الحمد لله العزيز الغفور، مقلبّ الأيام والدهور، الملكِ الذي بيده مقاليد الأمور سبحانه، يجبرُ كسرَ المكسور، وينصرُ المستضعَف المقهور. والصلاة والسلام على السراج الأنور والبدرِ الطهور، بعثته ووحيه وهديه نور على نور. وعلى آله وصحبه قامعي أهل النفاق والفجور وعلى التابعين لهم بإحسان ما تعاقبت الدهور.
وبعد: فالأيام دُوَل والدهرُ قُلَّب والليالي حُبلى بكل عجيب. وبين غمضة عينِِ وانتباهتها... يبدلُ اللهُ من حالِِ إلى حالِ.
والظُلم شؤم والظلمُ ظلماتٌ يوم القيامة. وبين الحق والباطل صولات وجولات. ودولة الباطلِ ساعة ودولة الحقِ إلى قيام الساعة.
وبعد: فإن هذا الذي نزل بأمتنا من البلاء في مصرِنا الحبيبة الجريحة أقل حاسوب ما يُوصف به أنه انقلابٌ إجرامي عنصري بغيض. خُدِعَ فيه طائفة من الشعب المسكين وغُر بهم حتى صاروا يكثرّون سواد الطغمة الخائنة من فلولِِ وشرطة أثيمة وجيش قوي الشكيمة— على أهل دينه وبلده— وإعلام خسيس تنعقُ فيه غربان النفاق وتعوي فيه كلاب الضغينة. أي إرادة للشعب تجعلُكَ تتجاهل فريقا على حساب فريق. وتغازِلُ جموعاََ على حساب جموع. وبينما تقدمُ في ميدانك الماء والعصيرَ لمن تغازلهم إذا بكَ تقدمُ الرصاص الحي في ميادين من تريد خلعه والقضاء عليه.
كيف تعامل هؤلاء مع الكثرة الكاثرة من الشعب على أنهم همجٌ أو حشراتٌ تُداس بالأقدام ولا قيمة لها.
وبعد إلقاء الخطاب المشؤوم مباشرة تُغلق كل القنوات الإسلامية داخل مدينة العارِ الإعلامي. فإن كان هذا تأمينا للبلاد ومنعََا للتحريض. فلماذا لا تُغلِقُ قنوات الاستفزاز والشماتة والوقاحة عند من يطبلون لك ويزمرون لكي لا يستفزوا عواطف الناس —كما يزعم الزاعمون؟؟!!—
أين الديمقراطية المُنتِنة هذه؟! حين تعرضُ قنواتهُم المحتفلين والصاخبين. وتُغيبُّ من الوجود الثائرين والغاضبين!؟!
ما المعنى وأين كرامة البشر وحرمة الدماء حين تتسلط كلابٌ من هنا وهناك على إخواننا في ميدان النهضة لتُرديَ ستة عشر قتيلاََ في لحظات؟!؟! هل هذه مراعاة أحوال الشعب؟! هل هذه استجابة لمطالب الشعب؟! أيها الفرِحون الصاخبون الحاملون للضباط على أكتافكم؟! أليست هذه الشرطة التي كانت تقنصُ إخوانكم وأصحابكم وأهاليكم طاعة لأمر المخلوع المشؤوم الذي أذاقكمُ العذاب؟! ما الذي تغير؟! هل هانت عليكم دماء من تطلقون عليهم "شهداء" —والعلم عند الله—في؟ هل فرحتم بأن يكون البرادعي متحدثا عنكم وبإسمكم؟!
أيها المسلمون المعارِضون للإخوان —ولا نلومكم في معارضة الخطأ— لكن هل رضيتُم بأن يقول قائل: إن الصليب هو الذي أسقط مُرسي.؟!
هل رضيتُم لأنفسكم ودينكم أن يرددَ المرددون: "يسوع هو الحل"؟! يا إخواننا الإخوان —جبر الله كسرَكم— هل يا تُرى استوعبتُم الدرس البليغ هذا؟! والعِبَرُ كثيرة. هل غضبة هؤلاء المتحزبين جميعا ضد الإخوان أم ضد كل ما يُمثلّ اسم الإسلام؟! يتكلمون اليوم عن بؤَرِ الإرهاب والتطرُف فأين هي؟!
يا أمراء الخليج: إلى هذا الحد غمرت الفرحة قلوبكم؟! لا هنيئا لكم ولا هنيئا لسيدتكم أمريكا ولا بشرى لكم. وعلى أية حال: فإنه لا يتحركٌ متحركٌ ولا يسكُن ساكن إلا بأمر وتقدير من المَلِكِ الحكيم الخبير. وللهِ عز وجل في هذه الأحداث حكَمٌ لا يعلمها إلا هو.
