Tweet
كيف وصل المنهج السلفى إلى مصر؟
سلسلة تاريخ الدعوة السلفية ( 1 )
ما أطرحه في هذه السلسلة هو مجهود جمعه الشيخ هيثم رحمه الله بنفسه و ألقاه في عدة محاضرات ...... ثم قام أخوة أفاضل من المشرفين في صفحة شباب الدعوة السلفية في مصر بتفريغه و تنسيقه استكمالا للسلسلة التى تحدث فيها الدكتور علاء بكر عن نشأة السلفية والتغيرات التى طرأت على المسلمين منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم
كيف وصل المنهج السلفى إلى مصر؟
أولا نذكر أن المنهج السلفي هو فهم الكتاب والسنة بفهم الصحابة وتابعيهم من القرون الخيرية الثلاثة
المقصود بالسلف اللذين ننتمي إليهم هم الذي قال فيهم النبي صلي الله عليه وسلم " خير القرون قرني ثم اللذين يلونهم ثم اللذين يلونهم "
هذا الفهم تعرض للمخالفات وتعرض للنقد وانتقل هذا الفهم بالسنة من لدن النبي وأصحابه حتى أيامنا هذه لكن كان ظهور هذا الفهم وخفاؤه هو الذي يمر بمراحل مختلة أحيانا يقوي هذا الفهم وأحيانا يضعف وأحيانا ينحصر في أفراد حتى يظن البعض انه قد مات ثم تعود شمسه لتنشر من جديد
هذه هي السنة قال النبي "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مئة عام من يجدد لها دينها "
فعندما تقول كيف وصل الفهم السلفي لمصر نقصد كيف وصلت طفرة إحياء المنهج السلفي لمصر ؟
كيف انتقل المنهج العملي لإحياء الفهم السلفي الي مصر ؟ وإلا فالفهم السلفي لم يزل موجودا في كتب الأئمة والعلماء منذ أقدم العصور .
في العصر الحديث حركة الإحياء السلفي جاءت بعد طول هيمنة صوفيه علي الدولة الإسلامية وعلي العقول الإسلامية كان السبب في هذا تأثر الخلافة العثمانية أو تبني الخلافة العثمانية علي وجه الدقة للمناهج الصوفية وقبولها للأفكار الصوفية علي اختلافها وعندما نقول الأفكار الصوفية فليست كل الصوفية ابن عربي والحلاج - ولكن حتى هذا كان موجودا -
ويكفي أن الخليفة كان يرصد لتجديد الأضرحة وإقامة الموالد أموالا طائلة من ميزانية الدولة الإسلامية من بيت مال المسلمين فظلت الأمة الإسلامية تعاني فترة طويلة من غياب المنهج السلفي عقب قيام الخلافة العثمانية والتي كانت تالية للخلافة العباسية والتي كان فيها انتشار وترسيخ المنهج المعتزلي.
إحياء المنهج السلفي في الدول المعاصرة كان بلا خلاف من بدأه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
حتى لا ندخل في تفاصيل تاريخه نقول باختصار أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التقت مع مصر في عدة مواطن :
- الموطن الأول : من خلال الحرب مع قوات محمد علي وهذا ترتب عليه هزيمة قوات السلفيين الوهابيين في السعودية و أسر بعضهم وجيء بهم إلي مصر
و هذا القتال كان سببا في نوع من الغزو السلفي للصوفية المصرية
فلو قلنا أن أقدم الشخصيات السلفية المعاصرة أو الحديثة في مصر ستجد الزبيدي والجبرتي فهؤلاء كانوا شخصيات سلفية وان كانت ليس سلفية بالمعني الذي نقصده ولكنها شخصيا رفضت خرافات التصوف مقارنة بقبولها الجارف للعودة للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
الجبرتي رحمه الله كان بداية تأثره ما تعلمه كمؤرخ لما يحدث في أرض المعركة بين المصريين وبين الوهابيين أو الحركة الوهابية في بلاد الحجاز
في بداية الحركة الوهابية منت الجيوش المصرية بالعديد من الهزائم و تعجب الناس كلهم
فالحركة الوهابية القائم عليها أفراد وليس جيش نظامي حتى الجيوش النظامية في ذلك الوقت درجات وكان أعلي الجيوش في ذلك الوقت الجيش الانجليزي والفرنسي وكان الجيش المصري قطعة من الجيش الفرنسي فكانت أحدث الأساليب المطبقة في الجيش الفرنسي تطبق في الجيش المصري ، أحدث الأسلحة متوفرة ، أحدث الخطط العسكرية عندهم
أما أن حركة أفراد أو ميليشيات تهزم جيشا منظما كالجيش المصري الذي أسسه محمد علي فنص الجبرتي علي ذلك في تاريخه
فقال ( إن من نظر إلي حال جنود الوهابيين علم لماذا ينتصرون ؟ قال فان هؤلاء الوهابيين يبيتون ليلهم يصلون يقرؤون القران وهم أحرص الناس علي صلاة الفجر ثم بعد ذلك يبدؤون القتال )
