السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبب كتابة الموضوع: الخلل اللي صار فيه العامة والخلط بين الجرح وتبيان المخالف للمنهج, وبين الغيبة ودعاة التفرقة بين صف المسلمين...
تعريفية الموضوع: الموضوع هو تجميع لمتون اقوال السلف في الرد على المخالفين والمنحرفين عن المنهج والرد على بعض العبارات التي صارت على ألسنة العامة كقولهم لماذا ترد على فلان ولا ترد على العلماني مثلا او الليبرالي او غيره..
الموضوع لن يحتوى على رأي شخصي او حتى إضافة انما هو مجرد تجميع من أقوال السلف وتبيان بعض العبارات التي قد تكون ثقيلة الفهم على البعض
بسم الله نبدأ ;
( اسلكوا سبيل الحق ولا تستوحشوا من قلة
أهله)
سفيان بن عيينة
(عليك بطريق الهدى، ولا يضرك قلة السالكين،وإياك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين)
يقولٍ العلامة الألباني-رحمه الله-: (إذا كان المقامُ مقامَ جرحٍ لا تُذكر حسنةٌ وإلا أضعفت الجرح كما قال العلامةُ المحدث الألباني -رحمه الله تعالى-.)
ذكر ابنُ مُفْلِحٍ في (الآثار الشرعية): (أنه قِيل للإمام المُبَجَّل أحمد بن محمد بن حَنْبَل -رحمه الله تعالى-: الرجلُ يصوم ويصلي ويعتكف أحبُّ إليكَ أو يتكلمُ في أهلِ البدعِ؟ فقال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: إذا صلّى وصام واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلّم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل).
ذكر الخطيبُ في (الكِفاية) وفي (الجامع) أيضاً: (أنه قِيل لأحمد -رحمه الله تعالى-: إنَّه يَثْقُلُ علي أن أقول فلانٌ كذا وفلانٌ كذا، فقال الإمام أبو عبدالله أحمد بن حنبل -رحمه الله-: إذا سكتَّ أنتَ وسكتُّ أنا فمتى يعرفُ الجاهلُ الصحيحَ من السَّقيم؟!)
كتابِ الردِ على المُخالفِ (لبكر أبي زيد)، قال: (الردُّ على المخالف أصلٌ من أصول الإسلام؛ ولهذا إذا رأيتَ مَن ردّ على مخالفٍ في شذوذٍ فقهي أو قولٍ بِدْعِيّ فاشكرْ له، فاشكر له دفاعه بقدر ما وسعه ولا تُخَذِّله بتلك المقولة المهينة: لماذا لا يردُّ على العَلْمانيين؟! فالناسُ قدراتٌ ومواهبٌ، وردّ الباطل واجب مهما كانت رتبته، وكلُ مسلمٍ على ثَغْرٍ من ثُغور مِلّته).
أخرج أبو نُعَيمٍ في (الحِلية) قال: (قال عاصمٌ الأحول: جلستُ إلى قتادة فذكر عمرو بن عُبيد فوقع فيه ونال منه، فقلتُ: أبا الخَطّاب، ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض! -اشتبه عليه، غفر الله له، وما زالت هذه تتلقفها الألسنُ إلى هذا العصر وستظل!-قال: ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض!، فقال: يا أحولُ، أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع ينبغي له أن يُذكر حتى يُحذر -قال يا أحول، كما قال يُوسف بن أسباط لأبي صالحٍ الفرّاء: لِمَ يا أحمقُ، أنا خيرٌ لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم إلى آخر ما قال- وهنا يقول: يا أحول، أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع ينبغي له أن يُذكر حتى يُحذر).