إنني أبثُ هذه الزفرات لأنها كادت تُحرق قلبي فأخرجتُها رسائل:
فأقول لكل من يستشعرُ الظُلم والانكسار: اثبُت على الحق الذي تحمله واستعن باللهِ ولا تعجز، واصبر فإن النصر عقبى الصابرين. وتذكر غُزوة أحُدِِ وما جرى على أهل الإسلام فيها و يتمكن قلبك بقول ربك: "إن يمسَسْكُم قَرحٌ فقد مسَّ القومَ قَرحٌ مِثلُه وتِلكَ الأياّمُ نُداوِلُها بينَ الناس"
ودينُنا بإذن الله منصور مهما تكالبت عليه الأرض بما رحُبت ودعوة الحق قائمةٌ مهما ضاقت عليها الأرض بما رحُبَت. ولو جمعوا لنا الجيش والإعلام والقضاء والشرطة والأمن الوطني والرعب الوطني فشعارنا: "الَّذينَ قالَ لهُمُ الناسُ إنَّ الناسَ قَدْ جمَعُوا لكُم فاخشوْهُم فزادَهُم إيمانََا وقالوا حَسْبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيل" وأقول للفرِحين السُعداء الصاخبين: أيتها الجموع المسكينة: أفيقوا من غفلتِكم الضارية التي أذهلت عقولكم: وانظروا مَن تؤيدون؟! ومع من تتعاونون؟! أيها الثوار الأحرار الكبار، هل تضعون أيديكم في أيدي الأشرار؟! وهل لكم بهذا مكسبٌ أو انتصار؟! وأقول للمُجنَّدين في الجيش: يا إخواننا لا تطيعوا من يؤزكم على الشر ويلقي بكم إلى الهاوية، لا تُطلقوا رصاصة على أحد من الشعب —ونإن لم يعُدَهُ كبراؤكم من الشعب— احذروا سفكَ دماء المسلمين فإن من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنُهُ حتى يدَعهُ ولو كان أخاه لأبيه وأمه. "كما قال رسول الله".
وأقول للشامتين الحاقدين من أهلِ الصليب: أيها الحاقدون: هل تظُنون الإسلام كله ذهب بذهاب جماعة أو رجُل؟! إن ظننتم هذا فالحمق يجري في رؤوسكم مجرى الدم —إن بقي دميٌ— في عروقكم، فإن دين الله قائم وإن رغمت أنوفُكم ومصرنا مسلمة سيحكمُها الإسلامُ يومََا —ولو طال بغي البغاة—.
وأقول لجماعة الإخوان: اصبروا على ما أصابكم. وأعيدوا حساباتكم، وانظُروا وفتشوا من أينَ أُتيتُم وأُتينا معكم؟! واعلموا أن ذنوب الأفراد تهزِمُ الأُمم فكيف بذنوب الجماعات؟؟! والتفريط في سُنة من السُنن أمرٌ مُخيف فكيف بالتفريط في الواجبات أو بعضها؟!
وأقول لجُموع الشعب المصري كله: إياكم أن تكرهوا الإسلام بسبب أخطاء بعض مَن يُمثلونه. إياكم أن تكرهوا سُنة رسول الله وتشمئزوا منها بسبب أن صاحب لحية قال أو فعل؟! احذروا فإن ذلك خطر علِى الدين عظيم. ليست اللحية والنقاب هما السبب في غلاء أسعاركم وغياب وَقودكم وتعطلّ حياتِكم.
ثم اسألوا أنفسكم: أين هي أزمة الكهرباء والوقود من بعد يوم الثلاثين؟!
وأخيرا: أقول لعُلمائنا الأبرار: أسمعونا أصواتَكم المباركة، أنيروا لنا الطريق في هذه الفتنة المدلهمة. اجتمعوا واخرُجوا علينا ببيانِِ مُبين يُذهب ظُلمةَ الحيرةَ في نفوس العاجزين، يبُث الأملَ في قلوبِ اليائسين.
ويا رب: "يا مُقلبّ القلوب ثبتّ قلوبنا على دينك يا مصرفّ القلوب صرفّ قلوبَنا على طاعتك) "ربِ لا تجعل لظالمِِ ولا منافق ولا عدوِِ للدين على أهل مصر سبيلا"
"ربى لا تمكن لمن قد أجمعوا أمرهُم وجمَعوا لعبادك: وقد اتخذناك وكيلا. وناصرا وكفيلا. ولن نرضى عن شرعكَ بديلا. فثبِتنا وهب لنا صبرََا جميلا. ووسعّ لنا هذه الضائقة بفرجِِ من عندك. وإن ظنه البعض مستحيلا" "حسبُنا اللهُ ونعم الوكيل ولا حول ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم"
عبد الله كامل: في فجر يوم الجمعة
الخامس من الشهر السابع 2013
وبعد: فالأيام دُوَل والدهرُ قُلَّب والليالي حُبلى بكل عجيب. وبين غمضة عينِِ وانتباهتها... يبدلُ اللهُ من حالِِ إلى حالِ.
