إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف وصل المنهج السلفى إلى مصر (2)؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف وصل المنهج السلفى إلى مصر (2)؟

    كيف وصل المنهج السلفى إلى مصر (2)؟

    الروافد التي أثرت في الدعوة السلفية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذا التأثر - أي التأثر بالدعوة الوهابية في مصر - تبلور بعد ذلك حينما ظهرت حركة ( جمال الدين الأفغاني ) علي إعتزاليته ثم تلميذه ( محمد عبده ) وقد رأي هؤلاء في الحركة الوهابية - وكانت الحركة الوهابية قد استعادت جأشها وقوتها بعد الهزيمة من محمد علي - أنهم منهج يدعو لنبذ التعصب ومحاربة الخرافة المتمثلة في بدع المتصوفة .

    كانت مشكلة ( جمال الدين الأفغاني ) و ( محمد عبده ) هي العقلانية
    والعقلانية منهج مضاد تماما للروحانية الصوفية أو لسطو الوجد عند الصوفية

    فعند الصوفية الإحساس والذوق والإلهام والكشف الحجة الأولي وعند هؤلاء العقل والتجربة والمشاهدة والحسن الحج الأولي فكان الصدام شديد بين هؤلاء وهؤلاء

    فكانت حركة ( جمال الدين الأفغاني ) رغم أنها قادرة علي الكتابة و المناظرة كانت تنهزم وتنكسر أمام تعصب الناس للموروثات الفكرية والثقافية التي أخذوها والتي كان يشجعها الأزهر ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ )
    فوقفت هذه الموروثات عقبة كما وقفت عقبة أمام السلفيين ووقفت عقبة أيضا أمام العقلانيين فرأي ( جمال الدين الأفغاني ) في حركة الشيخ ( محمد بن عبد الوهاب ) نجاحا لم يحققه هو في القدرة علي كسر التعصب وتعبيد الناس لله سبحانه وتعالي بغير منهج الآباء والأجداد فأخذ يمدحه وكذلك ( محمد عبده ) من بعده

    كان الاثنان يشتركان في إصدار جريدة ( العروة الوثقي ) فأخذ كلاهما يمدح في الحركة الوهابية دون المدح للتفاصيل إنما يمدحون في حركة المجدد النابذ للتعصب الداعي الى العودة للتجديد و المناقشة و عدم وجود مسلمات لم يسلم بها الشرع ونحو ذلك

    ثم جاء الشيخ ( محمد رشيد رضا ) و كان الشيخ ( محمد رشيد رضا ) أكثر اختلاطا بتفاصيل المنهج الوهابي بعد الأفغاني ومحمد عبده و بالتالي اختلف مع أستاذه ( محمد عبده )

    كان الشيخ ( رشيد رضا ) له كتاب ترجمه للشيخ ( محمد عبده ) اسمه ( الأستاذ الإمام محمد عبده ) فقد كان يعتبره أستاذا و إماما فكان إذا قال قال الأستاذ فكان يقصد محمد عبده ومع ذلك اختلف معه اختلافات كثيرة مردها في النهاية إلي الفرق بين عقلانية محمد عبده واعتزاليته و سلفية محمد رشيد رضا

    فالشيخ ( محمد رشيد رضا ) يعتبر هو أبو السلفيين في مصر أصدر جريدة المنار وكان في البداية يقوم بها وحده
    كان هو المحرر و الكاتب و المراجع و الطابع و الموزع حتى أضيف إليه الشيخ ( محب الدين الخطيب ) و ترتب علي ذلك تكوين جبهة سلفية لم يلبث أن التقي معها الشيخ ( أحمد شاكر ) والتقي الشيخ أحمد مع هذه المجلة كمحرر شاب تأثر بالفكر السلفي ثم دخل كذلك الشيخ ( محمد حامد الفقي ) و الشيخ ( عبد الرزاق عفيفي )

    وكان ممن عاصر انضمام الشيخ ( محب الدين الخطيب ) للمجلة الأستاذ ( حسن البنا ) و الذي تأثر جدا بالشيخ رشيد رضا و كان هذا هو الرافد السلفي في دعوة الإخوان
    وكان هناك نوع من الارتباط بين الشيخ ( حسن البنا ) و الشيخ ( محب الدين الخطيب )

