Tweet
ماهو النشوز ؟؟ وماهى خطوات العلاج ؟
تعريف النشوز:
الأصل فى الحياة بين الزوجين هو "المودة والرحمة" ..حتى ولو انتفت المحبة القلبية فقد أمر الإسلام الزوج أيضا بإكرام زوجته و معاشرتها بالمعروف
فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة النساء الآية 19 ( وَ عَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ يَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) ...بل و هناك الكثير من الآيات المعروفة في هذا المجال و التي يصعب سردها كلها الآن و لكن كلها تحث على وجوب احترام الزوج لزوجته و معاملتها بالمعروف ...وأنه يؤجر على هذا حتى لو كان ما يفعله أنه يضع اللقمة في فمها ....
ولكن هناك بعض الحالات و التي يحصل فيها بين الأزواج ما يسمى ب"نشوز الزوجة " فما معنى نشوز الزوجة ؟؟نشوز الزوجة ببساطه هو : استعلاؤهن على أزواجهن وارتفاعهن وعصيانهن ، وعدم طاعتهن ، فيما تلزم طاعتهم فيه، بغضا منهن و إعراضا عنهم لا أكثر ...أي أنها ترفض طاعته فقط لاستعلائها عليه و استخفافها به ...و في هذه الحالة يتوجب وجود علاج للأمر ...و دعونا الآن نبدأ في شرح هذا العلاج
علاج النشوز
أولا : الوعظ
وهو أن يبدأ الزوج بطريقة محترمة جدا و برفق شديد محاولا استيضاح مناشئ الغضب عند الزوجة والسعي لمعالجتها إن كانت عقلانية، فلعل الزوج كان غافلاً أو قاصداً لأمر لم يكن مبرراً....وإن لم تكن مناشئ الغضب عند الزوجة عقلانية كان على الزوج إيضاح ذلك لها و محاولة إيقافها على سوء فهمها لأساليبه وقراراته، فلعلها كانت غافلة عن منشأ ذلك مما حدى بها إلى تفسيرها بما أوجب غضبها، وحينئذٍ فإن اقتنعت الزوجة و رضيت و أنهت حالة النشوز فلا سبيل للزوج عليها، و يلزمه معاشرتها بعدئذٍ بالمعروف والإحسان .....ولكن
ماذا إن أصرت على النشوز ولم تجدِ معها الموعظة .....هنا يكون للزوج اتخاذ إجراءٍ آخر معها، لعلها تثوب إلى رشدها، إذ أن إصرارها على حالة النشوز رغم وعظها واستيضاح مناشئ غضبها والسعي من أجل حلها يعبر عن نوع استكبار وشعور بالاستعلاء وإرادة لابتزاز موقع الزوج في محيط الأسرة واستغلال حاجته إليها وتوهم إن اتخاذ الإجراء الأول معها وهو الوعظ يعبر عن حالة ضعف يستشعره الزوج تجاهها.....وهنا تبدأ المرحله الثانية وهي
ثانيا : الهجر في المضجع:
وهنا لابد من اتخاذ إجراءٍ آخر معها، عله يجدي في تبديد حالة الوهم الذي أحاطت نفسها به، وهذا الإجراء هو من سنخ ما تشعره من كبرياء واستعلاء، إذ يعمد الزوج إلى أمضى سلاح وأقوى وسيلة تعتمدها الزوجة لإرغام زوجها وهو الجنس والمضاجعة، حيث هي تتوهم أنه أضعف من أن يقاوم هذه الحاجة الملحة مما يحدو بها إلى التمرد على حقوقه مستشفعة بما تعرفه من رغبته الشديدة في ذلك .... فإذا ما هجرها في مضجعها وأعرض عنها علمت أنه ما ليس ثمة من سلاح تتوسل به لإرغامه واستضعافه بعد أن قاوم أمضى أسلحتها وبعد أن استنفدت كل ما تملكه من وسائل الضغط، وحينئذٍ لا سبيل لها سوى إنهاء حالة النشوز بل قد ينتج هذا الإجراء إعجاباً في قلب الزوجة بزوجها، إذ أن طبع المرأة ميال للرجل القوي ذي الإرادة الصلبة.