والظُلم شؤم والظلمُ ظلماتٌ يوم القيامة. وبين الحق والباطل صولات وجولات. ودولة الباطلِ ساعة ودولة الحقِ إلى قيام الساعة.
وبعد: فإن هذا الذي نزل بأمتنا من البلاء في مصرِنا الحبيبة الجريحة أقل حاسوب ما يُوصف به أنه انقلابٌ إجرامي عنصري بغيض. خُدِعَ فيه طائفة من الشعب المسكين وغُر بهم حتى صاروا يكثرّون سواد الطغمة الخائنة من فلولِِ وشرطة أثيمة وجيش قوي الشكيمة— على أهل دينه وبلده— وإعلام خسيس تنعقُ فيه غربان النفاق وتعوي فيه كلاب الضغينة. أي إرادة للشعب تجعلُكَ تتجاهل فريقا على حساب فريق. وتغازِلُ جموعاََ على حساب جموع. وبينما تقدمُ في ميدانك الماء والعصيرَ لمن تغازلهم إذا بكَ تقدمُ الرصاص الحي في ميادين من تريد خلعه والقضاء عليه.
كيف تعامل هؤلاء مع الكثرة الكاثرة من الشعب على أنهم همجٌ أو حشراتٌ تُداس بالأقدام ولا قيمة لها.
وبعد إلقاء الخطاب المشؤوم مباشرة تُغلق كل القنوات الإسلامية داخل مدينة العارِ الإعلامي. فإن كان هذا تأمينا للبلاد ومنعََا للتحريض. فلماذا لا تُغلِقُ قنوات الاستفزاز والشماتة والوقاحة عند من يطبلون لك ويزمرون لكي لا يستفزوا عواطف الناس —كما يزعم الزاعمون؟؟!!—
أين الديمقراطية المُنتِنة هذه؟! حين تعرضُ قنواتهُم المحتفلين والصاخبين. وتُغيبُّ من الوجود الثائرين والغاضبين!؟!
ما المعنى وأين كرامة البشر وحرمة الدماء حين تتسلط كلابٌ من هنا وهناك على إخواننا في ميدان النهضة لتُرديَ ستة عشر قتيلاََ في لحظات؟!؟! هل هذه مراعاة أحوال الشعب؟! هل هذه استجابة لمطالب الشعب؟! أيها الفرِحون الصاخبون الحاملون للضباط على أكتافكم؟! أليست هذه الشرطة التي كانت تقنصُ إخوانكم وأصحابكم وأهاليكم طاعة لأمر المخلوع المشؤوم الذي أذاقكمُ العذاب؟! ما الذي تغير؟! هل هانت عليكم دماء من تطلقون عليهم "شهداء" —والعلم عند الله—في؟ هل فرحتم بأن يكون البرادعي متحدثا عنكم وبإسمكم؟!
أيها المسلمون المعارِضون للإخوان —ولا نلومكم في معارضة الخطأ— لكن هل رضيتُم بأن يقول قائل: إن الصليب هو الذي أسقط مُرسي.؟!
هل رضيتُم لأنفسكم ودينكم أن يرددَ المرددون: "يسوع هو الحل"؟! يا إخواننا الإخوان —جبر الله كسرَكم— هل يا تُرى استوعبتُم الدرس البليغ هذا؟! والعِبَرُ كثيرة. هل غضبة هؤلاء المتحزبين جميعا ضد الإخوان أم ضد كل ما يُمثلّ اسم الإسلام؟! يتكلمون اليوم عن بؤَرِ الإرهاب والتطرُف فأين هي؟!
يا أمراء الخليج: إلى هذا الحد غمرت الفرحة قلوبكم؟! لا هنيئا لكم ولا هنيئا لسيدتكم أمريكا ولا بشرى لكم. وعلى أية حال: فإنه لا يتحركٌ متحركٌ ولا يسكُن ساكن إلا بأمر وتقدير من المَلِكِ الحكيم الخبير. وللهِ عز وجل في هذه الأحداث حكَمٌ لا يعلمها إلا هو.
