قد أحاطت بنا ، بما نرى من خوفه وجزعه .
*وقال الحجاج الثقفي لسعيد بن الجبير : بلغنى أنك لم تضحك قط .. قال : كيف أضحك ، وجهنم قد سعٌرت ، والأغلال قد نصبت والزبانية قد أعدت؟! .
قهذة بعض أقوال واحوال الخائفين ، صبروا أياما قليلة فأعقبتها راحة طويلة .
أيها العبد : عد الى مولاك ، مولاك يناديك ليل نهار ، من اتاني يمشى أتيته هرولة ، وأنت عنه معرض ، وعلى غيره مقبل لقد خسرت أكبر الخسران .
فلننتبه !! قال حسن البصرى رحمه الله" يابن ادم إنما أنت أيام فاذا ذهب يوم ذهب بعضك واوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل".
إلى العمل :
فلنبدأ من الآن قبل فوات الأوان ، ولنشمر عن سواعدنا لإصلاح أنفسنا ، ولنفتش عن عيوبها من كبر وغرور وحسد ورياء وعجب وركون إلى الدنيا وحب الشهوات والشح والحرص على المال ..... إلى آخر هذة الصفات .
ولنشغل أنفسنا بازالة هذة العيوب والتخلص منها فى ضوء الكتاب والسنة النبوية .
من معينات الطريق :
وقبل هذا كله ينبغي على من أراد سلوك هذا الطريق أن يضع نفسه فى مناخ يذٌكره بالموت دوما ، فليبدأ فى تعويد نفسه على الطاعات فيلزمها بقراءة جزء يوميا من القرآن ، وإلتزام الصلاة فى المسجد وخصوصا صلاة الفجر والعشاء واللتان تثقلان على المنافقين وليحافظ كل منا على السنن المؤكدة .
وليجاهد نفسه على صيام الاثنين والخميس وليحافظ على السنن العملية مثل ذكر الله عند كل مناسبة : عبد اللباس وعند الطعام وعند الخروج من البيت ......... الى آخره .
وليعود نفسه على قيام الليل فهو من أعظم القربات وأجل الأعمال تقربا الى الله وجلاءا للقلب . فالليل مدرسة تخرج منها الربانيون لهذة الأمة .
وقبل هذا كلة عليه باذن الله أن يتوجأ إلى الله عز وجل بالدعاء والدعاء الذليل الفقير إلى مولاه ، ويلح في الدعاء والاستغاثة وطلب العون والمدد من الله العلي الاعلى .
فهذه الامور باذن الله كفيلة بأن تجلي الصدأ الذي يعلو القلوب ، فتجعله سريع التأثر بالموعظة وتجعل الآخرة هي أكبر همه وفي هذة الحالة يسهل اقتلاع أي مرض قلبي يصاب به الإنسان ويزرع بدلا منه محبة الله عز وجل التي هي منتهى طلب الطالبين .
أدع غيرك :
يقول الحق تعالى " قل هذة سبيلى ادعو على بصيرة انا ومن اتبعنى " يوسف108 .
فكما أنك مطالب بإصلاح نفسك ، فأنت أيضا مطالب بدعوة غيرك وإنقاذه من برائن الجاهلية التى كنا يوما من ضحاياها ، والدعوة فى هذة الأيام أصبحت شيئا ملحا وضروريا يستلزم منا كل جهد ولاسيما ونحن نرى مدى ما وصلت إليه أمتنا .
واقع الأمة الآن : فالمتأمل لحال الأمة الآن يجدها أشتاتا متفرقة .
ففي هذا العصر نحيت الخلافة وقسمت امة الاسلام إلى اكثر من اربعين دولة لا يطبق فيها الاسلام كاملا ، وتولى الحكم فيها دعاة الى ابواب جهنم ، نشروا الفساد واغرقوا الشعوب فى حب الشهوات ، خربوا الاخلاق فاصبح العري هو الاساس والتدين هو التطرف والتخلف ، حاربوا العقيدة بأدعياء حرية الفكر وحاربوا فنون القوة بفنون اللذة حتى اصبح من يحافظ على دينة كالقابض على جمرة من نار ينتظر كل ليلة من يطرق بابة من زوار الفجر ليلقيه فى السجن بتهمة العمل للاسلام
لقد اجتمع على امتنا كل امم الارض من صليبيين حاقدين ، وشيوعيين ملحدين ، ويهود طامعين ، ووثنيين شامتين ، وحتى عباد البقر كل هؤلاء اجتمعوا عليبنا ليبيدونا ، يكفى انك لو وضعت يدك على اى جزء من العالم ستجد دم مسلم ينزف او اخت تغتصب واخر فى السجن واخر يموت جوعا ...... .
كل الدماء غالية الا الدم المسلم فانة اصبح ارخص الدماء .
اصبحنا اضيع من الايتام على مائدة اللئام .