[وهنا توجد لمحه جميله جدااا ] يكون الإعراض هو الإجراء الثاني لمعالجة حالة النشوز، وقد روعي فيه التكتم والسرية وعدم إظهار ذلك أمام الأولاد وبقية أفراد الأسرة حفاظاً على كرامة الزوجة، و لهذا نجد الآية الشريفة تقيد الهجران بالمضاجع فهو أليق بمشاعر الزوجة وأحاسيسها وأدعى لمراجعتها نفسها، إذ لو قد شعرت بالإهانة فإنه قد تتمادى وتصر على حالة النشوز انتصاراً لكرامتها وعزتها أمام أولادها وبقية أفراد أسرتها....وهنا لدينا سؤال يتردد كثيرا وهو
هل يجوز للزوجه هجر زوجها إذا ظلمها ؟
" فإذا هجرت الزوجة فراش زوجها ـ بغير حقّ ـ فقد ارتكبت محرما وتعرضّت لغضب الله عز وجلّ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِح .... "متفق عليه"
أمّا إذا كان زوجها ظالماً لها،((( فلا يكون هجرها لفراشه حراماً ))) قال الشيخ ابن عثيمين عند شرح الحديث السابق: والحاصل أن هذه الألفاظ التي وردت في هذا الحديث هي مطلقة، لكنها مقيدة بكونه قائما بحقها، أما .....إذا لم يقم بحقها...... فلها أن تقتص منه وأن تمنعه من حقه مثل ما منعها من حقها، لقوله تعالى: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. " إنتهى
و مؤكد أن الملائكة لن تدعو لزوجك إذا هجرك بدون حق ... بل ذكر العلماء أنه يجوز لها أن تدعوا عليه فقط في حالة ظلمه لها موضحا أن هجر الزوج لزوجته يعد من الظلم !!!و يجوز لها أن تطالب بالطلاق بسبب هذا الهجر الغير مبرر ....
وهنا نعود لموضوعنا الأساسي وهو
ماذا إن لم يفد هذه الزوجة المتغطرسة لا الوعظ ولا الهجر ؟؟؟
ثالثا: الضرب
طبعا بعض المشككين في الإسلام عندما يسمع آيه "و اضربوهن " تجده يبتسم ابتسامة الذئب الذي يظن أنه وجد فريسة سهلة و سينقض عليها ليقضي عليها تماما حتى آخرها ....ولكن دعونا نرى إن كان هذا صحيحا ؟
بالنسبه للضرب عموما فهو موجود في كل المجتمعات الآن حتى الراقي والمتقدم منها بل يوجد أسوء من الضرب وفي أكثر الدول تقدم وقد نشرنا إحصائيات عديدة في هذا و لايتبجح في نفي هذا إلا جاهل ....عودة لموضوعنا
في هذه الحالة و إن أصرت على موقفها فإن إصرارها يعبر عن عمق غرورها و اعتدادها بنفسها و تشامخها واستصغارها لقدر زوجها، إذ لا مبرر لهذا العناد بعد وعظها و استيضاح مناشئ غضبها والمبادرة من قبل الزوج لمعالجتها ثم التحفظ على كرامتها من أن تمس عندما اتخذ معها الإجراء الثاني، فلا تفسير لهذا العناد سوى الشعور بالاستعلاء والغطرسة، حيث افترضنا أن منشأ هذا الغضب لم يكن قابلاً للزوال... وأنه نشأ عن بعض العوارض التي قد يتفق حدوثها في كل بيت، و قد سعى الزوج جاهداً – بحسب الفرض – لمعالجة أسباب الغضب، فعندما تصر الزوجة على حالة النشوز فإن ذلك يعبر عن وجود خلل كامن في نفسيتها أرادت التنفيس عنه بواسطة ما تظهره من نشوز حاد تبددت معه كل محاولات العلاج.....