قال الشاطبي -رحمه الله- مُعلّقاً على هذا الأثر -عينه-: (فَمَثَلُ هؤلاء لابدّ من ذكرهم، والتشريد بهم؛ لأن ما يعود على المسلمين من ضررهم إذا تُركوا أعظمُ من الضرر الحاصل بذكرهم والتنفير عنهم، إذا كان سبب ترك التعيين الخوف من التفرق والعداوة، فلا شك أن التفرق بين المسلمين والداعين إلى البدعة وحدهم إذا أُقيم عليهم أسهل من التفرق بين المسلمين وبين الدّاعين ومَن شايعهم واتّبعهم)
بيّن شيخُ الإسلامِ -رحمه الله- معنى كلام الإمام أحمد في الرد على أهل البدع؛ فقال: (بيّن -رحمه الله- أن نفع هذا عامٌ للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله؛ إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشريعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجبٌ على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا مَن يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فسادُه أعظمَ من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن العدو من أهل الحرب إذا استولوا لم يفسدوا القلوبَ إلا تَبَعَاً، وأمّا أولئك فهم يُفسدون القلوبَ ابتداءً)
قال أبو عثمان الصابوني -رحمه الله- في (عقيدة السلف) في بيان علامات أهل السنة، في بيان علامات أهل السنة، قال: (ويُبغضون أهلَ البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ولا يحبونهم ولا يصحبونهم ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين - ولا يجادلونهم في الدين -ولا يناظرونهم، ويرون صَون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرّت بالآذان وقرّت في القلوب ضرّت وجرّت إليها من الوساوس والخَطرات الفاسدة ما جرّت، وفيه أنزل الله -عز وجل- قوله: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ [الشورى:21]. وذكر -رحمه الله- ما اتفق عليه أهل السنة من ذلك ؛فقال: (واتفقوا -يعني أهل السنة- على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخذائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرّب إلى الله بمجانبتهم ومهاجرتهم). هذا عقيدة السلف للإمام الصابوني -رحمه الله- يذكر هذا الاتفاق -هذا الإجماع-، قال: واتفقوا -يعني أهل السنة- على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخذائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرّب إلى الله بمجانبتهم ومهاجرتهم.
وقال الأصبهاني -رحمه الله- في كتابه الجليل (الحُجة في بَيان المَحَجّة): (وعلى المرء محبة أهل السنة أي موضعٍ كانوا رجاء محبة الله له ، وعليه بُغض أهل البدع أي موضعٍ كانوا حتى يكونَ ممَن أحب لله وأبغضَ لله، وعليه ترك مجالسة أهل البدع ومعاشرتهم؛ لأن ترك مجالسة أهل البدع وترك معاشرتهم سنة).
وقال ابنُ أبي زَمَنِينَ -رحمه الله تعالى-: (ولم يزل أهلُ السنة يعيبون أهلَ الأهواء المضلة، وينهون عن مجالستهم ويخوّفون فتنتهم ويخبرون بخلافهم ولا يرون ذلك غِيبةً لهم).
وذكر البربهاري في (شرح السنة) وأبو نُعيمٍ في (الحلية) وابن بطة في (الإبانة الكبرى) واللالكائي في (شرح أصول الاعتقاد) عن سفيان الثوري -رحمه الله- قال: (مَن أصغى بأذنه إلى صاحب بدعةٍ خرج من عصمة الله، ووكُل إليها -يعني إلى البدع-).
وقال الفضيل -رحمه الله- كما ذكر البربهاري وأبو نعيم وابن الجوزي في (تلبس إبليس): (مَن عظّم صاحب بدعةٍ، فقد أعان على هدم الإسلام، ومَن تبسّم في وجه مبتدع فقد استخفّ بما أنزل اللهُ على محمد -صلى الله عليه وآله وسلّم-، ومَن زوّج كريمته من مبتدعٍ فقد قطع رحمها، ومَن تَبِعَ جنازة مبتدع لم يزل في سَخَط الله حتى يرجع).