قال ( وهم في قتالهم يصلون قال وما منهم من احد إلا وهو يسبح ويذكر ويهلل في قتاله )
قال (وأما جيشنا فليس فيه من لا يشرب الخمر وكثير منهم لا يصلي وبعضهم لم يختن فاني لهؤلاء أن يهزموا هؤلاء ؟ )
فهذا كان تأثر الجبرتي وما نقله في تاريخه
- ثم بعد هذا حدثت الهزيمة للحركة الوهابية لخيانة من جيش محمد علي وتم أسر بعضهم وأحضر إلي مصر وهذا سبب طفرة في الأسرة الحاكمة وسبب طفرة كذلك في الأزهر
سبب طفرة الأزهر أن هؤلاء الأسري كانوا يحرصون علي لقاء علماء الأزهر كانوا يبعثون إلي علماء الأزهر أنهم يريدون لقاءهم وربما طلبوا أن يخرجوا من محبسهم للقاء مشايخ الأزهر لسؤالهم عن معضلات المسائل ومناقشتهم في كثير من أمور الخلاف الفكري بين صوفية الأزهر وبين السلفية الوهابية ومع ذلك لم يحجروا علي أنفسهم أن يستفيدوا من متانة وقوة الأزهر في علوم الفقه والأصول وغير ذلك
بعضهم اتصل بعباس الأول ابن محمد علي وطلب منه أن يسمح له بالخروج للأزهر فتأثر عباس بهم وكان يذهب إليهم في الزنازين حتى أنه أطلق سراح بعضهم بدون إذن أبيه .
لما جئ بهم أسري إلي مصر كانت العادة أن الأسير حينما يدخل يركب جمل ويطاف به في شوارع القاهرة فكانوا ينشغلون وهم يطوفون بهم بالسؤال والتدوير عن آثار مصر
فكانوا يسالون هذا الأزهر ؟ لماذا تفعلون هذه العادة ؟ وكأنهم ليسوا أسري حرب ولكنهم شغوفين بطلب العلم فيريد معرفة كل شيء ومن أين جاءت ؟
.................................................. ........................................
في المرة القادمة ان شاء الله ( حركة جمال الدين الأفغاني و تلميذه محمد عبده و تأثرهم بالحركة الوهابية )
سلسلة تاريخ الدعوة السلفية ( 1 )
ما أطرحه في هذه السلسلة هو مجهود جمعه الشيخ هيثم رحمه الله بنفسه و ألقاه في عدة محاضرات ...... ثم قام أخوة أفاضل من المشرفين في صفحة شباب الدعوة السلفية في مصر بتفريغه و تنسيقه استكمالا للسلسلة التى تحدث فيها الدكتور علاء بكر عن نشأة السلفية والتغيرات التى طرأت على المسلمين منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم
كيف وصل المنهج السلفى إلى مصر؟
أولا نذكر أن المنهج السلفي هو فهم الكتاب والسنة بفهم الصحابة وتابعيهم من القرون الخيرية الثلاثة
المقصود بالسلف اللذين ننتمي إليهم هم الذي قال فيهم النبي صلي الله عليه وسلم " خير القرون قرني ثم اللذين يلونهم ثم اللذين يلونهم "
هذا الفهم تعرض للمخالفات وتعرض للنقد وانتقل هذا الفهم بالسنة من لدن النبي وأصحابه حتى أيامنا هذه لكن كان ظهور هذا الفهم وخفاؤه هو الذي يمر بمراحل مختلة أحيانا يقوي هذا الفهم وأحيانا يضعف وأحيانا ينحصر في أفراد حتى يظن البعض انه قد مات ثم تعود شمسه لتنشر من جديد
هذه هي السنة قال النبي "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مئة عام من يجدد لها دينها "
فعندما تقول كيف وصل الفهم السلفي لمصر نقصد كيف وصلت طفرة إحياء المنهج السلفي لمصر ؟
كيف انتقل المنهج العملي لإحياء الفهم السلفي الي مصر ؟ وإلا فالفهم السلفي لم يزل موجودا في كتب الأئمة والعلماء منذ أقدم العصور .
في العصر الحديث حركة الإحياء السلفي جاءت بعد طول هيمنة صوفيه علي الدولة الإسلامية وعلي العقول الإسلامية كان السبب في هذا تأثر الخلافة العثمانية أو تبني الخلافة العثمانية علي وجه الدقة للمناهج الصوفية وقبولها للأفكار الصوفية علي اختلافها وعندما نقول الأفكار الصوفية فليست كل الصوفية ابن عربي والحلاج - ولكن حتى هذا كان موجودا -
ويكفي أن الخليفة كان يرصد لتجديد الأضرحة وإقامة الموالد أموالا طائلة من ميزانية الدولة الإسلامية من بيت مال المسلمين فظلت الأمة الإسلامية تعاني فترة طويلة من غياب المنهج السلفي عقب قيام الخلافة العثمانية والتي كانت تالية للخلافة العباسية والتي كان فيها انتشار وترسيخ المنهج المعتزلي.