هنا يكون النشوز الذي هي عليه قد بلغ مرحلة تنذر بنقض بناء الأسرة والذي من المفترض أن تكون حريصة على تقويمه وتشييده لا أن تعمل على تقويضه ونقضه...وهنا فقط و في هذه الحالة النادرة جداا ...يستخدم الزوج المرحلة الثالثة و هي الضرب المعبر عن التوبيخ والتأنيب وليس الإنتقام و التشفي وهذا مايكون كفيلاً بتذكيرها بالتزاماتها تجاه أسرتها ....ولكن يجب علينا أن نعرف ماهى حالات وشروط وكيفيييييية هذا الضرب ؟
لأن بعض الأزواج يستغل هذه الآية بصورة سيئة جدااا للأسف ..وسيتضح الأمر أكثر بعد شرح هذه الشروط
شروط الضرب
* القاعده الأساسية في هذا أن يكون الضرب غير مبرح .... فما معنى كلمة غير مبرح ؟
قال الحسن البصري : يعني غير مؤثر.وقال عطاء : قلت لابن عباس ما الضرب غير المبرح ؟ قال : بالسواك ونحوه .
هل تدركون معنى هذا ؟بمعنى أن هذا الضرب يعد صورة رمزية فقط .. ليس الغرض منها إيذاء المرأة ولا إهانتها ، ولكن إشعارها بأنها مخطئة في حق زوجها ...وقد بدأ خطئها يصل لمرحلة الخطورة
و تخيلوا معي أن الرجل وفي ظل هذه الحالة التي سيصل بها لمرحلة أن يضربها ضرب غير مؤثر و بشيء كالسواك ...أنه لايجوز له ضرب الوجه بل حتى لايجوز له أن يقول لها قبح الله وجهك لقول صلى الله عليه وسلم ..."ولا تضرب الوجه .. ولا تـُقبح (أي لا تقل لها قبح الله وجهك أو قبحك الله "
.ذلك الرجل الوقح الذي يضرب المرأة بعنف وبقذارة ويتمسح غباءا وجهلا بهذه الآية .....هل يعلم الرجل أنه لو كان الضرب ضرباً مبرحاً أو موجباً للإيذاء والإدماء أو الكسر أو الرضّ أو حتّى أدنى من ذلك وهو ما ينتج عنه اسوداد البدن أو احمراره ...أن هذا كله يجعله مداناً، وعليه الضمان والدية بل والقصاص أيضاً إذا تعمّد إيقاع ما يوجبه ؟
*الشرط الثانى في الضرب : إذا أحرز أنّ ذلك سينفع في إنهاء حالة النشوز عند زوجته وإلاّ لم يسغ له ضربها، لأنّه ليس الغرض من الضرب هو التشفي والانتقام لنفسه كما ذكرنا سابقا ....وإنّما هو التأديب والتأنيب وإشعار الزوجة أنَّ الأمر قد بلغ مرحلة تنذر بانتقاض بناء الأسرة، فقد تكون الزوجة في غفلة عن ذلك نتيجة شعورها بالعزّة أو اغترارها بجمالها أو مالها أو عشيرتها أو أولادها، فقد يوهمها ذلك أنَّ زوجها لن يفرّط فيها وأنَّ ما هي عليه من جمال مثلاً يحول دون اتّخاذ الزوج قرار طلاقها...... فيبعثها ذلك نحو التمادي و الاستعلاء وتجاوز حقّ الزوج ....فيكون ضربها إيذاناً بوصول العلاقة إلى مرحلة قد تكون المرحلة التي تليها هي الطلاق، ومن هنا يتسبّب ضرب الزوجة في أن تراجع حساباتها وتستعيد رشدها.
والجدير بالذكر أن هناك حالات لايجوز فيها الضرب وباجماع الفقهاء....وهي أن تكون الزوجة كارهة لزوجها لمبررات شخصية أو عقلائية لا يرجى زوالها، و هذه الحالة .... اتخاذ هذا العلاج لن يساهم في معالجة المشكلة إن لم يساهم في تأزيمها، نعم مثل هذه الحالة قد ينفع معها الموعظة أو توسيط حكمين واحد من أهلها و آخر من أهله و إلا فلا سبيل سوى الطلاق.=================لماذا شرع الضرب وماقول الرسول-صلى الله عليه وسلم - فيه ؟
ما ضرب صلى الله عليه وسلم بيده خادما قط و لا امرأة ، ولا ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط ؛ إلا أن يجاهد في سبيل الله " .. رواه مسلم ..