جاء يحيى بن يَعْمَر وحميد بن عبدالرحمن الحِمْيَرِي إلى عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- فأخبراه عن حال القَدَرِيَّة الذين يقولون: الأمر أُنُف، وإنه لا قَدَر -إلى غير ذلك من مقولاتهم الباطلة- وأظهروا هذا الأمر -يعني القَدَرِيَّة - بالبصرةِ؛ فقالا لمّا سألا ابن عمر -رضي الله عنهما-: إنه ظهر قِبَلنا أقوامٌ يقرءون القرآن -والخوارج يحقر الصحابة تلاوتَهم مع تلاوتِهم- والقَدَرِيَّة يقرءون القرآن ويتقفرون العِلم -أي يطلبونه ويتتبعونه- وذكرا من شأنهم –أي من شأن القَدَرِيَّة ومن صفاتهم- وأنهم مع ذلك يزعمون أنه لا قدر وأن الأمر أُنُف. لم يغتر ابن عمر -رضي الله عنهما- بتلك الأعمال ولا بطلب العلم وتتبعه ولا بِشَقْشَقَات اللسان؛ لأن هؤلاء أظهروا البدعة، فقال -رضي الله عنه-: إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم بُرَآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أنّ لأحدهم مثل أُحُدٍ ذهباً فأنفقه ما قَبِل اللهُ منه حتى يُؤمن بالقدر. والحديثُ أخرجه مسلمٌ في صححيه. لا تغني عنهم عبادتهم شيئاً، لا يغني عنهم اجتهادهم شيئاً، ولا وَعْظُهم يغني عنهم شيئاً ما داموا على البدعة؛ فإن استقاموا فالقليل يُجزئ واليسير مجزئٌ والبركةُ فيه حينئذ؛ لأنه على جادة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم-.
قال البربهاري -رحمه الله- في (شرح السّنة): (واعلم رحمك الله أنّ العلم ليس بكثرة الرواية والكُتُب؛ إنما العالمُ مَن اتّبع العِلم والسنن وإن كان قليل العِلم والكتب، ومَن خالف الكِتاب والسّنة فهو صاحبُ بدعة وإن كان كثير العلم والكتب)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبب كتابة الموضوع: الخلل اللي صار فيه العامة والخلط بين الجرح وتبيان المخالف للمنهج, وبين الغيبة ودعاة التفرقة بين صف المسلمين...
تعريفية الموضوع: الموضوع هو تجميع لمتون اقوال السلف في الرد على المخالفين والمنحرفين عن المنهج والرد على بعض العبارات التي صارت على ألسنة العامة كقولهم لماذا ترد على فلان ولا ترد على العلماني مثلا او الليبرالي او غيره..
الموضوع لن يحتوى على رأي شخصي او حتى إضافة انما هو مجرد تجميع من أقوال السلف وتبيان بعض العبارات التي قد تكون ثقيلة الفهم على البعض
بسم الله نبدأ ;
( اسلكوا سبيل الحق ولا تستوحشوا من قلة
أهله)
سفيان بن عيينة
(عليك بطريق الهدى، ولا يضرك قلة السالكين،وإياك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين)
الفضيل بن عياض
يقولٍ العلامة الألباني-رحمه الله-: (إذا كان المقامُ مقامَ جرحٍ لا تُذكر حسنةٌ وإلا أضعفت الجرح كما قال العلامةُ المحدث الألباني -رحمه الله تعالى-.)
ذكر ابنُ مُفْلِحٍ في (الآثار الشرعية): (أنه قِيل للإمام المُبَجَّل أحمد بن محمد بن حَنْبَل -رحمه الله تعالى-: الرجلُ يصوم ويصلي ويعتكف أحبُّ إليكَ أو يتكلمُ في أهلِ البدعِ؟ فقال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: إذا صلّى وصام واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلّم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل).
ذكر الخطيبُ في (الكِفاية) وفي (الجامع) أيضاً: (أنه قِيل لأحمد -رحمه الله تعالى-: إنَّه يَثْقُلُ علي أن أقول فلانٌ كذا وفلانٌ كذا، فقال الإمام أبو عبدالله أحمد بن حنبل -رحمه الله-: إذا سكتَّ أنتَ وسكتُّ أنا فمتى يعرفُ الجاهلُ الصحيحَ من السَّقيم؟!)