إحياء المنهج السلفي في الدول المعاصرة كان بلا خلاف من بدأه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
حتى لا ندخل في تفاصيل تاريخه نقول باختصار أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التقت مع مصر في عدة مواطن :
- الموطن الأول : من خلال الحرب مع قوات محمد علي وهذا ترتب عليه هزيمة قوات السلفيين الوهابيين في السعودية و أسر بعضهم وجيء بهم إلي مصر
و هذا القتال كان سببا في نوع من الغزو السلفي للصوفية المصرية
فلو قلنا أن أقدم الشخصيات السلفية المعاصرة أو الحديثة في مصر ستجد الزبيدي والجبرتي فهؤلاء كانوا شخصيات سلفية وان كانت ليس سلفية بالمعني الذي نقصده ولكنها شخصيا رفضت خرافات التصوف مقارنة بقبولها الجارف للعودة للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
الجبرتي رحمه الله كان بداية تأثره ما تعلمه كمؤرخ لما يحدث في أرض المعركة بين المصريين وبين الوهابيين أو الحركة الوهابية في بلاد الحجاز
في بداية الحركة الوهابية منت الجيوش المصرية بالعديد من الهزائم و تعجب الناس كلهم
فالحركة الوهابية القائم عليها أفراد وليس جيش نظامي حتى الجيوش النظامية في ذلك الوقت درجات وكان أعلي الجيوش في ذلك الوقت الجيش الانجليزي والفرنسي وكان الجيش المصري قطعة من الجيش الفرنسي فكانت أحدث الأساليب المطبقة في الجيش الفرنسي تطبق في الجيش المصري ، أحدث الأسلحة متوفرة ، أحدث الخطط العسكرية عندهم
أما أن حركة أفراد أو ميليشيات تهزم جيشا منظما كالجيش المصري الذي أسسه محمد علي فنص الجبرتي علي ذلك في تاريخه
فقال ( إن من نظر إلي حال جنود الوهابيين علم لماذا ينتصرون ؟ قال فان هؤلاء الوهابيين يبيتون ليلهم يصلون يقرؤون القران وهم أحرص الناس علي صلاة الفجر ثم بعد ذلك يبدؤون القتال )
قال ( وهم في قتالهم يصلون قال وما منهم من احد إلا وهو يسبح ويذكر ويهلل في قتاله )
قال (وأما جيشنا فليس فيه من لا يشرب الخمر وكثير منهم لا يصلي وبعضهم لم يختن فاني لهؤلاء أن يهزموا هؤلاء ؟ )
فهذا كان تأثر الجبرتي وما نقله في تاريخه
- ثم بعد هذا حدثت الهزيمة للحركة الوهابية لخيانة من جيش محمد علي وتم أسر بعضهم وأحضر إلي مصر وهذا سبب طفرة في الأسرة الحاكمة وسبب طفرة كذلك في الأزهر
سبب طفرة الأزهر أن هؤلاء الأسري كانوا يحرصون علي لقاء علماء الأزهر كانوا يبعثون إلي علماء الأزهر أنهم يريدون لقاءهم وربما طلبوا أن يخرجوا من محبسهم للقاء مشايخ الأزهر لسؤالهم عن معضلات المسائل ومناقشتهم في كثير من أمور الخلاف الفكري بين صوفية الأزهر وبين السلفية الوهابية ومع ذلك لم يحجروا علي أنفسهم أن يستفيدوا من متانة وقوة الأزهر في علوم الفقه والأصول وغير ذلك
بعضهم اتصل بعباس الأول ابن محمد علي وطلب منه أن يسمح له بالخروج للأزهر فتأثر عباس بهم وكان يذهب إليهم في الزنازين حتى أنه أطلق سراح بعضهم بدون إذن أبيه .
لما جئ بهم أسري إلي مصر كانت العادة أن الأسير حينما يدخل يركب جمل ويطاف به في شوارع القاهرة فكانوا ينشغلون وهم يطوفون بهم بالسؤال والتدوير عن آثار مصر
فكانوا يسالون هذا الأزهر ؟ لماذا تفعلون هذه العادة ؟ وكأنهم ليسوا أسري حرب ولكنهم شغوفين بطلب العلم فيريد معرفة كل شيء ومن أين جاءت ؟
.................................................. ........................................
في المرة القادمة ان شاء الله ( حركة جمال الدين الأفغاني و تلميذه محمد عبده و تأثرهم بالحركة الوهابية )
تعليق