لماذا شرع الضرب ؟فعن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لاتضربوا إماء الله (أي النساء) .. فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ذئرن النساء على أزواجهن ..(أي يشتكي للرسول أن الزوجات نشزن بسبب ذلك وساءت أخلاقهن معهم واجترأن عليهم) فرخص في ضربهن .. فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن (أي اشتكين لزوجات النبي) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن : ليس أولئك بخياركم " ...رواه أبو داود وصححه الألباني ...ن
وجاء في " عون المعبود شرح سنن أبي داود " ( 6 / 130 ) التعليق على قول النبي الأخير :" بل خياركم : مَن لا يضربهن ، ويتحمَّل عنهن ، أو يؤدبهن ولا يضربهن ضرباً شديداً يؤدي إلى شكايتهن " ..
وهذا التسلسل فى التشريع يوضح لنا ...كيف أن بعض النساء لايصلحهن الا الضرب "كما ذكر هذا الدكتور مصطفى محمود فى كتابه حوار مع صديقي الملحد "وطبعا بالشروط التى ذكرناها ---------------------------------------------سؤال مهم : لماذا لم تعطى المرأة مهمة ضرب زوجها ؟--------------------------------------------- عندما يتجاوز الزوج حق زوجته في المعاشرة بالمعروف ويسيء إليها ويظلمها فإن لها الحق في أن ترفع أمرها إلى الحاكم الشرعي إذا لم تجدِ معه الموعظة، وحينئذٍ يتولى الحاكم الشرعي تأديبه بما يراه مناسباً، فقد يؤدبه بالحبس وقد يؤدبه "بالجلد " ثم يرغمه على الالتزام بحقوق زوجته، وأما لماذا لم تُعط الزوجة مهمة التأديب لزوجها فلأنها غالباً لا تقوى على ذلك.
تعريف النشوز:
الأصل فى الحياة بين الزوجين هو "المودة والرحمة" ..حتى ولو انتفت المحبة القلبية فقد أمر الإسلام الزوج أيضا بإكرام زوجته و معاشرتها بالمعروف
فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة النساء الآية 19 ( وَ عَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ يَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) ...بل و هناك الكثير من الآيات المعروفة في هذا المجال و التي يصعب سردها كلها الآن و لكن كلها تحث على وجوب احترام الزوج لزوجته و معاملتها بالمعروف ...وأنه يؤجر على هذا حتى لو كان ما يفعله أنه يضع اللقمة في فمها ....
ولكن هناك بعض الحالات و التي يحصل فيها بين الأزواج ما يسمى ب"نشوز الزوجة " فما معنى نشوز الزوجة ؟؟نشوز الزوجة ببساطه هو : استعلاؤهن على أزواجهن وارتفاعهن وعصيانهن ، وعدم طاعتهن ، فيما تلزم طاعتهم فيه، بغضا منهن و إعراضا عنهم لا أكثر ...أي أنها ترفض طاعته فقط لاستعلائها عليه و استخفافها به ...و في هذه الحالة يتوجب وجود علاج للأمر ...و دعونا الآن نبدأ في شرح هذا العلاج
علاج النشوز
أولا : الوعظ
وهو أن يبدأ الزوج بطريقة محترمة جدا و برفق شديد محاولا استيضاح مناشئ الغضب عند الزوجة والسعي لمعالجتها إن كانت عقلانية، فلعل الزوج كان غافلاً أو قاصداً لأمر لم يكن مبرراً....وإن لم تكن مناشئ الغضب عند الزوجة عقلانية كان على الزوج إيضاح ذلك لها و محاولة إيقافها على سوء فهمها لأساليبه وقراراته، فلعلها كانت غافلة عن منشأ ذلك مما حدى بها إلى تفسيرها بما أوجب غضبها، وحينئذٍ فإن اقتنعت الزوجة و رضيت و أنهت حالة النشوز فلا سبيل للزوج عليها، و يلزمه معاشرتها بعدئذٍ بالمعروف والإحسان .....ولكن