    فالشيخ محمد رشيد رضا و ما انتهى اليه أتباعه و المقربون من تلامذته الشيخ محمد حامد الفقي و الشيخ عبد الرزاق عفيفي من تكوين جماعة أنصار السنة السلفية كان رافدا سلفيا أثر في الدعوة السلفية

    فهذا هو الرافد الأول

    الرافد الثاني كان الشيخ ( الألباني ) رحمه الله والتقاء الشيخ الألباني بالشيخ محمد رشيد رضا كان التقاء صحف

    كان الشيخ الألباني رحمه الله مدمنا للقراءة وكان يقرأ كل ما تصل إليه يده وكان شغوف جدا بالقصص البوليسية و كان فقيرا أيضا فعندما كان يريد شراء قصة من القصص البوليسية كان لا يجد المال لذلك كان يذهب إلي الوراقين ويشتري منهم القصص البوليسية ( الوراقين من يبيعون الكتب القديمة )

    فكان الوراقون إذا رأوا الشيخ الألباني يضع عينه علي كتاب بعينه زادوا في ثمنه فكان الشيخ الألباني يلجأ إلي حيلة أن يوهم الوراق انه يشتري ورق فكان يجمع الصحف والمجلات ويضع في وسطها الكتب والقصص التي يريدها فبدلا من أن يعطيها له الوراق بالكتاب كان يحاسبه عليها بالكمية أو بالكيلو و نحو هذا فكان من ضمن الصحف التي يأخذها ضمنا كي يأخذ ما يريد من القصص البوليسية جريدة المنار ورأي فيها الشيخ الألباني إشارة قوية إلي ضرورة الالتزام بالحديث النبوي و العودة إلي الأصلين الصافيين الكتاب والسنة

    و الحديث النبوي أصل صافي وان كان دخل عليه الضعيف فقد صفاه أهل العلم للأمة من خلال علم الحديث فأثر هذا في الشيخ الألباني رحمه الله و حول دفة الشيخ الألباني إلي سلفي محدث

    سلفي أولا يطلب الرجوع إلي الدليل و ينبذ التعصب خاصة أن الشيخ الألباني رحمه الله نشأ في بيئة غاية التعصب فوالده كان حنفيا متعصبا و كان والده قد بلغ درجة عالية جدا في التعصب حتى أن الشيخ الألباني رحمه الله يحكي أن والده خير أخاه بين أن يترك البيت أو يخلع حشو ضرسه لأنه كان يتبني رأيا شاذا عند الأحناف أن كل ما أمكن أن يلامس من الجسد فهو من الظاهر الذي يجب غسله من الجنابة ولا يجزئ الغسل بدون أن يصل إليه الماء وكان هذا المذهب شاذ حتى عند الأحناف و لكن كان والده يتبناه
    فالشاهد انه كان شديد التعصب ونشأ الشيخ الألباني في هذه البيئة الذي كان أكبر محاربا للتعصب

    و كان طوق الخروج من العصبية كتابات الشيخ ( محمد رشيد رضا ) في مجلة المنار فتابعها الشيخ الألباني بشغف حتى تحول بعد ذلك إلي شيخ السلفية المحدث الشيخ الألباني

    وهذا هو الرافد الثاني الذي أثر في السلفية في مصر

    الرافد الثالث هو الدعوة الوهابية نفسها والتي تبلورت في شكل لجنة الفتوى تكونت بعد وفاة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله لكي تقوم مقامه
    لما توفي الشيخ محمد بن إبراهيم أنشأت السعودية عدة وزارات لكي تقوم بأعمال الشيخ محمد بن إبراهيم فكان وحده يقوم بعمل وزارات فكان من ضمن ما أنشأوه هيئة الدعوة والإرشاد و لجنة الفتوى وكانوا تابعين لوزارة الأوقاف ليقوموا بالعمل الذي يقوم به الشيخ محمد بن إبراهيم وكان هذا أيضا رافد أثر في الدعوة السلفية
    رابط الجزء السابق
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=225849

  • #2
    رد: كيف وصل المنهج السلفى إلى مصر (2)؟

    جزاك الله خيرا اخى الحبيب ونفع بك
    راقب نفسك في الخلوات..
    إنَّ الإيمان لا يظهر ؛ في صلاة ركعتين ، أو صيام نهار ..
    بل يظهر ؛؛ في مجاهدة النفس و الهوى ..



    تعليق

    يعمل...
    X