السلامُ عليكم
الحمدُ لله و صلاةً وسلاماً على رسول الله:
الحمدُ لله و صلاةً وسلاماً على رسول الله:
جاءَ أبو سُفيان قبل إسلامه ينظر مَنِ الجُموعُ التي اجْتَمعتْ على مشارفِ مكَّة... فاسْتَشْرَفَتْهُ خيلُ المسلمين... و قدْ أمرهم القائدُ العام للجيش و هو "مُحَمدٌ" صلى الله عليه و سلم أنْ لا يدعوا أَحداً يتجسَّسُ ثم يمضي... فَمَضَوْا بهِ إلى المُعَسكرات... و خافَ أبو سُفيانَ القَتْلَ فنادى صارخاً في العبَّاس :"ألا تأمر بي يا عباس؟"... فأتاهُ العباس فدفع عنه... و قال له: " إنَّكَ مقتولٌ إن لم تُسلم... و تَشهد أن مُحمداً رسولُ الله"...
و لمَّا رأى أبو سُفيان المسلمين و قد نوديَ بهم لصلاة الفجر... و يركعون كما يركع النبي و يسجدون كما يسجد... قال:" يا عباس ما يأمرهم بشيء إلا فَعلوه؟... فقال : لو نهاهُم عن الطعام و الشَّراب لأطاعوه"...
و كأَنَّ لسانَ أبا سُفيانَ يقول: ما رأَتْ عينايَ أحداً من الناسِ يُعظمُ بشراً كما يُعظم أصحابُ محمدٍ مُحمداً... اتِّباعٌ تامٌّ بالأقوال صاحَبِهُ اقتداءٌ بالأفعال... تَتَسابقُ نظراتهم شوقاً إليه... و تتسارعُ أياديهم للتطهرِ بوضوئه بعد أنْ طَهَّرَ قلوبَهم...
لكنَّ أبا سُفيان لم يدخلِ الإيمانُ بعدُ وقتها في قلبه... فلأجلِ أنْ يُوقنَ قلبُهُ بالإيمان قرَرَّ رسولُ اللهِ أن يُريَ أبا سُفيان قوةَ الإسلام...
فأَمَرِ بالكتائب أنْ تَتَجَهز لأبهى و أعظم عرضٍ عسكري... فاصطفتِ الخيولُ يركبها الأُسودُ... و قد بدأتِ المَسير أفواجاً و كتائب و قسَّمَ الخَيل إلى شطرين...
فجاءتِ الكتيبةُ الأولى... بها خيلٌ عظيمة... على رأسها الزُّبيرُ الذي إنْ غَضِبَ تحوَّلَ وجهه كوجهِ النَّمِر كما قال عليُّ بن أبي طالب...
فقال أبو سفيان: من هذا؟ فردَّ العباس: الزُّبير... فكَأَنَّ أبا سُفيان لم يتأثر كثيراً بعد..
ثم تبعتْه الكتيبةُ الثانية... بها المُقاتلون من :غِفارَ و أسلم و قُصاعة... و يقودُها أحدُ الأبطال... و مِن شدةِ هيبته قال أبو سُفيان:"إنَّ رسول الله -صلى الله عليه و سلم- هذا؟... فقال العباس:"لا و لكنْ هذا خالدُ بن الوليد"... إنَّهُ السَّيفُ الذي هَدَّ و كسَّرَ كسرى و الرُّوم...
فقال أبو سفيان: من هذا؟ فردَّ العباس: الزُّبير... فكَأَنَّ أبا سُفيان لم يتأثر كثيراً بعد..
ثم تبعتْه الكتيبةُ الثانية... بها المُقاتلون من :غِفارَ و أسلم و قُصاعة... و يقودُها أحدُ الأبطال... و مِن شدةِ هيبته قال أبو سُفيان:"إنَّ رسول الله -صلى الله عليه و سلم- هذا؟... فقال العباس:"لا و لكنْ هذا خالدُ بن الوليد"... إنَّهُ السَّيفُ الذي هَدَّ و كسَّرَ كسرى و الرُّوم...
و ما زالتِ الكتائب تدخل السَّاحة في العرض العسكري... و ها قد جاءتْ كتيبةُ الأنصار... يقودُها سعدُ بنُ عُبادة... في مشهدٍِ اهتزتْ لهُ أركانُ أبا سُفيان...
فكانَ ختامُ الكتائب... الحرسُ الخاصُ و القوة الضَّاربة للجيش... إنهم اللبنة الأولى التي استعانَ بها النَّبي... إنَّهم الذين قال عنهم إمبراطور الصين:" و الله لو أراد المسلمون إزاحة الجبال لأزاحوها"... إنها الكتيبةُ الخضراء يقودها القائد العام للجيش و للمُسلمين"مُحمدٌ رسولُ الله"...
و قدْ لبسوا الحديد... فغطَّى وجوهَهُم و أجسادَهم و لم تظهر إلا العيون... فاهتزَّت أركانُ أبي سُفيان و صرخ لهوْلِ المَشهد و قال:" يومُ المَلحَمة... اليومَ تُستحلُ الحُرمة..."
فقالَ أبو سُفيان:" مَن هؤلاء يا عبَّاس؟ ... قال :" هذه كتيبة النبي-صلى الله عليه و سلم- و مع هذه المـوتُ الأحمــر هؤلاء هُم المهاجرونَ و الأنصار...
فقال أبو سُفيان: يا أبا الفضل لقد أصبح مُلكُ ابنُ أخيكَ عظيماً... فقال العباس: وَيْحَك إنها النُّبوة...
قال: فنَعم إذن... فَوَقرَ قلبُه بالإيمان... رضي الله عنه...
قال: فنَعم إذن... فَوَقرَ قلبُه بالإيمان... رضي الله عنه...
تعليق