ماذا إن أصرت على النشوز ولم تجدِ معها الموعظة .....هنا يكون للزوج اتخاذ إجراءٍ آخر معها، لعلها تثوب إلى رشدها، إذ أن إصرارها على حالة النشوز رغم وعظها واستيضاح مناشئ غضبها والسعي من أجل حلها يعبر عن نوع استكبار وشعور بالاستعلاء وإرادة لابتزاز موقع الزوج في محيط الأسرة واستغلال حاجته إليها وتوهم إن اتخاذ الإجراء الأول معها وهو الوعظ يعبر عن حالة ضعف يستشعره الزوج تجاهها.....وهنا تبدأ المرحله الثانية وهي
ثانيا : الهجر في المضجع:
وهنا لابد من اتخاذ إجراءٍ آخر معها، عله يجدي في تبديد حالة الوهم الذي أحاطت نفسها به، وهذا الإجراء هو من سنخ ما تشعره من كبرياء واستعلاء، إذ يعمد الزوج إلى أمضى سلاح وأقوى وسيلة تعتمدها الزوجة لإرغام زوجها وهو الجنس والمضاجعة، حيث هي تتوهم أنه أضعف من أن يقاوم هذه الحاجة الملحة مما يحدو بها إلى التمرد على حقوقه مستشفعة بما تعرفه من رغبته الشديدة في ذلك .... فإذا ما هجرها في مضجعها وأعرض عنها علمت أنه ما ليس ثمة من سلاح تتوسل به لإرغامه واستضعافه بعد أن قاوم أمضى أسلحتها وبعد أن استنفدت كل ما تملكه من وسائل الضغط، وحينئذٍ لا سبيل لها سوى إنهاء حالة النشوز بل قد ينتج هذا الإجراء إعجاباً في قلب الزوجة بزوجها، إذ أن طبع المرأة ميال للرجل القوي ذي الإرادة الصلبة.
[وهنا توجد لمحه جميله جدااا ] يكون الإعراض هو الإجراء الثاني لمعالجة حالة النشوز، وقد روعي فيه التكتم والسرية وعدم إظهار ذلك أمام الأولاد وبقية أفراد الأسرة حفاظاً على كرامة الزوجة، و لهذا نجد الآية الشريفة تقيد الهجران بالمضاجع فهو أليق بمشاعر الزوجة وأحاسيسها وأدعى لمراجعتها نفسها، إذ لو قد شعرت بالإهانة فإنه قد تتمادى وتصر على حالة النشوز انتصاراً لكرامتها وعزتها أمام أولادها وبقية أفراد أسرتها....وهنا لدينا سؤال يتردد كثيرا وهو
هل يجوز للزوجه هجر زوجها إذا ظلمها ؟
" فإذا هجرت الزوجة فراش زوجها ـ بغير حقّ ـ فقد ارتكبت محرما وتعرضّت لغضب الله عز وجلّ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِح .... "متفق عليه"
أمّا إذا كان زوجها ظالماً لها،((( فلا يكون هجرها لفراشه حراماً ))) قال الشيخ ابن عثيمين عند شرح الحديث السابق: والحاصل أن هذه الألفاظ التي وردت في هذا الحديث هي مطلقة، لكنها مقيدة بكونه قائما بحقها، أما .....إذا لم يقم بحقها...... فلها أن تقتص منه وأن تمنعه من حقه مثل ما منعها من حقها، لقوله تعالى: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. " إنتهى
و مؤكد أن الملائكة لن تدعو لزوجك إذا هجرك بدون حق ... بل ذكر العلماء أنه يجوز لها أن تدعوا عليه فقط في حالة ظلمه لها موضحا أن هجر الزوج لزوجته يعد من الظلم !!!و يجوز لها أن تطالب بالطلاق بسبب هذا الهجر الغير مبرر ....