كتابِ الردِ على المُخالفِ (لبكر أبي زيد)، قال: (الردُّ على المخالف أصلٌ من أصول الإسلام؛ ولهذا إذا رأيتَ مَن ردّ على مخالفٍ في شذوذٍ فقهي أو قولٍ بِدْعِيّ فاشكرْ له، فاشكر له دفاعه بقدر ما وسعه ولا تُخَذِّله بتلك المقولة المهينة: لماذا لا يردُّ على العَلْمانيين؟! فالناسُ قدراتٌ ومواهبٌ، وردّ الباطل واجب مهما كانت رتبته، وكلُ مسلمٍ على ثَغْرٍ من ثُغور مِلّته).
أخرج أبو نُعَيمٍ في (الحِلية) قال: (قال عاصمٌ الأحول: جلستُ إلى قتادة فذكر عمرو بن عُبيد فوقع فيه ونال منه، فقلتُ: أبا الخَطّاب، ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض! -اشتبه عليه، غفر الله له، وما زالت هذه تتلقفها الألسنُ إلى هذا العصر وستظل!-قال: ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض!، فقال: يا أحولُ، أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع ينبغي له أن يُذكر حتى يُحذر -قال يا أحول، كما قال يُوسف بن أسباط لأبي صالحٍ الفرّاء: لِمَ يا أحمقُ، أنا خيرٌ لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم إلى آخر ما قال- وهنا يقول: يا أحول، أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع ينبغي له أن يُذكر حتى يُحذر).
قال الشاطبي -رحمه الله- مُعلّقاً على هذا الأثر -عينه-: (فَمَثَلُ هؤلاء لابدّ من ذكرهم، والتشريد بهم؛ لأن ما يعود على المسلمين من ضررهم إذا تُركوا أعظمُ من الضرر الحاصل بذكرهم والتنفير عنهم، إذا كان سبب ترك التعيين الخوف من التفرق والعداوة، فلا شك أن التفرق بين المسلمين والداعين إلى البدعة وحدهم إذا أُقيم عليهم أسهل من التفرق بين المسلمين وبين الدّاعين ومَن شايعهم واتّبعهم)
بيّن شيخُ الإسلامِ -رحمه الله- معنى كلام الإمام أحمد في الرد على أهل البدع؛ فقال: (بيّن -رحمه الله- أن نفع هذا عامٌ للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله؛ إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشريعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجبٌ على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا مَن يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فسادُه أعظمَ من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن العدو من أهل الحرب إذا استولوا لم يفسدوا القلوبَ إلا تَبَعَاً، وأمّا أولئك فهم يُفسدون القلوبَ ابتداءً)
قال أبو عثمان الصابوني -رحمه الله- في (عقيدة السلف) في بيان علامات أهل السنة، في بيان علامات أهل السنة، قال: (ويُبغضون أهلَ البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ولا يحبونهم ولا يصحبونهم ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين - ولا يجادلونهم في الدين -ولا يناظرونهم، ويرون صَون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرّت بالآذان وقرّت في القلوب ضرّت وجرّت إليها من الوساوس والخَطرات الفاسدة ما جرّت، وفيه أنزل الله -عز وجل- قوله: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ [الشورى:21]. وذكر -رحمه الله- ما اتفق عليه أهل السنة من ذلك ؛فقال: (واتفقوا -يعني أهل السنة- على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخذائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرّب إلى الله بمجانبتهم ومهاجرتهم). هذا عقيدة السلف للإمام الصابوني -رحمه الله- يذكر هذا الاتفاق -هذا الإجماع-، قال: واتفقوا -يعني أهل السنة- على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخذائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرّب إلى الله بمجانبتهم ومهاجرتهم.