إنني أبثُ هذه الزفرات لأنها كادت تُحرق قلبي فأخرجتُها رسائل:
فأقول لكل من يستشعرُ الظُلم والانكسار: اثبُت على الحق الذي تحمله واستعن باللهِ ولا تعجز، واصبر فإن النصر عقبى الصابرين. وتذكر غُزوة أحُدِِ وما جرى على أهل الإسلام فيها و يتمكن قلبك بقول ربك: "إن يمسَسْكُم قَرحٌ فقد مسَّ القومَ قَرحٌ مِثلُه وتِلكَ الأياّمُ نُداوِلُها بينَ الناس"
ودينُنا بإذن الله منصور مهما تكالبت عليه الأرض بما رحُبت ودعوة الحق قائمةٌ مهما ضاقت عليها الأرض بما رحُبَت. ولو جمعوا لنا الجيش والإعلام والقضاء والشرطة والأمن الوطني والرعب الوطني فشعارنا: "الَّذينَ قالَ لهُمُ الناسُ إنَّ الناسَ قَدْ جمَعُوا لكُم فاخشوْهُم فزادَهُم إيمانََا وقالوا حَسْبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيل" وأقول للفرِحين السُعداء الصاخبين: أيتها الجموع المسكينة: أفيقوا من غفلتِكم الضارية التي أذهلت عقولكم: وانظروا مَن تؤيدون؟! ومع من تتعاونون؟! أيها الثوار الأحرار الكبار، هل تضعون أيديكم في أيدي الأشرار؟! وهل لكم بهذا مكسبٌ أو انتصار؟! وأقول للمُجنَّدين في الجيش: يا إخواننا لا تطيعوا من يؤزكم على الشر ويلقي بكم إلى الهاوية، لا تُطلقوا رصاصة على أحد من الشعب —ونإن لم يعُدَهُ كبراؤكم من الشعب— احذروا سفكَ دماء المسلمين فإن من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنُهُ حتى يدَعهُ ولو كان أخاه لأبيه وأمه. "كما قال رسول الله".
وأقول للشامتين الحاقدين من أهلِ الصليب: أيها الحاقدون: هل تظُنون الإسلام كله ذهب بذهاب جماعة أو رجُل؟! إن ظننتم هذا فالحمق يجري في رؤوسكم مجرى الدم —إن بقي دميٌ— في عروقكم، فإن دين الله قائم وإن رغمت أنوفُكم ومصرنا مسلمة سيحكمُها الإسلامُ يومََا —ولو طال بغي البغاة—.
وأقول لجماعة الإخوان: اصبروا على ما أصابكم. وأعيدوا حساباتكم، وانظُروا وفتشوا من أينَ أُتيتُم وأُتينا معكم؟! واعلموا أن ذنوب الأفراد تهزِمُ الأُمم فكيف بذنوب الجماعات؟؟! والتفريط في سُنة من السُنن أمرٌ مُخيف فكيف بالتفريط في الواجبات أو بعضها؟!
وأقول لجُموع الشعب المصري كله: إياكم أن تكرهوا الإسلام بسبب أخطاء بعض مَن يُمثلونه. إياكم أن تكرهوا سُنة رسول الله وتشمئزوا منها بسبب أن صاحب لحية قال أو فعل؟! احذروا فإن ذلك خطر علِى الدين عظيم. ليست اللحية والنقاب هما السبب في غلاء أسعاركم وغياب وَقودكم وتعطلّ حياتِكم.
ثم اسألوا أنفسكم: أين هي أزمة الكهرباء والوقود من بعد يوم الثلاثين؟!
وأخيرا: أقول لعُلمائنا الأبرار: أسمعونا أصواتَكم المباركة، أنيروا لنا الطريق في هذه الفتنة المدلهمة. اجتمعوا واخرُجوا علينا ببيانِِ مُبين يُذهب ظُلمةَ الحيرةَ في نفوس العاجزين، يبُث الأملَ في قلوبِ اليائسين.
ويا رب: "يا مُقلبّ القلوب ثبتّ قلوبنا على دينك يا مصرفّ القلوب صرفّ قلوبَنا على طاعتك) "ربِ لا تجعل لظالمِِ ولا منافق ولا عدوِِ للدين على أهل مصر سبيلا"
"ربى لا تمكن لمن قد أجمعوا أمرهُم وجمَعوا لعبادك: وقد اتخذناك وكيلا. وناصرا وكفيلا. ولن نرضى عن شرعكَ بديلا. فثبِتنا وهب لنا صبرََا جميلا. ووسعّ لنا هذه الضائقة بفرجِِ من عندك. وإن ظنه البعض مستحيلا" "حسبُنا اللهُ ونعم الوكيل ولا حول ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم"
عبد الله كامل: في فجر يوم الجمعة
الخامس من الشهر السابع 2013
تعليق