وهنا نعود لموضوعنا الأساسي وهو
ماذا إن لم يفد هذه الزوجة المتغطرسة لا الوعظ ولا الهجر ؟؟؟
ثالثا: الضرب
طبعا بعض المشككين في الإسلام عندما يسمع آيه "و اضربوهن " تجده يبتسم ابتسامة الذئب الذي يظن أنه وجد فريسة سهلة و سينقض عليها ليقضي عليها تماما حتى آخرها ....ولكن دعونا نرى إن كان هذا صحيحا ؟
بالنسبه للضرب عموما فهو موجود في كل المجتمعات الآن حتى الراقي والمتقدم منها بل يوجد أسوء من الضرب وفي أكثر الدول تقدم وقد نشرنا إحصائيات عديدة في هذا و لايتبجح في نفي هذا إلا جاهل ....عودة لموضوعنا
في هذه الحالة و إن أصرت على موقفها فإن إصرارها يعبر عن عمق غرورها و اعتدادها بنفسها و تشامخها واستصغارها لقدر زوجها، إذ لا مبرر لهذا العناد بعد وعظها و استيضاح مناشئ غضبها والمبادرة من قبل الزوج لمعالجتها ثم التحفظ على كرامتها من أن تمس عندما اتخذ معها الإجراء الثاني، فلا تفسير لهذا العناد سوى الشعور بالاستعلاء والغطرسة، حيث افترضنا أن منشأ هذا الغضب لم يكن قابلاً للزوال... وأنه نشأ عن بعض العوارض التي قد يتفق حدوثها في كل بيت، و قد سعى الزوج جاهداً – بحسب الفرض – لمعالجة أسباب الغضب، فعندما تصر الزوجة على حالة النشوز فإن ذلك يعبر عن وجود خلل كامن في نفسيتها أرادت التنفيس عنه بواسطة ما تظهره من نشوز حاد تبددت معه كل محاولات العلاج.....
هنا يكون النشوز الذي هي عليه قد بلغ مرحلة تنذر بنقض بناء الأسرة والذي من المفترض أن تكون حريصة على تقويمه وتشييده لا أن تعمل على تقويضه ونقضه...وهنا فقط و في هذه الحالة النادرة جداا ...يستخدم الزوج المرحلة الثالثة و هي الضرب المعبر عن التوبيخ والتأنيب وليس الإنتقام و التشفي وهذا مايكون كفيلاً بتذكيرها بالتزاماتها تجاه أسرتها ....ولكن يجب علينا أن نعرف ماهى حالات وشروط وكيفيييييية هذا الضرب ؟
لأن بعض الأزواج يستغل هذه الآية بصورة سيئة جدااا للأسف ..وسيتضح الأمر أكثر بعد شرح هذه الشروط
شروط الضرب
* القاعده الأساسية في هذا أن يكون الضرب غير مبرح .... فما معنى كلمة غير مبرح ؟
قال الحسن البصري : يعني غير مؤثر.وقال عطاء : قلت لابن عباس ما الضرب غير المبرح ؟ قال : بالسواك ونحوه .