وقال الأصبهاني -رحمه الله- في كتابه الجليل (الحُجة في بَيان المَحَجّة): (وعلى المرء محبة أهل السنة أي موضعٍ كانوا رجاء محبة الله له ، وعليه بُغض أهل البدع أي موضعٍ كانوا حتى يكونَ ممَن أحب لله وأبغضَ لله، وعليه ترك مجالسة أهل البدع ومعاشرتهم؛ لأن ترك مجالسة أهل البدع وترك معاشرتهم سنة).
وقال ابنُ أبي زَمَنِينَ -رحمه الله تعالى-: (ولم يزل أهلُ السنة يعيبون أهلَ الأهواء المضلة، وينهون عن مجالستهم ويخوّفون فتنتهم ويخبرون بخلافهم ولا يرون ذلك غِيبةً لهم).
وذكر البربهاري في (شرح السنة) وأبو نُعيمٍ في (الحلية) وابن بطة في (الإبانة الكبرى) واللالكائي في (شرح أصول الاعتقاد) عن سفيان الثوري -رحمه الله- قال: (مَن أصغى بأذنه إلى صاحب بدعةٍ خرج من عصمة الله، ووكُل إليها -يعني إلى البدع-).
وقال الفضيل -رحمه الله- كما ذكر البربهاري وأبو نعيم وابن الجوزي في (تلبس إبليس): (مَن عظّم صاحب بدعةٍ، فقد أعان على هدم الإسلام، ومَن تبسّم في وجه مبتدع فقد استخفّ بما أنزل اللهُ على محمد -صلى الله عليه وآله وسلّم-، ومَن زوّج كريمته من مبتدعٍ فقد قطع رحمها، ومَن تَبِعَ جنازة مبتدع لم يزل في سَخَط الله حتى يرجع).
جاء يحيى بن يَعْمَر وحميد بن عبدالرحمن الحِمْيَرِي إلى عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- فأخبراه عن حال القَدَرِيَّة الذين يقولون: الأمر أُنُف، وإنه لا قَدَر -إلى غير ذلك من مقولاتهم الباطلة- وأظهروا هذا الأمر -يعني القَدَرِيَّة - بالبصرةِ؛ فقالا لمّا سألا ابن عمر -رضي الله عنهما-: إنه ظهر قِبَلنا أقوامٌ يقرءون القرآن -والخوارج يحقر الصحابة تلاوتَهم مع تلاوتِهم- والقَدَرِيَّة يقرءون القرآن ويتقفرون العِلم -أي يطلبونه ويتتبعونه- وذكرا من شأنهم –أي من شأن القَدَرِيَّة ومن صفاتهم- وأنهم مع ذلك يزعمون أنه لا قدر وأن الأمر أُنُف. لم يغتر ابن عمر -رضي الله عنهما- بتلك الأعمال ولا بطلب العلم وتتبعه ولا بِشَقْشَقَات اللسان؛ لأن هؤلاء أظهروا البدعة، فقال -رضي الله عنه-: إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم بُرَآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أنّ لأحدهم مثل أُحُدٍ ذهباً فأنفقه ما قَبِل اللهُ منه حتى يُؤمن بالقدر. والحديثُ أخرجه مسلمٌ في صححيه. لا تغني عنهم عبادتهم شيئاً، لا يغني عنهم اجتهادهم شيئاً، ولا وَعْظُهم يغني عنهم شيئاً ما داموا على البدعة؛ فإن استقاموا فالقليل يُجزئ واليسير مجزئٌ والبركةُ فيه حينئذ؛ لأنه على جادة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم-.
قال البربهاري -رحمه الله- في (شرح السّنة): (واعلم رحمك الله أنّ العلم ليس بكثرة الرواية والكُتُب؛ إنما العالمُ مَن اتّبع العِلم والسنن وإن كان قليل العِلم والكتب، ومَن خالف الكِتاب والسّنة فهو صاحبُ بدعة وإن كان كثير العلم والكتب)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق