في خـضـم مشـاغل حياتنا اليوميـة ، تـمرُ بـنـا مواقف شـتّـى ،
منهـا الإيجـابي ، ومنـهـا السلبـي !!
بعضها يستـدعي منّـا الإبـتـسـامـة ...
والبـعـض الآخــر يجـعـل تعابـير الـوجـه تنقلب رأساً على عقب ،
ويسـتدعي منها الغضب
وتـركـيـزي في هذا الموضوع على تلك المواقف العصيبة التي تمر بنا
ويبـلغ فيـها مـنّـا الغضب مبلغاً لايمكن معه إلاّ أن تستدعي سيارة
الدفاع المدني ( المطـافيء ) !!!
وإليكم بعض الصور :
الصورة الأولى :
وأنت تسير بسيارتك في الطريق وبكل أمان واطمئنـان ،
وإذا بأحدهم بسيارته يدخل أمامك وبكل جرأة ويهمّ بالوقوف
وتبدأ أنت بالضغط على فرامل السيارة وتبدأ علامات الغضب
ترتسم على ملامحك وتبدأ ( تُزبد وترعد ) !!
عندهـا ...ستبدأ بإطلاق العبارات من فمك ....
ولكن ... لحظة .. لاتخرج هذه العبارة وسأعطيك عبارةً غيرها ..
فقط تابع معي الصورة التالية ...
الصورة الثانية :
تسير بالسوق بصحبة أهلك أو لوحدك لإنجاز مهمة ،
وإذا بك تشاهد بعض الفتيات وقد لبسن العباءات المخصرة
ووضعن العطورات التي تصل رائحتها لبعض الكيلومترات !!!!
وفي الجانب الآخر شباب يتسكع في الأسواق ويعاكس
البنات ، ويسعى لإصطياد الفتيات بكل وسيلة ممكنة ..
لاشك أن مثل هذا الموقف سيغضبك ،
وستبدأ بإطلاق العبارات من فمك ....
ولكن ... لحظة .. لاتخرج هذه العبارة وسأعطيك عبارةً غيرها ..
فقط تابع معي الصورة التالية ...
الصورة الثالثة :
تقف عند أحد الإشارات ، وتأتي سيارة بجانبك وبها شاب
أو مجموعة شباب وصوت الموسيقى خارج إلى أسوار المدينة !!!
وليس فقط من السيارة !!
وربما تمايل الشباب يمنة ويسرة مع هذه الأنغام !!
عندها ... ستبدأ بإطلاق العبارات من فمك ....
ولكن ... لحظة .. لاتخرج هذه العبارة وسأعطيك عبارةً غيرها ..
فقط تابع معي الصورة التالية ...
الصورة الرابعة :
في صالات الإنتظار سواءً في مصرف ، مطار أو غيرهما من الصالات
ولن أقول صالة الأسهم
قد يجلس بجانبك من ( يُدخن ) بشراهة !!
وينفث هذه السموم تجاهك مما يضرك ويجعل رائحتك ( كيف الحال ؟ )!!
عندها ...ستنزعج .. وستبدأ بإطلاق العبارات من فمك ....
ولكن ... لحظة .. لاتخرج هذه العبارة وسأعطيك عبارةً غيرها ..
فقط تابع معي الصورة التالية ...
الصورة الخامسة :
في المسجد ، وفي الصف الأول خلف الإمام ، تستمع للآيات بكل خشوع
وخضوع لله تعالى ، وإذا بصوت ( يُـعـكّـر ) صفو هذا الخشوع ،
ألا وهو صوت نغمات الجوّال ، بل لم يجتهد صاحب الجوال لإغلاقه ،
بل ينطلق جوّال آخر وآخر .. وكأنك عند إشارة أضاءت اللون الأخضر للسير..
عندها ...ستنزعج وتنتظر أن تنتهي من الصلاة ..لتبدأ بإطلاق العبارات من فمك ....
ولكن ... لحظة .. لاتخرج هذه العبارة وسأعطيك عبارةً غيرها ..
لاأريد أن أطيل في سرد بعض الصور .. ولكن ..
حسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق ... ولعل الصورة باتت واضحة للجميع ..
إلى كل من غضب في تلك الصور التي ذكرناها والتي لم نذكرها
وعلى وزنها ...
أنت يامن ستُخرج كلمات السب والشتم والدعاء على كل من أغضبك
تعال معي واستبدل عبارة الغضب ودعائك عليهم
بعبارة أخرى ..
لطالما أنها ( ستـخرج من فـمـك ) ...
فأجعلها دعوةً لهم ... بدلاً من أن تكون دعوةً عليهم
إسأل الله لهم الهداية والسداد ،
ناصحهم بالحسنى وبالحكمة والموعظة الحسنة
لماذا يتفنن البعض بالسباب والشتائم ، ولايتفنن بالدعاء الخيّر
والكلام الطيب ..
وأعرف أن مثل هذا الأمر صعب نوعاً ما على كثير من الناس ..
ولكن لاننس ( إنما الحلم بالتحلّم ... )..
وإليكم مما قاله الشيخ محمد بن عبد الله الدويش حينما أجاب
أحدهم وكان سريع الغضب فكان مما ذكر التالي :
قال صلى الله عليه وسلم : ( إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم
و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يوقه"
فأخبر أن الحلم يأتي بالتحلم وتعود النفس على ذلك.
ومما يعين على ترك هذه الخصلة، تعويد الإنسان نفسه على كظم
غيظه، وعلى عدم الاستجابة لدافع الغضب، وليس من ضير على
الإنسان أن يغضب، بل الضير أن يستجيب لدافع الغضب، قال صلى الله
عليه وسلم:"الصرعة كل الصرعة الذي يغضب فيشتد غضبه، ويحمر
وجهه، ويقشعر شعره؛ فيصرع غضبه".
لنتدرب على مثل هذا الأمر ... وصدقوني سيسره الله علينا
بإذنه تعالى
والله أسأل لي ولكم وللجميع
بالهداية والسداد والتوفيق
منقول
تعليق