هل تدركون معنى هذا ؟بمعنى أن هذا الضرب يعد صورة رمزية فقط .. ليس الغرض منها إيذاء المرأة ولا إهانتها ، ولكن إشعارها بأنها مخطئة في حق زوجها ...وقد بدأ خطئها يصل لمرحلة الخطورة
و تخيلوا معي أن الرجل وفي ظل هذه الحالة التي سيصل بها لمرحلة أن يضربها ضرب غير مؤثر و بشيء كالسواك ...أنه لايجوز له ضرب الوجه بل حتى لايجوز له أن يقول لها قبح الله وجهك لقول صلى الله عليه وسلم ..."ولا تضرب الوجه .. ولا تـُقبح (أي لا تقل لها قبح الله وجهك أو قبحك الله "
.ذلك الرجل الوقح الذي يضرب المرأة بعنف وبقذارة ويتمسح غباءا وجهلا بهذه الآية .....هل يعلم الرجل أنه لو كان الضرب ضرباً مبرحاً أو موجباً للإيذاء والإدماء أو الكسر أو الرضّ أو حتّى أدنى من ذلك وهو ما ينتج عنه اسوداد البدن أو احمراره ...أن هذا كله يجعله مداناً، وعليه الضمان والدية بل والقصاص أيضاً إذا تعمّد إيقاع ما يوجبه ؟
*الشرط الثانى في الضرب : إذا أحرز أنّ ذلك سينفع في إنهاء حالة النشوز عند زوجته وإلاّ لم يسغ له ضربها، لأنّه ليس الغرض من الضرب هو التشفي والانتقام لنفسه كما ذكرنا سابقا ....وإنّما هو التأديب والتأنيب وإشعار الزوجة أنَّ الأمر قد بلغ مرحلة تنذر بانتقاض بناء الأسرة، فقد تكون الزوجة في غفلة عن ذلك نتيجة شعورها بالعزّة أو اغترارها بجمالها أو مالها أو عشيرتها أو أولادها، فقد يوهمها ذلك أنَّ زوجها لن يفرّط فيها وأنَّ ما هي عليه من جمال مثلاً يحول دون اتّخاذ الزوج قرار طلاقها...... فيبعثها ذلك نحو التمادي و الاستعلاء وتجاوز حقّ الزوج ....فيكون ضربها إيذاناً بوصول العلاقة إلى مرحلة قد تكون المرحلة التي تليها هي الطلاق، ومن هنا يتسبّب ضرب الزوجة في أن تراجع حساباتها وتستعيد رشدها.
والجدير بالذكر أن هناك حالات لايجوز فيها الضرب وباجماع الفقهاء....وهي أن تكون الزوجة كارهة لزوجها لمبررات شخصية أو عقلائية لا يرجى زوالها، و هذه الحالة .... اتخاذ هذا العلاج لن يساهم في معالجة المشكلة إن لم يساهم في تأزيمها، نعم مثل هذه الحالة قد ينفع معها الموعظة أو توسيط حكمين واحد من أهلها و آخر من أهله و إلا فلا سبيل سوى الطلاق.=================لماذا شرع الضرب وماقول الرسول-صلى الله عليه وسلم - فيه ؟
ما ضرب صلى الله عليه وسلم بيده خادما قط و لا امرأة ، ولا ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط ؛ إلا أن يجاهد في سبيل الله " .. رواه مسلم ..
لماذا شرع الضرب ؟فعن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لاتضربوا إماء الله (أي النساء) .. فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ذئرن النساء على أزواجهن ..(أي يشتكي للرسول أن الزوجات نشزن بسبب ذلك وساءت أخلاقهن معهم واجترأن عليهم) فرخص في ضربهن .. فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن (أي اشتكين لزوجات النبي) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن : ليس أولئك بخياركم " ...رواه أبو داود وصححه الألباني ...ن
وجاء في " عون المعبود شرح سنن أبي داود " ( 6 / 130 ) التعليق على قول النبي الأخير :" بل خياركم : مَن لا يضربهن ، ويتحمَّل عنهن ، أو يؤدبهن ولا يضربهن ضرباً شديداً يؤدي إلى شكايتهن " ..
وهذا التسلسل فى التشريع يوضح لنا ...كيف أن بعض النساء لايصلحهن الا الضرب "كما ذكر هذا الدكتور مصطفى محمود فى كتابه حوار مع صديقي الملحد "وطبعا بالشروط التى ذكرناها ---------------------------------------------سؤال مهم : لماذا لم تعطى المرأة مهمة ضرب زوجها ؟--------------------------------------------- عندما يتجاوز الزوج حق زوجته في المعاشرة بالمعروف ويسيء إليها ويظلمها فإن لها الحق في أن ترفع أمرها إلى الحاكم الشرعي إذا لم تجدِ معه الموعظة، وحينئذٍ يتولى الحاكم الشرعي تأديبه بما يراه مناسباً، فقد يؤدبه بالحبس وقد يؤدبه "بالجلد " ثم يرغمه على الالتزام بحقوق زوجته، وأما لماذا لم تُعط الزوجة مهمة التأديب لزوجها فلأنها غالباً لا تقوى على ذلك.
تعليق