هدمت المساجد ، قتل الراكعون والساجدون ، انتهكت اعراض المحصنات المؤمنات تخيل انها اختك او امك او زوجتك ... ماذا كنت ستفعل ؟؟؟ فاعلم ان اختك او وامك او زوجتك معرضة لمثل هذا الموقف فى يوم من الايام اذا بقى الحال كما هو الان .
فرصة التغير
لقد اصبح تغيير المسلمين فرض عين على كل مسلم .
وكل مسلم يلقى الله عز وجل وهو لا يعمل على نصرة دينه وتغيير وضع المسلمين البائس المظلم فهو آثم مهما حاول ان يختلق من اعذار .
بالله عليكم .. اذا لم يكن التغير الان متى سيكون اذاُ ؟؟؟ سيدون التاريخ ان هذا الجيل الجبان لم يحافظ على شرف امته ولا كرامتها .
وسيكون لهذا الجيل الذى حنيت رقبته لاخس اهل الارض موقف عسير وحساب رهيب امام الله عز وجل يوم القيامة اذا لم نعمل على نصرة الدين .
فإياك ان تكون مع من سيكتبهم التاريخ من الملعونين ابد الدهر واحرص ان تكون مع المنصورين الخالدين .
الادلة الشرعية على فرضية التغيير :
1- ان الله تبارك وتعالى وصف هذة الامة بالخيرية لانها تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، كما قال فى كتابه " كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " آل عمران 110 .فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم ، كلُ حسب استطاعته .واي منكر اكبر من غياب شريعة الله وحكمه فى الارض ، واي معروف اكبر من العمل لرفعة الاسلام وهيمنة شريعته على الناس .
2- ويقرر الفقهاء فى حكم الجهاد فى الاسلام انه اذا غلب العدو على بلد من بلاد الاسلام ، او ناحية من نواحيها فقد اصبح وقتها الجهاد فرض عين على كل المسلمين .وكما نرى الان فكثير من بلاد المسلمين إستولى عليها الكفار، فالمسجد الاقصى مازال اسيرا فى يد ابناء القردة والخنازير وكشمير مغتصبة فى يد عباد البقر والفلبيين .... والشيشان ....و...... .فالواجب علينا تحرير هذه البلاد بكل ما اوتينا من قوة بالجهاد او توعية الناس كل حسب استطاعته .
دفع شبهة : سيقول الكثير وكيف ابدأ بالدعوة واصلاح الغير وانا مضطرب مع نفسي ولم اصلحها .. لابد من تهذيبها اولا ثم الدعوة ثانياًُ .
ان هذا القول ظاهره فيه الرحمة وباطنه في عذاب كبير ، وهو مدخل من مداخل الشيطان على الانسان ليقعده اولا عن الدعوة بحجة اصلاح النفس لكي يعزلة عن اخوانه ثم يجهز عليه بعد ذلك بمفرده ، فالذم فى الاية الكريمة " اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون " البقرة44 ليس مقصودا به امر الناس بالبر ، انما مقصودا به نسيان النفس .اي يجب عليك ان تامر الناس بالبر ولكن لا تنسى نفسك . وهل يستطيع مسلم مهما حاول وجاهد مع نفسه ان يرضى عن نفسه ويقول انها الان صالحة ؟ ألا انه من فعل ذلك اصبح من الخاسرين " أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون " الأعراف:99 .
الخلاصة انك اذا قمت بالدعوة ونسيت نفسك قصرت مع نفسك واذا اهملت الدعوة فستحاسب على تقصيرك هذا .
مثلا انت لا تستطيع ان تترك الصيام بحجة انك لم تصلح صلاتك او ان خشوعها غير كامل لان كليهما فرض عين ، كذلك الدعوة واصلاح النفس .
بركة الدعوة الى الله :
للدعوة الى الله بركات ، تصيب من يقوم بها ، ولا يشعر بهذة البركات الا كل من سار فى طريق الدعوة .
يقول ابن القيم: ان بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل ، ونصحه لكل من اجتمع به ، قال الله تعالى اخبارا عن المسيح فى القرآن " وجعلنى مباركا اينما كنت " مريم 31 .
اي معلما للخير ، داعيا الى الله ، مذكرا به ، مرغبا فى طاعته ، فهذا من بركة الرجل .
ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة .
كما ان تعليمه للغير يفتح به باب الهداية ، فإن الجزاء من جنس العمل ، فكلما هدى غيره وعلمه هداه الله وعلمه ، فبصيرا هادياً كما فى دعاء الرسول صلى الله علية وسلم الذى رواة الترميذى " اللهم زينا بزينة الايمان ، واجعلنا هداة مهتدين ، غير ضالين ولا مضلين ولاسلما لاوليائك ، حربا لاعدائك ، نحب بحبك من احبك ونعادى بعداوتك من خالفك " .
فالبئر لن يتجدد مائه الا اذا اخذنا منه ، فإن تركناه ركد ماؤه وأسن ، فمن اراد ان يجدد ايمانه فليدع وليعلٌم غيره فهو اول من يستفيد من ذلك
تعليق